الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الضاد
(ضبح) : وَالْعادِياتِ ضَبْحاً قيل الضبح صوت أنفاس الفرس تشبيها بالضباح وهو صوت الثعلب، وقيل هو حفيف العدو وقد يقال ذلك للعدو، وقيل الضبح كالضبع وهو مد الضبع فى العدو، وقيل أصله إحراق العود وشبه عدوه كتشبيهه بالنار فى كثرة حركتها.
(ضحك) : الضحك انبساط الوجه وتكشر الأسنان من سرور النفس ولظهور الأسنان عنده سميت مقدمات الأسنان الضواحك واستعير الضحك للسخرية وقيل ضحكت منه ورجل ضحكة يضحك من الناس وضحكة لمن يضحك منه، قال: وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ- إِذا هُمْ مِنْها يَضْحَكُونَ- تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ ويستعمل فى السرور المجرد نحو: مُسْفِرَةٌ ضاحِكَةٌ- فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا- فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً قال الشاعر:
يضحك الضبع لقتلى هذيل
…
وترى الذئب لها تستهل
واستعمل للتعجب المجرد تارة ومن هذا المعنى قصد من قال الضحك يختص بالإنسان وليس يوجد فى غيره من الحيوان، قال: ولهذا المعنى قال: وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى - وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ وضحكها كان للتعجب أيضا بدلالة قوله: أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ويدل على ذلك أيضا قوله: أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ إلى قوله: عَجِيبٌ وقول من قال حاضت فليس ذلك تفسير لقوله: فَضَحِكَتْ كما تصوره بعض المفسرين فقال ضحكت بمعنى حاضت وإنما ذكر ذلك تنصيصا لحالها وأن اللَّه جعل ذلك أمارة لما بشرت به فحاضت فى الوقت ليعلم أن حملها ليس بمنكر إذ كانت المرأة ما دامت تحيض فإنها تحبل، وقول الشاعر فى صفة روضة.
يضاحك الشمس منها كوكب شرق
فإنه شبه تلألوها بالضحك ولذلك سمى البرق العارض ضاحكا، والحجر يبرق ضاحكا وسمى البلح حين يتفتق ضاحكا، وطريق صحوك واضح، وضحك الغدير تلألأ من امتلائه وقد أضحكته.
(ضحى) : الضحى انبساط الشمس وامتداد النهار وسمى الوقت به قال:
وَالشَّمْسِ وَضُحاها- إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها- وَالضُّحى وَاللَّيْلِ- وَأَخْرَجَ ضُحاها- وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى وضحى يضحى تعرض للشمس، قال:
وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى أي لك أن تتصون من حر الشمس، وتضحى أكل ضحى كقولك تغذى والضحاء والغذاء لطعامهما، وضاحية كل شىء ناحيته البارزة، وقيل للسماء الضواحي وليلة إضحيانة وضحياء مضيئة إضاءة الضحى. والأضحية جمعها أضاحى وقيل ضحية وضحايا وأضحاة وأضحى وتسميتها بذلك فى الشرع
لقوله عليه السلام: «من ذبح قبل صلاتنا هذه فليعد» .
(ضد) : قال قوم الضدان الشيئان اللذان تحت جنس واحد، وينافى كل واحد منهما الآخر فى أوصافه الخاصة، وبينهما أبعد البعد كالسواد والبياض والشر والخير، وما لم يكونا تحت جنس واحد لا يقال لهما ضدان كالحلاوة والحركة.
قالوا والضد هو أحد المتقابلات فإن المتقابلين هما الشيئان المختلفان للذات وكل واحد قبالة الآخر ولا يجتمعان فى شىء واحد فى وقت واحد وذلك أربعة أشياء:
الضدان كالبياض والسواد، والمتناقضان كالضّعف والنصف، والوجود والعدم كالبصر والعمى، والموجبة والسالبة فى الأخبار نحو كل إنسان هاهنا، وليس كل إنسان هاهنا. وكثير من المتكلمين وأهل اللغة يجعلون كل ذلك من المتضادات ويقول الضدان مالا يصح اجتماعهما فى محل واحد. وقيل: اللَّه تعالى لا ند له ولا ضد، لأن الند هو الاشتراك فى الجوهر والضد هو أن يعتقب الشيئان المتنافيان على جنس واحد واللَّه تعالى منزه عن أن يكون جوهرا فإذا لا ضد له ولا ند، وقوله: وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا أي منافين لهم.
