المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الثاء (ثبت) : الثبات ضد. الزوال يقال ثبت يثبت ثباتا قال - الموسوعة القرآنية - جـ ٨

[إبراهيم الإبياري]

الفصل: ‌ ‌الثاء (ثبت) : الثبات ضد. الزوال يقال ثبت يثبت ثباتا قال

‌الثاء

(ثبت) : الثبات ضد. الزوال يقال ثبت يثبت ثباتا قال اللَّه تعالى:

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا ورجل ثبت وثبيت فى الحرب وأثبت السهم، ويقال ذلك للموجود بالبصر أو البصيرة، فيقال: فلان ثابت عندى، ونبوة النبي صلى الله عليه وسلم ثابتة والإثبات والتثبيت تارة يقال بالفعل فيقال لما يخرج من العدم إلى الوجود نحو أثبت اللَّه كذا وتارة لما يثبت بالحكم فيقال: أثبت الحاكم على فلان كذا وثبته، وتارة لما يكون بالقول سواء كان ذلك صدقا أو كذبا فيقال: أثبت التوحيد وصدق النبوة وفلان أثبت مع اللَّه إلها آخر، وقوله تعالى:

لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أي يثبطوك ويحيروك، وقوله تعالى: يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا أي: يقويهم بالحجج القوية. وقوله تعالى: وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً أي أشد لتحصيل علمهم وقيل أثبت لأعمالهم واجتناء ثمرة أفعالهم وأن يكونوا بخلاف من قال فيهم: وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً يقال ثبته أي قويته، قال اللَّه تعالى: وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْناكَ وقال: فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا وقال: وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ وقال: وَثَبِّتْ أَقْدامَنا.

(ثبر) : الثبور الهلاك والفساد المثابر على الإتيان أي المواظب من قولهم ثابرت، قال تعالى: دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً، لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً وقوله تعالى: وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً قال ابن عباس رضى اللَّه تعالى عنه: يعنى ناقص العقل. ونقصان العقل أعظم هلك، وثبير جبل بمكة.

(تبط) : قال اللَّه تعالى: فَثَبَّطَهُمْ حبسهم وشغلهم، يقال ثبطه المرض وأثبطه إذا حبسه ومنعه ولم يكد يفارقه.

(ثبات) : قال تعالى: فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً هى جمع ثبة أي جماعة منفردة، قال الشاعر:

ص: 87

وقد أغدوا على ثبة كرام

ومنه ثبت على فلان أي ذكرت متفرق محاسنه. ويصغر ثبية ويجمع على ثبات وثبين، والمحذوف منه الياء. وأما ثبة الحوض فوسطه الذي يثوب إليه الماء والمحذوف منه عينه لا لامه.

(ثج) : يقال ثج الماء وأتى الوادي بثجيجه، قال اللَّه تعالى: وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً

وفى الحديث: «أفضل الحج العج والثج

أي رفع الصوت بالتلبية وإسالة دم الحج.

(ثخن) : يقال ثخن الشيء فهو ثخين إذا غلظ فلم يسل ولم يستمر فى ذهابه، ومنه استعير قولهم أثخنته ضربا واستخفافا قال اللَّه تعالى: ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ- حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ.

(ثرب) : التثريب التقريع والتقهير بالذنب قال تعالى: لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ

وروى «إذا زنت أمة أحدكم فليجلدها ولا يثربها»

ولا يعرف من لفظه إلا قولهم الثرب وهو شحمة رقيقة وقوله تعالى: يا أَهْلَ يَثْرِبَ أي أهل المدينة يصح أن يكون أصله من هذا الباب والياء تكون فيه زائدة.

(ثعب) : قال عز وجل: فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ يجوز أن يكون سمى بذلك من قولهم ثعبت الماء فانثعب أي فجرته وأسلته فسال، ومنه ثعب المطر. والثعبة ضرب من الوزغ وجمعها ثعب كأنه شبه بالثعبان فى هيئته فاختصر لفظه من لفظه لكونه مختصرا منه فى الهيئة.

