المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌229 - سلمة بن الأكوع الأسلمي - المسند المصنف المعلل - جـ ٩

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌211 - سعد بن أبي وقاص الزُّهْري

- ‌212 - سعد الأَنصاري

- ‌213 - سعد الدليل، ويقال: العرجي

- ‌214 - سعد مولى أَبي بكر الصِّدِّيق

- ‌215 - سعد والد المغيرة

- ‌216 - سعيد بن حريث القرشي المخزومي

- ‌217 - سعيد بن حيوة، ويقال: حيدة

- ‌218 - سعيد بن زيد بن عَمرو بن نفيل العدوي

- ‌219 - سعيد بن سعد بن عبادة

- ‌220 - سعيد بن يربوع المخزومي

- ‌221 - سفيان بن أسيد الحضرمي

- ‌222 - سفيان بن الحكم الثقفي

- ‌223 - سفيان بن أبي زهير الأزدي

- ‌224 - سفيان بن عبد الله الثقفي

- ‌225 - سفيان بن وهب الخَولاني

- ‌226 - سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌227 - سلمان بن عامر الضبي

- ‌228 - سلمان الفارسي

- ‌229 - سلمة بن الأكوع الأسلمي

- ‌230 - سلمة بن أُمية التميمي

- ‌231 - سلمة بن سلامة بن وقش الأَنصاري

- ‌232 - سلمة بن صخر الأَنصاري الخزرجي

- ‌233 - سلمة بن قيس الأشجعي

- ‌234 - سلمة بن المُحَبَّق الهذلي

- ‌235 - سلمة بن نعيم الأشجعي

- ‌236 - سلمة بن نفيل السَّكوني

- ‌237 - سلمة بن يزيد الجعفي

- ‌238 - سَلِمة الجَرْمي

- ‌239 - سلمة الهمداني

- ‌240 - سليم الأَنصاري

- ‌241 - سليمان بن صُرَد الخُزاعي

- ‌242 - سَمُرة بن جُندب الفزاري

- ‌243 - سَمُرة بن فاتك الأسدي

- ‌244 - سنان بن سنة الأسلمي

- ‌245 - سنين، أَبو جميلة السلمي

الفصل: ‌229 - سلمة بن الأكوع الأسلمي

‌229 - سلمة بن الأكوع الأسلمي

(1)

4520 -

عن يزيد مولى سلمة، عن سلمة بن الأكوع، قال:

«رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ، فمسح رأسه مرة» .

أخرجه ابن ماجة (437) قال: حدثنا محمد بن الحارث المصري، قال: حدثنا يحيى بن راشد البصري، عن يزيد مولى سلمة، فذكره

(2)

.

(1)

قال البخاري: سلمة بن عَمرو بن الأكوع، أَبو مسلم، الأسلمي، له صحبة، ويقال: سلمة بن الأكوع، سكن الربذة. «التاريخ الكبير» 4/ 69.

(2)

المسند الجامع (4876)، وتحفة الأشراف (4552).

والحديث أخرجه الطبراني (6285)، والبيهقي 2/ 179.

ص: 347

ـ فوائد

- قلنا: إسناده ضعيفٌ؛ يحيى بن راشد المازني، أَبو سعيد، البصري البَرَّاء، ليس بثقة

- قال العباس بن محمد الدُّوري: سُئل يحيى بن معين، عن يحيى بن راشد، الذي يروي عن الجُريري، فقال: ليس بشيءٍ.

وقال عبد الرَّحمَن بن أَبي حاتم: سأَلتُ أَبي عن يحيى بن راشد البَرَّاء البَصري، فقال: ضعيف الحديث، في حديثه إِنكار، وأَرجو أَن لا يكون ممن يكذب. «الجرح والتعديل» 9/ 142.

- وقال النَّسَائي: يحيى بن راشد ضعيف. «الكامل» 10/ 556.

- وأَورده الدَّارَقطني في «الضعفاء والمتروكين» (583).

- وقال ابن شاهين: يحيي بن راشد، كان يروي عن الجريري، وليس هو بشيء. «أَسماء الضعفاء» (687).

- وقال ابن طاهر المقدسي: يحيى بن راشد المازني: ضعيف. «ذخيرة الحفاظ» (126).

ص: 347

4521 -

عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إذا حضرت الصلاة والعشاء، فابدؤوا بالعشاء»

(1)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (7999) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. و «أحمد» 4/ 49 (16636) قال: حدثنا حماد بن خالد. وفي 4/ 54 (16655) قال: حدثنا أَبو النضر.

كلاهما (أَبو النضر هاشم بن القاسم، وحماد بن خالد) عن أيوب بن عُتبة أبي يحيى قاضي اليمامة، قال: حدثنا إياس بن سلمة بن الأكوع، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد (16636).

(2)

المسند الجامع (4882)، وأطراف المسند (2662)، ومَجمَع الزوائد 2/ 46، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (1295).

والحديث؛ أخرجه الحارث بن أبي أُسامة، «بغية الباحث» (159)، والطبراني (6250).

ص: 347

- فوائد:

- قلنا: إسناده ضعيفٌ؛ أَيوب بن عُتبة اليمامي، أَبو يحيى القاضي، ليس بثقة.

- قال ابن مُحرِز: سمعتُ يحيى، يعني ابن معين، وقيل له: أَيوب بن عُتبة؟ قال: ضعيفُ الحديث. «سؤالاته» (181).

- وقال الترمذي: قال البخاري: كان أَيوب لا يعرف صحيح حديثه من سقيمه، فلا أُحدث عنه، وضعَّف أَيوب بن عُتبة جدًّا. «ترتيب علل الترمذي الكبير» 1/ 35.

- وقال الجُوزجاني: أَيوب بن عُتبة اليمامي ضعيف. «أَحوال الرجال» (187).

- وقال مسلم بن الحجاج: أَبو يحيى أَيوب بن عُتبة، ضعيف الحديث. «الكنى والأسماء» (3692).

- وقال عبد الرَّحمَن بن أَبي حاتم الرازي: سُئل أَبو زُرعة عن أَيوب بن عُتبة، فقال: ضعيف. «الجرح والتعديل» 2/ 253.

- وقال النَّسائي: أَيوب بن عُتبة مضطرب الحديث. «الضعفاء والمتروكين» (24).

- وقال الدَّارقُطني: أَيوب بن عُتبة، عن يحيى بن أَبي كثير، هو يمامي، يُترك. «سؤالات البَرقاني» للدارقطني (13).

- وقال محمد بن طاهر المقدسي: أَيوب، يعني ابن عُتبة، متروك الحديث. «ذخيرة الحفاظ» 5/ 2666.

- وأخرجه ابن عَدي في «الكامل» 2/ 13، في مناكير أيوب بن عُتبة.

⦗ص: 348⦘

وقال 2/ 14: ولأيوب بن عُتبة هذا غير ما ذكرت أحاديث، وأحاديثه في بعضها الإنكار، وهو مع ضعفه يكتب حديثه.

ص: 347

4522 -

عن يزيد بن أبي عبيد، قال: كنت آتي مع سلمة بن الأكوع، فيصلي عند الأسطوانة التي عند المصحف، فقلت: يا أبا مسلم، أراك تتحرى الصلاة عند هذه الأسطوانة؟ قال:

«فإني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى الصلاة عندها»

(1)

.

- وفي رواية: «عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة، وهو ابن الأكوع، أنه كان يتحرى موضع مكان المصحف يسبح فيه، وذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتحرى ذلك المكان.

وكان بين المنبر والقبلة قدر ممر الشاة»

(2)

.

- وفي رواية: «كان بين منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبين الحائط كقدر ممر الشاة»

(3)

.

أخرجه أحمد (16631) قال: حدثنا مكي. وفي 4/ 54 (16657) قال: حدثنا حماد بن مَسعَدة. و «البخاري» 1/ 106 (502) قال: حدثنا المكي بن إبراهيم. و «مسلم» 2/ 59 (1070) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن المثنى، واللفظ لابن المثنى، قال إسحاق: أخبرنا، وقال ابن المثنى: حدثنا حماد بن مَسعَدة. وفي (1071) قال: حدثناه محمد بن المثنى، قال: حدثنا مكي. و «ابن ماجة» (1430) قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرَّحمَن المخزومي. و «أَبو داود» (1082) قال: حدثنا مخلد بن خالد، قال: حدثنا أَبو عاصم. و «ابن حِبَّان» (1763 و 2152) قال: أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، وابن خزيمة، قالا: حدثنا أحمد بن عَبدة، قال: حدثنا مغيرة بن عبد الرَّحمَن الحزامي.

⦗ص: 349⦘

أربعتهم (مكي، وحماد، ومغيرة، وأَبو عاصم النبيل) عن يزيد بن أبي عبيد، فذكره

(4)

.

- أخرجه البخاري 1/ 106 (497) قال: حدثنا المكي، قال: حدثنا يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة، قال: كان جدار المسجد عند المنبر، ما كادت الشاة تجوزها.

(1)

اللفظ للبخاري.

(2)

اللفظ لمسلم (1070).

(3)

اللفظ لأبي داود.

(4)

المسند الجامع (4878 و 4879 و 4880)، وتحفة الأشراف (4537 و 4541)، وأطراف المسند (2678).

والحديث؛ أخرجه أَبو عَوانة (1435 و 1436)، والروياني (1142)، والطبراني (6299)، والبيهقي 2/ 272.

ص: 348

4523 -

عن موسى بن إبراهيم، عن سلمة بن الأكوع، قال:

«قلت: يا رسول الله، إني رجل أصيد، فأصلي في القميص الواحد؟ قال: نعم، وازرره ولو بشوكة»

(1)

.

- وفي رواية: «قلت: يا رسول الله، أكون في الصيد، فتحضر الصلاة، وعلي قميص، قال: شده ولو بشوكة»

(2)

.

- وفي رواية: «عن سلمة بن الأكوع، قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم قلت: أكون في الصيد، وليس علي إلا قميص واحد، أو جبة واحدة، فأزر؟ قال: نعم، ولو بشوكة» .

قال أحمد مرة: فقال: «زره ولو بشوكة»

(3)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (3498) قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوَرْدي. و «أحمد» 4/ 49 (16635) قال: حدثنا حماد بن خالد، قال: حدثنا عطاف بن خالد. وفي (16637) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا عطاف. وفي 4/ 54

⦗ص: 350⦘

(16662)

قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، ويونس، وهذا حديثُ إسحاق، قال: حدثنا عطاف بن خالد المخزومي.

(1)

اللفظ لأبي داود.

(2)

اللفظ لابن خزيمة (777).

(3)

اللفظ لابن خزيمة (778).

ص: 349

و «أَبو داود» (632) قال: حدثنا القَعنَبي، قال: حدثنا عبد العزيز، يعني ابن محمد. و «النَّسَائي» 2/ 70، وفي «الكبرى» (843) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا العطاف. و «ابن خزيمة» (777) قال: حدثنا نصر بن علي، قال: أخبرنا عبد العزيز بن محمد الدراوَرْدي. وفي (778) قال: حدثنا أحمد بن عَبدة الضبي، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد المدني. و «ابن حِبَّان» (2294) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل، قال: حدثنا ابن أبي عمر العدني، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد.

كلاهما (عبد العزيز، وعطاف) عن موسى بن إبراهيم بن أبي ربيعة، فذكره

(1)

.

- قال ابن خزيمة: موسى بن إبراهيم هذا، هو ابن عبد الرَّحمَن بن عبد الله بن أبي ربيعة، هكذا نسبه عطاف بن خالد، وأنا أظنه ابن إبراهيم بن عبد الله بن عبد الرَّحمَن بن معمر بن أبي ربيعة، أَبوه إبراهيم هو الذي ذكره شرحبيل بن سعد أنه دخل، وإبراهيم بن عبد الله بن عبد الرَّحمَن بن معمر بن أبي ربيعة، على جابر بن عبد الله، في حديث طويل، ذكره.

- في رواية ابن حبان: «موسى بن إبراهيم بن عبد الرَّحمَن بن أبي ربيعة» .

- في رواية عطاف بن خالد، عند أحمد (16662) قال: حدثني موسى بن إبراهيم (قال يونس: ابن أبي ربيعة) قال: سمعت سلمة بن الأكوع، وكان إذا نزل ينزل على أبي.

(1)

المسند الجامع (4877)، وتحفة الأشراف (4533)، وأطراف المسند (2670).

والحديث؛ أخرجه الطبراني (6279)، والبيهقي 2/ 240، والبغوي (517).

ص: 350

- فوائد:

- قال البخاري: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا أبي، عن موسى بن إبراهيم بن عبد الرَّحمَن بن أبي ربيعة، المخزومي، عن أبيه، عن سلمة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: زِرّ القميص.

وقال لنا عبد الله بن مَسلَمة: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن موسى بن إبراهيم، عن سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

⦗ص: 351⦘

وحدثني الأويسي، قال: حدثنا عطاف، عن موسى بن عبد الرَّحمَن بن عبد الله بن أبي ربيعة.

وحدثنا مالك بن إسماعيل، قال: حدثنا عطاف، قال: حدثنا موسى بن إبراهيم، المخزومي، قال: حدثنا سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال أَبو عبد الله: هذا لا يصح، وفي حديث القميص نظر، حديث سلمة. «التاريخ الكبير» 1/ 296.

- قال ابن حجر: «لا يصح» ، يعني التصريح بسماع موسى من سلمة. «تغليق التعليق» 2/ 200.

- وقال البخاري: ويذكر عن سلمة بن الأكوع، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يزره ولو بشوكة، في إسناده نظر. «الصحيح» 1/ 99، قبل الحديث (351).

ص: 350

4524 -

عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع، قال:

«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي المغرب ساعة تغرب الشمس، إذا غاب حاجبها»

(1)

.

- وفي رواية: «كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم المغرب إذا توارت بالحجاب»

(2)

.

أخرجه أحمد (16647) قال: حدثنا صفوان. وفي 4/ 54 (16665) قال: حدثنا مكي. و «عَبد بن حُميد» (386) قال: أخبرنا صفوان بن عيسى. و «الدَّارِمي» (1321) قال: أخبرنا إسحاق، هو ابن إبراهيم، قال: أخبرنا صفوان بن عيسى. و «البخاري» 1/ 117 (561) قال: حدثنا المكي بن إبراهيم. و «مسلم» 2/ 115 (1384) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حاتم، وهو ابن إسماعيل. و «ابن ماجة» (688) قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرَّحمَن. و «أَبو داود» (417) قال: حدثنا عَمرو بن علي، عن صفوان بن

⦗ص: 352⦘

عيسى. و «التِّرمِذي» (164) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل. و «ابن حِبَّان» (1523) قال: أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل.

أربعتهم (صفوان بن عيسى، ومكي بن إبراهيم، وحاتم، والمغيرة) عن يزيد بن أبي عبيد، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (16647).

(2)

اللفظ للبخاري (561).

(3)

المسند الجامع (4881)، وتحفة الأشراف (4535)، وأطراف المسند (2680).

والحديث؛ أخرجه الروياني (1132 و 1133)، وأَبو عَوانة (1063 و 1064)، والطبراني (6289)، والبيهقي 1/ 369 و 446، والبغوي (372).