(ضر) : الضر سوء الحال إما فى نفسه لقلة العلم والفضل والعفة، وإما فى يديه لعدم جارحة ونقض، وإما فى حالة ظاهرة من قلة مال وجاه، وقوله:
فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ فهو محتمل لثلاثتها، وقوله: وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ وقوله: فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنا إِلى ضُرٍّ مَسَّهُ يقال ضره ضرا جلب إليه ضرا وقوله: لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً ينبههم على قلة ما ينالهم من جهتهم ويؤمنهم من ضرر يلحقهم نحو: لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً- وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً- وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وقال تعالى:
وَيَتَعَلَّمُونَ ما يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وقال: يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُ وَما لا
يَنْفَعُهُ
وقوله: يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ. فالأول يعنى به الضر والنفع اللذان بالقصد والإرادة تنبيها أنه لا يقصد فى ذلك ضرّا ولا نفعا لكونه جمادا. وفى الثاني يريد ما يتولد من الاستعانة به ومن عبادته، لا ما يكون منه بقصده، والضراء يقابل بالسراء والنعماء والضر بالنفع، قال: وَلَئِنْ أَذَقْناهُ نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ- وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً ورجل ضرير كناية عن فقد بصره وضرير الوادي شاطئه الذي ضره الماء، والضرر المضار وقد ضاررته، قال:
وَلا تُضآرُّوهُنَّ وقال: وَلا يُضَارَّ كاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ يجوز أن يكون مسندا إلى الفاعل كأنه قال لا يضارر، وأن يكون مفعولا أي لا يضارر، بأن يشغل عن صنعته ومعاشه باستدعاء شهادته لا تُضَارَّ والِدَةٌ بِوَلَدِها فإذا قرىء بالرفع فلفظه خبر ومعناه أمر، وإذا فتح فأمر، قال: ضِراراً لِتَعْتَدُوا والضرة أصلها الفعلة التي تضر وسمى المرأتان تحت رجل واحد كل واحدة منهما ضرة لاعتقادهم أنها تضر بالمرأة الأخرى ولأجل هذا النظر منهم
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تسأل المرأة طلاق أختها لتكفىء ما فى صحفتها»
والضراء التزويج بضرة، ورجل مضر دو زوجين فصاعدا، وامرأة مضر لها ضرة، والإضرار حمل الإنسان على ما يضره وهو فى المتعارف حمله على أمر يكرهه وذلك على ضربين:
أحدها: إضرار بسبب خارج كمن يضرب أو يهدد، حتى يفعل منقادا ويؤخذ قهرا فيحمل على ذلك، كما قال: ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلى عَذابِ النَّارِ- ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلى عَذابٍ غَلِيظٍ.
والثاني: بسبب داخل وذلك إما بقهر قوة له لا يناله بدفعها هلاك كمن غلب عليه شهوة خمر أو قمار، وإما بقهر قوة له لا يناله بدفعها الهلاك كمن اشتد به الجوع فاضطر إلى أكل ميتة وعلى هذا قوله: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ- فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ وقال: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ فهو عام فى كل ذلك والضروري يقال على ثلاثة أضرب:
أحدها: إما يكون على طريق القهر والقسر لا على الاختيار كالشجر إذا حركته الرياح الشديدة.
والثاني: ما لا يحصل وجوده إلا به نحو الغذاء الضروري للإنسان فى حفظ البدن.
والثالث: يقال فيما لا يمكن أن يكون على خلافه نحو أن يقال الجسم الواحد لا يصح حصوله فى مكانين فى حالة واحدة بالضرورة.
وقيل الضرة الأنملة وأصل الضرع والشحمة المتدلية من الألية.
