المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باببيان أشد الفتن - إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة - جـ ١

[حمود بن عبد الله التويجري]

الفصل: ‌باببيان أشد الفتن

‌باب

بيان أشد الفتن

ذكر أبو عمر بن عبد البر في "الاستيعاب" عن حذيفة رضي الله عنه: أنه سئل: أي الفتن أشد؟ قال: "أن يعرض عليك الخير والشر فلا تدري أيهما تركب".

وروى ابن أبي شيبة في "مصنفه" عن خالد بن الوليد رضي الله عنه: أنه قال: "الفتنة: أن تكون في أرض يعمل فيها بالمعاصي وتريد أن تخرج منها إلى أرض لم يعمل فيها بالمعاصي فلا تجدها".

وروى رسته في "الإيمان" عن علي رضي الله عنه مرفوعا: «تكون فتن لا يستطيع أن يغير فيها بيد ولا بلسان» .

وعن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لتغشين أمتي بعدي فتن يموت فيها قلب الرجل كما يموت بدنه» .

رواه نعيم بن حماد في "الفتن".

باب

في الذين وكلت بهم الفتنة

عن زيد بن وهب؛ قال: سمعت حذيفة رضي الله عنه يقول: "إن الفتنة وكلت بثلاثة: بالحادِّ النحرير الذي لا يرتفع له شيء إلا قمعه بالسيف، وبالخطيب الذي يدعو إليها، وبالسيد. فأما هذان؛ فتبطحهما لوجوههما، وأما السيد؛ فتبحثه حتى تبلو ما عنده".

رواه أبو نعيم في "الحلية" بإسناد صحيح.

ص: 25

وعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: «أسعد الناس في الفتن كل خفي تقي إن ظهر لم يعرف وإن غاب لم يفتقد، وأشقى الناس فيها كل خطيب مصقع أو راكب موضع، لا يخلص من شرها إلا من أخلص الدعاء كدعاء الغرق في البحر» .

رواه نعيم بن حماد في "الفتن" بإسناد ضعيف.

وعن حذيفة بن أسيد وابن مسعود وحذيفة بن اليمان رضي الله عنهم نحو ذلك.

وسيأتي ذكرها في آخر الباب الذي بعد هذا الباب إن شاء الله تعالى.

باب

ذكر الفتن والتحذير منها والأمر باعتزالها وكف اللسان واليد فيها

عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما؛ قال: «أشرف النبي صلى الله عليه وسلم على أطم من آطام المدينة، فقال: هل ترون ما أرى؟ . قالوا: لا. قال: فإني لأرى الفتن تقع خلال بيوتكم كوقع القطر» .

رواه: الإمام أحمد، والشيخان، وابن أبي شيبة، وغيرهم.

وعن عبيد بن عمير؛ قال: «خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل الحجرات، فقال: يا أهل الحجرات! سعرت النار، وجاءت الفتن كأنها قطع الليل المظلم، لو تعلمون ما أعلم؛ لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا» .

رواه ابن أبي شيبة.

وعن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها؛ قالت: «استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فزعا يقول: سبحان الله! ماذا أنزل الله من الخزائن؟ وماذا أنزل من»

ص: 26

«الفتن؟ من يوقظ صواحب الحجرات - يريد أزواجه - لكي يصلين؟ رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة» .

رواه: الإمام أحمد، والبخاري، والترمذي، وقال:"هذا حديث صحيح".

«وعن زينب بنت جحش رضي الله عنها؛ قالت: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فزعا محمرا وجهه يقول: لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه (وحلق بأصبعه الإبهام والتي تليها) . قالت: فقلت: يا رسول الله! أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم؛ إذا كثر الخبث» .

رواه: الإمام أحمد، والشيخان، والترمذي، وابن ماجه.

قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري": "خص العرب بذلك لأنهم كانوا حينئذ معظم من أسلم، والمراد بالشر: ما وقع بعده من قتل عثمان، ثم توالت الفتن، حتى صارت العرب بين الأمم كالقصعة بين الأكلة؛ كما وقع في الحديث الآخر: «يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها» ، وأن المخاطب بذلك العرب". انتهى.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ويل للعرب من شر قد اقترب، موتوا إن استطعتم» .

رواه الحاكم في "مستدركه"، وقال:"صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".

وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: «ويل للعرب من شر قد اقترب، أفلح من كف يده» .

ص: 27

رواه: الإمام أحمد - وإسناده صحيح على شرط الشيخين - وأبو داود، وهذا لفظه، وإسناده صحيح على شرط البخاري.

وقد رواه الإمام أحمد عن محمد بن عبيد الطنافسي عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال الأعمش: لا أراه إلا وقد رفعه - قال: «ويل للعرب من أمر قد اقترب، أفلح من كف يده» .

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وعنه رضي الله عنه يرويه: قال: «ويل للعرب من شر قد اقترب، على رأس الستين تصير الأمانة غنيمة والصدقة غرامة والشهادة بالمعرفة والحكم بالهوى» .

رواه: عبد الرزاق في "مصنفه"، والحاكم في "مستدركه"، وقال:"صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه الزيادات"، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".

وعن حذيفة رضي الله عنه: أنه قال: "ليوشكن أن يصب عليكم الشر من السماء حتى يبلغ الفيافي". قيل: وما الفيافي يا أبا عبد الله؟ قال: "الأرض القفر".

رواه ابن أبي شيبة.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إياكم والفتن؛ فإن اللسان فيها مثل وقع السيف» .

رواه ابن ماجه.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ستكون فتن؛ القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من»

ص: 28

«الساعي، من تشرف لها تستشرفه، ومن وجد فيها ملجأ أو معاذًا؛ فليعذ به» .

رواه: الإمام أحمد، والشيخان.

