الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[ما وقع من الحوادث سنة 704]
السنة السابعة من ولاية الملك الناصر محمد بن قلاوون الثانية على مصر، وهى سنة أربع وسبعمائة.
فيها توجّه الأمير بيبرس الجاشنكير إلى الحجاز مرّة ثانية ومعه علاء الدين أيدغدى الشّهرزورىّ رسول ملك الغرب، والأمير بيبرس المنصورىّ الدّوادار، والأمير بهاء الدين يعقوبا وجماعة كثيرة من الأمراء، وخرج ركب الحاجّ فى عالم كثير من الناس مع الأمير عزّ الدين أيبك الخازندار زوج بنت الملك الظاهر بيبرس.
وفيها ظهر فى معدن الزّمرّد قطعة زنتها مائة «1» وخمسة وسبعون مثقالا فأخفاها الضامن ثم حملها إلى بعض «2» الملوك، فدفع فيها مائة ألف وعشرين ألف درهم فأبى يبيعها، فأخذها «3» الملك منه غصبا وبعث بها إلى السلطان فمات الضامن غمّا.
وفيها توفّى القاضى فتح الدين أحمد بن محمد بن سلطان «4» القوصىّ الشافعىّ وكيل بيت المال بقوص وأحد أعيانها، كان من الرؤساء ومات بها فى حادى عشر المحرّم.
وفيها توفّى القاضى زين الدين أحمد ابن الصاحب فخر الدين محمد ابن الصاحب بهاء الدين علىّ بن محمد بن سليم بن حنّا فى ليلة الخميس ثامن صفر، وكان فقيها فاضلا متديّنا وافر الحرمة.
وفيها توفّى شمس الدين أحمد بن علىّ بن هبة الله بن السّديد الإسنائىّ خطيب إسنا «1» ونائب الحكم بها وبأدفو «2» وقوص «3» فى شهر رجب، وكانت قد انتهت إليه رياسة الصعيد، وبنى بقوص مدرسة، وكان قوىّ النفس كثير العطاء مهابا ممدوحا يبذل فى بقاء رياسته الآلاف الكثيرة، يقال إنه بذل فى نيابة الحكم بالصعيد مائتى «4» ألف، وصادره الأمير كراى المنصورىّ وأخذ منه مائة وستين ألف درهم، فقدم القاهرة ومات بها.
وفيها توفّى الأمير بيبرس الموفّقى «5» المنصورىّ أحد الأمراء بدمشق بها فى يوم الأربعاء ثالث عشر «6» جمادى الآخرة مخنوقا وهو سكران. نسأل الله حسن الخاتمة بمنّه وكرمه.