الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3-
إنما:
ومنها: إنما؛ كقولك في قصر الموصوف على الصفة إفرادا1: "إنما زيد كاتب"،
وقلبا: "إنما زيد قائم"، وفي قصر الصفة على الموصوف بالاعتبارين:"إنما قائم زيد". والدليل على أنها تفيد القصر كونها متضمنة معنى "ما وإلا"1 لقول المفسرين2 في قوله تعالى: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ} [البقرة: 173] بالنصب؛ معناه: ما حرم عليكم إلا الميتة، وهو المطابق لقراءة الرفع3 لما مر في باب:"المنطلق زيد"، ولقول النحاة4:"إنما" لإثبات ما يذكر بعدها ونفي ما سواه، ولصحة انفصال الضمير معها5؛ كقولك:"إنما يُضرَب أنا" كما تقول: "ما يُضرَب إلا أنا"، قال الفرزدق "من الطويل":
أنا الذائد الحامي الذمار وإنما
…
يُدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي1
وقال عمرو بن معديكرب:
قد علمت سلمى وجاراتها
…
ما قَطَّر الفارس إلا أنا2
قال السكاكي3: ويذكر لذلك وجه لطيف يسند إلى علي بن عيسى الربعي، وهو أنه لما كانت كلمة "إن" لتأكيد إثبات المسند للمسند إليه، ثم اتصلت بها "ما" المؤكدة، لا النافية -كما يظنه من لا وقوف له على علم النحو- ناسب أن يُضمَّن معنى القصر؛ لأن القصر ليس إلا تأكيدا على تأكيد4، فإن قولك:"زيد جاء لا عمرو" -لمن يردد المجيء الواقع بينهما- يفيد إثباته لزيد في الابتداء صريحا، وفي الآخَر ضمنا.