ورواه: أبو داود الطيالسي، ومسلم من طريقه، ولفظ أبي داود:«إنها ستكون فتنة (أو فتن) ؛ النائم فيها خير من اليقظان، والماشي فيها خير من الساعي، والقاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، فمن وجد منها ملجأ أو معاذًا؛ فليستعذ به» .

وعن عبد الرحمن بن حسين الأشجعي: أنه سمع سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ستكون فتنة؛ القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، ويكون الماشي فيها خيرا من الساعي، (قال: وأراه قال:) والمضطجع فيها خير من القاعد» .

رواه الإمام أحمد بإسناد جيد.

ورواه الحاكم في "مستدركه" من حديث أبي عثمان النهدي عن سعد بن مالك رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ستكون فتنة؛ القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، والساعي خير من الراكب، والراكب خير من الموضع» .

قال الحاكم: " صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه "، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".

وقد رواه: الإمام أحمد أيضا، والترمذي؛ عن بسر بن سعيد:«أن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال عند فتنة عثمان بن عفان رضي الله عنه: أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنها ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الساعي. قال: أفرأيت إن دخل علي بيتي»

ص: 29

«فبسط يده إلي ليقتلني. قال: كن كابن آدم» .

قال الترمذي: "هذا حديث حسن". قال: "وفي الباب عن أبي هريرة وخباب بن الأرت وأبي بكرة وابن مسعود وأبي واقد وأبي موسى وخرشة ".

قلت: وقد تقدم حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وستأتي أحاديث الباقين إن شاء الله تعالى.

وعن أبي بكرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنها ستكون فتنة؛ المضطجع فيها خير من الجالس، والجالس خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الساعي. قال: فقال رجل: يا رسول الله! فما تأمرني؟ قال: من كانت له إبل فليلحق بإبله، ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه، ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه، ومن لم يكن له شيء من ذلك فليعمد إلى سيفه، فليضرب بحده صخرة، ثم لينج إن استطاع النجاة» .

رواه: الإمام أحمد، وأبو داود. ورجالهما رجال الصحيح.

ورواه: الإمام أحمد أيضا، ومسلم بأبسط من هذا، ولفظ مسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنها ستكون فتن، ألا ثم تكون فتنة؛ القاعد فيها خير من الماشي فيها، والماشي فيها خير من الساعي إليها، ألا فإذا نزلت أو وقعت؛ فمن كان له إبل فليلحق بإبله، ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه، ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه. قال: فقال رجل: يا رسول الله! أرأيت من لم يكن له إبل ولا غنم ولا أرض؟ قال: يعمد إلى سيفه، فيدق على حده بحجر، ثم لينج إن استطاع النجاء. اللهم! هل بلغت؟ اللهم! هل بلغت؟ اللهم هل بلغت؟ . قال: فقال رجل: يا رسول الله! أرأيت إن أكرهت حتى ينطلق بي إلى أحد الصفين أو إحدى الفئتين، فضربني رجل بسيفه أو يجيء سهم فيقتلني؟ قال: يبوء بإثمه وإثمك ويكون من أصحاب النار» .

ص: 30

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن بين يدي الساعة فتنًا كقطع الليل المظلم؛ يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، فكسروا قسيكم، وقطعوا أوتاركم، واضربوا بسيوفكم الحجارة، فإن دخل على أحدكم؛ فليكن كخير ابني آدم» .

رواه: الإمام أحمد، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه - وهذا لفظه - وابن حبان في "صحيحه" بنحوه.

وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب".

وقد رواه: الإمام أحمد، وأبو داود أيضا؛ من وجه آخر عن أبي موسى رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن بين أيديكم فتنًا كقطع الليل المظلم؛ يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي. قالوا: فما تأمرنا؟ قال: كونوا أحلاس بيوتكم» .

وقد رواه الحاكم في "مستدركه" من طريق أبي داود، ثم قال:"صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، وأقره الذهبي في "تلخيصه".

ورواه الطبراني في "الكبير"، ولفظه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني لأعلم فتنة صماء؛ النائم فيها خير من الجالس، والجالس فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي» .

قال عمر بن صالح البغدادي: "قلت لأحمد - يعني: ابن حنبل -: ما الحلس؟ قال: قطعة مسح في البيت ملقى". ذكره عنه في "مختصر طبقات الحنابلة".

وعن طاوس: أن رجلا اعترض لأبي موسى الأشعري، فقال: "هذه الفتنة

ص: 31

التي كانت تذكر؟ (وذلك حين افترق هو عمرو بن العاص حين حكما) فقال أبو موسى: ما هذه إلا حيصة من حيصات الفتن، وبقيت الرداح المطبقة، من أشرف لها؛ أشرفت له، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، والصامت خير من المتكلم، والنائم خير من المستيقظ".

رواه نعيم بن حماد في "الفتن".

وعن أبي موسى أيضا رضي الله عنه: أنه قال: "يا أيها الناس إنها فتنة باقرة؛ تدع الحليم فيها كأنما ولد أمس، تأتيكم من مأمنكم كداء البطن لا يدرى أنى يؤتى، المضطجع فيها خير من القاعد، والقاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي".

رواه نعيم بن حماد في "الفتن"، والروياني، وابن عساكر في "تاريخه".

وعنه رضي الله عنه؛ قال: «ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة بين يدي الساعة، قال: قلت: وفينا كتاب الله؟ قال: وفيكم كتاب الله. قال: قلت: ومعنا عقولنا؟ قال: ومعكم عقولكم» .

رواه نعيم بن حماد في "الفتن".

وعنه رضي الله عنه؛ قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يدي الساعة فتنة. ثم قال أبو موسى رضي الله عنه: "والذي نفسي بيده؛ ما لي وما لكم منها مخرج إن أدركناها فيما عهد إلينا نبينا صلى الله عليه وسلم؛ إلا أن نخرج منها كما دخلناها، ولا نحدث فيها شيئا ".

