الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقوع الإدراج في السند دون الْمَتْن
ويمكن أن نجعل هَذَا النوع عَلَى خمسة أقسام (1) :
القسم الأول:
أن يَكُوْن الْمَتْن مختلف الإسناد بالنسبة إلى أفراد رواته، فيرويه راوٍ واحد عَنْهُمْ، فيحمل بعض رواياتهم عَلَى بعض ولا يميز بينها.
ومثاله ما رَوَاهُ عَبْد الرحمان بن مهدي ومحمد بن كثير العبدي، عن سفيان الثوري، عن منصور والأعمش وواصل الأحدب (2) ، عن أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل (3) ، عن ابن مسعود، قُلْتُ: ((يا رَسُوْل الله أي الذنب أعظم؟
…
الْحَدِيْث)) (4) .
فَقَدْ أدرج عَبْد الرحمان بن مهدي ومحمد بن كثير في هَذَا السند، إِذْ إن منصوراً والأعمش يرويانه عن أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل، عن ابن مسعود، أما واصل فيرويه عن أبي وائل، عن ابن مسعود لا يذكر فِيْهِ عمرو بن شرحبيل.
وَقَدْ رَوَاهُ عن واصل بن حيان الأسديِّ الأحدبِ جَمَاعَة من الرُّوَاة مِنْهُمْ:
سعيد بن مسروق (5) : عِنْدَ الْخَطِيْب (6) .
(1) انظر: النكت عَلَى كتاب ابن الصَّلَاحِ 2/832، ونُزهة النظر:124.
(2)
هُوَ واصل بن حيان الأحدب الأسدي الكوفي: ثقة ثبت، توفي سنة (120 هـ) .
التاريخ الكبير 8/171، والثقات 7/558، والتقريب (7382) .
(3)
هُوَ عَمْرو بن شرحبيل الهمداني، أبو ميسرة الكوفي: ثقة عابد، مخضرم توفي سنة (63 هـ) .
تهذيب الكمال 5/421 (4972) ، والكاشف 2/78 (4171) ، والتقريب (5048) .
(4)
رِوَايَة عَبْد الرحمان بن مهدي عِنْدَ أَحْمَد 1/434، والترمذي (3182)، والخطيب في الفصل: 485، ورواية مُحَمَّد بن كثير عِنْدَ الْخَطِيْب في الفصل:485.
(5)
هُوَ سعيد بن مسروق الثوري، والد سُفْيَان: ثقة، توفي سنة (126 هـ)، وَقِيْلَ:(128 هـ) .
التاريخ الكبير 3/513، والثقات 6/371، والتقريب (2393) .
(6)
في الفصل: 493.
شعبة بن الحجاج: وروايته عِنْدَ: الطيالسي (1) ، وأحمد (2) ، والترمذي (3) ، والنسائي (4) ، والخطيب (5) .
مالك بن مِغْوَل (6) : عِنْدَ: النسائي في " الكبرى "(7) ، والخطيب (8)، قَالَ ابن حجر:((أخرجه ابن مردويه من طريق مالك بن مغول بإسقاط أبي ميسرة)) (9) .
مهدي بن ميمون (10) : عِنْدَ: أحمد (11) ، والخطيب (12) .
فَلَمْ يذكروا في روايتهم عن واصل عمرو بن شرحبيل، وإنما عمرو مذكور في رِوَايَة منصور والأعمش. وَقَدْ بيّن الإسنادين يحيى بن سعيد القطان في روايته، فأخرج: البخاري (13) ، والدارقطني (14) ، والخطيب (15) ، من طرق عن يحيى بن سعيد القطان، عن سفيان، قَالَ: حَدَّثَنَا منصور والأعمش، عن أبي وائل، عن أبي ميسرة، عن
عَبْد الله. قَالَ سفيان: وحدثني واصل، عن أبي وائل، عن عَبْد الله، بِهِ (16) .
(1) في مسنده (264) .
(2)
في مسنده 1/434، 464.
(3)
في جامعه (3183) .
(4)
7/90.
(5)
في الفصل: 490.
(6)
هُوَ مالك بن مغول – بكسر أوله وسكون المعجمة وفتح الواو – الكوفي، أَبُو عَبْد الله: ثقة ثبت، توفي سنة (159 هـ) .
تهذيب الكمال 6/22 (6345) ، والكاشف 2/237 (5262) ، والتقريب (6451) .
