الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
محمد بن علي الشبشيري
محمد بن علي بن سالم، الشيخ المعمر ولي الدين الشبشيري القاهري، الشافعي، أخذ عن السخاوي، والديمي، والسيوطي، والقاضي زكريا، وآخرين توفي في حدود التسعين بتقديم التاء وتسعمائة رحمه الله تعالى.
محمد بن علي التروسي
محمد بن علي بن الحسن بن تاج الدين الكيلاني التروسي الحلبي الشافعي، الصوفي، أحد مريدي الشيخ محمد الخرساني النجمي كان شيخاً صالحاً معمراً مكث بديار العرب مدة تزيد على نصف قرن، ولزم شيخه المذكور بحلب إلى أن توفي بها، وصحب الشيخ علوان، وشيخه سيدي علي بن ميمون، وصحب آخراً الشيخ عبد اللطيف الجامي، والشيخ قطب الدين عيسى الصفوري، وسافر معه إلى بغداد لزيارة من بها من الرجال، ولم يزل يتعاطى أمر التروس العجيبة الثمينة، ويعلم الأطفال أحياناً قراءة القرآن، والكتابة، وهو على سمت الصالحين، وكان يستحضر شيئاً من طب الأبدان كما يستحضر من طب القلوب، إلى أن علت سنه ونحف بدنه فترك تأديب الأطفال وغيره وكان يذكر أن شيخه الخراساني كان يقول له: ستموت في شعبان، وكان كلما دخل شعبان يرقب الموت فإذا انسلخ قال: أنا لا أموت حتى يدخل شعبان ثم اتفق أنه مات في شعبان سنة سبعين وتسعمائة، ودفن بمقبرة الخرساني خارج باب الفرج بحلب رحمه الله تعالى رحمة واسعة آمين.
محمد بن علي القابوني
محمد بن علي الشيخ عفيف الدين بن علاء الدين القابوني الشافعي، خطيب جامع منجك خارج دمشق بمسجد الأقصاب تلا للسبع على الشيخ شهاب الدين الطيبي، وتوفي بعده بسنة سنة وسبعين، وتسعمائة رحمه الله تعالى.
محمد بن علي الجوبري
محمد بن علي خير الدين الجوبري الدمشقي، الشافعي، كان رئيس الشهود بقناة العوني، وبالميدان، وبالكبرى، وناب في القضاء نحو شهر في حدود ستة سبعين ولعله في الصالحية، وكان خصيصاً بشيخ الإسلام الوالد وكان يلف له عمامته توفي في سابع عشر ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة بتقديم السين، فيهما عن نحو ثمانين سنة.
محمد بن علي البكري الصديقي
محمد بن علي بن محمد الشيخ الإمام
شيخ الإسلام وابن شيخ الإسلام العارف بالله وابن العارف به الأستاذ ابن الشيخ شمس الدين ابن أبي الحسن البكري الصديقي، المصري الشافعي. مشهور الآفاق قال الشعراوي: حجبت معه مرتين، فما رأيت أوسع منه خلقاً، ولا أكرم نفساً، ولا أجل معاشرة، ولا أحلى منطقاً درس، وأفتى في علم الظاهر، والباطن، وأجمع أهل الأمصار على جلالته، ونشأ رضي الله تعالى عنه كما نشأ والده على التقوى، والورع، والزهد، وعز النفس حتى أتته الدنيا، وهي راغمة قال: وأعرف من مناقبه ما لا يقدر الأقران على سماعه انتهى.