ص: 351

4525 -

عن يزيد بن خصيفة، عن سلمة بن الأكوع، قال:

«كنت أسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فما رأيته صلى بعد العصر، ولا بعد الصبح قط» .

أخرجه أحمد (16650) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن مهدي، عن زهير (ح) وحدثنا يحيى بن أبي بكير، قال: حدثنا زهير بن محمد، عن يزيد بن خصيفة، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (4885)، وأطراف المسند (2671)، ومَجمَع الزوائد 2/ 226، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (856)، والمطالب العالية (291).

والحديث؛ أخرجه الطبراني (6304/ 2).

ص: 352

- فوائد:

- قلنا: إسناده ضعيفٌ؛ قال ابن رجب: خرجه الإمام أحمد، وذكره التِّرمِذي في «علله» ، وقال: سألت عنه محمدا، يعني البخاري، فقال: لا أعرف ليزيد بن خصيفة سماعا من سلمة بن الأكوع.

قال: ولم نعرف هذا الحديث إلا من هذا الوجه.

كذا قال، وقد خرجه من طريق سعيد بن أبي الربيع، قال: حدثنا سعيد بن سلمة، قال: حدثنا يزيد بن خصيفة، عن ابن سلمة بن الأكوع، عن أبيه سلمة، فذكره، فأدخل بينهما: ابن سلمة، لكنه لم يُسَمِّه. «فتح الباري» 5/ 84.

ص: 352

4526 -

عن يزيد مولى سلمة، عن سلمة بن الأكوع، قال:

«رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى، فسلم مرة واحدة» .

أخرجه ابن ماجة (920) قال: حدثنا محمد بن الحارث المصري، قال: حدثنا يحيى بن راشد، عن يزيد مولى سلمة، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (4883)، وتحفة الأشراف (4553).

والحديث؛ أخرجه الطبراني (6285).

ص: 353

- فوائد:

- قلنا: إسناده ضعيفٌ؛ يحيى بن راشد المازني، أَبو سعيد، البصري البَرَّاء، ليس بثقة، انظر فوائد الحديث رقم (4520).

- أخرجه ابن عَدي في «الكامل» 9/ 48، في مناكير يحيى بن راشد.

ص: 353

4527 -

عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، قال:

«كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم الجمعة، إذا زالت الشمس، ثم نرجع نتبع الفيء»

(1)

.

- وفي رواية: «عن إياس بن سلمة بن الأكوع، قال: حدثني أبي، وكان من أصحاب الشجرة، قال: كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم الجمعة، ثم ننصرف وليس للحيطان ظل نستظل فيه»

(2)

.

- وفي رواية: «كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة، فنرجع، وما نجد للحيطان فيئا نستظل به»

(3)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (5180) قال: حدثنا وكيع. و «أحمد» 4/ 46 (16610) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن مهدي. وفي 4/ 54 (16661) قال: حدثنا أَبو سلمة الخُزاعي (ح) وأَبو أحمد الزُّبَيري. و «الدَّارِمي» (1667) قال: أخبرنا عفان بن مسلم. و «البخاري» 5/ 125 (4168) قال: حدثنا يحيى بن يَعلى المحاربي. و «مسلم» 3/ 9 (1947) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وإسحاق بن إبراهيم، قالا: أخبرنا وكيع.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة.

(2)

اللفظ للبخاري.

(3)

اللفظ للبخاري.

ص: 353

وفي (1948) قال: وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا هشام بن عبد الملك. و «ابن ماجة» (1100) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن

⦗ص: 354⦘

مهدي. و «أَبو داود» (1085) قال: حدثنا أحمد بن يونس. و «النَّسَائي» 3/ 100، وفي «الكبرى» (1710) قال: أخبرنا شعيب بن يوسف، قال: أنبأنا عبد الرَّحمَن. و «ابن خزيمة» (1839) قال: حدثنا سَلْم بن جُنادة، عن وكيع. و «ابن حِبَّان» (1511) قال: أخبرنا أَبو خليفة، قال: حدثنا أَبو الوليد الطيالسي. وفي (1512) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا وكيع.

ثمانيتهم (وكيع بن الجراح، وعبد الرَّحمَن بن مهدي، وأَبو سلمة الخُزاعي، وأَبو أحمد الزُّبَيري، وعفان بن مسلم، ويحيى بن يَعلى، وهشام بن عبد الملك أَبو الوليد الطيالسي، وأحمد بن يونس) عن يَعلى بن الحارث المحاربي، قال: سمعت إياس بن سلمة بن الأكوع، فذكره

(1)

.

- في رواية يحيى بن يَعلى؛ قال: حدثنا إياس بن سلمة بن الأكوع، قال: حدثني أبي، وكان من أصحاب الشجرة.

(1)

المسند الجامع (4884)، وتحفة الأشراف (4512)، وأطراف المسند (2655).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (1038)، والروياني (1157)، والطبراني (6257)، والدارقُطني (1624)، والبيهقي 3/ 190 و 191، والبغوي (1067).

ص: 353

(1)

مَجمَع الزوائد 3/ 5، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (1847)، والمطالب العالية (880).

والحديث؛ أخرجه الروياني (1153 و 1160)، والطبراني (6262).

ص: 354

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ موسى بن عُبيدة الرَّبَذي، ليس بثقةٍ. انظر فوائد الحديث رقم (10561).

ص: 354

4529 -

عن يزيد بن أبي عبيد مولى سلمة بن الأكوع، عن سلمة، قال:

«لما نزلت: {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين} كان من أراد أن يفطر ويفتدي، حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها»

(1)

.

- وفي رواية: «كنا في رمضان، على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من شاء صام، ومن شاء أفطر، فافتدى بطعام مسكين، حتى أنزلت هذه الآية: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}»

(2)

.

أخرجه الدَّارِمي (1862) قال: أخبرنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني بكر، هو ابن مضر. و «البخاري» 6/ 25 (4507) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا بكر بن مضر. و «مسلم» 3/ 154 (2655) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا بكر، يعني ابن مضر. وفي (2656) قال: حدثني عَمرو بن سواد العامري، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب. و «أَبو داود» (2315) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا بكر، يعني ابن مضر. و «التِّرمِذي» (798) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا بكر بن مضر. و «النَّسَائي» 4/ 190، وفي «الكبرى» (2637 و 10950) قال: أخبرنا قتيبة، قال: أنبأنا بكر، وهو ابن مضر. و «ابن خزيمة» (1903) قال: حدثنا أحمد بن عبد الرَّحمَن بن وهب، قال: حدثنا عمي.

(1)

اللفظ للبخاري.

(2)

اللفظ لمسلم (2656).

ص: 355

و «ابن حِبَّان» (3478) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا بكر بن مضر. وفي (3624) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن سَلم، قال: حدثنا حَرملة بن يحيى، قال: حدثنا ابن وهب.

كلاهما (بكر بن مضر، وابن وهب) عن عَمرو بن الحارث، عن بكير بن

⦗ص: 356⦘

عبد الله بن الأشج

(1)

، عن يزيد بن أبي عبيد مولى سلمة، فذكره

(2)

.

- قال البخاري: مات بكير قبل يزيد.

(1)

قوله: «عن بكير بن عبد الله بن الأشج» سقط من النسخة المغربية الخطية، الورقة (150 أ)، والنسخة الأزهرية الخطية، الورقة (137 ب)، وطبعات دار البشائر (1862)، ودار المغني (1775)، والريان (1734)، ودار إحياء السنة 2/ 15، لسنن الدَّارِمي.

قال ابن حجر: حديث: لما نزلت هذه الآية: {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين} ، كان من أراد أن يفطر ويفتدي فعل، حتى نزلت الآية التي بعدها، فنسختها.

«الدَّارِمي» في الصيام: أخبرنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني بكر، هو ابن مضر، عن عَمرو بن الحارث، عن بكير، هو ابن الأشج، عن يزيد مولى سلمة، عنه، به. «إتحاف المهرة» (5975).

والحديث؛ أخرجه الفسوي 1/ 437، والطحاوي في «شرح مشكل الآثار» 6/ 185، وفي «أحكام القرآن» (903)، من طريق أبي صالح، وهو عبد الله بن صالح، شيخ الدَّارِمي، عن بكر بن مضر، عن عَمرو بن الحارث، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن يزيد بن أبي عبيد مولى سلمة، على الصواب.

(2)

المسند الجامع (4887)، وتحفة الأشراف (4534).

والحديث؛ أخرجه أَبو عَوانة (2831: 2833)، والطبراني (6302)، والبيهقي 4/ 200.

ص: 355

- وفي رواية: «بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من أسلم، يوم عاشوراء، فأمره أن يؤذن في الناس: من كان لم يصم فليصم، ومن كان أكل، فليتم صيامه إلى الليل»

(1)

.

أخرجه أحمد (16621) قال: حدثنا حماد بن مَسعَدة. وفي 4/ 48 (16626) قال: حدثنا صفوان بن عيسى. وفي 4/ 50 (16641) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. و «الدَّارِمي» (1889) قال: أخبرنا أَبو عاصم. و «البخاري» 3/ 29 (1924) قال: حدثنا أَبو عاصم. وفي 3/ 44 (2007) قال: حدثنا المكي بن إبراهيم. وفي 9/ 90 (7265) قال: حدثنا مُسدد، قال: حدثنا يحيى. و «مسلم» 3/ 151 (2638) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حاتم، يعني ابن إسماعيل. و «النَّسَائي» 4/ 192، وفي «الكبرى» (2642) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى. و «ابن خزيمة» (2092) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى. و «ابن حِبَّان» (3619) قال: أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، قال: حدثنا الدورقي، قال: حدثنا أَبو عاصم.

ستتهم (حماد، وصفوان، ويحيى بن سعيد، وأَبو عاصم النبيل، والمكي، وحاتم) عن يزيد بن أبي عبيد، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لمسلم.

(2)

المسند الجامع (4888)، وتحفة الأشراف (4538)، وأطراف المسند (2673).

والحديث؛ أخرجه الروياني (1127/ م)، وأَبو عَوانة (2967: 2969)، والطبراني (6288)، والبيهقي 4/ 220 و 288، والبغوي (1784).

ص: 357

4531 -

عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، قال:

«خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الحُدَيبيَة، فنحر مئة بدنة، ونحن سبع عشرة مئة، ومعهم عدة السلاح والرجال والخيل، وكان في بدنه جمل، فنزل الحُدَيبيَة، فصالحته قريش على أن هذا الهدي محله حيث حبسناه»

(1)

.

⦗ص: 358⦘

- لفظ ابن ماجة: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في بدنه جمل» .

أخرجه ابن أبي شيبة (14001) و 14/ 438 (38001). وابن ماجة (3101) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عُبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا موسى بن عُبيدة، عن إياس بن سلمة، فذكره

(2)

.

(1)

لفظ (38001).

(2)

المسند الجامع (4889)، وتحفة الأشراف (4530).

والحديث؛ أخرجه الطبراني (6264).

ص: 357

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ موسى بن عُبيدة الرَّبَذي، ليس بثقةٍ. انظر فوائد الحديث رقم (10561).

ص: 358

4532 -

عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، قال:

«رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في متعة النساء، عام أوطاس، ثلاثة أيام، ثم نهى عنها»

(1)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (17351). وأحمد (16667). ومسلم 4/ 131 (3399) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة. و «ابن حِبَّان» (4151) قال: أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع، قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة.

ثلاثتهم (أَبو بكر بن أَبي شيبة، وأَحمد بن حَنبل، وعثمان بن أَبي شيبة) عن يونس بن محمد، عن عبد الواحد بن زياد، عن أَبي العُمَيس عُتبة بن عبد الله المَسعودي، عن إِياس بن سلمة، فذكره

(2)

.

- قال أَبو حاتم بن حبان: عام أوطاس وعام الفتح واحد.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (4890)، وتحفة الأشراف (4520)، وأطراف المسند (2665)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (3244).

والحديث؛ أخرجه الروياني (1168)، وأَبو عَوانة (4069)، والدارقُطني (3642)، والبيهقي 7/ 204.

ص: 358

4533 -

عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛

«أيما رجل وامرأة توافقا، فعشرة ما بينهما ثلاث ليال، فإن أحبا أن يتزايدا، أو يتتاركا تتاركا» .

فما أدري أشيء كان لنا خاصة، أم للناس عامة.

أخرجه البخاري، تعليقا، 7/ 13 (5119) قال: وقال ابن أبي ذِئب: حدثني إياس بن سلمة بن الأكوع، فذكره

(1)

.

- قال أبو عبد الله البخاري: وبَيَّنهُ عليٌّ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه منسوخ

(2)

.

(1)

تحفة الأشراف (4519).

أخرجه موصولا: الروياني (1158) قال: حدثنا عَمرو بن علي، قال: حدثنا أَبو عاصم. وفي (1163) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أَبو عاصم. و «الطبراني» (6266) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن بكر السراج العسكري، ومحمد بن علي بن المديني، فستقة، قالا: حدثنا محمد بن عباد المكي، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل.

كلاهما (أَبو عاصم، وحاتم) عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذِئب، عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، به.

(2)

يعني البخاري، رحمه الله، بذلك؛ حديث محمد بن علي بن أبي طالب، عن أبيه علي بن أبي طالب، رضي الله تعالى عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن متعة النساء، يوم خيبر.

وكذلك الحديث السابق على هذا في النهي بعد الرخصة، وحديث سبرة بن معبد، وكلها تدل على نسخ نكاح المتعة.

ص: 359

- فوائد:

- يعني البخاري، رحمه الله، أَن ذلك نَسَخَه حديث محمد بن علي بن أَبي طالب، عن أبيه علي بن أَبي طالب، رضي الله تعالى عنه؛ أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن متعة النساء، يوم خيبر، ويأتي إِن شاء الله تعالى، برقم (9603).

وكذلك الحديث السابق على هذا في النهي بعد الرخصة، وحديث سبرة بن مَعبَد، وكلها تدل على نسخ نكاح المتعة.

- قال ابن مَنده: هذا خبرٌ منسوخٌ، ورواه الزُّهْري، عن الحسن وعبد الله، ابْنَي محمد، عن أَبيهما، عن علي؛ أَن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المتعة يوم خيبر. «معرفة الصحابة» (563).

- وكذلك قال أَبو نُعيم. «معرفة الصحابة» (3389).

ص: 359

• حديث الحسن بن محمد، عن جابر بن عبد الله، وسلمة بن الأكوع، قالا؛

«كنا في جيش، فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنه قد أذن لكم أن تستمتعوا، فاستمتعوا» .

سلف في مسند جابر بن عبد الله، رضي الله تعالى عنهما.

ص: 359

4534 -

عن يزيد بن أبي عبيد، قال: حدثنا سلمة بن الأكوع، قال:

«كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فأتي بجِنازة، فقالوا: يا نبي الله، صل عليها، قال: هل ترك شيئا؟ قالوا: لا، قال: هل ترك عليه دينا؟ قالوا: لا، فصلى عليه، ثم أتي بجِنازة بعد ذلك، فقال: هل ترك عليه من دين؟ قالوا: لا، قال: هل ترك من شيء؟ قالوا: ثلاثة دنانير، قال: ثلاث كيات، قال: فأتي بالثالثة، فقال: هل ترك عليه من دين؟ قالوا: نعم، قال: هل ترك من شيء؟ قالوا: لا، قال: صلو على صاحبكم، فقال رجل من الأنصار، يقال له أَبو قتادة: يا رسول الله، علي دينه، فصلى عليه»

(1)

.

