المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ خضوعنا للفكر الغربي - الموجز في مراجع التراجم والبلدان والمصنفات وتعريفات العلوم

[محمود محمد الطناحي]

فهرس الكتاب

- ‌الموجز

- ‌ خضوعنا للفكر الغربي

- ‌أصل الداء

- ‌الحقيقة الأولى: "أنه لا يغني كتاب عن كتاب

- ‌أ- السيرة النبوية والمغازي

- ‌ب - كتب الدلائل والشمائل والخصائص

- ‌ج- تراجم الصحابة والتابعين

- ‌د- تراجم القراء

- ‌هـ - تراجم المفسرين

- ‌وتراجم المحدثين والرواة

- ‌ز- تراجم الفقهاء والأصوليين الحنفية

- ‌ح- تراجم الشيعة والمعتزلة

- ‌ط- تراجم الزهاد والصوفية

- ‌ي- تراجم اللغويين والنحاة

- ‌ك- تراجم الأباء والشعراء

- ‌ل- تراجم الأطباء والفلاسفة

- ‌م- تراجم القضاء

- ‌ن- تراجم الخلفاء

- ‌ص - تراجم الوزراء

- ‌ع- تراجم المؤرخين

- ‌ف- تراجم النسابين

- ‌ض- تراجم النساء

- ‌ق- التراجم على البلدان

- ‌ر- التراجم على القرون

- ‌س- التراجم العامة

- ‌التراجم المرتبة على السنين

- ‌التراجم المرتبة على الأسماء

- ‌ت- تراجم أهل المغرب والأندلس

- ‌ث- المراجع الهادية

- ‌خ-أنساب العرب

- ‌ذ-الأنساب بوجه عام

- ‌ظ-مراجع البلدان والمواضع والمياه والجبال

- ‌غ- علم قوائم الكتب والفنون أو الببليوجرافيا العربية

- ‌ش- تعريفات العلوم ومصطلحاتها

الفصل: ‌ خضوعنا للفكر الغربي

الثقافية، وإن شئت فقل إنه من باب (الضحك على الذقون) - كما نقول في العامية المصرية - وإلهاء الطفل بدمية أو قطعة حلوى لاستدراجه إلى أن يسمع لك ويدور في فلكك، وحتى يعطي المقادة من نفسه معصوب العينين، مشلول الخطى كالذي وقع في أخذة الساحر.

وآية ذلك أنهم على كثة ما ترجوا لأدبائنا لم يعترفوا لواحد منهم بريادة أو نباهة ترشحه للحصول على جائزة من جوائزهم، كجائزة نوبل مثلاً.

ثم كانت البلية التي دونها كل بلية في‌

‌ خضوعنا للفكر الغربي

في درس علوم اللسان العربي؛ نحواً وصرفاً ولغة. وما كان ينبغي لهذه العلوم أن تخضع لتلك التأثيرات الغربية (1) ؛ لأن درسها قائم على نصوصنا من القرآن الكريم وكلام العرب الفحصاء، والشعر العربي في عصور الاحتجاج به. والمصنفون في علوم اللسان العربي قد أوفوا على الغاية من وضع الأصول والمطولات والمختصرات والمتون. حتى أصول هذا العلم الذي نقله اللغويون المحدثون عن الغرب، وأكثروا الضجيج حوله، وهو (علم الأصوات) ، وأقاموا له المعامل والتسجيلات، وقد وضعت أصوله عربية خالصة، منذ الخليل بن أحمد الفراهيدي، وسيبويه، ثم نما على يد أبي علي الفارسي، وتلميذه أبي الفتح بن جنى، ومن جاء بعدهما، وهو من قبل ذلك ومن بعده يعرفه اصغر شيخ في كتاب من كتاتيب القرى المصرين، ويلقنه للصغار، ويعالج أصوله معهم بالتلقى والمحاكاة، واجلس

(1) إلا ما يكون من بعض الظواهر التي تلتقي فيها اللغات، ويظهر فيها التأثير والتأثر، وما إلى ذلك من نشأة الأصوات واللغات وتدرجها وتطورها، كالذي تراه في مباحث علم اللغة والمقارن، فكل ذلك مما لا يشك عاقل في فائدته وجدواه.

ص: 14

إلى واحد من هؤلاء الأشياخ، وانظر إلى حركة فكيه وشفتيه وجريان لسانه، في إعطاء كل حرف حقه ومستحقه، من الهمس والجهر، والإظهار والإخفاء، والفك والإدغام، والترقيق والتفخيم، وكيف يخرج من أحدهما إلى الآخر، في مثل قوله تعالى:{ولا يشفعون إلا لمن ارتضى} صورة الأنبياء 28 - وأنظر كيف يفخم الراء ثم يخرج إلى ترقيق التاء، ثم يعود إلى تفخيم الضاد، ويمضى في ذلك كله في سهولة ويسر، دون استكراه أو إعنات. وكان شيخنا الجليل الشيخ عامر السيد عثمان - أحسن الله إليه - يأخذنا إلى تفرقة دقيقة لطيفة، في الوقف على الراء من قوله تعالى {فكيف كان عذابي ونذر} وقوله تعالى:{كذبت ثمود بالنذر} - سورة 16 -

23 -

فالراء الأولى يوقف عليها بترقيق لطيف يشعر بالياء المحذوفة؛ لأن أصلها {ونذرى} (1) . أما الراء الثانية فيوقف عليها بالتفخيم الخاص؛ لأنها جمع نذير. فهل وجدت شيئاً من هذا في معامل الأصوات؟

أما (النبر) الذي شغبوا به ونازعوا حوله، وأن اللغويين الأوائل لم يعرفوه، فقد عرفه قراء القرآن الكريم، بالتلقي أيضاً، ويسميه بعض القراء:(التخليص) أي تخليص مقطع من مقطع، أو قراءة الكلمة على مقطع واحد، وتلقيت عن شيخي الشيخ عامر السيد عثمان، من ذلك الكثير، منه قوله تعالى:{فسقى لهما ثم تولى إلى الظل} - سورة القصص 24 - وقوله: {فقست قلوبهم} - سورة الحديد 16 - وقوله: {وساء لهم يوم القيامة حملا} سورة طه 101.

(1) بإثبات الياء. وهي رواية ورش عن نافع. السبعة لابن مجاهد ص618.

ص: 15