المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌كتاب الموت والقبور - اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة - جـ ٢

[الجلال السيوطي]

الفصل: ‌كتاب الموت والقبور

حبَان) حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن إِسْحَاق الْأَصْبَهَانِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن حَرْب النَّسائيّ حَدَّثَنَا يَزِيد بْن هَارُون حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْفَضْل عَنْ زَيْد الْعَمِّيّ عَنْ مُعَاوِيَة بْن قُرَّةَ عَنْ أَنَسٍ أَنّ النَّبِيَّ قَالَ: مَنِ احْتَجَمَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مَضَيْنَ مِنَ الشَّهْرِ كَانَ دَوَاءَ السَّنَةِ.

مُحَمَّد بْن الْفَضْل كَذَّاب (قلت) لَهُ متابع.

قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه أَنبأَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عَبْدَانِ أَنْبَأنَا أَحْمَد بْن عُبَيْد حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحلْوانِي حَدَّثَنَا أَبُو معمر حَدَّثَنَا هُشَيْم عَنْ زَيْد الْعَمِّيّ عَنْ مُعَاوِيَة بْن قُرَّةَ عَنْ أَنَس يرفعهُ قَالَ: مَنِ احْتَجَمَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ لِسَبْعَ عشرَة من أشهر أخرج اللَّه مِنْهُ دَاء سنة.

قَالَ: وَرَوَاهُ أَبُو جري نصر بْن طريف بِإِسْنَادَيْنِ لَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا.

واللَّه أَعْلَم.

(العُقَيْليّ) حَدَّثَنَا إِدْرِيس بْن عَبْد الْكَرِيم الْمقري حَدَّثَنَا أَبُو الرّبيع الزهْرَانِي حَدَّثَنَا سَعِيد بْن زَكَرِيّا الْمَدَائِنِي حَدَّثَنَا الزُّبَير بْن سَعِيد عَنْ عَبْد الحميد بْن سَالم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله: مَنْ لَعِقَ الْعَسَلَ ثَلاثَ غَدَوَاتٍ فِي كُلِّ شَهْرٍ لَمْ يُصِبْهُ عُظْمٌ مِنَ الْبَلاءِ.

الزُّبَير لَيْسَ بِثِقَة قَالَ العُقَيْليّ وَلِهَذَا الْحَدِيث أَصْل (قُلْتُ) أَخْرَجَهُ منْ هَذَا الطَّرِيق ابْن مَاجَه فِي سنَنه والبَيْهَقيّ فِي شُعْبَة وَلَهُ شَاهد.

قَالَ أَبُو الشَّيْخ فِي الثَّوَاب حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن عَبْد الْملك حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّة الْحَرَّانِي حَدَّثَنَا عُثْمَان بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ عَلِيّ بْن عُرْوَة عَنْ عَبْد الْملك عَنْ عَطَاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعا: مَنْ شَرِبَ الْعَسَلَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ فِي كُلِّ شَهْرٍ عَلَى الرِّيقِ عُوفِيَ مِنَ الدَّاءِ الأَكْبَرِ الْفَالِجِ وَالْجُذَامِ والبرص.

وَالله أعلم.

‌كتاب الْمَوْت والقبور

(عَبْد الرَّزَّاق) حَدَّثَنَا جريج عَن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن أَبِي عَطَاء عَنْ مُوسَى بْن وردان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِي قَالَ: مَنْ مَاتَ مَرِيضًا مَاتَ شَهِيدًا وَوُقِيَ فَتَّانَ الْقَبْرِ وَغُدِيَ عَلَيْهِ رِيحٌ يُرْزَقُهُ مِنَ الْجَنَّةِ.

لَا يَصِّح ومداره عَلَى إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن أَبِي يَحْيَى وَهُوَ مَتْرُوك قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل إِنَّمَا هُوَ منْ مَاتَ مرابطًا.

وقَالَ الدارَقُطْنيّ حَدَّثَنَا ابْن مَخْلَد حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ الْآبَار حَدَّثَنَا ابْن أَبِي سُكَيْنَة الْحلَبِي قَالَ سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بْن أبي يحيى يَقُول

ص: 344

حَدِيث ابْن جُرَيْج بِهَذَا الْحَدِيث: منْ مَاتَ مرابطًا فروى عني منْ مَاتَ مَرِيضا وَمَا هَكَذَا حَدِيثه قُلْتُ أَخْرَجَهُ ابْن مَاجَه فِي سنَنه حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن يُوسُف حَدَّثَنَا عَبْد الرَّزَّاق بِهِ.

وَلَهُ طريقٌ آخر عَن أَبِي هُرَيْرَةَ أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْم فِي الْحِلْية منْ طَرِيق الْحَرْث بْن أَبِي أُسَامَة فِي مُسْنَده حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن أَبِي قُتَيْبَة عَنْ عَبْد الْعَزِيز بْن أَبِي رواد عَن مُحَمَّد بْن عَمْرو عَنْ عَطَاء عَن أَبِيهِ عَن أَبِي هُرَيْرَةَ.

وقَالَ أَبُو نُعَيم حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمد الْمقري حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن أَبِي حَاتِم عُبَيْد حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الباروزي حَدَّثَنَا حَفْص بْن أَبِي عُمَر الْبَصْرِيّ عَن عَبْد الْعَزِيز بْن أبي رواد عَنْ طلق عَنْ جَابِرِ بْن عَبْد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله: مَنْ مَاتَ غَرِيبًا أَوْ مَرِيضًا مَاتَ شَهِيدًا.

قَالَ أَبُو نُعَيم: غَرِيب من حَدِيث الباروزي عَنْ حَفْص واللَّه أَعْلَم.

(العُقَيْليّ) حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد التمار حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن كثير أَبُو مَالك صَاحب الْبَصْرِيّ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَمْرو عَنْ أَبِي سَلمَة عَن أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: وُلِدَ لِسُلَيْمَانَ ابْنٌ فَقَالَ الشَّيْطَانُ إِنَّي أُوَارِيهِ مِنَ الْمَوْتِ قَالُوا نَذْهَبُ بِهِ إِلَى تُخُومِ الأَرْضِ قَالَ يَصِلُ إِلَيْهِ الْمَوْتُ قَالُوا فَنَصْعَدُ بِهِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ قَالَ نَعَمْ فَصَعِدَ بِهِ وَنَزَلَ مَلَكُ الْمَوْتِ فَقَالَ يَا ابْنَ دَاوُدَ إِنَّي أُمِرْتُ بِقَبْضِ النَّسَمَةِ وَطَلَبْتُهَا فِي الْبَحْرِ فَلَمْ أُصِبْهَا وَطَلَبْتُهَا فِي الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ فَلَمْ أُصِبْهَا فَبَيْنَمَا أَنَا أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ أَصَبْتُهَا فَقَبَضْتُهَا وَجَاءَ جَسَدٌ حَتَّى وَقَعَ عَلَى كُرْسِيِّهِ وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثمَّ أناب} .

مَوْضُوع: يَحْيَى يرْوى عَنِ الثِّقَات مَا لَيْسَ منْ حَدِيثهمْ وَلَا ينْسب إِلَى نَبِيَّ اللَّه سُلَيْمَان ذَلِكَ.

(أَبُو نُعَيم) حَدَّثَنَا يَزِيد بْن هَارُون حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الْمُفِيد أَنْبَأَنَا عَاصِم الْأَحول عَنْ أنس عَن مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: الْمَوْتُ كَفَّارَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ.

(الْخَطِيب) أَنبأَنَا عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد البَجلِيّ حَدثنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد الوَاسِطِيّ حَدثنَا بشر بن مُوسَى حَدثنَا مفرج بن شُجَاع الْموصِلِي عَن يزِيد بْن هَارُون عَن عَاصِم عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله: الْمَوْت كَفَّارَة لكل مُسلم.

(العُقَيْليّ) حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل حَدَّثَنَا دَاوُد بْن المُحَبَّر حَدَّثَنَا نصر بْن جميل حَدَّثَنَا حَفْص بْن عَبْد الرَّحْمَن قَالَ أَتَيْنَا عَاصِمًا الْأَحول نعزيه حِين قُتِل ابْنه وقُلْنَا إِنَّا نرجو لَهُ الشَّهَادَة قَالَ أَوْ مَا هُوَ أوسع من ذَلِك قَالَ سمعتُ أنس بْن مَالك يَقُول

ص: 345

رَسُول الله: الْمَوْتُ كَفَّارَةٌ لِلْمُؤْمِنِ.

لَا يَصِّح أَبُو بَكْر الْمُفِيد ضَعِيف جدا والسقطي مَجْهُول ومفرج قَالَ الْأَزْدِيّ واهي الْحَدِيث.

قَالَ الْخَطِيب: هُوَ فِي عداد المجهولين قَالَ والْحَدِيث عَنْ يَزِيد شَاذ مَعَ أَنَّهُ قَدْ رَوَى عَنْ نصر بْن عَلِيّ الْجَهْضَمِي أَيْضا عَنْ أَنَس ولَيْسَ بِثَابِت عَنْهُ.

قَالَ وَرَوَاهُ إِسْمَاعِيل بْن يَحْيَى بْن عُبَيْد اللَّه التَّيْميّ عَنِ الْحَسَن بْن صَالِح عَنْ عَاصِم الْأَحول وإِسْمَاعِيل كَذَّاب وَرَوَاهُ أَصْرَم بْن غياث عَنْ عَاصِم وأصرم لَا تقوم بِهِ حجَّة ودَاوُد بْن المُحَبَّر كَذَّاب (قُلْتُ) أنكر عَلَى المُصَنّف توهِينه لهَذَا الْحَدِيث فقد صَححهُ الْإِمَام أَبُو بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَجمع الحَافِظ أَبُو بَكْر الْعِرَاقِيّ فِي طرقه فِي جُزْء قَالَ: إنَّه يبلغ رُتْبَة الْحَسَن انْتهى وَرِوَايَة نصر بْن عَلِيّ أخرجهَا الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي مُعْجَمه حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن صَالِح بْن شُعَيْب حَدَّثَنَا نصر بْن عَلِيّ الْجَهْضَمِي عَنْ يزِيد بن هَارُون عَن عَاصِم الْأَحول قَالَ دَخَلنَا عَلَى أَنَس بْن مَالك نعزيه عَلَى ابْن لَهُ فَقُلْنَا يَا أَبَا حَمْزَة إِنَّا لنَرْجُو لَهُ النَّعيم قَالَ وَأكْثر منْ ذَلِكَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: الْمَوْتُ كَفَّارَةٌ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ.

قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان: رُوَاته إِثْبَات إِلَّا شيخ الْإِسْمَاعِيلِيّ فَمَا علمت خَاله وَقَدْ رَوَاهُ البَيْهَقيّ فِي الشّعب عَنْ شيخ لَهُ عَنْ أَبِي بَكْر الْإِسْمَاعِيلِيّ بِهِ وقَالَ العُقَيْليّ حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الرَّازيّ حَدَّثَنَا سَلَمَة بْن شبيب حَدَّثَنَا دَاوُد بْن المحبر حَدَّثَنَا خضر بْن جميل حَدَّثَنَا حَفْص بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ عَاصِم الْأَحول عَنْ أَنَسٍ أَنّ رَسُولَ الله قَالَ الْمَوْتُ كَفَّارَةٌ لِكُلِّ ذَنْبٍ قَالَ العُقَيْليّ خضر وحَفْص مَجْهُولان قَالَ وروى بِغَيْر هَذَا الْإِسْنَاد منْ وَجه لين أَيْضا.

وقَالَ أَبُو سَعْد الْمَالِينِي فِي مُسْند شُيُوخ الصُّوفِيَّة أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْر عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن فورك حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن مُسْلِم الرَّازيّ حَدَّثَنَا سَحْنُون الناهكي الزَّاهد حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن قِيرَاط عَنْ أَبِي غياث عَنْ عَاصِم الْأَحول عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: الْمَوْتُ كَفَّارَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ وَفِي بعض طرق الْحَدِيث مَا يفهم مِنْهُ أَن المُرَاد بِالْمَوْتِ الطَّاعُون فَإِنَّهُم كَانُوا فِي الصَّدْر الأول يطلقون الْمَوْت ويريدون بِهِ الطَّاعُون.

وقَالَ ابْن سَعْد فِي طبقاته أَنَا حَفْص بْن غياث حَدَّثَنَا عَاصِم الْأَحول عَنْ حَفْصَة بِنْت سِيرِينَ قَالَتْ قَالَ لي أَنَس فِي أَيّ موت مَاتَ يَحْيَى بْن سِيرِينَ قلت فِي الطَّاعُون قَالَ أما الطَّاعُون شَهَادَة لكل مُسْلِم ثُمّ رَأَيْت فِي لِسَان الْمِيزَان مَا نَصه قَدْ سبق ابْن الْجَوْزِيّ إِلَى ذَلِكَ ابْن طَاهِر فَبَالغ فِي إِنْكَاره وَالَّذِي يَصِّح فِي ذَلِكَ حَدِيث حَفْصَة بِنْت سِيرِينَ عَنْ أَنَس بِلَفْظ: الطَّاعُون كَفَّارَة لكل مُسْلِم.

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ انْتهى واللَّه أَعْلَم.

(الْحَاكِم) حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف الْفَقِيه حَدَّثَنَا ابْن محمويه ابْن مُسْلِم حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا النَّضْر بْن مُحَمَّد حَدَّثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن إِبْرَاهِيم بن

ص: 346

مهَاجر عَنْ عِكْرِمَة عَنِ ابْنِ عَبَّاس عَن النَّبِي قَالَ: افْتَحُوا عَلَى صِبْيَانِكُمْ أَوَّلَ كَلِمَةٍ بِلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَلَقِّنُوهُمْ عِنْدَ الْمَوْتِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَإِنَّهُ مَنْ كَانَ أَوَّلُ كَلامِهِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَآخَرُ كَلامِهِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ثُمَّ عَاشَ أَلْفَ سَنَةٍ لَمْ يُسْأَلْ عَنْ ذَنْبٍ وَاحِدٍ.

مَوْضُوع.

ابْن محمويه وَأَبوهُ مَجْهُولان وَقَدْ ضعف النجاري إِبْرَاهِيم بْن مهَاجر (قلت) الْحَدِيث فِي الْمُسْتَدْرك وأَخْرَجَهُ البَيْهَقيّ فِي الشّعب عَنِ الْحَاكِم وقَالَ متن غَرِيب لَمْ نَكْتُبهُ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد وَأوردهُ الْحَافِظ ابْن حجر فِي أَمَالِيهِ وَلَمْ يقْدَح فِي سَنَده بِشَيْء إِلَّا أَنَّهُ قَالَ إِبْرَاهِيم فِيهِ لين وَقَدْ أخرج لَهُ مُسْلِم فِي المتابعات واللَّه أَعْلَم.