(ثقب) : الثاقب المعنى الذي يثقب بنوره وإصابته ما يقع عليه قال اللَّه تعالى: فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ وقال تعالى: وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ وأصله من الثقبة والمثقب الطريق فى الجبل الذي كأنه قد ثقب، وقال أبو عمرو: والصحيح المثقّب. وقالوا ثقبت النار أي ذكيتها.

(ثقف) : الثقف الحذف فى إدراك الشيء وفعله ومنه استعير المثاقفة، ورمح مثقف أي مقوم وما يثقف به الثقاف، ويقال ثقفت كذا إذا أدركته ببصرك

ص: 88

لحذق فى النظر ثم يجوز به فيستعمل فى الإدراك وإن لم تكن معه ثقافة قال اللَّه تعالى: وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وقال عز وجل: فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ، وقال عز وجل: مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا.

(ثقل) : الثقل والخفة متقابلان فكل ما يترجح على ما يوزن به أو يقدر به يقال هو ثقيل وأصله فى الأجسام ثم يقال فى المعاني نحو: أثقله الغرم والوزر قال اللَّه تعالى: أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ والثقيل فى الإنسان يستعمل تارة فى الذم وهو أكثر فى التعارف وتارة فى المدح نحو قول الشاعر:

تخف الأرض إذا ما زلت عنها

وتبقى ما بقيت بها ثقيلا

حللت بمستقر العز منها

فتمنع جانبيها أن تميلا

ويقال فى أذنه ثقل إذا لم يجد سمعه كما يقال فى أذنه خفة إذا جاد سمعه كأنه يثقل عن قبول ما يلقى إليه، وقد يقال ثقل القول إذا لم يطب سماعه ولذلك قال تعالى فى صفة يوم القيامة: ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وقوله تعالى:

وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها قيل كنورها وقيل ما تضمنته من أجساد البشر عند الحشر والبعث وقال تعالى: وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ أي أحمالكم الثقيلة وقال عز وجل: وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالًا مَعَ أَثْقالِهِمْ أي آثامهم التي تثقلهم وتثبطهم عن الثواب كقوله: لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ وقوله عز وجل: انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالًا قيل شبانا وشيوخا وقيل فقراء وأغنياء، وقيل غرباء ومستوطنين، وقيل نشاطا وكسالى وكل ذلك يدخل فى عمومها، فإن القصد بالآية الحث على النفر على كل حال تصعب أو تسهل. والمثقال ما يوزن به وهو من الثقل وذلك اسم لكل سنج قال تعالى: وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَكَفى بِنا حاسِبِينَ، وقال تعالى: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ وقوله تعالى: فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ فإشارة إلى كثرة الخيرات وقوله تعالى: وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فإشارة إلى قلة الخيرات. والثقيل والخفيف يستعملان على وجهين: أحدهما على سبيل المصايفة، وهو أن لا يقال لشىء ثقيل أو خفيف إلا باعتباره بغيره ولهذا يصح للشىء الواحد أن يقال خفيف إذا اعتبرته بما هو أثقل منه وثقيل إذا اعتبرته بما هو أخف منه وعلى

ص: 89

هذه الآية المتقدمة آنفا. والثاني أن يستعمل الثقيل فى الأجسام المرجحة إلى أسفل كالحجر والمدر والخفيف يقال فى الأجسام المائلة إلى الصعود كالنار والدخان ومن هذا الثقل قوله تعالى: اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ.