- وفي رواية: «كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أتي بجِنازة، فقالوا: صل عليها، فقال: هل عليه دين؟ قالوا: لا، قال: فهل ترك شيئا؟ قالوا: لا، فصلى عليه، ثم أتي بجِنازة أخرى، فقالوا: يا رسول الله، صل عليها، قال: هل عليه دين؟ قيل: نعم، قال: فهل ترك شيئا؟ قالوا: ثلاثة دنانير، فصلى عليها، ثم أتي بالثالثة، فقالوا: صل عليها، قال: هل ترك شيئا؟ قالوا: لا، قال: فهل عليه دين؟ قالوا: ثلاثة دنانير، قال: صلوا على صاحبكم، قال أَبو قتادة: صل عليه يا رسول الله، وعلي دينه، فصلى عليه»

(2)

.

أخرجه أحمد (16624) قال: حدثنا حماد بن مَسعَدة. وفي 4/ 50 (16642) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. و «البخاري» 3/ 94 (2289) قال: حدثنا المكي بن إبراهيم. وفي 3/ 96 (2295) قال: حدثنا أَبو عاصم. و «النَّسَائي» 4/ 65، وفي «الكبرى» (2099) قال: أخبرنا عَمرو بن علي، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا يحيى. و «ابن حِبَّان» (3264) قال: أخبرنا أَبو خليفة، قال: حدثنا مُسَدد بن مُسَرهد، عن يحيى القطان.

⦗ص: 361⦘

أربعتهم (حماد، ويحيى بن سعيد القطان، والمكي، وأَبو عاصم النبيل) عن يزيد بن أبي عبيد، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (16642).

(2)

اللفظ للبخاري (2289).

(3)

المسند الجامع (4886)، وتحفة الأشراف (4547)، وأطراف المسند (2675).

والحديث؛ أخرجه الروياني (1127 و 1154)، والطبراني (6290 و 6291)، والبيهقي 6/ 72 و 75، والبغوي (2153).

ص: 360

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ موسى بن عُبيدة الرَّبَذي، ليس بثقةٍ. انظر فوائد الحديث رقم (10561).

ص: 361

4536 -

عن إياس بن سلمة بن الأكوع، أن أباه حدثه؛

«أن رجلا أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله، فقال: كل بيمينك، قال: لا أستطيع؟ قال: لا استطعت، ما منعه إلا الكبر، قال: فما رفعها إلى فيه»

(1)

.

- وفي رواية: «أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يأكل بشماله، فقال: كل بيمينك، فقال: لا أستطيع، فقال: لا استطعت، قال: فما رجعت إليه»

(2)

.

- وفي رواية: «أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسر بن راعي العير

(3)

يأكل بشماله،

⦗ص: 362⦘

فقال: كل بيمينك، قال: لا أستطيع، قال: لا استطعت، قال: فما وصلت يمينه إلى فيه»

(4)

.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة.

(2)

اللفظ لأحمد (16607).

(3)

العير، قال ابن حجر: بفتح، وياء ساكنة. «تبصير المنتبه» 3/ 974، وانظر:«توضيح المُشْتَبِه» 1/ 522، و «تاج العروس» 10/ 175.

(4)

اللفظ للدارمي.

ص: 361

أخرجه ابن أبي شيبة (24932) قال: حدثنا زيد بن الحُبَاب. و «أحمد» 4/ 45 (16607) قال: حدثنا وكيع. وفي 4/ 46 (16613) قال: حدثنا بَهز (ح) وقال أَبو النضر. وفي 4/ 50 (16645) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. و «عَبد بن حُميد» (388) قال: أخبرنا هاشم بن القاسم. و «الدَّارِمي» (2163) قال: أخبرنا أَبو الوليد الطيالسي. و «مسلم» 6/ 109 (5316) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا زيد بن الحُبَاب. و «ابن حِبَّان» (6512) قال: أخبرنا الفضل بن الحُبَاب، قال: حدثنا أَبو الوليد الطيالسي. وفي (6513) قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى، قال: حدثنا عَمرو بن عباس الأهوازي، قال: حدثنا عبد الله، عن شعبة.

سبعتهم (زيد بن الحُبَاب، ووكيع بن الجراح، وبَهز بن أسد، وأَبو النضر هاشم بن القاسم، ويحيى القطان، وأَبو الوليد، وشعبة بن الحجاج) عن عكرمة بن عمار اليمامي، قال: حدثني إياس بن سلمة بن الأكوع، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (4891)، وتحفة الأشراف (4525)، وأطراف المسند (2657).

والحديث؛ أخرجه أَبو عَوانة (8249: 8252)، والطبراني (6235 و 6236)، والبيهقي 7/ 277.

ص: 362

4537 -

عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم؛

«من ضحى منكم، فلا يصبحن بعد ثالثة، وفي بيته منه شيء، فلما كان العام المقبل، قالوا: يا رسول الله، نفعل كما فعلنا عام الماضي؟ قال: كلوا، وأطعموا، وادخروا، فإن ذلك العام كان بالناس جهد، فأردت أن تعينوا فيها»

(1)

.

- وفي رواية: «من ضحى منكم، فلا يصبحن في بيته بعد ثالثة شيئا،

⦗ص: 363⦘

فلما كان في العام المقبل، قالوا: يا رسول الله، نفعل كما فعلنا عام أول؟ فقال: لا، إن ذاك عام كان الناس فيه بجهد، فأردت أن يفشو فيهم»

(2)

.

أخرجه البخاري 7/ 103 (5569)، وفي «الأدب المفرد» (563). ومسلم 6/ 81 (5151) قال: حدثنا إسحاق بن منصور. و «ابن حِبَّان» (5929) قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا أَبو خيثمة.

ثلاثتهم (محمد بن إِسماعيل البخاري، وإسحاق، وأَبو خيثمة زهير بن حرب) عن الضحاك بن مخلد أبي عاصم النبيل، عن يزيد بن أبي عبيد، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ للبخاري (5569).

(2)

اللفظ لمسلم.

(3)

المسند الجامع (4892)، وتحفة الأشراف (4545).

والحديث؛ أخرجه الروياني (1135)، وأَبو عَوانة (7878)، والبيهقي 9/ 292.

ص: 362

4538 -

عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لا يزال الرجل يذهب بنفسه، حتى يكتب في الجبارين، فيصيبه ما أصابهم» .

أخرجه التِّرمِذي (2000) قال: حدثنا أَبو كُريب، قال: حدثنا أَبو معاوية، عن عمر بن راشد، عن إياس بن سلمة بن الأكوع، فذكره

(1)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.

(1)

المسند الجامع (4895)، وتحفة الأشراف (4528).

والحديث؛ أخرجه الروياني (167)، والطبراني (6254)، والبغوي (3589).

ص: 363

- فوائد:

- قلنا: إسناده ضعيفٌ؛ عمر بن راشد، أَبو حفص اليمامي، ليس بثقة.

- قال عباس الدوري: سمعتُ يحيى يقول: عمر بن راشد، ضعيف. «تاريخه» (3495).

- وقال عبد الله بن أَحمد بن حنبل: سأَلتُ أَبي عن عمر بن راشد؟ فقال: هو يمامي، فقلتُ: هو ثقة؟ فقال: حديثه حديثٌ ضعيفٌ، حَدَّث عن يحيى بن أَبي كثير أَحاديث مناكير، ليس حديثه حديثًا مستقيمًا. «العلل ومعرفة الرجال» (4432).

- وقال إبراهيم بن يعقوب الجُوزجاني: عمر بن راشد اليمامي سمعتُ ابن حنبل يقول: لا يساوي حديثه شيئا. «أحوال الرجال» 1/ 121.

- وقال البخاري: عمر بن راشد منكر الحديث، وضعفه جدًّا. «الضعفاء والمتروكين» (2458).

- وقال أَبو حاتم الرَّازي: عمر بن راشد ضعيفُ الحديث. «علل الحديث» (1063 و 1420).

- وقال النَّسائي: عمر بن راشد، يمامي، ليس بثقة. «الضعفاء والمتروكين» (498).

- وقال الدَّارَقطني: عمر بن راشد، اليمامي، ضعيف. «الضعفاء والمتروكين» (380).

- وأخرجه ابن عَدي في «الكامل» 6/ 30، في مناكير عمر بن راشد.

ص: 363

4539 -

عن إياس بن سلمة بن الأكوع، أن أباه أخبره؛

«أن رجلا عطس عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يرحمك الله، ثم عطس الثانية، أو الثالثة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنه مزكوم»

(1)

.

⦗ص: 364⦘

- وفي رواية: «أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وعطس رجل عنده، فقال له: يرحمك الله، ثم عطس أخرى، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: الرجل مزكوم»

(2)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (26503) قال: حدثنا زيد بن الحُبَاب. و «أحمد» 4/ 46 (16615) قال: حدثنا بَهز. وفي 4/ 50 (16644) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. و «الدَّارِمي» (2826) قال: أخبرنا أَبو الوليد. و «البخاري» في «الأدب المفرد» (935) قال: حدثنا عاصم بن علي. وفي (938) قال: حدثنا أَبو الوليد. و «مسلم» 8/ 225 (7598) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نُمير، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، واللفظ له، قال: حدثنا أَبو النضر هاشم بن القاسم. و «أَبو داود» (5037) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، قال: أخبرنا ابن أبي زائدة.

(1)

اللفظ لأحمد (16644).

(2)

اللفظ لمسلم.

ص: 363

و «التِّرمِذي» (2743) قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله. وفي (2743 م 1) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (2743 م 2) قال: حدثنا بذلك أحمد بن الحكم البصري، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (2743 م 3) قال: حدثنا بذلك إسحاق بن منصور، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن مهدي. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (9980) قال: أخبرنا حميد بن مَسعَدة، عن سليم، وهو ابن أخضر. و «ابن حِبَّان» (603) قال: أخبرنا أَبو خليفة، قال: حدثنا أَبو الوليد الطيالسي.

جميعهم (زيد، وبَهز بن أسد، ويحيى بن سعيد، وأَبو الوليد الطيالسي، وعاصم، ووكيع بن الجراح، وأَبو النضر، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وعبد الله بن المبارك، وشعبة بن الحجاج، وعبد الرَّحمَن، وسليم) عن عكرمة بن عمار، قال: حدثني إياس بن سلمة، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (4893)، وتحفة الأشراف (4513)، وأطراف المسند (2659).

والحديث؛ أخرجه الروياني (1145)، والطبراني (6234)، والبغوي (3345).

ص: 364

4539 م- عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«يشمت العاطس ثلاثا، فما زاد فهو مزكوم»

أخرجه ابن ماجة (3714) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، عن عكرمة بن عمار، عن إياس بن سلمة بن الأكوع، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (4894)، وتحفة الأشراف (4513).

ص: 364

4540 -

عن إياس بن سلمة بن الأكوع الأسلمي، عن أبيه، قال:

«ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يستفتح دعاء، إلا استفتحه بسبحان ربي الأعلى العلي الوَهَّاب»

(1)

.

- وفي رواية: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستفتح دعاءه بسبحان ربي الأعلى الوَهَّاب»

(2)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (29961) قال: حدثنا معاوية بن هشام. و «أحمد» 4/ 54 (16663) قال: حدثنا عبد الصمد. و «عَبد بن حُميد» (387) قال: أخبرنا عثمان بن عمر.

ثلاثتهم (معاوية، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وعثمان) عن عمر بن راشد اليمامي، قال: حدثنا إياس بن سلمة بن الأكوع الأسلمي، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

اللفظ لعَبد بن حُميد.

(3)

المسند الجامع (4896)، وأطراف المسند (2667)، ومَجمَع الزوائد 10/ 156، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (6176).

والحديث؛ أخرجه الحارث بن أبي أُسامة، «بغية الباحث» (170)، والطبراني (6253).

ص: 365

- فوائد:

- قلنا: إسناده ضعيفٌ؛ عمر بن راشد، أَبو حفص اليمامي، ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (4538).

- أَخرجه ابن عَدي في «الكامل» 7/ 322 في مناكير عمر بن راشد، وقال: ولعمر بن راشد غير ما ذكرتُ من الحديث، وعَامَّة حديثه، وخاصةً عن يَحيى بن أبي كثير، لا يوافقه الثقات عليه، وينفرد عن يَحيى بأحاديث عِداد، وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق.

ص: 365

4541 -

عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع، قال:

«كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اشتدت الريح، يقول: اللهم لاقحا، لا عقيما»

(1)

.

- وفي رواية: «عن يزيد بن أبي عبيد، قال: سمعت سلمة بن الأكوع، يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: كان إذا اشتدت الريح، يقول: اللهم لقحا لا عقيما» .

أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (718) قال: حدثنا أحمد بن أَبي بكر. و «ابن حِبَّان» (1008) قال: أخبرنا أَبو يَعلى، قال: حدثنا أحمد بن عَبدة.

⦗ص: 366⦘

كلاهما (ابن أَبي بكر، وابن عَبدة) عن المغيرة بن عبد الرَّحمن بن الحارث القرشي المخزومي، عن يزيد بن أبي عبيد، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ للبخاري.

(2)

مَجمَع الزوائد 10/ 135، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (6248)، والمطالب العالية (3381).

والحديث؛ أخرجه الطبراني (6296)، والبيهقي 3/ 364.

ص: 365

4542 -

عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

«من يقل علي ما لم أقل، فليتبوأ مقعده من النار»

(1)

.

- لفظ الضحاك: «من كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار» .

- لفظ يحيى: «لا يقول أحد علي باطلا، أو ما لم أقل، إلا تبوأ مقعده من النار» .

أخرجه أحمد (16620) قال: حدثنا الضحاك بن مخلد. وفي 4/ 50 (16639) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. و «البخاري» 1/ 33 (109) قال: حدثنا مكي بن إبراهيم.

ثلاثتهم (الضحاك، ويحيى، ومكي) عن يزيد بن أبي عبيد، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ للبخاري.

(2)

المسند الجامع (4897)، وتحفة الأشراف (4548)، وأطراف المسند (2672).

والحديث؛ أخرجه الروياني (1140 و 1156)، والطبراني (6280)، والبغوي (116).

ص: 366

4543 -

عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع، قال:

«بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الناس يوم الحُدَيبيَة، ثم قعدت متنحيا، فلما تفرق الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا ابن الأكوع، ألا تبايع؟ قلت: قد بايعت يا رسول الله، قال أيضا.

قلت

(1)

: علام بايعتم؟ قال: على الموت»

(2)

.

⦗ص: 367⦘

- وفي رواية: «عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع، رضي الله عنه، قال: بايعت النبي صلى الله عليه وسلم ثم عدلت إلى ظل الشجرة، فلما خف الناس قال: يا ابن الأكوع، ألا تبايع؟ قال: قلت: قد بايعت يا رسول الله، قال: وأيضا، فبايعته الثانية» .

فقلت له: يا أبا مسلم

(3)

، على أي شيء كنتم تبايعون يومئذ؟ قال: على الموت

(4)

.

