الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
228 - سلمان الفارسي
(1)
4483 -
عن عبد الرَّحمَن بن يزيد النخعي، عن سلمان الفارسي، قال:
(2)
.
(3)
.
(4)
.
(5)
.
(1)
قال أَبو حاتم الرازي: سلمان الخير، أَبو عبد الله الفارسي، صاحب النبي صلى الله عليه وسلم. «الجرح والتعديل» 4/ 296.
(2)
اللفظ لأحمد (24109).
(3)
اللفظ لأحمد (24103).
(4)
اللفظ لأحمد (24114).
(5)
اللفظ لمسلم (527).
أخرجه ابن أبي شيبة (1610) و 1/ 152 (1624) قال: حدثنا أَبو معاوية، عن الأعمش. وفي 1/ 154 (1654) و 14/ 223 (37463) قال: حدثنا وكيع، عن الأعمش. وفي 1/ 155 (1663) قال: حدثنا وكيع، وأَبو معاوية، عن الأعمش. و «أحمد» 5/ 437 (24103) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش. وفي 5/ 437 (24109) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن مهدي، قال: حدثنا الثوري، عن منصور، والأعمش. وفي 5/ 438 (24114) قال: حدثنا ابن فضيل، قال: حدثنا الأعمش. وفي 5/ 439 (24120) قال: حدثنا أَبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش. و «مسلم» 1/ 154 (527) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أَبو معاوية، ووكيع، عن الأعمش (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا أَبو معاوية، عن الأعمش. وفي (528) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، ومنصور. و «ابن ماجة» (316) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، عن الأعمش (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، والأعمش. و «أَبو داود» (7) قال: حدثنا مُسَدد بن مُسَرهد، قال: حدثنا أَبو معاوية، عن الأعمش. و «التِّرمِذي» (16) قال: حدثنا هَنَّاد، قال: حدثنا أَبو معاوية، عن الأعمش. و «النَّسَائي» 1/ 38، وفي «الكبرى» (40) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا أَبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش. وفي 1/ 44 قال: أخبرنا عَمرو بن علي، وشعيب بن يوسف، عن عبد الرَّحمَن بن مهدي، عن سفيان، عن منصور، والأعمش. و «ابن خزيمة» (74) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، ويوسف بن موسى، قالا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش. وفي (81) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج، قال: أخبرنا ابن نُمير، عن الأعمش.
كلاهما (سليمان الأعمش، ومنصور بن المُعتَمِر) عن إبراهيم بن يزيد النَّخَعي، عن عبد الرَّحمَن بن يزيد النَّخَعي، فذكره
(1)
.
⦗ص: 298⦘
- أخرجه أحمد (24106) قال: حدثنا أَبو سعيد، قال: حدثنا زائدة، قال: حدثنا منصور، عن إبراهيم، عن عبد الرَّحمَن بن يزيد، قال: حدثنا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- وأخرجه أحمد (24110) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبد الرَّحمَن بن يزيد؛ أن رجلا من المشركين، قال لرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: علمكم هذا كل شيء، فذكر الحديث
(2)
.
(1)
المسند الجامع (4847)، وتحفة الأشراف (4505)، وأطراف المسند (2640).
والحديث؛ أخرجه البزار (2502)، وابن الجارود (29)، وأَبو عَوانة (579: 582)، والطبراني (6079: 6082)، والدارقُطني (144: 146)، والبيهقي 1/ 91 و 102 و 112.
(2)
أخرجه الطيالسي (689) قال: حدثنا شعبة، به.
4484 -
عن محفوظ بن علقمة، عن سلمان الفارسي؛
«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ، فقلب جبة صوف كانت عليه، فمسح بها وجهه» .
أخرجه ابن ماجة (468 و 3564) قال: حدثنا العباس بن الوليد الدمشقي، وأحمد بن الأزهر، قالا: حدثنا مروان بن محمد، قال: حدثنا يزيد بن السمط، قال: حدثني الوضين بن عطاء، عن محفوظ بن علقمة، فذكره
(1)
.
(1)
المسند الجامع (2848)، وتحفة الأشراف (4509).
والحديث؛ أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (657).
- فوائد:
- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال المِزِّي: محفوظ بن علقمة الحضرمي، أَبو جنادة الحِمصي، روى عن سلمان الفارسي، يقال: مرسل. «تهذيب الكمال» 27/ 288.
4485 -
عن أبي مسلم مولى زيد بن صوحان، قال: كنت مع سلمان، فرأى رجلا ينزع خفيه للوضوء، فقال له سلمان: امسح على خفيك، وعلى خمارك، وبناصيتك؛
«فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على الخفين والخمار»
(1)
.
- وفي رواية: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ، ومسح على الخفين والعمامة»
(2)
.
أخرجه ابن أبي شيبة (229) و 1/ 178 (1881) و 14/ 163 (37253) قال: حدثنا يونس بن محمد. و «أحمد» 5/ 439 (24118) قال: حدثنا عبد الصمد. وفي 5/ 440 (24125) قال: حدثنا أَبو عبد الرَّحمَن المُقرِئ، وعفان. و «ابن ماجة» (563) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يونس بن محمد. و «ابن حِبَّان» (1344) قال: أخبرنا أَبو خليفة، قال: حدثنا أَبو الوليد الطيالسي. وفي (1345) قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى، بعسكر مُكْرَم، قال: حدثنا زيد بن الحريش الأهوازي، قال: حدثنا عبد الله بن الزبير بن مَعبد، قال: حدثنا أيوب السَّخْتِياني.
ستتهم (يونس، وعبد الصمد، وأَبو عبد الرَّحمَن المُقرِئ، وعفان، وأَبو الوليد، وأيوب) عن داود بن أبي الفرات، عن محمد بن زيد، عن أبي شريح، عن أبي مسلم مولى زيد بن صوحان، فذكره
(3)
.
(1)
اللفظ لابن أبي شيبة (229).
(2)
اللفظ لابن حبان (1345).
(3)
المسند الجامع (4849)، وتحفة الأشراف (4511)، وأطراف المسند (2648)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (689).
والحديث؛ أخرجه الطيالسي (691)، والبزار (2505)، والطبراني (6164: 6167).
- فوائد:
- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال التِّرمِذي: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن مهدي، قال: حدثنا داود بن أبي الفرات، عن محمد بن زيد، عن أبي شريح، عن أبي مسلم مولى زيد بن صوحان قال: كنت مع سلمان الفارسي، فرأى رجلا يتوضأ، فأراد أن ينزع خفيه،
⦗ص: 300⦘
فأمره سلمان أن يمسح على خفيه، وعلى ناصيته، قال سلمان: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح على خفيه وعمامته.
سألتُ محمدًا عن هذا الحديث، قلت: أَبو شريح ما اسمه؟ قال: لا أدري، لا أعرف اسمه، ولا أعرف اسم أبي مسلم مولى زيد بن صوحان، ولا أعرف له غير هذا الحديث.
ورواه عبد السلام بن حرب، عن سعيد، عن قتادة، وقلبه فقال: عن أبي مسلم، عن أبي شريح. «ترتيب علل التِّرمِذي الكبير» (71).
4486 -
عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان الفارسي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أخرجه عبد الرزاق (1955) عن ابن التيمي، عن أبيه، عن أبي عثمان النهدي، فذكره
(1)
.
- أخرجه ابن أبي شيبة (2291) قال: حدثنا مُعتَمِر بن سليمان، عن أبيه. وفي 1/ 219 (2292) قال: حدثنا ابن عُلَية، عن أبي هارون الغنوي. و «النَّسَائي» في الكبرى (11835) عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، عن سليمان التيمي.
كلاهما (سليمان التيمي، وأَبو هارون الغنوي) عن أبي عثمان، عن سلمان، قال: لا يكون رجل بأرض قي، فيتوضأ، فإن لم يجد ماء تيمم، ثم ينادي بالصلاة، ثم يقيمها، إلا أم من جنود الله ما لا يرى طرفاه
(2)
.
(1)
أخرجه الطبراني (6120)، من طريق عبد الرزاق.
(2)
اللفظ لابن أبي شيبة (2291).
- وفي رواية: «قال سلمان: ما كان رجل في أرض قي، فأذن وأقام، إلا صلى خلفه من خلق الله ما لا يرى طرفاه
(1)
.
⦗ص: 301⦘
- وفي رواية: «عن سلمان الفارسي، قال: إذا كان الرجل في أرض قي، فتوضأ، فإن لم يجد الماء، تيمم، ثم ينادي بالصلاة، ثم يقيمها، ثم يصليها، إلا أم من جنود الله صفا.
قال عبد الله: وزادني سفيان، عن داود، عن أبي عثمان
(2)
، عن سلمان: يركعون بركوعه، ويسجدون بسجوده، ويؤمنون على دعائه».
موقوف
(3)
.
(1)
اللفظ لابن أبي شيبة (2292).
(2)
تحرف في المطبوع إلى: «عن ابن أبي عثمان» وهو على الصواب في: «تحفة الأشراف» (4503)، طبعة دار الغرب.
(3)
تحفة الأشراف (4503).
أخرجه موقوفا؛ ابن المبارك في «الزهد» (341)، والبيهقي 1/ 405 و 406.
- فوائد:
- قال البيهقي، بعد أن أخرجه موقوفا: هذا هو الصحيح، موقوف، وقد روي مرفوعا، ولا يصح رفعه. «السنن الكبرى» 1/ 406.
- أَبو عثمان النَّهدي؛ هو عبد الرَّحمَن بن مل، بلام ثقيلة، والميم مُثلثة.
- قال ابن حجر: قال عبد الرزاق في «مصنفه» ، عن ابن التيمي، يعني مُعتَمِر بن سليمان. «تغليق التعليق» 4/ 441.
4487 -
عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«من غدا إلى صلاة الصبح، غدا براية الإيمان، ومن غدا إلى السوق، غدا براية إبليس» .
أخرجه ابن ماجة (2234) قال: حدثنا إبراهيم بن المستمر العروقي، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عبيس بن ميمون، قال: حدثنا عون العُقيلي
(1)
، عن أبي عثمان النهدي، فذكره
(2)
.
(1)
هو عون بن أبي شداد العُقيلي، بفتح العين.
(2)
المسند الجامع (4851)، وتحفة الأشراف (4504)، ومَجمَع الزوائد 4/ 77.
والحديث؛ أخرجه الطبراني (6146).
- فوائد:
- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ أخرجه العُقيلي في «الضعفاء» 5/ 38، في مناكير عبيس بن ميمون، مع أحاديث أخرى، عرضها عبد الله بن أحمد بن حنبل على أبيه، فقال: كلها مناكير.
- وقال الدارقُطني: تفرد به عون بن أبي شداد، ولم يروه عنه غير عبيس بن ميمون. «أطراف الغرائب» (2232).
4488 -
عن أبي عثمان، قال: كنت مع سلمان تحت شجرة، فأخذ منها غصنا يابسا، فهزه حتى تحات ورقه، قال: أما تسألني لم أفعل هذا؟ قلت له: لم فعلته؟ قال:
(1)
.
(2)
.
أخرجه ابن أبي شيبة (52) قال: حدثنا قَبيصَة بن عُقبة. و «أحمد» 5/ 437 (24108) قال: حدثنا عفان. وفي 5/ 438 (24117) قال: حدثنا يزيد. و «الدَّارِمي» (764) قال: أخبرنا يحيى بن حسان.
أربعتهم (قَبيصَة، وعفان بن مسلم، ويزيد بن هارون، ويحيى) عن حماد بن
⦗ص: 303⦘
سلمة، قال: أنبأنا علي بن زيد، عن أبي عثمان النهدي، فذكره
(3)
.
(1)
اللفظ للدارمي.
(2)
اللفظ لأحمد (24117).
(3)
المسند الجامع (4850)، وأطراف المسند (2645)، ومَجمَع الزوائد 1/ 297، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (517).
والحديث؛ أخرجه الطيالسي (687)، والطبراني (6151 و 6152)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (2482).
- فوائد:
- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ علي بن زيد بن جُدعان، التَّيمي البصري، شيعيٌّ، ضعيفٌ، ليس بحُجة. انظر فوائد الحديث رقم (6559).
4489 -
عن القاسم بن مُخَيمِرة، أن سلمان قدمه قومه ليصلي بهم، فأبى عليهم حتى دفعوه، فلما صلى بهم قال: أكلكم راض؟ قالوا: نعم، قال: الحمد لله، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(1)
.
أخرجه ابن أبي شيبة (4135) و 4/ 307 (17422) قال: حدثنا أَبو أُسامة، عن عبد الرَّحمَن بن يزيد بن جابر، قال: سمعت القاسم بن مُخَيمِرة يذكر، فذكره
(2)
.
(1)
لفظ (17422).
(2)
المطالب العالية (438)، والمسندة (513)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (1099)، والمطالب العالية (436).
والحديث؛ أخرجه ابن أبي شيبة في «مسنده» (453).
- فوائد:
- قلنا: إسناده ضعيفٌ؛ قال البخاري: عبد الرَّحمَن بن يزيد بن تميم، عنده مناكير، ويقال: هو الذي روى عنه أهل الكوفة، أَبو أُسامة، وحسين، يعني الجعفي، فقالوا: عبد الرَّحمَن بن يزيد بن جابر. «التاريخ الكبير» 5/ 365.
- وقال عبد الرَّحمَن بن أبي حاتم الرازي: سألت أبي عن عبد الرَّحمَن بن يزيد بن تميم، فقال: عنده مناكير، يقال: هو الذي روى عنه أَبو أُسامة وحسين الجعفي، وقالا: هو ابن يزيد بن جابر، وغلطا في نسبه، ويزيد بن تميم أصح، وهو ضعيف الحديث. «الجرح والتعديل» 5/ 300.