أخذ العلوم عن والده، وغيره، وأخبرني الدرويش محمد القدسي نزيل دمشق قال: حدثنا الأستاذ سيدي محمد البكري قال: كان أول فتوحي إني كنت يوماً جالساً أطالع في كتاب الفتوحات للشيخ محيي الدين بن العربي، فدخل علي الأستاذ والدي فقال لي: يا محمد ما هذا الكتاب؟ فقلت: يا سيدي فتوحات ابن العربي قال فقال: هذه فتوحات ابن العربي فأين فتوحاتك أنت؟ قال: ففتح لي من ذلك الوقت، وتركت الفتوحات، وغيره. ولما دخل شيخ الإسلام الوالد مصر حاجاً منها في سنة اثنتين وخمسين وتسعمائة. كان الشيخ أبو الحسن قد توفي قريباً وكان حضوره مصر تقريراً لسيدي محمد البكري، وتثبيتاً له، وبلغني أنه حضر أول مجالسه، وكان سيدي محمد يعترف للشيخ بالأستاذية. كما كان أبوه يعترف لأبيه، ويعتقد أنه لولا الشيخ رضي الدين ما حصل لهم من الفتح، واللسان، والمعرفة ما فتح، وأضاف سيدي محمد البكري في التاريخ المذكور شيخ الإسلام الوالد، وحضر تلك الضيافة من أكابر مصر إذ ذاك جماعة، وحدثني الخوجا إبراهيم بن عثمان بن مكسب قال: كنت لا أقول أن في الدنيا مثل شيخ الإسلام الشيخ بدر الدين والدك، وقد دخلت مكة والمدينة واليمن، ومصر، وغيرها، وكنت يوماً ببعض أسواق مصر فمر الشيخ محمد البكري، فرأيت الناس أكبوا عليه وقبلوا يده فقلت مساكين أهل مصر كيف لو رأوا شيخ الإسلام بدر الدين؟ فلما حاذاني سيدي محمد البكري قبلت يده فأمسك على يدي، وقال لي: انظر الشيخ بدر الدين الغزي شيخنا. وأستاذنا، ولكن الاعتقاد مليح، فوقع كلام الشيخ في قلبي، ثم ترددت إليه، وكان هذا سبب اعتقادي فيه. وله رضي الله تعالى عنه تآليف، ورسائل في السلوك وغيره وقفت له على
كتاب هداية المريد، إلى الطريق الرشيد، وكتاب معاهد الجمع، في مشاهد السمع، وله ديوان شعر يدل على مشربه الرائق، ومقامه الفائق، ومن شعره ما أورده في كتابه معاهد الجمع:
شربت من نغمات القدس كاساتي
…
وقام يرقص ناسوتي بآلاتي
وكنت في حان لاهوتي نشاهده
…
وشاهدي اليوم ممحو بأثبات
متى سمعت؟ وإني منه مستمع
…
والآن فقد بأوصافي وحالاتي
ولو نظرت وما عنه حجبت وبي
…
عرائس الجمع يجلوها بمرآتي
ومنه ما أورده في كتاب هداية المريد:
شهدناك في مرآة كل حقيقة
…
تليح لنا فيها الذي أنت تعلمه
وتهدي لنا منها قلوباً توجهت
…
لتعرف ما يخفي المحب ويكتمه
وأعلمتنا منها بوحدتك التي
…
بها طلعت من مشرق الحق أنجمه
فلما عرفناها عرفنا توجهاً
…
إليك فلا وهم علينا نحكمه
فأظهرت وجه النور غير مبرقع
…
فأذهب عنا ما الفؤاد توهمه
فعدنا مفيضين المعارف فيالورى
…
وأخمصنا الصيد الأماجد تلثمه
على أننا في مهلة الشوق لم يرم
…
وحر هوانا بالتذكر نضرمه
ونرسل من آماقنا كل مدمع
…
وحالتنا تقضي بأنا نحمحمه
ومن شعره ما أنشده شيخنا شيخ الإسلام محب الدين الحموي قال: كتب إلي الأستاذ الإمام سيدي محمد البكري في صدر مكاتبة إلي، وأنا قاض بثرمنت:
يا نسمة البان بل يا نسمة الشيح
…
أن رحت يوماً إلى من عندهم روحي
خذي لهم من ثنائي عنبراً عبقاً
…
وأوقديه بنار من تباريحي
حدثنا شيخنا المذكور قال: لما اجتمعت بسيدي محمد البكري قال لي: ما اسمكم قلت عبدكم محب الدين قال: بحم أقسم إني محب، ومحاسنه كثيرة، ولطائفه شهيرة ومن كراماته ما حدث عنه أحد جماعته الشيخ الفاضل عبد الرحيم الشعراوي قال: جاورت بمكة المشرفة مع الأستاذ سيدي محمد البكري الصديقي في بعض مجاوراته، وكنت كثير الملازمة له شديد الاتصال به، فبينما هو جالس يوماً بالحرم الشريف عند منزله باب إبراهيم، وأنا عنده إذ جاء الخادم من منزله، فطلب شيئاً من النفقة، ولم يكن معه إذ ذاك ما ينفق. فقال للخادم: نرسل الآن إن شاء الله فمضى الخادم، ثم عاد وألح في الطلب، فأجاب الشيخ بما
أجاب أولاً، وتكرر ذلك من الخادم فنهض الشيخ للطواف وأنا معه وهو يقول:
صوح النبت فاسقه
…
قطرة من سحائبك
وأغثنا فإننا
…
في ترجي مواهبك