(ثلث) : الثلاثة والثلاثون والثلاث والثلاثمائة وثلاثة آلاف والثلث والثلثان، وقال عز وجل: فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ أي أحد أجزائه الثلاثة والجمع أثلاث، قال تعالى: وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وقال عز وجل:

ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وقال تعالى: ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ أي ثلاثة أوقات العورة، وقال عز وجل: وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وقال تعالى: بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ وقال تعالى: إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وقال عز وجل: مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ أي اثنين اثنين وثلاثة ثلاثة. وثلثت الشيء جزأته أثلاثا، وثلثت القوم أخذت ثلث أموالهم، وأثلثتهم صرت ثالثم أو ثلثهم، وأثلثت الدراهم فأثلثت هى وأثلث القوم صاروا ثلاثة، وحبل مثلوث مفتول على ثلاثة قوى، ورجل مثلوث أخذ ثلث ماله، وثلث الفرس وربع جاء ثالثا ورابعا فى السباق ويقال أثلاثة وثلاثون عندك أو ثلاث وثلاثون؟ كناية عن الرجال والنساء. وجاءوا ثلاث ومثلث أي ثلاثة ثلاثة، وناقة ثلوث تحلب من ثلاثة أخلاف، والثلاثاء والأربعاء فى الأيام جعل الألف فيهما بدلا من الهاء نحو حسنة وحسناء فخص اللفظ باليوم وحكى ثلثت الشيء تثليثا جعلته على ثلاثة أجزاء وثلث البسر إذا بلغ الرطب ثلثيه أو ثلث العنب أدرك ثلثاه وثوب ثلاثى طوله ثلاثة أذرع:

(ثل) : الثلة قطعة مجتمعة من الصوف ولذلك قيل للمقيم ثلة ولاعتبار الاجتماع قيل: ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ أي جماعة، وثللت كذا تناولت ثلة منه، وثل عرشه أسقط ثلة منه، والثلل قصر الأسنان لسقوط لثته ومنه أثل فمه سقطت أسنانه وتثللت الركية أي تهدمت.

(ثمد) : ثمود قيل هو عجمى وقيل هو عربى وترك صرفه لكونه اسم قبيلة وهو فعول من الثمد وهو الماء القليل الذي لا مادة له، ومنه قيل فلان مثمود ثمدته النساء أي قطعت مادة مائة لكثرة غشيانه لهن، ومثمود إذا كثر عليه السؤال حتى فقد مادة ماله.

ص: 90

(ثمر) : الثمر اسم لكل ما يتطعم من أعمال الشجر، الواحدة ثمرة والجمع ثمار وثمرات كقوله تعالى: وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ وقوله تعالى: وَمِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنابِ وقوله تعالى: انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ وقوله تعالى: وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ والثمر قيل هو الثمار، وقيل هو جمعه ويكنى به عن المال المستفاد، وعلى ذلك حمل ابن عباس وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ ويقال ثمر اللَّه ماله، ويقال لكل نفع يصدر عن شىء ثمرته كقولك ثمرة العلم العمل الصالح، وثمرة العمل الصالح الجنة، وثمرة السوط عقدة أطرافها تشبيها بالثمر فى الهيئة والتدلي عنه كتدلى الثمر عن الشجر، والثميرة من اللبن ما تحبب من الزبد تشبيها بالثمر فى الهيئة وفى التحصيل عن اللبن.

(ثم) : حرف عطف يقتضى تأخر ما بعده عما قبله إما تأخيرا بالذات أو بالمرتبة أو بالوضع حسبما ذكر فى (قبل) وفى (أول)، قال اللَّه تعالى: أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا وقال عز وجل: ثُمَّ عَفَوْنا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وأشباهه. وثمامة شجرة وثمت الشاة إذا رعتها نحو شجرت إذا رعت الشجرة ثم يقال فى غيرها من النبات.

وثممت الشيء جمعته ومنه قيل كنا أهل ثمة ورمة، والثمة جمعة من حشيش، وثم إشارة إلى المتبعد عن المكان وهنالك للتقرب وهما ظرفان فى الأصل، وقوله تعالى: وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً فهو فى موضع المفعول.