(7)
7125) .
(8)
في الفصل: 491.
(9)
فتح الباري 8/493.
(10)
هُوَ مهدي بن ميمون الأزدي المعولي – بكسر الميم وسكون المهملة وفتح الواو – أبو يَحْيَى البصري: ثقة، توفي سنة (172 هـ) .
الأنساب 5/236، الكاشف 2/300 (5666) ، والتقريب (6932) .
(11)
في مسنده 1/462.
(12)
في الفصل: 492.
(13)
في صحيحه 6/137 (4761) و 8/204 (6811) .
(14)
في العلل 5/222.
(15)
في الفصل: 493.
(16)
انظر: علل الدَّارَقُطْنِيّ 5/220-223، والفصل للوصل: 485-494، وفتح الباري 12/116 عقيب (6811) .
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: ((قَالَ لنا أبو بكر النيسابوري: هكذا رَوَاهُ يحيى، وَلَمْ يذكر في حَدِيْث واصل عمرو بن شرحبيل ورواه عَبْد الرَّحْمَان بن مهدي ومحمد بن كَثِيْر فجمعا بَيْنَ واصل ومنصور والأعمش، عن أبي وائل، عن عَمْرو بن شرحبيل، عن عَبْد الله، فيشبه أن يَكُوْن الثوري جمع بَيْنَ الثلاثة لعبد الرحمن بن مهدي ولابن كثير فجعل إسنادهم واحداً، وَلَمْ يذكر بينهم خلافاً، وحمل حَدِيْث واصل عَلَى حَدِيْث الأعمش ومنصور، وفصله يحيى بن سعيد فجعل حَدِيْث واصل عن أبي وائل، عن عَبْد الله –وَهُوَ الصواب–؛ لأن شعبة ومهدي بن ميمون روياه عن واصل، عن أبي وائل، عن عَبْد الله كَمَا رَوَاهُ يَحْيَى، عن الثوري، عَنْهُ، والله أعلم)) (1) .
القسم الثاني:
أن يَكُوْن متن الْحَدِيْث عِنْدَ الرَّاوِي بإسناد إلا طرفاً مِنْهُ فإنه عنده بإسناد آخر، فيدرجه من رَوَاهُ عَنْهُ عَلَى الإسناد الأول ويسوق الْمَتْن تاماً، ولا يذكر الإسناد الثاني.
مثاله: ما رَوَاهُ سفيان بن عيينة وزائدة بن قدامة، عن عاصم بن كليب، عن
أبيه، عن وائل بن حجر – وذكر حَدِيْث صفة صلاة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم - وفي آخره:((ثُمَّ جئتهم بَعْدَ ذَلِكَ في زمان فِيْهِ برد شديد فرأيتهم يحركون أيديهم من تحت الثياب)) (2) .
(1) العلل 5/223.
(2)
رِوَايَة سفيان بن عيينة عِنْدَ: الشَّافِعِيّ في المسند (197) بتحقيقنا، والحميدي (885) ، والنسائي 2/236، والدارقطني 1/290، والخطيب في الفصل:279.
أما رِوَايَة زائدة فأخرجها: أحمد 4/311 و 318، والدارمي (1364) ، وأبو داود (727) ، وابن الجارود (208) ، وابن حبان (1856) وط الرسالة (1860) ، والطبراني في الكبير 22/ (82) ، والبيهقي 2/27-28، والخطيب في الفصل:279.
فقوله: ((ثُمَّ جئتهم بَعْدَ ذَلِكَ
…
)) من رِوَايَة عاصم بن كليب، عن عَبْد الجبار بن وائل، عن بعض أهله، عن وائل بن حجر، وممن رَوَاهُ عَلَى هَذِهِ الشاكلة فميز بَيْنَ جزأي الْمَتْن:
زهير بن معاوية: وروايته عِنْدَ: أحمد (1) ، والطبراني (2) ، والخطيب (3) .
شجاع بن الوليد: عِنْدَ الْخَطِيْب (4) .
ومما يقوي الحكم بالإدراج في إسناد هَذَا الْحَدِيْث أن أحد عشر راوياً وهم: سفيان الثوري، وشعبة، وأبو الأحوص، وأبو عوانة، وخالد بن عَبْد الله (5) ، وصالح بن عمر، وعبد الواحد بن زياد، وجرير بن عَبْد الحميد، وبشر بن المفضل، وعبيدة بن حميد (6) ، وعبد العزيز بن مُسْلِم، رووا هَذَا الْحَدِيْث عن عاصم وَلَمْ يتطرقوا إلى ذكر هَذَا الإدراج (7) .
