الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
52 - الأَمْرُ بِإِرَاقَةِ مَا فِى الإِنَاءِ إِذَا وَلَغَ فِيهِ الْكَلْبُ
66 -
أَخْبَرَنَا عَلِىُّ بْنُ حُجْرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِىُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِى رَزِينٍ وَأَبِى صَالِحٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِى إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيُرِقْهُ ثُمَّ لْيَغْسِلْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ» . قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَا أَعْلَمُ أَحَدًا تَابَعَ عَلِىَّ بْنَ مُسْهِرٍ عَلَى قَوْلِهِ فَلْيُرِقْهُ.
ــ
66 -
إسنَادُهُ صَحِيْحٌ ويأتي برقم (335).
* عليُّ بنُ مُسهرٍ، أبو الحسن الكوفي الحافظُ.
أخرج له الجماعة، وهو ثقةٌ نبيلٌ.
وثقه ابنُ معين، والمصنف، أبو زرعة وزاد:"صدوق".
وابنُ سعد وزاد: "كثير الحديث" والعجليُّ وقال:
"قرشيٌّ من أنفسهم كان ممن جمع الحديث والفقه، صاحبُ سنةٍ"!.
وقال أحمدُ:
"صالح الحديث، أثبت من أبي معاوية".
وقال أيضًا:
"كان قد ذهب بصرُهُ، فكان يحدثهم من حفظه"، وهذا يحتمل أن
. . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
= يكون جرحًا وقد لا يحتمل، كأن يكون تقريرًا لحاله (1). والله أعلمُ.
* أبو رزين، هو: مسعودُ بْنُ مالكٍ.
أخرج له الجماعةُ، إلا البخاريّ ففي "الأدب المفرد".
وثقهُ أبو زرعة، والعجلى، وابنُ حبان.
…
أخرجه مسلمٌ (279/ 89) وأبو عوانة (1/ 207)، وأحمد (2/ 253)، وابنُ خزيمة (1/ 98) والبزار (ج2 / ق 254/ 1) وعنده زيادة، وابن الجارود (51)، وابن حبان (ج4/رقم 1296)، والطبرانيُّ في "الأوسط"(1/ 93)، والدارقطنى (1/ 63 - 64) والبيهقى (1/ 18، 239، 256)، وابن حزم في "المحلى"(1/ 110) وابن الجوزى في "التحقيق"(1/ 38/ 55) جميعًا عن الأعمش، عن أبي رزين وأبي صالح، أبي هريرة.
قال الدارقطنى: "صحيحٌ" ونقل ابن الجوزي عنه: "إسنادٌ حسن، ورواته كلهم ثقات" وكذا نقل الحافظ في "التلخيص"(1/ 23).
قال الطبرانيُّ:
"لم يروه عن الأعمش مجموعًا عن أبي صالح وأبي رزين إلا عبد الرحمن ابن حميد".
* قُلْتُ: كلا، لم يتفرَّدْ به عبدُ الرحمن بْنُ حميد، بل تابعه علي بنُ =
(1) وقد قال العراقي في "طرح التثريب"(2/ 122): "وما علمت أحدًا تكلم فيه".
. . . . . . . . . . . . . . .
ــ
= مسهر، وإسماعيلُ بنُ زكريا، وعبدُ الواحد بْنُ زياد، وأبو معاوية، جميعهم يرويه عن الأعمش عن أبي رزين وأبي صالح معًا عن الأعمش.
وتابعهم أبان بن تغلب، فرواه عن الأعمش بسنده سواء ولكنه خالفهم في متنه فقال:"إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله ثلاث مرات".
أخرجه الحمامي (1) في "حديثه"(ق 58/ 1) من طريق حسان بن إبراهيم، عن أبان بن تغلب به، وقال:
"هذا حديث غريبٌ من حديث أبان بن تغلب، تفرد به حسَّان بن إبراهيم" اهـ.
* قُلْتُ: وحسَّانُ بْنُ إبراهيم، وإن وثقهُ ابن معين وأحمدُ إلا أن ابن عدى قال:"قد حدث بأفرادات كثيرةٍ، وهو عندي من أهل الصدق، إلا أنه يغلط في الشىء، وليس ممن يُظن به أنه يتعمد في باب الرواية إسنادًا أو متنًا، وإنما هو وهم منه".
وقال العقيلي: "في حديثه وهمٌ".
ووثقه ابن حبان وقال: "ربما أخطأ".
