المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الظاء (ظعن) : يقال ظعن يظعن ظعنا إذا شخص قال: يَوْمَ - الموسوعة القرآنية - جـ ٨

[إبراهيم الإبياري]

الفصل: ‌ ‌الظاء (ظعن) : يقال ظعن يظعن ظعنا إذا شخص قال: يَوْمَ

‌الظاء

(ظعن) : يقال ظعن يظعن ظعنا إذا شخص قال: يَوْمَ ظَعْنِكُمْ والظعينة الهودج إذا كان فيه المرأة وقد يكنى به عن المرأة وإن لم تكن فى الهودج.

(ظفر) : الظفر يقال فى الإنسان وفى غيره قال: كُلَّ ذِي ظُفُرٍ أي ذى مخالب ويعبر عن السلاح به تشبيها بظفر الطائر إذ هو له بمنزلة السلاح، ويقال فلان كليل الظفر وظفره فلان نشب ظفره فيه، وهو أظفر طويل الظفر، والظفرة جليدة يغشى البصر بها تشبيها بالظفر فى الصلابة، يقال ظفرت عينه والظفر الفوز وأصله من ظفره عليه. أي نشب ظفره فيه. قال: مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ.

(ظلل) : الظل ضد الضح وهو أعم من الفيء فإنه يقال ظل الليل وظل الجنة، ويقال لكل موضع لم تصل إليه الشمس ظل ولا يقال الفيء إلا لما زال عنه الشمس، ويعبر بالظل عن العزة والمنعة وعن الرفاهة، قال: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ أي فى عزة ومناع، قال: أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها- هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ يقال ظللنى الشجر وأظلنى، قال: وَظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ وأظلنى فلان حرسنى وجعلنى فى ظله وعزه ومناعته. وقوله: يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ أي إنشاؤه يدل على وحدانية اللَّه وينبىء عن حكمته. وقوله: وَلِلَّهِ يَسْجُدُ إلى قوله: وَظِلالُهُمْ قال الحسن: أما ظلك فيسجد للَّه، وأما أنت فتكفر به، وظل ظليل فائض، وقوله: وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا كناية عن غضارة العيش، والظلة سحابة تظل وأكثر ما يقال فيما يستوخم ويكره، قال: كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ- عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ- أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ أي عذابه يأتيهم، والظلل جمع ظلة كغرفة وغرف وقربة وقرب، وقرىء فِي ظِلالٍ وذلك إما جمع ظلة نحو غلبة وغلاب وحفرة وحفار، وإما جمع ظل نحو: يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ وقال بعض أهل اللغة: يقال للشاخص ظل، قال ويدل على ذلك، قول الشاعر:

لما نزلنا رفعنا ظل أخبية

ص: 353

وقال: ليس ينصبون الظل الذي هو الفيء إنما ينصبون الأخبية، وقال آخر:

يتبع أفياء الظلال عشية

أي أفياء الشخوص وليس فى هذا دلالة فإن قوله: رفعنا ظل أخبية، معناه رفعنا الأخبية فرفعنا به ظلها فكأنه رفع الظل. وقوله أفياء الظلال فالظلال عام والفيء خاص، وقوله أفياء الظلال هو من إضافة الشيء إلى جنسه. والظلة أيضا شىء كهيئة الصفة وعليه حمل قوله تعالى: وَإِذا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ أي كقطع السحاب. وقوله تعالى: لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ وقد يقال ظل لكل ساتر محمودا كان أو مذموما، فمن المحمود قوله: وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ وقوله: وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها ومن المذموم قوله: وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ وقوله: إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ الظلل هاهنا كالظلة لقوله:

ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ، وقوله: لا ظَلِيلٍ لا يفيد فائدة الظل فى كونه واقيا عن الحر،

وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا مشى لم يكن له ظل

ولهذا تأويل يختص بغير هذا الموضع. وظلت وظللت بحذف إحدى اللامين يعبر به عما يفعل بالنهار ويجرى مجرى سرت: فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ- لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ- ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً.