(1) في مسنده 4/318-319.
(2)
في المعجم الكبير 22/31 (84) .
(3)
في الفصل: 284.
(4)
في الفصل: 284.
(5)
هُوَ خالد بن عَبْد الله بن عَبْد الرَّحْمَان الواسطي أبو مُحَمَّد المزني مولاهم: ثقة ثبت، توفي سنة
(182 هـ)، وَقِيْلَ:(179 هـ)، وَقِيْلَ:(183 هـ) .
تهذيب الكمال 2/351-352 (1609) ، والكاشف 1/366 (1333) ، والتقريب (1647) .
(6)
هُوَ عبيدة بن حميد الكوفي، أبو عَبْد الرَّحْمَان المعروف بالحذّاء، التيمي، أو الليثي أو الضبي: صدوق نحوي رُبَّمَا أخطأ، توفي سنة (190 هـ) .
تهذيب الكمال 5/85 (4341) ، والكاشف 1/694 (3644) ، والتقريب (4408) .
(7)
ساق رواياتهم الْخَطِيْب في " الفصل ": 280-283.
قَالَ الحافظ موسى بن هارون الحمال: ((وذلك – يعني رِوَايَة سفيان وزائدة – عندنا وَهم، وإنما أدرج عليه، وَهُوَ من رِوَايَة عاصم، عن عَبْد الجبار بن وائل، عن بعض أهله، عن وائل، هكذا رَوَاهُ مبيناً زهير بن معاوية وأبو بدر شجاع بن الوليد، فميزا قصة تحريك الأيدي من تحت الثياب وفصلاها من الْحَدِيْث وذكرا إسنادهما كَمَا
ذكرنا)) . ثُمَّ قَالَ: ((وهذه رِوَايَة مضبوطة، اتفق عليه زهير وشجاع بن الوليد، وهما أثبت لَهُ رِوَايَة ممن رَوَى ((رفع الأيدي من تحت الثياب)) عن عاصم بن كليب، عن
أبيه، عن وائل)) (1) .
القسم الثالث:
أن يَكُوْن المتنان مختلفي الإسناد، فيدرج بعض الرُّوَاة شَيْئاً من أحدهما في الآخر ولا يَكُوْن ذَلِكَ الشيء من رِوَايَة ذَلِكَ الرَّاوِي.
مثاله: ما رَوَاهُ أبو مُحَمَّد سعيد بن أبي مريم الحكم بن مُحَمَّد المصري (2) ، عن مالك، عن الزهري، عن أنس، أن رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تنافسوا، وكونوا عباد الله إخواناً
…
الْحَدِيْث)) ، رَوَاهُ من هَذِهِ
الطريق: الْخَطِيْب (3) ، وابن عَبْد البر (4) .
قَالَ الحافظ حمزة بن مُحَمَّد الكناني (5)
(1) نكت الزركشي 2/247-248.
(2)
هُوَ سعيد بن الحكم بن مُحَمَّد بن أبي مريم الجمحي بالولاء، أبو مُحَمَّد المصري: ثقة ثبت فقيه، توفي سنة (224 هـ) .
تهذيب الكمال 3/149 (2237) ، والكاشف 1/433 (1868) ، والتقريب (2286) .
(3)
في الفصل: 443.
(4)
في التمهيد 6/116.
(5)
هُوَ الحَافِظ حمزة بن مُحَمَّد بن عَلِيّ، أَبُو القاسم الكناني المصري، صاحب جزء البطاقة، ولد سنة (275 هـ) ، وتوفي سنة (357 هـ) .
الأنساب 4/650، وسير أعلام النبلاء 16/179، وشذرات الذهب 3/23-24.
: ((لا أعلم أحداً قَالَ في هَذَا الْحَدِيْث عن مالك: ((ولا تنافسوا)) غَيْر سعيد بن أبي مريم)) (1) .
فسعيد أدرج لفظ: ((ولا تنافسوا)) من متن حَدِيْث آخر، رَوَاهُ مالك، عن أبي الزناد (2) ، عن الأعرج، عن أبي هُرَيْرَة مرفوعاً:((إياكم والظن، فإن الظن أكذب الْحَدِيْث، ولا تجسسوا، ولا تحسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا)) .