رواه: ابن أبي شيبة، ونعيم بن حماد في "الفتن".

وعن حذيفة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ستكون بعدي فتنة؛»

ص: 32

«الراقد فيها خير من اليقظان، والمضطجع فيها خير من القاعد، والقاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، ويهلك فيها كل راكب موضع، وكل خطيب مصقع، فإن أدركتها؛ فألصق بطنك بالأرض حتى يستريح بر أو يستراح من فاجر» .

رواه أبو يعلى.

وعن أنيس بن أبي مرثد الأنصاري رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ستكون فتنة عمياء بكماء صماء؛ المضطجع فيها خير من القاعد، والقاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، فمن أتي فليمدد عنقه» .

رواه: بقي بن مخلد في "مسنده"، والبخاري في "التاريخ"، وابن السكن، وابن شاهين، وغيرهم.

وعن خريم بن فاتك رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ستكون فتنة: النائم فيها خير من القاعد، والقاعد فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، والساعي فيها خير من الراكب» .

رواه الطبراني.

وعن نوفل بن معاوية رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ستكون فتنة كرياح الصيف؛ القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، من استشرف لها استشرفته» .

رواه الطبراني.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله: «ستكون فتن كرياح الصيف؛ القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، من»

ص: 33

«استشرف لها استشرفته» .

رواه ابن حبان في "صحيحه".

وعن عمرو بن وابصة الأسدي عن أبيه - وهو «وابصة بن معبد، وله صحبة - قال: إني بالكوفة في داري؛ إذ سمعت على باب الدار: السلام عليكم، أألج؟ قلت: عليكم السلام، فلج. فلما دخل؛ فإذا هو عبد الله بن مسعود. قلت: أبا عبد الرحمن! أية ساعة زيارة هذه؟ وذلك في نحر الظهيرة، قال: طال علي النهار، فذكرت من أتحدث إليه. قال: فجعل يحدثني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحدثه. قال: ثم أنشأ يحدثني؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تكون فتنة النائم فيها خير من المضطجع، والمضطجع فيها خير من القاعد، والقاعد فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الراكب، والراكب خير من المجري؛ قتلاها كلها في النار. قال: قلت: يا رسول الله! ومتى ذلك؟ قال: ذلك أيام الهرج. قلت: ومتى أيام الهرج؟ قال: حين لا يأمن الرجل جليسه. قال: قلت: فما تأمرني إن أدركت ذلك؟ قال: اكفف نفسك ويدك، وادخل دارك. قال: قلت: يا رسول الله! أرأيت إن دخل رجل علي داري؟ قال: فادخل بيتك. قال: قلت: أفرأيت إن دخل علي بيتي؟ قال: فادخل مسجدك، واصنع هكذا (وقبض بيمينه على الكوع) ، وقل: ربي الله، حتى تموت على ذلك» .

رواه: الإمام أحمد، وابن أبي شيبة، ونعيم بن حماد، والطبراني، والحاكم، وقال:"صحيح الإسناد ولم يخرجاه "، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".

وقد رواه أبو داود في "سننه" مختصرا من طريق عمرو بن وابصة عن أبيه وابصة عن ابن مسعود رضي الله عنه؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول،

ص: 34

فذكر بعض حديث أبي بكرة؛ قال: قتلاها كلهم في النار. وقال: قلت: متى ذاك يابن مسعود؟ قال: تلك أيام الهرج، حيث لا يأمن الرجل جليسه.

قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك الزمان؟ قال: تكف لسانك ويدك، وتكون حلسًا من أحلاس بيتك. فلما قتل عثمان طار قلبي مطاره، فركبت حتى أتيت دمشق، فلقيت خريم بن فاتك، فحدثته، فحلف بالله الذي لا إله إلا هو لسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حدثنيه ابن مسعود.

وعن خرشة بن الحر رضي الله عنه؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ستكون من بعدي فتنة؛ النائم فيها خير من اليقظان، والقاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الساعي، فمن أتت عليه؛ فليمش بسيفه إلى صفاة، فليضربه بها حتى ينكسر، ثم ليضطجع لها حتى تنجلي عما انجلت» .

رواه: الإمام أحمد، وأبو يعلى، والطبراني.

وعن خباب بن الأرت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنه ذكر فتنة؛ القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي. قال: فإن أدركت ذلك؛ فكن عبد الله المقتول (أحسبه قال:) ولا تكن عبد الله القاتل» .

رواه: الإمام أحمد، وأبو يعلى، والطبراني.

وعن جندب بن سفيان رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ستكون بعدي فتن كقطع الليل المظلم؛ يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا. فقال رجل من المسلمين: كيف نصنع عند ذلك يا رسول الله؟ ! قال: ادخلوا بيوتكم وأخملوا ذكركم. فقال: أرأيت إن دخل على أحدنا بيته؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليمسك بيده، وليكن عبد الله المقتول ولا يكن عبد الله القاتل؛ فإن الرجل يكون في فئة الإسلام، فيأكل مال»

ص: 35

«أخيه، ويسفك دمه، ويعصي ربه، ويكفر بخالقه، وتجب له النار» .

رواه الطبراني.

«وعن خالد بن عرفطة رضي الله عنه؛ قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا خالد! إنه سيكون بعدي أحداث وفتن واختلاف، فإن استطعت أن تكون عبد الله المقتول لا القاتل؛ فافعل» .

رواه: الإمام أحمد، وابن أبي شيبة، والبزار، والطبراني، والحاكم. قال الهيثمي:"وفيه علي بن زيد، وفيه ضعف، وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات".