(ظلم) : الظلمة عدم النور وجمعها ظلمات، قال: أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ- ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ وقال تعالى: أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ- وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ ويعبر بها عن الجهل والشرك والفسق كما يعبر بالنور عن أضدادها، قال اللَّه تعالى: يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ- أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ- فَنادى فِي الظُّلُماتِ- كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ هو كقوله: كَمَنْ هُوَ أَعْمى وقوله فى سورة الأنعام: وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُماتِ فقوله: فِي الظُّلُماتِ هاهنا موضوع موضع العمى فى قوله: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ وقوله فى: ظُلُماتٍ ثَلاثٍ أي البطن والرحم والمشيمة، وأظلم فلان حصل فى ظلمة، قال: فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ والظلم عند أهل اللغة وكثير من العلماء.

وضع الشيء فى غير موضعه المختص به إما بنقصان أو بزيادة، وإما بعدول عن وقته أو مكانه، ومن هذا يقال ظلمت السقاء إذا تناولته فى غير وقته، ويسمى ذلك اللبن الظليم وظلمت الأرض حفرتها ولم تكن موضعا للحفر وتلك الأرض

ص: 354

يقال لها المظلومة والتراب الذي يخرج منها ظليم والظلم يقال فى مجاوزة الحق الذي يجرى مجرى نقطة الدائرة، ويقال فيما يكثر وفيما يقل من التجاوز ولهذا يستعمل فى الذنب الكبير وفى الذنب الصغير ولذلك قيل لآدم فى تعديه ظالم وفى إبليس ظالم وإن كان بين الظلمين بون بعيد. قال بعض الحكماء: الظلم ثلاثة:

الأول: ظلم بين الإنسان وبين اللَّه تعالى وأعظمه الكفر والشرك والنفاق، ولذلك قال: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ وإياه قصد بقوله: أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ- وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً فى أي كثيرة. وقال:

فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ- وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً.

والثاني: ظلم بينه وبين الناس وإياه قصد بقوله: وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ إلى قوله: إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ وبقوله: إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وبقوله: وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً.

والثالث: ظلم بينه وبين نفسه وإياه قصد بقوله: فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وقوله: لَمْتُ نَفْسِي

- إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ- فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ أي من الظالمين أنفسهم: وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وكل هذه الثلاثة فى الحقيقة ظلم للنفس فإن الإنسان فى أول ما يهم بالظلم فقد ظلم نفسه، فإذا الظالم أبدا مبتدىء فى الظلم ولهذا قال تعالى فى غير موضع: ما ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ

- وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ وقوله:

وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ فقد قيل هو الشرك بدلالة أنه لما نزلت هذه الآية شق ذلك على أصحاب النبي عليه السلام وقال لهم ألم تروا إلى قوله: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ وقوله: وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً أي لم تنقص وقوله:

وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً فإنه يتناول الأنواع الثلاثة من الظلم، فما أحد كان منه ظلم ما فى الدنيا إلا ولو حصل له ما فى الأرض ومثله معه لكان يفتدى به، وقوله: هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغى تنبيها أن الظلم لا يغنى ولا يجدى ولا يخلص بل يردى بدلالة قوم نوح. وقوله: وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ وفى موضع وَما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ وتخصيص أحدهما بالإرادة مع لفظ العباد والآخر بلفظ الظلام للعبيد يختص بما بعد هذا الكتاب. والظليم ذكر النعام، وقيل إنما سمى بذلك لاعتقادهم أنه مظلوم للمعنى الذي أشار إليه الشاعر:

فصرت كالهيق عدا يبتغى

قرنا فلم يرجع بأذنين

ص: 355

والظلم ماء الأسنان، قال الخليل: لقيته أدنى ظلم أو ذى ظلمة، أي أول شىء سد بصرك، قال: ولا يشتق منه فعل، ولقيته أدنى ظلم كذلك.

(ظمأ) : الظمء ما بين الشربتين، والظمأ العطش الذي يعرض من ذلك، يقال ظمىء يظمأ فهو ظمآن، قال: لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى وقال: يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً.