⦗ص: 304⦘
- وقال عباس الدُّوري: سمعت يحيى بن مَعين يقول: القاسم بن مُخَيمِرة، كوفي، ذهب إلى الشام، ولم أسمع أنه سمع من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. «تاريخه» (2111).
- وقال أَبو عُبيد الآجري: سئل أَبو داود عن عبد الرَّحمَن بن يزيد بن تميم؟ فقال: هو السلمي، متروك الحديث، حدث عنه أَبو أُسامة، وغلط في اسمه؟ فقال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن يزيد بن جابر السلمي، وكلما جاء عن أبي أُسامة:«حدثنا عبد الرَّحمَن بن يزيد» فهو ابن تميم. «سؤالاته» (327).
4490 -
عن القرثع الضبي، وكان من القراء الأولين، عن سلمان، قال:
(1)
.
(2)
.
أخرجه أحمد (24130) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أَبو عَوانة، عن مغيرة. و «النَّسَائي» 3/ 104، وفي «الكبرى» (1676 و 1736) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا جرير، عن منصور.
(1)
اللفظ للنسائي 3/ 104.
(2)
اللفظ لأحمد (24130).
وفي «الكبرى» (1677 و 1737) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا عفان بن مسلم، ويحيى بن حماد، والنسق لعفان،
⦗ص: 305⦘
قالا: حدثنا أَبو عَوانة، عن المغيرة. و «ابن خزيمة» (1732) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير، عن منصور.
كلاهما (مغيرة بن مِقسَم، ومنصور بن المُعتَمِر) عن أبي معشر زياد بن كليب، عن إبراهيم النَّخَعي، عن علقمة بن قيس، عن القرثع الضبي، فذكره.
- أخرجه أحمد (24119) قال: حدثنا هُشيم، عن مغيرة، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن قرثع الضبي، عن سلمان الفارسي، قال:
ليس فيه: «علقمة»
(1)
.
(1)
المسند الجامع (4852)، وتحفة الأشراف (4508)، وأطراف المسند (2639)، ومَجمَع الزوائد 2/ 174.
والحديث؛ أخرجه البزار (2525 و 2526)، والطبراني (6089: 6091)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (2724 و 2725).
- فوائد:
- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال ابن حِبان: قَرثع الضبي، من أَهل الكوفة، روى أَحاديث يسيرة خالف فيها الأثبات، لم تظهر عدالته فيُسلك به مسلك العدول حتى يُحتج بما انفرد، ولكنه عندي يستحق مجانبة ما انفرد من الروايات لمخالفته الأثبات. «المجروحين» (872).
- وقال ابن أبي حاتم: سألتُ أبي عن حديثٍ؛ رواه محمد بن عيسى بن الطباع، عن جرير، عن منصور، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن علقمة، عن القرثع، عن سلمان، عن النبي، تدري ما يوم الجمعة فذكر الحديث، قال: ما من مسلم يتطهر.
فقال أبي: رواه جرير، بالري، عن مغيرة، ويشبه أن يكون حدث بالعراق من حفظه هكذا، والحديث معروف من حديث مغيرة.
قلت: فأيهما أشبه؟ قال: المغيرة. «علل الحديث» (603).
4491 -
عن عبد الله بن وَديعة، عن سلمان الخير، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«لا يغتسل الرجل يوم الجمعة، ويتطهر بما استطاع من طهر، ثم يدهن
⦗ص: 306⦘
من دهنه، أو يمس من طيب بيته، ثم يروح، فلم يفرق بين اثنين، ثم صلى ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام، إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى»
(1)
.
أخرجه ابن أبي شيبة (5563) قال: حدثنا شَبَابة. و «أحمد» 5/ 438 (24111) قال: حدثنا حجاج بن محمد. وفي 5/ 440 (24126) قال: حدثنا أَبو النضر. و «الدَّارِمي» (1662) قال: أخبرنا عُبيد الله بن عبد المجيد. و «البخاري» 2/ 3 (883) قال: حدثنا آدم. وفي 2/ 8 (910) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الله. و «ابن حِبَّان» (2776) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا عثمان بن عمر.
سبعتهم (شَبَابة بن سَوَّار، وحجاج، وأَبو النضر هاشم بن القاسم، وعُبيد الله، وآدم بن أبي إياس، وعبد الله بن المبارك، وعثمان بن عمر) عن محمد بن عبد الرَّحمَن بن أبي ذِئب، عن سعيد بن أبي سعيد المَقبُري، عن أبيه، عن عبد الله بن وَديعة أبي وَديعة، فذكره
(2)
.
- في رواية الدَّارِمي: «عُبيد الله بن وَديعة» .
- في روايتي البخاري: «ابن وَديعة» غير مُسَمى.
(1)
اللفظ لأحمد (24126).
(2)
المسند الجامع (4853)، وتحفة الأشراف (4493)، وأطراف المسند (2639).
والحديث؛ أخرجه البزار (2503 و 2504)، والطبراني (6189 و 6190)، والبيهقي 2/ 464 و 3/ 232 و 242، والبغوي (1058).
- فوائد:
- قال عبد الرَّحمَن بن أبي حاتم الرازي: سألت أبي، وأَبا زُرعَة، عن حديث؛ رواه ابن أبي حازم، عن الضحاك بن عثمان، عن المَقبُري، عن عبد الله بن وَديعة، عن سلمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم في غسل يوم الجمعة.
قال المَقبُري: فحدث أبي عمارة بن عَمرو بن حزم، وأنا معه، فقال: أوهم ابن وَديعة، سمعته من سلمان، وهو يقول: وزيادة ثلاثة أيام.
⦗ص: 307⦘
قال أبي: ورواه ابن أبي ذِئب، عن المَقبُري، عن عُبيد الله بن وَديعة، عن سلمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر الكلام الأخير.
ورواه ابن عَجلان، عن المَقبُري، عن أبيه، عن عبد الله بن وَديعة، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت لأبي: أيهما الصحيح؟ قال: اتفق نفسان على سلمان، وهو الصحيح.
قلت: فعُبيد الله بن وَديعة، أو عبد الله؟ قال: الصحيح: عُبيد الله بن وَديعة، عن سلمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال أَبو زُرعَة: حديث ابن أبي ذِئب أصح، لأنه أحفظهم، قلت: عن سلمان؟ قال: نعم.
قلت: فعُبيد الله أصح، أو عبد الله؟ قال: عبد الله بن وَديعة أصح.
قلت: فابن أبي ذِئب، يقول: عُبيد الله؟ قال: حفظي عنه: عبد الله.
وقلت لأبي: فإن يونس بن حبيب حدثنا عن أبي داود، عن ابن أبي ذِئب، عن سعيد المَقبُري، عن أبيه، عن عُبيد الله بن عَدي بن الخيار، عن سلمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال: أخطأ أَبو داود، حدثنا آدم العسقلاني، وغير واحد عن ابن أبي ذِئب، عن سعيد، عن أبيه، عن عُبيد الله بن وَديعة، عن سلمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم. «علل الحديث» (580).
- وقال ابن أبي حاتم أيضا: سألت أبي، وأَبا زُرعَة، عن حديث؛ رواه سليمان بن بلال، عن صالح بن كيسان، عن سعيد المَقبُري، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا كان يوم الجمعة فاغتسل الرجل وتطيب ..
فقالا: هذا خطأ هو عن سعيد المَقبُري، عن أبيه، عن عبد الله بن وَديعة؛ قال ابن عجلان: عن أبي ذر، وقال: ابن أبي ذئب، عن سلمان الخير.
وقال أَبو زُرعَة: حديث ابن عجلان، أشبه.
وقال أبي: حديث ابن أبي ذئب أشبه، لأنه قد تابعه الضحاك بن عثمان.
⦗ص: 308⦘
وقال أبي: قال يحيى بن مَعين: ابن أبي ذئب أثبت في المَقبُري من ابن عجلان.
قال أبي: وروى هذا الحديث أَبو معشر، عن سعيد المَقبُري، عن أبيه، عن أبي وَديعة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أسقط أَبو معشر من فوق ابن وَديعة، وكَنَّى ابن وَديعة.
قال أبي: يقال: عبيد الله بن وَديعة، ويقال: عبد الله. «علل الحديث» (581).
ـ وقال الدارقُطني: يرويه سعيد المَقبُري، واختلف عنه؛
فرواه ابن عجلان، عن المَقبُري، عن أبيه، عن ابن وَديعة، عن أبي ذر.
وخالفه الضحاك بن عثمان، وابن أبي ذئب، فروياه عن المَقبُري، عن أبيه، عن عبد الله بن وَديعة، عن سلمان الفارسي، والله أعلم بالصواب. «العلل» (1108).
- وقال الدارقُطني: اختلف فيه على سعيد المَقبُري، واختلف عنه؛
فرواه صالح بن كيسان، عن سعيد المَقبُري، عن أبيه، عن أبي هريرة.
ورواه عبد الله بن سعيد المَقبُري، واختلف عنه؛
فرواه معارك بن عباد، عن عبد الله بن سعيد المَقبُري، عن أبيه، عن جَدِّه، عن أبي هريرة.
وخالفه زفر بن الهذيل، فرواه عن عبد الله بن سعيد، عن جَدِّه، وهو أَبو سعيد.
ورواه ابن جُريج، عن سعيد المَقبُري، عن أبي هريرة، وعن عمارة بن عامر الأَنصاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه عبيد الله، وعبد الله ابنا عمر، وعمر بن بكر المهدي مديني، وأَبو أُمَية بن يَعلى الثقفي، كلهم عن سعيد المَقبُري، عن أبي هريرة.
وخالفهم محمد بن عجلان، فرواه عن سعيد المَقبُري، عن أبيه، عن عبد الله بن وَديعة، عن أبي ذر.
قاله يحيى القطان، وإسماعيل بن عياش، عن ابن عجلان.
واختلف، عن ابن عُيينة، فقال الحميدي: عنه، عن ابن عجلان عن سعيد المَقبُري، أراه، عن أبيه.
⦗ص: 309⦘
وقال أَبو عبيد الله المخزومي، عن ابن عُيينة، عن ابن عجلان، عن سعيد المَقبُري، عن ابن وَديعة، ولم يقل عن أبيه.
ورواه ابن أبي ذئب، عن المَقبُري، واختلف عنه؛
فقال حماد بن مَسعَدة: عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المَقبُري، عن عبد الله بن وَديعة، عن سلمان الفارسي.
وخالفه عثمان بن عمر، وعبد الله بن نافع، وشَبَابة بن سَوَّار، رووه عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المَقبُري، عن أبيه، عن عبد الله بن وَديعة، عن سلمان الفارسي.
وكذلك رواه الضحاك بن عثمان، عن سعيد المَقبُري، عن أبيه، وزاد الضحاك في آخر الحديث: قال المَقبُري: فحدث بذلك عمارة بن عَمرو بن حزم وأنا معهم.
فقال عمارة: أوهم ابن وَديعة، سمعته من سلمان يقول: وزيادة ثلاثة أيام.
والحديث عندي حديث ابن أبي ذئب، والضحاك بن عثمان، لأن للحديث أصلا محفوظا عن سلمان، يرويه أهل الكوفة، ووهم ابن جُريج في قوله عن المَقبُري، عن أبي هريرة، وعمارة بن عامر، وإنما أراد عمارة بن عَمرو بن حزم كما قال الضحاك بن عثمان. «العلل» (2045).
ـ وقال الدارَقُطني: أخرج البخاري، عن آدم، عن ابن أبي ذِئب، عن المَقْبُري، عَن أَبيه، عن ابن وديعة، عن سَلمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ في غسل الجُمُعة.
وقد اختُلِف فيه على المَقبُري
(1)
؛
فقال
(2)
ابن عَجلان: عن سعيد، عن أبيه
(3)
، عن ابن وديعة، عن أبي ذر.
وقيل: عن عُبيد الله، عن سعيد، عن أبي هريرة.
قاله عبد الله بن رجاء.
وروى الدراوَرْدي، عن عُبيد الله، عن سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال الضحاك بن عثمان: عن المَقبُري، عن أبي هريرة.
وقال أبو معشر: عن المَقبُري، عن أبيه، عن أبي وديعة
(4)
، عن النبي صلى الله عليه وسلم. «التَّتبُّع» (75).
- رواه محمد بن عَجلان، عن سعيد بن أَبي سعيد المَقبُري، عن أَبيه، عن عبد الله بن وَديعة، عن أَبي ذَر، ويأتي في مسنده، إِن شاء الله تعالى.
⦗ص: 310⦘
- ورواه صالح بن كَيسان، عن سعيد المَقبُري، عن أَبيه، عن أَبي هريرة، ويأتي في مسنده، إِن شاء الله تعالى.
(1)
في النسخة الخطية، وهي نسخة في غاية السوء، وكذلك في المطبوع:«قال: وقد اختُلِف عن ابن أبي ذِئب فيه أيضًا» ، ويدل على التحريف الواضح أنه لم يرد فيه بعد ذلك ذِكرٌ لخلاف على ابن أبي ذِئب، والذي ورد هو الخلاف على المَقبُري، ومع هذه النسخ يتعين على الباحث أن يعتمد الكتب القديمة التي نقلت عن الكتاب المراد إصلاحه، وهنا بفضل الله وقفنا على قول الدارقطني كاملًا في «هَدي الساري» لابن حَجر 1/ 352، نقلا عن «التَّتبُّع» للدارقطني، فأصلحنا ما يلزم، وانظر أيضًا «فتح الباري» 2/ 371.
(2)
في المطبوع: «وقال» ، والمُثبت عن:«هَدي الساري» .
(3)
في «هَدي الساري» : «فقال ابن عَجلان: عنه، عن أبيه» وكلاهما بمعنى واحد، فقوله:«عنه» أي: «عن سعيد» .
(4)
انظر قول أبي حاتم في «علل الحديث» (581)، في الفوائد، إذ قال: أسقط أَبو مَعشَر مَن فوق ابن وَديعة، وكَنَّى:«ابن وَديعة» .