وعن أبي واقد الليثي رضي الله عنه: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ونحن جلوس على بساط: إنها ستكون فتنة. قالوا؛ فكيف نفعل يا رسول الله؟ فرد يده إلى البساط، فأمسك به، فقال: تفعلون هكذا. وذكر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما أنها ستكون فتنة، فلم يسمعه كثير من الناس، فقال معاذ بن جبل: ألا تسمعون ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: ما قال؟ قال: إنها ستكون فتنة. فقالوا: فكيف لنا يا رسول الله؟ ! وكيف نصنع؟ ! قال: ترجعون إلى أمركم الأول» .

رواه الطبراني في "الكبير" و "الأوسط". قال الهيثمي: "وفيه عبد الله بن صالح، وقد وثق، وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح".

وعن أبي أمامة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ستكون فتن؛ يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا؛ إلا من أحياه الله بالعلم» .

رواه: ابن ماجه، والطبراني، والآجري في كتاب "الشريعة".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ويل للعرب من شر قد اقترب؛ فتنًا كقطع الليل المظلم؛ يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا،

»

ص: 36

«يبيع قوم دينهم بعرض من الدنيا قليل، المتمسك يومئذ بدينه كالقابض على الجمر (أو قال: على الشوك) » .

رواه الإمام أحمد. قال الهيثمي: "وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح".

وعنه رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بادروا بالأعمال فتنًا كقطع الليل المظلم؛ يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا؛ ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع أحدهم دينه بعرض من الدنيا» .

رواه: الإمام أحمد، ومسلم، والترمذي، وابن حبان في "صحيحه"، وقال الترمذي:"هذا حديث حسن صحيح".

وفي رواية لأحمد: «يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل» .

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال: «تكون بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم؛ يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا؛ ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا» .

رواه: الترمذي، والحاكم في "مستدركه". وقال الترمذي:"غريب".

قال: "وفي الباب عن أبي هريرة وجندب والنعمان بن بشير وأبي موسى رضي الله عنهم".

ثم قال الترمذي: حدثنا صالح بن عبد الله: حدثنا جعفر بن سليمان عن هشام عن الحسن؛ قال: كان يقول في هذا الحديث: «يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا» ؛ قال: يصبح محرما لدم أخيه وعرضه وماله ويصبح مستحلا له.

قلت: ويدل لما قاله الحسن رحمه الله تعالى ما ثبت في "الصحيحين"

ص: 37

وغيرهما من عدة أوجه عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال في حجة الوداع: «لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض» .

وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما؛ قال: صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمعناه يقول:«إن بين يدي الساعة فتنًا كقطع الليل المظلم؛ يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيع أقوام خلاقهم فيها بعرض من الدنيا يسير» . قال الحسن: "والله؛ لقد رأيناهم صورا بلا عقول، أجساما بلا أحلام، فراش نار، وذبان طمع، يغدون بدرهمين ويروحون بدرهمين، يبيع أحدهم دينه بثمن العنز".

رواه: الإمام أحمد، والطبراني في "الأوسط". قال الهيثمي:"وفيه مبارك بن فضالة؛ وثقه جماعة، وفيه لين، وبقية رجاله رجال الصحيح".

قلت: وقد رواه الحاكم في "مستدركه" من طريق مبارك بن فضالة، ولم يتكلم عليه الحاكم ولا الذهبي.

وعن الضحاك بن قيس رضي الله عنه؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن بين يدي الساعة فتنًا كقطع الليل المظلم، فتن كقطع الدخان؛ يموت فيها قلب الرجل كما يموت بدنه؛ يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيع فيها أقوام خلاقهم ودينهم بعرض من الدنيا» .

رواه: الإمام أحمد، والطبراني. قال الهيثمي:"وفيه علي بن زيد، وهو سيئ الحفظ، وقد وثق، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح ".

قلت: وقد رواه الحاكم في "مستدركه" من طريق علي بن زيد، ولم يتكلم عليه.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الإسلام»

ص: 38

«بدأ غريبًا، وسيعود غريبًا كما بدأ؛ فطوبى للغرباء، وإن بين يدي الساعة فتنًا كقطع الليل المظلم؛ يمسي الرجل فيها مؤمنًا ويصبح كافرًا، ويصبح مؤمنًا ويمسي كافرًا، يبيع أقوام دينهم فيها بعرض من الدنيا» .

رواه الطبراني.

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليغشين أمتي من بعدي فتن كقطع الليل المظلم؛ يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيع أقوام دينهم فيها بعرض من الدنيا قليل» .

رواه الطبراني، والحاكم في "مستدركه"، وقال:"صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".

وعن ابن مسعود رضي الله عنه: أنه قال: "هذه الفتن قد أظلت كقطع الليل المظلم، كلما ذهب منها رسل؛ بدا رسل آخر؛ يموت فيها قلب الرجل كما يموت فيها بدنه، يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع فيها أقوام دينهم بعرض من الدنيا قليل".

رواه نعيم بن حماد في "الفتن".

وعنه رضي الله عنه: أنه قال: "أخاف عليكم فتنا كأنها الليل؛ يموت فيها قلب الرجل كما يموت بدنه".

رواه نعيم بن حماد في "الفتن".

«وعن حذيفة رضي الله عنه يرفعه؛ قال: أتتكم الفتن كقطع الليل المظلم؛ يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيع فيها أحدهم دينه بعرض من الدنيا قليل. قلت: فكيف نصنع يا رسول الله؟ ! قال:»

ص: 39

«تكسر يدك. قلت: فإن انجبرت؟ قال: تكسر الأخرى. قلت: فإن انجبرت؟ قال: تكسر رجلك. قلت: فإن انجبرت؟ قال: تكسر الأخرى قلت: حتى متى؟ قال: حتى تأتيك يد خاطئة أو منية قاضية» .

