المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وحَكَى يونُسُ عَن العَرَبِ: ضَرَبَ‌ ‌ مَنٌ مَناً، كقَوْلِكَ ضَرَبَ رَجُلٌ - تاج العروس من جواهر القاموس - جـ ٣٦

[مرتضى الزبيدي]

فهرس الكتاب

- ‌قطن

- ‌قعن

- ‌قعطن

- ‌قفن

- ‌قفتن

- ‌قفزن

- ‌ققن

- ‌قُلْنَ

- ‌قلمن

- ‌قلسن

- ‌قمن

- ‌قنن

- ‌قون

- ‌قين

- ‌(فصل الْكَاف) مَعَ النُّون)

- ‌كأَنْ

- ‌كبن

- ‌كتن

- ‌كثن

- ‌كحرن

- ‌كلخشتن

- ‌كدن

- ‌كذن

- ‌كرن

- ‌كردن

- ‌كرزن

- ‌كرسن

- ‌كركدن

- ‌كرمجن

- ‌كزرن

- ‌كزمن

- ‌كزن

- ‌كسدن

- ‌كسن

- ‌كستن

- ‌كسطن

- ‌كشن

- ‌كشكن

- ‌كشكن

- ‌كشمهن

- ‌كعن

- ‌كلدن

- ‌كفن

- ‌كلن

- ‌كمن

- ‌كمسن

- ‌كنن

- ‌كنبن

- ‌كندكن

- ‌كدلن

- ‌كَون

- ‌كهن

- ‌كين

- ‌(فصل اللَّام) مَعَ النُّون) (فصل اللَّام) مَعَ النُّون)

- ‌لبن

- ‌لتن

- ‌لجن

- ‌لحن

- ‌لخن

- ‌لدن

- ‌لذن

- ‌لزن

- ‌لسَّنَ

- ‌لشبن

- ‌لشمن

- ‌لطن

- ‌لعن

- ‌لغن

- ‌لغثن

- ‌لفن

- ‌لقن

- ‌لَكِن

- ‌لن

- ‌لنبن

- ‌لون

- ‌لَهُنَّ

- ‌لين

- ‌مانُ

- ‌(فصل الْمِيم) مَعَ النُّون)

- ‌متن

- ‌مثن

- ‌مجن

- ‌مجشن

- ‌مجندن

- ‌مجنن

- ‌محن

- ‌مخن

- ‌مدن

- ‌مدشن

- ‌مذين

- ‌مرن

- ‌مربن

- ‌مرجن

- ‌مردن

- ‌مرزبن

- ‌مَرْزَن

- ‌مرستَّن

- ‌مرسن

- ‌مرشن

- ‌مرغبن

- ‌مريفلن

- ‌مرغبون

- ‌مرغين

- ‌مزن

- ‌مزغن

- ‌مسن

- ‌مشكدن

- ‌مشكن

- ‌مشن

- ‌مطن

- ‌مطرن

- ‌معن

- ‌مغن

- ‌ميغن

- ‌مغدن

- ‌مغكن

- ‌مكن

- ‌مكرن

- ‌ملتن

- ‌ملجكن

- ‌ملن

- ‌منن

- ‌مُنَّ

- ‌ مَنٌ

- ‌مون

- ‌مهن

- ‌مين

- ‌ميكين

- ‌(فصل النُّون) مَعَ مثلهَا)

- ‌نبن

- ‌نبذن

- ‌نَتن

- ‌نثن

- ‌نَحن

- ‌نخن

- ‌نخجن

- ‌ندن

- ‌ندجن

- ‌ندغن

- ‌ندكن

- ‌نرسن

- ‌نرين

- ‌نسنن

- ‌نشبن

- ‌نقان

- ‌نقبن

- ‌نقن

- ‌نوبذن

- ‌نوبندجن

- ‌نمكبن

- ‌نمذين

- ‌نوشن

- ‌نوشجن

- ‌ننن

- ‌نون

- ‌نِينَ

- ‌نمن

- ‌نبطن

- ‌(فصل الْوَاو) مَعَ النُّون)

