الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفخر الدين عمر بن يحيى الكرخىّ فى شهر ربيع الآخر، وله إحدى وتسعون سنة. والعلّامة تاج الدين عبد الرحمن بن إبراهيم بن سباع الفزارىّ الشافعىّ فى جمادى الآخرة، وله ست وستون سنة «1» . والشيخ العفيف التّلمسانىّ الشاعر سليمان بن علىّ فى رجب، وله ثمانون سنة. والمقرئ شهاب الدين محمد بن عبد الخالق بن مزهر فى رجب. والقاضى شمس الدين عبد الواسع بن عبد الكافى الأبهرىّ «2» فى شوّال.
والمسند نجم الدين يوسف بن يعقوب بن محمد [بن علىّ «3» ] بن المجاور فى ذى القعدة والمسند شمس الدين محمد بن [عبد «4» ] المؤمن بن أبى الفتح الصالحىّ فى ذى الحجّة، وهو آخر من سمع من الكندىّ «5» . والإمام شمس الدين أحمد بن عبد الله بن الزّبير الخابورىّ خطيب حلب فى المحرّم.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم أربع أذرع وثلاث أصابع. مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وسبع أصابع.
[ما وقع من الحوادث سنة 691]
السنة الثانية من ولاية الملك الأشرف خليل على مصر، وهى سنة إحدى وتسعين وستمائة.
فيها فى يوم الجمعة رابع عشرين صفر ظهر بقلعة الجبل حريق عظيم فى بعض خزائن الخاصّ، وأتلف شيئا عظيما من الذخائر والنفائس والكتب وغيرها.
وفيها توفّى الصاحب تاج الدين أحمد بن [المولى «1» ] شرف الدين سعيد ابن شمس الدين محمد بن الأثير الحلبى الكاتب المنشئ. وأولاد ابن الأثير هؤلاء غير بنى الأثير الموصليّين. وكان تاج الدين هذا بارعا فاضلا معظّما فى الدّول باشر الإنشاء بدمشق ثم بمصر للملك الظاهر بيبرس، ثم للملك المنصور قلاوون، وكان له نظم ونثر ولكلامه رونق وطلاوة. ومن عجيب ما اتّفق أنّ الأمير عز الدين أيدمر السّنانىّ النّجيبىّ الدّوادار أنشد تاج الدين المذكور عند قدومه إلى القاهرة فى الأيام الظاهريّة أوّل اجتماعه به، ولم يكن يعلم اسمه ولا اسم أبيه، قول الشاعر:
كانت مساءلة الرّكبان تخبرنى
…
عن أحمد بن سعيد أحسن الخبر
حتّى التقينا فلا والله ما سمعت
…
أذنى بأحسن ممّا قد رأى بصرى
فقال له تاج الدين: يا مولانا، أتعرف أحمد بن سعيد؟ فقال: لا، فقال: المملوك أحمد بن سعيد. ولم يزل تاج الدين هذا يترقّى الى أن ولى كتابة السرّ بمصر بعد موت فتح الدين محمد بن عبد الظاهر الآتى ذكره. ولمّا ولى كتابة السرّ سافر مع السلطان الى الديار المصريّة فأدركه أجله فمات بغزّة «2» ودفن هناك؛ وولى بعده كتابة السرّ ابنه عماد الدين «3» إسماعيل مدّة إلى أن عزل بشرف الدين عبد الوهاب بن فضل «4» الله العمرىّ.
وكان تاج الدين فاضلا نبيلا، وله يد فى النظم والنثر. ومن شعره القصيدة التى أوّلها:
أتتنى «5» أياديك التى لو تصوّرت
…
محاسنها كانت من الأنجم الزّهر
وفيها توفى القاضى فتح الدين محمد ابن القاضى محيى الدين عبد الله بن عبد الظاهر ابن نشوان بن عبد الظاهر الجذامىّ الرّوحىّ «1» المصرىّ المعروف بابن عبد الظاهر صاحب ديوان الإنشاء ومؤتمن المملكة بالديار المصريّة. مولده بالقاهرة فى سنة ثمان وثلاثين وستمائة وسمع الحديث وتفقّه ومهر فى الإنشاء، وساد فى الدولة المنصوريّة قلاوون برأيه وعقله وحسن سياسته، وتقدّم على والده فكان والده من جملة الجماعة الذين يصرفهم أمره ونهيه. وقد تقدّم ذكره فى ترجمة الملك المنصور قلاوون والتعريف بحاله. ومن شعر فتح الدين المذكور لمّا توجّه إلى دمشق صحبة السلطان وحصل له توعّك فكتب إلى والده يقول:
إن شئت تبصرنى «2» وتبصر حالتى
…
قابل إذا هبّ النسيم قبولا
تلقاه مثلى رقّة ونحافة
…
ولأجل قلبك لا أقول عليلا
فهو الرسول اليك منى ليتنى
…
كنت اتّخذت مع الرسول سبيلا
وله:
ذو قوام يحور منه اعتدال
…
كم طعين به من العشّاق
سلب القضب لينها فهى غيظا
…
واقفات تشكوه بالأوراق
قلت: وأجاد شمس الدين محمد بن العفيف فى هذا المعنى حيث قال:
قدّه حاز اعتدالا
…
فله فتك ونسك
سلب الأغصان لينا
…
فهى بالأوراق تشكو