رواه: الطبراني في "الأوسط"، وابن عساكر في "تاريخه".

قوله: تكسر يدك وتكسر رجلك: ليس هو على ظاهره، وإنما معناه الحث على كف اليدين والرجلين في أيام الفتن، فلا يمشي في الفتنة، ولا يقاتل مع أهلها، بل يكون كمن كسرت يده ورجله. والله أعلم.

«وعن وائل بن حجر رضي الله عنه: أن معاوية رضي الله عنه قال له: ما منعك من نصرنا وقد اتخذك عثمان ثقة وصهرا؟ فقال له وائل: حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رفع رأسه نحو المشرق وقد حضره جمع كثير، ثم رد إليه بصره، فقال: أتتكم الفتن كقطع الليل المظلم، فشدد أمرها وعجله وقبحه. فقلت له من بين القوم: يا رسول الله وما الفتن؟ فقال: يا وائل! إذا اختلف سيفان في الإسلام؛ فاعتزلهما» .

رواه: الطبراني في "الصغير" و "الكبير". قال الهيثمي: "وفيه محمد بن حجر، وهو ضعيف".

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ستكون فتن يفارق الرجل فيها أباه وأخاه، تطير الفتنة في قلوب رجال منهم إلى يوم القيامة، حتى يعير الرجل فيها بصلاته كما تعير الزانية بزناها» .

رواه: نعيم بن حماد في "الفتن" والطبراني. قال الهيثمي: "وفيه محمد بن سفيان الحضرمي، ولم أعرفه، وابن لهيعة لين".

قلت: وقد ذكر لنا عن بعض السفهاء في زماننا أنهم كانوا يستهزئون

ص: 40

بالصلاة والمصلين والآمرين بالصلاة، ويلمزونهم، ويسخرون منهم، وهذا من مصداق هذا الحديث، وكثير من السفهاء يعيرون المتمسكين بالسنن، ولا سيما إعفاء اللحية، وهذا من غلبة الفتنة عليهم، وتمكنها من قلوبهم؛ فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

«وعن محمد بن مسلمة رضي الله عنه؛ قال: أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفا، فقال: قاتل به المشركين ما قوتلوا، فإذا رأيت أمتي يضرب بعضها بعضًا؛ فائت به أُحدًا، فاضرب به حتى ينكسر، ثم اجلس في بيتك حتى تأتيك يد خاطئة أو منية قاضية» .

رواه: ابن أبي شيبة، ونعيم بن حماد في "الفتن".

وعن أبي بردة؛ قال: دخلت على محمد بن مسلمة رضي الله عنه، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنها ستكون فتنة وفرقة واختلاف، فإذا كان كذلك؛ فائت بسيفك أحدًا، فاضربه حتى ينقطع، ثم اجلس في بيتك حتى تأتيك يد خاطئة أو منية قَاضية» ؛ فقد وقعت وفعلت ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

رواه ابن ماجه، ورواته ثقات، وقد رواه ابن أبي شيبة بنحوه.

ورواه الطبراني في "الأوسط"، ولفظه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيت الناس يقتتلون على الدنيا؛ فاعمد بسيفك إلى أعظم صخرة في الحرة؛ فاضربه بها حتى ينكسر، ثم اجلس في بيتك حتى تأتيك يد خاطئة أو منية قاضية» .

ففعلت ما أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال الهيثمي: "رجاله ثقات".

وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: حدثنا يزيد: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي بردة؛ قال: مررت بالربذة فإذا فسطاط، فقلت: لمن

ص: 41

هذا؟ فقيل: لمحمد بن مسلمة. فاستأذنت عليه، فدخلت عليه، فقلت: رحمك الله؛ إنك من هذا الأمر بمكان، فلو خرجت إلى الناس فأمرت ونهيت. فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنها ستكون فتنة وفرقة واختلاف، فإذا كان ذلك؛ فأت بسيفك أحدًا، فاضرب به عرضه، وكسر نبلك، واقطع وترك، واجلس في بيتك، حتى تأتيك يد خاطئة أو يعافيك الله» . فقد كان ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفعلت ما أمرني به، ثم استنزل سيفا كان معلقا بعمود الفسطاط، واخترطه؛ فإذا سيف من خشب، فقال: قد فعلت ما أمرني به، واتخذت هذا أرهب به الناس.

وعن محمود بن لبيد «عن محمد بن مسلمة رضي الله عنه: أنه قال: يا رسول الله! كيف أصنع إذا اختلف المصلون؟ قال: اخرج بسيفك إلى الحرة، فتضربها به، ثم تدخل بيتك حتى تأتيك منية قاضية أو يد خاطئة» .

رواه: الحاكم، والبيهقي، وابن عساكر في "تاريخه".

«وعن سعيد بن زيد الأشهلي رضي الله عنه: أنه أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم سيفا من نجران (أو: أهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم سيف من نجران) ، فأعطاه محمد بن مسلمة، فقال: جاهد بهذا في سبيل الله، فإذا اختلفت أعناق الناس؛ فاضرب به الحجر، ثم ادخل بيتك؛ فكن حلسًا ملقى حتى تأتيك يد خاطئة أو منية قاضية» .

رواه: الطبراني في "الكبير" و "الأوسط". قال الهيثمي: "ورجال "الكبير" ثقات".

قلت: ورواه الحاكم في "مستدركه" بنحوه.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما: «أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى محمد بن مسلمة سيفا، فقال: قاتل المشركين ما قوتلوا، فإذا رأيت سيفين اختلفا بين»

ص: 42

«المسلمين؛ فاضرب به الحجر حتى ينثلم، واقعد في بيتك حتى تأتيك منية قاضية أو يد خاطئة» . ثم أتيت ابن عمر رضي الله عنهما؛ فحذا لي على مثاله عن النبي صلى الله عليه وسلم.