(1)

القائل؛ هو يزيد بن أبي عبيد.

(2)

اللفظ لأحمد (16623).

(3)

أَبو مسلم؛ هو سلمة بن الأكوع، رضي الله عنه.

(4)

اللفظ للبخاري (2960).

ص: 366

- وفي رواية: «بايعنا النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة، فقال لي: يا سلمة، ألا تبايع؟ قلت: يا رسول الله، قد بايعت في الأول، قال: وفي الثاني»

(1)

.

أخرجه أحمد (16623) قال: حدثنا حماد بن مَسعَدة. وفي 4/ 51 (16648) قال: حدثنا صفوان. وفي 4/ 54 (16664) قال: حدثنا مكي بن إبراهيم. و «البخاري» 4/ 50 (2960) قال: حدثنا المكي بن إبراهيم. وفي 5/ 125 (4169) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حاتم. وفي 9/ 78 (7206) قال: حدثنا عبد الله بن مَسلَمة، قال: حدثنا حاتم. وفي 9/ 78 (7208) قال: حدثنا أَبو عاصم. و «مسلم» 6/ 27 (4853) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حاتم، يعني ابن إسماعيل. وفي (4854) قال: وحدثناه إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا حماد بن مَسعَدة. و «التِّرمِذي» (1592) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل. و «النَّسَائي» 7/ 141، وفي «الكبرى» (7732) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل.

خمستهم (حماد، وصفوان بن عيسى، ومكي، وحاتم بن إسماعيل، وأَبو عاصم النبيل) عن يزيد بن أبي عبيد، فذكره

(2)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

(1)

اللفظ للبخاري (7208).

(2)

المسند الجامع (4899)، وتحفة الأشراف (4536 و 4551)، وأطراف المسند (2674 و 2681).

والحديث؛ أخرجه الروياني (1134 و 1143)، وأَبو عَوانة (6824 و 6828 و 7211 و 7212)، والطبراني (6281)، والبيهقي 8/ 146.

ص: 367

(1)

المسند الجامع (4902)، وأطراف المسند (2663).

والحديث؛ أخرجه الطبراني (6300).

ص: 368

4545 -

عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، قال:

«قدمنا المدينة، زمن الحُدَيبيَة، مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجنا أنا ورباح، غلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرجت بفرس لطلحة بن عُبيد الله، كنت أريد أن أبديه مع الإبل، فلما كان بغلس، غار عبد الرَّحمَن بن عُيينة على إبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل راعيها، وخرج يطردها، هو وأناس معه في خيل، فقلت: يا رباح، اقعد على هذا الفرس، فألحقه بطلحة، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قد أغير على سرحه، قال: وقمت على تل، فجعلت وجهي من قبل المدينة، ثم ناديت ثلاث مرات: يا صباحاه، ثم اتبعت القوم، معي سيفي ونبلي، فجعلت أرميهم، وأعقر بهم، وذلك حين يكثر الشجر، فإذا رجع إلي فارس، جلست له في أصل شجرة، ثم رميت، فلا يقبل علي فارس إلا عقرت به، فجعلت أرميهم، وأنا أقول:

أنا ابن الأكوع

واليوم يوم الرضع

فألحق برجل منهم، فأرميه، وهو على راحلته، فيقع سهمي في الرجل، حتى انتظمت كتفه، فقلت:

خذها وأنا ابن الأكوع

واليوم يوم الرضع

فإذا

⦗ص: 369⦘

كنت في الشجر أحرقتهم بالنبل، فإذا تضايقت الثنايا علوت الجبل، فرديتهم بالحجارة، فما زال ذاك شأني وشأنهم أتبعهم فأرتجز، حتى ما خلق الله شيئًا من ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا خلفته وراء ظهري، فاستنقذته من أيديهم، ثم لم أزل أرميهم، حتى ألقوا أكثر من ثلاثين رمحا، وأكثر من ثلاثين بردة، يستخفون منها، ولا يلقون من ذلك شيئا، إلا جعلت عليه حجارة، وجمعت على طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا امتد الضحى، أتاهم عُيينة بن بدر الفزاري مددا لهم، وهم في ثنية ضيقة، ثم علوت الجبل، فأنا فوقهم، فقال عُيينة: ما هذا الذي أرى؟ قالوا: لقينا من هذا البرح، ما فارقنا بسحر حتى الآن، وأخذ كل شيء في أيدينا وجعله وراء ظهره،

ص: 368

قال عُيينة: لولا أن هذا يرى أن وراءه طلبا لقد ترككم، ليقم إليه نفر منكم، فقام إليه نفر منهم أربعة، فصعدوا في الجبل، فلما أسمعتهم الصوت قلت: أتعرفوني؟ قالوا: ومن أنت؟ قلت: أنا ابن الأكوع، والذي كرم وجه محمد صلى الله عليه وسلم لا يطلبني منكم رجل فيدركني، ولا أطلبه فيفوتني، قال رجل منهم: إن أظن، قال: فما برحت مقعدي ذلك، حتى نظرت إلى فوارس رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخللون الشجر، وإذا أولهم الأخرم الأسدي، وعلى أثره أَبو قتادة، فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أثر أبي قتادة المقداد الكندي، فولى المشركون مدبرين، وأنزل من الجبل، فأعرض للأخرم، فآخذ بعنان فرسه، فقلت: يا أخرم، ائذن القوم، يعني احذرهم ـ فإني لا آمن أن يقطعوك، فاتئد حتى يلحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، قال: يا سلمة، إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر، وتعلم أن الجنة حق، والنار حق، فلا تحل بيني وبين الشهادة، قال: فخليت عنان فرسه، فيلحق بعبد الرَّحمَن بن عُيينة، ويعطف عليه عبد الرَّحمَن، فاختلفا طعنتين، فعقر الأخرم بعبد الرَّحمَن، وطعنه عبد الرَّحمَن فقتله، فتحول عبد الرَّحمَن على فرس الأخرم، فيلحق أَبو قتادة بعبد الرَّحمَن، فاختلفا طعنتين فعقر بأبي قتادة، وقتله أَبو قتادة، وتحول أَبو قتادة على فرس الأخرم، ثم إني خرجت أعدو في أثر

⦗ص: 370⦘

القوم، حتى ما أرى من غبار صحابة النبي صلى الله عليه وسلم شيئا، ويعرضون قبل غيبوبة الشمس إلى شعب فيه ماء، يقال له: ذو قرد، فأرادوا أن يشربوا منه، فأبصروني أعدو وراءهم، فعطفوا عنه، واشتدوا في الثنية ـ ثنية ذي بئر، وغربت الشمس، فألحق رجلا فأرميه، فقلت: خذها وأنا ابن الأكوع، واليوم يوم الرضع، قال: فقال: يا ثكل أم الأكوع بكرة، قلت: نعم أي عدو نفسه، وكان الذي رميته بكرة، فأتبعته سهما آخر، فعلق به سهمان، ويخلفون فرسين، فجئت بهما أسوقهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على الماء الذي جليتهم عنه، ذو قرد،

ص: 369

فإذا بنبي الله صلى الله عليه وسلم في خمس مئة، وإذا بلال قد نحر جزورا مما خلفت، فهو يشوي لرسول الله صلى الله عليه وسلم من كبدها وسنامها، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، خلني فأنتخب من أصحابك مئة، فآخذ على الكفار بالعشوة، فلا يبقى منهم مخبر إلا قتلته، قال: أكنت فاعلا ذلك يا سلمة؟ قال: نعم، والذي أكرمك، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رأيت نواجذه في ضوء النار، ثم قال: إنهم يقرون الآن بأرض غطفان، فجاء رجل من غطفان، فقال: مروا على فلان الغطفاني، فنحر لهم جزورا، قال: فلما أخذوا يكشطون جلدها، رأوا غبرة، فتركوها وخرجوا هرابا، فلما أصبحنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير فرساننا اليوم أَبو قتادة، وخير رجالتنا سلمة، فأعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم سهم الراجل والفارس جميعا، ثم أردفني وراءه على العضباء، راجعين إلى المدينة، فلما كان بيننا وبينها قريبا من ضحوة، وفي القوم رجل من الأنصار كان لا يسبق، جعل ينادي: هل من مسابق؟ ألا رجل يسابق إلى المدينة؟ فأعاد ذلك مرارا، وأنا وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم مردفي، قلت له: أما تكرم كريما، ولا تهاب شريفا؟ قال: لا، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، خلني فلأسابق الرجل، قال: إن شئت، قلت: أذهب إليك، فطفر عن راحلته، وثنيت رجلي، فطفرت عن الناقة، ثم إني ربطت عليها شرفا، أو شرفين، يعني استبقيت

⦗ص: 371⦘

نفسي، ثم إني عدوت حتى ألحقه، فأصك بين كتفيه بيدي، قلت: سبقتك والله، أو كلمة نحوها، قال: فضحك، وقال: إن أظن، حتى قدمنا المدينة»

(1)

.

(1)

اللفظ لأحمد (16654).

ص: 370

- وفي رواية: «قدمنا الحُدَيبيَة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن أربع عشرة مئة، وعليها خمسون شاة لا ترويها، قال: فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبا الركية، فإما دعا، وإما بسق فيها، قال: فجاشت، فسقينا واستقينا، قال: ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعانا للبيعة في أصل الشجرة، قال: فبايعته أول الناس، ثم بايع وبايع، حتى إذا كان في وسط من الناس قال: بايع يا سلمة، قال: قلت: قد بايعتك، يا رسول الله، في أول الناس، قال: وأيضا، قال: ورآني رسول الله صلى الله عليه وسلم عزلا، يعني ليس معه سلاح ـ قال: فأعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم حجفة، أو درقة، ثم بايع، حتى إذا كان في آخر الناس، قال: ألا تبايعني يا سلمة؟ قال: قلت: قد بايعتك يا رسول الله في أول الناس، وفي أوسط الناس، قال: وأيضا، قال: فبايعته الثالثة، ثم قال لي: يا سلمة، أين حجفتك، أو درقتك، التي أعطيتك؟ قال: قلت: يا رسول الله، لقيني عمي عامر عزلا، فأعطيته إياها، قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إنك كالذي قال الأول: اللهم أبغني حبيبا هو أحب إلي من نفسي، ثم إن المشركين راسلونا الصلح، حتى مشى بعضنا في بعض، واصطلحنا، قال: وكنت تبيعا لطلحة بن عُبيد الله، أسقي فرسه، وأحسه، وأخدمه، وآكل من طعامه، وتركت أهلي ومالي مهاجرا إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم قال: فلما اصطلحنا نحن وأهل مكة، واختلط بعضنا ببعض، أتيت شجرة فكسحت شوكها، فاضطجعت في أصلها، قال: فأتاني أربعة من المشركين من أهل مكة، فجعلوا يقعون في رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبغضتهم، فتحولت إلى شجرة أخرى، وعلقوا سلاحهم، واضطجعوا، فبينما هم كذلك، إذ نادى مناد من أسفل الوادي: يا للمهاجرين، قتل ابن زنيم، قال: فاخترطت سيفي، ثم شددت على أولئك

⦗ص: 372⦘

الأربعة، وهم رقود، فأخذت سلاحهم، فجعلته ضغثا في يدي، قال: ثم قلت: والذي كرم وجه محمد، لا يرفع أحد منكم رأسه إلا ضربت الذي فيه عيناه، قال: ثم جئت بهم أسوقهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وجاء عمي عامر برجل من العبلات، يقال له: مكرز، يقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على فرس مجفف، في سبعين من المشركين، فنظر إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: دعوهم يكن لهم بدء الفجور وثناه، فعفا عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزل الله:{وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم} الآية كلها.

ص: 371

قال: ثم خرجنا راجعين إلى المدينة، فنزلنا منزلا بيننا وبين بني لحيان جبل، وهم المشركون، فاستغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن رقي هذا الجبل الليلة، كأنه طليعة للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، قال سلمة: فرقيت تلك الليلة، مرتين، أو ثلاثا، ثم قدمنا المدينة، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهره مع رباح غلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه، وخرجت معه بفرس طلحة، أنديه مع الظهر، فلما أصبحنا إذا عبد الرَّحمَن الفزاري قد أغار على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستاقه أجمع، وقتل راعيه، قال: فقلت: يا رباح، خذ هذا الفرس، فأبلغه طلحة بن عُبيد الله، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المشركين قد أغاروا على سرحه، قال: ثم قمت على أكمة، فاستقبلت المدينة، فناديت ثلاثا: يا صباحاه، ثم خرجت في آثار القوم أرميهم بالنبل، وأرتجز، أقول؛

أنا ابن الأكوع

واليوم يوم الرضع

فألحق رجلا منهم، فأصك سهما في رحله، حتى خلص نصل السهم إلى كتفه، قال: قلت: خذها

وأنا ابن الأكوع

واليوم يوم الرضع

قال: فوالله، ما زلت أرميهم وأعقر بهم، فإذا رجع إلي فارس أتيت شجرة فجلست في أصلها، ثم رميته، فعقرت به، حتى إذا تضايق الجبل فدخلوا في

⦗ص: 373⦘

تضايقه، علوت الجبل، فجعلت أرديهم بالحجارة، قال: فما زلت كذلك أتبعهم، حتى ما خلق الله من بعير من ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا خلفته وراء ظهري، وخلوا بيني وبينه، ثم اتبعتهم أرميهم، حتى ألقوا أكثر من ثلاثين بردة، وثلاثين رمحا، يستخفون، ولا يطرحون شيئًا إلا جعلت عليه آراما من الحجارة، يعرفها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، حتى أتوا متضايقا من ثنية، فإذا هم قد أتاهم فلان بن بدر الفزاري، فجلسوا يتضحون، يعني يتغدون، وجلست على رأس قرن، قال الفزاري: ما هذا الذي أرى؟ قالوا: لقينا من هذا البرح، والله، ما فارقنا منذ غلس، يرمينا، حتى انتزع كل شيء في أيدينا، قال: فليقم إليه نفر منكم أربعة،

ص: 372

قال: فصعد إلي منهم أربعة في الجبل، قال: فلما أمكنوني من الكلام، قال: قلت: هل تعرفوني؟ قالوا: لا، ومن أنت؟ قال: قلت: أنا سلمة بن الأكوع، والذي كرم وجه محمد صلى الله عليه وسلم لا أطلب رجلا منكم إلا أدركته، ولا يطلبني رجل منكم فيدركني، قال أحدهم: أنا أظن، قال: فرجعوا، فما برحت مكاني، حتى رأيت فوارس رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخللون الشجر، قال: فإذا أولهم الأخرم الأسدي، على إثره أَبو قتادة الأَنصاري، وعلى إثره المقداد بن الأسود الكندي، قال: فأخذت بعنان الأخرم، قال: فولوا مدبرين، قلت: يا أخرم، احذرهم، لا يقتطعوك حتى يلحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، قال: يا سلمة، إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر، وتعلم أن الجنة حق، والنار حق، فلا تحل بيني وبين الشهادة، قال: فخليته، فالتقى هو وعبد الرَّحمَن، قال: فعقر بعبد الرَّحمَن فرسه، وطعنه عبد الرَّحمَن فقتله، وتحول على فرسه، ولحق أَبو قتادة، فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم بعبد الرَّحمَن، فطعنه فقتله، فوالذي كرم وجه محمد صلى الله عليه وسلم لتبعتهم أعدو على رجلي، حتى ما أرى ورائي من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ولا غبارهم شيئا، حتى يعدلوا قبل غروب الشمس إلى شعب فيه ماء، يقال له: ذو قرد، ليشربوا منه، وهم عطاش، قال: فنظروا إلي أعدو وراءهم، فحليتهم عنه، يعني أجليتهم عنه ـ فما ذاقوا منه قطرة، قال: ويخرجون فيشتدون في ثنية، قال: فأعدو فألحق رجلا

