الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإهداءات
(المكتوب يظهر من عنوانه) هكذا قالوا، وقولهم صحيح، فأنت من الكلمات القليلة التي تقرؤها على الظرف (مغلّف الرسالة)، تستطيع أن تعرف ما إذا كان صاحب الرسالة راضياً عنك، محبّاً لك، أو ساخطاً عليك، وكذلك تعرف الرجل الكاتب من عنوان كتابه، ثم من الصفحة الأولى التي تلي العنوان، فإذا بدأ الكتاب ببسم الله الرحمن الرحيم، عرفت أنه مسلم مؤمن بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وإذا قرأت الإهداء الذي يلي البسملة، عرفت أيّ رجل هذا الذي كتب الكتاب، ومضمون الكتاب بعامة.
وعندما نطالع (إهداءات) اللواء خطاب، ندرك أن الرجل مجاهد، ويتحدث إلى المجاهدين. ففي كتابه عن (عقبة بن نافع الفهري) صدّر الكتاب بالآية الكريمة:{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ .... مِّنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} [الأحزاب: 23]، ثم جاء الإهداء: إلى المجاهدين القدامى الذين بذلوا أرواحهم لنشر لغة القرآن، وتعاليمه، في ربوع إفريقية.
وإلى المجاهدين الجدد الذين بذلوا أرواحهم لتثبيت دعائم لغة القرآن وتعاليمه في إفريقية.
أقدّم سيرة بطل من أبطال فتح إفريقية: " عقبة بن نافع الفهري ".
فالجهاد هو ما يشغله، والمجاهدون دائماً في فكره وذهنه وحياته،
من الذين قضوا نحبهم شهداء، ومن الذين ما يزالون ينتظرون الشهادة على دروب الجهاد.
وأهدى كتابه: (قادة فتح العراق والجزيرة) إلى (سيد القادات، وقائد السادات، بطل الأبطال، ورجل الرجال، الرسول القائد، النبي العربيّ محمد بن عبد الله، صلوات الله وتسليمه عليه، أهدي سير خريجي مدرسته، ودعاة عقيدته، وحماة مبادئه، ورافعي راياته: قادة الفتح الإسلامي)، وكذلك في كتابيه:(سفراء النبي صلى الله عليه وسلم)، و (قادة النبيّ صلى الله عليه وسلم) جاء في إهدائه:" إلى سيد المرسلين، وخاتم النبيين، وإمام المجاهدين، أهدي سير قادة سراياه، من خريجي مدرسته في الجهاد، لإعلاء كلمة الله في الأرض، وقيادة البشرية للتي هي أحسن ".
فالجهاد ديدنه، والرسول القائد إمام المجاهدين، وخلفاؤه الغرّ الميامين، أولى الناس بإهداء أعماله الجهادية إليهم. فقد أهدى كتابه:(قادة فتح الشام ومصر) إلى " أول من بعث الجيوش لفتح الشام، تنفيذاً لمخططات الرسول القائد - عليه أفضل الصلاة والسلام - في الفتح .. إلى ثاني اثنين إذ هما في الغار .. إلى الصدّيق أبي بكر، رضي الله عنه، أهدي سير بعض قادته الذين جاهدوا تحت لواء الإسلام، لتكون كلمة الله هي العليا ".
وأهدي كتابه: (قادة فتح بلاد فارس) " إلى بطل الفتح الإسلامي الفاروق عمر بن الخطاب.
أعزّ الله بك الإسلام، وأظهره حين أسلمت،
وفرّق بك بين الحقّ والباطل حين آمنت،
وجعل الحقّ على لسانك وقلبك.
كان إسلامك فتحاً
وهجرتك نصراً
وإمارتك رحمة
وكان عهدك هو العهد الذهبي للفتح الإسلامي العظيم.
وهذه البلاد بعض ما فتح الله على يديك وأيدي قادتك ..
فمن أولى منك بإهداء هذا الكتاب عن قادتك إليك؟
رضي الله عنك وأرضاك.
وجعلك قدوة حسنة للحاكمين في بلاد العرب وديار الإسلام ".
