الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(فَلَمَّا أَرَادَ الله إِظْهَار دينه
…
على رغم أنف الْمُشْركين بِهِ ظهر)
أَمر قُرَيْش مَعَ أبي طَالب
لما خَاطب النَّبِي صلى الله عليه وسلم قومه بِالْإِسْلَامِ وصدع بِمَا أَمر بِهِ من قبل الْملك العلام لم يردوا عَلَيْهِ وَلم يبعدوا مِمَّا جنح إِلَيْهِ فَلَمَّا عَابَ أصنامهم وسفه آراءهم وأحلامهم عادوه وَأَجْمعُوا خِلَافه وناكروه وأضمروا إِتْلَافه فذب عَنهُ عَمه أَبُو طَالب وَمنعه من شَرّ المستخفي مِنْهُم والسارب
فَمشى إِلَيْهِ جمَاعَة من أَشْرَافهم وذكروه بِمَا أَصَابَهُم من سبّ آلِهَتهم وتضليل أسلافهم وكلموه فِي كف ابْن أَخِيه عَنْهُم فردهم بِالَّتِي هِيَ أحسن خيفة مِنْهُم
ثمَّ إِنَّهُم تضاعفوا بعد ذَلِك وأوقعهم الشّرك فِي شرك المهالك فَمَشَوْا إِلَيْهِ مرّة أُخْرَى وَقَالُوا لَا نستطيع على هَذَا صبرا وأغلظوا لَهُ فِي الْمقَال وخيروه بَين الرُّجُوع عَن ابْن أَخِيه والنزال فأظهر لَهُم نجدة وجلدا وَقَالَ وَالله لَا أسلمه لشَيْء أبدا
فحمى وطيس الضراوة وحقب الْأَمر واشتدت الْعَدَاوَة ووثبوا على ضعفاء الْمُسلمين يؤذونهم ويفتنونهم عَن دينهم ويعذبونهم
فَقَامَ أَبُو طَالب فِي بني هَاشم ودعاهم إِلَى نصر الْمَظْلُوم وَكسر الظَّالِم فَأَجَابُوهُ يَسِيرُونَ إِلَى مَا دعاهم إِلَيْهِ سيرا {ورد الله الَّذين كفرُوا بغيظهم لم ينالوا خيرا}
وَفِي ذَلِك يَقُول أَبُو طَالب من أَبْيَات
(إِذا اجْتمعت يَوْمًا قُرَيْش لمفخر
…
فعبد منَاف سرها وصميمها)
(وَإِن حصلت أَنْسَاب عبد منافها
…
فَفِي هَاشم أَشْرَافهَا وقديمها)
(وَإِن فخرت يَوْمًا فَإِن مُحَمَّدًا
…
هُوَ الْمُصْطَفى من سرها وكريمها)
(تداعت قُرَيْش غثها وسمينها
…
علينا فَلم تظفر وطاشت حلومها) وَفِيه يَقُول من كلمة طَوِيلَة
(كَذبْتُمْ وَبَيت الله يبزي مُحَمَّد
…
وَلما نطاعن دونه ونناضل)
(ونسلمه حَتَّى نصرع حوله
…
ونذهل عَن أَبْنَائِنَا والحلائل)
(وَمَا ترك قوم لَا أَبَا لَك سيدا
…
أَخا ثِقَة حامي الْحَقِيقَة باسل)