والحديثان عَلَى الصواب عِنْدَ رواة " الموطأ " كافة مِنْهُمْ:
أحمد بن أبي بكر (3) : عِنْدَ ابن حبان (4) .
إسحاق بن عيسى الطباع: عِنْدَ أحمد (5) .
إسماعيل بن أبي أويس (6) : عِنْدَ البخاري في " الأدب المفرد "(7) .
جويرية بن أسماء (8) : عِنْدَ الْخَطِيْب في " الفصل "(9) .
روح بن عبادة: عِنْدَ أحمد (10) .
(1) التمهيد 6/116.
(2)
هُوَ عَبْد الله بن ذكوان القرشي، أبو عَبْد الرحمن المدني، المعروف بأبي الزناد: ثقة فقيه، توفي سنة (130هـ) . تهذيب الكمال 4/125 (3241) ، والكاشف 1/549 (2710) ، والتقريب (3302) .
(3)
هُوَ أحمد بن أبي بكر بن الحارث، أبو مصعب الزهري العوفي، المدني الفقيه: صدوق عابه أبو خيثمة للفتوى بالرأي، توفي سنة (242 هـ) .
تهذيب الكمال 1/33 (16) ، والكاشف 1/191 (13) ، والتقريب (17) .
(4)
في صحيحه (5658) .
(5)
في مسنده 2/465.
(6)
هُوَ إسماعيل بن عَبْد الله بن عَبْد الله بن أويس الأصبحي، أَبُو عَبْد الله بن أبي أويس المدني: صدوق أخطأ في أحاديث من حفظه، توفي (226 هـ) .
تهذيب الكمال 1/239 (452) ، والكاشف 1/247 (388) ، والتقريب (460) .
(7)
398) و (1287) .
(8)
هُوَ جويرية – تصغير جارية – بن أسماء بن عبيد الضبعي البصري: صدوق، توفي (173 هـ) .
تهذيب الكمال 1/490 (971) ، والكاشف 1/298 (827) ، والتقريب (988) .
(9)
الصفحة: 443.
(10)
في مسنده 2/517.
سويد بن سعيد الحدثاني: كَمَا في " الموطأ " بروايته (1) .
عَبْد الرحمان بن القاسم: كَمَا في " موطئه "(2) .
عَبْد الله بن مسلمة القعنبي: عِنْدَ: أبي داود (3) ، وأبي نعيم (4) ، والخطيب (5) .
عَبْد الله بن وهب: عِنْدَ الطحاوي في " شرح المشكل "(6) .
عَبْد الله بن يوسف التنيسي: عِنْدَ البخاري (7) .
الفضل بن دكين: عِنْدَ ابن عَبْد البر (8) .
قتيبة بن سعيد: عِنْدَ: أبي أحمد الْحَاكِم (9) ، والخطيب (10) ، والعلائي (11) .
مُحَمَّد بن الحسن: كَمَا في " موطئه "(12) .
مُحَمَّد بن سليمان المصيصي (لوين)(13) : عِنْدَ أبي أحمد الْحَاكِم (14) .
أبو مصعب الزهري: كَمَا في " الموطأ " بروايته (15) .
معن بن عيسى القزاز: عِنْدَ الْخَطِيْب (16) .
يحيى بن بكير: عِنْدَ العلائي (17) .
يحيى بن يحيى الليثي: كَمَا في " موطئه "(18) .
يحيى بن يحيى النيسابوري: عِنْدَ مُسْلِم (19) .
(1) الموطأ برواية سويد بن سعيد (681) و (682) .
(2)
الموطأ برواية عَبْد الرَّحْمَان بن القاسم (4) .
(3)
في سننه (4910) و (4917) .
(4)
في الحلية 3/374.
(5)
في الفصل: 443-444.
(6)
454) و (457) .
(7)
في صحيحه 8/23 (6066) و 8/25 (6076) .
(8)
في التمهيد 6/116.
(9)
في عوالي مالك (72) .
(10)
في الفصل: 444.
(11)
في بغية الملتمس (151) .
(12)
896) .
(13)
هُوَ مُحَمَّد بن سليمان بن حبيب الأسدي، أبو جعفر القلاف الكوفي، المصيصي، ولقبه بـ (لوين) بالتصغير: ثقة، توفي سنة (245 هـ)، وَقِيْلَ:(246 هـ) .
