الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المهامه القفرة والأطلال البالية من بلاد العرب. وإليك آية ما نقول:
يقوم صلاح الزوجة على دعائم ثلاث إذا تكاملت لها وتوافرت فيها صُرفت عن كل شيءٍ إلا الوفاء بواجبها.
أُولاها: حسن اختيارها. الثانية: رعايتها وبذل الود والوفاء لها. الثالثة: شرف الرجل وعفته وبعد همته.
اختيار الزوجة
كان مرجع العربي في اختيار عشيرته إلى شرف الحسب وسناء الذكر، وليس بضائره ما عسى أن ينال ذلك من فقر وإقتار. . بل قد يطلب السيد الكريم في
زوجه أن يخالط شرفها فراغ يدها حتى يدرأَ بذلك ما عسى أن يحدثه الثراءُ من الصَّلَف والكبرياءِ، فقد نزع قيس بن زهير سيد بن عبس وبطلها إلى النَّمر بن قاسط بعد أن أسرف في الدماء يوم الهباءة فقال:
يا معشر النمر، نزعت إليكم غريباً حزيناً، فانظروا إلى امرأة أتزوجها، قد أَذَلَّها الفقر وأَدَّبها الغنى، لها حَسَب وجَمَال. فزوجوه على هيئة ما طلب فكانت آثر الناس عنده وأذهبهم لبلواه.
ومنهم من كان يخطب في المرأة سعة الحيلة، ومضاءَ الذكاءَ. وما أراد بذلك إلا أن يكون ذكاؤها تراثاً لبنيها كما زعموا أن امرأَ القيس الكندي آلى بألية ألا يتزوج امرأة حتى يسألها عن ثمانية وأربعة واثنتين. فجعل يخطب النساءَ فإذا سألهن عن هذا قلن أربعة عشر. فبينا هو يسير في جوف الليل إذا برجل يحمل ابنة له صغيرة كأنها البدر ليلة تمامه، فأعجبته، فقال: يا جارية ما ثمانية وأربعة واثنتان. فقالت: أما ثمانية فأطباء الكلبة وأما أربعة فأخلاف الناقة، وأما اثنتان فثديا المرأة. فخطبها إلى أبيها، فارتضى خِطبته، وشرطت هي عليه أن تسأله ليلة بنائها عن ثلاث خصال فجعل لها ذلك، وعلى أن يسوق إليها مائة من الإبل. فلما بلغ الموعد استاق إليها الإبل ومولىً له معه، حتى إذا كانا ببعض الطريق وامرؤ القيس على شفير بئر يشرب رمى به مولاه، وذهب بالإبل حتى أتى الفتاة. فقالت: والله ما أدرى أزوجي هو أم لا؟ ولكن انحروا له جَزُوراً وأطعموه من كَرشها وذنبها. ففعلوا. فقالت: اسقوه لبنا حاذراً. فسقوه فشرب. فقالت: افرشوا له بين الفَرْث والدم ففرشوا له فنام. فلما أصبح قالت: عليم العبدَ فشدوا أيديكم به. ففعلوا وما عرفت ذلك منه إلا لرضاه بالدنية وقراره على الهوان.
قالوا: ومر قوم فاستخرجوا امرأ القيس من البئر فعاود حيّه واستاق مائة من الإبل وقصد إلى فتاته، فقالت: والله ما أدرى أزوجي هو أم لا، ولكن انحروا له جزوراً فأطعموه من كرشها وذنبها. فلما أتوه بهما قال: وأين الكَبد والسّنام وأبى أن يأكل.
