الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم لم يحرّر. مبلغ الزيادة ثمانى عشرة ذراعا سواء، وكان الوفاء فى سابع عشرين مسرى «1» .
[ما وقع من الحوادث سنة 703]
السنة السادسة من ولاية الملك الناصر محمد بن قلاون الثانية على مصر، وهى سنة ثلاث وسبعمائة.
فيها انتدب الأمراء لعمارة ما خرب من الجوامع بالزّلزلة فى السنة الماضية، وأنفقوا فيها مالا جزيلا.
وفيها كملت عمارة المدرسة الناصريّة «2» ببين القصرين، ونقل الملك الناصر محمد ابن قلاوون أمّه من التّربة المجاورة «3» للمشهد النّفيسىّ «4» إليها. وموضع هذه المدرسة
الناصريّة كان دارا تعرف بدار سيف الدين بلبان الرشيدىّ فاشتراها الملك العادل زين الدين كتبغا وشرع فى بنائها مدرسة، وعمل بوّابتها من أنقاض مدينة عكّا وهى بوّابة كنيسة بها ثم خلع كتبغا، فاشتراها الملك الناصر محمد هذا على يد قاضى القضاة زين «1» الدين علىّ بن مخلوف وأتمّها وعمل لها أوقافا جليلة، من جملتها:
قيساريّة أمير علىّ «2» بالشرابشيين «3» .
والرّبع المعروف بالدهيشة «1» قريبا من باب زويلة «2» ، وحوانيت باب الزّهومة «3»
والحمّام «1» المعروفة بالفخرية بجوار المدرسة «2» الفخرية، وعدّة أوقاف أخرى فى مصر والشام.
وفيها توفّى الأمير عزّ الدين أيبك الحموىّ كان أصله من مماليك الملك المنصور «1» صاحب حماة، فطلبه منه الملك الظاهر بيبرس هو وأبو خرص [علم الدين سنجر «2» ] من الملك المنصور، فسيّرهما إليه فرقّاهما ثم أمّرهما، ثم ولّى الملك الأشرف خليل أيبك هذا نيابة دمشق بعد سنجر الشجاعىّ حتّى عزله الملك العادل كتبغا بمملوكه إغزلوا العادلىّ، وولى بعد ذلك نيابة صرخد ثم حمص وبها مات فى تاسع «3» عشر ربيع الآخر.
وفيها توفى الأمير ركن الدين بيبرس التّلاوىّ وكان يلى شدّ دمشق، وكان فيه ظلم وعسف، وتولّى عوضه شدّ دمشق الأمير قيران [المنصورى «4» ] الدوادارى.
وفيها توفّى القاضى شمس الدين سليمان «5» بن إبراهيم بن إسماعيل الملطىّ «6» ثم الدّمشقىّ الحنفىّ أحد نوّاب الحكم بدمشق ومصر، كان فقيها عالما ديّنا مباركا حسن السّيرة.
وفيها توفّى القان إيل خان معزّ الدين «7» قازان، وقيل غازان، وكلاهما يصح معناه ابن أرغون بن أبغا بن هولاكو بن تولى خان بن چنكز خان ببلاد قزوين «8» فى ثانى عشر شوال «9» وحمل إلى تربته وقبّته التى أنشأها خارج تبريز «10» . وكان جلوسه على تخت
الملك فى سنة ثلاث وتسعين وستمائة، وأسلم فى سنة أربع وتسعين؛ ونثر الذهب والفضّة واللؤلؤ على رءوس الناس، وفشا الإسلام بإسلامه فى ممالك التتار، وأظهر العدل وتسمّى محمودا، وكان أجلّ ملوك المغل من بيت هولاكو، وهو صاحب الوقعات مع الملك الناصر محمد بن قلاوون والذي ملك الشام. وقد تقدّم ذكر ذلك كلّه فى أصل هذه الترجمة.
وفيها توفّى القاضى فتح الدين أبو محمد عبد الله ابن الصاحب عزّ الدين محمد بن أحمد بن خالد بن محمد القيسرانىّ فى يوم الجمعة خامس عشرين شهر ربيع الآخر بالقاهرة، وقد وزر جدّه موفّق الدين «1» خالد للملك العادل نور الدين محمود بن زنكى المعروف بالشهيد، وكانت لديه فضيلة وعنى بالحديث وجمع وألّف كتابا فى معرفة الصحابة، وكان له نظم ونثر، وخرّج لنفسه أربعين حديثا، وروى عنه الدّمياطىّ من شعره، وأخذ عنه الحافظ فتح الدين ابن سيّد الناس، والبرزالىّ والذهبىّ.
ومن شعره:
بوجه معذّبى آيات حسن
…
فقل ما شئت فيه ولا تحاشى
ونسخة حسنه قرئت فصحّت
…
وها خطّ الكمال على الحواشى
وفيها توفّى القاضى كمال «2» الدين أبو الفتح موسى ابن قاضى القضاة شمس الدين أحمد بن شهاب الدين محمد بن خلّكان، كان فاضلا اشتغل فى حياة والده ودرس، وكانت سيرته غير مشكورة، وهو كان أكبر الأسباب فى عزل والده، ومات فى شهر ربيع»
الأوّل.
وفيها توفّى الشريف أبو فارس عبد العزيز بن عبد الغنى بن سرور بن سلامة «1» المنوفىّ أحد أصحاب أبى «2» الحجّاج الأقصرىّ. مات فى ليلة الاثنين خامس عشر ذى الحجة بمصر عن مائة وعشرين سنة.
وفيها توفّى الشريف جمّاز بن شيحة [بن هاشم بن قاسم بن مهنّا «3» ] أمير المدينة النبويّة مصروفا عن ولايتها، والأصح وفاته فى القابلة.
وفيها توفّى الإمام المحدّث تاج الدين علىّ بن أحمد بن عبد المحسن الحسينىّ الغرّافى «4» الإسكندرانىّ فى سابع ذى الحجّة.
وفيها توفّى الأمير الوزير ناصر الدين محمد، ويقال ذبيان «5» ، الشيخىّ، تحت العقوبة فى سابع ذى القعدة.
وفيها توفّى الشريف شمس الدين أبو عبد الله «6» محمد بن الحسين بن محمد الأرموىّ نقيب الأشراف فى تاسع عشر شوّال، وكان فاضلا رئيسا. وقيل وفاته فى الآتية، وهو الأقوى.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم ثلاث أذرع وعدّة أصابع.
مبلغ الزيادة ستّ عشرة ذراعا وستّ عشرة إصبعا. وكان الوفاء أوّل أيام النّسىء.