⦗ص: 374⦘

منهم، فأصكه بسهم في نغض كتفه، قال: قلت: خذها وأنا ابن الأكوع، واليوم يوم الرضع، قال: يا ثكلته أمه، أكوعه بكرة، قال: قلت: نعم يا عدو نفسه، أكوعك بكرة، قال: وأردوا فرسين على ثنية، قال: فجئت بهما أسوقهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ولحقني عامر بسطيحة فيها مذقة من لبن، وسطيحة فيها ماء، فتوضأت وشربت، ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على الماء الذي حلأتهم عنه، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ تلك الإبل، وكل شيء استنقذته من المشركين، وكل رمح وبردة، وإذا بلال نحر ناقة من الإبل الذي استنقذت من القوم، وإذا هو يشوي لرسول الله صلى الله عليه وسلم من كبدها وسنامها،

ص: 373

قال: قلت: يا رسول الله، خلني، فأنتخب من القوم مئة رجل، فأتبع القوم، فلا يبقى منهم مخبر إلا قتلته، قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه في ضوء النار، فقال: يا سلمة، أتراك كنت فاعلا؟ قلت: نعم، والذي أكرمك، فقال: إنهم الآن ليقرون في أرض غطفان، قال: فجاء رجل من غطفان، فقال: نحر لهم فلان جزورا، فلما كشفوا جلدها رأوا غبارا، فقالوا: أتاكم القوم، فخرجوا هاربين، فلما أصبحنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان خير فرساننا اليوم أَبو قتادة، وخير رجالتنا سلمة، قال: ثم أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم سهمين، سهم الفارس، وسهم الراجل، فجمعهما لي جميعا، ثم أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم وراءه على العضباء، راجعين إلى المدينة، قال: فبينما نحن نسير، قال: وكان رجل من الأنصار لا يسبق شدا، قال: فجعل يقول: ألا مسابق إلى المدينة؟ هل من مسابق؟ فجعل يعيد ذلك، قال: فلما سمعت كلامه قلت: أما تكرم كريما، ولا تهاب شريفا؟ قال: لا، إلا أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قلت: يا رسول الله، بأبي وأمي، ذرني فلأسابق الرجل، قال: إن شئت، قال: قلت: اذهب إليك، وثنيت رجلي، فطفرت فعدوت، قال: فربطت عليه شرفا، أو شرفين، أستبقي نفسي، ثم عدوت في إثره، فربطت عليه شرفا، أو شرفين، ثم إني رفعت حتى ألحقه، قال: فأصكه بين كتفيه، قال: قلت: قد سبقت والله، قال: أنا أظن، قال: فسبقته إلى المدينة، قال: فوالله، ما

⦗ص: 375⦘

لبثنا إلا ثلاث ليال، حتى خرجنا إلى خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فجعل عمي عامر يرتجز بالقوم؛

تالله لولا الله ما اهتدينا

ولا تصدقنا ولا صلينا

ونحن عن فضلك ما استغنينا

فثبت الأقدام إن لاقينا

وأنزلن سكينة علينا

ص: 374

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من هذا؟ قال: أنا عامر، قال: غفر لك ربك، قال: وما استغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان يخصه إلا استشهد، قال: فنادى عمر بن الخطاب، وهو على جمل له: يا نبي الله، لولا ما متعتنا بعامر، قال: فلما قدمنا خيبر قال: خرج ملكهم مرحب يخطر بسيفه، ويقول:

قد علمت خيبر أني مرحب

شاكي السلاح بطل مجرب

إذا الحروب أقبلت تلهب

قال: وبرز له عمي عامر، فقال:

قد علمت خيبر أني عامر

شاكي السلاح بطل مغامر

قال: فاختلفا ضربتين، فوقع سيف مرحب في ترس عامر، وذهب عامر يسفل له، فرجع سيفه على نفسه، فقطع أكحله، فكانت فيها نفسه، قال سلمة: فخرجت، فإذا نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقولون: بطل عمل عامر، قتل نفسه، قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، فقلت: يا رسول الله، بطل عمل عامر؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال ذلك؟ قال: قلت: ناس من أصحابك، قال: كذب من قال ذلك، بل له أجره مرتين، ثم أرسلني إلى علي وهو أرمد، فقال: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، أو يحبه الله ورسوله، قال: فأتيت عليا، فجئت به أقوده، وهو أرمد، حتى أتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فبسق في عينيه فبرأ،

⦗ص: 376⦘

وأعطاه الراية، وخرج مرحب، فقال:

قد علمت خيبر أني مرحب

شاكي السلاح بطل مجرب

إذا الحروب أقبلت تلهب

ص: 375

فقال علي؛

أنا الذي سمتني أمي حيدره

كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره

قال: فضرب رأس مرحب فقتله، ثم كان الفتح على يديه»

(1)

.

- في روايتي ابن أبي شيبة (38029)، وأحمد (16653)، زادا في رجز عامر بيتا؛

إن الذين قد بغوا علينا

إذا أرادوا فتنة أبينا

أخرجه ابن أبي شيبة (32763) و 14/ 459 (38029) و 14/ 533 (38157) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، أَبو النضر. و «أحمد» 4/ 48 (16633) قال: حدثنا عبد الصمد. وفي 4/ 51 (16653) و 4/ 52 (16654) قال: حدثنا أَبو النضر هاشم بن القاسم

(2)

. و «مسلم» 5/ 189 (4702) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا هاشم بن القاسم (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا أَبو عامر العَقَدي (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرَّحمَن الدَّارِمي، وهذا حديثه، قال: أخبرنا أَبو علي الحنفي، عُبيد الله بن عبد المجيد. و «أَبو داود» (2752) قال: حدثنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا هاشم بن القاسم. و «ابن حِبَّان» (6935) قال: أخبرنا الفضل بن الحُبَاب الجُمحي، قال: حدثنا أَبو الوليد الطيالسي. وفي (7173) قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وفي (7175) قال: أخبرنا أَبو خليفة، قال: حدثنا أَبو الوليد الطيالسي.

(1)

اللفظ لمسلم (4702).

(2)

في الموضع الأول (16653) قال أحمد: حدثنا أَبو النضر، وفي الثاني (16654) قال: حدثنا هاشم بن القاسم.

ص: 376

خمستهم (هاشم بن القاسم، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وأَبو عامر العَقَدي، وأَبو علي الحنفي عُبيد الله بن عبد المجيد، وأَبو الوليد الطيالسي) عن عكرمة بن عمار، قال: حدثني إياس بن سلمة، فذكره

(1)

.

- أخرجه أحمد (16663 م) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا عمر بن راشد اليمامي، قال: حدثنا إياس بن سلمة بن الأكوع الأسلمي، عن أبيه، قال:

«بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن بايعه تحت الشجرة، ثم مررت به بعد ذلك، ومعه قوم، فقال: بايع يا سلمة، فقلت: قد فعلت، قال: وأيضا، فبايعته الثانية» مختصر

(2)

.

- وأخرجه أحمد (16609) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا عكرمة بن عمار، عن إياس بن سلمة، عن أبيه، قال:

«كان للنبي صلى الله عليه وسلم غلام يسمى رباحا» مختصر

(3)

.

- الروايات مطولة ومختصرة.

- جاء في «صحيح مسلم» 5/ 195 (4703) قال إبراهيم

(4)

: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، عن عكرمة بن عمار، بهذا الحديث، بطوله.

- وفي (4704) قال: وحدثنا أحمد بن يوسف الأزدي السلمي، قال: حدثنا النضر بن محمد، عن عكرمة بن عمار، بهذا.

(1)

المسند الجامع (4908)، وتحفة الأشراف (4524 و 4527)، وأطراف المسند (2661 و 2663 و 2664).

والحديث؛ أخرجه ابن الجارود (1153)، وأَبو عَوانة (6820: 6823 و 6829 و 6951)، والطبراني (6240 و 6243)، والبيهقي 9/ 131 و 10/ 17.

(2)

المسند الجامع (4920)، واستدركه محقق «أطراف المسند» 2/ 496.

(3)

المسند الجامع (4915).

(4)

هو إبراهيم بن محمد بن سفيان، أَبو إسحاق، النيسابوري، راوي «الصحيح» عن مسلم بن الحجاج، وشيخه محمد بن يحيى، هو الذُّهْلي، وهذا الطريق، والذي يليه، من زياداته على «صحيح مسلم» ، قال المِزِّي: قال إبراهيم بن محمد بن سفيان: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الصمد، وحدثنا أحمد بن يوسف الأزدي، قال: حدثنا النضر بن محمد، كلاهما عن عكرمة بن عمار، به. «تحفة الأشراف» (4542).

ص: 377

4546 -

عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع، أنه أخبره، قال:

«خرجت من المدينة، ذاهبا نحو الغابة، حتى إذا كنت بثنية الغابة، لقيني غلام لعبد الرَّحمَن بن عوف، قلت: ويحك، ما بك؟ قال: أخذت لقاح النبي صلى الله عليه وسلم؟ قلت: من أخذها؟ قال: غطفان وفزارة، فصرخت ثلاث صرخات، أسمعت ما بين لابتيها: يا صباحاه، يا صباحاه، ثم اندفعت حتى ألقاهم وقد أخذوها، فجعلت أرميهم وأقول:

أنا ابن الأكوع

واليوم يوم الرضع

فاستنقذتها منهم قبل أن يشربوا، فأقبلت بها أسوقها، فلقيني النبي صلى الله عليه وسلم ، فقلت: يا رسول الله، إن القوم عطاش، وإني أعجلتهم أن يشربوا سقيهم، فابعث في إثرهم، فقال: يا ابن الأكوع، ملكت فأسجح، إن القوم يقرون في قومهم»

(1)

.

- وفي رواية: «خرجت قبل أن يؤذن بالأولى، وكانت لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم ترعى بذي قرد، قال: فلقيني غلام لعبد الرَّحمَن بن عوف، فقال: أخذت لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: من أخذها؟ قال: غطفان، قال: فصرخت ثلاث صرخات: يا صباحاه، قال: فأسمعت ما بين لابتي المدينة، ثم اندفعت على وجهي، حتى أدركتهم بذي قرد، وقد أخذوا يسقون من الماء، فجعلت أرميهم بنبلي، وكنت راميا، وأقول:

أنا ابن الأكوع

واليوم يوم الرضع

فأرتجز، حتى استنقذت اللقاح منهم، واستلبت منهم ثلاثين بردة، قال: وجاء النبي صلى الله عليه وسلم والناس، فقلت: يا نبي الله، إني قد حميت القوم الماء، وهم عطاش، فابعث إليهم الساعة، فقال: يا ابن الأكوع، ملكت فأسجح، قال: ثم رجعنا، ويردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقته، حتى دخلنا المدينة»

(2)

.

(1)

اللفظ للبخاري (3041).

(2)

اللفظ لمسلم.

ص: 378

أخرجه أحمد (16628) قال: حدثنا مكي بن إبراهيم. وفي (16630) قال: حدثنا إبراهيم بن مهدي، قال: حدثنا حاتم، يعني ابن إسماعيل. و «البخاري» 4/ 66 (3041) قال: حدثنا المكي بن إبراهيم. وفي 5/ 130 (4194) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حاتم. و «مسلم» 5/ 189 (4701) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حاتم، يعني ابن إسماعيل. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (10748) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حاتم. و «ابن حِبَّان» (4529) قال: أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل، قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل.

كلاهما (مكي، وحاتم) عن يزيد بن أبي عبيد، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (4909)، وتحفة الأشراف (4540)، وأطراف المسند (2664).

والحديث؛ أخرجه الروياني (1131)، وأَبو عَوانة (6825: 6827)، والطبراني (6284)، والبيهقي 10/ 236، والبغوي (3804).

ص: 379

4547 -

عن يزيد بن أبي عبيد مولى سلمة بن الأكوع، عن سلمة بن الأكوع، قال:

«خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر، فتسيرنا ليلا، فقال رجل من القوم لعامر بن الأكوع: ألا تسمعنا من هنيهاتك؟ وكان عامر رجلا شاعرا، فنزل يحدو بالقوم، يقول:

اللهم لولا أنت ما اهتدينا

ولا تصدقنا ولا صلينا

فاغفر فداء لك ما اقتفينا

وثبت الأقدام إن لاقينا

وألقين سكينة علينا

إنا إذا صيح بنا أتينا

وبالصياح عولوا علينا

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من هذا السائق؟ قالوا: عامر، قال: يرحمه الله، فقال رجل من القوم: وجبت يا رسول الله، لولا أمتعتنا به، قال: فأتينا خيبر فحاصرناهم،

⦗ص: 380⦘

حتى أصابتنا مخمصة شديدة، ثم قال: إن الله فتحها عليكم، قال: فلما أمسى الناس مساء اليوم الذي فتحت عليهم، أوقدوا نيرانا كثيرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما هذه النيران؟ على أي شيء توقدون؟ فقالوا: على لحم، قال: أي لحم؟ قالوا: لحم حمر الإنسية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أهريقوها واكسروها، فقال رجل: أو يهريقوها ويغسلوها؟ فقال: أو ذاك، قال: فلما تصاف القوم كان سيف عامر فيه قصر، فتناول به ساق يهودي ليضربه، ويرجع ذباب سيفه فأصاب ركبة عامر، فمات منه، قال: فلما قفلوا، قال سلمة، وهو آخذ بيدي، قال: فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم ساكتا قال: ما لك؟ قلت له: فداك أبي وأمي، زعموا أن عامرا حبط عمله، قال: من قاله؟ قلت: فلان، وفلان، وأُسيد بن حُضير الأَنصاري، فقال: كذب من قاله، إن له لأجرين، وجمع بين إصبعيه، إنه لجاهد مجاهد، قل عربي مشى بها مثله»

(1)

.

(1)

اللفظ لمسلم (4691).

ص: 379

- وفي رواية: «خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر، فقال رجل منهم: أسمعنا يا عامر من هنيهاتك، فحدا بهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من السائق؟ قالوا: عامر، فقال: رحمه الله، فقالوا: يا رسول الله، هلا أمتعتنا به؟ فأصيب صبيحة ليلته، فقال القوم: حبط عمله، قتل نفسه، فلما رجعت، وهم يتحدثون أن عامرا حبط عمله، فجئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا نبي الله، فداك أبي وأمي، زعموا أن عامرا حبط عمله، فقال: كذب من قالها، إن له لأجرين اثنين، إنه لجاهد مجاهد، وأي قتل يزيده عليه»

(1)

.

- وفي رواية: «أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى نيرانا توقد، يوم خيبر، قال: على ما توقد هذه النيران؟ قالوا: على الحمر الإنسية، قال: اكسروها وأهرقوها، قالوا: ألا نهريقها ونغسلها؟ قال: اغسلوا»

(2)

.