(ضرب) : الضرب إيقاع شىء على شىء ولتصور اختلاف الضرب خولف بين تفاسيرها كضرب الشيء باليد والعصاء والسيف ونحوها قال:
فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ- فَضَرْبَ الرِّقابِ- فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها
- أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ- فَراغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ- يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وضرب الأرض بالمطر وضرب الدراهم اعتبارا بضرب المطرقة وقيل له الطبع اعتبارا بتأثير السكة فيه، وبذلك شبه السجية وقيل لها الضريبة والطبيعة. والضرب فى الأرض الذهاب فيها هو ضربها بالأرجل. قال:
وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ- وَقالُوا لِإِخْوانِهِمْ إِذا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ وقال:
لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ ومنه: فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ وضرب الفحل الناقة تشبيها بالضرب بالمطرقة كقولك طرقها تشبيها بالطرق بالمطرقة، وضرب الخيمة بضرب أوتادها بالمطرقة وتشبيها بالخيمة، قال:
ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أي التحفتهم الذلة التحاف الخيمة بمن ضربت عليه وعلى هذا: وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ومنه استعير: فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً وقوله: فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ وضرب العود والناى والبوق يكون بالأنفاس وضرب اللبن بعضه على بعض بالخلط، وضرب المثل هو من ضرب الدراهم وهو ذكر شىء أثره يظهر فى غيره، قال: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا- وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا- ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ- وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ- وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا- ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا- وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا- أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً والمضاربة ضرب من الشركة.
والمضرّبة ما أكثر ضربه بالخياطة والتضريب التحريض كأنه حث على الضرب الذي هو بعد فى الأرض، والاضطراب كثرة الذهاب فى الجهات من الضرب فى الأرض، واستضراب الناقة: استدعاء ضرب الفحل إياها.
(ضرع) : الضرع ضرع الناقة والشاة وغيرهما، وأضرعت الشاة نزل اللبن فى ضرعها لقرب نتاجها وذلك نحو أتمر وألبن إذا كثر تمره ولبنه وشاة ضريع عظيمة الضرع، وأما قوله: لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ فقيل هو يبيس
الشبرق، وقيل نبات أحمر منتن الريح يرمى به البحر وكيفما كان فإشارة إلى شىء منكر. وضرع إليهم تناول ضرع أمه، وقيل منه ضرع الرجل ضراعة ضعف وذل فهو ضارع وضرع وتضرع أظهر الضراعة. قال: تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً- لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ- لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ أي يتضرعون فأدغم: فَلَوْلا إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا تَضَرَّعُوا والمضارعة أصلها التشارك فى الضراعة ثم جرد للمشاركة ومنه استعار النحويون لفظ الفعل المضارع.
(ضعف) : الضعف خلاف القوة وقد ضعف فهو ضعيف، قال:
ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ والضعف قد يكون فى النفس وفى البدن وفى الحال وقيل الضّعف والضّعف لغتان. قال: وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً قال:
وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا قال الخليل رحمه الله: الضعف بالضم فى البدن، والضعف فى العقل والرأى، ومنه قوله تعالى: فَإِنْ كانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً وجمع الضعيف ضعاف وضعفاء. قال تعالى: لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ واستضعفته وجدته ضعيفا، قال: وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ- قالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ- إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وقوبل بالاستكبار فى قوله: قالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا وقوله: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً والثاني غير الأول وكذا الثالث فإن قوله:
خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ أي من نطفة أو من تراب والثاني هو الضعف الموجود فى الجنين والطفل. والثالث الذي بعد الشيخوخة وهو المشار إليه بأرذل العمر.
والقوتان: الأولى هى التي تجعل للطفل من التحرك وهدايته واستسقاء؟؟؟ اللبن ودفع الأذى عن نفسه بالبكاء، والقوة الثانية هى التي بعد البلوغ ويدل على أن كل واحد من قوله ضعف إشارة إلى حالة غير الحالة الأولى ذكره منكرا والمنكر متى أعيد ذكره وأريد به ما تقدم عرف كقولك: رأيت رجلا فقال لى الرجل كذا.
