المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(ابن عبيد الله) - الوافي بالوفيات - جـ ٤

[الصفدي]

فهرس الكتاب

- ‌(الْجُزْء الرَّابِع)

- ‌(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)

- ‌(ربِّ أَعِنْ)

- ‌(ابْن عبيد الله)

- ‌(ابْن عبد المتكبر)

- ‌(ابْن عبد الْمجِيد)

- ‌(ابْن عبد المحسن)

- ‌(ابْن عبد الْملك)

- ‌(ابْن عبد الْمُنعم)

- ‌(ابْن عبد الْهَادِي)

- ‌(ابْن عبد الْوَاحِد)

- ‌(ابْن عبد الْوَلِيّ)

- ‌(ابْن عبد الْوَهَّاب)

- ‌(ابْن عتاب)

- ‌(ابْن عَتيق)

- ‌(ابْن عُثْمَان)

- ‌(ابْن عقيل)

- ‌(ابْن عَليّ)

- ‌(ابْن عمرَان)

- ‌(ابْن عمر)

- ‌(ابْن عَمْرو)

- ‌(ابْن عَوْف)

- ‌(ابْن عِيسَى)

- ‌(ابْن غَازِي)

- ‌(ابْن غَالب)

- ‌(ابْن غَسَّان)

- ‌(ابْن فَارس)

- ‌(ابْن فتح)

- ‌(ابْن الْفرج)

- ‌(ابْن الْفضل)

- ‌(ابْن فضل الله)

- ‌(ابْن الْقَاسِم)

- ‌(ابْن قَائِد)

- ‌(ابْن قرطاي)

- ‌(ابْن قلاوون)

- ‌(ابْن قنان)

- ‌(ابْن كثير)

- ‌(ابْن كرام)

- ‌(ابْن كشتغدي)

- ‌(ابْن كناسَة)

- ‌(ابْن لوي)

- ‌(ابْن اللَّيْث)

- ‌(ابْن ماهان)

- ‌(ابْن الْمُبَارك)

- ‌(ابْن المتَوَكل)

- ‌(ابْن الْمثنى)

- ‌(ابْن المجلي)

- ‌(ابْن محبب)

- ‌(ابْن مَحْبُوب)

- ‌(ابْن مُحرز)

- ‌(ابْن المحسن)

- ‌(ابْن مَحْمُود)

الفصل: ‌(ابن عبيد الله)

(الْجُزْء الرَّابِع)

(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)

(ربِّ أَعِنْ)

3 -

(ابْن عبيد الله)

أَبُو بكر الْعَرْزَمِي مُحَمَّد بن عبيد الله من الْيمن من حَضرمَوْت كُوفِي أدْرك الدولة العباسية ويكنى أَبَا بكر وَيعرف بالعرزمي جلّ شعره آدَاب وَحكم من شعره

(إِن يحسدوني فَإِنِّي غير لائمهم

قبلي من النَّاس أهل الْفضل قد حسدوا)

(فدام لي وَلَهُم مَا بِي وَمَا بهم

وَمَات أكثرنا غيظاً بِمَا يجد)

(أَنا الَّذِي وَجَدُونِي فِي حُلُوقهمْ

لَا أرتقي صادراً مِنْهَا وَلَا أرد)

وَقَالَ

(أرى عَاجِزا يدعى جليداً لغشمه

وَلَو كلف التَّقْوَى لكلت مضاربه)

(وَعَفا يُسمى عَاجِزا لعفافه

وَلَوْلَا التقى مَا أَعْجَزته مذاهبه)

(وَلَيْسَ بعجز الْمَرْء أخطأه الْغنى

وَلَا باحتيالٍ أدْرك المَال كاسبه)

ابْن الْمهْدي مُحَمَّد بن عبيد الله بن الْمهْدي بِاللَّه مُحَمَّد بن الْمَنْصُور أبي جَعْفَر عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب قَالَ ابْن النجار ذكره الصولي وَغَيره توفّي سنة إِحْدَى وَخمسين ومأتين قَالَ لَهُ يَوْمًا إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي يَا ابْن أخي بكم اشْترى أَبوك أمك قَالَ بخراج الدُّنْيَا ثَلَاثِينَ ألف ألف دِينَار فَضَحِك إِبْرَاهِيم وَقَالَ يَا ابْن أخي هَذَا خراج الدُّنْيَا)

وَالْآخِرَة

الْعُتْبِي الأخباري مُحَمَّد بن عبيد الله بن عَمْرو بن معوية بن عَمْرو بن عتبَة بن أبي سُفْيَان الْأمَوِي الْمَشْهُور بالعتبي الْبَصْرِيّ الأخباري أحد الأدباء الفصحاء مَاتَ لَهُ بنُون فَكَانَ يرثيهم وقصيدته فِي وَلَده مَشْهُورَة مِنْهَا

ص: 5

(الصَّبْر يحمد فِي المواطن كلهَا

إِلَّا عَلَيْك فَإِنَّهُ مَذْمُوم)

روى عَن أَبِيه وَعَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة وَلُوط ابْن مخنف وروى عَنهُ أَبُو حَاتِم السجساتي وَأَبُو الْفضل الرياشي وَإِسْحَاق بن مُحَمَّد النَّخعِيّ وَقدم بَغْدَاد وَحدث بهَا وَكَانَ مشتهراً بِالشرابِ وَكَانَ هُوَ وَأَبوهُ سيدين أديبين فصيحين وَمن تصانيفه كتاب الْخَيل كتاب أشعار الأعاريب وأشعار النِّسَاء اللَّاتِي أحببن ثمَّ أبغضن وَكتاب الذَّبِيح وَكتاب الْأَخْلَاق وَغير ذَلِك وَمن شعره القصيدة الَّتِي مِنْهَا

(رأين الغواني الشيب لَاحَ بعارضي

فأعرضن عني بالخدود النواضر)

(وَكن مَتى أبصرنني أَو سمعن بِي

سعين فرقّعن الكوى بالمحاجر)

توفّي سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وَقَالَ أول شعر قلته

(بنفسي شيءٌ لست أعرف قدره

على أَنه مَا كَانَ فَهُوَ شَدِيد)

(تمر بِهِ الْأَيَّام تسحب ذيلها

فتبلى وَلَا تبليه وَهُوَ جَدِيد)