⦗ص: 381⦘

أخرجه أحمد (16625) قال: حدثنا حماد. وفي 4/ 48 (16627) قال: حدثنا صفوان. وفي 4/ 50 (16640) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. و «البخاري» 3/ 136 (2477) قال: حدثنا أَبو عاصم الضحاك بن مخلد. وفي 5/ 130 (4196) قال: حدثنا عبد الله بن مَسلَمة، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل.

(1)

اللفظ لمسلم (4691).

(2)

اللفظ للبخاري (2477).

ص: 380

وفي (4196) و 8/ 35 (6148) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل. وفي 7/ 90 (5497) و 9/ 7 (6891) قال: حدثنا المكي بن إبراهيم. وفي 8/ 73 (6331) قال: حدثنا مُسدد، قال: حدثنا يحيى. و «مسلم» 5/ 185 (4691) و 6/ 65 (5058) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، ومحمد بن عباد، واللفظ لابن عباد، قالا: حدثنا حاتم، وهو ابن إسماعيل. وفي 6/ 65 (5059) قال: وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا حماد بن مَسعَدة، وصفوان بن عيسى (ح) وحدثنا أَبو بكر بن النضر، قال: حدثنا أَبو عاصم النبيل. و «ابن ماجة» (3195) قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرَّحمَن. و «ابن حِبَّان» (5276) قال: أخبرنا أَبو خليفة، قال: حدثنا مُسَدد بن مُسَرهد، عن يحيى القطان.

سبعتهم (حماد بن مَسعَدة، وصفوان بن عيسى، ويحيى بن سعيد القطان، وأَبو عاصم النبيل، وحاتم، والمكي، والمغيرة) عن يزيد بن أبي عبيد، فذكره

(1)

.

- قال أَبو عبد الله البخاري، عقب (2477): كان ابن أبي أويس يقول: «الحمر الأنسية» بنصب الألف والنون.

(1)

المسند الجامع (4903)، وتحفة الأشراف (4542)، وأطراف المسند (2663 و 2676).

والحديث؛ أخرجه أَبو عَوانة (6830 و 6831 و 6952 و 6953)، والطبراني (6294 و 6301)، والبيهقي 9/ 330 و 10/ 227، والبغوي (3805).

ص: 381

4548 -

عن عبد الرَّحمَن بن عبد الله بن كعب بن مالك، أن سلمة بن الأكوع قال:

«لما كان يوم خيبر، قاتل أخي قتالا شديدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فارتد عليه سيفه فقتله، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، وشكوا فيه: رجل

⦗ص: 382⦘

مات في سلاحه، وشكوا في بعض أمره، قال سلمة: فقفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر، فقلت: يا رسول الله، ائذن لي أن أرجز لك، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال عمر بن الخطاب: أعلم ما تقول، قال: فقلت؛

والله لولا الله ما اهتدينا

ولا تصدقنا ولا صلينا

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدقت

وأنزلن سكينة علينا

وثبت الأقدام إن لاقينا

والمشركون قد بغوا علينا

قال: فلما قضيت رجزي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال هذا؟ قلت: قاله أخي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يرحمه الله، قال: فقلت: يا رسول الله، إن ناسا ليهابون الصلاة عليه، يقولون: رجل مات بسلاحه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مات جاهدا مجاهدا».

قال ابن شهاب: ثم سألت ابنا لسلمة بن الأكوع، فحدثني عن أبيه مثل ذلك، غير أنه قال حين قلت: إن ناسا يهابون الصلاة عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذبوا، مات جاهدا مجاهدا، فله أجره مرتين، وأشار بإصبعيه

(1)

.

أخرجه أحمد (16617) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جُريج. و «مسلم» 5/ 186 و 187 (4692 و 4693) قال: حدثني أَبو الطاهر، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس.

(1)

اللفظ لمسلم.

ص: 381

و «النَّسَائي» في «الكبرى» (10292) قال: أخبرنا أحمد بن يحيى بن الوزير بن سليمان، قال: حدثنا ابن عفير، عن الليث، عن ابن مسافر.

ثلاثتهم (عبد الملك بن جُريج، ويونس بن يزيد، وعبد الرَّحمَن بن خالد بن مسافر) عن ابن شهاب، قال: أخبرني عبد الرَّحمَن بن عبد الله بن كعب بن مالك الأَنصاري، فذكره

(1)

.

⦗ص: 383⦘

- في رواية يونس، عند مسلم:«عن ابن شهاب، قال: أخبرني عبد الرَّحمَن، ونسبه غير ابن وهب، فقال: ابن عبد الله بن كعب بن مالك» .

- في رواية ابن مسافر: «عبد الرَّحمَن بن كعب بن مالك الأَنصاري» .

- أخرجه أَبو داود (2538) قال: حدثنا أحمد بن صالح. و «النَّسَائي» 6/ 30، وفي «الكبرى» (4343 و 10291) قال: أخبرنا عَمرو بن سَوَّاد. و «ابن حِبَّان» (3196) قال: أخبرنا ابن قتيبة، قال: حدثنا حَرملة بن يحيى.

ثلاثتهم (أحمد بن صالح، وعَمرو بن سواد، وحَرملة) عن عبد الله بن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني عبد الرَّحمَن، وعبد الله، ابنا كعب بن مالك، أن سلمة بن الأكوع قال:

«لما كان يوم خيبر، قاتل أخي قتالا شديدا، مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتد عليه سيفه فقتله، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، وشكوا فيه: رجل مات بسلاحه، قال سلمة: فقفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر، فقلت: يا رسول الله، أتأذن لي أن أرتجز بك، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: اعلم ما تقول، فقلت؛

والله لولا الله ما اهتدينا

ولا تصدقنا ولا صلينا

(1)

المسند الجامع (4904)، وتحفة الأشراف (4532)، وأطراف المسند (2663).

والحديث؛ أخرجه أَبو عَوانة (6832: 6835)، والطبراني (6225: 6230).

ص: 382

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدقت؛

فأنزلن سكينة علينا

وثبت الأقدام إن لاقينا

والمشركون قد بغوا علينا

فلما قضيت رجزي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال هذا؟ قلت: أخي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يرحمه الله، فقلت: يا رسول الله، والله، إن ناسا ليهابون الصلاة عليه، يقولون: رجل مات بسلاحه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مات جاهدا مجاهدا».

⦗ص: 384⦘

قال ابن شهاب: ثم سألت ابنا لسلمة بن الأكوع، فحدثني عن أبيه، مثل ذلك، غير أنه قال، حين قلت: إن ناسا ليهابون الصلاة عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذبوا، مات جاهدا مجاهدا، فله أجره مرتين، وأشار بإصبعيه»

(1)

.

- قال أَبو داود: قال أحمد: كذا قال هو، يعني ابن وهب، وعنبسة، يعني ابن خالد، جميعا عن يونس، قال أحمد: والصواب عبد الرَّحمَن بن عبد الله.

- قال أَبو عبد الرَّحمَن النَّسَائي: وهذا عندنا خطأ والصواب: عبد الرَّحمَن بن عبد الله بن كعب، عن سلمة بن الأكوع، والله أعلم.

(1)

اللفظ للنسائي 6/ 30.

ص: 383

- فوائد:

- قال الدارقُطني: أخرج مسلم، عن أبي الطاهر، عن ابن وهب، عن يونس، عن الزُّهْري، قال: أخبرني عبد الرَّحمَن، وعبد الله، ابنا كعب، عن سلمة بن الأكوع؛ لما كان يوم خيبر قاتل أخي.

وهذا يقال: إن ابن وهب وهم فيه، قد خالفه القاسم بن مبرور، رواه عن يونس، عن الزُّهْري، عن عبد الرَّحمَن بن كعب، عن سلمة، وهو الصواب.

وكذلك رواه غير واحد، عن الزُّهْري. «التتبع» (74).

- وقال المِزِّي: رواه أَبو صالح، عن الليث، وقال:«عبد الرَّحمَن بن عبد الله بن كعب» ، وكذلك رواه الزبيدي، عن الزُّهْري، وسلامة بن روح، عن عقيل، عن الزُّهْري.

ورواه موسى بن طارق، عن ابن جُريج، عن الزُّهْري، عن عبد الرَّحمَن بن كعب. «تحفة الأشراف» .

ص: 384

4549 -

عن إياس بن سلمة بن الأكوع؛ حدثني أبي، قال:

⦗ص: 385⦘

«غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا، فلما واجهنا العدو، تقدمت، فأعلو ثنية، فاستقبلني رجل من العدو، فأرميه بسهم، فتوارى عني، فما دريت ما صنع، ونظرت إلى القوم، فإذا هم قد طلعوا من ثنية أخرى، فالتقوا هم وصحابة النبي صلى الله عليه وسلم ، فولى صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ، وأرجع منهزما، وعلي بردتان، متزرا بإحداهما، مرتديا بالأخرى، فاستطلق إزاري، فجمعتهما جميعا، ومررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم منهزما، وهو على بغلته الشهباء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد رأى ابن الأكوع فزعا، فلما غشوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، نزل عن البغلة، ثم قبض قبضة من تراب من الأرض، ثم استقبل به وجوههم، فقال: شاهت الوجوه، فما خلق الله منهم إنسانا إلا ملأ عينيه ترابا، بتلك القبضة، فولوا مدبرين، فهزمهم الله، عز وجل، وقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائمهم بين المسلمين»

(1)

.

أخرجه مسلم 5/ 169 (4642). وابن حبان (6520) قال: أخبرنا أَبو يَعلى.

كلاهما (مسلم، وأَبو يَعلى) عن أبي خيثمة زهير بن حرب، قال: حدثنا عمر بن يونس الحنفي، قال: حدثنا عكرمة بن عمار، قال: حدثني إياس بن سلمة، فذكره

(2)

.

- في رواية أبي يَعلى: «عكرمة بن عمار، قال: حدثني ابن سلمة بن الأكوع» .

(1)

اللفظ لمسلم.

(2)

المسند الجامع (4905)، وتحفة الأشراف (4523).

والحديث؛ أخرجه الروياني (1150)، والبيهقي في «دلائل النبوة» 5/ 140.

ص: 384

4550 -

عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، قال:

«بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه إلى فزارة، وخرجت معه، حتى إذا دنونا من الماء، عرس أَبو بكر، حتى إذا صلينا الصبح، أمرنا فشننا الغارة، فوردنا الماء، فقتل أَبو بكر من قتل، ونحن معه، قال سلمة: فرأيت عنقا من الناس فيهم الذراري، فخشيت أن يسبقوني إلى الجبل، فأدركتهم، فرميت بسهم بينهم وبين الجبل، فلما رأوا السهم قاموا، فإذا امرأة من فزارة

⦗ص: 386⦘

عليها قشع من أدم، معها ابنة من أحسن العرب، فجئت أسوقهن إلى أَبي بكر، فنفلني أَبو بكر ابنتها، فلم أكشف لها ثوبا حتى قدمت المدينة، ثم باتت عندي فلم أكشف لها ثوبا حتى لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم في السوق، فقال: يا سلمة، هب لي المرأة، قال: يا رسول الله، لقد أعجبتني، وما كشفت لها ثوبا، قال: فسكت، حتى إذا كان الغد، لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم في السوق، ولم أكشف لها ثوبا، فقال: يا سلمة، هب لي المرأة، لله أَبوك، قال: قلت: هي لك يا رسول الله، قال: فبعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة، ففدى بها أسرى من المسلمين، كانوا في أيدي المشركين»

(1)

.

(1)

اللفظ لأحمد (16652).

ص: 385

- وفي رواية: «أنه غزا مع أَبي بكر، قال: فبيتنا المشركين، وكان شعارنا: أمت، قال: فقتلت سبعة أبيات بيدي، فنفلني أَبو بكر امرأة من بني فزارة، من أحسن العرب، فقدمت بها، فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هب لي المرأة، قلت: يا رسول الله، والله لقد أعجبتني، وما كشفت لها عن ثوب، ثم لقيته بعد ذلك في السوق، فقال: يا سلمة، هب لي المرأة، لله أَبوك، قلت: هي لك يا رسول الله، فأخذها فبعث بها إلى مكة، ففادى بها أسرى من المسلمين، كانوا في أيدي المشركين، وكانت لها أم عندهم»

(1)

.

- وفي رواية: «غزونا مع أَبي بكر هوازن، على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فنفلني جارية من بني فزارة، من أجمل العرب، عليها قشع لها، فما كشفت لها عن ثوب حتى أتيت المدينة، فلقيني النبي صلى الله عليه وسلم في السوق، فقال: لله أَبوك، هبها لي، فوهبتها له، فبعث بها، ففادى بها أسارى من أسارى المسلمين، كانوا بمكة»

(2)

.

- وفي رواية: «غزونا مع أَبي بكر هوازن، على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فأتينا

⦗ص: 387⦘

ماء لبني فزارة، فعرسنا، حتى إذا كان عند الصبح، شنناها عليهم غارة، فأتينا أهل ماء، فبيتناهم، فقتلناهم تسعة، أو سبعة، أبيات»

(3)

.

- وفي رواية: «أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا أبا بكر، فغزونا ناسا من المشركين، فبيتناهم، نقتلهم، وكان شعارنا تلك الليلة: أمت، أمت.

قال سلمة: فقتلت بيدي تلك الليلة سبعة أهل أبيات من المشركين»

(4)

.

(1)

اللفظ للنسائي (8612).

(2)

اللفظ لابن ماجة (2846).

(3)

اللفظ لابن ماجة (2840).

(4)

اللفظ لأبي داود (2638).

ص: 386

أخرجه ابن أبي شيبة (33743 و 33745) و 12/ 416 (33921) و 12/ 503 (34255) قال: حدثنا وكيع. و «أحمد» 4/ 46 (16611 و 16612) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن مهدي. وفي 4/ 46 (16616) قال: حدثنا بَهز. وفي 4/ 47 (16619) قال: حدثنا قران بن تمام. وفي 4/ 51 (16652) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. و «مسلم» 5/ 150 (4594) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا عمر بن يونس. و «ابن ماجة» (2840) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: أخبرنا وكيع. وفي (2846) قال: حدثنا علي بن محمد، ومحمد بن إسماعيل، قالا: حدثنا وكيع. و «أَبو داود» (2596) قال: حدثنا هَنَّاد، عن ابن المبارك. وفي (2638) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا عبد الصمد، وأَبو عامر. وفي (2697) قال: حدثنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا هاشم بن القاسم. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (8612) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا زيد بن حباب. وفي (8811) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: حدثني عبد الرَّحمَن بن مهدي. و «ابن حِبَّان» (4744) قال: أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع، قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وفي (4747) قال: أخبرنا أَبو خليفة، قال: حدثنا أَبو الوليد الطيالسي. وفي (4748) قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا عبد الله بن بكار. وفي (4860) قال: أخبرنا الفضل بن الحُبَاب، قال: حدثنا أَبو الوليد الطيالسي.