فقالت: اسقوه لبناً حاذراً. فأباه وقال: أين الصريف والرثيئة؟ فقالت: افرشوا له بين الفرث والدم. فأبى أن ينام وقال: افرشوا لي فوق التَّلْعَة الحمراء، واضربوا عليها خباء. ثم أرسلت إليه: هلم شريطتي إليك في المسائل الثلاث. فأرسل إليها أن سلي عما شئت فقالت: مم تختلج شفتاك؟ قال: لشربي المُشعشعات. قالت: فمم يختلج كشحاك؟ قال: للبس الحَبِرات. قالت: فمم يختلج فخذاك؟ قال: لركض المطهمات. قالت: هذا زوجي لعمري فعليكم به، ودونكم العبد فاقتلوه.
هل أتاك حديث شنٍّ - وكان رجلاً من دهاة العرب وعقلائهم - إذ قال: والله لأُطوَفَنّ حتى أجد امرأة مثلى أتزوجها. فبينما هو في بعض مسيره غذ وافقه رجل في الطريق. فسأله: أين تريد؟ فقال: موضع كذا - يريد القرية التي يقصدها شنّ - فوافقه، حتى إذا أخذا في مسيرهما قال له شنٌ: أتحملني أم أحملك؟ فقال له الرجل: يا جاهل أنا راكب وأنت راكب، فكيف أحملك أو تحملني؟! فسكت عنه شَنٌّ. وسار حتى إذا قرُبا من القرية إذا بزرع قد استحصد. فقال شنٌّ. أترى هذا الزرع أُكل أم لا فقال له الرجل: يا جاهل ترى نبتاً مُستحصداً فتقول أُكل أم لا؟ فسكت عنه شنٌّ، حتى
إذا دخلا القرية لقَيتهما جنازة، فقال شنٌّ: أترى صاحب هذا النعش حيّاً أو ميتاً؟ فقال له الرجل: ما رأيت أجهل منك! ترى جنازة تسأل عنها أميت صاحبها أم حيٌّ؟! فسكت شنٌّ وأرد مفارقته، فأبى الرجل أن يتركه حتى يصير به إلى منزله. فمضى معه. وكان للرجل بنت يقال لها طَبَقَةَ، فلما دخل عليها أبوها سألته عن ضيفه. فأخبرها بمرافقته إياه وشكا غليها جهله، وحدثها بحديثه. فقالت: يا أبت ما هذا بجاهل! أما قوله: أتحملني أم أحملك؟ فأراد أتحدثني أم أحدثك، حتى نقطع طريقنا. وأما قوله: أترى هذا الزرع أُكل أم لا، فأراد هل باعه أهله فأكلوا ثمنه أم لا. وأما قوله في الجنازة، فأراد هل ترك عقباً يحيا بهم ذكْره أم لا. فخرج الرجل فجلس إلى شنّ، فحادثه ساعة ثم قال: أتحب أن أفسر
لك ما سألتني عنه؟ قال: نعم. ففسره. فقال شن: ما هذا من كلامك، فأخبرني من صاحبه؟ قال: ابنة لي. فخطبها إليه، فزوّجه إياها وحملها إلى أهله. فلما رأوها قالوا: وافق شَنّق طَبَقَةَ. فذهبت مثلاً لكل اثنتين متوافقتين.
وكان مرجع الرأي في الأمر كله إلى الفتاة. فقد كان لها - إذا ذكر عن خطيبها ما يُهجَنه، أو وصف منه ما ينبو الطبع عنه، أو نزلت من الأمر على ما يحول دون الزواج به - أن ترُدّ خطبته، وليس لأهلها أن يستاقوها قسراً إليه. بذلك تجمل لأشرافهم واستَنّ في أثرهم من دونهم. وفي سبيل ذلك أبت الخنساء بنت عمرو بن الشَّريد أن تساق إلى دريد بن الصمة - وكان سيد قومه وفارسهم وشاعرهم - لأن بينهما من تفاوت السن ما يرنق صفو العيش ويسئ طبع العشير.
ولما أقبل سهيل بن عمرو وأبو سفيان بن حرب على عتبة بن ربيعة يخطبان إليه ابنته هندا عرض عليها أمر كل منهما وحسر لها عن بيَنة أمره في نفسه.