- ‌ وَأَن

- ‌وبن

- ‌وتن

- ‌وثن

- ‌وجن

- ‌وحن

- ‌وخن

- ‌وخشمن

- ‌وَدَن

- ‌وذن

- ‌وذلن

- ‌ورن

- ‌ورزن

- ‌ورمن

- ‌ورثن

- ‌ورذن

- ‌ورزن

- ‌ورسن

- ‌ورعجن

- ‌وركن

- ‌ورندن

- ‌وزن

- ‌زولن

- ‌وَسن

- ‌وَشن

- ‌وصن

- ‌وضن

- ‌وَطن

- ‌وَعَن

- ‌وغن

- ‌وفن

- ‌وقن

- ‌وَكن

- ‌وَلنْ

- ‌وَمن

- ‌ونن

- ‌وَهن

- ‌وين

- ‌‌‌(فصل الْهَاء) مَعَ النُّون)

- ‌(فصل الْهَاء) مَعَ النُّون)

- ‌هأن

- ‌هبن

- ‌هبرثن

- ‌هبركن

- ‌هتن

- ‌هترن

- ‌هتمن

- ‌هجن

- ‌هدن

- ‌هرن

- ‌هرشن

- ‌هزن

- ‌هسنجن

- ‌هفن

- ‌هفتن

- ‌هكن

- ‌هلن

- ‌همن

- ‌همذن

- ‌هنن

- ‌هندن

- ‌هنزمن

- ‌هون

- ‌‌‌(فصل الْيَاء) مَعَ النُّون)

- ‌(فصل الْيَاء) مَعَ النُّون)

- ‌يتن

- ‌يدعن

- ‌يرن

- ‌يرغن

- ‌يزن

- ‌يسن

- ‌يسمن

- ‌يفن

- ‌يقن

- ‌يلبن

- ‌يلتكن

- ‌يمن

- ‌ينن

- ‌ يونُ

- ‌يين

- ‌(بَاب الْهَاء)

- ‌(فصل الْهمزَة)

- ‌أبه

- ‌أته

- ‌اتييه

- ‌أده

- ‌أره

- ‌أزجه

- ‌أزه

- ‌أقه

- ‌أَله

- ‌امَةَ

- ‌أنَّه

- ‌أوه

- ‌أهه

- ‌ائِه

- ‌(فصل الْبَاء) مَعَ الْهَاء)

- ‌بأه

- ‌بجه

- ‌بده

- ‌برقوه

- ‌بردنوه

- ‌برزه

- ‌برشه

- ‌بره

- ‌بشه

- ‌بله

- ‌بنه

- ‌بنجده

- ‌بوه

- ‌بهه

- ‌بويه

- ‌بيه

- ‌(فصل التَّاء) مَعَ الْهَاء)

- ‌تبه

- ‌تجه

- ‌تره

- ‌تفه

- ‌تله

- ‌تمه

- ‌تنه

- ‌تهته

- ‌توه

- ‌تِيهُ

- ‌(فصل الثَّاء) مَعَ الْهَاء)

- ‌ثوه

- ‌ثهثه

- ‌ثفه

- ‌(فصل الْجِيم) مَعَ الْهَاء)

- ‌جبه

- ‌جده

- ‌جَرّه

- ‌جله

- ‌جلمه

- ‌جنه

- ‌جوه

- ‌جهجه

- ‌(فصل الْحَاء) مَعَ الْهَاء)

- ‌حيه

- ‌(فصل الْخَاء) مَعَ الْهَاء)

- ‌خانقاه

- ‌(فصل الدَّال) مَعَ الْهَاء)

- ‌دبه

- ‌دجه

- ‌دره

- ‌دفه

- ‌دكه

- ‌دله

- ‌ دَمُهُ

- ‌دمتيه

- ‌دهده

- ‌دوه

- ‌(فصل الذَّال) مَعَ الْهَاء)

- ‌ذمه

- ‌ذهه

- ‌(فصل الرَّاء) مَعَ الْهَاء)

- ‌ربه

- ‌رجه

- ‌رده

- ‌رفه

- ‌ركه

- ‌رهره

- ‌رُوهٌ

- ‌رْيةٌ

- ‌(فصل الزَّاي) مَعَ الْهَاء)

- ‌أزجه

- ‌زفه

- ‌زله

- ‌زمه

- ‌زوه

- ‌زهزه

- ‌(فصل السِّين) مَعَ الْهَاء)

- ‌سبه

- ‌سته

- ‌سَده

- ‌سفه

- ‌سَله

- ‌سمه

- ‌سمته

- ‌سنه

- ‌سنبه

- ‌سهنسه

- ‌سوه

- ‌(فصل الشين) مَعَ الْهَاء)

- ‌شبه

- ‌شده

- ‌شَره

- ‌شفه

- ‌شقَّه

- ‌شكه

- ‌شنه

- ‌شوه

- ‌شيه

- ‌(فصل الصَّاد) مَعَ الْهَاء)

