الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا - وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} [الفجر: 21 - 22](1) . وقوله: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ} [البقرة: 210](2) . فمنهج أَهل السنَّة والجماعة في كلِّ ذلك الإِيمان الكامل بما أَخبر به الله تعالى، وأَخبر به رسوله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- والتسليم به؛ كما قال الإِمام الزُّهري رحمه الله تعالى:(مِنَ اللهِ الرِّسَالةُ وعلى الرسولِ البلاغُ وعلينا التَسليمُ (3) ".
[أقوال أئمة السلف في الصفات]
وكما قال الإمام سفيان بن عُيَيْنة رحمه الله تعالى:
(كلُّ ما وصَفَ اللهُ تعالى به نفسهُ في القرآن فقراءته؛ تفسيرُه لا كيفَ، ولا مِثْل (4) وكما قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى:
(آمنتُ باللهِ، وبما جاءَ عن اللهِ على مرادِ اللهِ، وآمنتُ برسول الله وبما جاء عن رسولِ اللهِ على مُراد رَسُولِ الله (5)
(1) سورة الفجر: الآيتان، 21 - 22.
(2)
سورة البقرة: الآية، 210.
(3)
أخرجه الإمام البغوي في: " شرح السنة.
(4)
رواه الإمام اللالكائي في: (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة) .
(5)
انظر: " لُمعة الاعتقاد الهادي إِلى سبيل الرشاد للإمام ابن قدامة المقدسي.
وقال الوليد بن مُسلم: سأَلت الأَوزاعي، وسفيانَ بن عُيينة، ومالك بن أَنسٍ عن هذه الأَحاديث في الصِّفات والرؤية، فقالوا:(أَمِروها كما جاءتْ بلا كَيْف)(1) .
وقال الإِمام مالك بن أنس - إِمام دار الهجرة- رحمه الله: (إِياكُم والبِدَع) قيل: وما البدع؟ قال: (أَهلُ البِدَعِ هُم الذينَ يتكلمونَ في أَسماء اللهِ وصفاتِهِ وكلامِه وعلمه وقُدرتِه، ولا يَسْكُتونَ عمَا سَكَت عَنهُ الصحابةُ والتابعونَ لهم بإِحسان)(2) .
وسألهُ رجل عن قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] كيف استوى؟ فقال: (الاستواءُ غيرُ مجهولٍ، والكيفُ غيرُ معقول، والإِيمانُ به واجبٌ، والسؤالُ عنهُ بدعة، وما أراكَ إِلا ضالا) وأَمر به أن يُخرج من المجلس (3) .
وقال الإمام أَبو حنيفة رحمه الله تعالى:
(لا ينبغي لأَحد أَن ينطقَ في ذات الله بشيء؛ بل يصفهُ بما وصفَ به نفسهُ، ولا يقول فيه برأيه شيئا؛ تبارك الله تعالى رَبُّ العالمين)(4) .
(1) أخرجه الإمام البغوي في: " شرح السنة ".
(2)
أخرجه الإمام البغوي في: " شرح السنة ".
(3)
أخرجه الإمام البغوي في: " شرح السنة ".
(4)
انظر: " شرح العقيدة الطحاوية ".
ولما. سُئل- رحمه الله عن صفة النزول، فقال:(ينزلُ بلا كيف)(1) وقال الحافظ الإِمام نعيم بن حماد الخزاعي رحمه الله: (مَنْ شبه اللهَ بخلقهِ فقد كَفَر، ومَن أنكر ما وصَفَ به نَفسَه فقد كَفر، وليس ما وصفَ به نفسَه ولا رسُولهُ تَشبيها)(2) .
وقال بعض السلف:
(قَدَمُ الإِسلامِ لا تَثبتُ إِلَّا على قنطرة التسليم)(3) لذا فإِنهُ من سلك مسلك السلف في الحديث عن ذات الله تعالى وصفاته؛ يكون ملتزما بمنهج القرآن في أَسماء الله وصفاته سواء كان السالك في عصر السَّلف، أَو في العصور المتأخرة.
وكلُّ من خالف السَّلف في منهجهم؛ فلا يكون ملتزما بمنهج القرآن، وإن كان موجودا في عصر السَّلف، وبين أَظهر الصحابة والتابعين.
(1) انظر: " شرح العقيدة الطحاوية ".
(2)
رواه الإمام الذهبي في: العلو للعلي الغفار ".
(3)
رواه الإِمام البغوي في: " شرح السنة ".