ومتى ذكر ثانيا منكرا أريد به غير الأول، ولذلك قال ابن عباس فى قوله:
فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً «لن يغلب عسر يسرين» وقوله:
وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً فضعفه كثرة حاجاته التي يستغنى عنها الملأ الأعلى وقوله: إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً فضعف كيده إنما هو مع من صار من عباد اللَّه المذكورين فى قوله: إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ والضعف هو من الألفاظ المتضايفة التي يقتضى وجود أحدهما وجود الآخر
كالنصف والزوج، وهو تركب قدرين متساويين ويختص بالعدد، فإذا قيل أضعفت الشيء وضعفته وضاعفته ضممت إليه مثله فصاعدا. قال بعضهم:
ضاعفت أبلغ من ضعفت، ولهذا قرأ أكثرهم: يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ- وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها وقال: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها والمضاعفة على قضية هذا القول تقتضى أن يكون عشر أمثالها، وقيل ضعفته بالتخفيف ضعفا فهو مضعوف، فالضعف مصدر والضعف اسم كالشىء والشيء، فضعف الشيء هو الذي يثنيه، ومتى أضيف إلى عدد اقتضى ذلك العدد ومثله نحو أن يقال ضعف العشرة وضعف المائة فذلك عشرون ومائتان بلا خلاف، وعلى هذا قول الشاعر:
جزيتك ضعف الود لما اشتكيته
…
وما إن جزاك الضعف من أحد قبلى
وإذا قيل أعطه ضعفى واحد فإن ذلك اقتضى الواحد ومثليه وذلك ثلاثة لأن معناه الواحد واللذان يزاوجانه وذلك ثلاثة، هذا إذا كان الضعف مضافا، فأما إذا لم يكن مضافا فقلت الضعفين فإن ذلك يجرى مجرى الزوجين فى أن كل واحد منهما يزاوج الآخر فيقتضى ذلك اثنين لأن كل واحد منهما يضاعف الآخر فلا يخرجان عن الاثنين بخلاف ما إذا أضيف الضعفان إلى واحد فيثلثهما نحو ضعفى الواحد، وقوله: فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ وقوله: لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً فقد قيل أتى باللفظين على التأكيد وقيل بل المضاعفة من الضّعف لا من الضّعف، والمعنى ما يعدونه ضعفا فهو ضعف أي نقص كقوله:
وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ وكقوله: يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ، وهذا المعنى أخذه الشاعر فقال:
ريادة شيب وهى نقص زيادتى
وقوله: فَآتِهِمْ عَذاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ فإنهم سألوه أن يعذبهم عذابا بضلالهم، وعذابا بإضلالهم كما أشار إليه بقوله: لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ وقوله: لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلكِنْ لا تَعْلَمُونَ أي لكل منهم ضعف ما لكم من العذاب وقيل أي لكل منهم ومنكم ضعف ما يرى الآخر فإن من العذاب ظاهرا وباطنا وكل يدرك من الآخر الظاهر دون الباطن فيقدر أن ليس له العذاب الباطن.
(ضغث) : الضغث قبضة ريحان أو حشيش أو قضبان وجمعه أضغاث.
قال: وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً وبه شبه الأحلام المختلطة التي لا يتبين حقائقها.
قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ حزم أخلاط من الأحلام.
(ضغن) : الضّغن والضّغن الحقد الشديد، وجمعه أضغان، قال:
أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغانَهُمْ وبه شبه الناقة فقالوا ذات ضغن، وقناة ضغنة عوجاء والاضغان الاشتمال بالثوب وبالسلاح ونحوهما.