رواه الطبراني، قال الهيثمي:"ورجاله ثقات".

وعن ابن مسعود رضي الله عنه؛ قال: أعطى «رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد بن مسلمة سيفا، فقال: قاتل به المشركين ما قاتلوكم، فإذا اقتتل المسلمون؛ فائت بهذا السيف أحدًا، فاضرب به حتى ينثلم وينقطع، ثم ارجع إلى بيتك، فكن حلسًا من أحلاس بيتك، حتى تأتيك يد خاطئة أو منية قاضية» .

رواه ابن عساكر في "تاريخه".

وعن عبد الله بن عبيد «عن عديسة بنت أهبان بن صيفي الغفاري؛ قالت: "جاء علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى أبي، فدعاه إلى الخروج معه، فقال له أبي: إن خليلي وابن عمك عهد إلي إذا اختلف الناس أن أتخذ سيفا من خشب؛ فقد اتخذته، فإن شئت خرجت به معك» . قالت: " فتركه".

رواه الترمذي، وقال:"هذا حديث حسن غريب".

ورواه ابن ماجه من حديث عبد الله بن عبيد؛ قال: حدثتني «عديسة بنت أهبان؛ قالت: "لما جاء علي بن أبي طالب هاهنا البصرة؛ دخل على أبي فقال: يا أبا مسلم! ألا تعينني على هؤلاء القوم؟ قال: بلى. قال: فدعا جارية له، فقال: يا جارية! أخرجي سيفي. قال: فأخرجته، فسل منه قدر شبر؛ فإذا هو خشب، فقال: إن خليلي وابن عمك صلى الله عليه وسلم عهد إلي إذا كانت الفتنة بين المسلمين فاتخذ سيفا من خشب، فإن شئت خرجت معك. قال: لا حاجة لي فيك ولا في سيفك» .

وقد رواه الإمام أحمد عن عفان وأسود بن عامر ومؤمل؛ ثلاثتهم عن حماد

ص: 43

بن سلمة: حدثنا أبو عمرو السلمي عن بنت أهبان الغفاري: «أن عليّا رضي الله عنه أتى أهبان رضي الله عنه، فقال: ما يمنعك أن تتبعنا؟ فقال: أوصاني خليلي وابن عمك صلى الله عليه وسلم: أن ستكون فرقة واختلاف، فإذا كان ذلك؛ فاكسر سيفك، واقعد في بيتك، واتخذ سيفًا من خشب» .

زاد مؤمل في روايته: «واقعد في بيتك حتى تأتيك يد خاطئة أو منية قاضية» .

وقد رواه: نعيم بن حماد في "الفتن"، والطبراني، وأبو نعيم؛ بمثل رواية أحمد عن عفان وأسود.

وعن ابن الحكم بن عمرو الغفاري؛ قال: حدثني جدي؛ قال: «كنت عند الحكم بن عمرو رضي الله عنه جالسا حين جاءه رسول علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال: إنك أحق من أعاننا على هذا الأمر. فقال: سمعت خليلي ابن عمك صلى الله عليه وسلم يقول: إذا كان هكذا أو مثل هذا: أن اتخذ سيفًا من خشب فقد اتخذت سيفا من خشب» .

رواه الطبراني.

«وعن أبي الأشعث الصنعاني؛ قال: "بعثني يزيد بن معاوية إلى عبد الله بن أبي أوفى ومعي ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: ما تأمرون به الناس؟ فقال: أوصاني أبو القاسم صلى الله عليه وسلم إن أنا أدركت شيئا من هذه الفتن؛ أن أعمد إلى أحد وأكسر سيفي وأقعد في بيتي، فإن دخل علي بيتي؛ قال: اقعد في مخدعك، فإن دخل عليك؛ فاجث على ركبتيك، وتقول: بؤ بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين. فقد كسرت سيفي، فإذا دخل علي بيتي؛ دخلت مخدعي، فإذا دخل علي مخدعي؛ جثوت على ركبتي، فقلت ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقول» .

ص: 44

رواه البزار.

وقد رواه الإمام أحمد في "مسنده"، فقال: حدثنا عبد الصمد: حدثنا زياد بن أبي مسلم أبو عمر: حدثنا أبو الأشعث الصنعاني؛ قال: "بعثنا يزيد بن معاوية إلى ابن الزبير، فلما قدمت المدينة دخلت على فلان - نسي زياد اسمه - فقال: إن الناس قد صنعوا ما صنعوا، فما ترى؟ قال:«أوصاني خليلي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: إن أدركت شيئًا من هذه الفتن؛ فاعمد إلى أحد، فاكسر به حد سيفك، ثم اقعد في بيتك، فإن دخل عليك أحد البيت؛ فقم إلى المخدع، فإن دخل عليك المخدع؛ فاجث على ركبتيك، وقل: بؤ بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين، فقد كسرت سيفي وقعدت في بيتي» .

إسناده لا بأس به، وقد وقع هذا الحديث في مسند محمد بن مسلمة عند الإمام أحمد، وليس هو لمحمد بن مسلمة؛ لأنه لم يدرك أيام يزيد بن معاوية، وإنما هو لعبد الله بن أبي أوفى؛ كما تقدم مصرحا به في رواية البزار. والله أعلم.

وعن ربعي بن حراش؛ قال: سمعت رجلا في جنازة حذيفة رضي الله عنه يقول: سمعت صاحب هذا السرير يقول: "ما بي بأس بعدما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولئن اقتتلتم لأدخلن بيتي، فلئن دخل علي؛ فلأقولن: ها؛ بؤ بإثمي وإثمك".

رواه الإمام أحمد. قال الهيثمي: "ورجاله رجال الصحيح، غير الرجل المبهم".

