الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[خصائص عقيدة أهل السنة والجماعة ولماذا هي أَولى بالاتباع]
خصائص عقيدة أهل السنة والجماعة لماذا كانت عقيدة السلف الصَّالح أَولى بالاتباع؟ العقيدةُ الصحيحةُ هي أَساس هذا الدِّين، وكل ما يُبنى على غير هذا الأَساس؛ فمآلهُ الهدم والانهيار، ومن هذا نرى اهتمام النَّبي- صلى الله عليه وسلم -بإِرساء هذه العقيدة وترسيخها في قلوب أَصحابه طيلة عمره، وذلك من أَجل بناء الرجال على قاعدة صلبة وأَساس متين.
وظلَّ القرآن في مكَّةَ يتنزل ثلاثة عشر عاما يتحدثُ عن قضية واحدة لا تتغير، وهي قضية العقيدة والتوحيد لله تعالى والعبودية له، ومن أَجلها ولأَهميتها كان النَّبي- صلى الله عليه وسلم -في مكَّةَ لا يدعو إِلا إِليها، ويُرَبِّي أَصحابه عليها.
وترجع أَهميَّة دراسة عقيدة السَّلف الصالح إِلى أَهميَّة تبيين العقيدة الصافية، وضرورة العمل الجاد في سبيل العودة بالنَّاس إِليها، وتخليصهم من ضلالات الفرق واختلاف الجماعات، وهي أَوَّل ما يجب على الدعاة الدعوة إِليه.
فالعقيدة على منهج السلف الصالح:
لها مميزات وخصائص فريدة تُبيِّن قيمتها، وضرورة التمسك بها، ومن أَهم هذه المميزات: أَوَلا- أنها السبيلُ الوحيدُ للخلاص من التفرق والتحزب، وتوحيد صفوف المسلمين عامة، والعلماء والدعاة خاصة؛ حيث هي وحي الله تعالى وهدي نبيِّه- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وما كان عليه الرَّعيل الأَول الصحابة الكرام، وأَي تجمع على غيرها مصيره- كما نشاهده اليوم من حال المسلمين- التفرق، والتنازع، والإِخفاق، قال الله تبارك وتعالى:
ثانيا- أنها تُوحِّدُ وتُقوِّى صفوفَ المسلمين، وتجمع كلمتهم على الحق وفي الحق؛ لأنَها استجابة لقول الله تبارك وتعالى:{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103](2) ولذا فإِنَّ من أَهم أَسباب اختلاف المسلمين اختلاف مناهجهم وتعدد مصادر التلقِّي عندهم، فتوحيد مصدرهم في العقيدة
(1) سورة النساء: الآية، 115.
(2)
سورة آل عمران: الآية، 103.
والتلقِّي سبب مهم لتوحيد الأمَة، كما تحقق في صدرها الأَوَل.
ثالثا- أنها تَرْبط المسلم مباشرة بالله تعالى ورسوله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وبحبِّهما وتعظيمهما، وعدم التقدم بين يدي الله ورسوله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ذلك لأَنَ عقيدة السلف منبعها: قال الله، وقال رسوله؛ بعيدا عن تلاعب الهوى والشبهات، وخالية من التأثر بالمؤثرات الأَجنبية من فلسفة ومنطق وعقلانية، فليس إِلا الكتاب والسُّنَّة.
رابعا- أنها سهلة مُيسرَةٌ واضحة، لا لَبْسَ فيها ولا غموض بعيدة عن التعقيد وتحريف النصوص، مُعتَقِدُها مرتاح البال، مطمئنُّ النفس، بعيد من الشكوك والأَوهام ووساوس الشيطان، قَريرُ العين لأَنَّه سائر على هدي نبي هذه الأُمَّة- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وصحابته الكرام رضوان الله تعالى عليهم أَجمعين، قال الله تعالى:
(1) سورة الحجرات: الآية، 15.
خامسا: أنها من أَعظم أَسباب القرب من الله- عز وجل والفوز برضوانه سبحانه وتعالى.
وهذه المميزات والسمات ثابتة لأَهل السنة والجماعة، لا تكاد تختلف في أَي مكان أَو زمان، والحمد لله (1) .
(1) ومنِ هنا نعلم عدم صحة دعوى أَن " السلفَية مرحلة زمنية لا مذهب إِسلامي. .! " لأَن مذهب السلف مشتمل على أَساسين عظيمين:. القدوة الحسنة. . والمنهج الصحيح المتبع. فالقدوة؛ هُم أصحاب العصور الثلاثة من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإٍحسان. والمنهج؛ هو الطريقة المتبعة في هذه العصور، في الفهم العقدي، والاستدلال والتقرير، والعلم، والإيمان، وجميع جوانب الشريعة. وبهذا يتضح جليا أَن الاتصاف بالسلفية مدح وثناء لكل من اتخذها قدوة ومنهجا لأَن له فيها سلفا صالحا، وهم خيرة هذه الأمة بشهادة نبيها- صلى الله عليه وسلم وأَما الاتصاف بها دون تحقيق ما دلت عليه من الاعتقاد والعمل ظاهرا وباطنا فليس فيه مدح وثناء؛ لأَن العبرة بالمعاني لا بالأَلفاظ والمصطلحات.