وتهذيب الكمال 6/329-330 (5848) ، والكاشف 2/176 (4882) ، والتقريب (5925) .
(14)
في عوالي مالك (76) .
(15)
1894) و (1895) .
(16)
في الفصل: 444.
(17)
151) .
(18)
2640) ، ومن طريقه الْخَطِيْب في " الفصل ":443.
(19)
8/8 (2559) و 8/10 (2563) .
وَلَمْ ينفرد مالك بهذا الحديث، بَلْ تابعه متابعة تامة عليه:
سفيان بن عيينة وابن أبي ذئب وزمعة عِنْدَ: الطيالسي (1)، وسفيان وحده عِنْدَ: الحميدي (2) ، وأحمد (3) ، ومسلم (4) ، والترمذي (5) ، وأبي يعلى (6) .
شعيب بن أبي حمزة: عِنْدَ: أحمد (7) ، والبخاري (8) .
مُحَمَّد بن الوليد الزبيدي (9) : عِنْدَ مُسْلِم (10) .
معمر بن راشد: عِنْدَ: عَبْد الرزاق (11) ، وأحمد (12) ، ومسلم (13) .
فظهر أن الحديثين اختلطا عَلَى سعيد بن أبي مريم فأدرج من متن الثاني لفظاً في الْمَتْن الأول بإسناد الأول (14) .
القسم الرابع:
أن يَكُوْن الْمَتْن عِنْدَ راوٍ إلا جزءاً مِنْهُ، فإنه لَمْ يسمعه من شيخه فِيْهِ، وإنما سمعه من واسطة بينه وبين شيخه، فيدرج الرُّوَاة الجزء من الْحَدِيْث من غَيْر تفصيل (15) .
(1) 2091) .
(2)
1183) .
(3)
3/110.
(4)
8/9 (2559) .
(5)
1935) .
(6)
في مسنده (3549) .
(7)
في مسنده 3/225.
(8)
في صحيحه 8/23 (6065) .
(9)
هُوَ مُحَمَّد بن الوليد بن عامر الزبيدي – مصغر – أبو الهذيل الحمصي الْقَاضِي: ثقة ثبت، من كبار أصحاب الزهري، توفي سنة (146 هـ)، وَقِيْلَ:(147 هـ)، وَقِيْلَ:(149 هـ) .
الثقات 7/373، وتهذيب الكمال 6/546-547 (6265) ، والتقريب (6372) .
(10)
في صحيحه 8/8 (2559) .
(11)
في مصنفه (20222) .
(12)
في مسنده 3/165 و 199.
(13)
في صحيحه 8/9 (2559) .
(14)
انظر: شرح السيوطي عَلَى ألفية العراقي: 211-212.
(15)
الفرق بينه وبين النوع الثاني أن الطرف المدرج في النوع الثاني هُوَ عن شيخ مغاير لشيخه في بقية الْمَتْن، وهنا فإن شيخه في كليهما واحد.
مثاله: الْحَدِيْث الَّذِيْ رَوَاهُ إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير (1) ، عن حميد الطويل، عن أنس في قصة العرنيين، وأن رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُمْ:((لَوْ خرجتم إلى إبلنا فشربتم من ألبانها وأبوالها)) (2) .
فلفظه: ((وأبوالها)) لَمْ يسمعها حميد من أنس مباشرة، وإنما سمعها من قتادة، عن أنس، فأدرجها إسماعيل في الْمَتْن الأول بإسناد الْحَدِيْث الأول من غَيْر تفصيل، قَالَ الحافظ الْخَطِيْب البغدادي:((هكذا رَوَى إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري جميع هَذَا الْحَدِيْث عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك، وفيه لفظة واحدة لَمْ يسمعها حميد عن أنس، وإنما رواها عن قتادة عن أنس، وَهِيَ قوله: ((وأبوالها)) )) (3) .
وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيْث عَلَى الصواب ففصل رِوَايَة قتادة عدة رواة من أصحاب حميد، مِنْهُمْ:
ابن أَبِي عدي (4) : عِنْدَ: أَحْمَد (5) ، والنسائي (6) ، والخطيب (7) .
بشر بن المفضل: عِنْدَ الْخَطِيْب (8) .
(1) هُوَ إسماعيل بن جعفر بن أبي كَثِيْر الأنصاري، الزرقي، أَبُو إسحاق القاري: ثقة ثبت، توفي سنة (180 هـ) . تهذيب الكمال 1/224 (426) ، والكاشف 1/244 (363) ، والتقريب (431) .