(الْخَطِيب) أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُور أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن عُمَر السكرِي حَدَّثَنَا جدي حَدَّثَنَا أَبُو نصر مُحَمَّد بْن مَنْصُور بْن حَيَّان الْهَاشِمِي حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن قَاسِم الْبَلْخِي حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرو الْأَيْلِيّ عَنْ كثير عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمُعَالَجَةُ مَلَكِ الْمَوْتِ أَشَدُّ مِنْ أَلْفِ ضَرْبَةٍ بِالسَّيْفِ.

لَا يَصِّح كثير مَتْرُوك ومُحَمَّد بْن قَاسِم كَانَ يضع الْحَدِيث وإِنَّمَا يرْوى عَنِ الْحَسَن (قُلْتُ) لَهُ شَاهد قَالَ الْحَارِث فِي مُسْنَده حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن قُتَيْبَة حَدَّثَنَا عَبْد الْعَزِيز بْن أَبِي دَاوُد عَنْ زَيْد بْن أسلم عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: مُعَالَجَةُ مَلَكِ الْمَوْتِ أَشَدُّ مِنْ أَلْفِ ضَرْبَةٍ بِالسَّيْفِ.

وقَالَ ابْن الْمُبَارَك فِي الزّهْد أَنْبَأَنَا حَدِيث ابْن السّائب الأَسَديّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ أَن رَسُول الله ذَكَرَ الْمَوْتَ وَغَمَّهُ وَكَرْبَهُ وَعَارَهُ فَقَالَ: ثلثمِائة ضَرْبَةٍ بِالسَّيْفِ.

واللَّه أَعْلَم.

(ابْن حبَان) حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن سهل بْن الْحَسَن حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن نصر الْعَنْبَري عَنْ حَمْد بْن زَيْد عَنْ هِشَام عَنْ أَبِيهِ عَن أَبِي هُرَيْرَةَ عَن النَّبِيّ قَالَ: لَمَّا أَتَى إِبْرَاهِيمُ رَبَّهُ عز وجل قَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: كَيْفَ وَجَدْتَ الْمَوْتَ قَالَ وَجَدْتُ حِسَّ نَزْعِ السَّلِّ مِنَ الصُّوفِ.

قَالَ: هَذَا وَقَدْ يَسَّرْنَا عَلَيْكَ الْمَوْتَ.

قَالَ ابْن حبَان هَذَا متن، مَوْضُوع: وجَعْفَر بْن نصر يرْوى عَنِ الثِّقَات مَا لَمْ يحدثوا بِهِ واللَّه أَعْلَم.

(الْخَطِيب) أَخْبَرَنِي مُحَمَّد عَليّ الأيادي أَنْبَأَنَا عَلِيّ بْن عُمَر الْحَضْرَمِيّ أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيد حَاتِم بْن الْحَسَن الشَّاشِي حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُد السنجي حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن مُحَمَّد الزُّهْرِيّ حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن عصمَة النصيبي حَدَّثَنَا بشر بْن حَكِيم عَنْ سَالم بْن كثير عَن مُعَاويَة بن قُرَّة عَن أَبِيه عَن النَّبِي قَالَ: وَمَنْ حَضَرَ فَوَضَعَ وَصِيَّتَهُ عَلَى كتاب اللَّهِ كَانَ ذَلِكَ كَفَّارَةً لِمَا ضَيَّعَ مِنْ زَكَاتِهِ فِي حَيَاتِهِ.

لَا يَصِّح يَعْقُوب لَا يُسَاوِي شَيْئا (قلت) مَا ليعقوب وَلِهَذَا الْحَدِيث.

فقد أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيّ عَنْ عَبْدَان بْن مُحَمَّد المَرْوَزِيّ عَنْ إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه وناهيك بجلالته عَنْ عَبْد اللَّه بْن عصمَة بِهِ وأَخْرَجَهُ ابْن

ص: 347

مَاجَه فِي سنَنه حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن عُثْمَان بْن سَعِيد الْحِمصِي حَدَّثَنَا بَقِيَّة عَنْ أَبِي حليس عَنْ خَلِيل بْن أَبِي خُلَيْد عَنْ مُعَاوِيَة عَنْ أَبِيهِ بِهِ.

وَلَهُ شَاهد قَالَ الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن جَعْفَر القَتَّات الْكُوفِي وَمُحَمَّد بْن عُثْمَان بْن أَبِي شَيْبَة حَدَّثَنَا عون بْن سَلام حَدَّثَنَا عَمْرو بْن شمر عَن الْأَعْمَش عَن أَبِي وَائِل عَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَفَعَهُ قَالَ: إِن الرجل الْمُسلم ليصنع فِي ثُلُثِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ خَيْرًا فَيُوَفِّي اللَّهُ زَكَاتَهُ وقَالَ عَبْد الرَّزَّاق فِي المُصَنّف عَنْ إِسْمَاعِيل عَن دَاوُد بْن أبي هِنْد عَن الشَّعْبِيّ قَالَ إِنَّمَا الْوَصِيَّة تَمام لما ترك مِنَ الصَّدَقَة وقَالَ عَنْ إِسْمَاعِيل عَنْ دَاوُد أَيْضا عَن الْقَاسِم ابْن فلَان أَو فلَان ابْن الْقَاسِمِ قَالَ قَالَ ابْنُ جُرَيٍ الْقُشَيْرِيُّ إِنَّ الْوَصِيَّةَ تَمَامٌ لِمَا تَرَكَ مِنَ الزَّكَاةِ واللَّه أَعْلَم.

(الْخَطِيب) أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن بشار النَّيْسابوريّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن محمويه العسكري حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الْوَلِيد الْأَنْطَاكِيّ حَدَّثَنَا مُوسَى بْن دَاوُد حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك عَنْ مُحَمَّد بْن الْمُنْكَدر عَن جَابِر بْن عَبْد اللَّهِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ عَلَى إِبِلٍ أَكَلَتْ نَوًى فَبَيْنَا نَحْنُ نَسِيرُ فِي مَسِيرِنَا إِذْ نَحْنُ بِرَاكِبٍ مُقْبِلٍ فَقَالَ النَّبِيُّ: أَخَالُ الرَّجُلَ يُرِيدُكُمْ فَوَقَفَ وَوَقَفْنَا فَإِذا أَعْرَابِي عَلَى قَعُودٍ لَهُ فَقُلْنَا مِنْ أَيْنَ أَقْبَلَ الرَّجُلُ فَقَالَ: أَقْبَلْتُ مِنْ أَهْلِي وَمَالِي أُرِيدُ مُحَمَّدًا.

فَقُلْنَا هَذَا رَسُول الله فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أعْرِضْ عَلَيَّ الإِسْلامَ فَقَالَ تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ: أَقْرَرْتُ قَالَ وَتُؤْمِنُ بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَالْبَعْثِ وَالْحِسَابِ فَقَالَ أَقْرَرْتُ فَجَعَلَ لَا يُعَرَّفُ شَيْئًا مِنْ شَرَائِعِ الإِسْلامِ إِلا قَالَ أَقْرَرْتُ فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ وَقَعَتْ يَدُ بَعِيرِهِ فِي سِكَّةٍ فَإِذَا الْبَعِيرُ لِجَنْبِهِ وَإِذَا الرَّجُلُ لِرَأْسِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: أَدْرِكُوا صَاحِبَكُمْ فَابْتَدَرْنَاهُ فَسَبَقَ إِلَيْهِ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ وَحُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ فَإِذَا الرَّجُلُ قَدْ مَاتَ فَقَالَ رَسُول الله: اغْسِلُوا صَاحِبَكُمْ فَغَسَّلْنَاهُ وَرَسُولُ اللَّهِ مُعْرِضٌ عَنْهُ وَكَفَّنَّاهُ وَصَلَّى عَلَيْهِ النَّبِي فَلَمَّا فَرغْنَا قَالَ النَّبِي: هَذَا الَّذِي تَعِبَ قَلِيلا وَنَعِمَ طَوِيلا هَذَا الَّذِي مَنِ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ قُلْنَا رَأَيْنَاكَ أَعْرَضْتَ عَنْهُ وَنَحْنُ نُغَسِّلُهُ قَالَ إِنِّي أَحْسَبُ أَنَّ صَاحِبَكُمْ مَاتَ جَائِعًا إِنِّي رَأَيْتُ زَوْجَتَيْهِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ وَهُمَا يَدُسَّانِ فِي فِيهِ ثِمَارَ الْجَنَّةِ.

لَا يَصِّح وَالْحمل فِيهِ عَلَى مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك الْأنْصَارِيّ الضَّرِير المَدِينيّ كَانَ يضع الْحَدِيث (قُلْتُ) كلا فقد أَخْرَجَهُ أَحْمَد فِي مُسْنَده عَنْ إِسْحَاق بْن يُوسُف عَنْ أَبِي حَيَّان عَنْ زَاذَان وعَنْ أسود بْن عَامر عَنْ عَبْد الحميد بْن جَعْفَر عَنْ ثَابِت عَنْ زَاذَان عَنْ جرير بْن عَبْد اللَّه بِطُولِهِ.

وَأخرجه ابْن أَبِي حاتِم فِي تَفْسِيره من طَرِيق سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس بِطُولِهِ وَأخرجه ابْن أبي حَاتِم منْ مُرْسل بَكْر بْن سوَادَة وأَخْرَجَهُ عَبْد بْن حُمَيد فِي تَفْسِير منْ مُرْسل إِبْرَاهِيم التَّيْميّ كِلَاهُمَا

ص: 348

بِاخْتِصَار وَقَدْ سقط الْجَمِيع فِي التَّفْسِير الْمَأْثُور.

وقَالَ الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا عَلان بْن عَبْد الصَّمد حَدَّثَنَا عُمَر حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر الهياجي حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى.

وقَالَ البَيْهَقيّ فِي شعب الْإيِمَان أَنْبَأنَا أَبُو عَبْد الله الحَافِظ أَخْبَرَنِي أَبُو حبيب مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُوسَى المصاحفي حَدَّثَنَا سهل بْن عمار حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بْن مُوسَى حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَة الثمالِي عَنْ أَبِي الْيَقظَان عَنْ زَاذَان عَنْ جَرِيرٍ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ عَلَى رَوَاحِلِنَا فَرُفِعَ لَهُ شَخْصٌ فَقَالَ: هَذَا رَجُلٌ لَا عَهْدَ لَهُ بِأَنِيسٍ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا فإياي يُرِيد فأسرع النَّبِي وَأَسْرَعْنَا مَعَهُ حَتَّى اسْتَقْبَلَهُ فَإِذَا فَتًى قَدِ انْثَرَتْ شَفَتَاهُ مِنْ أَكْلِ السَّلْجَمِ فَسَأَلَهُ مِنْ أَيْنَ أَقبلت فحدثه فَقَالَ وَأَنا أُرِيدُ يَثْرِبَ أُرِيدُ مُحَمَّدًا لأُبَايِعَهُ قَالَ فَأَنَا مُحَمَّدٌ أَنَا رَسُولُ اللَّهِ قَالَ السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْ لِيَ الإِسْلامَ قَالَ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَتُقِرُّ بِمَا جِئْتُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ قَالَ أَقْرَرْتُ قَالَ وَتُقِيمُ الصَّلاةَ قَالَ أَقْرَرْتُ قَالَ وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ قَالَ أَقْرَرْتُ قَالَ وَتَصُومُ رَمَضَانَ قَالَ أَقْرَرْتُ قَالَ وَتَحُجُّ الْبَيْتَ قَالَ أَقْرَرْتُ ثُمَّ انْصَرَفَ وَانْصَرَفْنَا مَعَهُ فَوَقَعَ يَدُ بَكْرِهِ فِي أَخَافِيقِ الْجِرْذَانِ فَانْدَقَّتْ عُنُقُهُ فَمَاتَ فَقَالُوا قَدْ مَاتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَتَاهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهُ بِوَجْهِهِ فَقَالَ احْمِلُوهُ إِلَى الْمَاءِ فَغَسَّلْنَاهُ وَحَنَّطْنَاهُ ثُمَّ قَالَ احْفِرُوا لَهُ لَحْدًا وَلا تَشُقُّوا لَهُ فَإِنَّ اللَّحْدَ لَنَا وَالشَّقَّ لأَهْلِ الْكتاب وَجَلَسَ عَلَى قَبْرِهِ لَا يُحَدِّثُنَا بِشَيْءٍ ثُمَّ قَالَ أَلا أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثَ هَذَا الرَّجُلِ هَذَا امْرُؤٌ عَمِلَ قَلِيلا وَأُجِرَ كَثِيرًا هَذَا مِمَّنْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} إِنِّي أَعْرَضْتُ عَنْهُ آنِفًا وَمَلَكَانِ يَدُسَّانِ فِي شَفَتِهِ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ فَعَرَفْتُ أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ جَائِعًا.

وقَالَ الْحَكِيم التِّرمِذيّ فِي نَوَادِر الْأُصُول حَدَّثَنَا يُوسُف بْن مُوسَى الْقطَّان الْكُوفِي حَدَّثَنَا بهران بْن أَبِي عُمَر الرَّازيّ أَنْبَأَنَا عَلِيّ بْن عَبْد الْأَعْلَى عَنْ أَبِيهِ عَن سَعِيد بْن جُبَيْر عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُول الله فِي مَسِيرٍ سَارَهُ إِذْ عَرَضَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ جِئْتُكَ مِنْ بِلادِي وَتِلادِي وَمَالِي لأَهْتَدِيَ بِهُدَاكَ وَآخُذَ مِنْ قَوْلِكَ فَمَا بَلَغْتُكَ حَتَّى مَا لِي طَعَامٌ إِلا مِنْ خَضِرِ الأَرْضِ فَاعْرِضْ عَلَيَّ فَعَرَضَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ فَقَبِلَ فَازْدَحَمْنَا عَلَيْهِ فَدَخَلَ خُفُّ بَكْرِهِ فِي بَيْتِ جُرْذَانٍ فَخَرَّ الأَعْرَابِيُّ فَانْكَسَرَتْ عُنُقُهُ فَقَالَ رَسُولُ الله: صَدَقَ وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَقَدْ خَرَجَ مِنْ بِلادِهِ وَتِلادِهِ وَمَالِهِ يَهْتَدِي بِهُدَايَ وَيَأْخُذُ مِنْ قُولِي فَمَا بَلغنِي حَتَّى مَاله طَعَامٌ إِلا مِنْ خَضِرِ الأَرْضِ كَمَا قَالَ أَسَمِعْتُمْ بِالَّذِي عَمِلَ قَلِيلا وَجُزِيَ كَثِيرًا هَذَا مِنْهُمْ أَسَمِعْتُمْ ب {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْن وهم مهتدون} فَإِنَّ هَذَا مِنْهُمْ وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ مَا بَلَغَ الأَرْضَ حَتَّى مُلِئَ شِدْقُهُ مِنْ ثَمَرِ الْجَنَّةِ اغْسِلُوا أَخَاكُمْ وَكَفِّنُوهُ وَصَلُّوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ انْشُقُّ أَن نُلْحِدُ فَقَالَ اللَّحْدُ لَنَا وَالشَّقُّ لِغَيْرِنَا.

وقَالَ البَيْهَقيّ فِي شعب الْإيِمَان أَنْبَأنَا أَبُو عَبْد الله الحَافِظ أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بن عبيد الْحَافِظ

ص: 349

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن الْحُسَيْن حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن بَكْر الْعَتكِي حَدَّثَنَا رَبِيعَة بْن كُلْثُوم بْن جُبَير عَن زِيَاد بن محراق عَن ابْن أَن النَّبِي مَرَّ بِخِبَاءِ أَعْرَابِيٍّ وَهُوَ فِي أَصْحَابِهِ يُرِيدُونَ الْغَزْوَ فَرَفَعَ الأَعْرَابِيُّ نَاحِيَةً مِنَ الْخِبَاءِ فَقَالَ مَنِ الْقَوْم فَقيل رَسُول الله وَأَصْحَابُهُ يُرِيدُونَ الْغَزْوَ فَقَالَ هَلْ مِنْ عَرَضِ الدُّنْيَا يُصِيبُونَ قِيلَ لَهُ نَعَمْ يُصِيبُونَ الْغَنَائِمَ ثُمَّ يَقْسِمُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ فَعَمَدَ إِلَى بَكْرٍ فَاعْتَقَلَهُ وَسَارَ مَعَهُمْ فَجَعَلَ يَدْنُو بِبَكْرِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ وَأَصْحَابُهُ يَذُودُونَ بَكْرَهُ عَنْهُ فَقَالَ رَسُول الله دَعُوا لِيَ النَّجْدِيَّ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَمِنْ مُلُوكِ الْجَنَّةِ قَالَ فَلَقَوُا الْعَدُوَّ فَاسْتُشْهِدَ فَأُخْبِرَ بذلك النَّبِي فَأَتَاهُ فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ مُسْتَبْشِرًا يَضْحَكُ فَأَعْرَضَ عَنْهُ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْنَاكَ مُسْتَبْشِرًا تَضْحَكُ ثُمَّ أَعْرَضْتَ عَنْهُ فَقَالَ أَمَّا مَا رَأَيْتُمْ مِنَ اسْتِبْشَارِي فَلِمَا رَأَيْتُ مِنَ كَرَامَةِ رُوحِهِ عَلَى اللَّهِ وَأَمَّا إِعْرَاضِي عَنْهُ فَإِنَّ زَوْجَتَهُ مِنَ الْحُورِ الْعَيْنِ الآنَ عِنْدَ رَأْسِهِ وَلَهُ طَرِيق آخر عَنِ ابْن مَسْعُود.

قَالَ ابْن عَسَاكِر: أَنْبَأَنَا جدي القَاضِي أَبُو الْمُفَضَّل يَحْيَى بْن عَلِيّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم عَبْد الرَّزَّاق بْن عَبْد اللَّه الكلَاعِي أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الْعَزِيز بْن أَحْمَد السراج أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن جَعْفَر بن مُحَمَّد هِشَام بحلب حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَامر بْن مرداس بْن هَارُون السَّمَرْقَنْدِيّ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد عِصَام بْن يُونُس بْن قدامَة الْبَاهِلِيّ بملخ عَنْ مَنْصُور عَنْ عَلْقَمَة عَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ الله فِي مَجْلِسٍ لَهُ إِذْ أَقْبَلَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى بَعِيرٍ لَهُ حَتَّى جَاءَ فَوَقَفَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله: أَنَا مُحَمَّدٌ فَنَزَلَ الأَعْرَابِيُّ فَجَثَا عَلَى يَدَيْهِ وَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ لِيَ الْيَوْمَ خَمْسَةَ أَيَّامٍ خَرَجْتُ مِنْ أَهْلِي أَطْلُبُ الإِسْلامَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ: أَنْ يُسَلِّمَ قَلْبُكَ وَلِسَانُكَ وَأَنْ تُصَلِّيَ الْخَمْسَ وَإِنْ كَانَ لَكَ مَالٌ تُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِكَ وَتَحُجَّ الْبَيْتَ وَتَغْتَسِلَ مِنَ الْجَنَابَةِ وَتُؤْمِنَ بِاللَّهِ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِذَا فَعَلْتُ هَذَا فَأَنَا مُسْلِمٌ قَالَ نَعَمْ ثُمَّ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ فَسَارَ هُنَيْهَةً فَسَقَطَ مِنْ بَعِيرِهِ فِي حجر جُرَذٍ فَوُقِصَ مَيِّتًا فَقَالَ النَّبِيُّ قُومُوا إِلَى أَخِيكُمْ فَخُذُوا فِي جهازه فجاؤوا بِهِ فوضعوه فحول النَّبِي وَجْهَهُ عَنْهُ سَاعَةً فَغَسَّلْنَاهُ وَكَفَّنَّاهُ وَصلى عَلَيْهِ رَسُول الله ثُمَّ أَدْخَلَهُ قَبْرَهُ ثُمَّ قَالَ مُدُّوا عَلَيَّ ثَوْبًا فَمَكَثَ طَوِيلا ثُمَّ خَرَجَ وَإِنَّ الْعَرَقَ لَيَتَحَادَرُ مِنْهُ فَسُئِلَ عَنْهُ فَقَالَ أَمَا تَحَوُّلُ وَجْهِي فَلِمَنْ نَزَلْنَ عَلَيْهِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ بِأَيْدِيهِمُ الثِّمَارُ تُلْقِمُهُ أَمَا رَأَيْتُمْ إِلَى خُضْرَةِ شَفَتَيْهِ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِنَّهُ لَمْ يَطْعَمْ مِنْ خَمْسَةِ أَيَّامٍ شَيْئًا وَأَمَّا جِلْسَتِي فِي قَبْرِهِ فَلَقَدْ نَزَلَتْ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ كُلُّهُنَّ قُلْنَ يَا رَسُولَ اللَّهِ زَوِّجْنَا بِهِ فَمَا خَرَجْتُ حَتَّى زَوَّجْتُهُ سَبْعِينَ حَوْرَاءَ واللَّه أَعْلَم.

(العُقَيْليّ) حَدَّثَنَا يُوسُف بْن يَزِيد حَدَّثَنَا الْوَلِيد بْن مُوسَى الدِّمَشْقِي حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيّ عَن يَحْيَى بْن أَبِي كثير عَنِ الْحَسَن عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالك عَن النَّبِي أَنَّهُ قَالَ: آجَالُ الْبَهَائِمِ مِنَ الْقَمْلِ وَالْبَرَاغِيثِ وَالْجَرَادِ وَالْخَيْلِ وَالْبِغَالِ

ص: 350

وَالدَّوَابِّ كُلِّهَا وَالْبَقَرِ وَغَيْرِ ذَلِكَ آجَالُهَا فِي التَّسْبِيحِ فَإِذَا تَقَضَّى تَسْبِيحُهَا قَبَضَ اللَّهُ رُوحَهَا وَلَيْسَ إِلَى مَلَكِ الْمَوْتِ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ.

مَوْضُوع.

وَالْمُتَّهَم بِهِ الْوَلِيد قَالَ العُقَيْليّ أَحَادِيثه بَوَاطِيلُ لَا أَصْل لهَا وَهَذَا الْحَدِيث لَا أَصْل لَهُ منْ حَدِيث الْأَوْزَاعِيّ وَلَا غَيره.

قُلْتُ الْوَلِيد قواه أَبُو حَاتِم فَقَالَ صَدُوق الْحَدِيث لين حَدِيثه صَحِيح وقَالَ فِي اللِّسَان: فِي هَذَا الْحَدِيث أَنَّهُ مُنْكَر واللَّه أَعْلَم.

(الْخَطِيب) حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن حُمَيد حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن نَاجِية حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ الصدائي حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن الْوَلِيد عَنْ سُفْيَان الثَّوْرِي عَن مُحَمَّد بْن سوقة عَن إِبْرَاهِيم عَنِ الْأسود عَنْ عَبْدِ الله قَالَ قَالَ رَسُول الله: مَنْ عَزَّى مُصَابًا كَانَ لَهُ فَلهُ مِثْلَ أَجْرِهِ.

وَقَالَ حَدثنَا الْحسن بْن عَليّ الْوراق حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن وَكِيع حَدثنَا يحيى بن أبي طَالب حَدثنَا نصر بن حَمَّاد حَدثنَا شُعْبَة عَن مُحَمَّد بْن سوقة عَنْ إِبْرَاهِيم عَنِ الْأسود عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله من عزى مصاباً فَلهُ مثل أجره واللَّه أَعْلَم.

(ابْن عَدِيّ) حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن مَيْمُون حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن البُسْريّ حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن يَزِيد الصدائي عَنْ عُبَيْد اللَّه عَن أَبِي الزبير عَن جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُول اللَّه: منْ عزى مصاباً فَلهُ مثل أجره.

لَا يَصِّح تَفَرّد بِهِ حَمَّاد بْن الْوَلِيد عَنِ الثَّوْرِي وَكَانَ يسرق الْحَدِيث وتَفَرّد بِهِ نصر بْن حَمَّاد عَنْ شُعْبَة ولَيْسَ بِثِقَة وتَفَرّد بِهِ عَلِيّ بْن عَاصِم عَنْ مُحَمَّد بْن سوقة وَقَدْ كذبه شُعْبَة ويَزِيد بْن هَارُون ويَحْيَى بْن مَعِين وأمّا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه فَهُوَ الغوري مَتْرُوك.

قلت: حَدِيث ابْن مَسْعُود أَخْرَجَهُ التِّرمِذيّ منْ طَرِيق عَلِيّ بْن عَاصِم قَالَ حَدَّثَنَا واللَّه مُحَمَّد بْن سوقة فَذَكَرَه وقَالَ: هَذَا حَدِيث غَرِيب لَا نعرفه مَرْفُوعًا إِلَّا منْ حَدِيث عَلِيّ بْن عَاصِم وَرَوَاهُ بَعضهم عَنْ مُحَمَّد بْن سوقة بِهَذَا الْإِسْنَاد مَوْقُوفا وَلَمْ يرفعهُ.

ويُقَالُ: أَكثر مَا ابتلى بِهِ عَلي بْن عَاصِم هَذَا الْحَدِيث يغمز بِهِ عَلَيْه وأَخْرَجَهُ أَيْضا ابْن مَاجَه وَالْحَاكِم والبَيْهَقيّ وَغَيْرُهُمْ منْ طرق عَنِ ابْن سوقة.

وقَالَ الْخَطِيب فِي التَّارِيخ مِمَّا أنكرهُ النّاس عَلَى عَلِيّ بْن عَاصِم وَكَانَ أَكثر كَلَامهم فِيهِ بِسَبَبِهِ حَدِيث مُحَمَّد بْن سوقة منْ عزي مصابًا لَهُ مثل أجره وأَخْرَجَ عَنْ إِبْرَاهِيم بْن مُسْلِم الوكيلي قَالَ حضرت وكيعًا وَكَانَ عِنْده أَحْمَد بْن حَنْبَل وخَلَف الْمَخْزُومِيّ فَذكرُوا عَلِيّ بْن عَاصِم فَقَالَ خَلَف أَنَّهُ غلط فِي حَدِيث مُحَمَّد بْن سوقة عَنْ إِبْرَاهِيم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَن

ص: 351

النَّبِي منْ عزي مصابًا لَهُ مثل أَجْرِهِ.

فَقَالَ وَكِيع: حَدَّثَنَا قَيْس بْن الرَّبِيع عَنْ مُحَمَّد بْن سوقة عَنْ إِبْرَاهِيم عَنِ الْأسود عَنْ عَبْد اللَّه قَالَ وَكِيع وَحَدَّثَنَا إِسْرَائِيل بْن يُونُس عَنْ مُحَمَّد بْن سوقة عَنْ إِبْرَاهِيم عَنِ الْأسود عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَن النَّبِي قَالَ: مَنْ عَزَّى مُصَابًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ.

قَالَ الْخَطِيب: وَأَجَازَ لنَا ابْن مَهْدِيّ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يَعْقُوب حَدَّثَنَا جدي سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بْن هَاشِم يَقُولُ قَالَ رَجُل لِسُفْيَان بْن عُيَيْنة أَن عَلِيّ بْن عَاصِم حدَّث عَنْ مُحَمَّد بْن سوقة عَنْ إِبْرَاهِيم عَنِ الْأسود عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ: من عزى مصاباً فَلهُ مثل أَجْرِهِ فَلَا يُنكر الْحَدِيث وقَالَ مُحَمَّد بْن سوقة لَمْ يحفظ عَنْ إِبْرَاهِيم شَيْئا قَالَ وأَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد رزق أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد الصفار حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن أَيُّوب المَخْزُومِي حَدَّثَنَا حسن بْن صَالِح رَجُل منْ أَهْل الْعلم كَانَ يسكن عبادان أَنه رأى النَّبِي فِي النّوم قَالَ فَقلت: يَا رَسُول اللَّه إِن عَلِيّ بْن عَاصِم حَدَّثَنَا عَنْك بِحَدِيث قَالَ وَمَا هُوَ قُلْتُ: حَدَّثَنَا عَنْ مُحَمَّد بْن سوقة عَنْ إِبْرَاهِيم عَنِ الْأسود عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْكَ أَنَّكَ قُلْتَ: مَنْ عَزَّى مُصَابًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ قَالَ صدق عَليّ هُوَ عني وَأَنا حدثت بِهِ.

أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن شُجَاع الصُّوفيّ أَنْبَأَنَا عُمَر بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن مُسْلِم الْخُتلِي حَدَّثَنَا الْحَرْث بْن مُحَمَّد حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْمعَافي العابد وَكَانَ ثِقَة وصدوقًا قَالَ: رَأَيْت النَّبِي فِي النّوم فَقلت لَهُ: يَا رَسُول اللَّه حَدِيث عَليّ بْن عَاصِم يرويهِ عَنْ مُحَمَّد بْن سوقة: منْ عزى مصابًا.

هُوَ عَنْك؟ قَالَ: نعم وَكَانَ مُحَمَّد كلما حدَّث بِهَذَا الْحَدِيث بَكَى أخبرنَا الْحَسَن بْن الْحَسَن بْن الْمُنْذر القَاضِي أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشّافعيّ.

حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن الْحَرْث قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَليّ المفلوج الزَّمن يَقُول رَأَيْت النَّبِي فِيمَا يرى النَّائِم وأَبُو بَكْر عَنْ يَمِينه وَعمر عَنْ يسَاره وعُثْمَان أَمَامه وعَلِيّ خَلفه حَتَّى جاؤوا فجلسوا عَلَى رابية وَإِذَا بَيْنَ أَيْديهم صبي يلْعَب قلت منْ هَذَا قَالُوا هَذَا إِبْرَاهِيم ابْن النَّبِي فَقَالَ النَّبِي: أَيْنَ عَلِيّ بْن عَاصِم أَيْنَ عَليّ بن عَاصِم مرَّتَيْنِ فجيء بِهِ فَلَمَّا أقبل قبل بَيْنَ عينه ثُمّ قَالَ لَهُ أَحييت سنتي قَالُوا يَا رَسُول اللَّه إِنَّهُم يَقُولُونَ أَخطَأ فِي حَدِيث عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود منْ عزى مصاباً فَلهُ مثل أجره فَقَالَ النَّبِي: أَنَا حدثت عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود وعَبْد اللَّه بْن مَسْعُود حدَّث الْأسود وَالْأسود بْن يَزِيد حدَّث إِبْرَاهِيم وإِبْرَاهِيم حدَّث مُحَمَّد بْن سوقة صدق عَلِيّ بْن عَاصِم قَالَ أَبُو بَكْر الباغندي فَجئْت إِلَى عَاصِم بْن عَلِيّ سنة تسع عشرَة وَمِائَتَيْنِ فَحَدَّثته بِذَلِك فَركب إِلَى أَبِي عَليّ فَسَمعهُ مِنْهُ.

وقَالَ الزَّرْكَشِيّ فِي تَخْرِيج أَحَادِيث الرَّافِعِيّ قَالَ أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْبَغْدَادِيّ فِي كِتَابه فَعرفهُ الرِّجَال وَسَأَلت أَبَا دواد عَنْ عَلِيّ بْن عَاصِم قَالَ يخطأ فِي أَحَادِيث يَرْوِيهَا مِنْهَا حَدِيث ابْن مَسْعُود: منْ عزى مصابًا وإِنَّمَا هَذَا الْحَدِيث مُنْقَطع فوصله عَلِيّ بْن عَاصِم فَعَاتَبَهُ يَحْيَى فَقَالَ أَصْحَابك الَّذِين سمعُوا مَعَك مَا أسندوه وَأَنت قَدْ أسندته فَأبى أَن يرجع فَسَبهُ يَحْيَى قُلْتُ لأبي دَاوُد فعاصم ابْنه قَالَ هُوَ عِنْدهم ثَبت قَالَ وَسَأَلت أَبَا بَكْر مَا كَانَ أَحْمد بن

ص: 352

حَنْبَل يَقُولُ فِي عَلِيّ بْن عَاصِم قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْهُ فَأَجَازَهُ.

وقَالَ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْفَرَائِض عَلِيّ بْن عَاصِم قَالَ صَدُوق وقَالَ البَيْهَقيّ تَفَرّد بِهِ عَلِيّ بْن عَاصِم وَهُوَ أحد مَا أنكر عَلَيْه وَقَدْ رَوَى أَيْضا عَن غَيره قَالَ الْخَطِيب قَدْ رَوَى حَدِيث ابْن سوقة عَبْد الْحَكِيم بْن مَنْصُور مثل مَا رَوَاهُ عَلِيّ بْن عَاصِم وَقَدْ رَوَى مثل ذَلِكَ عَنْ سُفْيَان الثَّوْرِي وشُعْبَة وإِسْرَائِيل ومُحَمَّد بْن الْفَضْل بْن عَطِيَّة وعَبْد الرَّحْمَن بْن مَالك بْن مغول والحرث بن عمرَان الْمقري كلهم عَنِ ابْن سوقة ولَيْسَ شَيْء مِنْهَا ثَابتا انْتهى.

قَالَ الزَّرْكَشِيّ وَهَذِه المتابعات لَا ترد عَلَى البَيْهَقيّ لضعف أسانيدها وقَالَ ابْن عَدِيّ فِي الْكَامِل وَقَدْ رَوَاهُ عَنْ مُحَمَّد بْن سوقة غَيْر عَلِيّ بْن عَاصِم وَهُوَ مُحَمَّد بْن الْفَضْل بْن عَطِيَّة وعَبْد الرَّحْمَن بْن مَالك بْن مغول وروى عَنِ الثَّوْرِي وإِسْرَائِيل وقَيْس وَغَيْرُهُمْ عَنِ ابْن سوقة وَمِنْهُم منْ يَزِيد فِي هَذَا الْإِسْنَاد عَلْقَمَة قَالَ الزَّرْكَشِيّ وَهَذَا كُله يرد عَلَى ابْن الْجَوْزِيّ حَيْثُ ذكر الْحَدِيث فِي الموضوعات انْتهى.

وَذكر الْحَافِظ ابْن حجر فِي التَّخْرِيج كَلَام الْخَطِيب وَابْن عَليّ ثُمّ قَالَ رِوَايَة الثَّوْرِي مدارها عَلَى حَمَّاد بْن الْوَلِيد وَهُوَ ضَعِيف جدا وكل المتابعين لعَلي بْن عَاصِم أَضْعَف مِنْهُ بِكَثِير ولَيْسَ فِيهَا رِوَايَة يُمكن التَّعَلُّق إِلَّا طَرِيق إِسْرَائِيل فقد ذكرهَا صَاحب الْكَمَال منْ طَرِيق وَكِيع عَنْهُ وَلَمْ أَقف عَلَى إسنادها بعد ثُمّ قَالَ هُوَ وَالزَّرْكَشِيّ وَمن شواهده حَدِيث أَبِي بَرزَة مَرْفُوعًا منْ عزى ثَكْلَى كسى بردا فِي الجَنَّة، رَوَاهُ التِّرمِذيّ وقَالَ غَرِيب ولَيْسَ إِسْنَادُه بالقوى.

وروى ابْن مَاجَه منْ طَرِيق قَيْس بْن أَبِي عمار مَوْلَى الْأَنْصَارِيّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ مَرْفُوعًا مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُعَزِّي أَخَاهُ بِمُصِيبَةٍ إِلا كَسَاهُ اللَّهُ عز وجل مِنْ حُلَلِ الْكَرَامَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وقَالَ الْحَافِظ صَلَاح الدَّين العلائي فِي أجوبته عَنْ تعقبات السراج القَزْوينيّ عَنِ المصابيح عَلِيّ بْن عَاصِم أحد الْحفاظ المكثرين وَلَكِن لَهُ أَوْهَام كَثِيرَة تكلمُوا فِيهِ بِسَبَبِهَا ومِنْ جُمْلَتهَا هَذَا الْحَدِيث وَقَدْ تَابعه عَلَيْه عَنْ مُحَمَّد بْن سوقة عَبْد الْحَكِيم بْن مَنْصُور وَلكنه لَيْسَ بِشَيْء وَكَأَنَّهُ من سَرقه منْ عَلِيّ بْن عَاصِم.

وَقَدْ رَوَاهُ إِبْرَاهِيم بْن مُسْلِم الخُوارَزْميّ عَنْ وَكِيع عَنْ قَيْس بْن الرَّبِيع عَنْ مُحَمَّد بْن سوقة وإِبْرَاهِيم بْن مُسْلِم هَذَا ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَلم يتَكَلَّم فِيهِ أحد وَقيس بن الرّبيع صَدُوق مُتَكَلم فِيهِ لَكِن حَدِيثه يُؤَيّدهُ رِوَايَة عَليّ بن عَاصِم وَيخرج بِهِ عَنْ أَن يَكُون ضَعِيفا واهيًا فضلا عَنْ أَن يَكُون مَوْضُوعا وقَالَ يَعْقُوب بْن شَبَّة مَا ظفر بمتابعة إِبْرَاهِيم بن مُسلم أَنه هُوَ ومتابعه شُعْبَة وَعبد الْحَكِيم ومُحَمَّد بْن الْفَضْل فِي فَوَائِد تَمام قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن عُمَر حَدَّثَنَا سَعْد بْن أَحْمَد العواد حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن أبي طَالب حَدثنَا نصر بن حَمَّاد حَدثنَا شُعْبَة عَن مُحَمَّد بْن سوقة بِهِ حَدثنَا أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن عُمَر الْعَدنِي بواسط حَدَّثَنَا بَكَّار بْن بَكَّار حَدَّثَنَا عَبْد الْحَكِيم بْن مَنْصُور عَنْ مُحَمَّد بْن سوقة بِهِ.

وأنبأنا أَبُو الْقَاسِم عَلِيّ بْن يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم حَدَّثَنَا أَبُو عقيل أَنَس بْن عَبْد السَّلَام الخَوْلانِّي حَدَّثَنَا عِيسَى بْن سُلَيْمَان الشِّيرَازِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْفَضْل عَنْ

ص: 353

مُحَمَّد بْن سوقة بِهِ واللَّه أَعْلَم.

أَخْبَرَنَا أَبُو غَالب مُحَمَّد بْن الْحَسَن المّاوَرْدِيّ وأَبُو سَعْد أَحْمد بن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ قَالَ: أَنْبَأَنَا المطهر بْن عَبْد الْوَاحِد أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَر بْن الزربان أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الحرورى حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ مُحَمَّد بْن سَعِيد عَن عبَادَة بْن نسي عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن غنم قَالَ: أُصِيبَ مُعَاذٌ بِوَلَدِهِ وَاشْتَدَّ جَزَعُهُ عَلَيْهِ فَبلغ رَسُول الله فَكَتَبَ إِلَيْهِ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: سَلامٌ عَلَيْكَ فَإِنِّي أَحْمَدُ اللَّهَ إِلَيْكَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ أَمَّا بَعْدُ فَأَعْظَمَ اللَّهُ لَكَ الأَجْرَ وَأَلْهَمَكَ الصَّبْرَ وَرَزَقَنَا وَإِيَّاكَ الشُّكْرَ ثُمَّ إِنَّ أَنْفُسَنَا وَأَهْلِينَا وَأَمْوَالَنَا وَأَوْلادَنَا مِنْ مَوَاهِبِ اللَّهِ الْهَنِيَّةِ وَعَوَارِيهِ الْمُسْتَوْدَعَةِ يُمَتِّعُ بِهَا إِلَى أَجَلٍ مَعْدُودٍ وَيَقْبِضُهَا لِوَقْتٍ مَعْلُومٍ ثُمَّ افْتَرَضَ عَلَيْنَا الشُّكْرَ إِذَا أَعْطَى وَالصَّبْرَ إِذَا ابْتَلَى وَكَانَ ابْنُكَ مِنْ مَوَاهِبِ اللَّهِ الْهَنِيَّةِ وَعَوَارِيهِ الْمُسْتَوْدَعَةِ مَتَّعَكَ اللَّهُ بِهِ فِي غِبْطَةٍ وَسُرُورٍ وَقَبَضَة مِنْكَ بِأَجْرِ الصَّلاةِ وَالْهُدَى إِنْ صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ فَلا تَجْمَعَنَّ يَا مُعَاذُ عَلَيْكَ خَصْلَتَيْنِ أَنْ يُحْبِطَ جَزَعُكَ أَجْرَكَ فَتَنْدَمَ عَلَى مَا فَاتَكَ فَلَوْ قَدِمْتَ عَلَى ثَوَابِ مُصِيبَتِكَ وَتَنَجَّزْتَ مَوْعِدَهُ عَرَفْتَ أَنَّ الْمُصِيبَةَ قَدْ قُصِرَتْ عَنْهُ وَاعْلَمَنَّ يَا مُعَاذُ أَنَّ الْجَزَعَ لَا يَرُدُّ مَيِّتًا وَلا يَدْفَعُ حُزْنًا فَأَحْسِنِ الْعَزَاءَ وَتَنَجَّزِ الْمَوْعِدَ وَلْيَذْهَبْ أَسَفُكَ بِمَا هُوَ نَازِلٌ فَكَأَنْ قَدْ وَالسَّلامُ.

(الْخَطِيب) أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم طَلْحَة بْن عَلِيّ بْن الصَّقْر الْكِنَانِي حَدَّثَنَا أَبُو سُلَيْمَان مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن عَلِيّ الْحَرَّانِي حَدَّثَنَا النُّعْمَان بْن مدرك حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بشر الْبَغْدَادِيّ حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن نجيح عَن عَطاء عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كتب النَّبِي إِلَى مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَهُوَ وَالٍ بِالْيَمَنِ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ سَلامٌ عَلَيْكَ إِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ ابْنَكَ فُلانًا قَدْ تُوُفِّيَ فِي يَوْمِ كَذَا وَكَذَا فَأَعْظَمَ اللَّهُ لَكَ الأَجْرَ وَأَلْهَمَكَ الصَّبْرَ ورزقك الصَّبْر عِنْدَ الْبَلاءِ وَالشُّكْرَ عِنْدَ الرَّخَاءِ أَنْفُسُنَا وَأَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا مِنْ مَوَاهِبِ اللَّهِ الْهَنِيَّةِ وَعَوَارِيهِ الْمُسْتَوْدَعَةِ يُمَتِّعُنَا بِهَا إِلَى أَجَلٍ مَعْدُودٍ وَيَقْبِضُهَا لِوَقْتٍ مَعْلُومٍ وَحَقُّهُ عَلَيْنَا هُنَاكَ إِذَا أبلانَا الصَّبْرُ فَعَلَيْكَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنِ الْعَزَاءِ فَإِنَّ الْحُزْنَ لَا يَرُدُّ مَيِّتًا وَلا يُؤَخِّرُ أَجَلا وَإِنَّ الأَسَفَ لَا يَرُدُّ مَا هُوَ نَازِلٌ بِالْعِبَادِ مَوْضُوع.

مُحَمَّد ابْن سَعِيد هُوَ المصلوب فِي الزندقة، كَذَّاب وَكَذَا إِسْحَاق بْن نجيح وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيث مجاشع بْن عُمَر عَنْ مَحْمُود بْن لبيد عَنْ مُعَاذ مثله ومجاشع يضع وكل هَذِهِ الزِّيَادَات بَاطِلَة وإِنَّمَا كَانَتْ وَفَاة ابْن مُعَاذ فِي سنة الطَّاعُون سنة ثَمَان عشرَة بعد موت النَّبِي بِسبع سِنِين وَكتب إِلَيْهِ بعض الصَّحَابَة يعزيه.

قلت: رِوَايَة مجاشع أخرجهَا الطَّبَرَانِيّ وأَبُو نُعَيم فِي الْحِلْية وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وقَالَ غَرِيب حسن وَتعقبه الذَّهَبِيّ فَقَالَ: ذَا منْ وضع مجاشع وَأخرج أَبُو نُعَيم أَيْضا حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحِيم بْن غَنْم ثُمّ قَالَ وروى

ص: 354

منْ حَدِيث ابْن جُرَيْج عَنْ أَبِي الزُّبَير عَنْ جَابِر نَحوه قَالَ وكل هَذِهِ الرِّوَايَات ضَعِيفَة لَا تثبت فَإِن وَفَاة ابْن مُعَاذ كَانَتْ بعد وَفَاة رَسُول الله بسنين وإِنَّمَا كتب إِلَيْهِ بعض الصَّحَابَة فَسَهَا الرَّاوِي فنسبها إِلَى النَّبِي وَلَا يعلم لِمعَاذ غيبَة فِي حَيَاة النَّبِي إِلَّا إِلَى الْيمن ولَيْسَ مُحَمَّد بْن سَعِيد ومجاشع مِمَّنْ يعْتَمد روايتهما ومفار يدهما أهـ.

