المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌بابما جاء في فتنة النساء - إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة - جـ ١

[حمود بن عبد الله التويجري]

الفصل: ‌بابما جاء في فتنة النساء

‌باب

ما جاء في فتنة النساء

عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء» .

رواه: الإمام أحمد، والشيخان، وابن ماجه.

وعن أسامة بن زيد وسعيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنهم: أنهما حدثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه قال: «ما تركت بعدي في الناس فتنة أضر على الرجال من النساء» .

رواه: مسلم، والترمذي، وقال:"هذا حديث حسن صحيح".

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: «إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون؟ فاتقوا الدنيا واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء» .

رواه: الإمام أحمد، وأبو داود الطيالسي، ومسلم، والترمذي، وابن ماجه، وهذا لفظ مسلم. وقال الترمذي:"هذا حديث حسن".

وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال: «أخوف ما أخاف على أمتي: النساء، والخمر» .

رواه محمد بن إسحاق السراج في "مسنده".

وعن أبي سعيد رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من صباح؛ إلا وملكان يناديان: ويل للرجال من النساء، وويل للنساء من الرجال» .

رواه: ابن ماجه، والحاكم بإسناد ضعيف.

ص: 337

وعن مصعب بن سعد بن أبي وقاص؛ قال: «كان سعد رضي الله عنه يعلمنا هذا الدعاء، ويذكره عن النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم! إني أعوذ بك من فتنة النساء، وأعوذ بك من عذاب القبر» .

رواه شعبة عن عبد الملك بن عمير عن مصعب بن سعد.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه قال: "لم يكفر من كفر ممن مضى إلا من قبل النساء، وكفر من بقي من قبل النساء".

رواه الحسن بن عرفة، وإسناده حسن.

وعن علي رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كيف بكم إذا فسق فتيانكم وطغى نساؤكم؟ ! قالوا: يا رسول الله! وإن ذلك لكائن؟ قال: "نعم، وأشد» .

رواه رزين.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كيف بكم أيها الناس إذا طغى نساؤكم وفسق فتيانكم؟ ! قالوا: يا رسول الله! إن هذا لكائن؟ قال: "نعم، وأشد منه"» .

رواه: أبو يعلى، والطبراني في "الأوسط"؛ إلا أنه قال:«فسق شبابكم» ، وإسناد كل منهما ضعيف.

وعن ابن عباس الحميري عن أبيه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال «كيف بكم إذا فسق نساؤكم؟ !» .

رواه البخاري في "تاريخه".

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه: أنه قال: "ابتليتم بفتنة الضراء فصبرتم، وستبتلون بفتنة السراء، وأخوف ما أخاف عليكم: فتنة النساء إذا

ص: 338

تسورن الذهب والفضة، ولبسن رباط الشام وعصب اليمن، فأتعبن الغني، وكلفن الفقير ما لا يجد".

رواه أبو نعيم في "الحلية".

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للنساء: ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن» .

متفق عليه.

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن» .

رواه: الإمام أحمد، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجه.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «وما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذوي الألباب وذوي الرأي منكن» .

رواه: الإمام أحمد، ومسلم، والترمذي، وقال:"هذا حديث حسن صحيح".

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «وما وجد من ناقص الدين والرأي أغلب للرجال ذوي الأمر على أمورهم من النساء» .

رواه الحاكم في "مستدركه"، وقال:"صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".

وعن أبي بكرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «هلكت الرجال إذا أطاعت النساء، هلكت الرجال إذا أطاعت النساء (ثلاثًا) » .

رواه: الإمام أحمد، والطبراني، والحاكم، وقال:"صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".

ص: 339

وعنه رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة» .

رواه: الإمام أحمد، والبخاري، والترمذي، والنسائي، وقال الترمذي:"هذا حديث حسن صحيح".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كانت أمراؤكم خياركم، وأغنياؤكم سمحاءكم، وأموركم شورى بينكم؛ فظهر الأرض خير لكم من بطنها، وإذا كانت أمراؤكم شراركم، وأغنياؤكم بخلاءكم، وأموركم إلى نسائكم؛ فبطن الأرض خير لكم من ظهرها» .

رواه الترمذي.