4492 -
عن أبي الطفيل، عن سلمان، قال:
«كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية، ولا يقبل الصدقة» .
أخرجه أحمد (24104) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق. و «عبد الله بن أحمد» 5/ 437 (24105) قال: وحدثناه علي بن حكيم.
كلاهما (يحيى، وعلي) عن شَريك بن عبد الله، عن عُبيد المُكْتِب، عن أَبي الطُّفيل عامر بن واثلة، فذكره
(1)
.
(1)
المسند الجامع (4869)، وأطراف المسند (2636)، ومَجمَع الزوائد 3/ 90، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (6341).
والحديث؛ أخرجه الطبراني (6071)، والبيهقي في «دلائل النبوة» 2/ 98.
4493 -
عن سعيد بن المُسَيب، عن سلمان، قال:
«خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان، فقال: أيها الناس، قد أظلكم شهر عظيم، شهر مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعا، من تقرب فيه بخصلة من الخير، كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة، كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر يزداد فيه رزق المؤمن، من فطر فيه صائما، كان مغفرة لذنوبه، وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره، من غير أن ينتقص من أجره شيء، قالوا: ليس كلنا نجد ما يفطر الصائم؟ فقال: يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على تمرة، أو شربة ماء، أو مذقة لبن، وهو شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، من خفف عن مملوكه غفر الله له، وأعتقه من النار، واستكثروا فيه من أربع
⦗ص: 311⦘
خصال: خصلتين ترضون بهما ربكم، وخصلتين لا غنى بكم عنهما، فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم: فشهادة أن لا إله إلا الله، وتستغفرونه، وأما اللتان لا غنى بكم عنهما: فتسألون الله الجنة، وتعوذون به من النار، ومن أشبع فيه صائما، سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة».
أخرجه ابن خزيمة (1887) قال: باب فضائل شهر رمضان، إن صح الخبر، ثم قال: حدثنا علي بن حُجْر السعدي، قال: حدثنا يوسف بن زياد، قال: حدثنا همام بن يحيى، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المُسَيب، فذكره
(1)
.
(1)
المسند الجامع (4854)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (2196)، والمطالب العالية (1006).
والحديث؛ أخرجه الحارث بن أبي أُسامة، «بغية الباحث» (321)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (3336).
- فوائد:
- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ علي بن زيد بن جُدعان، التَّيمي، البصري، شيعيٌّ، ضعيفٌ، ليس بحُجة. انظر فوائد الحديث رقم (6559).
- وقال أَبو حاتم الرازي: هذا حديثٌ منكرٌ. «علل الحديث» (733).
4494 -
عَمَّن حدث ابن جُريج؛ أن سلمان الفارسي تزوج امرأة، فلما دخل عليها وقف على بابها، فإذا هو بالبيت مستور، فقال: ما أدري أمحموم بيتكم، أم تحولت الكعبة في كندة؟ والله لا أدخله حتى تهتك أستاره، فلما هتكوها فلم يبق منها شيء دخل، فرأى متاعا كثيرا وجواري، فقال: ما هذا المتاع؟ قالوا: متاع امرأتك وجواريها، قال: والله ما أمرني حبي بهذا؛
ثم عمد إلى أهله فوضع يده على رأسها، وقال لمن عندها: ارتفعن، فلم يبق إلا امرأته، فقال: هل أنت مطيعتي؟ رحمك الله، قالت: قد جلست مجلس من يطاع، قال:
⦗ص: 312⦘
«إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي: إن تزوجت يوما، فليكن أول ما تلتقيان عليه على طاعة الله» .
فقومي، فلنصل ركعتين، فما سمعتني أدعو به فأمني، فصليا ركعتين، وأمنت، فبات عندها، فلما أصبح جاءه أصحابه، فلما انتحاه رجل من القوم فقال: كيف وجدت أهلك؟ فأعرض عنه، ثم الثاني، ثم الثالث، فلما رأى ذلك صرف وجهه إلى القوم، وقال: رحمكم الله، فيم المسألة عما غيبت الجدرات، والحجب، والأستار؟ بحسب امرئ أن يسأل عما ظهر، إن أخبر، أو لم يخبر.
أخرجه عبد الرزاق (10463) عن ابن جُريج، قال: حدثت أن سلمان، فذكره
(1)
.
(1)
أخرجه سعيد بن منصور (592).
- فوائد:
- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ لجهالة مَن حَدَّث ابنَ جريج.
• حديث أبي عثمان، عن سلمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«من غدا إلى السوق، غدا براية إبليس» .
سلف برقم ().
4495 -
عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان الفارسي، قال:
(1)
.
أخرجه ابن ماجة (3367). والتِّرمِذي (1726) كلاهما عن إسماعيل بن موسى الفزاري السُّدِّي، قال: حدثنا سيف بن هارون، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، فذكره
(2)
.
⦗ص: 313⦘
- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ غريبٌ، لا نعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه، وروى سفيان وغيره عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن سلمان قوله، وكأن الحديث الموقوف أصح.
وسألت البخاري عن هذا الحديث؟ فقال: ما أراه محفوظا، روى سفيان، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن سلمان، موقوفا.
قال البخاري: وسيف بن هارون مقارب الحديث، وسيف بن محمد، عن عاصم، ذاهب الحديث
(3)
.
(1)
اللفظ لابن ماجة.
(2)
المسند الجامع (4855)، وتحفة الأشراف (4496).
والحديث؛ أخرجه الطبراني (6124)، والبيهقي 10/ 12.
(3)
وكذلك ورد في «ترتيب علل التِّرمِذي الكبير» (513).
- فوائد:
- قلنا: إسناده ضعيفٌ؛ قال العُقيلي: حدثنا عبد الله، يعني ابن أحمد بن حنبل: سألت يحيى بن مَعين، عن سيف بن هارون البرجمي، وسنان بن هارون، فقال: سنان بن هارون أوثق من سيف، وهو فوقه، فقلت له: إن سيفا حدث عن التيمي، عن أبي عثمان، عن سلمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم في الفراء؟ فقال: ليس بشيء.
قال العُقيلي: قلت لعبد الله: من حدثك بحديث سيف عن التيمي؟ قال: حدثنا سعيد بن يعقوب الطَّالْقَاني، قال: حدثنا سيف بن هارون، قال: حدثنا سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السمن والفراء والجبن، فقال: الحلال ما أحل الله في كتابه، والحرام ما حرم الله في كتابه، وما سكت عنه فهو ما عفى عنه.
قال أَبو جعفر العُقيلي: ولا يحفظ عنه إلا بهذا الإسناد.
حدثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدثنا أَبو حفص عمر بن يزيد الشيباني، قال: حدثنا حماد بن عبد الرَّحمَن المالكي، عن الحسن، أن رجلا قام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ما تقول في الجبن، والفراء، والسمن؟ فقال: إن الحلال ما أحل الله في كتابه، والحرام ما حرم الله في كتابه، وما سكت عنه فقد عفى عنه.
هذا أولى. «الضعفاء» للعقيلي 3/ 31: 33.
⦗ص: 314⦘
- وقال أَبو حاتم الرازي: هذا خطأ رواه الثقات، عن التيمي، عن أبي عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، ليس فيه سلمان، وهو الصحيح. «علل الحديث» (1503).
4496 -
عن زاذان، عن سلمان، قال:
(1)
.
أخرجه أحمد (24133) قال: حدثنا عفان. و «أَبو داود» (3761) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. و «التِّرمِذي» (1846)، وفي «الشمائل» (187) قال: حدثنا يحيى بن موسى، قال: حدثنا عبد الله بن نُمير (ح) وحدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد الكريم الجرجاني.
أربعتهم (عفان بن مسلم، وموسى بن إسماعيل، وعبد الله بن نُمير، وعبد الكريم) عن قيس بن الربيع، قال: حدثنا أَبو هاشم الرماني، عن زاذان، فذكره
(2)
.
- قال أَبو داود: وهو ضعيف.
- وقال التِّرمِذي: لا نعرف هذا الحديث إلا من حديث قيس بن الربيع، وقيس بن الربيع يضعف في الحديث، وأَبو هاشم الرماني اسمه يحيى بن دينار.
(1)
اللفظ لأحمد.
(2)
المسند الجامع (4856)، وتحفة الأشراف (4489)، وأطراف المسند (2637).
والحديث؛ أخرجه الطيالسي (690)، والبزار (2519 و 2520)، والطبراني (6096)، والبيهقي 7/ 275، والبغوي (2833).
- فوائد:
- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قَيس بن الرَّبيع الأَسَدي، أَبو محمد، الكوفي، ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (108).
- وقال أَبو حاتم الرازي: هذا حديثٌ منكرٌ، لو كان هذا الحديث صحيحا كان حديثا، وأَبو هاشم الرماني ليس هو.
وقال: ويشبه هذا الحديث أحاديث أبي خالد الواسطي، عَمرو بن خالد، عنده من هذا النحو أحاديث موضوعة، عن أبي هاشم، وعن حبيب بن أبي ثابت. «علل الحديث» (1502).
4497 -
عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان، قال:
«سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجراد؟ فقال: أكثر جنود الله، لا آكله ولا أحرمه»
(1)
.
أخرجه ابن ماجة (3219) قال: حدثنا أَبو بشر، بكر بن خلف، ونصر بن علي، قالا: حدثنا زكريا بن يحيى بن عمارة، قال: حدثنا أَبو العوام. و «أَبو داود» (3813) قال: حدثنا محمد بن الفرج البغدادي، قال: حدثنا ابن الزبرقان، قال: حدثنا سليمان التيمي. وفي (3814) قال: حدثنا نصر بن علي، وعلي بن عبد الله، قالا: حدثنا زكريا بن يحيى بن عمارة، عن أبي العوام الجزار.
كلاهما (أَبو العوام الجزار، وسليمان التيمي) عن أبي عثمان النهدي، فذكره
(2)
.
- قال أَبو داود (3813): رواه المُعتَمِر، عن أَبيه، عن أَبي عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم: لم يذكر «سَلمان» .
- وقال أَبو داود (3814): قال علي: اسمُه فائد، يعني أَبا العوام.
قال أَبو داود: رواه حماد بن سلمة، عن أَبي العوام، عن أَبي عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم: لم يذكر «سَلمان» .
- أخرجه عبد الرزاق (8757) عن ابن التيمي. و «ابن أبي شيبة» (25068) قال: حدثنا يزيد بن هارون.
كلاهما (ابن التيمي، مُعتَمِر بن سليمان، ويزيد) عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان؛
«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئِل عن الجراد؟ فقال: أكثر جنود الله، لا آكله ولا أحرمه»
(3)
.
مرسل، ليس فيه:«سلمان» .
(1)
اللفظ لابن ماجة.
(2)
المسند الجامع (4857)، وتحفة الأشراف (4495).
والحديث؛ أخرجه البزار (2509)، والطبراني (6129 و 6149)، والبيهقي 9/ 257.
(3)
اللفظ لابن أبي شيبة.
- فوائد:
- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال عباس الدوري: قال يحيى بن مَعين: روى أَبو همام الأهوازي، عن
⦗ص: 316⦘
سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن سلمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم في الجراد؛ أكثر جنود الله في الأرض.
وإنما هو عن أبي عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل. (4318).
- وقال أَبو حاتم الرازي: هذا خطأ الصحيح مرسل، ليس فيه سلمان. «علل الحديث» (1495).
4498 -
عن شهر بن حوشب، عن سلمان، قال:
(1)
.
أخرجه ابن أبي شيبة (25267). وابن ماجة (3611) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن ليث، عن شهر بن حوشب، فذكره
(2)
.
(1)
اللفظ لابن ماجة.
(2)
المسند الجامع (4858)، وتحفة الأشراف (4492).
والحديث؛ أخرجه ابن أبي شيبة في «مسنده» (459).
- فوائد:
- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال ابن حَجر: سلمان الخير الفارسي، روى عنه شهر بن حوشب، وفي سماعه منه نظر. «تهذيب التهذيب» 4/ 137.
4499 -
عن شقيق، أو نحوه، أن سلمان دخل عليه رجل، فدعا له بما كان عنده، فقال:
«لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا، أو لولا أنا نهينا، أن يتكلف أحدنا لصاحبه، لتكلفنا لك» .
أخرجه أحمد (24134) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا قيس بن الربيع،
⦗ص: 317⦘
قال: حدثنا عثمان بن شابور
(1)
، رجل من بني أسد، عن شقيق، أو نحوه، شك قيس، أن سلمان، فذكره
(2)
.
(1)
قال الدارقُطني: وأما شابور، بالشين المعجمة، فهو عثمان بن شابور، يروي عن أبي وائل، وغيره. «المُؤْتَلِف والمُختَلِف» 3/ 1314.
(2)
المسند الجامع (4859)، وأطراف المسند (2638)، ومَجمَع الزوائد 8/ 179، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (5178).
والحديث؛ أخرجه البزار (2514 و 2515)، والطبراني (6083: 6085).
- فوائد:
- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ لجهالة عثمان بن شابور.
- وقيس بن الربيع الأَسدي، أَبو محمد، الكوفي، ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (108).
4500 -
عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر» .
أخرجه التِّرمِذي (2139) قال: حدثنا محمد بن حميد الرازي، وسعيد بن يعقوب، قالا: حدثنا يحيى بن الضريس، عن أبي مودود، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، فذكره
(1)
.
- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من حديث سلمان، لا نعرفه إلا من حديث يحيى بن الضريس، وأَبو مودود اثنان، أحدهما يقال له: فضة، والآخر: عبد العزيز بن أبي سليمان، أحدهما بصري، والآخر مدني، وكانا في عصر واحد، وأَبو مودود الذي روى هذا الحديث، اسمه فضة، بصري.