وَقَدْ أخرج هَذَا الْحَدِيث الْإِمَام مُحَمَّد بْن دَاوُد الْأَصْبَهَانِيّ فِي كتاب الزهرة قَالَ حَدَّثَنَا القَاضِي إِبْرَاهِيم بْن عَاصِم حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن عُمَر وأَبُو دَاوُد النَّخَعِيّ عَنْ مهَاجر بْن أَبِي الْحَسَن الشَّامي عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن غنم عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ مَاتَ ابْن لي فَكتب إِلَيّ رَسُول الله من مُحَمَّد رَسُول الله ذكر الْحَدِيث.

وأَبُو دَاوُد النَّخَعِيّ كَذَّاب (وقَالَ) وَكِيع فِي الْغرَر حَدَّثَنِي أَبُو إِسْمَاعِيل ابْن إِبْرَاهِيم بْن حسن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب حَدَّثَنِي عمي حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدِّهِ أَنَّ ابْنًا لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ هَلَكَ فَجَزِعَ عَلَيْهِ جَزَعًا شَدِيدًا فَكتب إِلَيْهِ رَسُول الله أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ أَنْفُسَنَا وَأَمْوَالَنَا وَأَهْلَنَا وَأَوْلادَنَا مِنْ مَوَاهِبِ اللَّهِ الْحَسَنَةِ وَعَوَارِيهِ الْمُسْتَرَدَّةِ فَذكر الْحَدِيث بِنَحْوِهِ واللَّه أَعْلَم.

(أَخْبَرَنَا) عُبَيْد الله بن عَليّ الْمقري أَنْبَأنَا أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بْن أَحْمَد الْخياط أَنْبَأَنَا عَبْد الْملك بْن مُحَمَّد بْن بشر حَدَّثَنَا أَبُو عَليّ أَحْمَد بْن الْفَضْل بْن خُزَيْمَة حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سُوَيْد الطَّحَّان حَدَّثَنَا عَاصِم بْن عَلِيّ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيم بْن سَعْد عَن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق عَن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُمِّهِ سَلْمَى قَالَ اشْتَكَتْ فَاطِمَةُ حَيْضَتَهَا فَقَالَتْ لِي يَوْمًا وَخَرَجَ عَلَيَّ يَا أُمَّتَاهُ اسْكُبِي غُسْلا فَسَكَبْتُ ثُمَّ قَامَتْ فَاغْتَسَلَتْ كَأَحْسَنِ مَا كَانَتْ أَرَاهَا تَغْتَسِل ثمَّ قَالَت هَات لِي ثِيَابِي الْجُدُدَ فَأَتَيْتُهَا بِهَا فَلَبِسَتْهَا ثُمَّ جَاءَتْ إِلَى الْبَيْتِ الَّذِي كَانَتْ فِيهِ فَقَالَتْ لِي قَدِّمِي الْفِرَاشَ إِلَى وَسِيطِ بَيْتٍ ثُمَّ اضْطَجَعَتْ وَوَضَعَتْ يَدَهَا تَحْتَ خَدِّهَا وَاسْتَقْبَلَتْ ثُمَّ قَالَتْ يَا أُمَّتَاهُ إِنِّي مَقْبُوضَةٌ الْيَوْمَ وَإِنِّي قَدِ اغْتَسَلْتُ فَلا يَكْشِفْنِي أَحَدٌ فَقُبِضَتْ مَكَانَهَا فَجَاءَ عَلِيٌّ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ لَا وَاللَّهِ لَا يَكْشِفْهَا أَحَدٌ فَدَفَنَهَا بِغُسْلِهَا ذَلِكَ وَقَدْ رَوَاهُ نوح ين يَزِيد عَنْ إِبْرَاهِيم بْن سَعْد بِهَذَا الْإِسْنَاد وَرَوَاهُ عَبْد الرَّزَّاق عَنْ مَعْمَر عَنْ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عقيل أَن فَاطِمَة اغْتَسَلت هَكَذَا ذكر مُرْسلا وَهَذَا حَدِيث: لَا يَصِّح مُحَمَّد بْن إِسْحَاق مَجْرُوح وعَاصِم لَيْسَ بِشَيْء ونوح والْحَكَم كِلَاهُمَا متشيع وَابْن عقيل ضَعِيف جدا وَحَدِيثه مُرْسل وَكَيف يَصِّح الْغسْل للْمَوْت قبل الْمَوْت هَذَا لَا يَصِّح إِضَافَته إِلَى فَاطِمَة وَعلي بل ينزهان عَنْ مثل هَذَا.

قُلْتُ: الْحَدِيث أَخْرَجَهُ أَحْمَد فِي مُسْنده (حَدَّثَنَا) أَبُو النَّضْر إِبْرَاهِيم بْن سَعْد بِهِ وَأخرجه عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد عَالِيا عَنْ مُحَمَّد بْن جَعْفَر الْوَركَانِي عَنْ إِبْرَاهِيم بن سعد أَبُو النَّضر الْوَركَانِي منْ رجال الصَّحِيح فَمَا بَقِي غَيْر نوح والْحَكَم وعَاصِم.

قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي القَوْل المسدد: وأمّا حمل ابْن الْجَوْزِيّ عَلَى ابْن إِسْحَاق فَلَا طائل فِيهِ فَإِن الْعلمَاء قبلوا حَدِيثه وَأكْثر مَا عيب عَلَيْه التَّدْلِيس وَالرِّوَايَة عَن المجهولين وَأما هُوَ فِي نَفسه فصدوق وَهُوَ حجَّة فِي الْمَغَازِي عِنْد الْجُمْهُور وَشَيْخه عبيد الله بن عَليّ بن أبي رَافع يعرف بعبادل قَالَ أَبُو حَاتِم شيخ

ص: 355

ومرسل عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عقيل يعضد مُسْند ابْن إِسْحَاق وَقَدْ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه منْ طَرِيق عَبْد الرَّزَّاق فَكيف يَأْتِي الْحَكَم عَلَيْه بِالْوَضْعِ نعم هُوَ مُخَالف لما رَوَاهُ غَيرهمَا منْ أَن عليا وَأَسْمَاء غسلا فَاطِمَة وَقد تعقب ذَلِك أَيْضا وَشرح ذَلِك يطول إِلَّا أَن الْحَكَم بِكَوْنِهِ مَوْضُوعا غَيْر مُسلم أهـ وَلَفظ رِوَايَة ابْن عقيل أَن فَاطِمَة لما حضرتها الْوَفَاة أمرت عليا فَوضع لَهَا غسلا فاغتسلت وتطهرت ودعت بِثِيَاب أكفانها فَأتيت بِثِيَاب غِلَاظ خشن فَلبِست ومست مِنَ الحنوط ثُمّ أمرت عليا أَن لَا تكشف إِذا قبضت وَإِن تدرج كَمَا هِيَ فِي ثِيَابهَا فَقلت لَهَا هَلْ علمت أحدا فعل ذَلِكَ قَالَتْ نعم ثُمّ كثير بْن عَيَّاش رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ عَنْ إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم عَنْ عَبْد الرَّزَّاق بِهِ وَرَوَاهُ أَبُو نُعَيْم فِي الْحِلْية عَن الطَّبَرَانِيّ وأمّا إِنْكَار ابْن الْجَوْزِيّ الْغسْل للْمَوْت قبل الْمَوْت فَجَوَابه أَن ذَلِكَ لَعَلَّه خصيصة لفاطمة خصها بهَا أَبوهَا كَمَا خص أَخُوهَا إِبْرَاهِيم بترك الصَّلِاة عَلَيْه واللَّه أَعْلَم.

(الْخَطِيب) أَنْبَأنَا أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حَمَّاد مَوْلَى بني هَاشِم حَدَّثَنَا حَمْزَة بْن الْقَاسِم بْن عَبْد الْعَزِيز الْهَاشِمِي حَدَّثَنَا سَعِيد بْن أَحْمَد بْن عُثْمَان صَاحب يَحْيَى بْن أَيُّوب المقابري حَدَّثَنَا عُمَر بْن إِسْمَاعِيل بْن مخالد حَدَّثَنَا حَفْص بْن غياث عَن برد بْن سِنَان عَن مَكْحُول عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ قَالَ قَالَ رَسُول الله: لَا تُظْهِرُ الشَّمَاتَةَ لأَخِيكَ فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ وَيَبْتَلِيَكَ.

لَا يَصِّح عُمَر بْن إِسْمَاعِيل كَذَّاب وَقَدْ رَوَاهُ ابْن حبَان منْ طَرِيق الْقَاسِم بْن أُمَيَّة الْحذاء عَنْ حَفْص بْن غياث قَالَ وَلَا يجوز الِاحْتِجَاج بالقاسم قَالَ وَهَذَا لَا أَصْل لَهُ (قُلْتُ) أَخْرَجَهُ التِّرمِذيّ مِنَ الطَّرِيقَيْنِ وقَالَ هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب وَلَهُ طَرِيق ثَالِث ورابع فَأخْرجهُ المخلص فِي فَوَائده مِنْ طَرِيق فَهد بْن حبَان عَنْ حَفْص بْن غياث وَأخرجه الخرائطي فِي اعتلال الْقُلُوب من طَرِيق فَهد وَمن طَرِيق السّري بن عَاصِم كِلَاهُمَا عَنْ حَفْص بْن غياث وَلَهُ شَاهد منْ حَدِيث ابْن عَبَّاس.

قَالَ الْخَطِيب فِي الْمُتَّفق والمفترق أَنْبَأَنَا القَاضِي أَبُو عمر الْقَاسِم بن جَعْفَر الْهَاشِمِي حَدثنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن إِسْحَاق المادراني أَنبأَنَا أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن أَبِي بشر بكر بْن خَلَف بِمَكَّة حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن عَبْد الله بْن مُحَمَّد الصَّنعْاني حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيم بْن الْحَكَم بْن أبان عَنْ أَبِيهِ عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله لَا تَشْمَتْ بِالْمُصِيبَةِ فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ وَيَبْتَلِيَكَ: إِبْرَاهِيم ضَعِيف واللَّه أَعْلَم.

(ابْن حبَان) أَنْبَأنَا مُحَمَّد بْن عَبدُوس النَّيْسابوريّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَزِيد حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن قِيرَاط عَن عُبَيْد الله بْن عُمَر عَن نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نهى رَسُول الله أَن تتبع جَنَازَةُ فِيهَا صَارِخَةٌ.

قَالَ ابْن حبَان: لَا أصل لَهُ وحَمَّاد يَجِيء عَنِ الْإِثْبَات بالطامات قلت لَهُ طَرِيق

ص: 356

أُخْرَى عَنِ ابْن عُمَر قَالَ: نهى رَسُول الله أَن نتبع جَنَازَة مَعهَا رانة.

أَخْرَجَهُ البَيْهَقيّ فِي سنَنه منْ طَرِيق عُبَيْد اللَّه بِهِ.

وقَالَ الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد الْعَزِيز حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّان مَالك بْن إِسْمَاعِيل وأَحْمَد بْن يُونُس قَالَا حَدَّثَنَا إِسْرَائِيل حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى القَتَّات بِهِ وقَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن عُثْمَان بْن صَالِح حَدَّثَنَا صَالِح الحرَّاني حَدَّثَنَا مُوسَى بْن أعين عَن لَيْث عَن مُجَاهِد عَن ابْن عُمَر بِهِ.

وقَالَ حَدَّثَنَا عَبْدَان بْن أَحْمَد حَدَّثَنَا زَيْد بْن الحريث حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن حِرَاش عَنِ الْعَوَّام بْن حَوْشَب عَنْ شهر بْن حَوْشَب عَنِ ابْن عُمَر بِهِ واللَّه أعلم.

(ابْن عدي) حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن سهل الْأَنْصَارِيّ حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب مَرْفُوعًا: إِذَا سَمِعْتُمْ بِمَوْتِ مُؤْمِنٍ أَوْ مُؤْمِنَةٍ أَمَرَ اللَّهُ جِبْرِيلَ أَنْ يُنَادِيَ فِي الأَرْضِ رَحِمَ اللَّهُ مَنْ شَهِدَ جَنَازَةَ الْعَبْدِ فَمَنْ شَهِدَهَا فَلا يَرْجِعْ إِلا مَغْفُورًا لَهُ وَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةِ قَدَمٍ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ حِجَّةً وَعُمْرَةً وَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ تَكْبِيرَةٍ كَبَّرَهَا عَلَيْهَا ثَوَابُ اثْنَى عَشَرَ أَلْفِ شَهِيدٍ وَكَأَنَّمَا أَعْتَقَ بِكُلِّ شَعْرَةٍ عَلَى بَدَنِهِ رَقَبَةَ وَأَعْطَاهُ اللَّهُ قِنْطَارًا وَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ عِبَادَةَ وَأَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ مَرَّةٍ يَأْخُذُ بِالسَّرِيرِ مَدِينَةً بِالْجنَّةِ واستغفر لَهُ مَلَائِكَة السَّمَوَات وَالأَرْضِ أَيَّامَ حَيَاتِهِ وَإِذَا رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ نَادَى مَلَكٌ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ يَا عَبْدَ اللَّهِ اسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ فَقَدْ غُفِرَ لَكَ ذَنْبُ السِّرِّ وَالْعَلانِيَةِ فَإِنْ مَاتَ إِلَى مِائَةِ يَوْمٍ مَاتَ شَهِيدًا وَإِذَا حَضَرْتُمُ الْجَنَازَةَ فَامْشُوا خَلْفَهَا فَإِنَّ فَضْلَ الْمَاشِي خَلْفَهَا كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ: الْأَصْبَغ لَا يُسَاوِي شَيْئا إِلَّا أَن الْمُتَّهم بِهِ سَعْد بْن طريف.

قَالَ ابْن حبَان كَانَ يضع الْحَدِيث واللَّه أَعْلَم.

(عَبْد بْن حُمَيد) فِي مُسْنَده حَدَّثَنَا عبد الْمجِيد بْن عَبْد الْعَزِيز بْن أبي دَاوُد عَن مَرْوَان بْن سالِم عَن عَبْد الْملك بْن أبي سُلَيْمَان عَن عَطاء عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: أَوَّلُ تُحْفَةِ الْمُؤْمِنِ أَنْ يُغْفَرَ لِمَنْ خَرَجَ فِي جَنَازَتِهِ (ابْن عَدِيّ) حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْمُنِير حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الله بْن مَيْمُون حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن قَيْس حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَمْرو عَن أَبِي سَلمَة عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله إِنَّ أَوَّلَ كَرَامَةِ الْمُؤْمِنِ عَلَى اللَّهِ أَنْ يَغْفِرَ لُمِشَيِّعِهِ.

