الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واستوطنها وَكَانَ يسكن الْحَرِيم الظَّاهِرِيّ فِي دارٍ على شاطئ دجلة وعزل عَن الوزارة ثمَّ أُعِيد إِلَيْهَا وكاتبه السُّلْطَان بالتوجه إِلَى المعسكر فَمضى إِلَى حَضْرَة السُّلْطَان وَأقَام مَعَه وزيراً ومدبراً إِلَى أَن عَزله ثمَّ قبض عَلَيْهِ واعتقله ثمَّ أفرج عَنهُ وَعَاد إِلَى بَغْدَاد واستوزره الإِمَام المسترشد أَوَاخِر سنة سِتّ وَعشْرين وَأقَام مُدبرا إِلَى أَن عزل سنة ثَمَان وَعشْرين وَأذن لَهُ فِي عوده إِلَى دَاره بِالْحَرِيمِ الظَّاهِرِيّ فَمضى معزولاً مكرماً وَأقَام فِي منزله إِلَى حِين وَفَاته وَكَانَ من الصُّدُور الأفاضل مَوْصُوفا بالجود والإفضال محباً لأهل الْعلم وَكَانَ قد أحضر إِلَيْهِ أَبَا الْقَاسِم ابْن الْحصين إِلَى دَاره ليسمع أَوْلَاده مِنْهُ مُسْند ابْن حَنْبَل بِقِرَاءَة أبي مُحَمَّد ابْن الخشاب وَأذن للنَّاس عَامَّة فِي الْحُضُور لسماعه فَحَضَرَ الجم الْغَفِير وسَمعه خلق كثير وَقد حدث بِبَغْدَاد بِشَيْء يسير عَن أبي مُحَمَّد عبد الله بن الْحُسَيْن الكامخي الساوي وَلابْن جكينا البرغوث وَهُوَ الْحسن بن أَحْمد فِيهِ أمداح وأهاجي فَمن أمداحه فِيهِ قَوْله من الْخَفِيف
(سَأَلُونِي من أعظم النَّاس قدرا
…
قلتُ مَوْلَاهُم أنوشِروْانِ)
(وَإِذا أظهر التَّوَاضُع فِينَا
…
فَهُوَ من آيَة الرفيع الشانِ)
(وَمَتى لاحت النُّجُوم على صف
…
حة ماءٍ فَمَا النُّجُوم دواني)
وَكتب إِلَيْهِ القَاضِي نَاصح الدّين الأرجاني يطْلب مِنْهُ خيمة فَلم يكن عِنْده فَبعث إِلَيْهِ صرةً فِيهَا خَمْسمِائَة دِينَار وَقَالَ اشْتَرِ بهَا خيمةً فَقَالَ الأرجاني من المنسرح
(لله درُّ ابْن خَالِد رجلا
…
أَحْيَا لنا الْجُود بعد مَا ذَهَبا)
(سألتهُ خيمةً ألوذ بهَا
…
فجاد لي ملءَ خيمةٍ ذَهَبا)
وَكَانَ يتشيع وَكَانَ هُوَ السَّبَب فِي عمل مقامات الحريري وإياه عني الحريري بقوله فَأَشَارَ من إِشَارَته حكم وطاعته غنم
3 -
(شَيْطَان الْعرَاق)
)
أنوشروان الضَّرِير الشَّاعِر الْمَعْرُوف بِشَيْطَان الْعرَاق سَافر إِلَى بِلَاد الجزيرة وَمَا والاها ومدح الْمُلُوك والأكابر وَالْغَالِب على شعره الخلاعة والمجون والهزل وَالْفُحْش وَعَاد إِلَى بَغْدَاد سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة ومدح المستضيء بقصيدة أَولهَا من الْكَامِل
(مَا عَفّ إِذْ ملكتْ يَدَاهُ وَلَا حمى
…
رامٍ أصَاب يَدي بجرعاه الْحمى)
(يبري السهامَ لَهُ وَبَين جفونه
…
لفتاتُ سحرٍ قد عزلنّ الأسهما)
(سكن الْفُؤَاد فَلم يَرِمْه وبيننا
…
آلٌ تخوض بِهِ الركائب عُومَّا)
(منع الْكرَى جفْني مَخَافَة أَن يرى
…
طيفاً يمرُّ عَلَيْهِ مِنْهُ مسلمِّا)
(ولرُبّ ليل بَات وَهُوَ مُعاقري
…
كأساً تُكاثِر بالحباب الأنجما)
(مَا زَالَ إِذْ رَقَّ العتاب يَعُلُّني
…
من رِيقه رشفاتِ معسول اللمى)
(حَتَّى إِذا برد الحُليُّ وأسفرتْ
…
قسماتُ وَجه الصُّبْح حِين تبسّما)
(أدْنى إليَّ جَنَّي وردٍ لم يكن
…
لَوْلَا تضرُّجُ خدّه أَن يُلْثمَا)
وَقَالَ من قصيدةٍ يهجو فِيهَا بلد إربل من السَّرِيع
(تبّاً لشيطاني وَمَا سوّلا
…
لأنّه أنزلني إرْبلا)
(نزلُتها فِي يَوْم نحسٍ فَمَا
…
شككتُ أنّي نازلٌ كَرْبلا)
(وقلتُ مَا أخطا الَّذِي مَثّلا
…
بإربلٍ إِذْ قَالَ بيتُ الخلا)
(هَذَا وَفِي البازار قومٌ إِذا
…
عاينتَهم عاينتَ أهل البلا)
(من كلِّ كرديّ حمارٍ وَمن
…
كلّ عراقيّ نَفَاهُ الغلا)
(أمّا العراقيّون ألفاظهم
…
جِبْ لي جفابي جَفّ جال البلا)
(جمّالك أَي جعفغ جبّه تجى
…
تجب جماله قبل أَن نرحلا)
(هيّا مخاعِيطي الكسحل مَشى
…
كفّ المكفني اللنْك أَي بو الْعلَا)
(جُغَه بَجعصهُ انتُف سَبيله انتغهُ
…
مده بكعفو بِهِ اسفقه بالملا)
(عكلى ترى هواي قُسيمَه اعفُقه
…
قل لُو البُوَيذنجين كَيفَ انقلا)
(هذي القطيعة بهغرجه انحطّ من
…
عنديّ تدفعْ كم تحطّ الكلا)
(والكردُ لَا تسمَع إلاّ جيا
…
أَو بجيا أَو نتوى زنْكلا)
(كلاّ وبوبو عَلّكوُ خُشْتري
…
خَيلوا وميلو مُوسكا منكلا)
)
(ممرُو ومَفوُّ مَمّكي ثمَّ إِن
…
قَالُوا بُويركي نجي قلتُ لَا)
(وفتيةٍ تزعق فِي سوقهِم
…
سردا جليداً صوتهم قد علا)
(وعصبةٍ تزعق وَالله تنفر
…
وسونوايم هم سُخام الطلا)
(ربعٌ خلا من كلِّ خيرٍ بلَى
…
من كلّ عيبٍ وسقوطٍ ملا)
(فلعنَةُ الله على شاعرٍ
…
يقْصد ربعا لَيْسَ فِيهِ كلا)
(أخطأتُ والمخطئ فِي مذهبي
…
يُصفَعُ فِي قِمْته بالدِّلا)
(إِذْ لم يكن قصدي إِلَى سيّدٍ
…
جمالُه قد جمَّل الموصلا)