وعن علي رضي الله عنه مرفوعا: «يأتي على الناس زمان: همتهم بطونهم، وشرفهم متاعهم، وقبلتهم نساؤهم، ودينهم دراهمهم ودنانيرهم، أولئك شرار الخلق لا خلاق لهم عند الله» .

رواه الديلمي.

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: «المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان، وأقرب ما تكون من وجه ربها وهي في قعر بيتها» .

رواه: الترمذي مختصرا، والبزار، وابن أبي الدنيا، والطبراني؛ بأسانيد صحيحة. وقال الترمذي:"هذا حديث حسن صحيح غريب". وصححه أيضا ابن خزيمة وابن حبان.

وفي رواية للطبراني؛ قال: «النساء عورة، وإن المرأة لتخرج من بيتها وما بها بأس، فيستشرفها الشيطان، فيقول: إنك لا تمرين بأحد إلا أعجبتيه، وإن»

ص: 340

«المرأة لتلبس ثيابها، فيقال: أين تريدين؟ فتقول: أعود مريضًا، أو أشهد جنازة، أو أصلي في مسجد. وما عبدت امرأة ربها مثل أن تعبده في بيتها» .

قال المنذري: "إسناده حسن".

«وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أنه قال لفاطمة رضي الله عنها: ما خير للنساء؟ قالت: أن لا يرين الرجال ولا يرونهن. فذكره للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إنما فاطمة بضعة مني» .

رواه أبو نعيم في "الحلية".

وعن أنس رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «"ما خير للنساء؟ ". فلم ندر ما نقول، فسار علي رضي الله عنه إلى فاطمة رضي الله عنها، فأخبرها بذلك، فقالت: فهلا قلت له: خير لهن أن لا يرين الرجال ولا يرونهن. فرجع فأخبره بذلك، فقال له: من علمك هذا؟ قال: فاطمة. قال: "إنها بضعة مني» .

رواه أبو نعيم في "الحلية".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا» .

رواه: الإمام أحمد، ومسلم.

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على سروج كأشباه الرحال، ينزلون على أبواب المساجد، نساؤهم كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف، العنوهن فإنهن ملعونات، لو كان وراءكم أمة من الأمم لخدمن»

ص: 341

«نساؤكم نساءهم كما يخدمنكم نساء الأمم قبلكم» .

رواه: الإمام أحمد، وابن حبان في "صحيحه"، والطبراني، وعنده في أوله:«سيكون في أمتي رجال يركبون نساءهم على سروج كأشباه الرحال» .

ورواه الحاكم في "مستدركه"، ولفظه: قال: «سيكون في آخر هذه الأمة رجال يركبون على المياثر حتى يأتوا أبواب مساجدهم، نساؤهم كاسيات عاريات، على رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف، العنوهن فإنهن ملعونات، لو كان وراءكم أمة من الأمم لخدمنهم كما خدمكم نساء الأمم قبلكم. فقلت لأبي: وما المياثر؟ قال: سروجا عظاما» .

قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، والقائل لأبيه: ما المياثر؟ هو عبد الله بن عياش القتباني، أحد رواته".

وعن أبي شقرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتم اللاتي ألقين على رؤوسهن مثل أسنمة البقر؛ فأعلموهن أنه لا تقبل لهن صلاة» .

رواه: البزار، والطبراني. قال الهيثمي:"وفيه حماد بن يزيد عن مخلد بن عقبة، ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات".

قلت: قد ذكرهما البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيهما جرحا ولا تعديلا.

وهذا الحديث مطابق لحال كثير من النساء في زماننا، وقد جاء في الحديث:«لعن الله المجممات من النساء» ، ذكره ابن الأثير في "النهاية"، وقال:"هن اللاتي يتخذن شعورهن جمة تشبيها بالرجال". وقال أيضا: "الجمة من شعر الرأس: ما سقط على المنكبين".

ص: 342

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما؛ قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجمة للحرة، والقصة للأمة» .

رواه: الطبراني في "الكبير" و "الصغير". قال الهيثمي: "ورجال الصغير ثقات".

وعن عبد الكريم الجزري عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه قال: "إنما هلكت نساء بني إسرائيل من قبل أرجلهن، وتهلك نساء هذه الأمة من قبل رؤوسهن".

رواه عبد الرزاق في "مصنفه"، ورجاله رجال الصحيح؛ إلا أن فيه انقطاعا بين الجزري وابن عباس رضي الله عنهما.

