المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[باب اسم الإشارة] : - أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك - ت هبود - جـ ١

[ابن هشام النحوي]

الفصل: ‌[باب اسم الإشارة] :

[باب اسم الإشارة] :

هذا باب أسماء الإشارة:

[ألفاظ الإشارة] :

والمشار إليه إما واحد، أو اثنان، أو جماعة، وكل واحد منها إما مذكر وإما مؤنث، فللمفرد المذكر "ذا"1، وللمفرد المؤنث عشرة، وهي: ذي، وتي، وذه، وته، وذه، وته، وذه، وته وذات، وتا، وللمثنى ذان، وتان رفعا، وذين وتين جرا ونصبا، ونحو:{إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَان} 2، مؤول3، ولجمعهما:"أولاء" ممدودا

1 ويضاف: إلى "ذا""ذاء" بهمزة مكسورة بعد الألف "وذانه" بهاء مكسورة بعد الهمزة المكسورة و"ذاؤه" بهاء مضمومة بعد همزة مضمومة، قال الراجز:

هذاؤه الدفتر خير دفتر

في كف قرم ماجد مصور

يروي بكسر الهاء وضمها، وفي كتاب أبي الحسن الهيثم، إنما حركت الهاء فيهما للضرورة، والأصل فيهما ذاء وألفه أصلية عند البصريين لا زائدة، خلافا للكوفيين، وهو ثلاثي الأصل، حذفت لامه على الأصح، لا عينه، وعينه مفتوحة لا ساكنة على الأصح، و"آلك" بهمزة ممدودة بعدها لام ثم كاف.

شرح التصريح: 1/ 126، وحاشية الصبان: 1/ 138.

2 "20" سورة، طه، الآية:63.

موطن الشاهد: {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} .

وجه الاستشهاد: مجيء "هذان" على هيئة الرفع، والظاهر يقتضي أن تكون "هذين" غير أن للنحاة آراء في هذه المسألة، كما أوضحنا في التأويل التالي.

3 وتأويله إما على حذف اسم إن ضمير شأن على حد إن يك زيد مأخوذ واللام داخلة على مبتدأ محذوف، والأصل: إنه هذان لهما ساحران، أو على أن، "إن" بمعنى: نعم، وهي لا تعمل شيئا؛ لأنها حرف تصديق، فلا اسم لها ولا خيرا، أو على أنه جاء على لغة خثعم، فإنهم لا يقلبون ألف المثنى ياء في حالتي النصب والجر وعلى أن الألف الموجودة ألف المفرد، وألف التثنية، حذفت؛ لِاجتماع الألفين، وألف المفرد، لا تقلب ياء، أو على أنه جيء به على أول أحواله، وهو الرفع، كما في "اثنان" قبل التركيب، أو على أن "إن" نافية بمعنى ما واللام بمعنى إلا الإيجابية كما يقول به الكوفيون، أو على أنه مبني؛ لِدلالته على معنى الإشارة، واختاره ابن الحاجب.

شرح التصريح: 1/ 127.

ص: 139

عند الحجازيين ومقصورا عند تميم1 ويقل مجيئه لغير العقلاء كقوله: [الكامل]

42-

والعيش بعد أولئك الأيام2

1 وقيس، وربيعة، وأسد، ذكر ذلك الفراء في لغات القرآن، ولم يخصه بتميم.

2 القائل هو جرير بن عطية الخطفي، وقد مرت ترجمته.

تخريج الشاهد: هذا عجز بيت، وصدره قوله:

ذم المنازل بعد منزلة اللوى

وهو من قصيدة مطلعها:

سرت الهموم فبتن غير نيامِ

وأخو الهموم يروم كل مرامِ

والبيت الشاهد من شواهد: التصريح: 1/ 128، وابن عقيل:"23/ 1/ 132" والأشموني: "77/ 1/ 63"، والمقتضب للمبرد: 1/ 185، وشرح المفصل: 3/ 126، 333، 4/ 36، وخزانة الأدب: 2/ 467، والعيني: 1/ 408، وشرح شواهد الشافية للبغدادي: 167، وديوان جرير برواية الأقوام.

المفردات الغريبة: المنازل: جمع منزل أول منزلة وهي مكان النزول. اللوى مكان في بني سليم، كان معدا للحكومة، وكانت فيه موقعة، كان الظفر فيها لبني ثعلبة، على بني يربوع.

المعنى: يطلب الشاعر إلى مخاطبه، أن يذم جميع الأماكن بعد مفارقة هذا المكان، وأن يذم كذلك الحياة بعد تلك الأيام الماضية، التي قضاها في ذلك الموضع.

الإعراب: ذم: فعل أمر، ويجوز تحريكه بالحركات الثلاث، فإن حُرك بالفتح، فطلبا للتخفيف، وإن حرك بالضم، فلاتِّباع آخره لأوله، وإن حرك بالكسر، فعلى ما هو الأصل في التخلص من التقاء الساكنين. والفاعل: أنت، المنازل: مفعول به. اللوى: مضاف إليه. والعيش: الواو عاطفة. العيش: اسم معطوف على المنازل منصوب مثله. "بعد" متعلق بـ "ذم"، أو بمحذوف حال من "المنازل" أولئك: مضاف إليه، مبني على الكسر، في محل جر؛ لأن اسم إشارة، والكاف للخطاب، الأيام: بدل أو عطف بيان، أو صفة لاسم الإشارة، والمشهور أن الاسم المعرف بعد الإشارة، يعرب بدلا من اسم الإشارة، وهو الأفضل.