الْقَائِم بِأَمْر الله الفاطمي مُحَمَّد بن عبيد الله ويدعى مُحَمَّد نزاراً ابْن الْمهْدي الْقَائِم بالمغرب بَايع لمُحَمد وَالِده الْمَذْكُور بِولَايَة الْعَهْد بإفريقية وَمَا مَعهَا وَكَانَت الْكتب تكْتب باسمه والمظلة تحمل على راسه وجهزه أَبوهُ إِلَى مصر مرَّتَيْنِ ليأخذها الأولى فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَلَاث مائَة فوصل إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة وملكها وَملك الفيوم وَصَارَ فِي يَده أَكثر خراج مصر وضيق على أَهلهَا والمرة الثَّانِيَة وصل إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فِي سنة سبع وَثَلَاث مائَة فِي عَسْكَر عَظِيم فَخرج عَامل الإِمَام المقتدر عَنْهَا فَدَخلَهَا ثمَّ خرج إِلَى الجيزة فِي خلق عَظِيم ووردت الْأَخْبَار إِلَى بَغْدَاد فَجهز مؤنس الْخَادِم بِالرِّجَالِ وَالْأَمْوَال فَلَمَّا وصل إِلَى مصر كَانَ الْقَائِم قد ملك الجيزة والأشمونين وَأكْثر بِلَاد الصَّعِيد فتلاقيا وَجرى بَينهمَا حروب عَظِيمَة وَوَقع فِي عَسْكَر الْقَائِم الوباء والغلاء فَمَاتَ النَّاس وَالْخَيْل فَرجع إِلَى إفريقية وَتَبعهُ عَسْكَر مصر إِلَى أَن تبَاعد عَنْهُم

وَفِي أَيَّامه خرج أَبُو يزِيد مخلد الْخَارِجِي وَكَانَت المطوعة قد تَبعته وقاسى مِنْهُم شَدَائِد فَأحْسن)

السِّيرَة بَنو

ص: 6

عبيد فِي النَّاس وهذبوا وطووا مَا يرومونه من إِظْهَار مَذْهَبهم الْخَبيث وساسوا ملكهم وقنعوا بِإِظْهَار الرَّفْض والتشيع وَكَانَت ولادَة الْقَائِم بِمَدِينَة سلمية بِالشَّام سنة ثَمَانِينَ وَقيل سنة اثْنَتَيْنِ وَقيل سنة سبع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ واستصحبه وَالِده مَعَه إِلَى الْمغرب على مَا سَيَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَتُوفِّي الْقَائِم الْمَذْكُور بالمهدية سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة وَأَبُو يزِيد الْخَارِجِي محاصر لَهُ فَقَامَ بِالْأَمر وَلَده الْمَنْصُور إِسْمَاعِيل وكتم خبر مَوته خوفًا من الْخَارِجِي وَكَانَ على سوسة وَأكْثر العطايا والصلات وَلم يتسم بالخليفة وَكتبه تنفذ من الْأَمِير إِسْمَاعِيل ولي عهد الْمُسلمين

الْوَزير البلعمي مُحَمَّد بن عبيد الله بن مُحَمَّد بن رَجَاء الْوَزير أَبُو الْفضل البلعمي بِالْبَاء الْمُوَحدَة وَاللَّام الساكنة وَالْعين الْمُهْملَة الْمَفْتُوحَة وَبعدهَا مِيم أوحد عصره فِي الْعقل والرأي لَهُ كتاب تلقيح البلاغة وَكتاب المقالات وَغير ذَلِك وَهُوَ وَزِير صَاحب مَا وَرَاء النَّهر توفّي سنة تسع وَعشْرين وَثَلَاث مائَة

الْوَزير أَبُو عَليّ الخاقاني مُحَمَّد بن عبيد الله بن يحيى بن خاقَان أَبُو عَليّ الْوَزير كَانَ أكبر ولد أَبِيه أحضرهُ الْمُعْتَمد بعد وَفَاة أَبِيه وقلده مَكَانَهُ وَأَرَادَ أَن يخلع عَلَيْهِ فَأمر أَن يُؤَخر ذَلِك فَلم يضطلع بِالْأَمر فَترك أسبوعاً وعزل بالْحسنِ بن مخلد ووزر للمقتدر وصدرت مِنْهُ أَشْيَاء مضحكة وعزل بعلي بن عِيسَى وَقبض عَلَيْهِ على أَنه صدرت مِنْهُ وَاحِدَة حَسَنَة يُقَال أَنه لما عزل أَكثر النَّاس التزوير عَلَيْهِ وَعرضت تواقيع كَثِيرَة على أبي الْحسن عَليّ بن عِيسَى فأنكرها وجهزها إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ عرفني الصَّحِيح فِي هَذِه حَتَّى أمضيه وأبطل الزُّور مِنْهَا فَحَضَرَ الرَّسُول وَهُوَ يُصَلِّي فَأخذ ابْنه أَبُو الْقَاسِم يُمَيّز الْبَاطِل من الصَّحِيح مِنْهَا فَأَوْمأ إِلَيْهِ أَبوهُ أَن يتَوَقَّف فَلَمَّا فرغ من صلَاته أَخذهَا وتصفحها وخلطها وَقَالَ كل هَذِه التوقيعات صَحِيحَة وَأَنا أمرت بهَا فَمَا رَأَيْت إِبْطَاله فأبطله وَلما انْصَرف الرَّسُول قَالَ لِابْنِهِ أردْت أَن تبغضنا إِلَى النَّاس بِلَا معنى وَيكون الْوَزير قد الْتقط الشوك على أَيْدِينَا نَحن قد صرفنَا فَلم لَا نحبب إِلَى النَّاس بإمضاء كل مَا زوروه فَإِن أَمْضَاهُ كَانَ الْحَمد لنا وَالضَّرَر عَلَيْهِ وَإِن أبْطلهُ كَانَ الْحَمد لنا والذم لَهُ توفّي وَقد تغير ذهنه فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَلَاث مائَة

ابْن الْبَلَدِي مُحَمَّد بن عبيد الله الْبَلَدِي قَالَ الثعالبي فِي التَّتِمَّة هُوَ أشعر من أَبِيه وَكَانَ قد حلف أَن لَا يشرب حولا فبرت يَمِينه فِي غرَّة شَوَّال فَقَالَ)

(برت على هجر الكؤوس يَمِيني

شهر الصّيام فَمَا امتطين يَمِيني)

ص: 7

(قُم هَاتِهَا حَمْرَاء فِي مبيضةٍ

كالجلنارة فِي جنى نسرين)

(أوما رَأَيْت هِلَال فطرٍ قد بدا

فِي الْأُفق مثل شعيرَة السكين)

(قسما بحبك لَا مزجت كؤوسها

إِلَّا ببريقك أَو بماءٍ جفوني)

وَقَالَ

(وبيتٍ خلا من كل خيرٍ فناؤه

فَضَاقَ علينا وَهُوَ رحب الْأَمَاكِن)

(كأنا مَعَ الجدران فِي جنباته

دمىً فِي انْقِطَاع الرزق لَا فِي المحاسن)

