الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وجدّه لأمّه الوزير شرف «1» الدين صاعد الفائزىّ. وكانت له رياسة ضخمة وفضيلة، ومات بالقاهرة فى يوم السبت خامس جمادى الآخرة.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم أربع أذرع وستّ أصابع.
مبلغ الزيادة ثمانى عشرة ذراعا وإصبع واحدة.
[ما وقع من الحوادث سنة 708]
السنة الحادية عشرة من ولاية السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون الثانية على مصر، وهى سنة ثمان وسبعمائة، وهى التى خلع فيها الملك الناصر المذكور من ملك مصر وأقام بالكرك وتسلطن من بعده بيبرس الجاشنكير حسب ما تقدّم ذكره.
فيها أفرج عن الملك المسعود خضر ابن الملك الظاهر بيبرس البندقدارىّ من البرج بقلعة الجبل، وأسكن بدار الأمير عزّ الدين «2» الأفرم الكبير بمصر، وذلك فى شهر ربيع الأوّل.
وفيها كان خروج الملك الناصر محمد بن قلاوون صاحب الترجمة من القاهرة قاصدا الحجّ وسار إلى الكرك وخلع نفسه.
وفيها توفّى الشيخ علم الدين إبراهيم بن الرشيد بن أبى الوحش رئيس الأطباء بالديار المصريّة والبلاد الشاميّة، وكان بارعا فى الطبّ محظوظا عند الملوك، ونالته السعادة من ذلك، حتّى إنّه لمّا مات خلّف ثلثمائة ألف دينار غير القماش والأثاث.
وفيها توفّى الأمير عز الدين أيبك الشجاعىّ الأشقر شادّ الدواوين بالقاهرة فى المحرّم.
وفيها توفّى الأمير علاء الدين ألطبرس «1» المنصورىّ والى باب القلعة والملقّب بالمجنون المنسوب إليه العمارة فوق قنطرة المجنونة «2» على الخليج الكبير خارج القاهرة، عمّرها للشيخ شهاب «3» الدين العابر ولفقرائه وعقدها قبوا. وفى ذلك يقول علم الدين ابن الصاحب:
ولقد عجبت من الطبرس وصحبه
…
وعقولهم بعقوده مفتونه
عقدوه عقدا لا يصح لأنهم
…
عقدوا لمجنون على مجنونه
وكان ألطبرس المذكور عفيفا ديّنا غير أنه كان له أحكام قراقوشية من تسلطه على النساء ومنعهنّ من الخروج إلى الأسواق وغيرها، وكان يخرج أيام الموسم إلى القرافة وينكّل بهن فامتنعن من الخروج فى زمانه إلا لأمر مهم مثل الحمّام وغيره.
وفيها توفّى الأمير عزّ الدين أيدمر الرشيدىّ أستادار الأمير سلّار نائب السلطنة بالديار المصرية فى تاسع عشر شوال، وكان عاقلا رئيسا وله ثروة واسعة وجاه عريض.
وفيها توفّى الشيخ المعتقد عبد الغفّار [بن «4» أحمد بن عبد المجيد بن نوح] القوصىّ القائم بخراب الكنائس بقوص وغيرها فى ليلة الجمعة سابع ذى القعدة، وكان له أتباع ومريدون وللناس فيه اعتقاد.
وفيها توفّى ظهير «1» الدين أبو نصر بن الرشيد بن أبى النصر السّامرىّ الدمشقى الكاتب فى حادى عشرين شهر رمضان بدمشق، ومولده سنة اثنتين وعشرين وستمائة، كان أوّلا سامريّا ثم أسلم فى أيام الملك المنصور قلاوون، وتنقّل فى الخدم حتّى ولى نظر جيش دمشق إلى أن مات.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم أربع أذرع. مبلغ الزيادة ثمانى عشرة ذراعا وإصبع واحدة مثل السنة الماضية.