موطن الشاهد: "أولئك الأيام".

ص: 140

[الإشارة إلى البعيد] :

وإذا كان المشار إليه بعيدا لحقته كاف حرفية تتصرف تصرف الكاف الاسمية غالبا، ومن غير الغالب:{ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُم} 1، ولك أن تزيد قبلها لاما2،

= وجه الاستشهاد: أشير إلى الأيام بـ "أولئك" على هذه الرواية والأيام: جمع لغير العقلاء، فدل ذلك، على أنه، يجوز الإشارة بـ "أولئك" لغير العقلاء، وحكم ذلك قليل ونادر، غير أنه جاء في التنزيل:{إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا} . وأما بالنسبة إلى الشاهد، ففيه رواية أخرى، ذكرها ابن هشام، وهي:

"والعيش بعد أولئك الأقوام" وحينئذ، فلا شاهد في البيت، وزعم ابن عطية أن هذه الرواية هي الصواب، وأن الطبري غلط إذ أنشده الأيام وأن الزجاج اتبعه في هذا الغلط".

ورواية "النقائض" لمحمد بن حبيب "الأقوام"، وهذا، ما يؤيد كلام ابن عطية.

انظر حاشية الصبان على الأشموني: 1/ 139، وشرح التصريح: 1/ 128.

1 58 سورة المجادلة، الآية:12.

موطن الشاهد: {ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ} .

وجه الاستشهاد: التحاق "الكاف" في "ذا" لكون المشار إليه بعيدا؛ لأن أسماء الإشارة، لا تضاف، وهذه الكاف، تتصرف تصرف الكاف الاسمية؛ لِيتبين بها أحوال المخاطب من الإفراد، والتثنية، والجمع، والتذكير، والتأنيث، كما يتبين بها، لو كانت اسما، فتفتح للمخاطب، وتكسر للمخاطبة انظر شرح التصريح: 1/ 128.

2 قالوا في المفرد المذكر: "ذلك" وشاهده، قوله تعالى:{ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيه} وفي المفردة المؤنثة: تلك، وشاهده قوله تعالى:{تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيم} ، وقالوا:"تالك" بزيادة لام وكاف اسم الإشارة الموضوع لكل منهما، وشاهده قول القطامي:

تعلم أن بعد الغي رشدا

وأن لتالك الغمر انقشاعا

وأصل لام البعد هذه أن تكون ساكنة، فلما قالوا:"ذلك" التقى ساكنان، الألف اسم الإشارة واللام، فكسروا اللام للتخلص من التقاء الساكنين، وكانت الحركة هي الكسرة؛ لأنها الأصل في التخلص من التقاء الساكنين ولما قالوا "تيلك" اجتمع الساكنان" فحذفوا الياء؛ للتخلص منهما، ولأن الكسرة التي قبلها تدل عليها شرح التصريح: 1/ 128.

ص: 141

إلا في التثنية مطلقا، وفي الجمع في لغة من مده1، وفيما سبقته "ها" وبنو تميم لا يأتون باللام مطلقا2.

[الإشارة إلى المكان] :

ويشار إلى المكان القريب3 بهنا أو هاهنا، نحو:{إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} 4، وللبعيد بهناك أو ههناك أو هنالك أو هنا أو هنا أو هنت أو ثم، نحو:{وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِين} 5.

1 وهم الحجازيون، وفي لغة بعض من قصره، وهم التميميّون.

2 لا في مفرد، ولا في مثنى، ولا في جمع، حكاه الفراء عنهم، وتقيد الجمع بلغة من مده احترازا من لغة من يقصره غير التميميين، كقيس وربيعة، وأسعد، وأسد، فإنهم يأتون باللام، قال شاعرهم:

أولالك قومي لم يكونوا أُشابة

وهل يعظ الضليل إلا أولالكا

والأشابة بضم الهمزة: الأخلاط من الناس، يريد أن قومه من أب واحد.

شرح التصريح: 1/ 129، وانظر حاشية الصبان: 1/ 140-142.

3 هذا يعني أن هذه الألفاظ لا يشار بها إلا إلى المكان، في حين أن الألفاظ السابقة، يشار بها إلى المكان، وإلى غير المكان، تقول: هذا المكان طيب الهواء، وهذه الأمكنة فسيحة الأرجاء.

4 "5" سورة المائدة، الآية:24.

موطن الشاهد: "ههنا".

وجه الاستشهاد: مجيء اسم الإشارة "هنا" دالا على المكان القريب، و"الهاء" للتنبيه.

5 "26" سورة الشعراء، الآية:64.

موطن الشاهد: "ثم".

وجه الاستشهاد: مجيء "ثم" اسم إشارة دالا على البعيد.

ص: 142