الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتاب الملاحم
(الملاحم) : جمع ملحمة.
قال ابن الأثير: " (الملحمة) : هي الحرب وموضع القتال؛ مأخوذ من اشتباك الناس واختلاطهم فيها كاشتباك لحمة الثوب بالسدى. وقيل: هو من اللحم؛ لكثرة لحوم القتلى فيها ". انتهى.
وقيل: إن الملحمة اسم للقتال الشديد بين المسلمين والكفار؛ بخلاف ما كان بين المسلمين؛ فإنه يسمى فتنة. والله أعلم.
باب
ما جاء في قتال أهل الردة وفارس والروم وظهور المسلمين عليهم
عن جابر بن سمرة رضي الله عنهما عن نافع بن عتبة بن أبي وقاص رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله، ثم تغزون فارس فيفتحها الله، ثم تغزون الروم فيفتحها الله، ثم تغزون الدجال فيفتحه الله. قال: فقال نافع: يا جابر! لا نرى الدجال يخرج حتى تفتح الروم» .
رواه: الإمام أحمد، ومسلم، وابن ماجه، والبخاري في "تاريخه".
وقد رواه: ابن جرير، وابن عبد البر من طريقه، والحاكم في "مستدركه"؛ من حديث جابر بن سمرة رضي الله عنهما عن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص
رضي الله عنه؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يظهر المسلمون على جزيرة العرب، ويظهر المسلمون على فارس، ويظهر المسلمون على الروم، ويظهر المسلمون على الأعور الدجال» .
قال البغوي: "الصواب عن نافع بن عتبة ". وقال ابن السكن: "الحديث لنافع بن عتبة؛ إلا أن يكون نافع وهاشم سمعاه جميعا".
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه؛ قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «يظهر المسلمون على الروم، ويظهر المسلمون على فارس، ويظهر المسلمون على جزيرة العرب» .
رواه البزار، وفيه راو لم يسم.
وعن أبي سكينة (رجل من المحررين) عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: «لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق؛ عرضت لهم صخرة حالت بينهم وبين الحفر
…
(فذكر الحديث، وأن النبي صلى الله عليه وسلم ضربها ثلاث مرات حتى ذهبت، وفيه:) قال سلمان رضي الله عنه: يا رسول الله! رأيتك حين ضربت ما تضرب ضربة إلا كانت معها برقة! قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا سلمان! رأيت ذلك؟ ! ". فقال: إي؛ والذي بعثك بالحق يا رسول الله. قال: "فإني حين ضربت الضربة الأولى رفعت لي مدائن كسرى وما حولها ومدائن كثيرة حتى رأيتها بعيني". قال له من حضره من أصحابه: يا رسول الله! ادع الله أن يفتحها علينا، ويغنمنا ذراريهم، ويخرب بأيدينا بلادهم. فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك. "ثم ضربت الضربة الثانية، فرفعت لي مدائن قيصر وما حولها، حتى رأيتها بعيني". قالوا: يا رسول الله! ادع الله أن يفتحها علينا، ويغنمنا ذراريهم، ويخرب بأيدينا بلادهم. فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك. "ثم ضربت الثالثة، فرفعت لي مدائن الحبشة وما حولها من القرى، حتى رأيتها بعيني". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك:»
«"دعوا الحبشة ما ودعوكم، واتركوا الترك ما تركوكم» .
رواه النسائي، وروى أبو داود طرفا منه، وهو قوله: دعوا الحبشة........ إلى آخره.
رواه الإمام أحمد. قال الهيثمي: "وفيه ميمون أبو عبد الله، وثقه ابن حبان، وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات".
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما؛ قال: «أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخندق، فخندق على المدينة، فقالوا: يا رسول الله! إنا وجدنا صفاة لا نستطيع حفرها. فقام النبي صلى الله عليه وسلم وقمنا معه، فلما أتى أخذ المعول فضرب به ضربة وكبر، فسمعت هزة لم أسمع مثلها قط، فقال: "فتحت فارس". ثم ضرب أخرى وكبر، فسمعت هدة لم أسمع مثلها قط، فقال: "فتحت الروم". ثم ضرب أخرى، فسمعت هزة لم أسمع مثلها قط، فقال: "جاء الله بحمير أعوانًا وأنصارًا» .