باب

ما جاء في فتنة المال

عن كعب بن عياض رضي الله عنه؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن لكل أمة فتنة، وإن فتنة أمتي المال» .

رواه: الإمام أحمد، والترمذي، وابن حبان في "صحيحه"، والحاكم في "مستدركه". وقال الترمذي:"هذا حديث حسن صحيح غريب". وقال الحاكم: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في "تلخيصه". وذكره ابن عبد البر في "الاستيعاب" وصححه.

وعن المسور بن مخرمة رضي الله عنهما: «أن عمرو بن عوف الأنصاري رضي الله عنه وكان شهد بدرًا - أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو صالح أهل البحرين»

ص: 343

«وأمر عليهم العلاء بن الحضرمي، فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة، فوافوا صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف، فتعرضوا له، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم، ثم قال: "أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء من البحرين؟ " فقالوا: أجل يا رسول الله. قال: "فأبشروا وأملوا ما يسركم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم» .

رواه: الإمام أحمد، والشيخان، والترمذي، وابن ماجه.

وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يومًا، فصلى على أهل أحد صلاته على الميت، ثم انصرف إلى المنبر، فقال: "إني فرط لكم، وأنا شهيد عليكم، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن، وإني قد أعطيت مفاتيح خزائن الأرض (أو: مفاتيح الأرض) ، وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ولكني أخاف عليكم أن تنافسوا فيها» .

رواه: الإمام أحمد، والشيخان.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه؛ قال: «جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وجلسنا حوله، فقال: إن مما أخاف عليكم بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها»

الحديث.

رواه: الإمام أحمد، وأبو داود الطيالسي، والشيخان، وابن ماجه.

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه قال: «إذا فتحت عليكم خزائن فارس والروم؛ أي قوم أنتم؟ ! قال عبد الرحمن بن عوف: نقول كما أمرنا الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أو غير ذلك؛»

ص: 344

«تتنافسون، ثم تتحاسدون، ثم تتدابرون، ثم تتباغضون (أو نحو ذلك) ، ثم تنطلقون في مساكين المهاجرين، فتجعلون بعضهم على رقاب بعض» .

رواه: مسلم، وابن ماجه.

وعن عوف بن مالك رضي الله عنه؛ قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه، فقال:«الفقر تخافون أو العوز أم تهمكم الدنيا؛ فإن الله فاتح عليكم فارس والروم، وتصب عليكم الدنيا صبًا، حتى لا يزيغكم بعدي إن أزاغكم إلا هي» .

رواه: الإمام أحمد، والطبراني، والبزار بنحوه. قال الهيثمي:"ورجاله وثقوا؛ إلا أن بقية مدلس وإن كان ثقة".

قلت: وقد صرح بالتحديث في رواية الإمام أحمد، فانتفى عنه التدليس، وصح هذا الحديث، ولله الحمد.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا مشت أمتي المطيطاء وخدمها أبناء الملوك: أبناء فارس والروم؛ سلط شرارها على خيارها» .

رواه الترمذي، وقال:"هذا حديث غريب".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا مشت أمتي المطيطاء، وخدمتهم فارس والروم؛ تسلط بعضهم على بعض» .

رواه الطبراني في "الأوسط". قال الهيثمي: "وإسناده حسن".

وعن خولة بنت قيس رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا مشت أمتي المطيطاء، وخدمتهم فارس والروم؛ سلط بعضهم على بعض» .

رواه ابن حبان في "صحيحه".

ص: 345

قال ابن الأثير في "جامع الأصول": " (المطيطاء) ؛ بضم الميم والمد: المشي بتبختر، وهي مشية المتكبرين المفتخرين، من: مط يمط؛ إذا مد".

وعن أبي سنان الدؤلي: أنه دخل على عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعنده نفر من المهاجرين الأولين، فأرسل عمر رضي الله عنه إلى سفط أتى به من قلعة من العراق، فكان فيه خاتم، فأخذه بعض بنيه، فأدخله في فيه، فانتزعه عمر رضي الله عنه منه، ثم بكى عمر رضي الله عنه، فقال له من عنده: لم تبكي وقد فتح الله لك وأظهرك على عدوك وأقر عينك؟ ! فقال عمر رضي الله عنه: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تفتح الدنيا على أحد؛ إلا ألقى الله عز وجل بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة، وأنا أشفق من ذلك» .