جميعهم (وكيع بن الجراح، وابن مهدي، وبَهز بن أسد، وقران، وهاشم،

⦗ص: 388⦘

وعمر، وعبد الله بن المبارك، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وأَبو عامر العَقَدي، وزيد، وأَبو الوليد، وابن بكار) عن عكرمة بن عمار، عن إياس بن سلمة، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (4906)، وتحفة الأشراف (4515 و 4516)، وأطراف المسند (2656).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (1039)، والروياني (1146 و 1147 و 1151)، وأَبو عَوانة (6657 و 6658)، والطبراني (6237: 6239)، والبيهقي 6/ 361 و 9/ 79 و 129، والبغوي (2699).

ص: 387

4551 -

عن إياس بن سلمة؛ حدثني أبي سلمة بن الأكوع، قال:

«غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هوازن، فبينا نحن نتضحى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل على جمل أحمر، فأناخه، ثم انتزع طلقا من حقبه، فقيد به الجمل، ثم تقدم يتغدى مع القوم، وجعل ينظر، وفينا ضعفة ورقة في الظهر، وبعضنا مشاة، إذ خرج يشتد، فأتى جمله، فأطلق قيده، ثم أناخه وقعد عليه، فأثاره، فاشتد به الجمل، فاتبعه رجل على ناقة ورقاء، قال سلمة: وخرجت أشتد، فكنت عند ورك الناقة، ثم تقدمت حتى كنت عند ورك الجمل، ثم تقدمت حتى أخذت بخطام الجمل فأنخته، فلما وضع ركبته في الأرض، اخترطت سيفي فضربت رأس الرجل، فندر، ثم جئت بالجمل أقوده، عليه رحله وسلاحه، فاستقبلني رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس معه، فقال: من قتل الرجل؟ قالوا: ابن الأكوع، قال: له سَلَبه أجمع»

(1)

.

- وفي رواية: «نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا، فجاء عين المشركين، ورسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يتصبحون، فدعوه إلى طعامهم، فلما فرغ الرجل، ركب على راحلته، ذهب مسرعا لينذر أصحابه، قال سلمة: فأدركته، فأنخت راحلته، وضربت عنقه، فغنمني رسول الله صلى الله عليه وسلم سلبه»

(2)

.

- وفي رواية: «جاء عين للمشركين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فلما طعم انسل، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي الرجل اقتلوا، قال: فابتدر القوم، قال:

⦗ص: 389⦘

وكان أبي يسبق الفرس شدا، قال: فسبقهم إليه، قال: فأخذ بزمام ناقته، أو بخطامها، قال: ثم قتله، قال: فنفله رسول الله صلى الله عليه وسلم سلبه»

(3)

.

(1)

اللفظ لمسلم.

(2)

اللفظ لأحمد (16634).

(3)

اللفظ لأحمد (16646).

ص: 388

- وفي رواية: «أتى النبي صلى الله عليه وسلم عين من المشركين، وهو في سفر، فجلس عند أصحابه يتحدث، ثم انفتل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اطلبوه واقتلوه، فقتله، فنفله سَلَبه»

(1)

.

- وفي رواية: «قام رجل من عند النبي صلى الله عليه وسلم فأخبر أنه عين للمشركين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قتله فله سَلَبه، قال: فأدركته، فقتلته، فنفلني رسول الله صلى الله عليه وسلم سلبه»

(2)

.

- وفي رواية: «من قتل فله السلب»

(3)

.

- وفي رواية: «بارزت رجلا، فقتلته، فنفلني رسول الله صلى الله عليه وسلم سلبه، فكان شعارنا مع خالد بن الوليد: أمت، يعني أقتل»

(4)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (33755) قال: حدثنا وكيع، عن أبي العميس. وفي 12/ 372 (33763) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا عكرمة بن عمار. وفي 14/ 532 (38155) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا عكرمة بن عمار. و «أحمد» 4/ 45 (16606) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا أَبو عميس. وفي 4/ 46 (16608) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا عكرمة بن عمار. وفي 4/ 49 (16634) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا عكرمة بن عمار. وفي (16638) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا عكرمة. وفي 4/ 50 (16646) قال: حدثنا جعفر بن عون، قال: حدثنا أَبو عميس. وفي 4/ 51 (16651) قال: حدثنا بَهز بن

⦗ص: 390⦘

أسد، قال: حدثنا عكرمة بن عمار.

(1)

اللفظ للبخاري (3051).

(2)

اللفظ لابن حبان (4839).

(3)

اللفظ لابن أبي شيبة (33755).

(4)

اللفظ للدارمي.

ص: 389

و «الدَّارِمي» (2608) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا وكيع، عن أبي عميس. و «البخاري» 4/ 69 (3051) قال: حدثنا أَبو نُعيم، قال: حدثنا أَبو العميس. و «مسلم» 5/ 150 (4593) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا عمر بن يونس الحنفي، قال: حدثنا عكرمة بن عمار. و «ابن ماجة» (2836) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا أَبو العميس، وعكرمة بن عمار. و «أَبو داود» (2653) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا أَبو نُعيم، قال: حدثنا أَبو عميس. وفي (2654) قال: حدثنا هارون بن عبد الله، أن هاشم بن القاسم، وهشاما حدثاهم، قالا: حدثنا عكرمة بن عمار. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (8624) قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عُبيد الله، قال: حدثنا شعيب بن حرب، قال: حدثنا عكرمة بن عمار. وفي (8793) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا جعفر بن عون، قال: أخبرنا أَبو عميس. و «ابن حِبَّان» (4839) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام، ببيروت، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن محمد بن سَلَّام، قال: حدثنا محمد بن ربيعة، عن أبي عميس. وفي (4843) قال: أخبرنا الفضل بن الحُبَاب الجُمحي، قال: حدثنا أَبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا عكرمة بن عمار.

كلاهما (أَبو العميس عتبة بن عبد الله، وعكرمة) عن إياس بن سلمة، فذكره

(1)

.

- في رواية أبي نعيم، عند أبي داود، قال: حدثنا أَبو عميس، عن ابن سلمة بن الأكوع، لم يُسَمِّه.

أخرجه ابن أبي شيبة (34256) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا أَبو العميس، عن إياس بن سلمة، عن أبيه، قال: كان شعارنا، مع خالد بن الوليد: أمت، أمت. «موقوف» .

(1)

المسند الجامع (4900 و 4901)، وتحفة الأشراف (4514 و 4517 و 4529)، وأطراف المسند (2652: 2654).

والحديث؛ أخرجه الروياني (1147 و 1162)، وأَبو عَوانة (6642: 6648)، والطبراني (6241 و 6272 و 6273)، والبيهقي 6/ 307 و 9/ 147، والبغوي (2709).

ص: 390

4552 -

عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، قال:

⦗ص: 391⦘

«بعثت قريش سهيل بن عَمرو، وحويطب بن عبد العزى، وحفص، إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليصالحوه، فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم سهيل، قال: قد سهل من أمركم، القوم يأتون إليكم بأرحامهم، وسائلوكم الصلح، فابعثوا الهدي، واظهروا بالتلبية، لعل ذلك يلين قلوبهم، فلبوا من نواحي العسكر، حتى ارتجت أصواتهم بالتلبية، قال: فجاؤوه فسألوا الصلح، قال: فبينما الناس قد توادعوا، وفي المسلمين ناس من المشركين، وفي المشركين ناس من المسلمين، فقيل: أَبو سفيان! فإذا الوادي يسيل بالرجال والسلاح، قال: قال إياس: قال سلمة: فجئت بستة من المشركين مسلحين أسوقهم، ما يملكون لأنفسهم نفعا، ولا ضرا، فأتينا بهم النبي صلى الله عليه وسلم فلم يسلب، ولم يقتل، وعفا، قال: فشددنا على ما في أيدي المشركين منا، فما تركنا فيهم رجلا منا إلا استنقذناه، قال: وغلبنا على من في أيدينا منهم، ثم إن قريشا أتت سهيل بن عَمرو، وحويطب بن عبد العزى، فولوا صلحهم، وبعث النبي صلى الله عليه وسلم عليا، وطلحة، فكتب علي بينهم: بسم الله الرَّحمَن الرحيم، هذا ما صالح عليه محمد رسول الله قريشا: صالحهم على أنه لا إغلال، ولا إسلال، وعلى أنه من قدم مكة من أصحاب محمد حاجا، أو معتمرا، أو يبتغي من فضل الله، فهو آمن على دمه وماله، ومن قدم المدينة من قريش مجتازا إلى مصر أَو إلى الشام، يبتغي من فضل الله، فهو آمن على دمه وماله، وعلى أنه من جاء محمدا من قريش فهو رد، ومن جاءهم من أصحاب محمد فهو لهم، فاشتد ذلك على المسلمين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من جاءهم منا فأبعده الله، ومن جاءنا منهم رددناه إليهم، يعلم الله الإسلام من نفسه يجعل الله له مخرجا، وصالحوه على أنه يعتمر عاما قابلا في مثل هذا الشهر، لا يدخل علينا بخيل، ولا سلاح، إلا ما يحمل المسافر في قرابه، فيمكث فيها ثلاث ليال، وعلى أن هذا الهدي حيث حبسناه فهو محله، لا يقدمه علينا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نحن نسوقه، وأنتم تردون وجهه» .

⦗ص: 392⦘

أخرجه ابن أبي شيبة (38006) قال: حدثنا عُبيد الله بن موسى، عن موسى بن عُبيدة، عن إياس بن سلمة، فذكره

(1)

.

(1)

أخرجه الطبري 21/ 293.

ص: 390

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ موسى بن عُبيدة الرَّبَذي، ليس بثقةٍ. انظر فوائد الحديث رقم (10561).

ص: 392

4553 -

عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، قال:

«بعثت قريش خارجة بن كرز يطلع لهم طليعة، فرجع حامدا يحسن الثناءَ، فقالوا له: إِنك أَعرابي، قعقعوا لك السلاح، فطار فؤادك، فما دريت ما قيل لك وما قلت، ثم أَرسلوا عروة بن مسعود، فجاءَه، فقال: يا محمد، ما هذا الحديث؟ تدعو إِلى ذات الله، ثم جئْت قومك بأَوباش الناس، من تعرف ومن لا تعرف، لتقطع أَرحامهم، وتستحل حرمتهم ودماءَهم وأَموالهم، فقال: إِني لم آت قومي إِلا لأَصل أَرحامهم، يبدلهم الله بدين خير من دينهم، ومعايش خير من معايشهم، فرجع حامدا يحسن الثناءَ.

قال: قال إِياس، عن أَبيه: فاشتد البلاءُ على من كان في يد المشركين من المسلمين، قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر، فقال: يا عمر، هل أَنت مبلغ عني إِخوانك من أُسارى المسلمين؟ فقال: لا يا نبي الله، والله ما لي بمكة من عشيرة، غيري أَكثر عشيرة مني، فدعا عثمان فأَرسله إِليهم، فخرج عثمان على راحلته، حتى جاءَ عسكر المشركين، فعيبوا به، وأَساؤوا له القول، ثم أَجاره أَبان بن سعيد بن العاص، ابن عمه، وحمله على السرج وردفه، فلما قدم، قال: يا ابن عم، ما لي أَراك متحشفا؟ أَسبل، قال: وكان إِزاره إِلى نصف ساقيه، فقال له عثمان: هكذا إِزرة صاحبنا، فلم يدع أَحدا بمكة من أُسارى المسلمين، إِلا أَبلغهم ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال سلمة: فبينما نحن قائِلون، نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أَيها الناس، البيعة، البيعة، نزل روح القدس، قال: فسرنا إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو تحت شجرة، (سمرة)، فبايعناه، وذلك قول الله: {لقد رضي الله عن المؤمنين إِذ يبايعونك

⦗ص: 393⦘

تحت الشجرة} قال: فبايع لعثمان إِحدى يديه على الأُخرى، فقال الناس: هنيئًا لأَبي عبد الله، يطوف بالبيت ونحن هاهنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو مكث كذا وكذا سنة، ما طاف حتى أَطوف».

(1)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (32709) و 14/ 442 (38007) قال: حدثنا عُبيد الله بن موسى، عن موسى بن عُبيدة، قال: حدثني إياس بن سلمة، فذكره

(2)

.

(1)

لفظ (38007).

(2)

مَجمَع الزوائد 9/ 84.

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (145)، والطبراني (144).

ص: 392

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ موسى بن عُبيدة الرَّبَذي، ليس بثقةٍ. انظر فوائد الحديث رقم (10561).

ص: 393

4554 -

عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة، أنه دخل على الحجاج، فقال: يا ابن الأكوع، ارتددت على عقبيك، تعربت؟ قال:

«لا، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن لي في البدو»

(1)

.

- وفي رواية: «أنه استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في البدو، فأذن له»

(2)

.

أخرجه أحمد (16622) و 4/ 54 (16660) قال: حدثنا حماد بن مَسعَدة. و «البخاري» 9/ 52 (7087) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حاتم. و «مسلم» 6/ 27 (4856) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حاتم، يعني ابن إسماعيل. و «النَّسَائي» 7/ 151، وفي «الكبرى» (7761) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل.

كلاهما (حماد، وحاتم) عن يزيد بن أبي عبيد، فذكره

(3)

.

- زاد البخاري، عقبه: وعن يزيد بن أبي عبيد، قال: لما قتل عثمان بن عفان،

⦗ص: 394⦘

خرج سلمة بن الأكوع إلى الربذة، وتزوج هناك امرأة، وولدت له أولادا، فلم يزل بها، حتى قبل أن يموت بليال، فنزل المدينة.

(1)

اللفظ للبخاري.

(2)

اللفظ لأحمد.

(3)

المسند الجامع (4911)، وتحفة الأشراف (4539)، وأطراف المسند (2666).

والحديث؛ أخرجه أَبو عَوانة (7213 و 7214)، والطبراني (6298)، والبيهقي 9/ 19.

ص: 393

4555 -

عن إياس بن سلمة بن الأكوع، أن سلمة قدم المدينة، فلقيه بُريدة بن الحُصَيب، فقال: ارتددت عن هجرتك يا سلمة؟ فقال:

«معاذ الله، إني في إذن من رسول الله صلى الله عليه وسلم إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ابدوا يا أسلم، فتنسموا الرياح، واسكنوا الشعاب، فقالوا: إنا نخاف يا رسول الله أن يضرنا ذلك في هجرتنا؟ قال: أنتم مهاجرون حيث كنتم» .

أخرجه أحمد (16668) قال: حدثنا يحيى بن غَيلان، قال: حدثنا المفضل، يعني ابن فضالة، قال: حدثني يحيى بن أيوب، عن عبد الرَّحمَن بن حَرملة، عن سعيد بن إياس بن سلمة بن الأكوع، أن أباه حدثه، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (4910)، وأطراف المسند (2666)، ومَجمَع الزوائد 5/ 253.

والحديث؛ أَخرجه القاسم بن سَلَّام في «الأموال» (540)، والبخاري في «التاريخ الكبير» 1/ 21، وابن أَبي خيثمة في «تاريخه» 2/ 2/ 686، وابن أَبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (2372)، والطبراني (6265)، من طريق سعيد بن أَبي مريم، عن يحيى بن أَيوب، عن عبد الرَّحمن بن حَرملة، عن محمد بن إِياس بن سلمة بن الأَكوع، أَن أَباه حدثه، به.

ص: 394

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ لجهالة سعيد بن إِياس.