لَا يَصِّح مَرْوَان بْن سَالم مَتْرُوك وَكَذَا عبد الْمجِيد وَمُحَمّد ابْن رَاشد قَالَ الْخَطِيب مَجْهُول وَعبد الرَّحْمَن بْن قَيْس مَتْرُوك وَكَذَا الرَّاوِي عَنْهُ (قُلْتُ) لحَدِيث ابْن عَبَّاس طَرِيق آخر قَالَ البَيْهَقيّ فِي الشّعب أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْد الله الْحَافِظ أَنْبَأنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يَعْقُوب حَدَّثَنَا أَبُو زَيْد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن طريف البَجَليّ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن كثير عَنِ الْأَعْمَشُ حدَّثَنِي عِكْرِمَة عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ سُئِلَ رَسُول الله عَنْ أَوَّلِ مَا يُتْحَفُ بِهِ الْمُؤْمِنُ فِي قَبْرِهِ قَالَ يُغْفَرُ لِمَنِ اتَّبَعَ جَنَازَتَهُ، قَالَ البَيْهَقيّ بعد أَن خرج هَذَا وَحَدِيث عبد الْملك عَن

ص: 357

عَطَاء عَنِ ابْن عَبَّاس وَحَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فِي هَذِهِ الْأَسَانِيد ضعف.

وَأخرج الدارَقُطْنيّ فِي الْأَفْرَاد حَدِيث ابْن عَبَّاس منْ هَذَا الطَّرِيق وقَالَ غَرِيب منْ حَدِيث الْأَعْمَشُ عَنْ عِكْرِمَة عَنِ ابْن عَبَّاس تَفَرّد بِهِ مُحَمَّد بْن كثير عَنْهُ وَهُوَ مُحَمَّد بْن فُضَيْل بْن كثير الْجَعْفَرِي الصَّيْرفيّ كَانَ مُحَمَّد بْن طريف ينْسبهُ إِلَى جَدّه وَلِحَدِيث جَابِر طَرِيق أَخْرَجَهُ ابْن أَبِي الدُّنْيَا فِي كتاب ذكر الْمَوْت وقَالَ وَلَهُ شَوَاهِد.

قَالَ الْحَكِيم فِي نَوَادِر الْأُصُول حَدَّثَنَا معبد بْن مسرور الْعَبْدِيّ حَدَّثَنَا الْحَكَم بْن سِنَان أَبُو عون الْمقري حَدثنِي النمير عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله أَوَّلُ تُحْفَةِ الْمُؤْمِنِ أَنْ يُغْفَرَ لِمَنْ صَلَّى عَلَيْهِ وقَالَ أَبُو الشَّيْخ فِي الثَّوَاب حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن أَحْمَد حَدَّثَنَا وَيْح حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن الضريس حَدَّثَنَا عَمْرو بْن سَمُرِة عَنْ جَابِر عَنْ زَاذَان عَنْ سَلْمَانَ قَالَ قَالَ رَسُول الله أَوَّلُ مَا يُبَشَّرُ بِهِ الْمُؤْمِنُ أَنْ يُقَالَ لَهُ أَبْشِرْ وَلِيَّ اللَّهُ بِرِضَاهُ وَالْجَنَّةِ قَدِمْتَ خَيْرَ مَقْدَمٍ قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لِمَنْ شيعك واستجاب من اسْتغْفر لَك وَقبل لمن شَهِدَ لَكَ.

وقَالَ الدَّيلميّ أَنْبَأَنَا عبد الْحسن بْن عَبْد الْعَزِيز الْإِمَام حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ عُمَر بْن جَابَان عَن أبيسعيد مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن زَكَرِيّا النَّيْسابوريّ عَنْ يَحْيَى بْن مَنْصُور القَاضِي عَنْ جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن سوار عَنْ إِدْرِيس بْن سُلَيْم الْمَوْصِلِيّ عَنْ عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم عَنْ المُنْكَدِر بْن مُحَمَّد المُنْكَدِر عَنْ أَبِيهِ عَن جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اسْتَحَى اللَّهُ عز وجل أَنْ يُعَذِّبَ مَنْ حَمَلَهُ وَمَنْ تَبِعَهُ وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهِ.

وقَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإيِمَان أَنْبَأنَا أَبُو عَبْد الله الْحَافِظ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يَعْقُوب حَدَّثَنَا أَبُو عُتْبَة حَدَّثَنَا بَقِيَّة حَدَّثَنَا الْفرج بْن فضَالة عَن الضَّحَّاك بْن نمرة عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: يَبْلُغُ مِنْ كَرَامَةِ الْمُؤْمِنِ عَلَى اللَّهِ أَنْ يَغْفِرَ لِمَنْ حَضَرَ جَنَازَتَهُ واللَّه أَعْلَم.

(الْخَطِيب) أَنْبَأنَا أَبُو عَبْد الله مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله الْكَاتِب أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى الْمُزَكي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الدغولي حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن جَعْفَر بْن خاقَان قَالَ سَمِعْتُ عَلِيّ بْن الْفَضْل بْن النَّضْر يَقُولُ قَرَأَ علينا عَبْدَان كتاب الْجَنَائِز فَلَمَّا فرغ منْ بَاب التَّسْلِيم عَلَى الْجِنَازَة قَالَ لرجل منْ أَصْحَاب الرَّأْي: يَا أَبَا فُلان منْ أَيْنَ جئْتُمْ بتسليمتين فَقَالَ الرجل يرْوى عَن النَّبِي بتسليمتين فَقَالَ عَبْدَان عَمَّن قَالَ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيم بْن رستم عَنْ أَبِي عصمَة عَنِ الرُّكْن عَنْ مَكْحُول عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ قَالَ رَسُول الله: الصَّلاةُ عَلَى الْجَنَازَةِ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سَوَاءٌ يُكَبِّرُ أَرْبَعًا وَيُسَلِّمُ تَسْلِيمَتَيْنِ فَقَالَ لَهُ عَبْدَان: يَا أَبَا فُلان منْ هُنَا أَتَى أَبُو عصمَة حَيْثُ ترك حَدِيثه يرْوى مثل هَذَا عَنِ الرُّكْن.

قَالَ عَبْد اللَّه بْن الْمُبَارَك لِأَن أقطع الطَّرِيق أحبّ إليَّ منْ أَن أروى عَنْ عَبْد القدوس الشَّامي وَعبد القدوس خير منْ مائَة مثل الرُّكْن.

وقَالَ النَّسائيّ

ص: 358

والدارَقُطْنيّ الرُّكْن مَتْرُوك وأَبُو عصمَة نوح ابْن أَبِي مَرْيَم يضع وإِبْرَاهِيم بْن رستم لَيْسَ بِمَعْرُوف مُنْكَر الْحَدِيث عَنِ الثِّقَات (أَخْبَرَنَا) أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بْن أَحْمَد الخازن أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم عَلِيّ بْن المحسن التنوخي أَنْبَأنَا عَلِيّ بْن عُمَرَ الْحَضْرَمِيّ حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن سُلَيْمَان بْن الْأَشْعَث حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن يَحْيَى التَّيْميّ الْمكتب حَدَّثَنَا قطر ابْن خَليفَة عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ يَقُولُ قَالَ رَسُول الله: إِذَا قُبِضَ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ صَعِدَ مَلَكَاهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ اللَّهُ لَهُمَا وَهُوَ أَعْلَمُ مَا جَاءَ بِكُمَا فَيَقُولانِ رَبِّ قَبَضْتَ عَبْدَكَ فَيَقُولُ لَهُمَا ارْجِعَا إِلَى قَبْرِهِ سَبِّحَانِي وَاحْمَدَانِي وَهَلِّلانِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَإِنِّي قَدْ جَعَلْتُ لَهُ مِثْلَ أَجْرِ تَسْبِيحِكُمَا وَتَحْمِيدِكُمَا وَتَهْلِيلِكُمَا ثَوَابًا مِنِّي لَهُ فَإِذَا كَانَ الْعَبْدُ كَافِرًا فَمَاتَ صَعِدَ مَلَكَاهُ إِلَى السَّمَاءِ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُمَا مَا جَاءَ بِكُمَا فَيَقُولانِ رَبِّ قَبَضْتَ عَبْدَكَ وَجِئْنَاكَ فَيَقُولُ لَهُمَا ارْجِعَا إِلَى قَبْرِهِ وَالْعَنَاهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَإِنَّهُ كَذَّبَنِي وَجَحَدَنِي وَإِنِّي جَعَلْتُ لَعْنَتَكُمَا عَذَابًا أُعَذِّبُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.

واللَّه أعلم.

(الدَّارَقُطْنِيّ) حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مَخْلَد حَدَّثَنَا سَعْدَان بْن نصر حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن يَحْيَى بْن عُبَيْد اللَّه حَدَّثَنَا مِسْعَر عَنْ عَطِيَّة عَنْ أَبِي سَعِيدٍ سَمِعْتُ النَّبِي يَقُولُ: إِذَا قَبَضَ اللَّهُ تَعَالَى رُوحَ الْعَبْدِ صَعِدَ مَلَكَاهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالا يَا رَبَّنَا إِنَّكَ وَكَّلْتَنَا بِعَبْدِكَ الْمُؤْمِنِ نَكْتُبُ عَمَلَهُ وَقَدْ قَبَضْتَهُ إِلَيْكَ فَائْذَنْ لَنَا نَسْكُنِ السَّمَاءَ فَيَقُولُ سَمَائِي مَمْلُوءَةٌ مِنْ مَلائِكَتِي يُسَبِّحُونِي فَيَقُولانِ ائْذَنْ لَنَا نَسْكُنِ الأَرْضَ فَيَقُولُ أَرْضِي مَمْلُوءَةٌ مِنْ خَلْقِي يُسَبِّحُونِي وَلَكِنْ قَوْمًا عَلَى قَبْرِهِ فَسَبِّحَانِي وَاحْمَدَانِي وَهَلِّلانِي وَاكْتُبَا لِعَبْدِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (أَخْبَرَنَا) عَبْد اللَّه بْن عَليّ الْمقري أَنْبَأَنَا غَانِم بْن أَحْمَد الْحداد أَنْبَأنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن حَدَّثَنَا أَبُو حَفْص عُمَر بْن مُحَمَّد المعدَّل أَنْبَأَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل حَدَّثَنَا أَبُو عَامر مُوسَى بْن عَامر حَدَّثَنَا عِيسَى بْن خَالِد حَدَّثَنَا عُثْمَان بْن مطر حَدَّثَنَا ثَابِت الْبنانِيّ عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: إِنَّ اللَّهَ وَكَّلَ بِعَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ مَلَكَيْنِ يَكْتُبَانِ عَمَلَهُ فَإِذَا مَاتَ قَالَ الْمَلَكَانِ اللَّذَانِ وُكِّلا بِهِ قد مَاتَ فَأذن لَنَا أَنْ نَصْعَدَ إِلَى السَّمَاءِ فَيَقُولُ اللَّهُ عز وجل سَمَائِي مَمْلُوءَةٌ مِنْ خَلْقِي يُسَبِّحُونِي فَيَقُولانِ أَيْنَ فَيَقُولُ عِنْدَ قَبْرِهِ فَسَبِّحَانِي وَاحْمَدَانِي وَكَبِّرَانِي وَهَلِّلانِي وَاكْتُبَا ذَلِكَ لِعَبْدِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، لَا يَصِّح مدَار حَدِيث أَبِي بَكْر وَأبي سُلَيْمَان عَلَى عُثْمَان وَهُوَ مَتْرُوك وعُثْمَان بْن مطر قَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات عَن الْإِثْبَات لَا يحل الِاحْتِجَاج بِهِ قلت أَخْرَجَهُ أَبُو الشَّيْخ فِي العظمة وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإيِمَان منْ وَجه آخر عَنْ عُثْمَان وَلَمْ ينْفَرد بِهِ عُثْمَان بل تَابعه الْهَيْثَم بْن حَمَّاد عَنْ ثَابت

ص: 359

الْبنانِيّ عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: إِنَّ اللَّهَ وَكَّلَّ بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مَلَكَيْنِ يَكْتُبَانِ عَمَلَهُ فَإِذَا قَبَضَ اللَّهُ عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ يَقُولُ الْمَلَكَانِ يَا رَبِّ وَكَّلْتَنَا بِعَبْدِكَ وَقَدْ قَبَضْتَهُ إِلَيْكَ فَتَأْذَنُ لَنَا أَنْ نَصْعَدَ إِلَى السَّمَاءِ فَيَقُولُ اللَّهُ عز وجل سَمَائِي مَمْلُوءَةٌ مِنْ خلقي يعبدوني فَيَقُولانِ فَأْمُرْنَا رَبَّنَا فَيَقُولُ قِفَا عَلَى قَبْرِ عَبْدِي فَكَبِّرَانِي وَسَبِّحَانِي وَمَجِّدَانِي وَهَلِّلانِي وَاكْتُبَا ذَلِكَ لِعَبْدِي حَتَّى أَبْعَثَهُ مِنْ قَبْرِهِ.

حَدَّثَنَا سريح حَدَّثَنَا هُشَيْم عَنِ الْهَيْثَم بْن حَمَّاد عَنْ ثَابِت عَن أنس نَحوه وقَالَ أَبُو بَكْر الشَّاشِي فِي الغيلانيات حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يُونُس بْن مُوسَى الْقُرَشِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر بْن أَبِي الْوَزير أَبُو الْمطرف حَدَّثَنَا هُشَيْم عَنِ الْهَيْثَم بْن حَمَّاد بِهِ.

وقَالَ حَدَّثَنَا بشر بْن أَنَس حَدَّثَنَا أسود بْن عَبْد اللَّه حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الواسطيّ عَنْ هُشَيْم بْن بشر عَنِ الْهَيْثَم بْن حَمَّاد بِهِ.

وقَالَ الدَّيلميّ أَنْبَأَنَا عَبدُوس بْن أَبِي فَنْجَوَيْهِ عَنْ مُوسَى بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه الْكسَائي عَنِ الْحَرْث بْن عَبْد اللَّه عَنْ أَبِي مَعْشَر عَنْ مُحَمَّد بن كَعْب عَن أَن أَنَس مَرْفُوعًا بِهِ.

واللَّه أَعْلَم.

(أَحْمَد) فِي مُسْنده حَدَّثَنَا مُوسَى بْن دَاوُد حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جَابِر عَنْ عُمَر بْن مرّة عَن أبي البحتري عَنْ حُذَيْفة قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِي فِي جَنَازَة فَلَمَّا انتهينا إِلَى الْقَبْر قعد عَلَى شفته وَجَعَل يردد بَصَره فِيهِ قَالَ: يضغط الْمُؤْمِن فِيهِ ضغطة ترميه حمائله وعَلى الْكَافِر نَار.

