الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إِن أَهل السُّنَّة والجماعة- السائرين على نهج السَّلف الصالح- يسيرون على أُصول ثابتة وواضحة في الاعتقاد والعمل والسلوك، وهذه الأُصول مستمدة من كتاب الله تعالى، وكل ما صح من سُنة رسوله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- متواترا كان أَو آحادا، وبفهم سلف الأُمة من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإِحسان.
فأُصول الدِّين قد بَيَّنها النَّبي- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بيانا شافيا؛ فليس لأَحد أَن يُحْدِثَ فيها شيئا ويزعمَ أَنه من الدين، ولهذا تمسك أَهلُ السُّنَّة والجماعة بهذه الأُصول، واجتنبوا الأَلفاظ المبتدعة، والتزموا بالأَلفاظ الشرعية، ومن هنا فهم الامتداد الحقيقي للسَّلف الصَّالح.
[الأصل الأول الإيمان وأركانه]
فأصول الدِّين عند أَهل السُّنَّة والجماعة مجملة على النحو الآتي:
الأصل الأول
الإيمان وأركانه
إِن معتقد السَّلف الصالح- أَهل السّنَّة والجماعة- في أُصول الإِيمان، يتلخص في الإِيمان والتصديق بأَركانه السنة كما أَخبر النبي- صلى الله عليه وسلم -في حديث جبريل عليه السلام لما جاء يسأَله عن الإِيمان؛ فقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
«أَنْ تُؤْمنَ باللهِ، وَمِلَائِكَته، وَكُتُبِهِ، وَرُسولِهِ، وَاليَوْمِ الآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشرِّه» (1) . فالإِيمان يقوم على هذه الأركان الستة؛ فإذا سقط منها ركن لم يكن الإنسان مؤمنا البتَّة؛ لأنَّه فقد ركنا من أَركان الإيمان؛ فالإِيمان لا يقوم إِلَّا على أَركانه تامة، كما لا يقوم البنيان إِلَّا على أَركانه مكتملة. وهذه الأمور الستة هي أَركان الإِيمان، فلا يتم الإِيمان إِلَّا بها جميعا على الوجه الصحيح الذي دلَّ عليه الكتاب والسنَّة، ومن جحد شيئا منها؛ فليس بمؤمن.
(1) رواه البخاري ومسلم في: (كتاب الإيمان) .