(1)
المسند الجامع (4861)، وتحفة الأشراف (4502).
والحديث؛ أخرجه البزار (2540)، والطبراني (6128).
- فوائد:
- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال أَبو حاتم الرازي: فِضة، أَبو مودود البصري، قَدِم الرَّي، كان خراسانيا، ونزل بها، وهو ضعيفٌ. «الجرح والتعديل» 7/ 93.
4501 -
عن أبي عثمان، عن سلمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال:
«إن ربكم حيي كريم، يستحيي من عبده أن يرفع إليه يديه، فيردهما صفرا، أو قال: خائبتين»
(1)
.
- وفي رواية: «إن الله، جل وعلا، يستحيي من العبد أن يرفع إليه يديه، فيردهما خائبتين»
(2)
.
أخرجه أحمد (24116) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا رجل في مجلس عَمرو بن عبيد (قال يزيد: سموه لي قالوا: هو جعفر بن ميمون. قال أحمد بن حنبل: يعني جعفر صاحب الأنماط). و «ابن ماجة» (3865) قال: حدثنا أَبو بشر، بكر بن خلف، قال: حدثنا ابن أَبي عَدي، عن جعفر بن ميمون. و «أَبو داود» (1488) قال: حدثنا مُؤَمَّل بن الفضل الحراني، قال: حدثنا عيسى، يعني ابن يونس، قال: حدثنا جعفر، يعني ابن ميمون، صاحب الأنماط. و «التِّرمِذي» (3556) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أَبي عَدي، قال: أخبرنا جعفر بن ميمون، صاحب الأنماط. و «ابن حِبَّان» (876) قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا خليفة بن خياط العصفري، قال: حدثنا ابن أَبي عَدي، قال: حدثنا جعفر بن ميمون. وفي (880) قال: أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير، بتستر، قال: حدثنا جميل بن الحسن العتكي، قال: حدثنا محمد بن الزبرقان، قال: حدثنا سليمان التيمي.
كلاهما (جعفر بن ميمون، وسليمان التيمي) عن أبي عثمان النهدي، فذكره
(3)
.
- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ غريب، ورواه بعضهم ولم يرفعه.
- أخرجه ابن أبي شيبة (30171) و 13/ 339 (35822) قال: حدثنا معاذ بن معاذ. و «أحمد» 5/ 438 (24115) قال: حدثنا يزيد.
⦗ص: 319⦘
كلاهما (معاذ، ويزيد بن هارون) عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن سلمان، قال: إن الله عز وجل يستحيي أن يبسط إليه عبده يديه، يسأله بهما خيرا، فيردهما خائبتين. «موقوف» .
(1)
اللفظ لابن ماجة.
(2)
اللفظ لابن حبان (880).
(3)
المسند الجامع (4860)، وتحفة الأشراف (4494)، وأطراف المسند (2646).
والحديث؛ أخرجه البزار (2510 و 2511)، والطبراني (6130 و 6148)، والبيهقي 2/ 211، والبغوي (1385).
- فوائد:
- أخرجه ابن عَدي في «الكامل» 2/ 370، في مناكير جعفر بن ميمون.
4502 -
عن شُرحبيل بن السِّمْط، عن سلمان، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(1)
.
(2)
.
(3)
.
- وفي رواية: «من مات مرابطا في سبيل الله، أومن عذاب القبر، ونما له أجره إلى يوم القيامة»
(4)
.
أخرجه أحمد (24137) قال: حدثنا أَبو المغيرة، قال: حدثنا ابن
⦗ص: 320⦘
ثوبان، قال: حدثني من سمع خالد بن مَعدان. و «مسلم» 6/ 50 (4973) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرَّحمَن بن بَهرام الدَّارِمي، قال: حدثنا أَبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا ليث، يعني ابن سعد، عن أيوب بن موسى، عن مكحول. وفي 6/ 51 (4974) قال: حدثني أَبو الطاهر، قال: أخبرنا ابن وهب، عن عبد الرَّحمَن بن شريح، عن عبد الكريم بن الحارث، عن أبي عبيدة بن عُقبة.
(1)
اللفظ لمسلم (4973).
(2)
اللفظ للنسائي 6/ 39.
(3)
اللفظ لابن حبان (4623).
(4)
اللفظ لابن حبان (4625).
و «النَّسَائي» 6/ 39، وفي «الكبرى» (4361) قال: الحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن وهب، قال: أخبرني عبد الرَّحمَن بن شريح، عن عبد الكريم بن الحارث، عن أبي عبيدة بن عُقبة. وفي 6/ 39، وفي «الكبرى» (4362) قال: أخبرنا عَمرو بن منصور، قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا الليث، قال: حدثني أيوب بن موسى، عن مكحول. و «ابن حِبَّان» (4623 و 4626) قال: أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة، قال: حدثنا يزيد بن مَوهَب، قال: حدثني الليث بن سعد، عن أيوب بن موسى، عن مكحول. وفي (4625) قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا الحكم بن موسى، قال: حدثنا الهيثم بن حميد، قال: حدثنا النعمان، عن مكحول.
ثلاثتهم (خالد بن مَعدان، ومكحول، وأَبو عبيدة بن عُقبة) عن شُرحبيل بن السِّمْط، فذكره
(1)
.
- قال أَبو حاتم بن حبان: النعمان هذا، هو النعمان بن المنذر الغساني، من أهل دمشق.
- وأخرجه عبد الرزاق (9618) عن عبد الوَهَّاب. و «ابن أبي شيبة» (19801) قال: حدثنا عيسى بن يونس.
كلاهما (عبد الوَهَّاب، وعيسى) عن هشام بن الغاز، عن مكحول، عن سلمان، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
⦗ص: 321⦘
(2)
.
(1)
المسند الجامع (4862)، وتحفة الأشراف (4491)، وأطراف المسند (2643)، ومَجمَع الزوائد 5/ 290.
والحديث؛ أخرجه البزار (2516)، وأَبو عَوانة (7466: 7470)، والطبراني (6177: 6180)، والبيهقي 9/ 38، والبغوي (2617).
(2)
اللفظ لعبد الرزاق.
ليس فيه: «شُرحبيل بن السِّمْط» .
- وأخرجه عبد الرزاق (9617) عن محمد بن راشد، قال: حدثنا مكحول، قال: مر سلمان الفارسي بشُرحبيل بن السِّمْط، وهو مرابط على قلعة بأرض فارس، فقال له سلمان: ألا أحدثك حديثا لعله أن يكون عونا لك على ما أنت فيه؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
- لم يقل مَكحول: «عن شُرحبيل» ، ورواه عن سَلمان.
- وأخرجه عبد الرزاق (9620) عن ابن جُريج، قال: أخبرني مصعب بن محمد، أن سلمان الفارسي مر بالسمط بن ثابت، وهو في مرابط قد شق عليه، وهم بالتحول عنه، فقال: ألا أخبرك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ثم ذكر مثل حديث محمد بن راشد.
- وأخرجه عبد الرزاق (9619) عن الثوري، عن يزيد بن جابر، عن خالد بن مَعدان، عن شُرحبيل بن السِّمْط، قال: كنا بأرض فارس، فأصابنا إِدلٌ وشدة، فجاءنا سلمان الفارسي، فقال: أبشروا، ثم أبشروا، ما من مسلم يرابط في سبيل الله، إلا كان كصيام شهر وقيامه، ومن مات مرابطا في سبيل الله، جرى عليه عمله إلى يوم القيامة، وأُجير من فتنة القبر. «موقوف» .
4502 م- عن السمط بن عبد الله، عن سلمان، أنه كان في جند من المسلمين، فأصابهم حصر وضر، فقال
⦗ص: 322⦘
سلمان لأمير الجند: ألا أخبرك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يكون عونا لك على هذا الجند؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
أخرجه ابن أبي شيبة (19842) قال: حدثنا زيد بن حباب، قال: أخبرني موسى بن عُبيدة، قال: أخبرني محمد بن أبي منصور، عن السمط بن عبد الله، فذكره
(1)
.
(1)
أَخرجه ابن أَبي شيبة في «مسنده» (455).
- فوائد:
- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ موسى بن عُبيدة الرَّبَذي، ليس بثقةٍ. انظر فوائد الحديث رقم (10561).
4503 -
عن رجل، عن سلمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
أخرجه أحمد (24136) قال: حدثنا أَبو المغيرة، قال: حدثنا ابن ثابت بن ثوبان، قال: حدثني حسان بن عطية، عن عبد الله بن أبي زكريا، عن رجل، فذكره.
- أخرجه أحمد (24128) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا ابن لَهِيعة، قال: حدثنا ابن أبي جعفر، عن أَبَان بن صالح. وفي (24129) قال: حدثنا معاوية بن عَمرو، قال: حدثنا أَبو إسحاق، عن زائدة، عن محمد بن إسحاق، عن جميل بن أبي ميمونة.
كلاهما (أبان، وجميل) عن ابن أبي زكريا الخُزاعي، عن سلمان الخير، أنه سمعه وهو يحدث شُرحبيل بن السِّمْط، وهو مرابط على الساحل، يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
⦗ص: 323⦘
- في رواية جميل، قال:«عن أبي زكريا الخُزاعي» ، ولفظه:
«رباط يوم وليلة، في سبيل الله، كصيام شهر وقيامه، إن مات جرى عليه أجر المرابط حتى يبعث، ويؤمن الفتان» .
ليس فيه: «عن رجل»
(1)
.
(1)
المسند الجامع (4864)، وأطراف المسند (2643).
والحديث؛ أخرجه الطبراني (6179).
- فوائد:
- قلنا: إسناده ضعيفٌ؛ لجهالة الرجل الراوي عن سلمان في الطريق الأول.
- وقال أَبو مسهر عبد الأعلى بن مُسهِر: لا أعلم عبد الله بن أبي زكريا لقي أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. «تاريخ دمشق» 27/ 120.
- وقال البخاري: عبد الله بن أبي زكريا، الخُزاعي، يقال: إنه سمع سلمان. «التاريخ الكبير» 5/ 96.
- وقال أَبو حاتم الرازي: عبد الله بن أبي زكريا الشامي، واسم أبي زكريا إياس بن يزيد من خزاعة، روى عن سلمان، مرسل. «الجرح والتعديل» 5/ 7 و 62.
4504 -
عن محمد بن المُنكدِر، قال: مر سلمان الفارسي بشُرحبيل بن السِّمْط، وهو في مرابط له، وقد شق عليه وعلى أصحابه، قال: ألا أحدثك يا ابن السمط بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: بلى، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
أخرجه التِّرمِذي (1665) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عُيينة، قال: حدثنا محمد بن المُنكدِر، فذكره
(1)
.
⦗ص: 324⦘
- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ.
- وقال أيضا في (1666): وحديث سلمان إسناده ليس بمتصل، محمد بن المُنكدِر لم يدرك سلمان الفارسي، وقد روي هذا الحديث، عن أيوب بن موسى، عن مكحول، عن شُرحبيل بن السِّمْط، عن سلمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(1)
المسند الجامع (4863)، وتحفة الأشراف (4510).
والحديث؛ أخرجه سعيد بن منصور (2409).
- فوائد:
- قلنا: إسناده ضعيفٌ؛ قال علي بن المديني: محمد بن المُنكدِر لم يدرك سلمان الفارسي. «جامع التحصيل» (713).
- وقال المِزِّي: محمد بن المُنكدِر روى عن سلمان الفارسي، مرسل. «تهذيب الكمال» 26/ 503.
4505 -
عن أبي البَختَري، أن سلمان حاصر قصرا من قصور فارس، فقال لأصحابه؛
(1)
.
- وفي رواية: «عن أبي البَختَري، قال: حاصر سلمان الفارسي قصرا من قصور فارس، فقال له أصحابه: يا أبا عبد الله، ألا تنهد إليهم؟ قال: لا، حتى أدعوهم كما كان يدعوهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فأتاهم فكلمهم، قال: أنا رجل فارسي، وأنا منكم، والعرب يطيعوني، فاختاروا إحدى ثلاث، إما أن
⦗ص: 325⦘
تسلموا، وإما أن تعطوا الجزية عن يد وأنتم صاغرون غير محمودين، وإما أن ننابذكم فنقاتلكم، قالوا: لا نسلم، ولا نعطي الجزية، ولكنا ننابذكم، فرجع سلمان إلى أصحابه، قالوا: ألا تنهد إليهم؟ قال: لا، قال: فدعاهم ثلاثة أيام، فلم يقبلوا، فقاتلهم، ففتحها»
(2)
.
(1)
اللفظ لأحمد (24135).
(2)
اللفظ لأحمد (24140).
(1)
.
أخرجه ابن أبي شيبة (33299) و 12/ 361 (33724) قال: حدثنا محمد بن فضيل. و «أحمد» 5/ 440 (24127) قال: حدثنا الزُّبَيري، محمد بن عبد الله، قال: حدثنا إسرائيل. وفي 5/ 441 (24135) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد. وفي 5/ 444 (24140) قال: حدثنا علي بن عاصم. و «التِّرمِذي» (1548) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا أَبو عَوانة.
خمستهم (محمد بن فضيل، وإسرائيل بن يونس، وحماد بن سلمة، وعلي، وأَبو عَوانة الوضاح) عن عطاء بن السائب، عن أبي البَختَري، فذكره
(2)
.
⦗ص: 326⦘
- قال التِّرمِذي: وحديث سلمان حديثٌ حسنٌ، لا نعرفه إلا من حديث عطاء بن السائب، وسمعت محمدا، يعني البخاري، يقول: أَبو البَختَري لم يدرك سلمان، لأنه لم يدرك عليا، وسلمان مات قبل علي.
(1)
اللفظ للترمذي.
(2)
المسند الجامع (4865)، وتحفة الأشراف (4490)، وأطراف المسند (2642).
والحديث؛ أخرجه البزار (2545).