لَا يَصِّح مُحَمَّد بْن جَابِر لَيْسَ بِشَيْء، قلت تعقب الحافط ابْن حجر فِي القَوْل المسددعلى الْمُؤلف وقَالَ أَبُو البَخْتَرِيّ سَعِيد بْن فَيْرُوز لَمْ يدْرك حُذَيْفة وَلَكِن بِمُجَرَّد ذَلِكَ لَا يدل على أَن الْمَتْن مَرْفُوع فَإِن لَهُ شَوَاهِد كَثِيرَة لَا يَتَّسِع الْحَال لاستيعابها واللَّه أَعْلَم.

(ابْن شاهين) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن صاعد إملاء غَيْر مرّة وَمَا كتبناه إِلَّا عَنْهُ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن شَقِيق سَمِعْتُ أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَة عَنْ سُلَيْمَان الْأَعْمَشُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ ابْنَةُ رَسُولِ الله فَسَاءَنَا حَالُهُ فَلَمَّا دَخَلَ الْقَبْرَ الْتَمَعَ وَجْهُهُ صُفْرَةً ثُمَّ أَسْفَرَ وَجْهُهُ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْنَا مِنْكَ أَمْرًا سَاءَنَا فَلَمَّا دَخَلْتَ الْقَبْرَ الْتَمَعَ وَجْهُكَ صُفْرَةً ثُمَّ أَسْفَرَ وَجْهُكَ فَمَا ذَلِكَ قَالَ: ذَكَرْتُ ضَعْفَ ابْنَتِي وَشِدَّةَ عَذَابِ الْقَبْرِ فَأُتِيتُ فَأُخْبِرْتُ أَنَّهُ قَدْ خُفِّفَ عَنْهَا وَلَقَدْ ضُغِطَتْ ضَغْطَةً سَمِعَ صَوْتَهَا مَا بَيْنَ الْخَافِقَيْنِ.

واللَّه أَعْلَم.

(أَبُو بَكْر عَبْد الله بْن أبي دَاوُد السّجِسْتانيّ) حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن الصَّلْت حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ ابْنَةُ رَسُولِ الله وَكَانَت امْرَأَة مسقامة فَخرج بجنازتها وَخَرجْنَا مَعَه فرأيناه كئيبا حَزينًا ثمَّ دخل النَّبِي قبرها فَخرج ملتمع اللَّوْن فَسَأَلْنَاهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: إِنَّهَا كَانَتْ مسقامة فَذَكَرَتْ شدَّة الْمَوْت وضغطة الْقَبْر فدعوت الله أَن

ص: 360

يُخَفف عَنْهَا.

(سَعِيد بْن مَنْصُور فِي سنَنه) .

حَدَّثَنَا مَرْوَان بْن مُعَاوِيَة أَنْبَأَنَا الْعَلاء بْن الْمُسَيِّب عَنْ مُعَاوِيَة الْعَبْسٍيّ عَنْ زَاذَان أَبِي عُمَر قَالَ لما دُفِن رَسُول الله ابْنَته جلس عِنْد الْقَبْر فتربد وَجهه ثُمّ سرى عَنْهُ فَسَأَلَهُ أَصْحَابه عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: ذكرت ابْنَتي وضعفها وَعَذَاب الْقَبْر فدعوت اللَّه فَفرج عَنْهَا وأيم اللَّه قد ضمت ضمة سَمعهَا مَا بَيْنَ الْخَافِقين.

هَذَا حَدِيث لَا يَصِّح منْ جَمِيع طرقه.

قَالَ الدارَقُطْنيّ: رَوَاهُ الْأَعْمَش وَاخْتلف فِيهِ فَرَوَاهُ أَبُو حَمْزَة السكرِي عَنِ الْأَعْمَشُ عَن سُلَيْمَان بْن الْمُغيرَة عَن أَنَس وَرَوَاهُ حبيب بْن خَالِد الأَسَديّ عَنِ الْأَعْمَشُ عَنْ عَبْد اللَّه بْن المُغِيرَة عَنْ أَنَس والْحَدِيث مُضْطَرب عَنِ الْأَعْمَشُ.

قُلْتُ أَخْرَجَهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك (أَنْبَأنَا) أَحْمَد بْن الْحَسَن حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن عُمَر بْن حَفْص حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بن شَاذان حَدثنَا سعد بْن الصَّلْت حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي سُفْيَان عَنْ أَنَس بِهِ.

وَأخرجه أَبُو عَوَانَة فِي صَحِيحه قَالَ كتب إليَّ إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن شَاذان حَدَّثَنَا سَعِيد بْن الصَّلْت حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي سُفْيَان عَنْ أَنَس وجَابِر بْن عَبْد الله الْحَضْرَمِيّ حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَبِي الرطيل حَدَّثَنَا حبيب بْن خَالِد الأَسَديّ عَنِ الْأَعْمَشُ عَنْ عَبْد اللَّه بْن المُغِيرَة عَنْ أَنَس بِهِ.

وقَالَ أَيْضا حَدَّثَنَا عُثْمَان بْن أَبِي شَيْبَة حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن سُلَيْمَان الرَّازيّ عَنْ زَكَرِيّا بْن سَلام عَنْ سَعِيد بْن مَسْرُوق عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ بنت رَسُول الله حَزِنَ ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْنَاكَ حَزِينًا ثُمَّ سُرِّيَ عَنْكَ قَالَ ذَكَرْتُ زَيْنَبَ وَضَعْفَهَا وَلَقَدْ هُوِّنَ عَلَيْهَا وَعَلَيَّ ذَلِكَ لَقَدْ ضُغِطَتْ ضَغْطَةً بَلَغَتِ الْخَافِقَيْنِ واللَّه أَعْلَم.

(الدارَقُطْنيّ) حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد الله بْن ميسر حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سِنَان الْقطَّان حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن مُحَمَّد حَدَّثَنَا صَالِح بْن مُحَمَّد بْن صَالِح عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِوَفَاةِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَنَزَلَ الأَرْضَ لِشُهُودِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ مَا نَزَلُوهَا قَبْلَهَا وَاسْتَبْشَرَ أَهْلُ السَّمَاءِ، وَلَقَدْ ضُمَّ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ ضَمَّةً يَعْنِي فِي قَبْرِهِ وَلَوْ كَانَ أَحَدٌ مِنْهَا مُعَافًى عُوفِيَ مِنْهَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ تَفَرّد بِهِ مُحَمَّد بْن صَالِح.

قَالَ ابْن حبَان: يرْوى الْمَنَاكِير عَنِ الْمَشَاهِير لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ.

(ابْن شاهين) حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن سُلَيْمَان بْن الْأَشْعَث حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن مِهْرَان حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن رشيد حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدة وَهُوَ مجاعَة بْن الزُّبَير عَنِ الْقَاسِم بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ أَبِي حَازِم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: لَمَّا أُخْرِجَتْ جَنَازَةُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ الْمُنَافِقُونَ: مَا أَخَفَّ جَنَازَةَ سَعْدٍ فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: مَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ إِلا وَلَهُ ضَغْطَةٌ فِي الْقَبْر وَلَوْ كَانَ مُنْفَلِتًا مِنْهَا أَحَدٌ لانْفَلَتَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ ثُمَّ قَالَ وَالَّذِي نَفسِي

ص: 361

بِيَدِهِ لَقَدْ سَمِعْتُ أَنِينَهُ وَرَأَيْتُ اخْتِلافَ أَضْلاعِهِ فِي قَبْرِهِ.

لَا يَصِّح الْقَاسِم مُنْكَر الْحَدِيث.

(هَنَاد بْن السّري) فِي الزّهْد حَدَّثَنَا ابْن فُضَيْل عَنْ أَبِي سُفْيَان عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: أَصَابَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ جِرَاحَةٌ فَجَعَلَهُ النَّبِيُّ عِنْدَ امْرَأَةٍ تُدَاوِيهِ فَمَاتَ مِنَ اللَّيْلِ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ: لَقَدْ مَاتَ اللَّيْلَةَ فِيكُمْ رَجُلٌ اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِحُبِّ لِقَاءِ اللَّهِ إِيَّاهُ فَإِذَا هُوَ سَعْدٌ فَدَخَلَ رَسُول الله قَبْرَهُ فَجَعَلَ يُكَبِّرُ وَيُهَلِّلُ وَيُسَبِّحُ فَلَمَّا خَرَجَ قِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا رَأَيْنَاكَ صَنَعْتَ هَكَذَا قَطُّ قَالَ: إِنَّهُ ضُمَّ فِي الْقَبْرِ ضَمَّةً حَتَّى صَارَ مِثْلَ الشَّعْرَةِ فَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يَرْفَعَ عَنْهُ وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ لَا يَسْتَبْرِئُ مِنَ الْبَوْلِ مُرْسل وأَبُو سُفْيَان طريف بْن شهَاب مَتْرُوك قلت: أصل الْحَدِيث فِي ضعفه سَعْد بْن مُعَاذ صَحِيح ثَابِت فِي عدَّة أَحَادِيث.

قَالَ النَّسائيّ أَنْبَأَنَا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم حَدَّثَنَا عَمْرو بْن مُحَمَّد العنقري حَدثنَا ابْن إِدْرِيس عَنْ عُبَيْد اللَّه عَنْ رَافع عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ رَسُول الله قَالَ: هَذَا الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْشُ وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَشَهِدَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ الْمَلائِكَةِ لَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً ثُمَّ فُرِّجَ عَنْهُ يَعْنِي سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ وَلَوْ أَنَّ رَجُلا نَجَا مِنَ الْقَبْرِ لَنَجَا مِنْهُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ.

وقَالَ أَحْمَد حَدَّثَنَا يَعْقُوب حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِي إِسْحَاق حَدَّثَنِي مُعَاذ بْن رِفَاعَة عَنْ مَحْمُود بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ جَابِر بْن عَبْد الله قَالَ: لَمَّا دُفِنَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ وَنحن مَعَ رَسُول الله سَبَّحَ وَسَبَّحَ النَّاسُ مَعَهُ ثُمَّ قَالُوا: يَا رَسُول الله لما سَبَّحْتَ ثُمَّ كَبَّرْتَ؟ قَالَ: لَقَدْ تَضَايَقَ عَلَى هَذَا الْعَبْدِ الصَّالِحِ قَبْرُهُ حَتَّى فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ.

وَقَالَ أَيْضا حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بشر حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَمْرو عَنْ يَزِيد بْن عَبْد اللَّه بْن أُسَامَة اللَّيْثِيّ عَنْ مُعَاذ بْن رِفَاعَة الزُّرَقي عَنْ جَابِر بِنَحْوِهِ.

وقَالَ الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن عُثْمَان بْن صالِح حَدَّثَنَا حَسَّان بْن غَالب حَدَّثَنَا ابْن لَهِيعَة عَنْ أَبِي النَّضْر المَدِينيّ عَنْ زِيَاد مَوْلَى ابْن عَبَّاس عَن ابْن عَبَّاس: أَن رَسُول الله يوْم تُوُفّي سَعْد بْن مُعَاذ وقف عَلَى قَبره ثُمّ اسْترْجع ثُمّ قَالَ: لَو نجا منْ ضغطة الْقَبْر أحد لنجا سَعْد لقد ضغط ثمَّ وحى عَنْهُ.

وقَالَ فِي الْأَوْسَط حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر حَدَّثَنَا خَالِد بن خِدَاش حَدثنَا ابْن وَهْب عَنْ عُمَر بْن الْحَرْث عَنْ أَبِي النَّضْر بِهِ.

وقَالَ أَحْمَد حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَة عَنْ سَعْد بْن إِبْرَاهِيم عَنْ نَافِع عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ إِن للقبر ضغطة

ص: 362

وَلَوْ كَانَ أَحَدٌ نَاجِيًا مِنْهَا نَجَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ.

وقَالَ هَنَاد فِي الزّهْد حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن فضل عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ مَا أُجِيرَ مِنْ ضَغْطَةِ الْقَبْرِ وَلا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ الَّذِي مِنْدِيلٌ مِنْ مَنَادِيلِهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا واللَّه أَعْلَم.

(أَبُو نُعَيم) عَنْ عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْحَمِيد أَنْبَأَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن لال حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَبِي السّري حَدَّثَنَا الْوَلِيد بْن مُسْلِم حَدَّثَنَا عُتْبَةُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ حَبِيبٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله: فَتَّانُو الْقَبْرِ أَرْبَعَةٌ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ وَنَاكُورٌ وَسَيِّدُهُمْ رُومَانُ.

لَا أَصْل لَهُ فَهُوَ مُرْسل لِأَن ضَمْرَة تَابِعِيّ وروى مَوْقُوفا عَلَيْه واللَّه أَعْلَم.

(حَدَّثَنَا) أَبِي حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سَعِيد الْحِمصِي حَدَّثَنَا عُثْمَان بْن سَعِيد عَنْ عُتْبَةَ ابْن ضَمْرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: فَتَّانُو الْقَبْرِ ثَلَاثَة أنْكَرٌ وَنَكِيرٌ وَسَيِّدُهُمْ رُومَانُ.

قُلْتُ سُئِلَ الحَافِظ ابْن حجر هَلْ يَأْتِي الْمَيِّت ملك اسْمه رُومَان فَأجَاب أَنَّهُ ورد بُسْنَد فِيهِ لين.

وقَالَ الرَّافِعِيّ فِي تَارِيخ قزوين قَالَ أَبُو الْحَسَن الْقطَّان فِي الطوالات حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِم أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِدْرِيس حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن الضَّحَّاك البعلي حَدَّثَنَا الْوَلِيد بْن مُسْلِم عَنْ عُتْبَة بْن ضَمْرَة عَنْ أَبِيهِ قَالَ: فتان الْقَبْرِ أَرْبَعَةٌ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ وَنَاكُورٌ وسيدهم رُومَان.

قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن الضَّحَّاك: فَحدث رَجُلًا بِهَذَا مِنَ الْجَهْمِية فَقَالَ نَحْنُ ننكر اثْنَيْنِ جئتنا بأَرْبعَة أَبُو حَاتِم هُوَ الحَافِظ الْكَبِير الْمَشْهُور وَشَيْخه ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وقَالَ مَحَله الصدْق والْوَلِيد منْ رجال مُسْلِم وَهَذَا الْوَقْف لَهُ حكم الرّفْع فَإِن مثله لَا يُقَالُ منْ قبل الرَّأْي فَهُوَ مُرْسل واللَّه أَعْلَم.

