المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌النهي: ومنها النهي، وله حرف واحد وهو "لا" الجازمة في نحو - بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة - جـ ٢

[عبد المتعال الصعيدي]

الفصل: ‌ ‌النهي: ومنها النهي، وله حرف واحد وهو "لا" الجازمة في نحو

‌النهي:

ومنها النهي، وله حرف واحد وهو "لا" الجازمة في نحو قولك:"لا تفعلْ"؛ وهو كالأمر في الاستعلاء، وقد يستعمل في غير طلب الكف أو الترك1؛ كالتهديد2؛ كقولك لعبد لا يمتثل أمرك:"لا تمتثل أمري".

واعلم أن هذه الأربعة -أعني التمني والاستفهام والأمر والنهي- تشترك في كونها قرينة دالة لى تقدير الشرط بعدها3 كقولك: "ليت لي مالا أنفقه" أي: إن أُرزقه، وقولك:"أين بيتك أزرْك" أي: إن تُعرِّفنيه، وقولك:"أكرمني أكرمك"، أي: إن تكرمني، قال تعالى:{فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا، يَرِثُنِي} [مريم: 5] بالجزم، فأما

ص: 272

قراءة الرفع فقد حملها الزمخشري على الوصف1، وقال السكاكي2: الأولى حملها على الاستئناف دون الوصف؛ لهلاك يحيى قبل زكريا عليهما السلام وأراد بالاستئناف أن يكون جواب سؤال مقدر تضمنَه ما قبله، فكأنه لما قال:{فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا} قيل: ما تصنع به؟ فقال: {يَرِثُنِي} فلم يكن داخلا في المطلوب بالدعاء3.

وقولك: "لا تشتم يكن خيرا لك"؛ أي: إن لا تشتم.

وأما العرض كقولك لمن تراه لا ينزل: "ألا تنزل تصب خيرا" أي: إن تنزل، فمولّد من الاستفهام4، وليس به؛ لأن التقدير: أنه لا ينزل؛ فالاستفهام عن عدم النزول طلب للحاصل، وهو محال.

وتقدير الشرط في غير هذه المواضع لقرينة جائز أيضا؛ كقوله تعالى: {فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ} أي: إن أرادوا وليا بالحق، فالله هو الولي بالحق لا ولي سواه5. وقوله:{مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ} [المؤمنون: 91] 1، أي: لو كان معه إله إذن لذهب.

ص: 273