إنه قطعة أدبية راقية، فيها من معاني الجهاد، والحق، والفتح،
والإيمان، والعدل، والتوجيه والإرشاد للحكام شيء كثير، مما يشغل
بال المؤلف، ويسعى إلى تثبيته في العقول والقلوب والنفوس المؤمنة
المسلمة.
وأهدى كتابيه: (قادة فتح السند وأفغانستان)، و (قادة فتح المغرب العربي) إلى ذي النورين: عثمان بن عفان، وقال في إهدائه: " كنت من السابقين الأولين، فصلّيت إلى القبلتين، وهاجرتَ الهجرتين .. وجهّزت جيش العسرة بمالك .. وجمعت القرآن الكريم في أيامك .. وكنت أول من بعث الجيوش لفتح إفريقية، فأصبحت تلك البلاد عربية إسلامية منذ فتحها المسلمون، وستبقى عربية إسلامية إلى الأبد بإذن الله.
وهذا الكتاب تذكير بجهادك، وذكرى لأمجادك، فهو منك وإليك، رضي الله عنك وأرضاك، وجعل الجنة مستقرّك ومثواك ".
وأهدى كتابه: (قادة الفتح الإسلامي في بلاد ما وراء النهر) إلى
" سيف الله الغالب، الإمام عليّ بن أبي طالب ".
ولم ينس المؤلف أن يهدي بعض كتبه إلى المجاهدين في العصر الحديث، لأنهم يسيرون على خطا السلف الصالح المجاهد، فقد أهدى كتابه:(دروس في الكتمان من الرسول القائد) إلى (الفدائيين الفلسطينيين الذين يتكلمون بالدم)، وأهدى كتابه:(دراسات في الوحدة العسكرية العربية) إلى من يأمل أن يكون: " القائد الذي يجاهد من أجل الوحدة، ويوحّد من أجل الجهاد، فيستعيد القدس وفلسطين من إسرائيل بالوحدة والجهاد "، وكذلك أهدى كتابه:(بين العقيدة والقيادة) إلى " من يتطلع أن يكون القائد الذي يرفع راية الإسلام فوق المسجد الأقصى، ويستعيد الأرض المقدّسة للعرب من إسرائيل "، فالقدس، وفلسطين لا تغيبان عن عقله وقلبه لحظة واحدة، وما ينبغي لمثله من القادة المجاهدين أن ينساهما ..
وأهدى كتابه: (طريق النصر في معركة الثأر)" إلى البطل صلاح الدين الأيوبي الذي طرد الصليبيين من فلسطين .. وإلى البطل الذي يعيد ذكرى صلاح الدين، فيطرد إسرائيل من فلسطين .. وإلى الصابرين المحتسبين من العائدين في كل مكان .. أهدي هذا الكتاب تحيةً وتذكيراً ".
وأهدى كتابه: (الإسلام والنصر): " إلى الذين يتكلمون بالدم، ويجاهدون بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله ".
وأهدى كتابه: (الأيام الحاسمة قبل معركة المصير): " إلى أرواح الشهداء الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فبذلوا أرواحهم رخيصة، دفاعاً عن الشرف، وتقديراً وإكباراً وإجلالاً ".
هذا هو اللواء المجاهد خطاب، لا يشغله عن الجهاد شاغل، وهو يرنو ويتطلع إلى القائد الذي سيأتي من رحم الغيب، ليحمل راية الجهاد،
ويعيد إلى العربي المسلم كرامته وأرضه .. يعيد المسجد الأقصى الأسير المهدّد بالقتل والتدمير، وقبّة الصّخرة التي تستغيث ولا مغيث، وفلسطين التي تئنّ تحت بساطير الغزاة المحتلين، تستجير ولا مجير .. تصرخ .. تنادي: " وإسلاماه .. وا عروبتاه .. ولكنها صرخات مخنوقة، في أودية سحيقة.
اللواء خطّاب لم يُهْدِ كتاباً واحداً إلى أيّ حاكم، كما فعل ويفعل سواه، وما ينبغي له ولأمثاله إلا أن يكونوا فوق المادّة وإغراءاتها .. فوق الدينار والدولار .. فأبناء الإسلام العظيم عظماء .. وما ينبغي لهم إلا أن يكونوا عظماء عظماء.
***