رواه الطبراني بإسنادين. قال الهيثمي: "وفي أحدهما حيي بن عبد الله، وثقه ابن معين وضعفه جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح".
رواه الطبراني. قال الهيثمي: "ورجاله رجال الصحيح؛ غير عبد الله بن أحمد بن حنبل ونعيم العنبري، وهما ثقتان ".
وعن عبد الله بن حوالة الأزدي رضي الله عنه: أن رسول الله قال: «"ليفتحن لكم الشام والروم وفارس (أو: الروم وفارس) ، حتى يكون لأحدكم من الإبل كذا وكذا، ومن البقر كذا وكذا، ومن الغنم كذا وكذا، وحتى يعطى أحدكم مائة دينار فيسخطها". ثم وضع يده على رأسي أو هامتي، فقال: "يابن حوالة! إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة؛ فقد دنت الزلازل والبلايا والأمور العظام، والساعة يومئذ أقرب إلى الناس من يدي هذه من رأسك» .
رواه: الإمام أحمد، والبخاري في "تاريخه"، والحاكم في "مستدركه" وقال:"صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي في "تلخيصه"، ورواه أبو داود في "سننه" مختصرا.
وعن جبير بن نفير؛ قال: قال ابن حوالة: «كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشكوا إليه الفقر والعري وقلة الشيء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أبشروا، فوالله لأنا لكثرة»
رواه الطبراني بإسنادين. قال الهيثمي: "رجال أحدهما رجال الصحيح؛ غير نصر بن علقمة، وهو ثقة".
وقد رواه البيهقي، ولفظه: قال عبد الله بن حوالة: «كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشكونا إليه العري والفقر وقلة الشيء، فقال: "أبشروا، فوالله لأنا بكثرة الشيء أخوف عليكم من قلته، والله لا يزال هذا الأمر فيكم حتى يفتح الله عليكم أرض الشام (أو قال: أرض فارس، وأرض الروم، وأرض حمير) ، وحتى تكونوا أجنادًا ثلاثة: جند بالشام، وجند بالعراق، وجند باليمن» وذكر بقية الحديث بنحو ما تقدم، وزاد: قال أبو علقمة نصر بن علقمة: سمعت عبد الرحمن بن جبير بن نفير يقول: فعرف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نعت هذا الحديث في جزء بن سهيل السلمي، وكان على الأعاجم في ذلك الزمان، فكانوا إذا رجعوا من المسجد؛ نظروا إليه وإليهم قياما حوله، فيعجبون لنعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه وفيهم.
ورواه: ابن عساكر في "تاريخه"، وثابت بن قاسم في "الدلائل"؛ بنحوه وزادا بعد قوله:"وكان على الأعاجم ": "وكان أسود قصيرا؛ فكانوا يرون تلك الأعاجم وهم حوله قيام؛ لا يأمرهم بشيء إلا فعلوه، فيتعجبون من هذا الحديث".
وعن جبير بن نفير؛ قال: كان عبد الله بن وراح قديما له صحبة، وحدثنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«يوشك أن يؤمر عليكم الرويجل، فيجتمع عليه قوم، محلقة أقفيتهم بيض قمصهم، فإذا أمرهم بشيء حضروا. ثم إن عبد الله بن وراح ولي على بعض المدن، فاجتمع إليه قوم من الدهاقين، محلقة أقفيتهم بيض قمصهم، فكان إذا أمرهم بشيء، حضروا، فيقول: صدق الله ورسوله» .
رواه الطبراني. قال الهيثمي: "ورجاله ثقات".
قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة ": (وراح) براء ثقيلة، ثم حاء مهملة ".
وعن عدي بن حاتم رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «"تمثلت لي الحيرة كأنياب الكلاب، وإنكم ستفتحونها". فقام رجل فقال: يا رسول الله، هب لي بنت بقيلة. فقال: "هي لك" فأعطوه إياها. فجاء أخوها فقال: أتبيعها؟ قال: نعم. قال: فاحتكم ما شئت. قال: بألف درهم. قال: قد أخذتها بألف. قالوا: لو قلت ثلاثين ألفًا؟ قال: وهل عدد أكثر من ألف؟» .