رواه: الإمام أحمد، والبزار، وأبو يعلى. قال الهيثمي:"وإسناده حسن".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنه سيصيب أمتي داء الأمم. قالوا: يا رسول الله! وما داء الأمم؟ قال: "الأشر، والبطر، والتكاثر، والتنافس في الدنيا، والتباغض، والتحاسد؛ حتى يكون البغي ثم يكون الهرج» .

رواه ابن أبي الدنيا.

وعن ابن مسعود رضي الله عنه: أنه كان يعطي الناس عطاءهم، فجاءه رجل، فأعطاه ألف درهم، ثم قال: خذها؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنما أهلك من كان قبلكم الدينار والدرهم، وهما مهلكاكم» .

رواه البزار. قال المنذري والهيثمي: "وإسناده جيد".

وعن أبي موسى رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن هذا»

ص: 346

«الدينار والدرهم أهلكا من كان قبلكم، ولا أراهما إلا مهلكيكم» .

رواه الطبراني في "الكبير" و "الأوسط". قال الهيثمي: "وإسناده حسن".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أخشى عليكم الفقر، ولكن أخشى عليكم التكاثر، وما أخشى عليكم الخطأ، ولكن أخشى عليكم التعمد» .

رواه: الإمام أحمد بإسناد صحيح، وابن حبان في "صحيحه"، والحاكم في "مستدركه"، وقال:"صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".

وعن أبي ذر رضي الله عنه؛ قال: «بينما النبي صلى الله عليه وسلم جالس؛ إذ قام أعرابي فيه جفاء، فقال: يا رسول الله! أكلتنا الضبع. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "غير ذلك أخوف لي عليكم، حين تصب عليكم الدنيا صبًا، فيا ليت أمتي لا تلبس الذهب» .

رواه: الإمام أحمد، وأبو داود الطيالسي، والبزار، والطبراني. ورجال أحمد وأبي داود رجال الصحيح.

(الضبع) : هي السنة المجدبة.

وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأنا لفتنة السراء أخوف عليكم من فتنة الضراء، إنكم قد ابتليتم بفتنة الضراء فصبرتم، وإن الدنيا خضرة حلوة» .

رواه: أبو يعلى، والبزار. قال المنذري والهيثمي:"فيه رجل لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح".

وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه؛ قال: «ابتلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالضراء فصبرنا، ثم ابتلينا بعده بالسراء فلم نصبر» .

ص: 347

رواه الترمذي، وقال:"هذا حديث حسن".

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه؛ قال: «نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الجوع في وجوه أصحابه، فقال: "أبشروا؛ فإنه سيأتي عليكم زمان يغدى على أحدكم بالقصعة من الثريد ويراح عليه بمثلها". قالوا: يا رسول الله! نحن يومئذ خير؟ قال: "بل أنتم اليوم خير منكم يومئذ» .

رواه البزار. قال المنذري والهيثمي: "وإسناده جيد".

وعن عبد الله بن يزيد الخطمي رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «"أنتم اليوم خير أم إذا غدت على أحدكم صحفة وراحت أخرى، وغدا في حلة وراح في أخرى، وتكسون بيوتكم كما تكسى الكعبة؟ ". فقال رجل: نحن يومئذ خير؟ قال: "بل أنتم اليوم خير» .

رواه الطبراني. قال الهيثمي: "ورجاله رجال الصحيح؛ غير أبي جعفر الخطمي، وهو ثقة".

وعن أبي جحيفة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنها ستفتح عليكم الدنيا حتى تنجدوا بيوتكم كما تنجد الكعبة. قلنا: ونحن على ديننا اليوم؟ قال: "وأنتم على دينكم اليوم". قلنا: فنحن يومئذ خير أم ذلك اليوم؟ قال: "بل أنتم اليوم خير» .

رواه البزار. قال الهيثمي: "ورجاله رجال الصحيح؛ غير عبد الجبار بن العباس الشبامي، وهو ثقة".

(التنجيد) : التزيين، يقال: بيت منجد؛ أي: مزين. قال ابن منظور في "لسان العرب": " (النجد) : ما ينضد به البيت من البسط والوسائد والفرش".

قال: "ونجدت البيت: بسطته بثياب موشية. والتنجيد: التزيين. وبيت منجد:

ص: 348

إذا كان مزينا بالثياب والفرش، ونجوده ستوره التي تعلق على حيطانه يزين بها". انتهى.

وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ قال: «إنا لجلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد؛ إذ طلع علينا مصعب بن عمير، ما عليه إلا بردة له مرقوعة بفرو، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ بكى للذي كان فيه من النعمة والذي هو فيه اليوم، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كيف بكم إذا غدا أحدكم في حلة وراح في حلة، ووضعت بين يديه صحفة ورفعت أخرى، وسترتم بيوتكم كما تستر الكعبة؟ ! ". قالوا: يا رسول الله! نحن يومئذ خير منا اليوم؛ نتفرغ للعبادة، ونكفى المؤنة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا؛ أنتم اليوم خير منكم يومئذ» .

رواه: الترمذي، وأبو يعلى. وقال الترمذي:"هذا حديث حسن غريب".

وعن طلحة بن عمرو النصري رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «سيأتي عليكم زمان (أو: من أدركه منكم) تلبسون مثل استار الكعبة، ويغدى ويراح عليكم بالجفان ". قالوا: يا رسول الله! أنحن يومئذ خير أم اليوم؟ قال: "بل أنتم اليوم خير، أنتم اليوم إخوان، وأنتم يومئذ يضرب بعضكم رقاب بعض» .

رواه: الإمام أحمد، وابن حبان في "صحيحه"، والبزار، والطبراني، والبيهقي وهذا لفظه. قال الهيثمي:"ورجال البزار رجال الصحيح؛ غير محمد بن عثمان العقيلي، وهو ثقة".

وقد رواه الحاكم في "مستدركه" بنحوه، وقال فيه: قال داود (يعني: ابن أبي هند) : قال لي أبو حرب (يعني: ابن أبي الأسود) : يا داود! وهل تدري ما كان أستار الكعبة يومئذ؟ قلت: لا. قال: ثياب بيض كان يؤتى بها من اليمن.

ص: 349

ثم قال الحاكم: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".

وعن فضالة الليثي رضي الله عنه؛ قال: «قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان من كان له عريف نزل على عريفه، ومن لم يكن له عريف نزل الصفة، فلم يكن لي عريف، فنزلت الصفة، فناداه رجل يوم الجمعة، فقال: يا رسول الله! أحرق بطوننا التمر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "توشكون أن من عاش منكم يغدى عليه بالجفان ويراح، وتكتسون كما تستر الكعبة» .

رواه الطبراني. قال الهيثمي: "وفيه المقدام بن داود، وهو ضعيف وقد وثق، وبقية رجاله ثقات".

وعن جابر رضي الله عنه؛ قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «هل لكم من أنماط؟ ". قلت: وأنى يكون لنا الأنماط؟ قال: "أما إنه سيكون لكم الأنماط". فأنا أقول لها (يعني: امرأته) : أخري عنا أنماطك! فتقول: ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: "إنها ستكون لكم الأنماط"؟ فأدعها» .

رواه: الإمام أحمد، والشيخان.

وعن كعب بن مالك رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه» .

رواه: الإمام أحمد، والترمذي، والدارمي، وابن حبان في "صحيحه".

وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما ذئبان ضاريان جائعان باتا في زريبة غنم أغفلها أهلها يفترسان ويأكلان بأسرع فيها فسادًا من حب المال والشرف في دين المرء المسلم» .

ص: 350

رواه: أبو يعلى، والطبراني. قال المنذري:"وإسنادهما جيد".

وعن ابن عمر رضي الله عنهما؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما ذئبان ضاريان في حظيرة يأكلان ويفسدان بأضر فيها من حب الشرف وحب المال في دين المرء المسلم» .

رواه البزار. قال المنذري: "وإسناده حسن".

وقد تقدم في أول الكتاب حديث أبي ثعلبة رضي الله عنه: أنه قال: "أبشروا بدنيا عريضة تأكل إيمانكم، فمن كان منكم يومئذ على يقين من ربه؛ أتته فتنة بيضاء مسفرة، ومن كان منكم على شك من ربه؛ أتته فتنة سوداء مظلمة، ثم لم يبال الله في أي الأودية سلك".

رواه نعيم بن حماد في "الفتن"، وله حكم الرفع؛ لأنه لا مجال للرأي في مثل هذا، وإنما يقال عن توقيف.

ص: 351