وما زال يكررها في الطواف، واذ بشخص هندي أقبل على الشخص، وقبل يده ودفع له من جيبه صرة من الدنانير، وقال: يا سيدي هذه هدية أرسلها لك معي ملك الهند، فسجد الشيخ شكراً لله تعالى، وانقلب إلى أهله مسروراً، وكان سيدي محمد البكري رضي الله تعالى عنه حسن العقيدة في الصالحين، من المجاذيب والسالكين، معترفاً بفضل ذي الفضل، شديد التأدب مع الحضرة المصطفوية، معظماً لذريته الأشراف لا يدخل عليه شريف إلا، ونهض له قائماً حتى سافر معه جمال شريف، وكان كلما دخل عليه يقوم له، واجتمع به الشيخ العارف بالله تعالى أبومسلم محمد بن محمد الصمادي شيخ الطائفة الصالحية بدمشق في بيض المقدس، فاعتقد كل منهما الآخر ولما دخل الشيخ محمد الصمادي إلى وطاقه مودعاً له أمر سيدي محمد البكري بتقديم فرس الصمادي إليه على بساطه، وأمسك له الركاب بنفسه وحدثني بعض أصحابنا قال: حملت مكتوباً من الشيخ محمد الصمادي إلى الشيخ البكري فلما دخلت على البكري سلمت عليه من قبل الشيخ الصمادي، فلما ذكرت اسمه له قام على حيله، ورد سلامه، ثم قعد فلما أعطيته المكتوب قبل عنوانه، ووضعه على عينيه، ثم فتحه بتعظيم قلت: ومن الاتفاقات العجيبة أنهما ماتا في سنة واحدة واجتمع به صاحبنا العارف بالله تعالى الشيخ محمد اليتيم العاتكي، واستمد منه، وحدثنا عن كراماته ومنها تسخير الطاغية سليمان باشا ابن قباد، وكان نائب القدس إذ ذاك، وكان عسوفاً له بحيث أنه كان يخدمه ويمشي بين يديه وهكذا كان اعتقاد أركان الدولة بمصر فيه، وأشراف مكة، وأعيانها، وبالجملة فإن ترجمته تحتمل مؤلفاً مستقلاً، وبلغني أن رجلاً ذكر سيدي محمد البكري مرة فقال: لا أدري كيف أمر الشيخ في سعة دنياه وتبسطه فيها إلى حد الإسراف في المطعم، والملبس؟ فمرعليه الشيخ، فلما قبل يده قال له: يا بني الدنيا بأيدينا، وليست في قلوبنا. وممن مدح الأستاذ بشعر الفاضل الأديب محمد بن الحسين الحارثي الشامي الأصل الخراساني المولد حج، ورجع إلى مصر، ثم زار القدس، ثم دخل دمشق، وأسرع الرحلة منها إلى العراق وكان في الآن مقيماً بقزوين عند ملك العجم شاه عباس، ولا أدري أهو حي الآن أو مات فقال:
يا مصر سقياً لك من جنة
…
قطوفها يانعة ودانيه
ترابها كالتبر في لطفه
…
وماؤها كالفضة الصافية
قد أخجل المسك نسيم لها
…
وزهرها قد أرخص الغاليه
دقيقة أصناف أوصافها
…
وما لها في حسنها ثانيه
منذ أنخت الركب في أرضها
…
أنسيت أصحابي وأحبابيه
فيا حماها الله من روضة
…
بهجتها كافية شافيه
فيها شفا القلب وأطيارها
…
لنغمة القانون كالزارية
تركت مذ حل ركابي بها
…
الحساب والهيئة في ناحيه
والطب والمنطق في جانب
…
والنحو والتفسير في زاويه
كذا معان وبيان له
…
أسهرت عيني برهة وافيه
وحكمة ثم كلاماً به
…
فقت أهيل الأعصر الماضيه
فذا زمان ليس يرجى به
…
لصاحب الفضل سوى ناريه
من شاء أن يحيي سعيداً به م
…
منعماً في عيشة راضيه
فليدع العلم وأصحابه
…
وليجعل الجهل له غاشيه
وليترك الدرس وتدريسه
…
والمتن والشرح مع الحاشيه
إلى م يا دهر وحتى متى
…
تشقى بأيامك أياميه
تحقق الآمال مستعطفاً
…
وترفع النقص بآماليه
وهكذا تفعل في كل ذي
…
فضيلة وهمة عاليه
فإن تكن تحسبني منهم
…
فهي لعمري ظنة واهيه
دع عنك تعذيبي وإلا فأشكو
…
ك لدى ذي الحضرة العاليه
سيدنا الأستاذ كهف الورى
…
منقذهم من درك الهاويه
ومرشد الخلق إلى الحق ذي المنا
…
قب الظاهرة الساميه
سرت مع الركبان في شرقها
…
ومغرب أكرم بها ساريه
إن كنت تبغي أن ترى جن
…
ة الفردوس فأحضر ساعة ناديه
والثم ثرى أعتابه خاضعاً
…
وعفر الخد مع الناصيه
وشنف الأذن بألفاظه
…
إن كنت ممن أذنه واعيه
فتنظر الفيض اللدني والأس
…
رار مستكشفه باديه
يا سيدي إني امرؤ لم أزل
…
إلى العلا ذا قدم ساريه
قد طفت في الأض بأكنافها
…
من حضر فيها ومن باديه
وأبصرت عيناي كل أمرىء
…
في فنه ذا قدم راسيه
وكل طود شامخ يهتدي
…
بنوره في الظلمة الداجيه
حتى توصلت إلى خدمة
…
الأستاذ من مملكة نائيه