- فوائد:
- قلنا: إسناده ضعيفٌ؛ قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: أَبو البَختَري الطائي لم يلق سلمان، وأما قول أبي البَختَري أنهم حاصروا نهاوند يعني أن المسلمين حاصروا. «المراسيل» (272).
- وعطاء بن السائب ليس بحجة. انظر فوائد الحديث رقم (10518).
4506 -
عن عَمرو بن أبي قرة الكندي، قال: عرض أبي على سلمان أخته، فأبى، وتزوج مولاة له، يقال لها: بقيرة، قال: فبلغ أبا قرة أنه كان بين سلمان وحذيفة شيء، فأتاه يطلبه، فأخبر أنه في مبقلة له، فتوجه إليه، فلقيه معه زبيل فيه بقل، قد أدخل عصاه في عروة الزبيل، وهو على عاتقه، قال: أبا عبد الله، ما كان بينك وبين حذيفة؟ قال: يقول سلمان: وكان الإنسان عجولا، فانطلقا حتى أتيا دار سلمان، فدخل سلمان الدار، فقال: السلام عليكم، ثم أذن، فإذا نمط موضوع على باب، وعند رأسه لبنات، وإذا قرطان، فقال: اجلس على فراش مولاتك الذي تمهد لنفسها، قال، ثم أنشأ يحدثه، قال: إن حذيفة كان يحدث بأشياء يقولها رسول الله صلى الله عليه وسلم في غضبه لأقوام، فأسأل عنها، فأقول: حذيفة أعلم بما يقول: وأكره أن يكون ضغائن بين أقوام، فأتي حذيفة فقيل له: إن سلمان لا يصدقك ولا يكذبك بما تقول، فجاءني حذيفة فقال: يا سلمان ابن أم سلمان، قلت: يا حذيفة ابن أم حذيفة، لتنتهين، أو لأكتبن إلى عمر، فلما خوفته بعمر تركني، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«من ولد آدم أنا، فأيما عبد مؤمن لعنته لعنة، أو سببته سبة، في غير كنهه، فاجعلها عليه صلاة»
(1)
.
(1)
اللفظ لأحمد (24122).
والله لتنتهين، أو لأكتبن إلى عمر
(1)
.
أخرجه ابن أبي شيبة (17999) و 10/ 338 (30165) و 13/ 340 (35824) قال: حدثنا أَبو أُسامة، عن مِسعَر. و «أحمد» 5/ 437 (24107) قال: حدثنا معاوية بن عَمرو، قال: حدثنا زائدة. وفي 5/ 439 (24122) قال: حدثنا أَبو أُسامة، قال: أخبرني مسعر. و «البخاري» في «الأدب المفرد» (234) قال: حدثنا إسحاق بن مخلد، عن حماد بن أُسامة، عن مِسعَر. و «أَبو داود» (4659) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زائدة بن قُدَامة الثقفي.
كلاهما (مِسعَر بن كِدَام، وزائدة) عن عمر بن قيس الماصر، عن عَمرو بن أبي قرة، فذكره
(2)
.
(1)
اللفظ لأبي داود.
(2)
المسند الجامع (4870)، وتحفة الأشراف (4507)، وأطراف المسند (2641)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (6486).
والحديث؛ أخرجه البزار (2532 و 3533)، والطبراني (6156 و 6157).
- فوائد:
- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال علي بن المديني: عَمرو بن أَبي قُرة لم يلقَ سَلمان، وإِنما أَبوه لَقِي سَلمان. «المراسيل» لابن أَبي حاتم (535).
- وقال الدارقُطني: غريبٌ من حديث مِسعَر، عن عمر بن قيس الماصر، عن عَمرو بن أَبي قُرة، عن أَبيه، عن سَلمان، ولا نعلم حَدث به غير أَبي أُسامة حماد ابن أُسامة. «أطراف الغرائب والأفراد» (2229).
4507 -
عن عليم الكندي، عن سلمان، قال:
«إن أول هذه الأمة ورودا على نبيها، أولها إسلاما: علي بن أبي طالب»
(1)
.
أخرجه ابن أبي شيبة (32775 و 37104) قال: حدثنا معاوية بن هشام، قال: حدثنا قيس، عن سلمة بن كهيل، عن أبي صادق، عن عليم، فذكره
(2)
.
(1)
لفظ (32775).
(2)
إتحاف الخِيرَة المَهَرة (6644)، والمطالب العالية (3925).
والحديث؛ أخرجه ابن أَبي عاصم في «الأَوائل» (67 و 69)، والطبراني (6174).
- فوائد:
- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ أَورده الجورقاني في «الأباطيل» (142)، من طريق سلمة بن كهيل، وقال: هذا حديثٌ مُنكرٌ.
- وقيس بن الربيع الأَسدي، أَبو محمد، الكوفي، ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (108).
4508 -
عن جُندب الأزدي، قال: خرجنا مع سلمان إلى الحيرة، فالتفت إلى الكوفة، فقال: قبة الإسلام، ما من أخصاص يدفع عنها ما يدفع عن هذه، إلا أخصاص
(1)
كان بها محمد صلى الله عليه وسلم ولا تذهب الدنيا حتى يجتمع كل مؤمن فيها، أو رجل هواه إليها.
أخرجه ابن أبي شيبة (33108) قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن الأجلح، عن عبد الله بن شريك، عن جُندب الأزدي، فذكره.
- أخرجه ابن أبي شيبة (33109) قال: حدثنا عبد الله بن نُمير، عن سفيان. وفي 12/ 188 (33119) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا شَريك.
⦗ص: 330⦘
كلاهما (سفيان بن سعيد الثوري، وشريك بن عبد الله) عن عبد الله بن شريك، قال: حدثني جُندب، قال: كنا مع سلمان، ونحن جاؤون من الحيرة، فقال: الكوفة قبة الإسلام، مرتين.
- لفظ (33119): عن جُندب، عن سلمان، قال: الكوفة قبة الإسلام، يأتي على الناس زمان، لا يبقى فيها مؤمن إلا بها، أو قلبه يهوي إليها».
«موقوف» .
(1)
وذكره البوصيري في «إتحاف الخِيرَة المَهَرة» (6644)، وابن حجر في «المطالب العالية» (3925).
() في طبعة دار القبلة: «هذه الأخصاص إلا أخصاص» ، والمثبت عن طبعتي الرشد (32981)، والفاروق (33041)، وفيها:«أحصاص» بالحاء المهملة.
- فوائد:
- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ عبد الله بن شريك العامري، الكوفي، ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (200).
- والأَجلح؛ هو ابن عبد الله الكِندي، قال النَّسائي: الأَجلح ليس بالقوي، وكان مُسرفًا في التشيع. «السنن الكبرى» (10561).
4509 -
عن أبي ظبيان، عن سلمان، قال:
(1)
.
أخرجه أحمد (24132). والتِّرمِذي (3927) قال: حدثنا محمد بن يحيى الأزدي، وأحمد بن مَنيع، وغير واحد.
جميعهم (أَحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى، وأَحمد بن مَنيع، وغير واحد) عن أبي بدر شجاع بن الوليد، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، فذكره
(2)
.
- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ، لا نعرفه إلا من حديث أبي بدر شجاع بن الوليد، وسمعت محمد بن إسماعيل، يعني البخاري، يقول: أَبو ظبيان لم يدرك سلمان، مات سلمان قبل علي.
(1)
اللفظ للترمذي.
(2)
المسند الجامع (4871)، وتحفة الأشراف (4488)، وأطراف المسند (2644).
والحديث؛ أخرجه الطيالسي (693)، والبزار (2513)، والطبراني (6093 و 6094)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (1494).
- فوائد:
- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال أَحمد بن حنبل: كان شعبة يُنكر أَن يكون أَبو ظَبيان سَمِع من سَلمان. «المراسيل» لابن أَبي حاتم (176).
- وقال أَبو حاتم الرازي: حُصين بن جُندب أَبو ظَبيان قد أَدرك ابن مسعود، ولا أَظُنه سَمِع منه، ولا أَظُنه سَمِع من سَلمان حديث العرب الذي يرويه، يعني عن قابوس بن أَبي ظَبيان، عن أَبيه، عن سَلمان؛ أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تبغضني فتهلك، قلتُ: يا رسول الله، وكيف أُبغضك، وبك هدانا الله؟ قال: تُبغض العرب فتبغضني، والذي يثبُت له ابن عباس وجرير بن عبد الله، ولا يثبُت له سَماع من علي رضي الله عنه. «المراسيل» لابن أَبي حاتم (177).
- وقال عبد الله بن أَحمد بن محمد بن حَنبل: سأَلتُ أَبي عن قابوس بن أَبي ظَبيان، فقال: سُئِل جَرير عن شيء من أَحاديث قابوس، فقال: نَفَق قابوس نَفَق، قال عبد الله: قلتُ لأَبي: فما تقول فيه؟ فقال: ليس هو بذاك، رَوى الناس عنه، قال عبد الله: وسأَلتُ يحيى بن مَعين عن قابوس، فقال: ضعيف الحديث. «الجرح والتعديل» 7/ 145.
- وأَخرجه العُقيلي في «الضعفاء» 3/ 55 في إِفرادات شجاع بن الوليد.
4510 -
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلْمَانُ الفَارِسِيُّ حَدِيثَهُ مِنْ فِيهِ، قَالَ:
«كُنْتُ رَجُلًا فَارِسِيًّا، مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ، مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ مِنْهَا يُقَالُ لَهَا، جَيُّ، وَكَانَ أَبِي دِهْقَانَ قَرْيَتِهِ، وَكُنْتُ أَحَبَّ خَلْقِ اللهِ إِلَيْهِ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حُبُّهُ إِيَّايَ حَتَّى حَبَسَنِي فِي بَيْتِهِ، كَمَا تُحْبَسُ الجَارِيَةُ، وَاجْتَهَدْتُ فِي المَجُوسِيَّةِ، حَتَّى كُنْتُ قَطَنَ النَّارِ الَّذِي يُوقِدُهَا، لَا يَتْرُكُهَا تَخْبُو سَاعَةً، قَالَ: وَكَانَتْ لأَبِي ضَيْعَةٌ عَظِيمَةٌ، قَالَ: فَشُغِلَ فِي بُنْيَانٍ لَهُ يَوْمًا، فَقَالَ لِي: يَا بُنَيَّ، إِنِّي قَدْ شُغِلْتُ فِي بُنْيَانِي هَذَا اليَوْمَ عَنْ ضَيْعَتِي، فَاذْهَبْ فَاطَّلِعْهَا، وَأَمَرَنِي فِيهَا بِبَعْضِ مَا يُرِيدُ، فَخَرَجْتُ أُرِيدُ ضَيْعَتَهُ، فَمَرَرْتُ بِكَنِيسَةٍ مِنْ كَنَائِسِ النَّصَارَى، فَسَمِعْتُ أَصْوَاتَهُمْ فِيهَا وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَكُنْتُ لَا أَدْرِي مَا أَمْرُ النَّاسِ لِحَبْسِ أَبِي إِيَّايَ فِي بَيْتِهِ، فَلَمَّا مَرَرْتُ بِهِمْ، وَسَمِعْتُ أَصْوَاتَهُمْ، دَخَلْتُ عَلَيْهِمْ أَنْظُرُ مَا يَصْنَعُونَ، قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ أَعْجَبَنِي صَلَاتُهُمْ، وَرَغِبْتُ فِي أَمْرِهِمْ، وَقُلْتُ: هَذَا وَاللهِ خَيْرٌ مِنَ الدِّينِ الَّذِي نَحْنُ عَلَيْهِ، فَوَاللهِ مَا تَرَكْتُهُمْ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وَتَرَكْتُ ضَيْعَةَ أَبِي، وَلَمْ آتِهَا، فَقُلْتُ لَهُمْ:
⦗ص: 332⦘
أَيْنَ أَصْلُ هَذَا الدِّينِ؟ قَالُوا بِالشَّامِ، قَالَ: ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى أَبِي، وَقَدْ بَعَثَ فِي طَلَبِي، وَشَغَلْتُهُ عَنْ عَمَلِهِ كُلِّهِ، قَالَ: فَلَمَّا جِئْتُهُ، قَالَ: أَيْ بُنَيَّ، أَيْنَ كُنْتَ؟ أَلَمْ أَكُنْ عَهِدْتُ إِلَيْكَ مَا عَهِدْتُ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَهْ، مَرَرْتُ بِنَاسٍ يُصَلُّونَ فِي كَنِيسَةٍ لَهُمْ، فَأَعْجَبَنِي مَا رَأَيْتُ مِنْ دِينِهِمْ، فَوَاللهِ مَا زِلْتُ عِنْدَهُمْ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، قَالَ: أَيْ بُنَيَّ، لَيْسَ فِي ذَلِكَ الدِّينِ خَيْرٌ، دِينُكَ وَدِينُ آبَائِكَ خَيْرٌ مِنْهُ، قَالَ: قُلْتُ: كَلَّا وَاللهِ، إِنَّهُ لَخَيْرٌ مِنْ دِينِنَا، قَالَ: فَخَافَنِي، فَجَعَلَ فِي رِجْلِي قَيْدًا، ثُمَّ حَبَسَنِي فِي بَيْتِهِ.