قلت: وقد رواه: أبو داود الطيالسي، وابن أبي شيبة؛ بنحوه.

وعن ربعي بن حراش أيضا عن حذيفة رضي الله عنه؛ قال: "قيل: يا أبا عبد الله! ما تأمرنا إذا اقتتل المصلون؟ قال: آمرك أن تنظر أقصى بيت من دارك،

ص: 45

فتلج فيه، فإن دخل عليك، فتقول: ها؛ بؤ بإثمي وإثمك، فتكون كابن آدم".

رواه الحاكم في "مستدركه"، وقال:"صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، وأقره الذهبي في "تلخيصه".

وعن سحيم بن نوفل؛ قال: "قال لي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: كيف أنتم إذا اقتتل المصلون؟ ! قلت: ويكون ذلك؟ قال: نعم؛ أصحاب محمد. قلت: وكيف أصنع؟ ! قال: كف لسانك، وأخف مكانك، وعليك بما تعرف، ولا تدع ما تعرف لما تنكر". رواه ابن أبي شيبة.

«وعن أبي ذر رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف أنت يا أبا ذر وموتًا يصيب الناس حتى يقوم البيت بالوصيف (يعني: القبر) ؟ ! . قلت: ما خار الله لي ورسوله (أو قال: الله ورسوله أعلم) . قال: تصبر. قال: كيف أنت وجوعًا يصيب الناس حتى تأتي مسجدك فلا تستطيع أن ترجع إلى فراشك ولا تستطيع أن تقوم من فراشك إلى مسجدك. قلت: الله ورسوله أعلم (أو: ما خار الله لي ورسوله) . قال: عليك بالعفة. ثم قال: كيف أنت وقتلًا يصيب الناس حتى تغرق حجارة الزيت بالدم؟ ! . قلت: ما خار الله لي ورسوله. قال: الحق بمن أنت منه. قال: قلت: يا رسول الله! أفلا آخذ سيفي فأضرب به من فعل ذلك؟ قال: شاركت القوم إذًا، ولكن ادخل بيتك. قلت: يا رسول الله! فإن دخل بيتي؟ قال: إن خشيت أن يبهرك شعاع السيف؛ فألق طرف ردائك على وجهك، فيبوء بإثمه وإثمك، فيكون من أصحاب النار» .

رواه: الإمام أحمد، وأبو داود الطيالسي، وأبو داود السجستاني، وابن ماجه - وهذا لفظه - وابن حبان في " صحيحه "، والحاكم في "مستدركه"، وقال:"صحيح على شرط الشيخين"، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".

وقد زعم أبو عبية في تعليقه على "النهاية لابن كثير " في (صفحة 58) :

ص: 46

أنه يرى أثر الوضع جليّا واضحا على هذا الحديث، وعلل ذلك بأنه يتعارض ومبدأ الدفاع عن النفس الذي شرعه الإسلام!

والجواب أن يقال: ليس في الحديث ما يدل على أثر الوضع كما قد توهمه أبو عبية، بل الحديث صحيح، لا مطعن فيه بوجه من الوجوه، وله شواهد كثيرة مما تقدم، وما يأتي عن أبي هريرة وحذيفة رضي الله عنهما.

وأما الدفاع عن النفس؛ فإنما هو مشروع في غير أيام الهرج، وأما أيام الهرج فالمشروع فيها كف اليد واللسان ولزوم البيت وإذا دخل على أحد بيته؛ فإنه مأمور بأن يكون كخير ابني آدم؛ كما تقدم في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. والله أعلم.

وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: "إني لأعلم فتنة يوشك أن يكون الذي قبلها معها كنفجة أرنب، وإني لأعلم المخرج منها. قلنا: وما المخرج منها؟ قال: أمسك يدي حتى يجيء من يقتلني".

رواه: عبد الرزاق في "مصنفه"، والحاكم في "مستدركه"؛ من طريقه، وقال:"صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".

وعن حذيفة رضي الله عنه: أنه قال: "إياكم والفتن؛ لا يشخص إليها أحد، فوالله ما شخص فيها أحد إلا نسفته كما ينسف السيل الدمن، إنها مشبهة مقبلة حتى يقول الجاهل: هذه سنة، وتبين مدبرة، فإذا رأيتموها؛ فاجثموا في بيوتكم، وكسروا سيوفكم، وقطعوا أوتاركم، وغطوا وجوهكم".

رواه: عبد الرزاق في "مصنفه"، والحاكم في "مستدركه"، وأبو نعيم في "الحلية" من طريقه. وقال الحاكم:"صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".

ص: 47

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كيف بكم وبزمان (أو: يوشك أن يأتي زمان) يغربل الناس فيه غربلة، تبقى حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وأماناتهم، واختلفوا فكانوا هكذا (وشبك بين أصابعه) . فقالوا: كيف بنا يا رسول الله؟ ! قال: تأخذون ما تعرفون وتذرون ما تنكرون، وتقبلون على أمر خاصتكم وتذرون أمر عامتكم» .

رواه: الإمام أحمد، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، والحاكم في "مستدركه"، وقال:"صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".

وفي رواية لأحمد وأبي داود والنسائي والحاكم عنه رضي الله عنه؛ قال: «بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إذ ذكر الفتنة، فقال: إذا رأيتم الناس قد مرجت عهودهم وخفت أماناتهم وكانوا هكذا (وشبك بين أصابعه) ؟ ! . قال: فقمت إليه، فقلت: كيف أفعل عند ذلك جعلني الله فداك؟ قال: الزم بيتك، واملك عليك لسانك، وخذ بما تعرف ودع ما تنكر، وعليك بأمر خاصة نفسك ودع عنك أمر العامة» .

قال الحاكم: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه "، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.

