الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعرضوا عَلَيْهِ مَا من الْغَنَائِم أَصَابُوا
ثمَّ لَقِي جمعهم فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَام فَأَبَوا عَلَيْهِ فَقَاتلهُمْ فَانْهَزَمُوا مِنْهُ ثمَّ أجابوه إِلَى مَا دعاهم إِلَيْهِ وَقَالُوا نَحن على من وَرَاءَنَا من الْقَوْم وبذلوا الزَّكَاة وأذعنوا إِلَى الصَّلَاة وَالصَّوْم
ثمَّ أَمر بِجمع أَصْنَاف الْغَنَائِم وَضمّهَا فَأخْرج الْخمس وَقسم الْبَاقِي على مُقْتَضى المعدلة وَحكمهَا ثمَّ قفل فَوَافى النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بِمَكَّة قد قدمهَا لحج بَيت الله الْحَرَام
(سَار بِأَمْر النَّبِي محتفلا
…
نجل أبي طَالب إِلَى الْيمن)
(فَأَنْذر الْقَوْم ثمَّ جاهدهم
…
مُجْتَهدا فِي إِقَامَة السّنَن)
(فآمنوا طَاعَة لدعوته
…
وعرجوا عَن إثارة الْفِتَن)
(مهلا بلغت المدى فكم لَك من
…
فضل على النَّاس يَا أَبَا الْحسن)
حجَّة الْوَدَاع سنة عشر من الْهِجْرَة
أجمع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم على الْحَج فِي ذِي الْقعدَة وَأعلم الْمُسلمين بحركته الْمُبَارَكَة وعرفهم قَصده وَقدم النَّاس عَلَيْهِ يتمسكون بأذياله ويأتمون بأقواله المرشدة وأفعاله
فَخرج من الْمَدِينَة مغتسلا وَظهر متجردا فِي إِزَار ورداء مترجلا واستخلف عَلَيْهَا أَبَا دُجَانَة وَأخرج نِسَاءَهُ المتحليات بعقود الصيانة والديانة وَصلى الظّهْر بِذِي الحليفة قصرا وَنشر للهدي بإشعاره وتقليده ذكرا
ثمَّ ركب نَاقَته وَأحرم من ذَلِك الْيَوْم وَاخْتلفت فِي صفة إهلاله أَقْوَال الْقَوْم وَمضى يقطع الْمنَازل وَيتبع الْعُنُق بِالنَّصِّ على البوازل حَتَّى أَتَى سرف بِمن مَعَه من طيبَة ثمَّ دخل مَكَّة من كداء حَتَّى انْتهى إِلَى بَاب بني شيبَة
فَلَمَّا رأى الْبَيْت رفع يَده دَاعيا ثمَّ طَاف بِهِ مضطبعا وَبَين الصَّفَا والمروة ساعيا
ثمَّ خرج إِلَى منى يَوْم التَّرويَة وَبَات بهَا مُعْلنا التَّلْبِيَة ثمَّ عَاد إِلَى عَرَفَات فَوقف على رَاحِلَته بالهضبات ثمَّ دفع بعد الْغُرُوب إِلَى الْمزْدَلِفَة وَبَات بهَا بِمن قُلُوبهم على محبته مؤتلفة فَلَمَّا صلى الصُّبْح وَقضى من الْموقف بقزح أربه مضى قبل طُلُوع الشَّمْس ملبيا حَتَّى رمى جَمْرَة الْعقبَة
ثمَّ نحر هَدْيه وَحلق رَأسه بمنى ثمَّ أَفَاضَ طَائِفًا بِالْبَيْتِ عَارِفًا بِمن شيد وَبنى وَقضى مَنَاسِك الْحَج وَحل من الْإِحْرَام وخطب بعد ظهر النَّحْر خطْبَة بَين فِيهَا الْحَلَال وَالْحرَام والتقط النَّاس من دُرَر أَلْفَاظه الثمينة ثمَّ ودع الْبَيْت وَانْصَرف رَاجعا إِلَى الْمَدِينَة
(سَار إِلَى مَكَّة خير الورى
…
من طيبَة فِي السّنة الْعَاشِرَة)
(فأوضح السبل لمن أمهَا
…
بِالنورِ من آيَاته الباهره)
(وَبَين الْحَج وأركانه
…
وَالسّنَن المأثورة الزاهره)
(وأرشد النَّاس إِلَى مَا بِهِ
…
يرقون فِي الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَه)
(صلى عَلَيْهِ الله مَا غردت
…
وَرْقَاء فِي أوراقها الناضره)