وأسرته، وعشيرته. فآثرت أبا سفيان فَزُجت منه.
وقالوا: أن الحارث بن سليل الأسدي زار علْقَمة بن خَصفة الطائي - وكانا حليفين وكلاهما سيد قومه - فأبصر ابنته الزباء - وكانت كأجمل أهل دهرها - فخطبها إليه، فقال له علقمة: أنت كفء كريم يُقبل منك الصفو وُيؤخذ منك العفو، فأقم ننظر في أمرك - وأنى أن يقْطع القول له - ثم انكفأ على أمها فقال لها: إن الحارث بن سليل سيد قومه حَسَباً ومَنْصِباً وبيتاً وقد خطب إلينا الزباء فلا ينصرفن إلا بحاجته. فنهضت المرأة إلى ابنتها، وأنشأت تؤامرها في أمر الحارث - وكان الحارث شيخاً لا شباب فيه - فكان أول ما بدأتها أن سألتها: أي الرجال أحب إليك الكهل الجحجاح، الواصِلُ المنّاح، أم الفتى الوضاح؟ وهنالك تجاذبا الحوار في أيهما أمثل بالفتاة وأولى لها. وكلٌّ يؤثر شكله، ويضرب الأمثال في نفاذ قوله. على أن الأمَّ كانت أدل بحجتها. فنزلت ابنتها دون رأيها. . . فهل
رأيت مدى في الحرية أبعد من هذا؟
وشبيه ذلك ما حدثوا أن زيد الخيل، وأوس بن حارثة، وحاتم بن عبد الله الطائيين نزعوا إلى ماوية ابنة عفْزر إحدى ملكات الحيرة يخطبونها فقالت: ليصف كل إنسان منكم نفسه. فقال زيد: أنا زيد الخليل، تفخر بي طّي على العرب، ولي في كل مرْباع غنيمة، وغزوت ثلاثاً وسبعين غزاة، لم تثكل طائية
فيها ولداً، ولم تُفْجع فيها بحليل. ولم أخب في شيء منها. ثم إني لم أرُد سائلاً، ولم ألَاح جاهلاً، ولم أنطق باطلاً، ولم أبت على وغم. فقال أوس أوَّل ما أخذْت من لحيتي قامت سُعْدى فالتقطت كل شعرة سقطت منها فأعتقت بها نسمة من معد. فقال حاتم الطائي: أنهبت مالي ثلاث عشرة مرة، وأحلتْ لي طيء أموالها، آخذ وأدع ما شئت. قالت: هاتوا بذلك شعراً. فتنازعوا ذلك القول شعراً. فلما انتهوا قالت: أما أنت يا زيد فقد وترْت العرب. فمقام الحرة معك قليل. وأما أنت يا أوس فرجل ذو ضرائر، والدخول عليهن شديد. وأما أنت يا حاتم فرجل كريم المُنتسبِ، قريب المنصب، وقد تزوجتك، ورضيت بك. فتزوجها.
وقد أسلفنا لك حديث أوس بن حارثة. ومؤامرَتَه بناته في زواجهن، وفيه بلاغ. وقل أن غُلبت امرأة من العرب في أمر زوجها على أمرها. ومن حديثهم أن ملكاً من ملوك غسان كان يَغْدر النساء، لا يبلغه عن امرأة جمال غلا أخذها، غير آبه برأيها ورضاها. فأخذ بنت يزيد بن الصَّعق الكلابي - وكان أبوها غائباً - فلما قَدم أخبر، فوفد إليه، فصادفه مُنْتَدياً - وكان الملك إذا انتدى لا يحجب عنه أحد - فوقف بين يديه فقال:
يأيها الملك المُقيت أما ترى
…
ليلا وصبحاً كيف يختلفان
هل تستطيع الشمس أن تأتي بها
…
ليلاً وهل لك بالمليك يدان
فاعلمْ وأيقن أن ملكك زائل
…
وأعلم بأن كما تدين تُدان
فأجابه الملك فقال:
غن التي سَلَبت فؤادك
…
مرفوضة مِلآنَ يا ابن كلاب
فارجع بحياتك التي طالبتها
…
والحق بقومك في هضاب إراب
ثم نادى أن هذه السُّنة مرفوضة.