رواه: ابن حبان في "صحيحه"، والطبراني في "الأوسط"؛ بإسنادين؛ قال الهيثمي:"رجال أحدهما رجال الصحيح".

وعن ابن مسعود رضي الله عنه: أنه قال: "إذا وقع الناس في الفتنة، فقالوا: اخرج؛ لك بالناس أسوة. فقل: لا أسوة لي بالشر".

ص: 48

رواه الطبراني.

وعن أبي الطفيل؛ قال: قال حذيفة رضي الله عنه: "كيف أنت وفتنة خير أهلها فيها كل غني خفي؟ ! ". قال: قلت: والله ما هو إلا عطاء أحدنا، ثم نطرح هاهنا وهاهنا، ونرمى كل مرمى. قال:"أفلا تكون كابن اللبون؛ لا ركوبة فتركب، ولا حلوبة فتحلب؟ ! ".

رواه الحاكم في "مستدركه"، وقال:"صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".

وعن حذيفة أيضا رضي الله عنه: أنه قال: "أتتكم الفتن مثل قطع الليل المظلم؛ يهلك فيها كل شجاع بطل، وكل راكب موضع، وكل خطيب مصقع".

رواه ابن أبي شيبة.

وعن أبي الطفيل عن أبي سريحة حذيفة بن أسيد رضي الله عنه: أنه قال: "أنا لغير الدجال أخوف علي وعليكم". قال: فقلنا: ما هو يا أبا سريحة؟ قال: "فتن كأنها قطع الليل المظلم". قال: فقلنا: أي الناس فيها شر؟ قال: "كل خطيب مصقع، وكل راكب موضع". قال: فقلنا: أي الناس فيها خير؟ قال: "كل غني خفي". قال: فقلت: ما أنا بالغني ولا بالخفي. قال: "فكن كابن اللبون؛ لا ظهر فيركب، ولا ضرع فيحلب".

رواه الحاكم في "مستدركه"، وقال:"صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".

وقد رواه عبد الرزاق في "مصنفه" عن معمر عن قتادة؛ قال: قال حذيفة - يعني ابن أسيد - (فذكره بنحوه) .

وعن ابن مسعود رضي الله عنه: أنه قال: " خير الناس في الفتنة أهل شاء

ص: 49

سود ترعى في شغف الجبال ومواقع القطر، وشر الناس فيها كل راكب موضع وكل خطيب مصقع".

رواه نعيم بن حماد في "الفتن".

وعن زيد بن وهب عن حذيفة رضي الله عنه، قال:"أتتكم الفتنة ترمي بالرضف، أتتكم الفتنة السوداء المظلمة، إن للفتنة وقفات ونقفات، فمن استطاع منكم أن يموت في وقفاتها؛ فليفعل".

رواه الحاكم في "مستدركه"، وزاد في رواية أخرى عن زيد بن وهب؛ قال:"سئل حذيفة رضي الله عنه: ما وقفاتها؟ قال: إذا غمد السيف. قال: ما نقفاتها؟ قال: إذا سل السيف".

قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه "، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".

وقد رواه أبو نعيم في "الحلية" بنحوه مختصرا.

ورواه ابن أبي شيبة، ولفظه: قال: "إن للفتنة وقفات وبعثات، فإن استطعت أن تموت في وقفاتها؛ فافعل".

قال ابن منظور في "لسان العرب": " (النقف) : كسر الهامة عن الدماغ ونحو ذلك، كما ينقف الظليم الحنظل عن حبه، والمناقفة: المضاربة بالسيوف على الرؤوس، ونقف رأسه ينقفه نقفا ونقحه: ضربه على رأسه حتى يخرج دماغه".

وقال أيضا تبعا لابن الأثير: "وفي حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: "اعدد اثني عشر من بني كعب بن لؤي، ثم يكون النقف والنقاف"؛ أي: القتل والقتال. و (النقف) : هشم الرأس؛ أي: تهيج الفتن والحروب

ص: 50

بعدهم. وفي حديث مسلم بن عقبة المري: "لا يكون إلا الوقاف ثم النقاف ثم الانصراف"؛ أي: المواقفة في الحرب ثم المناجزة بالسيوف ثم الانصراف عنها". انتهى.

«وعن حذيفة أيضا رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لن تفنى أمتي حتى يظهر فيهم التمايز والتمايل والمعامع. قلت: يا رسول الله! ما التمايز؟ قال: التمايز عصبية يحدثها الناس بعدي في الإسلام. قلت: فما التمايل؟ قال: تميل القبيلة على القبيلة فتستحل حرمتها. قلت: فما المعامع؟ قال: سير الأمصار بعضها إلى بعض تختلف أعناقهم في الحرب» .

رواه الحاكم في "مستدركه"، وقال:"صحيح الإسناد"، وتعقبه الذهبي بأن فيه سعيد بن سنان؛ قال:" وسعيد متهم به".

وقد رواه نعيم بن حماد في "الفتن" من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

وهذا الحديث، وإن كان ضعيف الإسناد؛ فقد ظهر مصداقه بما أحدثه الناس من العصبية في الإسلام، ومن هذه العصبية ما يسمى في زماننا بـ (القومية العربية) ، وكذلك ميل القبائل بعضها على بعض، واستحلال بعضهم لحرمة بعض، وكذلك سير الأمصار بعضهم إلى بعض، واختلاف أعناقهم في الحرب؛ كل ذلك قد وقع في هذه الأمة، وهذا مما يشهد لهذا الحديث، ويدل على أن له أصلا. والله أعلم.

وعن المستظل بن الحصين؛ قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: "قد علمت ورب الكعبة متى يهلك العرب؟ إذا ولي أمرهم من لم يصحب الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يعالج أمر الجاهلية".

رواه: ابن سعد، والحاكم، والبيهقي، وقال الحاكم:"صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".

ص: 51