- ‌صبه

- ‌صته

- ‌صهصه

- ‌(فصل الضَّاد) مَعَ الْهَاء)

- ‌ضبه

- ‌ضهه

- ‌(فصل الطَّاء) مَعَ الْهَاء)

- ‌طله

- ‌طمه

- ‌طهطه

- ‌(فصل الْعين) مَعَ الْهَاء)

- ‌عته

- ‌عجه

- ‌عده

- ‌عره

- ‌ عَزِهَ

- ‌عضه

- ‌عفه

- ‌عله

- ‌عَمه

- ‌عنته

- ‌عوه

- ‌عهه

- ‌عيه

- ‌‌‌(فَصْلُ الغَيْنِ المُعْجَمَةِ مَع الهَاءِ)

- ‌(فَصْلُ الغَيْنِ المُعْجَمَةِ مَع الهَاءِ)

- ‌غره

- ‌(فصل الْفَاء مَعَ الْهَاء)

- ‌فره

- ‌فطه

- ‌فقه

- ‌فكه

- ‌فوه

- ‌فهه

- ‌ فِيهَ

- ‌(فصل الْقَاف) مَعَ الْهَاء)

- ‌قره

- ‌قله

- ‌قمه

- ‌قنزه

- ‌قاه

- ‌قهقه

- ‌(فصل الْكَاف) مَعَ الْهَاء)

- ‌كَبه

- ‌كته

- ‌كده

- ‌كره

- ‌كَفه

- ‌كُله

- ‌كمه

- ‌كنه

- ‌كهه

- ‌كوه

- ‌كيه

- ‌(فصل اللَّام) مَعَ الْهَاء)

- ‌لثه

- ‌لطه

- ‌لهه

- ‌لَيْهِ:

- ‌لوه

- ‌(فصل الْمِيم) مَعَ الْهَاء)

- ‌مته

- ‌مده

- ‌مره

- ‌مزه

- ‌مطه

- ‌مقه

- ‌مله

- ‌مهه

- ‌موه

- ‌ميه

- ‌نبه

- ‌نبره

- ‌نجه

- ‌نده

- ‌نزه

- ‌نفه

- ‌نقه

- ‌نكه

- ‌نمه

- ‌نهنه

- ‌نوه

- ‌نيه

- ‌وَبِه

- ‌وَجه

- ‌وده

- ‌وره

- ‌وفه

- ‌وقه

- ‌وْلِه

- ‌ومه

- ‌ووه

- ‌وهوه

- ‌ويه

- ‌(فصل الْهَاء) مَعَ نَفسهَا)

- ‌هوه

- ‌هِيَةَ

- ‌(فصل الْيَاء) مَعَ الْهَاء)

- ‌يبه

- ‌يَده

- ‌يقه

- ‌يهيه

الفصل: وحَكَى يونُسُ عَن العَرَبِ: ضَرَبَ‌ ‌ مَنٌ مَناً، كقَوْلِكَ ضَرَبَ رَجُلٌ

وحَكَى يونُسُ عَن العَرَبِ: ضَرَبَ‌

‌ مَنٌ

مَناً، كقَوْلِكَ ضَرَبَ رَجُلٌ رَجُلاً.

وقَوْلهم فِي جَوابِ مَنْ قالَ: رَأَيْت زيدا المَنِّيُّ يَا هَذَا، فالمَنِّيُّ صفَةٌ غيرُ مُفِيدَةٍ، وإنَّما مَعْناهُ الإضافَة إِلَى مَنْ، لَا يُخَصُّ بذلِكَ قَبيلَةٌ مَعْروفَةٌ، وكَذلكَ تقولُ: المَنِّيَّانِ والمَنِّيُّون والمَنِّيَّة والمَنِّيَّتانِ والمَنِّيَّات، فَإِذا وَصَلْتَ أَفْرَدْتَ على مَا بَيَّنَه سِيْبَوَيْه.

وتكونُ مَنْ للاسْتِفهامِ الَّذِي فِيهِ معْنَى التَّعَجُّبِ نَحْو مَا حَكَاه سِيْبَوَيْه مِن قوْلِ العَرَبِ: سُبْحان اللَّه مَنْ هُوَ وَمَا هُوَ؛ وقَوْل الشَّاعِرِ:

جادَتْ بكَفَّيْ كَانَ مِنْ أَرْمَى البَشَرْ يُرْوَى بفتْحِ الميمِ، أَي بكَفَّيْ مَنْ هُوَ أَرْمَى البَشَر، وكانَ على هَذَا زَائِدَة، والرِّوايَةُ المَشْهورَةُ بكسْرِ الميمِ.