(ثمن) : قوله تعالى: وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ الثمن اسم لما يأخذه البائع فى مقابلة المبيع عينا كان أو سلعة وكل ما يحصل عوضا عن شىء فهو ثمنة قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلًا. وقال تعالى:

وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلًا وقال: وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلًا وأثمنت الرجل بمتاعه وأثمنت له أكثرت له الثمن، وشىء ثمين كثير الثمن، والثمانية والثمانون والثمن فى العدد معروف ويقال ثمنته كنت له ثامنا أو أخذت ثمن ماله وقال عز وجل: ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ. وقال تعالى: سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ وقال تعالى: عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ والثمين الثمن قال الشاعر:

فما صار لى القسم إلا ثمينها

ص: 91

وقوله تعالى: فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ.

(ثنى) : الثنى والاثنان أصل لمتصرفات هذه الكلمات ويقال ذلك باعتبار العدد أو باعتبار التكرير الموجود فيه أو باعتبارهما معا، قال اللَّه تعالى:

ثانِيَ اثْنَيْنِ- اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً وقال: مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ فيقال ثنيته تثنية كنت له ثانيا أو أخذت نصف ماله أو ضممت إليه ما صار به اثنين. الثنى ما يعاد مرتين،

قال عليه السلام: «لا ثنى فى الصدقة»

، أي لا تؤخذ فى السنة مرتين، قال الشاعر:

لعمرى لقد كانت ملامتها ثنى

وامرأة ثنى ولدت اثنين والولد يقال له ثنى وحلف يمينا فيها ثنى وثنوى وثنية ومثنوية ويقال للاوى الشيء قد ثناه نحو قوله تعالى: أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ وقراءة ابن عباس يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ من اثنونيت، وقوله عز وجل: ثانِيَ عِطْفِهِ وذلك عبارة عن التنكر والإعراض نحو لوى شدقة ونأى بجانبه والثنى من الشاة ما دخل فى السنة الثانية وما سقطت ثنيته من البعير، وقد اثنى وثنيت الشيء أثنيه عقدته بثنايين غير مهموز، قيل وإنما لم يهمز لأنه بنى الكلمة على التثنية ولم يبن عليه لفظ الواحد. والمثناة ما ثنى من طرف الزمان، والثنيان الذي يثنى به إذا عد السادات، وفلان ثنية كذا كناية عن قصور منزلته فيهم، والثنية من الجبل ما يحتاج فى قطعه وسلوكه إلى صعود وصدود فكأنه يثنى السير، والثنية من السن تشبيها بالثنية من الجبل فى الهيئة والصلابة، والثنيا من الجزور ما يثنه جازره إلى ثنيه من الرأس والصلب وقيل الثنوى. والثناء ما يذكر فى محامد الناس فيثنى حالا فحالا ذكره، يقال أثنى عليه، وتثنى فى مشيته نحو تبختر، وسميت سور القرآن مثانى فى قوله عز وجل: وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي لأنها تثنى على مرور الأوقات وتكرر فلا تدرس ولا تنقطع دروس سائر الأشياء التي تضمحل وتبطل على مرور الأيام وعلى ذلك قوله تعالى: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ ويصح أنه قيل للقرآن مثانى لما يثنى ويتجدد حالا فحالا من فوائده كما

روى فى الخبر فى صفته: لا يعوج فيقوم ولا يزيغ فيستعتب ولا تنقضى عجائبه.

ويصح أن يكون ذلك من الثناء تنبيها على أنه أبدا يظهر منه ما يدعو إلى الثناء عليه وعلى من يتلوه ويعلمه ويعمل به وعلى هذا الوجه وصفه

ص: 92

بالكرم فى قوله تعالى: إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ وبالمجد فى قوله: بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ والاستثناء إيراد لفظ يقتضى رفع بعض ما يوجبه عموم لفظ متقدم أو يقتضى رفع حكم اللفظ فمما يقتضى رفع بعض ما يوجبه عموم اللفظ، قوله عز وجل: قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً الآية وما يقتضى رفع ما يوجبه اللفظ فنحو قوله: واللَّه لأفعلن كذا إن شاء اللَّه، وامرأته طالق إن شاء اللَّه، وعبده عتيق إن شاء اللَّه، وعلى هذا قوله تعالى: إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ وَلا يَسْتَثْنُونَ.