(2)
أخرجه النسائي 7/97، وفي الكبرى (3492) و (7569) ، وابن حبان (4471) ، والبغوي عقيب (2569) .
(3)
الفصل 2/612 طبعة الزهراني.
(4)
هُوَ مُحَمَّد بن إبراهيم بن أَبِي عدي، وَقَدْ ينسب إِلَى جده، أبو عَمْرو البصري: ثقة، توفي سنة
(194 هـ) .تهذيب الكمال 6/200 (5618) ، والكاشف 2/154 (4700) ، والتقريب (5697) .
(5)
في مسنده 3/107 و 205.
(6)
في المجتبى 7/96، وفي الكبرى (3494) .
(7)
في الفصل 2/614 طبعة الزهراني.
(8)
في الفصل 2/614-615 طبعة الزهراني.
خالد بن الحارث (1) : عِنْدَ النسائي (2) .
عَبْد الله بن بكر السهمي (3) : عِنْدَ الطحاوي (4) ، والخطيب (5) .
مروان بن معاوية الفزاري (6) : عِنْدَ الْخَطِيْب (7) .
معتمر بن سليمان: عِنْدَ الْخَطِيْب (8) .
يزيد بن هارون: عِنْدَ أحمد (9) ، وأبي عوانة (10) ، والبغوي (11) ، والخطيب (12) .
قَالَ الحافظ ابن حجر: ((كلهم يقول فِيْهِ: ((فشربتم من ألبانها)) قَالَ حميد: قَالَ قتادة، عن أنس – رضي الله تَعَالَى عَنْهُ –:((وأبوالها)) فرواية إسماعيل عَلَى هَذَا فِيْهَا إدراج وتسوية)) (13) .
(1) هُوَ خالد بن الحارث بن عبيد الهجيمي، أَبُو عثمان البصري: ثقة ثبت، توفي سنة (186 هـ) .
الثقات 6/267، وتهذيب الكمال 2/337 (1582) ، والتقريب (1619) .
(2)
في المجتبى 7/96، وفي الكبرى (4393) و (7570) .
(3)
هُوَ عَبْد الله بن بكر بن حبيب السهمي الباهلي، أبو وهب البصري، نزيل بغداد: ثقة، امتنع من القضاء، توفي سنة (208 هـ) .
تهذيب الكمال 4/95-96 (3173) ، والكاشف 1/541 (2650) ، والتقريب (3234) .
(4)
في شرح المعاني 1/107، وفي شرح المشكل (1814) .
(5)
الفصل 2/613 طبعة الزهراني.
(6)
هُوَ مروان بن معاوية بن الحارث الفزاري، أَبُو عَبْد الله الكوفي، نزيل مكة ودمشق: ثقة حافظ وَكَانَ يدلس أسماء الشيوخ، توفي سنة (193 هـ) .
التاريخ الكبير 7/372، والأنساب 4/357، والتقريب (6575) .
(7)
الفصل 2/612-613.
(8)
الفصل 2/614 طبعة الزهراني.
(9)
في مسنده 3/205.
(10)
كَمَا في: إتحاف المهرة 1/606.
(11)
في شرح السنة (2569) .
(12)
في الفصل 2/613.
(13)
النكت عَلَى كتاب ابن الصَّلَاحِ 2/835.
وأصرح الروايات في هَذَا رِوَايَة أبي عوانة من طريق يزيد بن هارون، عن حميد، وفيه:((قَالَ حميد: قَالَ قتادة: ((وابوالها)) ، لَمْ أسمعه أنا من أنس)) (1) .
هكذا مثّل الْخَطِيْب البغدادي (2) وابن حجر (3) لهذا النوع بهذا المثل، واستدرك بعضهم (4) بأن إسماعيل بن جعفر متابع تابعه:
عَبْد الوهاب بن عَبْد المجيد الثقفي: كَمَا عِنْدَ ابن ماجه (5) .
وعبد الله بن عمر: عِنْدَ: النسائي (6) ، وأبي عوانة (7) .
وهشيم بن بشير الواسطي: عِنْدَ مُسْلِم (8) .
