المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

ومن نسابي "كلب": "محمد بن السائب" الكلبي، وابنه "هشام بن - المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام - جـ ١٥

[جواد علي]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الخامس عشر

- ‌الفصل السادس عشر بعد المئة: الفن الجاهلي

- ‌العمارة

- ‌الفصل السابع عشر بعد المئة: القصور والمحافد والاطام

- ‌مدخل

- ‌الأعمدة والأسطوانات:

- ‌الفصل الثامن عشر بعد المئة:‌‌ الخزفوالزجاج والبلور

- ‌ الخزف

- ‌الفصل التاسع عشر بعد المئة: الفنون الجميلة

- ‌مدخل

- ‌التصوير:

- ‌الفصل العشرون بعد المئة: أمية الجاهليين

- ‌الفصل الحادي والعشرون بعد المئة: الخط العربي

- ‌مدخل

- ‌الخط العربي:

- ‌الفصل الثاني والعشرون بعد المائة: المسند ومشتقاته

- ‌مدخل

- ‌أصل القلم المسند:

- ‌القلم اللحياني:

- ‌الخط الثمودي:

- ‌الأبجدية الصفوية:

- ‌الترقيم:

- ‌الفصل الثالث والعشرون بعد المائة: الكتابة والتدوين

- ‌الفصل الرابع والعشرون بعد المائة: الدراسة والتدريس

- ‌الكتاتيب:

- ‌مواد الدراسة:

- ‌الكاتب:

- ‌الفصل الخامس والعشرون بعد المائة: الكتاب والعلماء

- ‌مدخل

- ‌الملاحن والألغاز:

- ‌الفصل السادس والعشرون بعد المائة: الفلسفة والحكمة

- ‌مدخل

- ‌الحكمة:

- ‌الفصل السابع والعشرون بعد المائة: الأمثال

- ‌فهرس الجزء الخامس عشر:

الفصل: ومن نسابي "كلب": "محمد بن السائب" الكلبي، وابنه "هشام بن

ومن نسابي "كلب": "محمد بن السائب" الكلبي، وابنه "هشام بن محمد بن السائب"، و"شرقي بن القطامي"1، و"الشرقي بن القطامي"، اسمه "الوليد بن الحصين"، وقد اتهم بالكذب2. وقد ذكر "الجاحظ" و"ابن النديم" أسماء عدد ممن عرفوا باشتغالهم بالأنساب.

وقد برز بعض النسابين في ذكر مثالب الناس، وقد كان "عقيل بن أبي طالب" منهم، كما ذكرت. ويذكر أن "زياد بن أبيه" كان أول من ألّف كتابًا في المثالب، ودفعه إلى ولده، قائلًا لهم: استظهروا به على العرب فإنهم يكفون عنكم3. ومن طلاب المثالب وناشرها بين الناس "أبو عبيدة معمر بن المثنى" التيمي، من تيم قريش. وكان مكروهًا فلما مات لم يحضر جنازته أحد؛ لأنه لم يكن يسلم منه شريف ولا غيره4.

وعدّ الشعر عند أهل الجاهلية علمًا من علومهم، يقوم عندهم "مقام الحكمة وكثير العلم"، "ولم يكن لهم شيء يرجعون إليه من أحكامهم وأفعالهم إلا الشعر. فيه كانوا يختصمون وبه يتمثلون، وبه يتفاضلون ويتقاسمون، وبه يتناضلون، وبه يمدحون ويعابون"5. وقد أوردوا أسماء أشخاص عرفوا بسعة علمهم وبتبحرهم بالشعر.

1 البيان والتبيين "1/ 322".

2 الفهرست "138".

3 الفهرست "137"، "المقالة الثالثة"، تهذيب الأسماء واللغات للنووي "1/ 259" كتاب المعارف لابن قتيبة "176"، بروكلمن "250".

4 الفهرست "85".

5 اليعقوبي "2/ 230"، "النجف 1964م".

ص: 334

‌الملاحن والألغاز:

ومما أثر عن أهل الجاهلية مما يتعلق باستعمال الذكاء والفطنة واختبار العلم، الملاحن والألغاز. واللحن عند العرب الفطنة. وقد وضع "ابن دريد" كتابًا في الملاحن، سماه:"كتاب الملاحن"1 وقد كانت العرب تتعمد الملاحن وتقصدها، إذا أرادت التورية أو "التعمية"2. وقد ذكر أهل الأخبار أنهم

1 المزهر "1/ 567 وما بعدها".

2 المصدر نفسه.

ص: 334

استعملوها استعمال "الشفرة"، أو الرسائل السرية المعماة في نقل الأخبار، كالذي رووه من أن طيئًا أسرت رجلًا شابًّا من العرب، فقدم أبوه وعمه ليفدياه، فاشتطوا عليهما في الفداء، فأعطيا لهم به عطيّة لم يرضوها، فقال أبوه: لا والذي جعل الفرقدين يمسيان ويصبحان على جبلي طيء لا أزيدكم على ما أعطيتكم، ثم انصرفا.

فقال الأب للعم: لقد ألقيتُ إلى ابني كليمة، لئن كان فيه خير لينجون. فما لبث أن نجا وأطرد قطعة من إبلهم، فكأن أباه قال له: إلزم الفرقدين على جبلي طيء فإنهما طالعان عليهما لا يبغيان عنه1.

ورووا قصصًا أخرى من هذا القبيل2، تحلل تحايل الناس إذ ذاك في كيفية إبلاغ خبر، أو إيصال رسالة من أسير وقع في أسر، أو من شخص اعتدى عليه. أو من رجل طعن، فأراد إبلاغ قومه باسم طاعنه. فيعمد الشخص إلى الكلام المعمى الدال على سذاجة، لإيصاله إلى أهله، لعلمه بأن في وسع أهله استنباط ألغازه وحل معماه.

وأما الألغاز، فهي لامتحان الذكاء في الغالب، ولتمضية الوقت والتسلية. وتكون شعرًا كما تكون نثرًا3. و"الأُلغوزة" ما يعمى به من الكلام4.

1 المزهر "1/ 567".

2 المزهر "1/ 568 وما بعدها".

3 المزهر "1/ 578 وما بعدها".

4 تاج العروس "4/ 78"، "اللغز".

ص: 335