((

مِن

: ( {ومِنْ، بالكسْرِ) :) حَرْفُ خَفْضٍ يأْتي على أَرْبَعَةَ عَشَرَ وَجْهاً:

الأوَّل: (لابْتِداءِ الغايَةِ) ويُعَرَّفُ بمَا يَصحُّ لَهُ الانْتِهاءُ، وَقد يَجِيءُ لمجرَّدِ الابْتِداءِ من دُون قَصْدِ الانْتِهاءِ مَخْصوصاً نَحْو أَعُوذُ باللَّهِ} مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ، فابْتِداءُ الاسْتِعاذَةِ مِنَ الشَّيْطانِ مَعَ قَطْعِ النَّظَرِ عَن الانْتِهاءِ (غالِباً وسائِرُ مَعانِيها رَاجِعَةٌ إِلَيْهِ) .

(ورَدَّها الناصِرُ البَغْدادِيُّ فِي منْهاجِه إِلَى البَيانِيَّة دَفْعاً للاشْتِراكِ لشُمُولِه جمعَ مَوارِدِها.

قالَ شيْخُنا، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: وَهُوَ خِلافُ مَا نَصَّ عَلَيْهِ

ص: 208

أَئِمَّةُ الصَّرْف فِي الأَماكِنِ، ومِثَالُه قَوْلُه تَعَالَى:{ (إِنَّه مِنْ سُلَيْمانَ) } ) نَزَلَ فِيهِ مَنْزلَةَ الأماكِنِ، وَهَذَا كقَوْلِهم: كتَبْت مِن فلانٍ إِلَى فلانٍ، وقَوْلُه تَعَالَى:{ (مِن المَسْجِدِ الحَرَامِ) إِلَى المَسْجِدِ الأقْصَى} ، هُوَ كقَوْلِهم: خَرَجْتُ مِن بَغْدادَ إِلَى الكُوفَةِ. ويَقَعُ كذلِكَ فِي الزَّمانِ أَيْضاً كَمَا فِي الحدِيثِ: (فمُطِرْنا (مِن الجُمْعَةِ إِلَى الجُمْعَةِ)) ،) وَعَلِيهِ قَوْلُه تَعَالَى:{مِن أَوَّلِ يَوْم أَحَقّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ} . (و) يَقَعُ فِي المَعانِي: نَحْو قَرَأْتُ القُرْآنَ مِن أَوَّلِه إِلَى آخِرِه.

الثَّاني: (و (للتَّبْعِيضِ)، نَحْو قَوْلِه تعالَى:{ (! مِنْهُم مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ) } ،) وعَلامَتُها إمْكانُ سَدَّ بَعْض مَسَدّها، كقِراءَةِ ابنِ مَسْعودٍ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ:{حَتَّى تُنْفِقُوا بعضَ مَا تُحِبُّونَ} ؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {رَبّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِن ذُرِّيَّتي بوادٍ غَيْر ذِي زَرْعٍ} ،) فَمن هُنَا اقْتَضَى التَّبْعِيض لأنَّه كانَ تركَ فِيهِ بعضَ ذُرِّيَّتِه.

(و) الثَّالِثُ: (لبَيانِ الجِنْسِ، وكَثيراً مَا تَقَعُ بَعْدَما ومَهْما وهُما بهَا أَوْلَى لإفْراطِ إبْهامِهما)، كقَوْلِه تعالَى:{ (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ للنَّاسِ من رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا) } ،) وقوْلُه تَعَالَى:{مَا نَنْسَخُ مِن آيةٍ} ، وقَوْلُه تَعَالَى:{مَهْما تَأْتِنا بِهِ مِن آيةٍ} ؛ ومِن وُقُوعِها