رواه ابن حبان في "صحيحه"، والطبراني وهذا لفظه. قال الهيثمي:"ورجاله رجال الصحيح".
«ترجمان يترجم له، فيقول: ألم أبعث إليك رسولًا فيبلغك؟ فيقول: بلى. فيقول: ألم أعطك مالًا وأفضل عليك؟ فيقول: بلى. فينظر عن يمينه فلا يرى إلا جهنم، وينظر عن يساره فلا يرى إلا جهنم» . قال عدي رضي الله عنه: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد شق تمرة فبكلمة طيبة. قال عدي رضي الله عنه: فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا الله، وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز، ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال النبي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: يخرج ملء كفه» .
رواه البخاري.
رواه الإمام أحمد، وإسناده صحيح على شرط مسلم.
(المقانب) : جمع مقنب؛ بكسر الميم: جماعة الخيل والفرسان.
«بيده؛ ليتمن الله هذا الأمر حتى تخرج الظعينة من الحيرة حتى تطوف بالبيت في غير جوار أحد، وليفتحن كنوز كسرى بن هرمز ". قال: قلت: كسرى بن هرمز؟ ! قال: " نعم، كسرى بن هرمز، وليبذلن المال حتى لا يقبله أحد» . قال عدي بن حاتم: فهذه الظعينة تخرج من الحيرة، فتطوف بالبيت في غير جوار، ولقد كنت فيمن فتح كنوز كسرى بن هرمز، والذي نفسي بيده لتكونن الثالثة؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قالها.
رواه الإمام أحمد وإسناده حسن، وقد رواه ابن حبان في "صحيحه" والحاكم في "مستدركه" بنحوه، وقال:"صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".
وعنه رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى يفتح القصر الأبيض الذي في المدائن، ولا تقوم الساعة حتى تسير الظعينة من الحجاز إلى العراق آمنة لا تخاف شيئًا؛ فقد رأيتهما جميعا، ولا تقوم الساعة حتى يكون على الناس إمام يحثي المال حثيًا» .
رواه ابن النجار.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفس محمد بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله» .
رواه: الإمام أحمد، والشيخان، والترمذي.
وعن جابر بن سمرة رضي الله عنهما؛ قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله تبارك وتعالى» .
رواه: الإمام أحمد، والشيخان.
وعنه رضي الله عنه؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لتفتحن عصابة من المسلمين (أو من المؤمنين) كنز آل كسرى الذي في الأبيض» .
رواه: الإمام أحمد، ومسلم. وزاد أحمد في رواية له:"قال جابر: فكنت فيهم فأصابني ألف درهم".
وعن ثوبان رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض»
…
الحديث.
رواه: الإمام أحمد، ومسلم، وأهل السنن إلا النسائي، وقال الترمذي:"هذا حديث حسن صحيح".
وعن شداد بن أوس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله عز وجل زوى لي الأرض حتى رأيت مشارقها ومغاربها، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها، وإني أعطيت الكنزين الأبيض والأحمر»
…
الحديث.
رواه الإمام أحمد، وإسناده صحيح على شرط مسلم. ورواه أيضا: ابن جرير، والبزار، وابن مردويه.
قال النووي: "قال العلماء: المراد بالكنزين: الذهب والفضة، والمراد كنز كسرى وقيصر ملكي العراق والشام". انتهى.
وعن ابن محيريز؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فارس نطحة أو نطحتان ثم لا فارس بعد هذا أبدًا، والروم ذات القرون، كلما هلك قرن خلفه قرن، أهل صخر وأهل بحر، هيهات لآخر الدهر هم أصحابكم ما دام في العيش خير» .
رواه الحارث بن أبي أسامة مرسلا، والواقع يشهد له بالصحة.
قال ابن الأثير في "النهاية": "وفيه: فارس نطحة أو نطحتين ثم لا فارس بعدها أبدًا معناه: أن فارس تقاتل المسلمين مرة أو مرتين، ثم يبطل ملكها ويزول". انتهى.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنكم منصورون، ومصيبون، ومفتوح لكم، فمن أدرك ذلك منكم؛ فليتق الله، وليأمر بالمعروف، ولينه عن المنكر»
…
الحديث.