فلعلَّ ما وقع في المتن من غرابةٍ يكون من جهته.
ثُمّ وجدت الطبراني رواه في "الصغير"(2/ 60 - 61) وفي "الأوسط"(ج 2 / ق 183/ 1 - 2) من طريق حسان بن إبراهيم، عن أبان بن تغلب، عن الأعمش، عن أبي رزين وحده عن أبي هريرة مرفوعًا فذكر الحديث وفيه: "
…
أن يغسله سبع مرات" =
(1) هو أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر الحمامي كان صدوقًا فاضلًا. انظر "السير"(17/ 402).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
= وقال:
"ولم يروه عن أبان بن تغلب إلا حسّان بن إبراهيم".
ففيه اختلاف في السند حيث لم يذكر "أبا صالحٍ" وفي المتن فلا أدري من أين هذا الاختلاف.
وأخرجه أحمدُ (2/ 480)، والطيالسى (2417) والطحاويُّ في "الشرح"(1/ 21)، وابن عبد البر في "التمهيد"(18/ 267) من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة به.
وتابعه سهيل بن أبي صالح، عن أبيه به.
أخرجه أبو عوانة (1/ 209).
ورواه عن الأعمش: "شُعبةُ، وحفص بن غياث".
وقال الدارقطني في "العلل"(ج 3 / ق 38/ 2):
"هو صحيحٌ".
وأخرجه ابنُ ماجة (363)، وأحمدُ (2/ 424)، وابنُ أبي شيبة في "مصنفه"(1/ 173 و 14/ 204)، وابنُ عبد البر (18/ 266 - 267)، وابنُ عساكر في "تاريخه" (7/ 78) في ترجمة " أحمد بن عمر الأصبهاني" من طريق الأعمش: عن أبي رزين، عن أبي هريرة به.
ورواه عن الأعمش: "أبو معاوية، وأبو أسامة".
فيظهرُ أن الأعمش كان يجمعهما تارةً، ويفرقهما أخرى. والله أعلمُ.
وقول المصنف رحمه الله أن عليَّ بن مسهر تفرد بلفظة: "فليرقه".
ووافقه عليه الجماعة. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
= قال ابنُ عبد البر في "التمهيد"(8/ 273):
"أمَّا هذا اللفظ في حديث الأعمش "فليهرقه"، فلم يذكره أصحابُ الأعمش الثقات مثل شعبة وغيرِه" اهـ.
وقال ابنُ مندة:
"لا تعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم بوجه من الوجوه إلّا عن علي ابن مسهر بهذا الإِسناد" اهـ.
وقال حمزةُ الكناني:
"هي غير محفوظة".
* قلْتُ: عليُّ بنُ مسهر ثقةٌ، وتفرده محتملٌ، ولذلك أعتمده مسلم في "صحيحه"، وقيل زيادته العراقي في "طرح التثريب"(2/ 121 - 122).
قال الحافظ في "الفتح"(1/ 275):
"وقد ورد الأمر بالإراقة أيضًا من طريق عطاء عن أبي هريرة مرفوعًا.
أخرجه ابن عدي، لكن في رفعه نظر، والصحيح أنه موقوف" اهـ.
* قُلْتُ: أخرجه ابنُ عدي (2/ 776) وعنه الجوزقاني في "الأباطيل"(354) من طريق الحسين بن علي الكرابيسى، ثنا إسحق الأزرق ثنا عبد الملك، عن عطاء عن (أبي هريرة) (1) مرفوعًا:
"إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليهرقه، وليغسله ثلاث مرات".
وهذا منكرٌ وقد خولف الكرابيسي فيه. =
(1) وقع في المطبوعة: "عن الزهري"!!.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
= خالفه عمر بن شبه، وسعدان بن نصر فروياه عن إسحق الأزرق بسنده سواء موقوفًا.
أخرجه ابنُ عدي، والدارقطنى (1/ 66) وقال:
"لم يروه هكذا غير عبد الملك عن عطاء".
وقد تقدم ذكرُ ما فيه.
وأخرجه الدارقطنيُّ (1/ 64) من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة: في الكلب يلغُ في الإناء، قال: يهراق ويغسل سبع مرات".
وقال:
"موقوف صحيح".
وكذا صححه الحافظ في "الفتح"(1/ 275).
فهذا المعتمد، بخلاف: حديث عبد الملك عن عطاء كما قدَّمتُ. والله الموفق.