الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(مَا للرجاء قد استدَّت مذاهبهُ
…
مَا للزمان قد اسودّت نواحيه)
(نعى المؤيَّدَ ناعيه فيا أسَفا
…
للغيث كَيفَ غَدَتْ عنّا غواديه)
مِنْهَا
(هَل لَا بغيرِ عمادِ البيتِ حادثةٌ
…
ألْقتْ ذُراه وأوهت من مبانيه)
(هلاّ ثنى الدهرُ غرباً عَن محاسنه
…
فَكَانَ كوكبَ شرقٍ فِي لياليه)
مِنْهَا
(كَانَ المديحً لَهُ عرس بدولته
…
فَأحْسن الله للشعر العَزا فِيهِ)
(يَا آلَ أَيُّوب صبرا إنّ إرئكمُ
…
من اسْم أيوبَ صبرٌ كَانَ ينحيه)
(هِيَ المنايا على الأقوام دائرةٌ
…
كلٌّ سيأتيه مِنْهَا دَوْرُ سَاقيه)
وَمِنْه يُخَاطب ابْنه)
(ومِن أَبِيك تعلّمت الثَّنَاء فَمَا
…
تحْتَاج تُذْكَرُ أمرا أَنْت تدريه)
(لَا يخْشَ بيتُك أَن يُلوي الزَّمَان بِهِ
…
فإنّ للبيت ربّاً سَوف يحميه)
وَتوجه فِي بعض السنين إِلَى مصر وَمَعَهُ وَلَده الْملك الْأَفْضَل مُحَمَّد فَمَرض فَجهز السُّلْطَان إِلَيْهِ جمال الدّين إِبْرَاهِيم ابْن المغربي رَئِيس الْأَطِبَّاء وفكان يَجِيء إِلَيْهِ بكرَة وعشياً فيراه ويبحث مَعَه فِي مَرضه ويقرر الدَّوَاء ويطبخ الشَّرَاب بِيَدِهِ فِي دست فضَّة فَقَالَ يَا خوند أَنْت وَالله مَا تحْتَاج إِلَيّ وَمَا أجيء إِلَّا امتثالاً لأمر السُّلْطَان وَلما عوفي أعطَاهُ بغلة بسرج ولجام وكنبوش زركش وتعبئة قماش وأظن فِيمَا قيل لي عشرَة آلَاف دِرْهَم وَقَالَ يَا مَوْلَانَا اعذرني فَإِنِّي لما خرجت من حماة مَا حسبت مرض هَذَا الابْن فأمهلني حَتَّى أتوجه إِلَى حماة ومدحه شعراء زَمَانه وَأَجَازَهُمْ وَلما مَاتَ فرق كتبه على أَصْحَابه ووقف مِنْهَا جملَة وَمن شعر الْملك الْمُؤَيد من الْكَامِل المرفل
(إقرأ على طيب الحيا
…
ة سلامَ صَبٍّ ذابَ حزُنا)
(واعِلمْ بِذاك أحبّةً
…
بخلَ الزمانُ بهم وضنّا)
(لَو كَانَ يُشرَى قربهم
…
بِالْمَالِ والأرواح جدُنْا)
(متجرِّعٌ كأسَ الفرا
…
ق يبيت للأشجان رَهْنا)
(صبٌّ قضى وَجْداً وَلم
…
يُقضى لَهُ مَا قد تمنّى)
3 -
(وَمِنْه من المنسرح)
(كم من دمٍ حلّلتْ وَمَا ندِمتْ
…
تفعل مَا تشْتَهي فَلَا عُدِمت)
(لَو أمكن الشمسَ عِنْد رؤيتها
…
لَئْمُ مواطي أَقْدَامهَا لثمتْ)
وَمِنْه أَيْضا من الوافر
(سرى مَسرى الصَبا فعجبتُ مِنْهُ
…
من الهجْران كَيفَ صبا إليّا)
(وَكَيف ألمّ بِي من غير وعدٍ
…
وفارقني وَلم يعْطف عليّا)
وأنشدني جمال الدّين مُحَمَّد بن نباتة شاعره قَالَ أَنْشدني معز الدّين مَحْمُود بن حَمَّاد الْحَمَوِيّ كَاتب السِّرّ بحماة لمخدومه السُّلْطَان الْملك الْمُؤَيد وَنحن بَين يَدَيْهِ وَهُوَ أحسن مَا سَمِعت فِي مَعْنَاهُ من الْكَامِل
(أحسِنْ بِهِ طِرفاً أفوتُ بِهِ القضا
…
إنْ رُمْتهُ فِي مَطلب أَو مَهْربِ)
)
(مثلَ الغزالة مَا بدتْ فِي مشرقٍ
…
إلاّ بَدَت أنوارُها فِي المغربِ)
قَالَ وأنشدني لَهُ هَذَا الموشح أَيْضا
(أوقعني العُمْرُ فِي لَعَلَّ وهلْ
…
يَا وَيْح من قد مضى بهَل ولعَل)
(والشيبُ وافٍ وَعِنْده نزلا
…
وفّر مِنْهُ الشَّبَاب وارتحلا)
(مَا أوقح الشيبَ الْآتِي
…
إِذْ حلّ لَا عَن مرضاتي)
(قد أضعفتْني السِّتون لازمني
…
وخانني نقصُ قوّة الزَّمن)
(لكنْ هوى الْقلب لَيْسَ ينتقصُ
…
وَفِيه مَعَ ذَا من حرصه غُصصُ)
(يهوى جَمِيع اللّذاتِ
…
كَمَا لَهُ من عاداتِ)
(يَا عاذلي لَا تُطِلْ ملامك لي
…
فإنّ سَمْعِي ناءٍ عَن العذلِ)
(وَلَيْسَ يُجدي الملام والفَنَدُ
…
فِي مَن صبابات عشقه عَدَدُ)
(دعْني أَنا فِي صبواتي
…
أَنْت البرِي من زلاّتي)
(كم سرّني الدَّهْر غير مقتصرِ
…
بالكأس والغانيات والوترِ)
(يمرح فِي طيب عيشنا الرَّغدِ
…
طرفِي وروحي وَسَائِر الْجَسَد)
(وَمن صفَتْ لي خطراتي
…
وطاوعتْني أوقاتي)
(مضى رَسُولي إِلَى معذِّبتي
…
وَعَاد فِي بهجةٍ مجدَّدَةِ)
(وَقَالَ قَالَت تعال فِي عجلِ
…
لمنزلي قبل أَن يجي رجُلي)
(واصعدْ وجُزْ من طاقاتي
…
وَلَا تخفْ من جاراتي)
قَالَ وَمن الْغَرِيب أَن السُّلْطَان كَانَ يَقُول مَا أَظن أَنِّي أستكمل من الْعُمر سِتِّينَ سنة فَمَا فِي أَهلِي يَعْنِي بَيت تَقِيّ الدّين من استكملها وَفِي أَوَائِل السِّتين من عمره قَالَ هَذَا الموشح وَمَات فِي بَقِيَّة السّنة رَحمَه الله تَعَالَى قلت وَهَذِه الموشحة جَيِّدَة فِي بَابهَا منيعة على طلابها وَقد عَارض بوزنها موشحة لِابْنِ سناء الْملك رَحْمَة الله تَعَالَى أَولهَا
(عَسى وَيَا قلّما تفِيد عَسى
…
أرى لنَفْسي من الْهوى نَفَسا)