الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِعَمَّارٍ وَهُوَ يَبْنِي الْمَسْجِدَ: «وَيْحَكَ إِنَّكَ لَحَرِيصٌ عَلَى الأَجْرِ وَلَتَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ» ؟ قَالَ: بَلَى.
قَالَ: فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُ؟! .
قَالَ: وَيْحَكَ مَا تَزَالُ تَدْحَضُ فِي بَوْلِكَ أَنَحْنُ قَتَلْنَاهُ؟ ! إِنَّمَا قَتَلَهُ مَنْ جَاءَ بِهِ!!!
بَابُ: مَا جَاءَ فِي يَزِيدَ
1784 -
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقِ بْنِ أَسْمَاءَ الْجَرْمِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: لَمَّا أَرَادَ مُعَاوِيَةَ أَنْ يَسْتَخْلِفَ يَزِيدَ بَعَثَ إِلَى عَامِلِ الْمَدِينَةِ أَنْ أَفِدْ إِلَيَّ مَنْ تَشَاءُ.
قَالَ: فَوَفَدَ إِلَيْهِ عَمْرَو بْنَ حَزْمٍ الأَنْصَارِيَّ فَاسْتَأْذَنَ فَجَاءَ صَاحِبُ مُعَاوِيَةَ يَسْتَأْذِنُ فَقَالَ: هَذَا عَمْرٌو قَدْ جَاءَ يَسْتَأْذِنُ.
فَقَالَ: مَا جَاءَ بِهِمْ إِلَيَّ؟ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ جَاءَ يَطْلُبُ مَعْرُوفَكَ.
فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: إِنْ كُنْتَ صَادِقًا فَلْيَكْتُبْ مَا شَاءَ فَأَعْطِهِ مَا شَاءَ وَلا أَرَاهُ.
قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيْهِ الْحَاجِبُ فَقَالَ: مَا حَاجَتُكَ؟ اكْتُبْ مَا شِئْتَ.
فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ أَجِيءُ إِلَى بَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَأُحْجَبُ عَنْهُ!! أُحِبُّ أَنْ أَلْقَاهُ فَأُكَلِّمُهُ.
فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِلْحَاجِبِ: عِدْهُ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا إِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ فَلْيَجِئْ.
قَالَ: فَلَمَّا صَلَّى مُعَاوِيَةُ الْغَدَاةَ أَمَرَ بِسَرِيرٍ فَجُعِلَ فِي إِيَوانِ لَهُ ثُمَّ أَخْرَجَ النَّاسَ عَنْهُ فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ أَحَدٌ إِلا كُرْسِيٌّ وُضِعَ لِعَمْرٍو فَجَاءَ عَمْرٌو فَاسْتَأْذَنَ فَأُذِنَ لَهُ
فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ثُمَّ جَلَسَ عَلَى الْكُرْسِيِّ.
فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: مَا حَاجَتُكَ؟ قَالَ: فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: لَعَمْرِي لَقَدْ أَصْبَحُ ابْنُ مُعَاوِيَةَ وَاسِطَ الْحَسَبِ فِي قُرَيْشٍ غَنِيًّا عَنْ الْمَالِ إِلا عَنْ كُلِّ خَيْرٍ وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَسْتَرْعِ عَبْدًا رَعِيَّةً إِلا وَهُوَ سَائِلُهُ عَنْهَا» .
قَالَ: فَأَخَذَ مُعَاوِيَةُ رَبْوَةً وَأَخَذَ يَتَنَفَّسُ فِي غَدَاةِ قَرٍّ وَجَعَلَ يَمْسَحُ الْعَرَقَ عَنْ وَجْهِهِ ثَلاثًا ثُمَّ أَفَاقَ.
فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّكَ امْرَءٌ نَاصِحٌ قُلْتَ بِرَأْيِكَ بَالِغُ مَا بَلَغَ وَإِنَّهُ لَمْ يَبْقَ إِلا ابْنِي وَأَبْنَاؤُهُمْ وَابْنِي أَحَقُّ مِنْ أَبْنَائِهِمْ.
مَا حَاجَتُكَ؟ قَالَ: مَا لِي حَاجَةٌ.
قَالَ: ثُمَّ قَالَ لَهُ أُخْوَةٌ: إِنَّمَا جِئْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ نَضْرِبُ أَكْبَادَهَا مِنْ أَجْلِ كَلِمَاتٍ؟!.
قَالَ: مَا جِئْتُ إِلا لِكَلِمَاتٍ.
قَالَ: فَأَمَرَ لَهُمْ بِجَوَائِزِهِمْ.
قَالَ: وَخَرَّجَ لِعَمْرٍو مِثْلَهُ.
1785 -
حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لا يَزَالُ أَمْرُ أُمَّتِي قَائِمًا بِالْقِسْطِ حَتَّى يَكُونَ أَوَّلُ مَنْ يَثْلِمُهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ يُقَالَ لَهُ يَزِيدُ» .