الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بين نارين
لما قَتَلَ جساس بن مرة كلُيب بن ربيعة، وقفت جليلة بنت مرة في المناحة وقفة تذيب الصخر - وكانت أخت القاتل وزوج القتيل - فقال نساء الحي لأخت كليب: أخرجي جليلة عن مأتمك؛ فإن في قيامها شماتة وعارا علينا عند العرب. فقالت لها: يا هذه؛ اخرجي عن مأتمنا، فأنت أخذت واترنا، وشقيقة قاتلنا. فخرجت وهي تجرأ عطافها، فقيل أبوها مُرة. فقال لها: ما وراءك يا جليلة؟ فقالت: ثُكل العدد، وحزن الأبد، وفقد حليل، وقتل أخ عن قليل. وبين ذلك غرس الأحقاد، وتفتُّت الأكباد. فقال لها: أو يكف ذلك كرم الصفح، وإغلاء الديات؟ فقالت أُمنيّةُ ورب الكعبة! أبِالبدْن، تدع لك تغلب دم ربها؟
قالوا: - ولما رحلت جليلة قالت أخت كليب: رحلة المعتدي، وفراق الشامت! ويل غدا لآل مرة، والكرة بعد الكرة! فبلغ جليلة قولها فقالت: وكيف تشمت الحرة
بهتك سِترهها، وترقب وتْرها، أسعد الله جَدَّ أختي، أفلا نَفْرَة الحياء، وخوف الإعدام، ثم أنشأت تقول:
يا ابنة الأقوام إن لمْت فلا
…
تعجلي باللوم حتى تسألي
فإذا أنت تبينت الذي
…
يوجب اللوم فلومي واعذلي
إن تكن أخت امرئ لِيمَت على
…
شَفَقٍ منها عليه فافعلي
جَلَّ عندي فعل جساس فيا
…
حسرتي عما انجلى أو ينجلي
لو بعينٍ فُديت عيني سوى
…
أختها فانفقأت لم أحفل