(ظن) : الظن اسم لما يحصل عن أمارة ومتى قويت أدت إلى العلم، ومتى ضعفت جدا لم يتجاوز حد التوهم، ومتى قوى أو تصور تصور القوى استعمل معه أن المشددة وأن المخففة منها. ومتى ضعف استعمل أن وإن المختصة بالمعدومين من القول والفعل، فقوله: الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وكذا يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللَّهِ فمن اليقين وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ وقوله: أَلا يَظُنُّ أُولئِكَ وهو نهاية فى ذمهم. ومعناه ألا يكون منهم ظن لذلك تنبيها أن أمارات البعث ظاهرة. وقوله: وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها تنبيها أنهم صاروا فى حكم العالمين لفرط طمعهم وأملهم وقوله: وَظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ أي علم والفتنة هاهنا، كقوله: وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً، وقوله: وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فقد قيل الأولى أن يكون من الظن الذي هو التوهم، أي ظن أن لن نضيق عليه وقوله: وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنا لا يُرْجَعُونَ فإنه استعمل فيه أن المستعمل مع الظن الذي هو للعلم تنبيها أنهم اعتقدوا ذلك اعتقادهم للشىء المتيقن وإن لم يكن ذلك متيقنا، وقوله: يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ أي يظنون أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصدقهم فيما أخبرهم به كما ظن الجاهلية تنبيها أن هؤلاء المنافقين هم فى حيز الكفار، وقوله: وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ أي اعتقدوا اعتقادا كانوا منه فى حكم المتيقنين، وعلى هذا قوله: وَلكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ- وَذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ وقوله: الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ هو مفسر بما بعده وهو قوله: بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ- إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا والظن فى كثير من الأمور مذموم ولذلك: وَما يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا- إِنَّ الظَّنَّ- وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَما ظَنَنْتُمْ وقرىء: (وما هو على الغيب بظنين) أي بمتهم.

ص: 356

(ظهر) : الظهر الجارحة وجمعه ظهور، قال: وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ- مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ- أَنْقَضَ ظَهْرَكَ والظهر هاهنا استعارة تشبيها للذنوب بالحمل الذي ينوء بحامله واستعير لظاهر الأرض فقيل ظهر الأرض وبطنها، قال تعالى: ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ ورجل مظهر شديد الظهر، وظهر يشتكى ظهره. ويعبر عن المركوب بالظهر، ويستعار لمن يتقوى به، وبعير ظهير قوى بين الظهارة وظهرى معد للركوب، والظهرى أيضا ما تجعله بظهرك فتنساه، قال: وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا وظهر عليه غلبه وقال:

إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ وظاهرته عاونته، قال: وَظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ- وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ أي تعاونا تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وقرىء تظاهرا الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ- وَما لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ أي معين فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِلْكافِرِينَ- وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ- وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً أي معينا للشيطان على الرحمن. وقال أبو عبيدة: الظهير هو المظهور به، أي هينا على ربه كالشىء الذي خلفته من قولك: ظهرت بكذا أي خلفته ولم ألتفت إليه. والظهار أن يقول الرجل لامرأته: أنت على كظهر أمي يقال ظاهر من امرأته، قال تعالى: وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ وقرىء يظاهرون أي يتظاهرون، فأدغم ويظهرون، وظهر الشيء أصله أن يحصل شىء على ظهر الأرض فلا يخفى وبطن إذا حصل فى بطنان الأرض فيخفى ثم صار مستعملا فى كل بارز مبصر بالبصر والبصيرة، قال: أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ- ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ- إِلَّا مِراءً ظاهِراً- يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا أي يعلمون الأمور الدنيوية دون الأخروية، والعلم الظاهر والباطن تارة يشار بهما إلى المعارف الجلية والمعارف الخفية وتارة إلى العلوم الدنيوية، والعلوم الأخروية، وقوله: باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ وقوله:

ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ أي كثر وشاع، وقوله: نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً يعنى بالظاهرة ما نقف عليها والباطنة مالا نعرفها، وإليه أشار بقوله:

وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها وقوله: قُرىً ظاهِرَةً فقد حمل ذلك على ظاهره، وقيل هو مثل لأحوال تختص بما بعد هذا الكتاب إن شاء اللَّه، وقوله: فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً أي لا يطلع عليه وقوله: لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ يصح أن يكون من البروز وأن يكون من المعاونة والغلبة أي ليغلبه على

ص: 357

الدين كله. وعلى هذا قول: إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ وقوله:

تعالى: يا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ- فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وصلاة الظهر معروفة والظهيرة وقت الظهر، وأظهر فلان حصل فى ذلك الوقت على بناء أصبح وأمسى. قال تعالى: وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ.

ص: 358