وربما اختارت المرأة لنفسها وهي الشرف الصميم، والمجد القديم، من قومها، فلا لوم ولا نكير، وما كانت تخطب منه إلا صفو الخلق، وكرم الضريبة فقد وصف لخديجة بنت خويلد محمدُ بن عبد الله - صلوات الله عليه - وما كمله الله به، أثراً عنده، وأسناهن ذكراً في الحياة.
وقد حدّثوا أن بنى كنانة توقعت غارة يفجؤها بها بعض الضاربين حولها القبائل فخرجت إحدى كرائم الحي، وجلست بين صواحب لها، ثم دعت وليدة من ولائدها وقالت: أدعى لي فلاناً، فدعت لها رجلاً من الحيّ، فقالت له: إن نفسي تحدثني أن خيلاً تُغير على الحي فكيف أنت إن زوجتك نفسي؟ قال: أفعل وأفعل - وجعل يطنب في وصفه نفسه ويفيض - فقالت له: انصرف حتى أرى رأيي، وأقبلت على صواحبها فقالت: ليس عنده غَناءٌ. ادعى لي فلاناً. فدعت فخاطبته بمثل ما خاطبت صاحبه، وأجابها بمثل جوابه. فصرفته. ثم قالت للوليدة: ادعي لي ربيعة بن مُكدَّم. فقالت لم مثل قولها للرجلين قبله. فقال: إن أعجز العجز أن يصف الرجل نفسه، ولكني إن لقيت أعْذَرت، وحسب المرءِ غَناءً أن يُعذر. فقالت له: قد زوجتك نفسي، فاحضر غداً مجلس الحي ليعلموك ذلك. فلما كان الغد تزوجها وخرج من عندها، ودافع الخيل، وردَّ كيد المعتدين.
وكذلك كان حسن الاختيار مجاذبة بين المرء وزوجه، وهي تختار منه شرف الهمة، وسناء القدر، وهو يخطب فيها كرم المنبت، وجلال الخلال.
لقد نشأت الفتاة بين أُم كريمة، وأب كريم، فليس عجيباً أن تبتغي العشير الكريم.
لقد أحلَّها أبوها موطن الرعاية والإكرام، وزوّتها أُمها بزاد من الأدب والفضائل، وليس من الحق أن يضيع كل ذلك عند زوج مُضيع.
كذلك كانت المرأة العربية زهرة طيبة الغرس، كريمة المجتنى، خرجت من دارة العز، إلى دارة الجدّ وصدق العمل.
ذلك وكان من حق النساء أن يجلسن إلى خّطابهن من الرجال، ويجاذبنهم عقدة الأمر، وشجون الحديث.
وأكثر ما كان يخطبُ إلى غير عشيرته. وحجتهم في ذلك أن الغرائب من النساء أولدُ للنجباء من الأبناء، فأما بنات العم فلا يلدن فيما زعموا إلا ضعاف الأجسام، والأحلام. قال قائلهم:
أُنْذِر من كان بعيد الهمَّ
…
تزويجَ أولاد بنات العمَّ
فليس ناج من ضَوًى وسُقْم
وقال آخر:
أَلَا فَتىً نال العلى بِهمَّه
…
ليس أبوه بابن عم أُمته
ترى الرجال تهتدي بأَمّه
وعلى هذا النسق سار رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: اغْتَرِبوا لا تْضُووا أي تزوجوا الغرائب ولا تتزوجوا بنات العمومة - حتى لا ينكشفن عن الضعاف -
ومن حديثهم أن عمر بن الخطاب نظر إلى قوم من قريش صغار الأجسام فقال: مالكم صغرتم؟ قالوا قُرْبُ أُمهاتنا من آبائنا. قال: صدقتم. فتزوجوا في البعداءِ فأنجبوا.