- ويحيى بن أَيوب الغَافِقي، أَبو العباس المِصري، لا يُحتج به. انظر فوائد الحديث رقم (190).

- وقال المِزِّي: إياس بن سلمة بن الأَكوع الأَسلمي، روى عنه ابنه سعيد بن إياس بن سلمة بن الأَكوع. «تهذيب الكمال» 3/ 403.

ص: 394

4556 -

عن يزيد مولى سلمة بن الأكوع، عن سلمة بن الأكوع، قال:

«أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، فقال: أنتم أهل بدونا، ونحن أهل حضركم» .

أخرجه أحمد (16669) قال: حدثنا يحيى بن غَيلان، قال: حدثنا المفضل بن فضالة، قال: حدثني يحيى بن أيوب، عن بكير بن عبد الله

(1)

، عن يزيد مولى سلمة بن الأكوع، فذكره

(2)

.

(1)

في النسخ الخطية التي اعتمدناها في تحقيق «مسند أحمد» : «بكر بن عبد الله» ، وكذلك في «جامع المسانيد والسنن» 5/ 461 (3762)، وأثبتناه عن «أطراف المسند» 2/ 498 (2683)، وبمراجعة «تهذيب الكمال» 32/ 206 و 4/ 244 وقفنا على أن الذي روى عن يزيد بن أبي عبيد مولى سلمة، وروى عنه يحيى بن أيوب، هو: بكير بن عبد الله بن الأشج، والله تعالى أعلم.

(2)

المسند الجامع (4912)، وأطراف المسند (2683)، ومَجمَع الزوائد 5/ 254.

ص: 395

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ يحيى بن أَيوب الغَافِقي، أَبو العباس المِصري، لا يُحتج به. انظر فوائد الحديث رقم (190).

ص: 395

4558 -

عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، قال:

«خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة، فأصابنا جهد، حتى هممنا أن ننحر بعض ظهرنا، فأمر نبي الله صلى الله عليه وسلم فجمعنا مزاودنا، فبسطنا له نطعا، فاجتمع زاد القوم على النطع، قال: فتطاولت لأحزره كم هو، فحزرته كربضة العنز، ونحن أربع عشرة مئة، قال: فأكلنا حتى شبعنا جميعا، ثم حشونا جربنا، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: فهل من وضوء؟ قال: فجاء رجل بإداوة له، فيها نطفة، فأفرغها في قدح، فتوضأنا كلنا، ندغفقه دغفقة، أربع عشرة مئة، قال: ثم جاء بعد ذلك ثمانية، فقالوا: هل من طهور؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فرغ الوضوء» .

أخرجه مسلم 5/ 139 (4539) قال: حدثني أحمد بن يوسف الأزدي، قال: حدثنا النضر، يعني ابن محمد اليمامي، قال: حدثنا عكرمة، وهو ابن عمار، قال: حدثنا إياس بن سلمة، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (4914)، وتحفة الأشراف (4522).

والحديث؛ أخرجه الروياني (1161)، وأَبو عَوانة (6491)، والطبراني (6244)، والبيهقي في «دلائل النبوة» 4/ 118.

ص: 396

4559 -

عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع، قال:

«كان لعلي قد تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في خيبر، وكان رمدا، فقال: أنا أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فخرج علي فلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فلما كان مساء الليلة التي فتحها الله في صباحها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأعطين الراية، أو ليأخذن بالراية، غدا، رجل يحبه

⦗ص: 397⦘

الله ورسوله، أو قال: يحب الله ورسوله، يفتح الله عليه، فإذا نحن بعلي، وما نرجوه، فقالوا: هذا علي، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية، ففتح الله عليه»

(1)

.

أخرجه البخاري 4/ 53 (2975) و 5/ 18 (3702) قال: حدثنا قتيبة. وفي 5/ 134 (4209) قال: حدثنا عبد الله بن مَسلَمة. و «مسلم» 7/ 122 (6303) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد.

كلاهما (قتيبة، وعبد الله) عن حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لمسلم.

(2)

المسند الجامع (4916)، وتحفة الأشراف (4543).

والحديث؛ أخرجه الطبراني (6287)، والبيهقي 6/ 362.

ص: 396

4560 -

عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، قال:

«لقد قدت بنبي الله صلى الله عليه وسلم والحسن والحسين، بغلته الشهباء، حتى أدخلتهم حجرة النبي صلى الله عليه وسلم ، هذا قدامه، وهذا خلفه»

(1)

.

أخرجه مسلم 7/ 130 (6340) قال: حدثني عبد الله بن الرومي اليمامي، وعباس بن عبد العظيم العنبري. و «التِّرمِذي» (2775) قال: حدثنا عباس العنبري. و «ابن حِبَّان» (5618) قال: أخبرنا أَبو يَعلى، قال: حدثنا عبد الله بن الرومي.

كلاهما (عبد الله، وعباس) عن النضر بن محمد، قال: حدثنا عكرمة بن عمار، قال: حدثنا إياس بن سلمة، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لمسلم.

(2)

المسند الجامع (4917)، وتحفة الأشراف (4518).

والحديث؛ أخرجه الطبراني (6247).

ص: 397

4561 -

عن يزيد بن أبي عبيد، قال: رأيت أثر ضربة في ساق سلمة، فقلت: يا أبا مسلم، ما هذه الضربة؟ فقال:

⦗ص: 398⦘

«هذه ضربة أصابتني يوم خيبر، فقال الناس: أصيب سلمة، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فنفث فيه ثلاث نفثات، فما اشتكيتها حتى الساعة»

(1)

.

أخرجه أحمد (16629). و «البخاري» 5/ 133 (4206). و «أَبو داود» (3894) قال: حدثنا أحمد بن أبي سريج الرازي. و «ابن حِبَّان» (6510) قال: أخبرنا أَبو يَعلى، قال: حدثنا أَبو خيثمة.

أربعتهم (أحمد بن حنبل، والبخاري، وأحمد بن أبي سريج، وأَبو خيثمة) عن المكي بن إبراهيم، قال: حدثنا يزيد بن أبي عبيد، فذكره

(2)

.

- في رواية أبي خيثمة: «يوم حنين» بدل: «يوم خيبر» .

(1)

اللفظ للبخاري.

(2)

المسند الجامع (4918)، وتحفة الأشراف (2546)، وأطراف المسند (2677).

والحديث؛ أخرجه الروياني (1139)، والبيهقي في «دلائل النبوة» 4/ 251، والبغوي (3806).

ص: 397

4562 -

عن يزيد بن أبي عبيد، قال: سمعت سلمة بن الأكوع يقول:

«غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم سبع غزوات، وخرجت فيما يبعث من البعوث تسع غزوات، مرة علينا أَبو بكر، ومرة علينا أُسامة»

(1)

.

- وفي رواية: «غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم سبع غزوات، فذكر خيبر، والحُدَيبيَة، ويوم حنين، ويوم القرد. قال يزيد: ونسيت بقيتهم»

(2)

.

- وفي رواية: «غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات، ومع زيد بن حارثة تسع غزوات، أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا»

(3)

.

- وفي رواية قتيبة، عند مسلم، في كلتيهما:«سبع غزوات» .

أخرجه أحمد (16658) قال: حدثنا حماد بن مَسعَدة. و «البخاري» 5/ 144 (4270) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حاتم.

(1)

اللفظ للبخاري (4270).

(2)

اللفظ للبخاري (4273).

(3)

اللفظ لابن حبان.

ص: 398

وفي 5/ 144 (4271)

⦗ص: 399⦘

قال: وقال عمر بن حفص بن غياث

(1)

: حدثنا أبي. وفي (4272) قال: حدثنا أَبو عاصم الضحاك بن مخلد. وفي (4273) قال: حدثنا محمد بن عبد الله، قال: حدثنا حماد بن مَسعَدة. و «مسلم» 5/ 200 (4724) قال: حدثنا محمد بن عباد، قال: حدثنا حاتم، يعني ابن إسماعيل. وفي (4725) قال: وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حاتم. و «ابن حِبَّان» (7174) قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نُمير، قال: حدثنا أَبو عاصم.

أربعتهم (حماد، وحاتم، وحفص بن غياث، وأَبو عاصم) عن يزيد بن أبي عبيد، فذكره

(2)

.

(1)

قال ابن حجر: قوله: «وقال عمر بن حفص» ، أي ابن غياث، وهو من شيوخ البخاري، وربما حدث عنه بواسطة، وهذا الحديث قد وصله أَبو نُعيم في «المستخرج» من طريق أبي بشر، إسماعيل بن عبد الله، عن عمر بن حفص، به. «فتح الباري» 7/ 518.

(2)

المسند الجامع (4919)، وتحفة الأشراف (4544)، وأطراف المسند (2682).

والحديث؛ أخرجه الروياني (1136)، وأَبو عَوانة (6954 و 6955)، والطبراني (6282 و 6283)، والبيهقي 9/ 40، والبغوي (3941).

ص: 398

4563 -

عن عبد الرَّحمَن بن رَزين، قال: مررنا بالربذة، فقيل لنا: هذا سلمة بن الأكوع رضي الله عنه، فأتيناه فسلمنا عليه، فأخرج يديه، فقال:

«بايعت بهاتين نبي الله صلى الله عليه وسلم» .

فأخرج كفا له ضخمة، كأنها كف بعير، فقمنا إليه فقبلناها

(1)

.

- وفي رواية: أنه نزل الربذة، هو وأصحاب له، يريدون الحج، قيل لهم: هاهنا سلمة بن الأكوع، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيناه فسلمنا عليه، ثم سألناه، فقال:

«بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي هذه» .

⦗ص: 400⦘

وأخرج لنا كفه، كفا ضخمة، قال: فقمنا إليه، فقبلنا كفيه جميعا

(2)

.

أخرجه أحمد (16666) قال: حدثنا يونس. و «البخاري» في «الأدب المفرد» (973) قال: حدثنا ابن أبي مريم.

كلاهما (يونس بن محمد المُؤَدِّب، وسعيد بن الحكم، ابن أبي مريم) عن عطاف بن خالد، قال: حدثني عبد الرَّحمَن بن رَزين، فذكره

(3)

.

- في رواية يونس: «حدثنا العطاف، قال: حدثني عبد الرَّحمَن» قال أحمد بن حنبل: وقال غير يونس: «ابن رَزين» .

(1)

اللفظ للبخاري في «الأدب المفرد» .

(2)

اللفظ لأحمد.

(3)

المسند الجامع (4921)، وأطراف المسند (2669)، ومَجمَع الزوائد 8/ 42.

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «الأوسط» (657).

ص: 399

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال الدارقُطني: عبد الرَّحمَن، يعني ابن رَزين، مجهول. «السُّنن» (765).

- وقال الدارقُطني: عَطَّاف بن خالد المخزومي، مدني، ضعيف. «الضعفاء والمتروكين» (426).

ص: 400

4564 -

عن يزيد بن أبي عبيد، قال: حدثني سلمة بن الأكوع، قال:

«خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم من أسلم، وهم يتناضلون في السوق، فقال: ارموا يا بني إسماعيل، فإن أباكم كان راميا، ارموا، وأنا مع بني فلان، لأحد الفريقين، فأمسكوا أيديهم، فقال: ارموا، قالوا: يا رسول الله، كيف نرمي وأنت مع بني فلان؟ قال: ارموا، وأنا معكم كلكم»

(1)

.

أخرجه أحمد (16643) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. و «البخاري» 4/ 38 (2899) قال: حدثنا عبد الله بن مَسلَمة، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل. وفي 4/ 147 (3373) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حاتم. وفي 4/ 180 (3507) قال: حدثنا مُسدد، قال: حدثنا يحيى. و «ابن حِبَّان» (4693 و 4694) قال: أخبرنا أَبو خليفة، قال: حدثنا مُسَدد بن مُسَرهد، عن يحيى القطان.

كلاهما (يحيى، وحاتم) عن يزيد بن أبي عبيد، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (4922)، وتحفة الأشراف (4550)، وأطراف المسند (2679).

والحديث؛ أخرجه الروياني (1126)، والطبراني (6292 و 6293)، والبيهقي 10/ 17، والبغوي (2640).

ص: 400

4565 -

عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«أسلم سالمها الله، وغفار غفر الله لها، أما والله ما أنا قلته، ولكن الله قاله» .

- لفظ معاوية: «أسلم سالمها الله، وغفار غفر الله لها» .

أخرجه ابن أبي شيبة (33149) قال: حدثنا معاوية بن هشام. و «أحمد» 4/ 48 (16632) قال: حدثنا عبد الصمد.

كلاهما (معاوية، وعبد الصمد) عن عمر بن راشد اليمامي، قال: حدثنا إياس بن سلمة بن الأكوع، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (4923)، وأطراف المسند (2660)، ومَجمَع الزوائد 10/ 46.

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (1040)، والروياني (1159)، والطبراني (6255).

ص: 401

- فوائد:

- قلنا: إسناده ضعيفٌ؛ عمر بن راشد، أَبو حفص اليمامي، ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (15498).

- وأخرجه ابن عَدي في «الكامل» 6/ 30، في مناكير عمر بن راشد.

ص: 401

- كتاب الفتن

4566 -

عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من سل علينا السيف، فليس منا»

(1)

.

- وفي رواية: «من حمل علينا السلاح، فليس منا»

(2)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (29533) قال: حدثنا مصعب بن المقدام، عن عكرمة بن عمار. و «أحمد» 4/ 46 (16614) قال: حدثنا بَهز، قال: حدثنا عكرمة بن عمار. وفي 4/ 54 (16656) قال: حدثنا أَبو النضر، قال: حدثنا أيوب بن عُتبة. و «الدَّارِمي» (2679) قال: أخبرنا أَبو الوليد، قال: حدثنا عكرمة بن عمار. و «مسلم» 1/ 69 (194) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، وابن نُمير، قالا: حدثنا مصعب، وهو ابن المقدام، قال: حدثنا عكرمة بن عمار. و «ابن حِبَّان» (4588) قال: أخبرنا أَبو خليفة، قال: حدثنا أَبو الوليد، عن عكرمة بن عمار.

⦗ص: 402⦘

كلاهما (عكرمة، وأيوب) عن إياس بن سلمة، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (16614).

(2)

اللفظ لابن حبان.

(3)

المسند الجامع (4898)، وتحفة الأشراف (4521)، وأطراف المسند (2658).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (1037)، وأَبو عَوانة (159)، والطبراني (6242 و 6249 و 6251)، والبغوي (2565).

ص: 401

4567 -

عن إياس بن سلمة بن الأكوع، حدثني أبي، قال:

«عدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا موعوكا، قال: فوضعت يدي عليه، فقلت: والله ما رأيت كاليوم رجلا أشد حرا، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بأشد حرا منه يوم القيامة؟ هذينك الرجلين الراكبين المقفيين، لرجلين حينئذ من أصحابه» .

أخرجه مسلم 8/ 124 (7143) قال: حدثني عباس بن عبد العظيم العنبري، قال: حدثنا أَبو محمد، النضر بن محمد بن موسى اليمامي، قال: حدثنا عكرمة، قال: حدثنا إياس، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (4924)، وتحفة الأشراف (4526).

والحديث؛ أخرجه الطبراني (6248)، والبيهقي 8/ 198.

ص: 402