(ضل) : الضلال العدول عن الطريق المستقيم ويضاده الهداية، قال تعالى: فَمَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها ويقال الضلال لكل عدول عن المنهج عمدا كان أو سهوا، يسيرا كان أو كثيرا، فإن الطريق المستقيم الذي هو المرتضى صعب جدا،
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «استقيموا ولن تحصلوا»
وقال بعض الحكماء: كوننا مصيبين من وجه وكوننا ضالين من وجوه كثيرة، فإن الاستقامة والصواب يجرى مجرى المقرطس من المرمى وما عداه من الجوانب كلها ضلال. ولما قلنا روى عن بعض الصالحين أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم فى منامه فقال: يا رسول اللَّه يروى لنا إنك قلت: «شيبتنى سورة هود وأخواتها فما الذي شيبك منها؟ فقال: قوله: فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ» وإذا كان الضلال ترك الطريق المستقيم عمدا كان أو سهوا، قليلا كان أو كثيرا، صح أن يستعمل لفظ الضلال ممن يكون منه خطأ ما ولذلك نسب الضلال إلى الأنبياء وإلى الكفار، وإن كان بين الضلالين بون بعيد، ألا ترى أنه قال فى النبي صلى الله عليه وسلم:
وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى أي غير مهتد لما سيق إليك من النبوة. وقال فى يعقوب: إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ وقال أولاده: إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ إشارة إلى شغفه بيوسف وشوقه إليه وكذلك: قَدْ شَغَفَها حُبًّا إِنَّا لَنَراها فِي ضَلالٍ مُبِينٍ وقال عن موسى عليه السلام: وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ تنبيه أن ذلك منه سهو، وقوله: أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما أي تنسى وذلك من النسيان الموضوع عن الإنسان. والضلال من وجه آخر ضربان: ضلال فى العلوم النظرية كالضلال فى معرفة اللَّه ووحدانيته ومعرفة النبوة ونحوهما المشار إليهما بقوله: وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيداً وضلال فى العلوم العملية كمعرفة الأحكام الشرعية التي هى العبادات، والضلال البعيد إشارة إلى ما هو كفر كقوله على ما تقدم من قوله: وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وقوله: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلالًا
بَعِيداً
وكقوله: أولئك فِي الْعَذابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ أي فى عقوبة الضلال البعيد، وعلى ذلك قوله: إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ- قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ وقوله: أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ كناية عن الموت واستحالة البدن. وقوله: وَلَا الضَّالِّينَ فقد قيل عنى بالضالين النصارى وقوله: فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى أي لا يضل عن ربى ولا يضل ربى عنه أي لا يغفله، وقوله: كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ أي فى باطل وإضلال لأنفسهم. والإضلال ضربان، أحدهما: أن يكون سببه الضلال وذلك على وجهين: إما بأن يضل عنك الشيء كقولك أضللت البعير أي ضل عنى، وإما أن تحكم بضلاله، والضلال فى هذين سبب الإضلال. والضرب الثاني: أن يكون الإضلال سببا للضلال وهو أن يزين للإنسان الباطل ليضل كقوله: لَهَمَّتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ
- وَما يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ أي يتحرون أفعالا يقصدون بها أن تضل فلا يحصل من فعلهم ذلك إلا ما فيه ضلال أنفسهم وقال عن الشيطان: وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وقال فى الشيطان:
وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيراً- وَيُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالًا بَعِيداً- وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وإضلال اللَّه تعالى للإنسان على أحد وجهين: أحدهما أن يكون سببه الضلال وهو أن يضل الإنسان فيحكم اللَّه عليه بذلك فى الدنيا ويعدل به عن طريق الجنة إلى النار فى الآخرة وذلك إضلال هو حق وعدل، فالحكم على الضال بضلاله والعدول به عن طريق الجنة إلى النار عدل وحق. والثاني من إضلال اللَّه هو أن اللَّه تعالى وضع جبلة الإنسان على هيئة إذا راعى طريقا محمودا كان أو مذموما ألفه واستطابه ولزمه وتعذر صرفه وانصرافه عنه ويصير ذلك كالطبع الذي يأبى على الناقل، ولذلك قيل: العادة طبع ثان. وهذه القوة فى الإنسان فعل إلهي، وإذا كان كذلك وقد ذكر فى غير هذا الموضع أن كل شىء يكون سببا فى وقوع فعل صح نسبة ذلك الفعل إليه فصح أن ينسب ضلال العبد إلى اللَّه من هذا الوجه فيقال أضله اللَّه لا على الوجه الذي يتصوره الجهلة ولما قلناه جعل الإضلال المنسوب إلى نفسه للكافر والفاسق دون المؤمن بل نفى عن نفسه إضلال المؤمن فقال: وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ فلن يضل أعمالهم سيهديهم وقال فى الكافر والفاسق فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ- وَما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ- كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكافِرِينَ- وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وعلى هذا النحو تقليب الأفئدة فى قوله:
وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ والختم على القلب فى قوله: خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وزيادة المرض فى قوله: فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً.