على أن من العرب من كان يُؤثر بنات العم لأنهن أصبر على نَبْوَة الخلق وريب الزمان. وكان بنو عبس يؤثرونهن، وقد سئلوا أيَّ النساءِ وجدتم أصبر؟ فقالوا بنات العم.
ومن قول شقيق بن السُّلَيك، وقد خطب امرأة من قومه فردته:
ونُبَّئْتها أَحرَمَتْ قومها
…
لتنكح في مَعْشَرٍ آخرينا
فإما نَكَحْتِ فلا بالرَّفاءِ
…
إذا ما نَكَحْتِ ولا بالبنينا
وزُوجت أَشْمطَ في غُربةٍ
…
تَجن الْحِليلةُ منْهُ جُنُونا
خَلِيلَ إماءٍ يُراوحْنَهُ
…
وللْمُحْصَنَاتِ ضَرُوباً مُهنا
إذا ما نُقلتِ إلى داره
…
أَعد لظهرك سوطاً متينا
وقَلَّت طرفك في ماردٍ
…
تَظَل الْحَمَامُ عليه رُكُونا
يُشِمُّك أَخْبَثَ أضراسِهِ
…
إذا ما دنْوتِ لتَسْتَنْشِقِينا
كأن المساويك في شدْقِهِ
…
إذا هُنَّ أكرِهْنِ يَقْلَعْن طينا
وبعد فكل ما أسلفنا من حق المرأة في الزواج لم يكن كل ما تملك المرأة منه، بل كان لها فوق ذلك فصل القول في فصمه. لقد كان من حق المرأة في حاشية الجزيرة العربية، وبين أعطاف الزمن السحيق العميق، أن تطلق الرجل، كما كان
لها الحق أن تختاره! قال أبو الفرج: وكان النساء أو بعضهن يطلقن الرجال في الجاهلية.
ولم يكن النساء يومذاك في حاجة إلى المصارحة بالطلاق، بل كان حسب البدويات منهن أن يحوّلن أبواب أخبيتهن إن كانت إلى الشرق فإلى الغرب. أو كانت إلى الجنوب فإلى الشمال.
كذلك طلقت ماويّة بنت عَفْرَ زوجها حاتماً حين أمعن به جنون الكرم فلم يُبق لأبنائه ما يتبلغون به.
وفي سبيل ذلك أرسل إليها قصيدته التي استهلَّها بقوله:
هل الدهرُ إلا اليوم أو أمْس أو غدُ
…
كذلك الزمان بيننا يتردد
وفيها يقول:
فأقسمت لا أمشي على سر جارتي
…
مدى الدهر ما دام الحمام يُغَرّد
ولا أشتري مالاً بغدر علمته
…
ألا كلُّ مال خالط الغدر أنكَدُ
إذا كان بعض المال ربّاً لأهله
…
فإني بحمد الله مالي مَعْبَدُ
يُفَكُّ به العاني ويؤكل طيباً
…
ويعطي إذا منَّ البخيل المُطَرَّدُ
إذا ما البخيل الْخب أخمد ناره
…
أقول لمن يصلي بنارِيَ أوْقِدُوا
ولهن - إذا لم يكنَّ ذوات أخيه - أساليب يدللن بها الرجال على الطلاق، فليس لهم عليهن من سبيل.
قال أبو هلال: وكانت عَمْرَة بنت سعد، ومارية بنت الْجُعيد العبدية وعاتكة بنت مُرَّة السُّلَمِيَّة، وفاطمة بنت الخُرْشُب الأنمارية، والسَّوَّاءُ العنزية