القَاضِي ابْن مَعْرُوف مُحَمَّد بن عبيد الله بن أَحْمد بن مَعْرُوف أَبُو الْحُسَيْن ابْن قَاضِي الْقُضَاة أبي مُحَمَّد ولي الْقَضَاء نِيَابَة عَن وَالِده بالجانب الشَّرْقِي من بَغْدَاد بعد وَفَاة القَاضِي أبي بكر بن صَبر سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة وَمَات وَالِده فِي سَابِع صفر من السّنة لِأَن الأول توفّي خَامِس الْمحرم فَوَقع لأبي الْحُسَيْن بِالْقضَاءِ على حَاله فَلَمَّا مَاتَ القَاضِي أَبُو عَليّ المحسن بن عَليّ التنوخي فِي محرم سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة ردَّتْ أَعماله إِلَى أبي الْحُسَيْن فَتَوَلّى الْقَضَاء بهَا كلهَا كَانَ فَقِيها فَاضلا متكلماً حسن الْعبارَة أديباً بليغ الْأَلْفَاظ مليح الْكِتَابَة وَكَانَ من محَاسِن النَّاس صُورَة وَمعنى ذكر ذَلِك ابْن النجار وَأورد لَهُ من شعره

(فَإِن كَانَ مَا بلغت حَقًا فلامني

صديقي وشلت من يَدي الأنامل)

(ودام بِي الْإِعْرَاض مِنْك فَإِنَّهُ

حمامٌ إِذا واصلته لي قَاتل)

وَله أَيْضا

(أَنْتُم وَإِن بَعدت عَنَّا مَنَازِلكُمْ

نوازلٌ بَين أخطاري وأفكاري)

(وَإِن تحدثت لم ألفظ بغيركم

وَإِن سكت فَأنْتم عقد إضماري)

وَكتب إِلَى صديق لَهُ لم يعده فِي مَرضه

(وأصلحت جسمي بِشرب الدَّوَاء

وقلبي على حَاله فِي الْأَلَم)

(فَإِن جدت بالوصل عافيته

وَإِن زَاد هجرك زَاد السقم)

(وَمثلك فِي الْبُرْء لَا يستزار

ومثلي فِي الود لَا يتهم)

وَكتب إِلَيْهِ أَيْضا

(أصلح شرب الدَّوَاء جسمي

وَالْقلب مِنْهُ السقام بَاقٍ)

)

(أظلهُ الْبَين فَهُوَ شاكٍ

من ألم الهجر والفراق)

(وَلست أَرْجُو لَهُ فراقاً

إِلَّا بِأَن يقرب التلاقي)

توفّي رَابِع شعْبَان سنة تسعين وَثَلَاث مائَة قلت شعر متوسط

ص: 8

أَبُو بكر الْحَنْبَلِيّ مُحَمَّد بن عبيد الله بن أَحْمد أَبُو بكر ابْن أبي الْقَاسِم الْحَنْبَلِيّ من أهل دير العاقول روى عَن وَالِده أبي الْقَاسِم وَعَن الإِمَام أبي حَامِد الاسفراييني والوزير أبي الْقَاسِم الْحُسَيْن المغربي وَأبي الْحُسَيْن الْحَاجِب وروى عَنهُ مَسْعُود بن نَاصِر السجْزِي

الْأَمِير المسبحي مُحَمَّد بن عبيد الله بن أَحْمد المسبحي بِالْبَاء الْمُوَحدَة الْمُشَدّدَة الْمَكْسُورَة والحاء الْمُهْملَة الْحَرَّانِي الْأَمِير الْمُخْتَار عز الْملك أحد الْأُمَرَاء المصريين وكتابهم وفضلائهم صَاحب التَّارِيخ الْمَشْهُور كَانَ على زِيّ الأجناد واتصل بِخِدْمَة الْحَاكِم ونال مِنْهُ سَعَادَة وَله تصانيف عديدة فِي الْأَخْبَار والمحاضرة وَالشعرَاء من ذَلِك كتاب التَّلْوِيح وَالتَّصْرِيح فِي الشّعْر وَهُوَ مائَة كراسة ودرك البغية فِي وصف الْأَدْيَان والعبادات فِي ثَلَاثَة آلَاف وَخمْس مائَة ورقة وأصناف الْجِمَاع ألف وَمِائَتَا ورقة والقضايا الصائبة فِي مَعَاني أَحْكَام النُّجُوم ثَلَاثَة آلَاف ورقة وَكتاب الراح والإرتياح ألف وَخمْس مائَة ورقة وَكتاب الْغَرق والشرق فِي ذكر من مَاتَ غرقاً أَو شرقاً مِائَتَا ورقة وَكتاب الطَّعَام والإدام ألف ورقة وقصص الْأَنْبِيَاء عليهم السلام ألف وَخمْس مائَة ورقة وجونة الماشطة يتَضَمَّن غرائب الْأَخْبَار والأشعار والنوادر الَّتِي لم يتَكَرَّر مرورها على الأسماع ألف وَخمْس مائَة ورقة ومختار الأغاني ومعانيها وَغير ذَلِك وَمن شعره

(أَلا فِي سَبِيل الله قلبٌ تقطعا

وفادحةٌ لم تبْق للعين مدمعا)

(أصبراً وَقد حل الثرى من أوده

فَللَّه همٌ مَا أَشد وأوجعا)

(فيا لَيْتَني للْمَوْت قدمت قبلهَا

وَإِلَّا فليت الْمَوْت أذهبنا مَعًا)

وَتَوَلَّى المقياس والبهنسا من الصَّعِيد ثمَّ تولى ديوَان التَّرْتِيب وَله مَعَ الْحَاكِم مجَالِس ومحاضرات يشْهد بهَا تَارِيخه الْكَبِير ولد سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَتُوفِّي سنة عشْرين وَأَرْبع مائَة ابْن عمروس الْمَالِكِي مُحَمَّد بن عبيد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمروس أَبُو الْفضل الْبَغْدَادِيّ الْفَقِيه الْمَالِكِي قَالَ الْخَطِيب انْتَهَت إِلَيْهِ الْفَتْوَى بِبَغْدَاد وَحدث روى عَنهُ الْخَطِيب وَغَيره وَكَانَ من الْقُرَّاء المجودين توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَأَرْبع مائَة)

قَاضِي عكبرا مُحَمَّد بن عبيد الله بن أَحْمد بن أبي الرَّعْد الْحَنَفِيّ قَاضِي عكبرا كَانَ ثِقَة توفّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة ثَالِث شهر ربيع الآخر سمع أَبَا عبد الله أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن دوست وَأَبا أَحْمد عبيد الله بن مُحَمَّد بن أبي مُسلم الفرضي وَأَبا عمر عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مهْدي وَأَبا الْفَتْح هِلَال بن مُحَمَّد بن جَعْفَر الحفار وَغَيرهم قدم

ص: 9

بَغْدَاد بعد علو سنه وَحدث بهَا وأملى بِجَامِع الْمَنْصُور روى عَنهُ وَلَده أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد وَأَبُو البركات ابْن السَّقطِي وَأَبُو الْقَاسِم هبة الله ابْن عبد الْوَارِث الشِّيرَازِيّ ومكي بن عبد السَّلَام الرميلي

ابْن أبي الْبَقَاء قَاضِي الْبَصْرَة مُحَمَّد بن عبيد الله بن الْحسن بن الْحُسَيْن الْبَصْرِيّ أَبُو الْفرج ابْن أبي الْبَقَاء قَاضِي الْبَصْرَة كَانَ شَيخا مهيباً صبيح الْوَجْه عَالما بِالْمذهبِ لَهُ يَد باسطة فِي اللُّغَة وَالْأَدب وَله تصانيف فِي اللُّغَة حسان سمع الحَدِيث بِالْبَصْرَةِ من أبي الْقَاسِم الْفضل بن مُحَمَّد بن الْفضل القصباني وَأبي مُوسَى عِيسَى بن مُوسَى بن خلف الأندلسي وبواسط من القَاضِي أبي تَمام عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحسن وَأبي غَالب مُحَمَّد بن أَحْمد بن بَشرَان وبالأهواز من أبي الْغَنَائِم الْحسن بن عَليّ بن حَمَّاد الْحَوْزِيِّ وبالكوفة من الشريف أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن عبد الرَّحْمَن الحسني ودرس الْفِقْه بِبَغْدَاد على أقضى الْقُضَاة الْمَاوَرْدِيّ وَالْقَاضِي أبي الطّيب الطَّبَرِيّ وَأبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَتُوفِّي سنة تسع وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة بِالْبَصْرَةِ وَله مُقَدّمَة فِي النَّحْو وَكتاب المتقعرين

ابْن الْأَصْبَغ الْقُرْطُبِيّ مُحَمَّد بن عبيد الله بن الْأَصْبَغ الْقرشِي المرواني من أهل قرطبة وَسكن شاطبة أورد لَهُ ابْن الْأَبَّار فِي تحفة القادم

(تثنت فاستراب الخيزران

وفاهت فاستذل الأقحوان)

(وأبدت من تثنيها فنوناً

قُلُوب العاشقين لَهَا مَكَان)

(وَقَالَت لَا يباه بِنَا قتيلٌ

وَلَيْسَ لخائفٍ عِنْدِي أَمَان)

(أرى رضوَان ملتمساً محلي

كَأَن الأَرْض عَاد بهَا الْجنان)

(وَقَالَت للغزالة حسن وَجْهي

وثغري يجتنى مِنْهُ الجمان)

مُحَمَّد بن عبيد الله بن غياث بالغين الْمُعْجَمَة وَالْيَاء الْمُثَنَّاة من تَحت الْمُشَدّدَة وَبعد الْألف ثاء مُثَلّثَة أَبُو عَمْرو من أهل شريش كَانَ شَاعِرًا مطبوعاً توفّي سنة تسع عشرَة وست مائَة قَالَ من أَبْيَات)

(وكوثري الرِّيق إِلَّا أَنه

فَوق العقيق دره قد نظما)

(أسكرني وَلم أذق رحيقه

إِلَّا بثغر خاطري توهما)

مِنْهَا

(إِن لم تكن معرفةٌ تقدّمت

فودنا بِالْغَيْبِ قد تقدما)

(يَا وَقْفَة بالشوق فِيمَا بَيْننَا

أتعب مِنْهُ الْبَين شخصا كرما)

ص: 10

(أَهْدَت لنا مِنْهُ الرِّبَا مَعَ الصِّبَا

عرفا تذكرت بِهِ عهد الْحمى)

وَقَالَ فِي الشيب وأجاد

(صبوت وَهل عارٌ على الْحر إِن صبا

وَقيد بِعشر الْأَرْبَعين إِلَى الصبى)

(يرى أَن حب الْحسن فِي الله قربةٌ

لمن شَاءَ بِالْأَعْمَالِ أَن يتقربا)

(وَقَالُوا مشيبٌ قلت وَاعجَبا لكم

أينكر بدرٌ قد تخَلّل غيهبا)

(وَلَيْسَ بشيبٍ مَا ترَوْنَ وَإِنَّمَا

كميت الصبى مِمَّا جرى عَاد أشهبا)

أَبُو حنيفَة الخطيبي الْحَنَفِيّ مُحَمَّد بن عبيد الله بن عَليّ بن عبيد الله بن عَليّ بن عبيد الله بن عَليّ الخطيبي أَبُو حنيفَة ابْن أبي إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ من أهل أَصْبَهَان

قَالَ ابْن النجار كَانَ شَيخا فَاضلا من بَيت مَشْهُور بالرواية والخطابة وَالْقَضَاء وَالْفضل وَالْعلم قدم بَغْدَاد حَاجا وَحدث بهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة عَن أَبِيه وَعَن جده لأمه حمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن صَدَقَة وَعَن أبي مُطِيع مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن عبد الْعَزِيز الْمصْرِيّ وَأبي بكر أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مرْدَوَيْه وَأبي الْفَتْح أَحْمد بن مُحَمَّد الْحداد وَعبد الرَّحْمَن ابْن حمد الدوني وَجَمَاعَة غَيرهم وأملى عدَّة مجَالِس بِجَامِع الْقصر وورى عَنهُ ابْن الْأَخْضَر وَعبد الرَّزَّاق بن عبد الْقَادِر الجيلي وَأَبُو الْقَاسِم الْمُبَارك بن أنوشتكين الْعدْل وَأَبُو الْفضل مُحَمَّد بن أبي الْحسن الضَّرِير الْمُقْرِئ وَغَيرهم ولد سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسبعين وَخمْس مائَة

ابْن التعاويذي مُحَمَّد بن عبيد الله بن عبد الله ابو الْفَتْح سبط الْمُبَارك التعاويذي الْبَغْدَادِيّ الْمَشْهُور صَاحب الدِّيوَان أضرّ آخر عمره روى عَنهُ عَليّ بن الْمُبَارك ابْن الْوَارِث توفّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة إِنَّمَا نسب إِلَى التعاويذي لِأَنَّهُ نَشأ فِي حجره وكفله صَغِيرا فنسب إِلَيْهِ وَهُوَ جده قَالَ ابْن خلكان زلم يكن فِي وقته مثله وَفِيمَا أعتقد لم يكن قبله بِمِائَتي سنة من)

يضاهيه وَلَا يؤاخذني من يقف على هَذَا الْفَصْل فَإِن ذَلِك يخْتَلف بميل الطباع قلت كَانَ شَاعِرًا مطيقاً سهل الْأَلْفَاظ عذب الْكَلَام منسجم التَّرْكِيب وَلم يكن لَهُ غوص على الْمعَانِي وَلم يُورد لَهُ ابْن خلكان رحمه الله على إطنابه فِي وَصفه شَيْئا من قصائده الطنانة وَكَانَ الشَّيْخ الإِمَام شهَاب الدّين مَحْمُود رحمه الله لَا يُفَارِقهُ ديوانه وَيُعْجِبهُ طَرِيقه وَكَانَ ابْن التعاويذي

ص: 11

كَاتبا بديوان المقاطعات وَعمي فِي آخر عمره سنة تسع وَسبعين وَله فِي عماه أشعار كَثِيرَة يرثي عَيْنَيْهِ وَينْدب زمَان شبابه وَجمع ديوانه بِنَفسِهِ ورتبه أَرْبَعَة فُصُول ثمَّ ألحقهُ بعد ذَلِك بِزِيَادَات وصنف كتابا سَمَّاهُ الحجبة والحجاب يدْخل فِي مِقْدَار خمس عشرَة كراسة وَهُوَ قَلِيل الْوُجُود وَقَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب إِنَّه كَانَ فِي الْعرَاق صَاحبه فَلَمَّا انْتقل الْعِمَاد إِلَى الشَّام وخدم نور الدّين وَصَلَاح الدّين كتب إِلَيْهِ يطْلب مِنْهُ فَرْوَة برساله ذكرهَا ابْن خلكان فِي تَارِيخه وَكَانَ مولده سنة تسع عشرَة وَخمْس مائَة وَمن شعره

(سقاك سارٍ من الوسمي هتان

وَلَا رقت للغوادي فِيك أجفان)

(يَا دَار لهوي وإطرابي وملعب أت

رابي وللهو أوطارٌ وأوطان)

(أعائدٌ لي ماضٍ من جَدِيد هوى

أبليته وشبابٌ فِيك فينان)

(إِذْ الرَّقِيب لنا عينٌ مساعدة

والكاشحون لنا فِي الْحبّ أعوان)

(وَإِذ جميلَة توليني الْجَمِيل وَعَن

د الغانيات وَرَاء الْحسن إِحْسَان)

(ولي إِلَى البان من رمل الْحمى طربٌ

فاليوم لَا الرمل يُصِيبنِي وَلَا البان)

(وَمَا عَسى يدْرك المشتاق من وطرٍ

إِذا بَكَى الرّبع والأحباب قد بانوا)

(كَانُوا مَعَاني المغاني والمنازل أم

واتٌ إِذا لم يكن فِيهِنَّ سكان)

(لله كم قمرت لبي بجوك أقِم

ارٌ وَكم غازلتني فِيك غزلان)

(وليلةٍ بَات يجلو الراح من يَده

فِيهَا أغن خَفِيف الروج جذلان)

(خالٍ من الْهم فِي خلخاله حرج

فقلبه فارغ وَالْقلب ملآن)

(يذكي الجوى باردٌُ من يقه شمٌ

ويوقظ الوجد طرفٌ مِنْهُ وَسنَان)

(إِن يمس رَيَّان من مَاء الشَّبَاب فلي

قلبٌ إِلَى رِيقه المعسول ظمآن)

(بَين السيوف وَعَيْنَيْهِ مشاركةٌ

من أجلهَا قيل للأغماد أجفان)

(فَكيف أصحو غراماً أَو أفِيق جوىً

وقده ثمل الأعطاف نشوان)

)

(أفديه من غادرٍ للْعهد غادرني

صدوده ودموعي فِيهِ غُدْرَان)

(فِي خَدّه وثناياه مقلته

وَفِي عذاريه للعشاق بُسْتَان)

(شقائقٌ وأقاحٌ نبته خضلٌ

ونرجسٌ أَنا مِنْهُ الدَّهْر سَكرَان)

وَمِنْه قصيدة مدح بهَا القَاضِي الْفَاضِل أَولهَا

(مرت بِنَا فِي لَيْلَة النَّفر

تجمع بَين الْإِثْم وَالْأَجْر)

(أدماء غراء هضيم الحشا

وَاضِحَة اللبات والنحر)

(مرت تهادى بَين أترابها

كالبدر بَين الأنجم الزهر)

ص: 12

(مَال بهَا سكر الْهوى والصبى

ميل الصِّبَا بالغصن النَّضر)

مِنْهَا

(ذَنبي إِلَى الْأَيَّام حريتي

وَلم تزل إلباً على الْحر)

(مَا لي أرى النَّاس وحالي على

خلاف أَحْوَالهم تجْرِي)

(وَمَا أرى لي بَينهم دولةً

ترفع من شأني وَلَا قدري)

(كأنني لست من النَّاس فِي

شَيْء وَلَا دهرهم دهري)

(وَمَا لإنسانيتي شاهدٌ

شَيْء سوى أَنِّي فِي خسر)

مِنْهَا يذكر مَا حصل لَهُ من الْعَمى

(حَتَّى رمتني رميت بالأذى

بنكبةٍ قاصمة الظّهْر)

(وأوترت فِي مقلةٍ قَلما

علمتها باتت على وتر)

(أصبتني فِيهَا على غرَّة

بغابرٍ من حَيْثُ لَا أَدْرِي)

(جوهرةٌ كنت ضنيناً بهَا

نفيسة الْقيمَة وَالْقدر)

(إِن أَنا لم أبك عَلَيْهَا دَمًا

فضلا عَن الدمع فَمَا عُذْري)

(مَا لي لَا أبْكِي على فقدها

بكاء خنساء على صَخْر)

يُقَال أَن الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد قَالَ لَو مدحت بِهَذِهِ القصيدة أجزت عَلَيْهَا بِأَلف دِينَار وَقَالَ ابْن التعاويذي

(يَا واثقاً من عمره بشبيبةٍ

علقت يداك بأضعف الْأَسْبَاب)

(ضيعت مَا يجدي عَلَيْك بَقَاؤُهُ

وحفظت مَا هُوَ مؤذنٌ بذهاب)

)

(المَال يضْبط فِي يَديك حسابه

والعمر تنفقه بِغَيْر حِسَاب)

وَقَالَ وعلو السن قد كسر بالشيب نشاطي

(كَيفَ سموهُ علوا

وَهُوَ أخذٌ فِي انحطاط)

وَقَالَ

(أأحرم دولتكم بَعْدَمَا

ركبت الْأَمَانِي وأنضيتها)

ص: 13

(وَمَا لي ذنبٌ سوى أنني

رجوتكم فتمنيتها)

وَقَالَ

(جبةٌ طَال عمرها فغدت تصل

ح أَن يسمع الحَدِيث عَلَيْهَا)

(كلما قلت فرج الله مِنْهَا

أحوجت خسة الزَّمَان إِلَيْهَا)

وَقَالَ وَقد سمع قَول الصابي فالعمر مثل الكأس يرم وَسَب فِي أواخره القذى

(فَمَنْ شَبّه العُمرَ كأساً يَقِرُّ

قَذَاهُ ويَرْسُبُ فِي أَسْفَله)

(فَإِنِّي رَأَيْت القذى طافياً

على صفحة الكأس فِي أَوله)

وَقَالَ يهجو الْوَزير ابْن الْبَلَدِي

(يَا رب أَشْكُو إِلَيْك ضراً

أَنْت على كشفه قدير)

(أَلَيْسَ صرنا إِلَى زمَان

فِيهِ أَبُو جعفرٍ وَزِير)

وَقَالَ

(مُجَاهِد الدّين عِشْت ذخْرا

لكل ذِي حاجةٍ وكنزا)

(بعثت لي بغلة وَلَكِن

قد مسخت فِي الطَّرِيق عَنْزًا)

وَقَالَ

(قضيت شطر الْعُمر فِي مدحكم

ظنا بكم أَنكُمْ أَهله)

(وعدت أفنيه هجاء لكم

فَضَاعَ عمري فِيكُم كُله)

وَقَالَ أَيْضا

(وَلَقَد مدحتكم على جهلٍ بكم

وظننت فِيكُم للصنيعة موضعا)

)

(وَرجعت بعد الاختبار أذمكم

فأضعت فِي الْحَالين عمري أجمعا)

وَقَالَ يهجو

(قَالَ أطباؤه لعوده

قولا عَن الْحق غير مَدْفُوع)

(شَقوا رغيفاً فِي وَجه صَاحبكُم

فَمَا بِهِ علةٌ سوى الْجُوع)

وَقَالَ

(وباخلٍ قدم لي شمعةٌ

وحاله من حرقٍ حَالهَا)

ص: 14

(فَمَا جرت من عينهَا دمعةٌ

إِلَّا وَمن عَيْنَيْهِ أَمْثَالهَا)

ابْن عَلان الوَاسِطِيّ مُحَمَّد بن عبيد الله بن عَلان بن زَاهِر بن عمر بن رزين الْخُزَاعِيّ أَبُو عبد الله الشَّاعِر من أهل وَاسِط قَالَ ابْن النجار شَاب فَاضل حسن الشّعْر دخل الشَّام ومدح مُلُوكهَا ثمَّ قدم بَغْدَاد سنة تسع عشرَة وست مائَة ومدح الإِمَام النَّاصِر وَسمع مِنْهُ الْحَافِظ ابْن الدبيثي ثمَّ إِنَّه سَافر إِلَى الجزيرة فَيُقَال أَنه هجا الْملك الْأَشْرَف والحاجب عليا وَهُوَ النَّاظر بحران فحبسه وخلد فِي السجْن بحران مُدَّة وَكَانَ يلقب بالراوية قَالَ أَنْشدني الْحَافِظ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن سعيد قَالَ أنشدنا الْمَذْكُور لنَفسِهِ

(أنظر إِلَى الْخمر وتكوينها

تَجِد عجيباً مِنْهُمَا أَو عُجاب)

(رقت هَوَاء وصفت مزنةً

وأضرمت نَارا وَكَانَت تُرَابا)

وَأنْشد لَهُ من أَبْيَات

(وَلكم هَمَمْت بِنصب أشراك الْكرَى

لخياله وَالنَّوْم مِنْهُ شرود)

(أَو رمت أفلت من هَوَاهُ فشدني

وسط الحبائل بنده المشدود)

(وَمَتى عزمت على السلو يَقُول لي

حل الْعَزِيمَة خصره الْمَعْقُود)

(وَإِذا جحدت هَوَاهُ خوف وشاته

فعلى الغرام دلائلٌ وشهود)

توفّي آخر يَوْم من سنة أَربع وَعشْرين وست مائَة وَلم يبلغ الْأَرْبَعين قلت شعره متوسط

زين الدّين ابْن عبيد الله مُحَمَّد بن عبيد الله بن جِبْرِيل الصَّدْر زين الدّين ابو عبد الله الْكَاتِب الْمصْرِيّ توفّي سنة أَربع وَسبعين وسِتمِائَة كَانَ فِي ديوَان الْإِنْشَاء بِالْقَاهِرَةِ وتاج الدّين ابْن الأطرباني كَاتب الْإِنْشَاء هُوَ ابْن أُخْته وَسَيَأْتِي ذكر وَلَده القَاضِي صَلَاح الدّين يُوسُف بن مُحَمَّد فِي حرف الْيَاء مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى لَهُ شعر لطيف عذب يَأْخُذ بِمَجَامِع الْقلب مِنْهُ قَوْله)

(إِنَّمَا الشكوى إِلَى الْخلّ

ق هوانٌ ومذله)

(فأترك الْخلق وَأنزل

كل مَا نابك بِاللَّه)

وَقَالَ جَوَابا

(أَهلا وسهلاً بكتابٍ غَدا

كالروض جادته سَمَاء السماح)

(وافى فَمن فرط سروري بِهِ

بَات نديماً لي حَتَّى الصَّباح)

(تمزج فِيهِ بالعتاب الرِّضَا

وَإِنَّمَا تمزج رَاحا براح)

وَكتب إِلَى بعض أَصْحَابه بالحجاز

ص: 15

(يَا راحلاً قد كدت أَقْْضِي بعده

أسفا وأحشائي عَلَيْهِ تقطع)

(شط المزار فَمَا الْقُلُوب سواكنٌ

لَكِن دمع الْعين بعْدك يَنْبع)

وَقَالَ وَقد اشْتَدَّ بِهِ الْمَرَض

(لم تَجِد همي وَلَا حزني

أم مفقودٍ لَهَا وَله)

(مَا بَقَاء الرّوح فِي جَسَدِي

غير تعذيبٍ لَهَا وَله)

وَقَالَ أَيْضا

(أيا بديع الْجمال رق لمن

ستر هَوَاهُ عَلَيْك مهتوك)

(دُمُوعه فِي هَوَاك جاريةٌ

وَقَلبه فِي يَديك مَمْلُوك)

لما فتح حصن عكار نظم القَاضِي محيي الدّين عبد الله بن عبد الظَّاهِر وَمن خطه نقلت يَا مليك الأَرْض بِشِرَاك فقد نلْت الإراده

(إِن عكار يَقِينا

هِيَ عكا وزياده)

ونظم زين الدّين ابْن عبيد الله

(إِن سُلْطَان البرايا

زَاده الله سعاده)

(قتل الْأَعْدَاء رعْبًا

وَله بالنصر عَاده)

(حصن عكار فتوحٌ

هُوَ عكا وزياده)

كِلَاهُمَا من قَول الْقَائِل

(لَك يَا بدرون وجهٌ

هُوَ عنوان السعاده)

(لَا تخف محقاً ونقصاً

أَنْت بدرٌ وزياده)

)

وَقَالَ

(وَلَقَد شَكَوْت لمتلفي

حَالي ولطفت العباره)

(فكأنني أَشْكُو إِلَى

حجرٍ وَإِن من الحجاره)

وَقَالَ فِي شَبابَة فَأحْسن التَّضْمِين

(وناحلةٍ صفراء تنطق عَن هوى

فتعرب عَمَّا فِي الضَّمِير وتخبر)

(براها الْهوى والوجد حَتَّى أَعَادَهَا

أنابيب فِي أجوافها الرّيح تصفر)

ص: 16

وَقَالَ مَا يكْتب على حياصة

(لقد غَار مني العاشقون وأظهروا

قلائي فَلَا نَالَ الْوِصَال غيور)

(وَمن ذَا الَّذِي أضحى لَهُ كعلائقي

لَدَيْهِ وَلَكِن للنفوس غرور)

(وَقد ضَاعَ مني خصره فَوق ردفه

فَلَا عجبٌ أَنِّي عَلَيْهِ أدور)

وَمَا أحسن قَول محيي الدّين ابْن قرناص

(منْطقَة المحبوب قَالَت لنا

مقَالَة توجب أَن نعشقه)

(علائقي يطرب تغريدها

لَا يُنكر التغريد من مَنْطِقه)

وَقَول محيي الدّين بن عبد الظَّاهِر

(أَنا فِي خصرٍ أهيفٍ لَيْت أَنِّي

كنت أرقى لجيده فأعانق)

(وَلكم رمت ذَاك مِنْهُ وَلَكِن

أثقلتني كَمَا رَأَيْت العلائق)

وَهُوَ مَأْخُوذ برمتِهِ من قَول الْقَائِل

(لقد فزت من خصر الحبيب بموضعٍ

تود بِأَن تسمو إِلَيْهِ المناطق)

(وددت بِأَن أرقى لتقبيل ثغره

غراماً وَلَكِن أثقلتني العلائق)

وَقَالَ فِي ذَلِك صدر الدّين ابْن الْوَكِيل

(بلغت مقَاما مَا تأتى لعاشقٍ

حسدت لَهُ من بَين كل الْخَلَائق)

(فَلَا يَدعِي العشاق حَالي فإنني

نحيلٌ معنى مثقل بالعلائق)

وَقَالَ شهَاب الدّين العزازي فِي ذَلِك مَا عَلَوْت الخصور حَتَّى تبوأت من السقم مقعدي ومكاني وَصَبَرت الصَّبْر الشَّديد على الْبرد وذقت الْعَذَاب بالنيران)

(وَكَأَنِّي أعلنت أَو بحت بالس

ر فكفوا كَمَا رَأَيْت لساني)

وَقَالَ آخر

(ألوذ بخصر حَبِيبِي وَمَا

على من يلوذ بمحبوبه)

(كثيبٌ علاهُ قضيبٌ علاهُ

هلالٌ فيا حسن ترتيبه)

(وحسرة عشاقه أنني

أحطت بِمَا لم يحيطوا بِهِ)

وَقَالَ زين الدّين ابْن عبيد الله أَيْضا فِي حياصة ذهب

(غَار المحبون مني

إِذْ درت حول نطاقه)

ص: 17

(ونلت مَا لم ينالوا

من ضمه وعناقه)

(مَا اصفر لوني إِلَّا

مَخَافَة من فِرَاقه)

وَكتب إِلَى نَاصِر الدّين ابْن النَّقِيب

(يَا من يشنف مسمعي

بحَديثه ويروق لحظي)

(أنبئت أَنَّك جئتني

حفظا لعهدي أَي حفظ)

ثمَّ انثيت وَلم تصام دفني وَذَلِكَ لسوء حظي فَكتب ابْن النَّقِيب الْجَواب

(يَا متحف الأسماع من

هـ بِكُل لفظٍ غير فظ)

(لفظٌ تثنى عطفه

يختال فِي حكمٍ وَوعظ)

(لَوْلَا اعتذارك مَا خبا

مَا كَانَ عِنْدِي من تلظي)

قلت لَيْسَ للْحكم والوعظ فِي هَذَا الْمقَام دُخُول وَلَا مقَام

شرف السَّادة مُحَمَّد بن عبيد الله بن مُحَمَّد بن عبيد الله بن عَليّ بن الْحسن ابْن الْحُسَيْن بن جَعْفَر بن عبيد الله بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب رضي الله عنه أَبُو الْحسن الْعلوِي الْحُسَيْنِي الْمَعْرُوف بشرف السَّادة من أهل بَلخ صَاحب النّظم والنثر قدم بَغْدَاد رَسُولا من السُّلْطَان ألب رسْلَان إِلَى الإِمَام الْقَائِم بِأَمْر الله فِي سنة سِتّ وَخمسين وَأَرْبع مائَة ومدح الْقَائِم وَحدث عَن الْفَقِيه أبي عَليّ الْحسن بن أَحْمد الزَّاهِد روى عَنهُ أَبُو غَالب الذهلي وَأَبُو سعد الزوزني من شعره

(يَا نظرةً جلبت حتفي مفاجأة

مَا خلت أَن حمامي حم فِي النّظر)

)

(لله حَاجِبه المفدي كَيفَ رمى

قلب المتيم عَن قوسٍ بِلَا وتر)

وَمِنْه قَوْله

(أفدي بروحي من قلبِي كوجنته

بِالْوَصْفِ لَا الحكم وَالْأَحْكَام تفترق)

(أعجب بحرقة قلبٍ مَا لَهُ لهبٌ

وَمن تلهب خدٍ لَيْسَ يَحْتَرِق)

وَقد أثنى الباخرزي فِي الدمية على هَذَا شرف السَّادة ثَنَاء كثيرا وَطول تَرْجَمته وَقَالَ من جملَة وَصفه سيد السادات وشرفهم وبحر الْعلمَاء ومغترفهم وتاج الْأَشْرَاف العلوية المتفرعين من الجرثومة النَّبَوِيَّة تنوس على عَالم الْعلم ذوائبه وتقرطس أهداف الْآدَاب صوائبه وَلم يزل لَهُ أَمَام سَرِير الْملك قدم صدق يطلع فِي سَمَاء الْفجْر بدره ويوطئ أَعْنَاق النُّجُوم قدره وَأَقل مَا يعد من محصوله جمعه من ثمار الْأَدَب وأصوله وَوَصفه بِأَنَّهُ ينثر

ص: 18

فينفث فِي عقد السحر ويحلق إِلَى الشعرى إِذا أَسف إِلَى الشّعْر فَأَما الَّذِي وَرَاءه من الْعُلُوم الإلهية الَّتِي أجال فِيهَا الأفكار واقتض مِنْهَا الْأَبْكَار فمما لَا يحصر وَلَا يحزر وَلَا يعد وَلَا يحد وَأورد لَهُ

(شدّ النطاق بخصره

فغدا فريداً فِي جماله)

يجنى اللجين من الحبال فَكيف رد إِلَى حباله وَقَوله

(بدا للعيون كبدر الدجى

أحيط بخطٍ من الغاليه)

(فخطٌ تسنن فِي ريه

وَخط من الشيع الغاليه)

وَقَوله

(بدا بالعتاب وثنى بصد

ومل فأزرى بِعقد عقد)

وَعلم أصداغه الفاتنات مَا فِي مودته من أود

(فطوراً تعطف كالصولجان

وطوراً تحلق مثل الزرد)

(وَإِن ظمئت من طراد النسيم

وردن ثنايا لَهُ كَالْبردِ)

(وَلما الْتَقَيْنَا على غفلةٍ

وَغَابَ الرَّقِيب وَزَالَ الرصد)

(وَقد نظمت فِي أساريره

لفرط الْحيَاء عُقُود النجد)

(أَشَارَ بساحرةٍ للقلوب

إِلَيّ ونافثةٍ فِي العقد)

(وَمَا ضرّ لَو جاد لي بِالسَّلَامِ

وروح من بعض هَذَا الكمد)

)

(فقد كنت أرْضى بنيل الْقَلِيل

وَرب غليلٍ شفَاه الثمد)

وَقَوله

(أشبه الْغُصْن إِذْ تأود قدا

وَحكى الْورْد إِذْ تفتح خدا)

(وثنى للوداع فِي حومة البي

ن بناناً يكَاد يعْقد عقدا)

(وَلَقَد حاول الْكَلَام فحاشى

واشييه فأسبل الدمع سردا)

(وَإِذا فاجأ الْمُحب جنود البي

ن عبى من المدامع جندا)

(لست أنسى وَإِن تقادم عهدٌ

عهد أحبابنا بنجدٍ ونجدا)

حِين غُصْن الشَّبَاب عضٌ وَنجم الْوَصْل سعدٌ بِحسن إسعاد سعدى

(وغزالاً قد أورث الْبَدْر غيظاً

وَجهه الطلق والغزالة حقدا)

(ألف الصد والتجنب حَتَّى

علم الطيف فِي الْكرَى أَن يصدا)

(فسقى عَهده العهاد وَإِن لم

يقْض حَقًا لَهُ وَلم يرع عهدا)

ص: 19

أَبُو الْمجد الْبَاهِلِيّ الطَّبِيب مُحَمَّد بن عبيد الله بن المظفر بن عبد الله الْبَاهِلِيّ هُوَ أفضل الدولة أَبُو الْمجد بن أبي الحكم من الْحُكَمَاء الْمَشْهُورين كَانَ طَبِيبا حاذقاً وَله يَد طولى فِي الهندسة والنجوم وَيعرف الموسيقى ويلعب بِالْعودِ ويزمر وَله فِي سَائِر آلَات الطَّرب يَد عمالة وَعمل أرغناً وَبَالغ فِي إتقانه وَقَرَأَ على وَالِده وَغَيره الطِّبّ وَكَانَ فِي دولة نور الدّين الشَّهِيد وَلما عمر البيمارستان بِدِمَشْق جعل أَمر الطِّبّ فِيهِ إِلَيْهِ فَكَانَ يَدُور على المرضى فِيهِ وَيعْتَبر أَحْوَالهم وَبَين يَدَيْهِ المشارفون والخدام للمرضى وكل مَا يَكْتُبهُ للمرضى لَا يُؤَخر عَنْهُم فَإِذا فرغ من ذَلِك طلع القلعة وافتقد مرضى السُّلْطَان وَغَيرهم وَعَاد إِلَى البيمارستان وَجلسَ فِي الإيوان الْكَبِير وجميعه مفروش ويحضر كتب الِاشْتِغَال وَكَانَ نور الدّين قد أوقف عَلَيْهِ جملَة كَثِيرَة من الْكتب الطبية وَكَانَت فِي الخرستانين اللَّذين فِي صدر الإيوان وَكَانَ جمَاعَة الْأَطِبَّاء والمشتغلين يأْتونَ إِلَيْهِ ويقعدون بَين يَدَيْهِ ثمَّ تجْرِي مبَاحث طبية وَيقْرَأ التلاميذ وَلَا يزَال مَعَهم فِي مبَاحث وأشغال وَنظر فِي الْكتب مِقْدَار ثَلَاث سَاعَات ثمَّ يركب بعد ذَلِك كُله إِلَى دَاره وَتُوفِّي فِي دمشق سنة وَخمْس مائَة

أَبُو بكر ابْن خطاب الغافقي مُحَمَّد بن عبيد الله بن هَارُون بن خطاب الغافقي المرسي أَبُو بكر أَخْبرنِي الشَّيْخ أثير الدّين من لَفظه قَالَ الْمَذْكُور كَاتب عَالم عالي الهمة قدم غرناطة وَكتب)

بهَا عَن ملكهَا الْغَالِب بِاللَّه أبي عبد الله ابْن الْأَحْمَر ثمَّ رغب عَنهُ وَجَاوَزَ الْبَحْر إِلَى تلمسان فَكَانَ فِي كنف مَالِكهَا أبي يحيى يغمور العَبْد الْوَادي الْمَعْرُوف بيغمراسن مُعظما مكرماً إِلَى أَن توفّي بهَا سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وأنشدنا الْخَطِيب الْمُحدث النَّحْوِيّ محب الدّين أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عمر بن رشيد الشبلي السبتي قدم علينا الْقَاهِرَة حَاجا قَالَ أنشدنا أَبُو بكر ابْن خطاب بتلمسان لنَفسِهِ

(رشأٌ فِي الخد مِنْهُ رَوْضَة

مَا جناها دانياً للمهتصر)

(طلع الآس مَعَ الْورْد بهَا

فهوى يغرب صَبر المصطبر)

(جال مَاء الْحسن فِيهَا والصبى

فَالتقى المَاء على أمرٍ قد قدر)

(مرت الموسى على عَارضه

فَكَأَن الآس بِالْمَاءِ غمر)

(مجمع الْبَحْرين أَمْسَى خَدّه

إِذْ تلاقى فِيهِ مُوسَى وَالْخضر)

شمس الدّين الْكُوفِي الْوَاعِظ مُحَمَّد بن عبيد الله الْوَاعِظ الأديب الْكُوفِي تقدم ذكره فِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي عَليّ عبيد الله

ص: 20