قَالَ: وَبَعَثْتُ إِلَى النَّصَارَى، فَقُلْتُ لَهُمْ: إِذَا قَدِمَ عَلَيْكُمْ رَكْبٌ مِنَ الشَّامِ تِجَارٌ مِنَ النَّصَارَى، فَأَخْبِرُونِي بِهِمْ، قَالَ: فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ رَكْبٌ مِنَ الشَّامِ تِجَارٌ مِنَ النَّصَارَى، قَالَ: فَأَخْبَرُونِي بِهِمْ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُمْ: إِذَا قَضَوْا حَوَائِجَهُمْ، وَأَرَادُوا الرَّجْعَةَ إِلَى بِلَادِهِمْ، فَآذِنُونِي بِهِمْ، قَالَ: فَلَمَّا أَرَادُوا الرَّجْعَةَ إِلَى بِلَادِهِمْ، أَخْبَرُونِي بِهِمْ، فَأَلْقَيْتُ الحَدِيدَ مِنْ رِجْلِي، ثُمَّ خَرَجْتُ مَعَهُمْ، حَتَّى قَدِمْتُ الشَّامَ، فَلَمَّا قَدِمْتُهَا، قُلْتُ: مَنْ أَفْضَلُ أَهْلِ هَذَا الدِّينِ؟ قَالُوا: الأُسْقُفُّ فِي الكَنِيسَةِ،
قَالَ: فَجِئْتُهُ، فَقُلْتُ: إِنِّي قَدْ رَغِبْتُ فِي هَذَا الدِّينِ، وَأَحْبَبْتُ أَنْ أَكُونَ مَعَكَ، أَخْدُمُكَ فِي كَنِيسَتِكَ، وَأَتَعَلَّمُ مِنْكَ، وَأُصَلِّي مَعَكَ، قَالَ: فَادْخُلْ، فَدَخَلْتُ مَعَهُ، قَالَ: فَكَانَ رَجُلَ سَوْءٍ: يَأْمُرُهُمْ بِالصَّدَقَةِ، وَيُرَغِّبُهُمْ فِيهَا، فَإِذَا جَمَعُوا إِلَيْهِ مِنْهَا أَشْيَاءَ، اكْتَنَزَهُ لِنَفْسِهِ، وَلَمْ يُعْطِهِ المَسَاكِينَ، حَتَّى جَمَعَ سَبْعَ قِلَالٍ مِنْ ذَهَبٍ وَوَرِقٍ، قَالَ: وَأَبْغَضْتُهُ بُغْضًا شَدِيدًا، لِمَا رَأَيْتُهُ يَصْنَعُ، ثُمَّ مَاتَ، فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ النَّصَارَى لِيَدْفِنُوهُ، فَقُلْتُ لَهُمْ: إِنَّ هَذَا كَانَ رَجُلَ سَوْءٍ، يَأْمُرُكُمْ بِالصَّدَقَةِ، وَيُرَغِّبُكُمْ فِيهَا، فَإِذَا جِئْتُمُوهُ بِهَا اكْتَنَزَهَا لِنَفْسِهِ، وَلَمْ يُعْطِ المَسَاكِينَ مِنْهَا شَيْئًا، قَالُوا: وَمَا عِلْمُكَ بِذَلِكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: أَنَا أَدُلُّكُمْ عَلَى كَنْزِهِ، قَالُوا: فَدُلَّنَا عَلَيْهِ؟ قَالَ: فَأَرَيْتُهُمْ مَوْضِعَهُ، قَالَ: فَاسْتَخْرَجُوا مِنْهُ سَبْعَ قِلَالٍ مَمْلُوءَةً ذَهَبًا وَوَرِقًا، قَالَ: فَلَمَّا رَأَوْهَا، قَالُوا: وَاللهِ لَا نَدْفِنُهُ أَبَدًا، فَصَلَبُوهُ، ثُمَّ رَجَمُوهُ بِالْحِجَارَةِ، ثُمَّ جَاؤُوا بِرَجُلٍ آخَرَ فَجَعَلُوهُ بِمَكَانِهِ.
قَالَ: يَقُولُ سَلْمَانُ: فَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا لَا يُصَلِّي الخَمْسَ أُرَى أَنَّهُ أَفْضَلُ مِنْهُ، أَزْهَدُ فِي الدُّنْيَا، وَلَا أَرْغَبُ فِي الآخِرَةِ، وَلَا أَدْأَبُ لَيْلًا وَنَهَارًا مِنْهُ، قَالَ: فَأَحْبَبْتُهُ
⦗ص: 333⦘
حُبًّا لَمْ أُحِبَّهُ مَنْ قَبْلَهُ، وَأَقَمْتُ مَعَهُ زَمَانًا، ثُمَّ حَضَرَتْهُ الوَفَاةُ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا فُلَانُ، إِنِّي كُنْتُ مَعَكَ، وَأَحْبَبْتُكَ حُبًّا لَمْ أُحِبَّهُ مَنْ قَبْلَكَ، وَقَدْ حَضَرَكَ مَا تَرَى مِنْ أَمْرِ اللهِ، فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي، وَمَا تَأْمُرُنِي، قَالَ: أَيْ بُنَيَّ، وَاللهِ مَا أَعْلَمُ أَحَدًا اليَوْمَ عَلَى مَا كُنْتُ عَلَيْهِ، لَقَدْ هَلَكَ النَّاسُ، وَبَدَّلُوا وَتَرَكُوا أَكْثَرَ مَا كَانُوا عَلَيْهِ، إِلَّا رَجُلًا بِالْمَوْصِلِ، وَهُوَ فُلَانٌ، فَهُوَ عَلَى مَا كُنْتُ عَلَيْهِ، فَالْحَقْ بِهِ.
قَالَ: فَلَمَّا مَاتَ وَغُيِّبَ، لَحِقْتُ بِصَاحِبِ المَوْصِلِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا فُلَانُ، إِنَّ فُلَانًا أَوْصَانِي عِنْدَ مَوْتِهِ أَنْ أَلْحَقَ بِكَ، وَأَخْبَرَنِي أَنَّكَ عَلَى أَمْرِهِ، قَالَ: فَقَالَ لِي: أَقِمْ عِنْدِي، فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ، فَوَجَدْتُهُ خَيْرَ رَجُلٍ عَلَى أَمْرِ صَاحِبِهِ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ مَاتَ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الوَفَاةُ، قُلْتُ لَهُ: يَا فُلَانُ، إِنَّ فُلَانًا أَوْصَانِي إِلَيْكَ، وَأَمَرَنِي بِاللُّحُوقِ بِكَ، وَقَدْ حَضَرَكَ مِنْ أَمْرِ اللهِ، عز وجل، مَا تَرَى، فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي، وَمَا تَأْمُرُنِي،
قَالَ: أَيْ بُنَيَّ وَاللهِ مَا أَعْلَمُ رَجُلًا عَلَى مِثْلِ مَا كُنَّا عَلَيْهِ، إِلَّا رَجُلًا بِنَصِيبِينَ، وَهُوَ فُلَانٌ فَالْحَقْ بِهِ.
قَالَ: فَلَمَّا مَاتَ وَغُيِّبَ لَحِقْتُ بِصَاحِبِ نَصِيبِينَ، فَجِئْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ خَبَرِي، وَمَا أَمَرَنِي بِهِ صَاحِبِي، قَالَ: فَأَقِمْ عِنْدِي، فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ، فَوَجَدْتُهُ عَلَى أَمْرِ صَاحِبَيْهِ، فَأَقَمْتُ مَعَ خَيْرِ رَجُلٍ، فَوَاللهِ مَا لَبِثَ أَنْ نَزَلَ بِهِ المَوْتُ، فَلَمَّا حُضِرَ، قُلْتُ لَهُ: يَا فُلَانُ، إِنَّ فُلَانًا كَانَ أَوْصَى بِي إِلَى فُلَانٍ، ثُمَّ أَوْصَى بِي فُلَانٌ إِلَيْكَ، فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي، وَمَا تَأْمُرُنِي، قَالَ: أَيْ بُنَيَّ، وَاللهِ مَا أَعْلَمُ أَحَدًا بَقِيَ عَلَى أَمْرِنَا آمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَهُ، إِلَّا رَجُلًا بِعَمُّورِيَّةَ، فَإِنَّهُ عَلَى مِثْلِ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ، فَإِنْ أَحْبَبْتَ فَأْتِهِ، قَالَ: فَإِنَّهُ عَلَى أَمْرِنَا.
قَالَ: فَلَمَّا مَاتَ وَغُيِّبَ لَحِقْتُ بِصَاحِبِ عَمُّورِيَّةَ، وَأَخْبَرْتُهُ خَبَرِي، فَقَالَ: أَقِمْ عِنْدِي، فَأَقَمْتُ مَعَ رَجُلٍ عَلَى هَدْيِ أَصْحَابِهِ وَأَمْرِهِمْ، قَالَ: وَاكْتَسَبْتُ حَتَّى كَانَ لِي بَقَرَاتٌ وَغُنَيْمَةٌ، قَالَ: ثُمَّ نَزَلَ بِهِ أَمْرُ اللهِ، فَلَمَّا حُضِرَ، قُلْتُ لَهُ: يَا فُلَانُ إِنِّي كُنْتُ مَعَ فُلَانٍ، فَأَوْصَى بِي فُلَانٌ إِلَى فُلَانٍ، وَأَوْصَى بِي فُلَانٌ إِلَى فُلَانٍ، ثُمَّ أَوْصَى بِي فُلَانٌ إِلَيْكَ، فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي، وَمَا تَأْمُرُنِي، قَالَ: أَيْ بُنَيَّ وَاللهِ مَا أَعْلَمُهُ أَصْبَحَ عَلَى مَا كُنَّا عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ آمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَهُ، وَلَكِنَّهُ قَدْ أَظَلَّكَ زَمَانُ نَبِيٍّ، هُوَ مَبْعُوثٌ بِدِينِ إِبْرَاهِيمَ، يَخْرُجُ بِأَرْضِ العَرَبِ، مُهَاجِرًا إِلَى أَرْضٍ
⦗ص: 334⦘
بَيْنَ حَرَّتَيْنِ، بَيْنَهُمَا نَخْلٌ، بِهِ عَلَامَاتٌ لَا تَخْفَى، يَأْكُلُ الهَدِيَّةَ، وَلَا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ، بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَلْحَقَ بِتِلْكَ البِلَادِ فَافْعَلْ.
قَالَ: ثُمَّ مَاتَ وَغُيِّبَ، فَمَكَثْتُ بِعَمُّورِيَّةَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ أَمْكُثَ، ثُمَّ مَرَّ بِي نَفَرٌ مِنْ كَلْبٍ تِجَارًا، فَقُلْتُ لَهُمْ: تَحْمِلُونِي إِلَى أَرْضِ العَرَبِ، وَأُعْطِيَكُمْ بَقَرَاتِي هَذِهِ، وَغُنَيْمَتِي هَذِهِ؟ قَالُوا: نَعَمْ، فَأَعْطَيْتُهُمُوهَا، وَحَمَلُونِي، حَتَّى إِذَا قَدِمُوا بِي وَادِيَ القُرَى، ظَلَمُونِي فَبَاعُونِي مِنْ رَجُلٍ مِنْ يَهُودَ عَبْدًا، فَكُنْتُ عِنْدَهُ وَرَأَيْتُ النَّخْلَ، وَرَجَوْتُ أَنْ تَكُونَ البَلَدَ الَّذِي وَصَفَ لِي صَاحِبِي، وَلَمْ يَحِقَّ لِي فِي نَفْسِي،
فَبَيْنَمَا أَنَا عِنْدَهُ، قَدِمَ عَلَيْهِ ابْنُ عَمٍّ لَهُ مِنَ المَدِينَةِ، مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ، فَابْتَاعَنِي مِنْهُ، فَاحْتَمَلَنِي إِلَى المَدِينَةِ، فَوَاللهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُهَا فَعَرَفْتُهَا بِصِفَةِ صَاحِبِي، فَأَقَمْتُ بِهَا، وَبَعَثَ اللهُ رَسُولَهُ، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ مَا أَقَامَ، لَا أَسْمَعُ لَهُ بِذِكْرٍ، مَعَ مَا أَنَا فِيهِ مِنْ شُغْلِ الرِّقِّ، ثُمَّ هَاجَرَ إِلَى المَدِينَةِ، فَوَاللهِ إِنِّي لَفِي رَأْسِ عَذْقٍ لِسَيِّدِي، أَعْمَلُ فِيهِ بَعْضَ العَمَلِ، وَسَيِّدِي جَالِسٌ، إِذْ أَقْبَلَ ابْنُ عَمٍّ لَهُ حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: فُلَانُ، قَاتَلَ اللهُ بَنِي قَيْلَةَ، وَاللهِ إِنَّهُمُ الآنَ لَمُجْتَمِعُونَ بِقُبَاءَ عَلَى رَجُلٍ قَدِمَ عَلَيْهِمْ مِنْ مَكَّةَ اليَوْمَ، يَزْعُمُونَ أَنَّهُ نَبِيٌّ، قَالَ: فَلَمَّا سَمِعْتُهَا أَخَذَتْنِي العُرَوَاءُ، حَتَّى ظَنَنْتُ سَأَسْقُطُ عَلَى سَيِّدِي، قَالَ: وَنَزَلْتُ عَنِ النَّخْلَةِ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ لاِبْنِ عَمِّهِ ذَلِكَ: مَاذَا تَقُولُ؟ مَاذَا تَقُولُ؟ قَالَ: فَغَضِبَ سَيِّدِي، فَلَكَمَنِي لَكْمَةً شَدِيدَةً، ثُمَّ قَالَ: مَا لَكَ وَلِهَذَا؟ أَقْبِلْ عَلَى عَمَلِكَ، قَالَ: قُلْتُ: لَا شَيْءَ، إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَسْتَثْبِتَهُ عَمَّا قَالَ.
وَقَدْ كَانَ عِنْدِي شَيْءٌ قَدْ جَمَعْتُهُ، فَلَمَّا أَمْسَيْتُ أَخَذْتُهُ، ثُمَّ ذَهَبْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بِقُبَاءَ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّكَ رَجُلٌ صَالِحٌ، وَمَعَكَ أَصْحَابٌ لَكَ غُرَبَاءُ، ذَوُو حَاجَةٍ، وَهَذَا شَيْءٌ كَانَ عِنْدِي لِلصَّدَقَةِ، فَرَأَيْتُكُمْ أَحَقَّ بِهِ مِنْ غَيْرِكُمْ، قَالَ: فَقَرَّبْتُهُ إِلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لأَصْحَابِهِ: كُلُوا، وَأَمْسَكَ يَدَهُ، فَلَمْ يَأْكُلْ، قَالَ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: هَذِهِ وَاحِدَةٌ.