أَنْبَأَنَا عَبْد الوهَّاب بْن الْمُبَارَك الحَافِظ أَنْبَأَنَا شهر بْن حَوْشَب بْن عَبْد الْعَزِيز الجيلي أَنْبَأَنَا أَبُو حَامِد مُحَمَّد بْن همام حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الْقُرَشِيّ كَذَا قَالَ وَالصَّوَاب مُحَمَّد بْن سُلَيْم حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن هدبة عَنْ أَنَسٍ أَن رَسُول الله شَيَّعَ جَنَازَةً فَلَمَّا صَلَّى عَلَيْهَا دَعَا بِثَوْب فسط عَلَى الْقَبْرِ وَهُوَ يَقُولُ: لَا تَطَّلِعُوا فِي الْقَبْرِ فَإِنَّهَا أَمَانَةٌ فَلَعَلَّ أَو عَسى تحل العقد فَيَنْجَلِي لَهُ وَجْهٌ أَسْوَدٌ وَلَعَلَّهُ يُحَلُّ الْعُقْدَةُ فَيَرَى فِي قَبْرِهِ حَيَّةً سَوْدَاءَ مَطْوِيَّةً فِي عُنُقِهِ فَإِنَّهَا أَمَانَةٌ وَعَسَى أَنْ يَقْبَلَهُ فَيَعُودُ إِلَيْهِ دُخَانٌ مِنْ تَحْتِهِ فَإِنَّهَا أَمَانَةٌ.

مَوْضُوع: وَأكْثر رُوَاته مَجْهُولُونَ وَإِبْرَاهِيم ابْن هدبة كَذَّاب.

(الْخَطِيب) أَخْبَرَنِي أَبُو الْفرج الطناجيري أَنْبَأَنَا عَبْد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن أَبِي الْحُسَيْن بدر بْن عَبْد اللَّه مَوْلَى المعتز بِاللَّه حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِم أَنَس بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الطَّحَّان حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بشر الأرطباني حَدثنَا مُحَمَّد مَعْمَر حَدَّثَنَا حميد بْن حَمَّاد عَنْ مِسْعَر بْن كدام عَنْ عَبْد اللَّه عَن ابْن عُمَر قَالَ

ص: 363

قَالَ رَسُول الله: دَفْنُ الْبَنَاتِ مِنَ الْمَكْرُمَاتِ: لَا يَصِّح حُمَيد يحدث عَنِ الثِّقَات بِالْمَنَاكِيرِ.

(الطَّبَرَانِيّ) حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن أَنَس بْن مَالك الدِّمَشْقِي وَغَيره حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن ذَكْوَان الدِّمَشْقِي حَدَّثَنَا عرَاك بْن خَالِد بْن يَزِيد بْن صَبِيْح الْمُرِّيّ عَنْ عُثْمَان بْن عَطَاء الْخُرَاسَانِي عَن أَبِيهِ عَن عِكْرِمَة عَن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا عُزِّيَ رَسُول الله بِابْنَتِهِ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ دفن الْبَنَاتُ مِنَ الْمَكْرُمَاتِ (ابْن عَدِيّ) حَدَّثَنَا صالِح بْن أَحْمَد بْن يُونُس حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن بهْلُول حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن طَلْحَة الْقُرَشِيّ حَدَّثَنَا عُثْمَان بْن عَطَاء بِهِ.

عُثْمَان ضَعِيف وَأَبوهُ رَدِيء الْحِفْظ وعراك لَيْسَ بِالْقَوِيّ ومُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن ضَعِيف يسرق الْحَدِيث (قَالَ الْمُؤلف) : وسَمِعْتُ شَيخنَا عَبْد الوهَّاب بْن الأَنْماطيّ الحَافِظ يحلف بِاللَّه عز وجل أَنَّهُ مَا قَالَ رَسُول الله منْ هَذَا شَيْئا قطّ واللَّه أعلم.

(ابْن عدي) حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يَزِيد العسكري حَدَّثَنَا هِشَام بْن عمار حَدَّثَنَا خَالِد بْن يَزِيد حَدَّثَنَا أَبُو رزق الهَمْدانِّي عَنِ الضَّحَّاك عَنِ ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله: لِلْمَرْأَةِ سِتْرَانِ الْقَبْرُ وَالزَّوْجُ قِيلَ وَأَيُّهُمَا أَفْضَلُ قَالَ الْقَبْرُ.

مَوْضُوع: وَالْمُتَّهَم بِهِ خَالِد وَهُوَ ابْن يَزِيد بْن أَسد الْقَسرِي قَالَ ابْن عَدِيّ: أَحَادِيثه كلهَا لَا يُتَابَع عَلَيْهَا لَا متْنا وَلَا إِسْنَادًا قُلْتُ لَهُ شَاهد.

قَالَ الدَّيلميّ أَنْبَأَنَا أبي أَنْبَأَنَا عَلِيّ بْن الْحُسَيْن أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي الْقَاسِم الْكَاتِب حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عَبْدَانِ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن مُسْلِم حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر الْحَسَن حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد الحَسَنيّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الْأَشْقَر عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّد بْن عَبْد الله عْن عَبْد الله بْن مُحَمَّد عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحَسَنِ بْن الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن عَنْ عَلِيٍّ مَرْفُوعًا: لِلنِّسَاءِ عَشْرُ عَوْرَاتٍ فَإِذَا زُوِّجَتِ الْمَرْأَةُ سَتَرَ الزَّوْجُ عَوْرَةً وَإِذَا مَاتَتِ الْمَرْأَةُ سَتَرَ الْقَبْرُ تِسْعَ عَوْرَاتٍ.

وَفِي الطيوريات بِسَنَدِهِ عَنْ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه قَالَ نعم الْأخْتَان الْقُبُور واللَّه أَعْلَم.

(أَبُو نُعَيم) حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مَحْمُود حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عمرَان بْن الْجُنَيْد حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سجيت بْن مُحَمَّد الهَمْدانِّي حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن عِيسَى حَدَّثَنَا مَالك عَنْ نَافِع بْن مَالك عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله: ادْفِنُوا مَوْتَاكُمْ فِي وَسَطِ قَوْمٍ صَالِحِينَ فَإِنَّ الْمَيِّتَ يَتَأَذَّى بِجِوَارِ السُّوءِ.

لَا يَصِّح سُلَيْمَان كَذَّاب

ص: 364

وَرَوَاهُ دَاوُد بْن الحُصَيْن عَنْ إِبْرَاهِيم بْن الْأَشْعَث عَنْ مَرْوَان بْن مُعَاوِيَة الفَزَاريّ عَنْ سُهَيْل بْن أَبِي صَالح عَنْ أَبِيهِ عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله مَرْفُوعًا بِهِ.

قَالَ ابْن حبَان دواد يحدث عَنِ الثِّقَات مِمَّا لَا يشبه حَدِيث الْإِثْبَات تجب مجانبة رِوَايَته والبلية فِي هَذَا مِنْهُ.

قَالَ وَهَذَا خبر بَاطِل لَا أصل لَهُ.

قُلْتُ لَهُ شَوَاهِد أخرج الْمَالِينِي فِي المؤتلف والمختلف عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ الله أَنْ نَدْفِنَ مَوْتَانَا وَسَطَ قَوْمٍ صَالِحَيْنَ فَإِنَّ الْمَوْتَى يَتَأَذَّوْنَ بِجَارِ السُّوءِ كَمَا يَتَأَذَّى بِهِ الأَحْيَاءُ وَأخرج أَيْضا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَن النَّبِي قَالَ: إِذَا مَاتَ لأَحَدِكُمُ الْمَيِّتُ فَأَحْسِنُوا كَفَنَهُ وَعَجِّلُوا إِنْجَازَ وَصِيَّتِهِ وَأَعْمِقُوا لَهُ فِي قَبْرِهِ وَجَنِّبُوهُ جَارَ السُّوءِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَهَلْ يَنْفَعُ الْجَارُ الصَّالِحُ فِي الْآخِرَة قَالَ هَل يَنْفَعُ فِي الدُّنْيَا قَالُوا نَعَمْ قَالَ كَذَلِكَ يَنْفَعُ فِي الآخِرَةِ.

وَقَالَ الديلمي أَنْبَأنَا وَالِدي أَنْبَأنَا أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد الميداني الحَافِظ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن عَلِيّ الْجَوْهَرِي أَنْبَأَنَا أَبُو حَفْص عُمَر ابْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن يَحْيَى الزَّيَّات حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد عَامر بْن سيار بحلب حَدَّثَنَا عَبْد القدوس بْن حبيب الكلَاعِي عَنِ ابْن طَاوس عَن أَبِيهِ عَنِ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ الله: أَحْسِنُوا الْكَفَنَ وَلا تُؤْذُوا مَوْتَاكُمْ بِعَوِيلٍ وَلا تَأْخِيرِ وَصِيَّةٍ وَلا بِقَطِيعَةٍ وَعَجِّلُوا قَضَاءَ دَيْنِهِ وَاعْدِلُوا بِهِ عَنْ جِيرَانِ السُّوءِ.

وَأخرجه أَبُو الْقَاسِم بْن مَنْدَه فِي كتاب الأحواء والْإِيمَان بالسؤال واللَّه أَعْلَم.

(الْحَاكِم) حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن سَعْد الرَّازيّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مهْرَان حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْقَاسِم بْن مجمع الطانكاني حَدَّثَنَا أَبُو مقَاتل السَّمَرْقَنْدِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن ثَابِت الْأَنْصَارِيّ عَنْ كثير بْن شنطير عَن الْحَسَن عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ مَرْفُوعًا: لَا يَزَالُ الْمَيِّتُ يَسْمَعُ الأَذَانَ مَا لَمْ يُطَيَّنْ قَبْرُهُ.

مَوْضُوع: الْحَسَن لَمْ يسمع مِنَ ابْن مَسْعُود وَكثير لَيْسَ بِشَيْء وأَبُو مقَاتل.

قَالَ ابْن مَهْدِيّ لَا تحل الرِّوَايَة عَنْهُ غَيْر أَن الْمُتَّهم بِوَضْعِهِ مُحَمَّد ابْن الْقَاسِم فَإنَّهُ كَانَ عَالما فِي الْكَذَّابين الوضاعين (ابْن عَدِيّ) .

حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الضَّحَّاك بْن عُمَر بْن أَبِي عَاصِم حَدَّثَنَا يَزِيد بْن خَالِد الْأَصْبَهَانِيّ حَدَّثَنَا عَمْرو بْن زِيَاد حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن سُلَيْم الطَّائِفِي عَنْ هِشَام عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَة عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: مَنْ زَارَ قَبْرَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدِهِمَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَرَأَ يس غُفِرَ لَهُ.

قَالَ ابْن عَدِيّ: هَذَا بِهَذَا الْإِسْنَاد بَاطِل وَكَانَ عَمْرو يتهم بِالْوَضْعِ قلت لَهُ شَاهد.

قَالَ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط حَدثنَا مُحَمَّد ابْن أَحْمَد بْن النُّعْمَان بْن شبْل الْأنْصَارِيّ حَدثنَا أبي حَدثنَا عَم أبي مُحَمَّد بن النُّعْمَان

ص: 365

بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ يَحْيَى بْن الْعَلاء الْبَلْخِي عَنْ عَبْد الْكَرِيم أَبِي أُمَيَّة عَنْ مُجَاهِد عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله: مَنْ زَارَ قَبْرَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدِهِمَا كُلَّ جُمُعَةٍ غُفِرَ لَهُ وَكُتِبَ بَرًّا.

عَبْد الْكَرِيم ضَعِيف ويَحْيَى بْن الْعَلاء ومُحَمَّد بْن النُّعْمَان مَجْهُولان وقَالَ ابْن أَبِي الدُّنْيَا فِي الْقُبُور حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن بَكْر السَّهْمِي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن النُّعْمَان يرفع الْحَدِيث إِلَى النَّبِي مَنْ زَارَ قَبْرَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدُهُمَا فِي كُلّ جُمُعَة غفر لَهُ وَكتب برا وَأخرجه البَيْهَقيّ فِي الشّعب منْ طَرِيقه واللَّه أعلم.

(ابْن عدي) حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن حَفْص السَّعْديّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى حَدَّثَنَا خاقَان السَّعْديّ حَدَّثَنَا أَبُو مقَاتل السَّمَرْقَنْدِيّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَن نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا: مَنْ زَارَ قَبْرَ أَبَوَيْهِ أَوْ أُمِّهِ أَوْ عَمَّتِهِ أَوْ خَالَتِهِ أَوْ أَحَدٍ مِنْ أَقْرِبَائِهِ كَانَتْ لَهُ كَحَجَّةٍ مَبْرُورَةٍ وَمَنْ كَانَ زَائِرًا لَهُمْ زَارَتِ الْمَلائِكَةُ قَبْرَهُ.

قَالَ ابْن حبَان: لَيْسَ لهَذَا الحَدِيث أصل وَأَبُو مقَاتل حَفْص بْن سُلَيْم يَأْتِي بالأشياء الْمُنكرَة (ابْن عدي) حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الْمُؤْمِن حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن صَالِح المكّيّ حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَيَّاش الْحِمصِي حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن أَرقم عَنِ ابْن سِيرِينَ عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله: حسنوا أكفان مَوْتَاكُم فَإِنَّهُم يتزاورون فِي قُبُورهم.

(العُقَيْليّ) حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ الْحُلْوَانِيّ حَدَّثَنَا سَعِيد بْن سَلام العَطَّار حَدَّثَنَا أَبُو مَيْسَرَة عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله: إِذَا وَلِيَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُحْسِنْ كَفَنَهُ فَإِنَّهُمْ يُبْعَثُونَ فِي أَكْفَانِهِمْ وَيَتَزَاوَرُونَ فِي أَكْفَانِهِمْ.

لَا يَصِّح، سُلَيْمَان بْن أَرقم مَتْرُوك وَكَذَا سَعِيد بْن سَلام قلت الْحَدِيث حسن صَحِيح لَهُ طرق كَثِيرَة وشواهد استوعبتها فِي كتاب شرح الصُّدُور مِنْهَا.

قَالَ الْحَارِث فِي مُسْنَده حَدَّثَنَا روح عَنْ زَكَرِيّا بْن أَبِي إِسْحَاق عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: إِذَا وَلِيَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُحْسِنْ كَفَنَهُ فَإِنَّهُمْ يُبْعَثُونَ فِي أَكْفَانِهِمْ وَيَتَزَاوَرُونَ فِي أَكْفَانِهِمْ.

وقَالَ الدَّيلميّ أَنْبَأَنَا عَبدُوس بْن عَبْد اللَّه أَنْبَأَنَا عَمْرو بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن عَبدُوس حَدَّثَنَا عُمَر بْن مُحَمَّد الزَّيَّات حَدَّثَنَا ابْن نَاجِية حَدَّثَنَا يُوسُف بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه عَنْ أَبِي الزبير عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: أَحْسنُوا كفن مَوْتَاكُم فَإِنَّهُم يتباهون ويتزاورون بهَا فِي قُبُورهم.

وقَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإيِمَان أَنْبَأنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عَبْدَانِ

ص: 366