الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مواقفه
1 - مواقفه في نصرة دعاة الإسلام:
أ - مع سيد قطب:
حدّثني اللواء خطّاب أنه زار القاهرة، بصحبة رئيس الجمهورية العراقية المشير عبد السلام عارف. وهناك في القاهرة، طلب من المشير عارف أن يتوسّط لدى صديقه عبد الناصر للإفراج عن سيد قطب. وتحدّث عارف مع ناصر بحضور خطاب، ووافق ناصر على الإفراج عن سيّد.
عندها طلب خطاب من عبد الناصر أن يسمح له بزيارة سيد في سجنه، ليبشّره بقرار الرئيس، فسمح بذلك، وجاءت سيارة من القصر حملت خطاباً إلى سجن سيّد. وفرح سيّد بلقاء خطاب، وحمّله سلامه إلى المشير عارف، فقال له خطاب:
- أبشرك بالإفراج عنك قريباً جداً.
تساءل سيّد: كيف؟
فقصّ عليه خطّاب قصّة وساطة المشير عبد السلام الذي يكنّ له حبّاً ومودّة وتقديراً وإعجاباً بجهاده، وفكره، وقوة إيمانه وصموده في وجه الأعاصير.
فسأل سيّد، وقد علت وجهه كآبة: يعني .. كلمتم الرئيس، وانتهى الأمر؟
أجاب خطاب بسرور: نعمْ والحمد لله.
قال سيّد في حزن: سامحكم الله .. لو أنكم شاورتموني.
قال خطاب في دهشة: وهل كان سيكون لك رأي آخر؟
قال سيّد: نعمْ .. لو شاورتموني لرفضت الوساطة، ولما خرجت بهذه الصورة.
قال خطّاب في حزن وسهوم: ولكنها كريمة .. إخراج كريم ..
الرسول القائد صلى الله عليه وسلم قال معلّقاً على إباء يوسف الخروج من السجن حتى يسأل الملك النسوة اللواتي قطّعن أيديهنّ: رحم الله أخي يوسف.
لو خُيّرت - مكانه - لاخترت الخروج على المكث في السجن.
قال سيّد:
- على أيّ حال .. سبق السيف العذل، وشكر الله لكم مسعاكم النبيل، ونيّتكم الحسنة في الإفراج عن أخيكم، وأطيب تحياتي لكم وللأخ عبد السلام عارف .. الرجل الصالح.
" وخرج سيّد من السجن، وقدّم لي وللمشير عارف كتبه كلّها مجلّدة تجليداً فاخراً، وكتب على الظلال إهداء لطيفاً لكلٍّ منا ".
ثم اصطحبني اللواء خطّاب إلى مكتبته العامرة، وأراني كتب الشهيد العظيم، وقرأت إهداءه بخط يده على المجلد الأول من الظلال، واللواء خطّاب يدندن بهذين البيتين في تأثّر ثائر:
ذلك المؤمن المجاهد يغشى
…
غمرة الحرب، والرَّدَى يخشاه
تحت ظلِّ السيوف ماضٍ قويٌّ
…
درْعُه: لا إله إلا الله
ثم التفت إليّ، وقد أخذ الحزن مأخذه في وجهي وعينيّ، وقال في حزن: