المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

3 - ‌ ‌(ابْن الْقَاسِم) أَبُو الْعَبَّاس الدِّمَشْقِي مُحَمَّد بن الْقَاسِم الدِّمَشْقِي - الوافي بالوفيات - جـ ٤

[الصفدي]

فهرس الكتاب

- ‌(الْجُزْء الرَّابِع)

- ‌(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)

- ‌(ربِّ أَعِنْ)

- ‌(ابْن عبيد الله)

- ‌(ابْن عبد المتكبر)

- ‌(ابْن عبد الْمجِيد)

- ‌(ابْن عبد المحسن)

- ‌(ابْن عبد الْملك)

- ‌(ابْن عبد الْمُنعم)

- ‌(ابْن عبد الْهَادِي)

- ‌(ابْن عبد الْوَاحِد)

- ‌(ابْن عبد الْوَلِيّ)

- ‌(ابْن عبد الْوَهَّاب)

- ‌(ابْن عتاب)

- ‌(ابْن عَتيق)

- ‌(ابْن عُثْمَان)

- ‌(ابْن عقيل)

- ‌(ابْن عَليّ)

- ‌(ابْن عمرَان)

- ‌(ابْن عمر)

- ‌(ابْن عَمْرو)

- ‌(ابْن عَوْف)

- ‌(ابْن عِيسَى)

- ‌(ابْن غَازِي)

- ‌(ابْن غَالب)

- ‌(ابْن غَسَّان)

- ‌(ابْن فَارس)

- ‌(ابْن فتح)

- ‌(ابْن الْفرج)

- ‌(ابْن الْفضل)

- ‌(ابْن فضل الله)

- ‌(ابْن الْقَاسِم)

- ‌(ابْن قَائِد)

- ‌(ابْن قرطاي)

- ‌(ابْن قلاوون)

- ‌(ابْن قنان)

- ‌(ابْن كثير)

- ‌(ابْن كرام)

- ‌(ابْن كشتغدي)

- ‌(ابْن كناسَة)

- ‌(ابْن لوي)

- ‌(ابْن اللَّيْث)

- ‌(ابْن ماهان)

- ‌(ابْن الْمُبَارك)

- ‌(ابْن المتَوَكل)

- ‌(ابْن الْمثنى)

- ‌(ابْن المجلي)

- ‌(ابْن محبب)

- ‌(ابْن مَحْبُوب)

- ‌(ابْن مُحرز)

- ‌(ابْن المحسن)

- ‌(ابْن مَحْمُود)

الفصل: 3 - ‌ ‌(ابْن الْقَاسِم) أَبُو الْعَبَّاس الدِّمَشْقِي مُحَمَّد بن الْقَاسِم الدِّمَشْقِي

3 -

(ابْن الْقَاسِم)

أَبُو الْعَبَّاس الدِّمَشْقِي مُحَمَّد بن الْقَاسِم الدِّمَشْقِي أَبُو الْعَبَّاس لما قدم أَبُو دلف بَغْدَاد فِي أَيَّام المعتصم أنْشدهُ مُحَمَّد بن الْقَاسِم

(تحدر مَاء الْجُود من صلب آدم

فأثبته الرَّحْمَن فِي صلب قَاسم)

(أميرٌ ترى صولاته فِي بدوره

معادلةً صولاته فِي الْمَلَاحِم)

وَقَالَ

(يَا بَيَاض المشيب سودت وَجْهي

عِنْد بيض الْوُجُوه سود الْقُرُون)

(فلعمري لأحجبنك جهدي

عَن عياني وَعَن عيان الْعُيُون)

(بخضابٍ فِيهِ ابيضاضٌ لوجهي

وسوادٌ لوجهك الملعون)

أَبُو جَعْفَر بن الْقَاسِم بن عبيد الله مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن عبيد الله بن سُلَيْمَان بن وهب بن سعيد أَبُو جَعْفَر الْوَزير

كَانَ معرقاً فِي الوزارة فَهُوَ وَأَبوهُ وجده وَأَبُو جده وزراء وَأَبُو جَعْفَر هَذَا وزر للقاهر سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَلَاث مائَة مُدَّة ثَلَاثَة أشهر واثني عشر يَوْمًا وَكَانَ سيء السِّيرَة غير مرضِي الْأَفْعَال

وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَلَاث مائَة وَكَانَت ولَايَته وعزله وَمَوته فِي سنة وَاحِدَة

وَمن شعره

(ألم تَرَ أَن ثِقَات الرِّجَال

إِذا الدَّهْر ساعده ساعدوا)

(وَإِن خانه دهره أسلموه

وَلم يبْق مِنْهُم لَهُ وَاحِد)

(وَلَو علم النَّاس أَن الْمَرِيض

يَمُوت لما عَاده عَائِد)

القلوسي مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن أَحْمد الْأُسْتَاذ أَبُو الْحسن النَّيْسَابُورِي الْمَاوَرْدِيّ الْمَعْرُوف بالقلوسي مُصَنف كتاب الْمِفْتَاح وَغَيره كَانَ فَقِيها متكلماً واعظاً

توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَأَرْبع مائَة

الشهرزوري القَاضِي قَاضِي الْخَافِقين مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن مظفر بن عَليّ أَبُو بكر الشهرزوري القَاضِي الْموصِلِي

ولد سنة أَربع وَخمسين وَأَرْبع مائَة ولي الْقَضَاء بعدة بلدان من الشَّام والجزيرة وَنزل إِلَى بَغْدَاد)

فَتوفي بهَا

وَمن شعره

ص: 241

(همتي دونهَا السهى والثريا

قد علت جهدها فَمَا تتدانى)

(فَأَنا متعبٌ معنى إِلَى أَن

تتفانى الْأَنَام أَو أتفانى)

توفّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَكَانَ تفقه على الشَّيْخ أبي اسحاق الشِّيرَازِيّ وَسمع الحَدِيث من أبي الْقَاسِم عبد الْعَزِيز بن الْأنمَاطِي وَأبي نصر مُحَمَّد بن مُحَمَّد الزَّيْنَبِي وَأبي الْفضل عمر بن الْبَقَّال وَغَيرهم ورحل إِلَى خُرَاسَان وطوف الْبِلَاد وَلَقي أئمتها

وَسَيَأْتِي ذكر أَخِيه القَاضِي المرتضى عبد الله بن الْقَاسِم فِي مَكَانَهُ

الْفَقِيه أَبُو عبد الله التكريتي مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن هبة الله أَبُو عبد الله الْفَقِيه الشَّافِعِي من أهل تكريت

تفقه بهَا فِي صباه على قاضيها يحيى بن الْقَاسِم ثمَّ قدم بَغْدَاد ودرس الْفِقْه وَالْخلاف على أبي الْقَاسِم بن فضلان وسافر إِلَى الْموصل وَقَرَأَ على فضلائها وبرع فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف وَعَاد إِلَى بَغْدَاد وَصَارَ معيداً بالنظامية واستنابه أقضى الْقُضَاة أَحْمد بن عَليّ بن البُخَارِيّ على الحكم بدار الْخلَافَة مُدَّة ولَايَته

وَكَانَ فَقِيها فَاضلا حَافِظًا للْمَذْهَب سديد الفتاوي حَافِظًا لكتاب الله إِلَّا أَنه كَانَ شَدِيد الْحمق فَاسد الفكرة قَلِيل الْعقل سيء التَّصَرُّف وَكَانَ يَدعِي النّظم والنثر وَيكْتب مِنْهُ مَا يضْحك مِنْهُ

وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وست مائَة

ابْن بابجوك مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم بن بابجوك ببائين موحدتين بَينهمَا ألف بعدهمَا جِيم وَبعد الْوَاو كافالأستاذ أَبُو الْفضل الْخَوَارِزْمِيّ النَّحْوِيّ صَاحب التصانيف يعرف بالآدمي لحفظه مُقَدّمَة فِي النَّحْو للآدمي

تتلمذ للزمخشري وَجلسَ بعده فِي حلقته وَشهر اسْمه وَبعد صيته من تصانيفه شرح السَّمَاء الْحسنى وأسرار الْأَدَب وافتخار الْعَرَب ومفتاح التَّنْزِيل وَالتَّرْغِيب فِي الْعلم وكافي التراجم بِلِسَان الْأَعَاجِم والأسمى فِي سرد الأسما وإذكار الصَّلَاة وَالْهِدَايَة فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وإعجاز الْقُرْآن ومياه الْعَرَب وَتَفْسِير الْقُرْآن وَغير ذَلِك

توفّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة)

ابْن الشاطبي مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن فيره بن خلف بن أَحْمد أَبُو عبد الله الشاطبي الأَصْل الْمصْرِيّ المولد وَالدَّار الْمُقْرِئ الْعدْل

مولده سنة سِتّ أَو سبع وَسبعين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي بِالْقَاهِرَةِ سنة خمس وَخمسين وست مائَة وَدفن بسفح المقطم

سمع من أَبِيه وَغَيره وَحدث وَأَبوهُ هُوَ الإِمَام الشاطبي الْمُقْرِئ صَاحب القصيدة الْمَشْهُورَة فِي القرآات

أَبُو العيناء مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن خَلاد بن يَاسر اليمامي الْهَاشِمِي مولى الْمَنْصُور

ص: 242

الْبَصْرِيّ الأخباري أَبُو العيناء مولده سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَمِائَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ قبل الْعَمى أَحول

قَالَ ياقوت قَرَأت فِي تَارِيخ دمشق قَرَأت على زَاهِر بن طَاهِر عَن أبي بكر الْبَيْهَقِيّ حَدثنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ سَمِعت عبد الْعَزِيز بن عبد الْملك الْأمَوِي يَقُول سَمِعت إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد النَّحْوِيّ يَقُول سَمِعت أَبَا العيناء يَقُول أَنا والجاحظ وَضعنَا حَدِيث فدك وَأَدْخَلْنَاهُ على الشُّيُوخ بِبَغْدَاد فقبلوه إِلَّا ابْن شيبَة الْعلوِي قَالَ لَا يشبه آخر هَذَا الحَدِيث أَوله فَأبى أَن يقبله وَكَانَ أَبُو العيناء يحدث بِهَذَا بَعْدَمَا كَانَ

وَكَانَ جد أبي العيناء الْأَكْبَر لَقِي عَليّ بن أبي طَالب فأساء المخاطبة بَينه وَبَينه فَدَعَا عَلَيْهِ عَليّ بالعمى لَهُ ولولده من بعده فَكل من عمي من ولد أبي العيناء فَهُوَ صَحِيح النّسَب فيهم

وَقَالَ الْمبرد إِنَّمَا صَار أَبُو العيناء أعمى بعد أَن نَيف على الْأَرْبَعين وَخرج من الْبَصْرَة واعتلت عَيناهُ فَرمي فيهمَا بِمَا رمي وَالدَّلِيل على ذَلِك قَول أبي عَليّ الْبَصِير فِيهِ قد كنت خفت يَد الزَّمَان عَلَيْك إِذْ ذهب الْبَصَر

(لم أدر أَنَّك بالعمى

تغنى ويفتقر الْبشر)

وَقَالَ أَحْمد بن أبي دؤاد مَا أَشد مَا أَصَابَك من ذهَاب بصركقال أبدأ بِالسَّلَامِ وَكنت أحب أَن أكون أَنا الْمُبْتَدِئ وأحدث من لَا يقبل على حَدِيثي وَلَو رَأَيْته لم أقبل عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ ابْن أبي دؤاد أما من بدأك بِالسَّلَامِ فقد كافأته بجميل نيتك لَهُ وَمن أعرض عَن حَدِيثك فَمَا أكسب نَفسه من سوء الْأَدَب أَكثر مِمَّا نالك من سوء الاستمالة فَأَنْشد أَبُو العيناء

(إِن يَأْخُذ الله من عَيْني نورهما

فَفِي لساني وسمعي مِنْهُمَا نور)

)

(قلبٌ ذكيٌ وعقلٌ غير ذِي دخلٍ

وَفِي فمي صارمٌ كالسيف مأثور)

قَالَ المتَوَكل أشتهي أَن أنادم أَبَا العيناء إِلَّا أَنه ضَرِير فَقَالَ أَبُو العيناء أَن أعفاني أَمِير الْمُؤمنِينَ من رُؤْيَة الْأَهِلّة وَنقش الخواتيم فَإِنِّي أصلح

وَخَاصم يَوْمًا علوياً فَقَالَ لَهُ الْعلوِي أتخاصمني وَأَنت تَقول فِي صَلَاتك اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد فَقَالَ لَهُ لكني أَقُول الطيبين الطاهرين فَتخرج أَنْت مِنْهُم

وَصَارَ يَوْمًا إِلَى بَاب صاعد بن مخلد فَاسْتَأْذن عَلَيْهِ فَقيل هُوَ مَشْغُول بِالصَّلَاةِ ثمَّ اسْتَأْذن بعد سَاعَة فَقيل لَهُ كَذَلِك فَقَالَ لكل جَدِيد لَذَّة وَقد كَانَ قبل الوزارة نَصْرَانِيّا

وَمر بِبَاب عبد الله بن مَنْصُور وَكَانَ مَرِيضا وَقد صلح فَقَالَ لغلامه كَيفَ خبر مولاكفقال كَمَا تحب فَقَالَ مَا لي لَا أسمع الصُّرَاخ عَلَيْهِ

ولقيه بعض أَصْحَابه فِي السحر فَجعل صَاحبه يعجب من بكوره فَقَالَ أَبُو العيناء أَرَاك تشركني فِي الْفِعْل وتفردني بالعجب

وَقَالَ لَهُ المتَوَكل أَرَأَيْت طالبياً ضريراً فِيمَا تقدم وَإِنَّمَا سَأَلتك عَمَّا سلف فَقَالَ نعم رَأَيْت مِنْهُم وَاحِدًا بِبَغْدَاد مُنْذُ ثَلَاثِينَ سنة فَقَالَ نجده كَانَ مؤاجراً ونجدك كنت قواداً عَلَيْهِ فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا بلغ هَذَا من فراغي أدع موَالِي مَعَ كثرتهم وأقود على الغرباءفقال المتَوَكل أردْت أَن أشتفي مِنْهُم فاشتفى لَهُم مني

وَاجْتمعَ أَبُو هفان وَأَبُو العيناء على مائدة فَقَالَ أَبُو هفان هَذِه أَشد حرا من مَكَانك فِي لظى فَقَالَ

ص: 243

أَبُو العيناء بردهَا بِشَيْء من شعرك

وَقَالَ لَهُ الْمُنْتَصر بن المتَوَكل يَا أَبَا العيناء مَا أحسن الجوابفقال مَا أسكت الْمُبْطل وحير المحق فَقَالَ أَحْسَنت وَالله

وَدخل على ابْن منازة الْكَاتِب وَعِنْده ابْن الْمَرْزُبَان فَأَرَادَ الْعَبَث بِهِ ابْن الْمَرْزُبَان فَقَالَ لَهُ ابْن منازة لَا تفعلفلم يقبل فَلَمَّا جلس قَالَ لَهُ يَا أَبَا العيناء لم لبست جباعة فَقَالَ وَمَا الجباعة قَالَ الَّتِي لَيست بجبة وَلَا دراعة فَقَالَ أَبُو العيناء وَلم أَنْت صفدثم قَالَ وَمَا الصفدثم قَالَ الَّذِي لَيْسَ بصفعان وَلَا نديم فَوَجَمَ لذَلِك وَضحك أهل الْمجْلس

وَقَالَ عشقتني امْرَأَة بِالْبَصْرَةِ من غير أَن تراني وَإِنَّمَا كَانَت تسمع كَلَامي وعذوبته فَلَمَّا رأتني استقبحتني وَقَالَت قبحه اللههذا هوفكتبت إِلَيْهَا)

(ونبئتها لما رأتني تنكرت

وَقَالَت ذميمٌ أحولٌ مَا لَهُ جسم)

(فَإِن تنكري مني احولالاً فَإِنِّي

أديبٌ أريبٌ لاعييّ وَلَا فدم)

فَوَقَعت فِي الرقعة يَا عاض بظر أمه ألديوان الرسائل أريدك أم لنفسيوقال جحظة أنشدنا أَبُو العيناء لنَفسِهِ

(حمدت إلهي غذ منيت بحبها

على حولٍ يُغني عَن النّظر الشزر)

(نظرت إِلَيْهَا والرقيب يظنني

نظرت إِلَيْهِ فاسترحت من الْعذر)

وَقَالَ مُحَمَّد بن خلف بن الْمَرْزُبَان قَالَ لي أَبُو العيناء أتعرف فِي شعراء الْمُحدثين رشيدا الرياحيقال قلت لَا قَالَ بلَى هُوَ الْقَائِل فيّ

(لنسبٌ لِابْنِ قاسمٍ مأثراتٌ

فَهُوَ للخير صاحبٌ وقرين)

(أَحول الْعين وَالْخَلَائِق زينٌ

لَا احولالٌ بهَا وَلَا تلوين)

لَيْسَ للمرء شائناً حول الْعين إِذا كَانَ فعله لَا يشين فَقلت لَهُ وَكنت قبل الْعَمى أحولمن السقم إِلَى البلى فَقَالَ هَذَا أطرف خبر تعرج بِهِ الْمَلَائِكَة إِلَى السَّمَاء الْيَوْم وَقَالَ أَيّمَا اصلح من السقم إِلَى البلى أَو حَال الْعَجُوز لَا وَأَخذهَا الله من القيادة إِلَى الزناء وَقَالَ الْخَطِيب مولد أبي العيناء بالأهواز ومنشأه بِالْبَصْرَةِ وَبهَا كتب الحَدِيث وَطلب الْأَدَب وَسمع من أبي عُبَيْدَة والأصمعي وَأبي عَاصِم النَّبِيل وَأبي زيد الْأنْصَارِيّ وَغَيرهم وَكَانَ من أحفظ النَّاس وأفصحهم لِسَانا وأسرعهم جَوَابا وأحضرهم نادرة وانتقل من الْبَصْرَة إِلَى بَغْدَاد وَكتب عَنهُ أَهلهَا وَلم يسند من الحَدِيث إِلَّا الْقَلِيل وَالْغَالِب على رواياته الْأَخْبَار والحكايات وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ فِي الحَدِيث

الْحَافِظ الْبَيَانِي الْقُرْطُبِيّ مُحَمَّد بن قَاسم بن مُحَمَّد بن سيار الْأمَوِي مَوْلَاهُم الْقُرْطُبِيّ الْبَيَانِي أَو عبد الله الْحَافِظ

كَانَ عَالما بارعاً فِي علم الوثائق توفّي سنة سبع وَعشْرين وَثَلَاث مائَة

ص: 244

الإِمَام أَبُو بكر ابْن الْأَنْبَارِي مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن بشار أَبُو بكر ابْن الْأَنْبَارِي النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الْعَلامَة

ولد سنة إِحْدَى وَسبعين قَالَ أَبُو عَليّ القالي تِلْمِيذه كَانَ يحفظ فِيمَا قيل ثَلَاث مائَة ألف بَيت)

شعر شَاهد فِي الْقُرْآن وَكَانَ يملي من حفظه وَمَا أمْلى من دفتر

وَكَانَ زاهداً متواضعاً حكى الدَّارَقُطْنِيّ أَنه حَضَره فِي مجْلِس يَوْم الْجُمُعَة فصحف اسْما فأعظمت أَن أحمل عَنهُ وهما وهبته وَعرفت مستمليه فَلَمَّا حضرت الْجُمُعَة الثَّانِيَة قَالَ لمستمليه عرف الْجَمَاعَة أَنا صحفنا الِاسْم الْفُلَانِيّ وَنَبَّهنَا ذَلِك الشَّاب على الصَّوَاب

وَرُوِيَ عَنهُ أَنه قَالَ احفظ ثَلَاثَة عشر صندوقاً قَالَ التَّمِيمِي حدث أَنه كَانَ يحفظ عشْرين وَمِائَة تَفْسِير بأسانيدها

كَانَ يتَرَدَّد إِلَى أَوْلَاد الراضي بِاللَّه فَسَأَلته جَارِيَة عَن تَعْبِير رُؤْيا فَقَالَ أَنا حاقن وَمضى فَلَمَّا عَاد من الْغَد عَاد وَقد صَار عابراً مضى من يَوْمه فدرس كتاب الْكرْمَانِي

كَانَ إِمَامًا فِي نَحْو الْكُوفِيّين وأملى كتاب غَرِيب الحَدِيث فِي خمس وَأَرْبَعين ألف ورقة وَله شرح الْكَافِي فِي ألف ورقة وَكتاب الأضداد مَا رَأَيْت أكبر مِنْهُ فِي بَابه والجاهليات فِي سبع مائَة ورقة والمذكر والمؤنث وَخلق الْإِنْسَان وَخلق الْفرس والأماثل والمقصور والممدود والهاءات فِي ألف ورقة الْمُشكل رِسَالَة رد فِيهَا على ابْن قُتَيْبَة وَالْوَقْف والابتداء وَكَانَ يملي هُوَ فِي نَاحيَة فِي الْمَسْجِد وَأَبوهُ فِي نَاحيَة أُخْرَى الزَّاهِر أدب الْكَاتِب لم يتم الْوَاضِح فِي النَّحْو وَنقض مسَائِل ابْن شنبوذ الرَّد على من خَالف مصحف عُثْمَان كتاب اللامات وَكتاب الآلفات شرح شعر زُهَيْر شرح شعر النَّابِغَة الْجَعْدِي وَشرح شعر الْأَعْشَى وَكتاب الأمالي

توفّي لَيْلَة النَّحْر سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَلَاث مائَة

الْأَمِير الثَّقَفِيّ مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن الحكم بن أبي عقيل الثَّقَفِيّ كَانَ عَاملا للحجاج على السَّنَد وَفتحهَا فَلَمَّا وَليهَا حبيب بن الْمُهلب قدم على مقدمته عَاملا من السكاسك ورجلاً من عك فأخذا مُحَمَّدًا فحبساه فَقَالَ

(أينسى بَنو مَرْوَان سَمْعِي وطاعتي

وَإِنِّي على منا فَاتَنِي لصبور)

(فتحت لَهُم مَا بَين سَابُور بالقنا

إِلَى الْهِنْد مِنْهُم زاحفٌ ومغير)

(وَمَا وطِئت خيل السكاسك عسكري

وَلَا كَانَ من عكٍ عَليّ أَمِير)

(وَمَا كنت للْعَبد المزوني تَابعا

فيالك جدا بالكرام عثور)

ص: 245

(وَلَو كنت أزمعت الْفِرَاق لقربت

إِلَى إناثٌ للوغى وذكور)

فَبلغ سُلَيْمَان بن عبد الْملك شعره فَأَطْلقهُ بعد أَن حبس بواسط)

وَفِيه يَقُول زِيَاد الْأَعْجَم

(قاد الجيوش لخمس عشرَة حجَّة

ولداته عَن ذَاك فِي أشغال)

(قعدت بهم أهواؤهم وسمت بِهِ

همم الْمُلُوك وَسورَة الْأَبْطَال)

وَيَقُول آخر

(إِن المنابر أَصبَحت مختالةً

بِمُحَمد بن الْقَاسِم بنت مُحَمَّد)

(قاد الجيوش لسبع عشرَة حجَّة

يَا قرب سُورَة سوددٍ من مولد)

وَكَانَ مُحَمَّد بن الْقَاسِم من رجالات الدَّهْر ضرب عُنُقه معوية بن يزِيد بن الْمُهلب وَقيل أَن صَالح بن عبد الرَّحْمَن عذبه فَمَاتَ

ابْن مموله النسابة مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن ممولهبتشديد الْمِيم الثَّانِيَة وَبعد الْوَاو لَام وهاءأبو الْحُسَيْن من أهل الْبَصْرَة وَاحِد عصره علما بِالنّسَبِ وأخبار الْعَرَب أدْرك دولة بني بويه وروى عَنهُ أَبُو أَحْمد العسكري

قَالَ حَمْزَة وَمِمَّنْ تفرد بِعلم الْأَنْسَاب وَالسير وَالْأَيَّام من أهل أَصْبَهَان رجلَانِ لم يتقدمهما فِي الزَّمَان أحد أَبُو بكر وَأَبُو الْحُسَيْن ابْن مموله النسابتان فَأَما أَبُو بكر فَلم يبرح بأصبهان وَأما أَبُو الْحُسَيْن فَإِنَّهُ صحب إِبْرَاهِيم بن عبد الله المسمعي وَكَانَ يتنقل مَعَه فِي الْبلدَانِ الَّتِي يتولاها ثمَّ أَقَامَ أخيراً بِفَارِس وَبهَا مَاتَ وَكَانَ يصنف فِي كل سنة لإِبْرَاهِيم المسمعي كتابا

قَالَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق لَهُ من الْكتب كتاب الْفرس وأخبارها وأنسابها كتاب الْأَنْسَاب وَالْأَخْبَار كتاب المنافرات بَين الْقَبَائِل وأشراف العشائر وأقضية الْحُكَّام بَينهم

قَالَ ياقوت وَله كتاب الْفَرْع وَالشَّجر فِي أَنْسَاب الْعَرَب والعجم وَهُوَ كتاب جليل يكون نَحْو الْعشْرين مجلدة

ماني الموسوس مُحَمَّد بن الْقَاسِم أَبُو الْحسن الْمَعْرُوف بماني الموسوس من أهل مصر

قدم بَغْدَاد أَيَّام المتَوَكل وَكَانَ من أظرف النَّاس وألطفهم توفّي سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ

من شعره زَعَمُوا أَن من تشاغل باللذات عَمَّن يُحِبهُ يتسلى كذبُوا وَالَّذِي تقاد لَهُ الْبدن وَمن عاذ بِالطّوافِ وَصلى إِن نَار الْهوى أحر من الْجَمْر على قلب عاشقٍ يتقلى)

ص: 246

وَمِنْه

(دَعَا طرفه طرفِي فَأقبل مسرعاً

وَأثر فِي خديه فاقتص من قلبِي)

(شَكَوْت إِلَيْهِ مَا لقِيت من الْهوى

فَقَالَ على رسلٍ فمت فَمَا ذَنبي)

وَمِنْه

(ذَنبي إِلَيْهِ خضوعي حِين أبصره

وَطول شوقي إِلَيْهِ حِين أذكرهُ)

(وَمَا جرحت بلحظ الْعين وجنته

إِلَّا وَمن كَبِدِي يقْتَصّ محجره)

(نَفسِي على بخله تفديه من قمرٍ

وَإِن رماني بذنبٍ لَيْسَ يغفره)

(وعاذلٍ باصطبار الْقلب يَأْمُرنِي

فَقلت من أَيْن لي قلبٌ فأهجره)

وَقد أورد لَهُ صَاحب الأغاني فِي كِتَابه أَخْبَارًا ظريفة مِنْهَا مَا رَوَاهُ بِسَنَدِهِ إِلَى ابْن الْبَراء قَالَ حَدثنِي أبي قَالَ عزم مُحَمَّد بن عبد الله بن طَاهِر على الصبوح وَعِنْده الْحسن بن مُحَمَّد بن طالوت فَقَالَ لَهُ مُحَمَّد كُنَّا نحتاج إِلَى أَن يكون مَعنا ثَالِث نأنس بِهِ ونلتذ بمنادمته فَمن ترى أَن يكونقال ابْن طالوت قد خطر ببالي رجل لَيْسَ علينا فِي منادمته ثقل قد خلا من إبرام المجالسين وَبرئ من ثقل المؤانسين خَفِيف الْوَطْأَة إِذا أدنيته سريع الوثبة إِذا أَمرته قَالَ من هوقال مَا ني الموسوس فَقَالَ مُحَمَّد مَا أَسَأْت الِاخْتِيَار ثمَّ تقدم إِلَى صَاحب الشرطة بِطَلَبِهِ وإحضاره فَمَا كَانَ بأسرع من أَن قبض عَلَيْهِ صَاحب الكرخ فَوَافى بِهِ بَاب مُحَمَّد فَلَمَّا مثل بَين يَدَيْهِ وَسلم رد عَلَيْهِ وَقَالَ مَا حَان لَك أَن تَزُورنَا مَعَ شوقنا إليكفقال لَهُ ماني أعز الله الْأَمِير الشوق شَدِيد والود عتيد والحجاب صَعب والبواب فظ وَلَو سهل لي الْإِذْن لسهلت عَليّ الزِّيَارَة فَقَالَ لَهُ مُحَمَّد لقد لطفت فِي الاسْتِئْذَان وَأمره بِالْجُلُوسِ فَجَلَسَ وَكَانَ قد أطْعم قبل أَن يدْخل وَأدْخل الْحمام وَأخذ من شعره وألبس ثيابًا نظافاً وَأتي مُحَمَّد بن عبد الله بِجَارِيَة لإحدى بَنَات الْمهْدي كَانَ يحب السماع مِنْهَا وَكَانَت تكْثر عِنْده وَكَانَ أول مَا غنته

(وَلست بناسٍ إِذْ غدوا وتحملوا

دموعي على الْخَدين من شدَّة الوجد)

(وَقَوْلِي وَقد زَالَت بعيني حمولهم

بواكر تحدى لَا يكن آخر الْعَهْد)

فَقَالَ ماني أيأذن لي الْأَمِير قَالَ فِي ماذاقال فِي اسْتِحْسَان مَا أسمع قَالَ نعم قَالَ أَحْسَنت وَالله فَإِن رَأَيْت أَن تزيدي مَعَ هَذَا الشّعْر هذَيْن الْبَيْتَيْنِ

(وَقمت أُنَاجِي الدمع والدمع حائرٌ

بمقلة موقوفٍ على الضّر والجهد)

)

(وَلم يعدني هَذَا الْأَمِير بعدله

على ظالمٍ قد لج فِي الهجر والصد)

فَقَالَ مُحَمَّد وَمن أَي شَيْء استعديت يَا مانيفاستحيى وَقَالَ لَا من ظلم أَيهَا الْأَمِير وَلَكِن الطَّرب حرك شوقنا وَكَانَ كامناً وأظهره ثمَّ غنت

(حجبوها عَن الرِّيَاح لِأَنِّي

قلت يَا ريح بلغيها السلاما)

ص: 247

(لَو رَضوا بالحجاب هان وَلَكِن

منعوها يَوْم الرِّيَاح الكلاما)

قَالَ فطرب مُحَمَّد ودعا برطل وَشرب فَقَالَ ماني مَا كَانَ على قَائِل هذَيْن الْبَيْتَيْنِ لَو أضَاف غليهما هذَيْن

(فتنفست ثمَّ قلت لطيفي

ويك لَو زرت طيفها إلماما)

(حيها بِالسَّلَامِ سرا وَإِلَّا

منعوها لشقوتي أَن تناما)

فَقَالَ مُحَمَّد أَحْسَنت يَا ماني ثمَّ غنت

(يَا خليليّ سَاعَة لَا تريما

وعَلى ذِي صبَابَة فأقيما)

(مَا مَرَرْنَا بقصر زَيْنَب إِلَّا

فَضَح الدمع سرنا المكتوما)

فَقَالَ ماني لَوْلَا رَقَبَة الْأَمِير لأضفت إِلَى هذَيْن الْبَيْتَيْنِ بَيْتَيْنِ لَا يردان على سمع ذِي لب فيصدران إِلَّا على اسْتِحْسَان لَهما فَقَالَ مُحَمَّد الرَّغْبَة فِي حسن مَا تَأتي بِهِ جائلة على كل رهبة فهات مَا عنْدك فَقَالَ ظبيةٌ كالهلال لَو تلحظ الصخر بطرفٍ لغادرته هشيما وَإِذا مَا تبسمت خلت مَا يَبْدُو من الثغر لؤلؤاً منظوما وَفِي الْخَبَر طول وَهَذَا يَكْفِي مِنْهُ

الْوَزير أَبُو جَعْفَر الْكَرْخِي مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن الْفضل أَبُو جَعْفَر الْكَرْخِي

ولي وزارة الراضي بِاللَّه سنة أَربع وَعشْرين وَثَلَاث مائَة بعد عبد الرَّحْمَن بن عِيسَى بن الْجراح فَأَقَامَ ثَلَاثَة أشهر وَنصفا فَلَمَّا فسد أَمر الراضي بِاللَّه استتر ووكل بداره وفتش منزله ومنزل أَخِيه جَعْفَر وَحمل مَا وجد فيهمَا ثمَّ أَنه ولي الوزارة ثَانِيًا فَكَانَت وزارته الثَّانِيَة ثَلَاثَة وَخمسين يَوْمًا وَكَانَ بطيء الْكِتَابَة وَالْقِرَاءَة فِيهِ كرم واحترام لقاصديه

وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة ومولده سنة سِتّ وَسبعين وَمِائَتَيْنِ

ابْن الزبيدية الْمُقْرِئ مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن عبد الله الزبيدِيّ أَبُو الْعِزّ الْمُقْرِئ وَيعرف)

بِابْن الزبيدية

قَالَ ابْن النجار كَانَ شَابًّا فهما قَارِئًا مجوداً قَرَأَ بالروايات وَسمع الحَدِيث الْكثير من أبي بكر وَأبي الْقَاسِم بن الْحصين وزاهر بن طَاهِر الشحامي وأمثالهم وَكتب الْكثير وتفقه لِابْنِ حَنْبَل ثمَّ انْتقل لمَذْهَب أبي حنيفَة وتأدب وَقَالَ الشّعْر

وَمَات قبل أَوَان الرِّوَايَة سنة ثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة

وَمن شعره كل متني من الْوُقُوف على الأطلال يَوْم النَّوَى فَمَا كَلَّمتنِي

(ودعتني آثَار من كَانَ فِيهَا

مستهاماً وللضنى أودعتني)

لم يكن ثمّ من يخبر بالأحباب إِلَّا حمامةٌ فَوق غُصْن

(فبكتني وأبكأتني وَقَالَت

هَا أَنا للنوى أُغني فغني)

ص: 248

(ثمَّ راحت وراحتي فَوق صَدْرِي

راحتي حِين ولولت ودعتني)

وَقَالَ يمدح المسترشد حِين رَجَعَ من قتال دبيس بن مزِيد سنة سبع عشرَة وَخمْس مائَة أَولهَا

(أهلاك الرّبع ومشهده

وجفاك الغمض ومورده)

مِنْهَا رشأٌ كالبدر دَقِيق الخصر يضل الْقلب ويرشده

(تسبي العشاق لواحظه

ويفوق الْورْد تورده)

(عجبا من منصل ناظره

فِي قلب العاشق يغمده)

غنج الأجفان كغصن البان من اللحظات مهنده ممشوق الْقد مليح الخد كَانَ الْحسن يساعده أَبُو البهار مُحَمَّد بن الْقَاسِم هُوَ أَبُو البهاربالباء الْمُوَحدَة وَبعد الْألف رَاء الثَّقَفِيّ الْبَصْرِيّ

قَالَ ابْن الْمَرْزُبَان إسلامي كَانَ يشرب على البهار ويعجب بِهِ حَتَّى أَنه قَالَ فِيهِ

(اسقياني على البهار فَإِنِّي

لأرى كل مَا اشْتهيت البهارا)

ولقب أَبَا البهار

الْأَمِير بدر الدّين الهكاري مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم بن مُحَمَّد الْأَمِير بدر الدّين أَبُو عبد الله الهكاري)

اسْتشْهد على الطّور وأبلى ذَلِك الْيَوْم بلَاء حسنا وَكَانَت لَهُ المواقف الْمَشْهُورَة فِي قتال الفرنج وَكَانَ من أكَابِر أُمَرَاء الْمُعظم يصدر عَن رَأْيه ويثق بِهِ لصلاحه وَكَانَ سَمحا لطيفاً دينا ورعاً باراً بأَهْله والفقراء وَالْمَسَاكِين كثير الصَّدقَات بنى بالقدس مدرسة للشَّافِعِيَّة ووقف عَلَيْهَا الْأَوْقَاف وَبنى مَسْجِدا قَرِيبا من الخيلي عليه السلام عِنْد يُونُس عليه السلام على قَارِعَة الطَّرِيق

وَكَانَ يتَمَنَّى الشَّهَادَة دَائِما وَيَقُول مَا أحسن وَقع سيوف الْكفَّار على أنفي ووجهيودفن لما مَاتَ شَهِيدا فِي الْقُدس سنة أَربع عشرَة وست مائَة

صناجة الدوح مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن عَاصِم الْمَعْرُوف بصناجة الدوح شَاعِر الْحَاكِم صَاحب مصر

هُوَ الْقَائِل لما زلزلت مصر

(بالحاكم الْعدْل أضحى الدّين معتلياً

نجل العلى وسليل السَّادة الصلحا)

(مَا زلزلت مصر من كيدٍ يُرَاد بهَا

وَإِنَّمَا رقصت من عدله فَرحا)

ص: 249