الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر الْمُهَاجِرين إِلَى الْحَبَشَة أَولا وَثَانِيا سنة خمس من النُّبُوَّة
خرج من الصَّحَابَة اثْنَا عشر رجلا وَأَرْبع نسْوَة سرا حَيْثُ سمعُوا من قُرَيْش مَا يكْرهُونَ ولقوا مِنْهُم شرا حَتَّى انْتَهوا إِلَى الشعيبة البحرية فوجدوا بهَا قوما ذَوي أثنية عطرية فرفقوا بهم وحملوهم وَإِلَى أَرض الْحَبَشَة فِي السَّفِينَة نقلوهم
وَخرجت قُرَيْش فِي طَلَبهمْ فَلم يصلوا من اللحاق بهم إِلَى إربهم فَلَمَّا قدمُوا إِلَى الأَرْض الْمَذْكُورَة جاوروا ملكا بهَا سيرته مشكورة وَأَقَامُوا آمِنين على أنفسهم وَدينهمْ مشتغلين بِعبَادة هاديهم ومعينهم
ثمَّ سمعُوا أَن قُريْشًا أَسْلمُوا وتأخروا عَن هوة الْهوى وأحجموا فعادوا إِلَى مَكَّة وَرَجَعُوا فَلَمَّا دخلوها وجدوا الْأَمر بِخِلَاف مَا سمعُوا فَاشْتَدَّ عَلَيْهِم الْقَوْم وقابلوهم بالتعنيف واللوم فَأذن لَهُم النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِالْخرُوجِ فَخَرجُوا وَإِلَى عشهم الَّذِي أَتَوا مِنْهُ درجوا
وَكَانُوا ثَلَاثَة وَثَمَانِينَ من الرِّجَال وثماني عشرَة من ذَوَات الحجال أَقَامُوا عِنْد النَّجَاشِيّ حينا من الدَّهْر وَهُوَ يحسن إِلَيْهِم ويتفضل عَلَيْهِم فِي السِّرّ والجهر
فَلَمَّا بلغتهم الْهِجْرَة الشَّرِيفَة وأتى لَهُم خبر النقلَة المنيفة رَجَعَ بَعضهم إِلَى ناصب علم تمييزهم وَتَأَخر الْبَاقُونَ إِلَى أَن كتب الْملك بتجهيزهم فحملهم فِي السَّفِينَة حسب الْأَمر إِلَى الْمَدِينَة وَمِمَّا قَالَ عبد الله بن الْحَارِث بِأَرْض الْحَبَشَة
(يَا رَاكِبًا بلغن عني مغلغلة
…
من كَانَ يَرْجُو بَلَاغ الله وَالدّين)
(إِنَّا وجدنَا بِلَاد الله وَاسِعَة
…
تنجي من الذل والمخزاة والهون)
(فَلَا تُقِيمُوا على ذل الْحَيَاة وخزي
…
فِي الْمَمَات وعيب غير مَأْمُون)
(إِنَّا اتَّبعنَا رَسُول الله واطرحوا
…
قَول النَّبِي وغالوا فِي الموازين)