(ثوب) : أصل الثوب رجوع الشيء إلى حالته الأولى التي كان عليها، أو إلى الحالة المقدرة المقصودة بالفكرة وهى الحالة المشار إليها بقولهم أول الفكرة آخر العمل فمن الرجوع إلى الحالة الأولى قولهم ثاب فلان إلى داره وثابت إلى نفسى، وسمى مكان المستسقى على فم البئر مثابة ومن الرجوع إلى الحالة المقدرة المقصودة بالفكرة، الثوب سمى بذلك لرجوع الغزل إلى الحالة التي قدرت له، وكذا ثواب العمل، وجمع الثوب أثواب وثياب وقوله تعالى: وَثِيابَكَ وكذا ثواب العمل، وجمع الثوب أثواب وثياب وقوله تعالى: وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ يحمل على تطهير الثوب وقيل الثياب كناية عن النفس لقول الشاعر:

ثياب بنى عوف طهارى نقيّة

وذلك أمر بما ذكره اللَّه تعالى فى قوله: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً والثواب ما يرجع إلى الإنسان من جزاء أعماله فيسمى الجزاء ثوابا تصورا أنه هو هو ألا ترى كيف جعل اللَّه تعالى الجزاء نفس الفعل فى قوله: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ولم يقل جزاءه، والثواب يقال فى الخير والشر لكن الأكثر المتعارف فى الخير وعلى هذا قوله عز وجل: ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ- فَآتاهُمُ اللَّهُ ثَوابَ الدُّنْيا وَحُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ وكذلك المثوبة فى قوله تعالى: هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ فإن ذلك استعارة فى الشر كاستعارة البشارة فيه. قال تعالى: وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ والإثابة تستعمل فى المحبوب قال تعالى: فَأَثابَهُمُ اللَّهُ بِما قالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وقد قيل ذلك فى المكروه نحو فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ على الاستعارة كما تقدم، والتثويب فى القرآن لم يجىء إلا فى المكروه نحو هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ وقوله عز وجل:

ص: 93

وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً قيل معناه مكانا يكتب فيه الثواب. والثيب التي تثوب عن الزوج قال تعالى: ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً

وقال عليه السلام: «الثيب أحق بنفسها»

والتثويب تكرار النداء ومنه التثويب فى الأذان، والثوباء التي تعترى الإنسان سميت بذلك لتكررها، والثبة الجماعة الثائب بعضهم إلى بعض فى الظاهر قال عز وجل: فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً قال الشاعر:

وقد أغدو على ثبة كرام

وثبة الحوض ما يثوب إليه الماء وقد تقدم.

(ثور) : ثار الغبار والسحاب ونحوهما يثور ثورا وثورانا انتشر ساطعا وقد أثرته، قال تعالى: فَتُثِيرُ سَحاباً يقال: أثرت ومنه قوله تعالى:

وَأَثارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوها وثارت الحصبة ثورا تشبيها بانتشار الغبار، وثور شرا كذلك، وثار ثائره كناية عن انتشار غضبه، وثاوره واثبه، والثور البقر الذي يثار به الأرض فكأنه فى الأصل مصدر جعل فى موضع الفاعل نحو ضيف وطيف فى معنى ضائف وطائف. وقولهم سقط ثور الثقف أي الثائر المنتثر، والثأر هو طلب الدم أصله الهمز وليس من هذا الباب.

(ثوى) : الثواء الإقامة مع الاستقرار يقال ثوى يثوى ثواء قال عز وجل: وَما كُنْتَ ثاوِياً فِي أَهْلِ مَدْيَنَ وقال: أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ قال اللَّه تعالى: وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ- ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ وقال: النَّارُ مَثْواكُمْ وقيل من أم مثواك؟ كناية عمن نزل به ضيف، والثوية مأوى الغنم، واللَّه أعلم بالصواب.

ص: 94