والذي يبدو لي أن هَذِهِ الطرق لا يصح استدراكها عَلَى هذين الحافظين لما يأتي:
أما متابعة عَبْد الله بن عمر، فعبد الله بن عمر: ضعيف، ضعفه أحمد والعقيلي وابن معين وابن المديني ويحيى بن سعيد وصالح جزرة والنسائي وابن سعد والترمذي وابن حبان والدارقطني وأبو أحمد الْحَاكِم (9) .
وأما متابعة هشيم، فإنما رَوَاهُ هشيم عن حميد وثابت وقتادة ثلاثتهم مقرونين، فلعله حمل رِوَايَة بعض عَلَى بعض وَلَمْ يفصّل فِيْهَا.
فَلَمْ تبق إلا رِوَايَة عَبْد الوهاب، ويتخرّج أمرها عَلَى محملين:
الأول: إنها وإن تابع فِيْهَا عَبْد الوهاب إسماعيل بن جعفر فكل منهما لا يقوى عَلَى مقاومة خلاف أصحاب حميد وهم سبعة أنفس. وهذا أقوى المحملين.
الثاني: أن تصح فيصير الحمل حينئذ عَلَى حميد، فكأنه كَانَ يبين لبعض الرُّوَاة الأمر، ويجمله لبعضهم. والله أعلم.
القسم الخامس:
(1) إتحاف المهرة 1/606.
(2)
الفصل 2/612 طبعة الزهراني.
(3)
النكت عَلَى كتاب ابن الصَّلَاحِ 2/834-835.
(4)
هُوَ الدكتور ربيع بن هادي عمير في تحقيقه لـ " نكت " الحافظ ابن حجر 2/835.
(5)
في سننه (2578) و (3503) .
(6)
في المجتبى 7/87.
(7)
كَمَا في: إتحاف المهرة 1/605-606.
(8)
في صحيحه 5/101 (1671)(9) .
(9)
انظر: تهذيب الكمال 4/216.
أن يسوق المحدّث إسناده فَقَطْ من غَيْر أن يذكر الْمَتْن، ثُمَّ يقطعه قاطع فيذكر كلاماً فيظن بعض من سمعه أن ذَلِكَ الكلام هُوَ متن الإسناد (1) .
ومثاله الْحَدِيْث الَّذِيْ رَوَاهُ ثابت بن موسى (2) الزاهد، عن شريك القاضي، عن الأعمش، عن أَبِي سفيان، عن جابر مرفوعاً:((من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار)) (3) .
قَالَ الْحَاكِم: ((هَذَا ثابت بن موسى الزاهد دخل عَلَى شريك بن عَبْد الله القاضي والمستملي بَيْنَ يديه، وشريك يقول: حَدَّثَنَا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قَالَ: قَالَ رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يذكر الْمَتْن، فلما نظر إلى ثابت بن موسى قَالَ: من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار. وإنما أراد بِذَلِكَ ثابت بن موسى لزهده وورعه، فظن ثابت بن موسى أنه رَوَى الْحَدِيْث مرفوعاً بهذا الإسناد، فكان ثابت بن موسى يحدِّث بِهِ عن شريك، عن الأعمش، عن أَبِي سفيان، عن جابر، وليس لهذا الْحَدِيْث أصل إلا من
هَذَا الوجه، وعن قوم من المجروحين سرقوه من ثابت بن موسى فرووه عن شريك)) (4) .
قَالَ الحافظ العراقي: ((فعلى هَذَا هُوَ من أقسام المدرج)) (5) .
(1) جعله بعضهم مثالاً لما وضع في الْحَدِيْث من غَيْر قصد من واضعه، وَهُوَ بنوع المدرج أليق.
انظر: المجروحين 1/240، ومعرفة أنواع علم الْحَدِيْث: 242-243، وشرح التبصرة والتذكرة 1/428، ونكت ابن حجر 2/835.
(2)
هُوَ ثابت بن موسى بن عَبْد الرَّحْمَان الضبي، أَبُو يزيد الكوفي الضرير العابد، ضعيف الْحَدِيْث، توفي سنة (229 هـ) . تهذيب الكمال 1/410 (818) ، والكاشف 1/283 (699) ، والتقريب (831) .
(3)
رَوَاهُ ابن ماجه (1347)، وانظر: الضعفاء، للعقيلي 1/176، والكامل 2/526، والموضوعات 2/109، وتهذيب الكمال 4/378، والميزان 1/367.
(4)
المدخل إلى الإكليل: 55.
(5)
شرح التبصرة والتذكرة 1/430.