ثُمَّ انْصَرَفْتُ عَنْهُ، فَجَمَعْتُ شَيْئًا، وَتَحَوَّلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى المَدِينَةِ، ثُمَّ جِئْتُهُ بِهِ، فَقُلْتُ: إِنِّي رَأَيْتُكَ لَا تَأْكُلُ الصَّدَقَةَ، وَهَذِهِ هَدِيَّةٌ، أَكْرَمْتُكَ بِهَا، قَالَ:
⦗ص: 335⦘
فَأَكَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْهَا، وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ فَأَكَلُوا مَعَهُ، قَالَ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: هَاتَانِ اثْنَتَانِ.
قَالَ: ثُمَّ جِئْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بِبَقِيعِ الغَرْقَدِ، قَالَ: وَقَدْ تَبِعَ جِنَازَةً مِنْ أَصْحَابِهِ، عَلَيْهِ شَمْلَتَانِ لَهُ، وَهُوَ جَالِسٌ فِي أَصْحَابِهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، ثُمَّ اسْتَدَرْتُ أَنْظُرُ إِلَى ظَهْرِهِ، هَلْ أَرَى الخَاتَمَ الَّذِي وَصَفَ لِي صَاحِبِي، فَلَمَّا رَآنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَدْبَرْتُهُ، عَرَفَ أَنِّي أَسْتَثْبِتُ فِي شَيْءٍ وُصِفَ لِي، قَالَ: فَأَلْقَى رِدَاءَهُ عَنْ ظَهْرِهِ،
فَنَظَرْتُ إِلَى الخَاتَمِ، فَعَرَفْتُهُ، فَانْكَبَبْتُ عَلَيْهِ أُقَبِّلُهُ وَأَبْكِي، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: تَحَوَّلْ، فَتَحَوَّلْتُ، فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ حَدِيثِي كَمَا حَدَّثْتُكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: فَأَعْجَبَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَسْمَعَ ذَلِكَ أَصْحَابُهُ.
ثُمَّ شَغَلَ سَلْمَانَ الرِّقُّ، حَتَّى فَاتَهُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَدْرٌ وَأُحُدٌ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: كَاتِبْ يَا سَلْمَانُ، فَكَاتَبْتُ صَاحِبِي عَلَى ثَلَاثِ مِئَةِ نَخْلَةٍ أُحْيِيهَا لَهُ بِالْفَقِيرِ، وَبِأَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لأَصْحَابِهِ: أَعِينُوا أَخَاكُمْ، فَأَعَانُونِي بِالنَّخْلِ، الرَّجُلُ بِثَلَاثِينَ وَدِيَّةً، وَالرَّجُلُ بِعِشْرِينَ، وَالرَّجُلُ بِخَمْسَ عَشْرَةَ، وَالرَّجُلُ بِعَشْرٍ، يُعِينُ الرَّجُلُ بِقَدْرِ مَا عِنْدَهُ، حَتَّى اجْتَمَعَتْ لِي ثَلَاثُ مِئَةِ وَدِيَّةٍ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: اذْهَبْ يَا سَلْمَانُ فَفَقِّرْ لَهَا، فَإِذَا فَرَغْتَ فَأْتِنِي، أَكُونُ أَنَا أَضَعُهَا بِيَدِي، قَالَ: فَفَقَّرْتُ لَهَا، وَأَعَانَنِي أَصْحَابِي، حَتَّى إِذَا فَرَغْتُ مِنْهَا، جِئْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعِي إِلَيْهَا، فَجَعَلْنَا نُقَرِّبُ لَهُ الوَدِيَّ، وَيَضَعُهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ، فَوَالَّذِي نَفْسُ سَلْمَانَ بِيَدِهِ، مَا مَاتَتْ مِنْهَا وَدِيَّةٌ وَاحِدَةٌ، فَأَدَّيْتُ النَّخْلَ، وَبَقِيَ عَلَيَّ المَالُ، فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِ بَيْضَةِ الدَّجَاجَةِ مِنْ ذَهَبٍ، مِنْ بَعْضِ المَغَازِي، فَقَالَ: مَا فَعَلَ الفَارِسِيُّ المُكَاتَبُ؟ قَالَ: فَدُعِيتُ لَهُ، فَقَالَ: خُذْ هَذِهِ، فَأَدِّ بِهَا مَا عَلَيْكَ يَا سَلْمَانُ، فَقُلْتُ: وَأَيْنَ تَقَعُ هَذِهِ يَا رَسُولَ اللهِ، مِمَّا عَلَيَّ؟ قَالَ: خُذْهَا فَإِنَّ اللهَ، عز وجل، سَيُؤَدِّي بِهَا عَنْكَ، قَالَ: فَأَخَذْتُهَا، فَوَزَنْتُ لَهُمْ مِنْهَا، وَالَّذِي نَفْسُ سَلْمَانَ بِيَدِهِ، أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً،
⦗ص: 336⦘
فَأَوْفَيْتُهُمْ حَقَّهُمْ، وَعَتَقْتُ، فَشَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الخَنْدَقَ، ثُمَّ لَمْ يَفُتْنِي مَعَهُ مَشْهَدٌ»
(1)
.
(1)
لفظ (24234).
أخرجه أحمد (24123) قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة. وفي 5/ 441 (24138) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي.
كلاهما (يحيى، وإبراهيم بن سعد والد يعقوب) عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة الأَنصاري، عن محمود بن لبيد، عن عبد الله بن عباس، فذكره
(1)
.
(1)
المسند الجامع (4867)، وأطراف المسند (2636)، ومَجمَع الزوائد 9/ 332.
والحديث؛ أخرجه مطولا ومختصر: البزار (2500)، والطبراني (6065)، والبيهقي 10/ 322.
- فوائد:
- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ محمد بن إِسحاق بن يسار، صاحب السِّيرة، ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (9425).
4510 م- عَنْ رَجُلٍ مِنْ عَبْدِ القَيْسِ، عَنْ سَلْمَانَ الخَيْرِ، قَالَ:
أَخرجه أحمد (24235) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أَبي، عن ابن إِسحاق، قال: حدثنا يزيد بن أَبي حبيب، عن رجل من عبد القَيس، فذكره
(1)
.
(1)
المسند الجامع (4867)، وأطراف المسند (2636)، ومَجمَع الزوائد 9/ 336.
- فوائد:
- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ ابن إِسحاق، هو محمد بن إِسحاق بن يسار، ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (9425).
4511 -
عن رجل، قال: دخل قوم على سلمان، وهو أمير بالمدائن، وهو يعمل هذا الخوص، فقيل له: أتعمل هذا وأنت أمير، وهو يجري عليك رزق؟ قال: إني أحب أن آكل من عمل يدي، وسأخبركم كيف تعلمت هذا؛
«إني كنت في أهلي برام هرمز، وكنت أختلف إلى معلمي الكتاب، وكان في الطريق راهب، فكنت إذا مررت جلست عنده، فكان يخبرني من خبر السماء
⦗ص: 337⦘
والأرض، ونحوا من ذلك، حتى اشتغلت عن كتابتي ولزمته، فأخبر أهلي المعلم، وقال: إن هذا الراهب قد أفسد ابنكم، قال: فأخرجوه، فاستخفيت منهم، قال: فخرجت معه حتى جئنا الموصل، فوجدنا بها أربعين راهبا، فكان بهم من التعظيم للراهب الذي جئت معه شيء عظيم، فكنت معهم أشهرا، فمرضت، فقال راهب منهم: إني ذاهب إلى بيت المقدس، فأصلي فيه، ففرحت بذلك فقلت: أنا معك، قال: فخرجنا، قال: فما رأيت أحدا كان أصبر على مشي منه، كان يمشي فإذا رآني أعييت، قال: ارقد وقام يصلي، فكان كذلك، لم يطعم يوما حتى جئنا بيت المقدس، فلما قدمناها رقد، وقال لي: إذا رأيت الظل هاهنا فأيقظني، فلما بلغ الظل ذلك المكان أردت أن أوقظه، ثم قلت: شهر ولم يرقد، والله لأدعنه قليلا، فتركته ساعة، فاستيقظ فرأى الظل قد جاز ذلك المكان، فقال: ألم أقل لك أن توقظني؟ قلت: قد كنت لم تنم، فأحببت أن أدعك أن تنام قليلا، قال: إني لا أحب أن يأتي علي ساعة إلا وأنا ذاكر الله تعالى فيها،
قال: ثم دخلنا بيت المقدس، فإذا سائل مقعد يسأل، فسأله، فلا أدري ما قال له، فقال له المقعد: دخلت ولم تعطني شيئا، وخرجت ولم تعطني شيئا، قال: هل تحب أن تقوم؟ قال: فدعا له، فقام، فجعلت أتعجب وأتبعه فسهوت، فذهب الراهب، ثم خرجت أتبعه أسأل عنه، فرأيت ركبا من الأنصار، فسألتهم عنه، فقلت: أرأيتم رجل كذا وكذا؟ فقالوا: هذا عبد آبق، فأخذوني، فأردفوني خلف رجل منهم، حتى قدموا بي المدينة، فجعلوني في حائط لهم، فكنت أعمل هذا الخوص، فمن ثم تعلمتها، قال: وكان الراهب قال: إن الله، تعالى، لم يعط العرب من الأنبياء أحدا، وإنه سيخرج منهم نبي، فإن أدركته فصدقه، وآمن به، وإن آيته أن يقبل الهدية، ولا يأكل الصدقة، وإن في ظهره خاتم النبوة، قال: فمكثت ما مكثت، ثم قالوا: جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فخرجت معي بتمر فجئت إليه به، فقال: ما هذا؟ قلت: صدقة، قال: لا نأكل
⦗ص: 338⦘
الصدقة، فأخذته، ثم أتيته بتمر فوضعته بين يديه، فقال: ما هذا؟ فقلت: هدية، فأكل، وأكل من كان عنده، ثم قمت وراءه لأنظر الخاتم، ففطن بي، فألقى رداءه عن منكبيه، فآمنت به وصدقته، قال: فإما كاتب على مئة نخلة، وإما اشترى نفسه بمئة نخلة، قال: فغرسها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، فلم يحل الحول حتى بلغت، أو قال: أكل منها».
أخرجه عبد الرزاق (15768) عن مَعمَر، عن رجل من بعض أصحابه، فذكره.
- فوائد:
- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ لجهالة الرجل.
4512 -
عن أبي قرة الكندي، عن سلمان، قال:
«كنت من أبناء أساورة فارس، وكنت في كتاب، ومعي غلامان، وكانا إذا رجعا من عند معلمهما أتيا قسا، فدخلا عليه، فدخلت معهما، فقال: ألم أنهكما أن تأتياني بأحد، قال: فجعلت أختلف إليه، حتى إذا كنت أحب إليه منهما، قال: فقال لي: إذا سألك أهلك من حبسك؟ فقل: معلمي، وإذا سألك معلمك: من حبسك؟ فقل: أهلي، ثم إنه أراد أن يتحول، فقلت له: أنا أتحول معك، فتحولت معه، فنزلنا قرية، فكانت امرأة تأتيه، فلما حضر، قال لي: يا سلمان: احفر عند رأسي، فحفرت عند رأسه، فاستخرجت جرة من دراهم، فقال لي: صبها على صدري، فصببتها على صدره، فكان يقول: ويل لاقتنائي، ثم إنه مات، فهممت بالدراهم أن آخذها، ثم إني ذكرت فتركتها، ثم إني آذنت القسيسين والرهبان به فحضروه، فقلت لهم: إنه قد ترك مالا، قال: فقام شباب في القرية فقالوا: هذا مال أبينا، فأخذوه، قال: فقلت للرهبان: أخبروني برجل عالم أتبعه، قالوا: ما نعلم في الأرض رجلا أعلم من رجل بحمص، فانطلقت إليه فلقيته، فقصصت عليه القصة، قال: فقال: أو ما جاء بك إلا طلب العلم، قلت: ما جاء بي إلا طلب العلم، قال: فإني لا أعلم اليوم في الأرض أعلم من رجل يأتي بيت المقدس كل سنة، إن انطلقت الآن وجدت
⦗ص: 339⦘
حماره، قال: فانطلقت فإذا أنا بحماره على باب بيت المقدس، فجلست عنده وانطلق، فلم أره حتى الحول، فجاء، فقلت له: يا عبد الله، ما صنعت بي؟ قال: وإنك لهاهنا، قلت: نعم،
قال: فإني والله ما أعلم اليوم رجلا أعلم من رجل خرج بأرض تيماء، وإن تنطلق الآن توافقه، وفيه ثلاث آيات: يأكل الهدية، ولا يأكل الصدقة، وعند غضروف كتفه اليمنى خاتم النبوة، مثل بيضة الحمامة، لونها لون جلده، قال: فانطلقت ترفعني أرض وتخفضني أخرى، حتى مررت بقوم من الأعراب، فاستعبدوني فباعوني، حتى اشترتني امرأة بالمدينة، فسمعتهم يذكرون النبي صلى الله عليه وسلم وكان العيش عزيزا، فقلت لها: هبي لي يوما، قالت: نعم، فانطلقت فاحتطبت حطبا فبعته، وصنعت طعاما، فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم وكان يسيرا، فوضعته بين يديه، فقال: ما هذا؟ قلت: صدقة، قال: فقال لأصحابه: كلوا، ولم يأكل، قال: قلت: هذا من علامته، ثم مكثت ما شاء الله أن أمكث، ثم قلت لمولاتي: هبي لي يوما، قالت: نعم، فانطلقت فاحتطبت حطبا، فبعته بأكثر من ذلك، وصنعت به طعاما، فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس بين أصحابه، فوضعته بين يديه، قال: ما هذا؟ قلت: هدية، فوضع يده، وقال لأصحابه: خذوا باسم الله، وقمت خلفه، فوضع رداءه، فإذا خاتم النبوة، فقلت: أشهد أنك رسول الله، قال: وما ذاك؟ فحدثته عن الرجل، ثم قلت: أيدخل الجنة يا رسول الله؟ فإنه حدثني أنك نبي، قال: لن يدخل الجنة إلا نفس مسلمة»
(1)
.
