الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الركن الرابع الإيمان بالرسل]
الركن الرابع
الإيمان بالرسل أَهل السُّنّة والجماعة: يؤمنون ويعتقدون اعتقادا جازما أَن الله - سبحانه- أَرسل إلى عباده رُسُلا مبشرين ومنذرين، ودعاة إِلى دين الحق، لهداية البشر، وإخراجهم من الظلمات إِلى النور.
فكانت دعوتهم إِنقاذا للاُم من الشرك والوثنية، وتطهيرا للمجتمعات من التحلل والفساد، وأَنَّهم بلَغوا الرسالة، وأَدوا الأَمانة، ونصحوا الأُمَّة، وجاهدوا في الله حق جهاده، وقد جاؤوا بمعجزات باهرات (1) تدل على صدقهم، ومن كفر بواحد منهم؛ فقد كفر بالله تعالى وبجميع الرسل عليهم السلام، قال تعالى:
(1) المعجزة: هي أَمر خارق للعادة لا يقدر عليه البشر، يظهره الله على يد النبي وفق دعواه تصديقا له، وإن وقوع المعجزة أمر ممكن؛ ذلك أن الله الذي خلق الأسباب والمسببات قادر على أن يغير نظامها، فلا تخضع لما كانت له من قبل! ولا عجب في ذلك ولا غرابة بالنسبة لقدرة الله التي لا تُحَد بحدود فهو يفعل ما يريد بأسرع من لمح البصر، قال تعالى: إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [يس: 82] .
وقد بين الله الحكمة من بعثة الرسل الكرام، فقال تعالى:{رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء: 165](2) .
ولقد أَرسل الله رُسلا وأَنبياء كثيرين منهم من ذكره لنا في كتابه أَو على لسان نبيِّه- صلى الله عليه وسلم -ومنهم مَنْ لمْ يخبرنا عنهم، قال تعالى {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ} [غافر: 78] (3) .
وقال: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36](4) .
(1) سورة النساء: الآيات، 150 - 152.
(2)
سورة النساء: الآية، 165.
(3)
سورة غافر: الآية، 78.
(4)
سورة النحل: الآية، 36.
والمذكور من أَسمائهم في القرآن الكريم خمسةٌ وعشرون رَسولا ونَبيا، وهم: أَبو البشر آدم، إِدريس، نوح، هود، صالح، إِبراهيم، لوط، إِسماعيل، إِسحاق، يعقوب، يوسف، شعيب، أَيوب، ذو الكفل، موسى، هارون، داود، سليمان، إِلياس، اليسع، يونس، زكريا، يحيى، عيسى، ومحمد خاتم الأَنبياء والرسل، صلوات الله وسلامه عليهم أَجمعين.
وقد فَضَّلَ الله تعالى بعض الأَنبياء والرسل على بعض، وقد أَجمعت الأمَّةُ على أَن الرسلَ أَفضل من الأَنبياءِ، والرسُل بعد ذلك متفاضلون فيما بينهم، وأَفضل الرُسُل والأَنبياء أُولو العزم، وهم خمسة: محمد، ونوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
وأَفضل أُولي العزم نبي الإِسلام، وخاتم الأَنبياء والمرسلين ورسول رَبِّ العالمين؛ محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال الله تبارك وتعالى:{وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: 40](1) .
(1) سورة الأحزاب: الآية، 40.