(ضم) : الضم الجمع بين الشيئين فصاعدا. قال: وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ- وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ والإضمامة جماعة من الناس أو من الكتب أو الريحان أو نحو ذلك، وأسد ضمضم وضماضم يضم الشيء إلى نفسه. وقيل بل هو المجتمع الخلق، وفرس سباق الأضاميم إذا سبق جماعة من الأفراس دفعة واحدة.
(ضمر) : الضامر من الفرس الخفيف اللحم من الأعمال لا من الهزال، قال: وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يقال ضمر ضمورا واضطمر فهو مضطمر، وضمرته أنا، والمضمار الموضع الذي يضمر فيه. والضمير ما ينطوى عليه القلب ويدق على الوقوف عليه، وقد تسمى القوة الحافظة لذلك ضميرا.
(ضن) : قال: وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ أي ما هو ببخيل، والضنة هو البخل بالشيء النفيس ولهذا قيل: علق مضنة ومضنة، وفلان ضنى بين أصحابى أي هو النفيس الذي أضن به، يقال: ضننت بالشيء ضنا وضنانة، وقيل: ضننت.
(ضنك) : مَعِيشَةً ضَنْكاً أي ضيقا وقد ضنك عيشه، وامرأة ضناك، مكتنزة والضناك الزكام والمضنوك المزكوم.
(ضاهى) : يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا أي يأكلون، وقيل أصله الهمز، وقد قرىء به، والضهياء المرأة التي لا تحيض وجمعه ضهى.
(ضير) : الضير المضرة يقال ضاره وضره، قال: لا ضَيْرَ إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ، وقوله: لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً.
(ضيز) : تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى أي ناقصة أصله فعلى فكسرت الضاد للياء، وقيل ليس فى كلامهم فعلى.
(ضيع) : ضاع الشيء يضيع ضياعا، وأضعته وضيعته، قال:
لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ- إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا- وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ- لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ وضيعة الرجل عقاره الذي يضيع ما لم يفتقد وجمعه ضياع، وتضيع الريح إذا هبت هبوبا يضيع ما هبت عليه.
(ضيف) : أصل الضيف الميل، يقال ضفت إلى كذا وأضفت كذا إلى كذا، وضافت الشمس للغروب وتضيفت وضاف السهم عن الهدف وتضيف، والضيف من مال إليك نازلا بك، وصارت الضيافة متعارفة فى القرى وأصل الضيف مصدر، ولذلك استوى فيه الواحد، والجمع فى عامة كلامهم وقد يجمع فيقال أضياف وضيوف وضيفان، قال: ضَيْفِ إِبْراهِيمَ- وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي- إِنَّ هؤُلاءِ ضَيْفِي ويقال استضفت فلانا فأضافنى وقد ضفته ضيفا فأنا ضائف وضيف. وتستعمل الإضافة فى كلام النحويين فى اسم مجرور يضم إليه اسم قبله، وفى كلام بعضهم فى كل شىء يثبت بثبوته آخر كالأب والابن والأخ والصديق، فإن كل ذلك يقتضى وجوده وجود آخر، فيقال لهذه الأسماء المتضايفة.
(ضيق) : الضيق ضد السعة، ويقال الضّيق أيضا: والضيقة يستعمل فى الفقر والبخل والغم ونحو ذلك، قال: وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً أي عجز عنهم وقال: وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ- وَيَضِيقُ صَدْرِي- ضَيِّقاً حَرَجاً- ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ- وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ- وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ كل ذلك عبارة عن الحزن وقوله: وَلا تُضآرُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ينطوى على تضييق النفقة وتضييق الصدر، ويقال فى الفقر ضاق وأضاق فهو مضيق واستعمال ذلك فيه كاستعمال الوسع فى ضده.
(ضأن) : الضأن معروف، قال: مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وأضأن الرجل إذا كثر ضأنه، وقيل الضائنة واحد الضأن.
(ضوأ) : الضوء ما انتشر من الأجسام النيرة ويقال ضاءت النار وأضاءت وأضاءها غيرها قال: فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ- كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ- يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ- يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ وسمى كتبه المهتدى بها ضياء فى نحو قوله: وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ وَضِياءً وَذِكْراً.