(2)
.
(1)
اللفظ لابن أبي شيبة (37760).
(2)
اللفظ لابن أبي شيبة (10812).
- وفي رواية: «أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بهدية على طبق، فقال لأصحابه: كلوا»
(1)
.
⦗ص: 340⦘
أخرجه ابن أبي شيبة (10812) و 6/ 556 (22421) و 14/ 321 (37760) قال: حدثنا عُبيد الله بن موسى. و «أحمد» 5/ 438 (24113) قال: حدثنا أَبو كامل. و «ابن حِبَّان» (7124) قال: أخبرنا أَبو يزيد، خالد بن النضر بن عَمرو القرشي، بالبصرة، قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الله بن رجاء.
ثلاثتهم (عُبيد الله، وأَبو كامل، وعبد الله بن رجاء) عن إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي قرة الكندي، فذكره
(2)
.
- أخرجه أحمد (24124) قال: حدثنا يحيى بن زكريا، قال: حدثني أبي، عن أبي إسحاق، عن آل أبي قرة، عن سلمان، قال: كنت استأذنت مولاتي في ذلك، فطيبت لي، فاحتطبت حطبا، فبعته، فاشتريت ذلك الطعام.
(1)
اللفظ لابن أبي شيبة (22421).
(2)
المسند الجامع (4866)، وأطراف المسند (2636)، ومَجمَع الزوائد 8/ 240 و 9/ 336، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (6341).
والحديث؛ أخرجه البزار (2534)، والطبراني (6155).
- فوائد:
- قال ابن حَجر: سلمة بن معاوية أَبو قرة، عن سَلمان، لم يذكره الحُسَيني، يعني في «الإكمال» ، فأجاد؛ فإِنه لم يقع مُسَمًّى في «المسند» ، وأَبو قرة الذي يُسمَّى سلمة بن معاوية هو آخر، وأما الراوي عن سلمان فلا يُعرَف اسمه، وقد ذكره أَبو أَحمد الحاكم فيمن لا يُعرَف اسمه، والراوي عنه أَبو إِسحاق وهو السبيعي، لا ابن إِسحاق، والله أعلم. «تعجيل المنفعة» (406).
4513 -
عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان، قال:
⦗ص: 341⦘
أخرجه أحمد (24131) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا علي بن زيد، عن أبي عثمان النهدي، فذكره
(1)
.
(1)
المسند الجامع (4868)، وأطراف المسند (2636)، ومَجمَع الزوائد 4/ 246.
والحديث؛ أخرجه البيهقي 10/ 321.
- فوائد:
- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ علي بن زيد بن جُدعان، التَّيمي البصري، شيعيٌّ، ضعيفٌ، ليس بحُجة. انظر فوائد الحديث رقم (6559).
4514 -
عن أبي عثمان، عن سلمان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(1)
.
(2)
.
أخرجه أحمد (24121) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سليمان. و «مسلم» 8/ 96 (7075) قال: حدثني الحكم بن موسى، قال: حدثنا معاذ بن معاذ، قال: حدثنا سليمان التيمي. وفي (7076) قال: وحدثناه محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المُعتَمِر، عن أبيه. وفي (7077) قال: حدثنا ابن نُمير، قال: حدثنا أَبو معاوية، عن داود بن أبي هند.
(1)
اللفظ لمسلم (7077).
(2)
اللفظ لأحمد.
و «ابن حِبَّان» (6146) قال: أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير، قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كُريب، قال: حدثنا أَبو معاوية، قال: حدثنا داود بن أبي هند.
كلاهما (سليمان التيمي، وداود بن أبي هند) عن أبي عثمان النهدي، فذكره
(1)
.
- صرح سليمان التيمي بالسماع، في رواية معاذ بن معاذ، عنه.
⦗ص: 342⦘
- أخرجه ابن أبي شيبة (35347) قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن داود، عن أبي عثمان، عن سلمان، قال: خلق الله مئة رحمة، فجعل منها رحمة بين الخلائق، كل رحمة أعظم مما بين السماء والأرض، فبها تعطف الوالدة على ولدها، وبها يشرب الطير والوحش الماء، فإذا كان يوم القيامة، قبضها الله من الخلائق، فجعلها والتسع والتسعين للمتقين، فذلك قوله: {ورحمتي
(2)
وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون}. «موقوف»
(3)
.
(1)
المسند الجامع (4872)، وتحفة الأشراف (4500)، وأطراف المسند (2647).
والحديث؛ أخرجه البزار (2506 و 2507)، والطبراني (6126 و 6144)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (1007).
(2)
في المطبوعتين: «رحمتي» ، والتلاوة:«ورحمتي» .
(3)
أخرجه موقوفا: ابن المبارك في «الزهد» (894 و 1020 و 1036 و 1087).
- فوائد:
- قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قرأت على أبي: ابن أَبي عَدي، عن داود، عن أبي عثمان، عن سلمان؛ لله مئة رحمة، وسعت كل رحمة ما بين السماء والأرض.
قال عبد الله: سمعت أبي يقول: حدثنا به معاذ، عن التيمي، عن أبي عثمان، عن سلمان، لم يرفعه معاذ، ورفعه يحيى.
قال عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، قال: حدثناه يحيى، عن التيمي (ح) وعفان، عن معتمر، أيضا، مرفوع.
وقال عباد بن عباد: عن عاصم، عن أبي عثمان، عن سلمان، قال: قرأت في التوراة. «العلل» (2871).
- وقال البخاري: قال محمد بن المثنى: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا حجاج بن أبي زينب، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: جعل الله الرحمة مئة رحمة.
قال خليفة: حدثنا بشر بن المُفَضَّل، ومعتمر، سمعا التيمي، سمع أبا عثمان، عن سلمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
وقال موسى بن إسماعيل: حدثنا عبد الواحد، سمع عاصما، عن أبي عثمان، قال: عن سلمان؛ إنا نجد في التوراة، نحوه.
وقال عبد الله بن عثمان: أخبرنا يزيد بن زُريع، عن داود، عن أبي عثمان، أراه عن سلمان، قوله.
وقال ابن عثمان: أخبرنا عبد الله، عن الجُريري، عن أبي عثمان، عن سلمان، قوله.
⦗ص: 343⦘
وقال ابن عثمان: أخبرنا نوح بن قيس، عن أشعث بن جابر، عن أبي عثمان، عن سلمان، قوله. «التاريخ الكبير» 2/ 376.
- وقال الدارقُطني: أخرج مسلم حديث أبي معاوية، عن داود، عن أبي عثمان، عن سلمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ إن الله خلق مئة رحمة.
وغير أبي معاوية يوقفه عن داود. «التتبع» (76).
4515 -
عن الحسن البصري، قال: لما احتضر سلمان بكى، وقال:
قال: ثم نظرنا فيما ترك، فإذا قيمة ما ترك بضعة وعشرون درهما، أو بضعة وثلاثون درهما.
- لفظ عبد الرزاق: «بكى سلمان عند موته، فقيل له: ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ قال: عهد إلينا النبي صلى الله عليه وسلم عهدا، وقال: إنما يكفي أحدكم في الدنيا مثل زاد الراكب، فأنا أخشى أن أكون قد فرطت» .
أخرجه عبد الرزاق (20632) عن مَعمَر، عَمَّن سمع الحسن. و «أحمد» 5/ 438 (24112) قال: حدثنا هُشيم، عن منصور.
كلاهما (من سمع الحسن، ومنصور بن زاذان) عن الحسن بن أبي الحسن البصري، فذكره
(1)
.
(1)
المسند الجامع (4874)، وأطراف المسند (2635)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (1803 و 7272).
والحديث؛ أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (9912).
4516 -
عن أَنس، قال: اشتكى سلمان، فعاده سعد، فرآه يبكي، فقال له سعد: ما يبكيك يا أخي؟ أليس قد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أليس، أليس؟
⦗ص: 344⦘
قال سلمان: ما أبكي واحدة من اثنتين، ما أبكي حبا للدنيا، ولا كراهية للآخرة، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلينا عهدا، فما أراني إلا قد تعديت، قال: وما عهد إليك؟ قال: عهد إلينا أنه يكفي أحدكم مثل زاد الراكب، ولا أراني إلا قد تعديت، وأما أنت يا سعد، فاتق الله عند حكمك إذا حكمت، وعند قسمك إذا قسمت، وعند همك إذا هممت.
قال ثابت: فبلغني أنه ما ترك إلا بضعة وعشرين درهما من نفيقة كانت عنده.
أخرجه ابن ماجة (4104) قال: حدثنا الحسن بن أبي الربيع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أَنس، فذكره
(1)
.
(1)
المسند الجامع (4873)، وتحفة الأشراف (4487)، ومَجمَع الزوائد 10/ 254.
والحديث؛ أخرجه الطبراني (6069).
- فوائد:
- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ جعفر بن سليمان الضُّبَعي، رافضيٌ خبيثٌ، لا يُحتج به. انظر فوائد الحديث رقم (8990).
- وقال أَبو حاتم الرازي: يقول سنان في هذا الحديث: عن جعفر، عن ثابت، أحسبه عن أَنس، وقال مرة: عن ثابت، عن أبي عثمان، وخلط فيه، وهذا أشبه مُرسلًا. «علل الحديث» (1912).
4517 -
عن أشياخ أبي سفيان، قال: دخل سعد بن أبي وقاص على سلمان يعوده، فبكى، قال: فقال له سعد: ما يبكيك أبا عبد الله؟ توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض، وتلقاه وترد عليه الحوض، فقال سلمان: أما إني لا أبكي جزعا من الموت، ولا حرصا على الدنيا، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلينا، فقال:
«ليكن بلغة أحدكم مثل زاد الراكب» .
قال: وحولي هذه الأساود، قال: وإنما حوله وسادة، وجفنة، ومطهرة، فقال سعد: يا أبا عبد الله، اعهد إلينا عهدا نأخذ به من بعدك، فقال: يا سعد، اذكر الله عند همك إذا هممت، وعند حكمك إذا حكمت، وعند يدك إذا قسمت.
⦗ص: 345⦘
أخرجه ابن أبي شيبة (35453) قال: حدثنا أَبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن أشياخه، فذكروه
(1)
.
(1)
المطالب العالية (4014).
أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (9910).
- فوائد:
- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال البزار: الأَعمش لم يسمع من أَبي سفيان، وقد روى عنه نحو مئة حديث. «كشف الأَستار عن زوائد البزار» (1144).
- وقال ابن حِبان: طلحة بن نافع المَكِّي، أَبو سفيان، كان الأَعمش يُدلس عنه. «الثقات» 4/ 393.
4518 -
عن عامر بن عبد الله، أن سلمان الخير حين حضره الموت، عرفوا منه بعض الجزع، قالوا: ما يجزعك يا أبا عبد الله، وقد كانت لك سابقة في الخير، شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مغازي حسنة، وفتوحا عظاما؟ قال: يجزعني أن حبيبنا صلى الله عليه وسلم حين فارقنا عهد إلينا، قال:
«ليكف اليوم منكم كزاد الراكب» .
فهذا الذي أجزعني، فجمع مال سلمان، فكان قيمته خمسة عشر دينارا.
أخرجه ابن حبان (706) قال: أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة، قال: حدثنا يزيد بن مَوهَب الرملي، قال: حدثنا ابن وهب، عن أبي هانئ، قال: أخبرني أَبو عبد الرَّحمَن الحبلي، عن عامر بن عبد الله، فذكره
(1)
.
- قال أَبو حاتم بن حبان: عامر هذا، هو عامر بن عبد قيس، وسلمان الخير، هو سلمان الفارسي.
(1)
أخرجه الطبراني (6182).
4519 -
عن عطية بن عامر الجهني، قال: سمعت سلمان، وأكره على طعام يأكله، فقال: حسبي أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«إن أكثر الناس شبعا في الدنيا، أطولهم جوعا يوم القيامة» .
⦗ص: 346⦘
أخرجه ابن ماجة (3351) قال: حدثنا داود بن سليمان العسكري، قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا سعيد بن محمد الثقفي، عن موسى الجهني، عن زيد بن وهب، عن عطية بن عامر الجهني، فذكره
(1)
.
(1)
المسند الجامع (4875)، وتحفة الأشراف (4506)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (3601).
والحديث؛ أخرجه البزار (2498)، والطبراني (6183)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (5257 و 5258).
- فوائد:
- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ أخرجه ابن أبي خيثمة 3/ 3/ 181، وقال عقبه: سمعت يحيى بن مَعين يقول: سعيد بن محمد الوراق: ليس حديثه بشيء.
- وأخرجه العُقيلي في «الضعفاء» 4/ 464، في مناكير عطية بن عامر، وقال: عطية بن عامر، عن سلمان، في إسناده نظر.
• حديث عقبة بن عبد الغافر، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛
الحديث وفيه قصة حرقه وسحقه، وفي آخره، قال سليمان التيمي: فحدثت به أبا عثمان النهدي، فقال: سمعت هذا من سلمان، غير أنه زاد فيه؛
يأتي في مسند أبي سعيد الخُدْري، رضي الله تعالى عنه.
• سلمة بن الأدرع
يأتي إن شاء الله تعالى، في ابن الأدرع، في أَبواب الأبناء.