الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اسْتَخْرَجَهُ فَقَالَ هَذِهِ الْبِئْرُ الَّتِي أُرِيتُهَا وَكَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ وَكَأَنَّ نَخْلَهَا رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ قَالَ فَاسْتُخْرِجَ قَالَتْ فَقُلْتُ أَفَلَا أَيْ تَنَشَّرْتَ فَقَالَ أَمَّا اللَّهُ فَقَدْ شَفَانِي وَأَكْرَهُ أَنْ أُثِيرَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ النَّاسِ شَرًّا
بَاب السِّحْرِ
5406 -
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ سُحِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِنَّهُ لَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا فَعَلَهُ حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ وَهُوَ عِنْدِي دَعَا
ــ
البئر وقيل هو في أعلا البئر يقوم عليه المستقي قوله {أفلا تنشرت} وفي بعضها أفلا أي تنشرت بزيادة أي التفسير وفي بعضها أفلا أتى بنشره بلفظ ماضي مجهول الإتيان ولفظ النشرة بضم النون وسكون المعجمة وهي الرقية التي بها تحل عقدة الرجل عن مباشرة الأهل وهذا يدل على جواز النشرة وأنها كانت مشهورة عندهم ومعناها اللغوي ظاهر فيه هو نشر ما طوي الساحر تفريق ما جمعه والمراد من الناس إما مطلق أو مقيد بلبيد بن الأعصم إذ لما كان ظاهر الإسلام لأنه كان منافقا لم يرد صلى الله عليه وسلم إثارة الإيذاء عليه. {باب السحر} قوله {عبيد} مصغر ضد الحر و {يخيل إليه} أي يظهر له من نشاطه ومتقدم عادته القدرة عليهن فإذا دنا منهن أخذته أخذة السحرة السحر فلم يتمكن من ذلك وقيل كان يخيل إليه ولكن لم يكن يعتقد صحة ما تخيله قيل كان السحر جاريا على جسده وجوارحه لا على عقله وقلبه فيتخيل بالبصر لا بالبصيرة وليس فيه قدح بما يتعلق بالنبوة حاشاه من ذلك ومر في كتاب بدء الخلق في باب صفة إبليس وقال بعضهم قيل تجويز مثله يمنع الثقة بالشرع قلنا هو معصوم بالمعجزات عما يتعلق بالتبليغ وأما في غيره مما يتعلق بأمر الدنيا فلا يبعد أن يخيل إليه منه مالا حقيقة له ولا نقص له بذلك، الخطابي: قيل لو جاز أن يكون للسحر في الأنبياء عليهم السلام تأثير لم يؤمن أن يؤثر ذلك في الوحي والجواب أن الأنبياء بشر جائز عليهم من العلل والأعراض ما جاز على غيرهم وليس تأثير السحر فيهم بأكثر من القتل السم فقد قتل زكريا ويحيى وأمثالهم ولم يكن ذلك دافعاً
اللَّهَ وَدَعَاهُ ثُمَّ قَالَ أَشَعَرْتِ يَا عَائِشَةُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ قُلْتُ وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ جَاءَنِي رَجُلَانِ فَجَلَسَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَاسِي وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ مَا وَجَعُ الرَّجُلِ قَالَ مَطْبُوبٌ قَالَ وَمَنْ طَبَّهُ قَالَ لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ الْيَهُودِيُّ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ قَالَ فِيمَا ذَا قَالَ فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ وَجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ قَالَ فَأَيْنَ هُوَ قَالَ فِي بِئْرِ ذِي أَرْوَانَ قَالَ فَذَهَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ إِلَى الْبِئْرِ فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَعَلَيْهَا نَخْلٌ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى عَائِشَةَ
ــ
لفضيلتهم وإنما هو ابتلاء من الله تعالى أما ما يتعلق بالنبوة فقد عصمه الله من أن يلحقه الفساد وإنما كان يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء ولا يفعله في أمر النساء خصوصا إذا كان قد أخذ عنهن بالسحر لا في غيره فلا نقص فيما أصابه منه على شريعته والحمد لله على ذلك. قوله {لا} فإن قلت المفهوم من الحديث الأول أنه ما استخرجه حيث قال أفلا استخرجته ومن الثاني أنه استخرجه حيث قال فاستخرج ومن الثالث أنه لم يستخرجه إذ قال لا قلت المراد من الاستخراج هو الاستخراج عن موضوعه ومن عدم الاستخراج عدم التنشير ولهذا قال أفلا تنشرت أو عدم الاستخراج من البئر. قال ابن بطال: مدار هذا الحديث على هشام بن عروة وأصحابه مختلفون في الاستخراج فعيسى ابن يونس لم يذكر أنه صلى الله عليه وسلم جاوب عائشة على الاستخراج بشيء وحقق ابو أسامة جوابه بالنفي و {أبو سفيان} فهو نقل السؤال إلى التنشير والوهم على أبي أسامة في أنه لم يستخرجه ويشهد لذلك أنه لم يذكر النشرة في حديثه فوهم فحصل رد جوابه عليه السلام بلا على الاستخراج فالزيادة من سفيان مقبولة لا سيما وهو أضبط حيث حقق الاستخراج وذكر النشرة قال وفيه وجه آخر يحتمل أن يحكم بالاستخراج لسفيان ولأبي أسامة بعدم استخراج صورة ما في الجف من المشط وما ربط به لئلا يراه الناس فيتكلموا به إن أرادوا استعمال السحر فهو مستخرج من البئر غير مستخرج من الجف. {باب من البيان سحرا} قوله {رجلان} اسم أحدهما الزبرقان بالزاي وبالموحدة والراء والقاف