رواه: الإمام أحمد، والترمذي، وابن حبان في "صحيحه"، والحاكم في "مستدركه"، وقال الترمذي:"هذا حديث حسن صحيح". وقال الحاكم: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".
وعن أبي أيوب رضي الله عنه: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ستفتح عليكم الأمصار، وستكون جنود مجندة»
…
الحديث.
رواه: الإمام أحمد، وأبو داود.
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ستفتح عليكم أرضون، ويكفيكم الله؛ فلا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه» .
رواه: الإمام أحمد، ومسلم، والترمذي، ولفظه:«ألا إن الله سيفتح لكم الأرض، وستكفون المؤنة؛ فلا يعجزن أحدكم أن يلهو بأسهمه» .
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنها ستفتح لكم أرض العجم، وستجدون فيها بيوتًا يقال لها: الحمامات»
…
الحديث.
رواه: أبو داود، وابن ماجه.
وعن وحشي بن حرب رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لعلكم»
رواه الطبراني. قال الهيثمي: "رجاله كلهم وثقوا، وفي بعضهم ضعف".
باب
ما جاء في فتح مصر
عن عبد الرحمن بن شماسة المهري؛ قال: سمعت أبا ذر رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنكم ستفتحون أرضًا يذكر فيها القيراط؛ فاستوصوا بأهلها خيرًا؛ فإن لهم ذمة ورحمًا؛ فإذا رأيتم رجلين يقتتلان في موضع لبنة فاخرج منها. قال: فمر بربيعة وعبد الرحمن ابني شرحبيل بن حسنة يتنازعان في موضع لبنة، فخرج منها» .
رواه: الإمام أحمد، ومسلم، وهذا لفظه.
وفي رواية لهما عن عبد الرحمن بن شماسة عن أبي بصرة عن أبي ذر رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنكم ستفتحون مصر، وهي أرض يسمى فيها القيراط، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها؛ فإن لهم ذمة ورحمًا (أو قال: ذمة وصهرًا) ؛ فإذا رأيت رجلين يختصمان في موضع لبنة؛ فاخرج منها. قال: فرأيت عبد الرحمن بن شرحبيل بن حسنة وأخاه ربيعة يختصمان في موضع لبنة، فخرجت منها» .
وقد حكى الإمام أحمد عن سفيان بن عيينة: أنه سئل عن قوله: "ذمة ورحما"؟ فقال: من الناس من قال: إن أم إسماعيل هاجر كانت قبطية، ومن الناس من قال: أم إبراهيم؛ يعني: ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال ابن كثير بعد أن ذكر هذا القول: "والصحيح الذي لا شك فيه أنهما قبطيتان". قال: "ومعنى قوله: "ذمة"؛ يعني بذلك هدية المقوقس إليه، وقبوله ذلك منه، وذلك نوع ذمام ومهادنة". انتهى.
ومعنى قوله: "رحما": أن أم إسماعيل كانت من القبط، وهي أم جميع العرب العدنانية؛ فبين العرب العدنانية وبين القبط رحم من جهة أم إسماعيل. والله أعلم.
وعن كعب بن مالك رضي الله عنه؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا فتحت مصر فاستوصوا بالقبط خيرًا؛ فإن لهم ذمًا ورحمًا» . وفي رواية «إن لهم ذمة ورحمًا» ؛ يعني: أن أم إسماعيل كانت منهم.
رواه الطبراني بإسنادين. قال الهيثمي: "ورجال أحدهما رجال الصحيح".
وعن أم سلمة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى عند وفاته فقال: «الله الله في قبط مصر؛ فإنكم ستظهرون عليهم ويكونون لكم عدة وأعوانًا في سبيل الله» .
رواه الطبراني. قال الهيثمي: "ورجاله رجال الصحيح".
وعن حميد بن هانئ: أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي وعمرو بن حريث وغيرهما يقولان: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنكم ستقدمون على قوم جعد رؤوسهم فاستوصوا بهم خيرًا؛ فإنهم قوة لكم وبلاغ إلى عدوكم بإذن الله يعني: قبط مصر» .
رواه: ابن حبان في "صحيحه"، وأبو يعلى. قال الهيثمي:"ورجاله رجال الصحيح".