ص: 209

بَعْد غَيْرهما قَوْلُه تَعَالَى: {يحلونَ فِيهَا مِن أَساوِرَ مِن ذَهَبٍ ويَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً مِن سنْدَس وإسْتَبْرَق} ، ونَحْو: (فاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثانِ. والفَرْقُ بينَ مِن للتَّبْعِيض ومِن للتَّبْيِين أَنَّه كانَ للتَّبْعِيضِ يكونُ مَا بَعْدَه أَكْثَر ممَّا قَبْلَه كقَوْلِه تَعَالَى: {وقالَ رجُلٌ مُؤْمِنٌ مِن آلِ فِرْعَوْنَ} ، وإنْ كانَ للتَّبْيِين كانَ مَا قَبْلَه أَكْثَر ممَّا بَعْده كقَوْلِه تَعَالَى:{فاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأوْثانِ} وأَنْكَرَ مَجِيءَ مِن لبَيانِ الجِنْسِ قَوْمٌ وَقَالُوا: هِيَ فِي {مِنْ ذَهَبٍ} و {مِنْ سُنْدسٍ} للتَّبْعِيضِ، وَفِي {مِنَ الأَوْثانِ} للابْتِداءِ، والمعْنَى فاجْتَنِبُوا مِنَ الأَوْثانِ الرِّجْسَ وَهُوَ عِبادَتُها وَفِيه تَكَلُّفٌ، وقَوْلُه تعالَى:{وَعَدَ اللَّهُ الذينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحات مِنْهُم مَغْفِرَةً وأَجْراً عَظِيماً} ، للتَّبْيِينِ لَا للتَّبْعِيضِ كَمَا زَعَمَ بعضُ الزَّنادِقَةِ الطَّاعِنِينَ فِي بعضِ الصَّحابَةِ، والمعْنَى الَّذين هُم هَؤُلَاءِ؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى:{الذينَ اسْتَجابُوا للَّهِ والرَّسُولِ مِن بِعْدَ مَا أَصابَهم القرحُ للذينَ أَحْسَنُوا! مِنْهُمْ واتَّقُوا أَجْرٌ عَظيمٌ} ، وكُلّهم مُحْسِن مُتَّقّ، وقوْلُه:{ولئِنْ لم يَنْتَهوا عمَّا يقُولونَ ليَمسَّنَّ الَّذينَ كَفَرُوا مِنْهُم عَذابٌ أَلِيمٌ} ، وَالْمقول فيهم ذلِكَ كُلّهم كُفَّار.

قُلْتُ: وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {فإنْ طِبْنَ لكُم عَن شيءٍ مِنْهُ نَفْساً فكُلُوه} ، فَإِن مِنْ هُنَا للجِنْسِ، أَي كُلُوا الشَّيءَ الَّذِي هُوَ مَهْرٌ.

ص: 210

وقالَ الرَّاغِبُ: وتكونُ لاسْتِغراقِ الجِنْسِ فِي النَّفْي والاسْتِفْهامِ نَحْو: {فَمَا {منْكُم مِن أَحَدٍ عَنهُ حاجِزِينَ} .

قُلْتُ: وَقد جُعِلَتْ هَذِه المَعاني الثَّلاثَةُ فِي آيةٍ واحِدَةٍ وَهُوَ قَوْلُه تَعَالَى: {ويُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيهَا مِنْ بَرَد} ، فالأُوْلى لابْتِداءِ الغايَةِ والثانِيَةُ للتَّبْعِيضِ، والثالِثَةُ للبَيانِ.

وقالَ الرَّاغِبُ: تَقْديرُه: يُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ جِبالاً، فمِنْ الأُوْلى لابْتِداءِ الغايَةِ، والثانِيَةُ ظَرْفٌ فِي مَوْضِع المَفْعولِ، والثالِثَةُ للتَّبْعِيضِ كقَوْلِكَ عِنْدَه جِبالٌ مِن مالٍ، وقيلَ: يُحْتَمَلُ أَنْ يكونَ حملَ على الظَّرْفِ على أنَّه مُنْزَلٌ عَنهُ، وقوْلُه:{مِنْ بَرَد} نصب أَي يُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيهَا بَرَداً؛ وقيلَ: مَوْضِعُ مِنْ فِي قوْلِه: {مِن بَرَد} رَفْع، و {مِنْ جِبالِ} نَصْب على أنَّه مَفْعولٌ بِهِ كأَنَّه فِي التَّقْدِيرِ ويُنزِّلُ مِنَ السَّماءِ جِبالاً فِيهَا بَرَد، وتكونُ الجِبالُ على هَذَا تَعْظِيماً وتَكْثِيراً لمَا نَزَلَ مِنَ السَّماءِ.

(و) الَّرابعُ: بمعْنَى (التَّعْلِيلِ) كقَوْلِه تعالَى: { (} ممَّا خَطايئاتهُم أُغْرِقُوا) } ،) وقَوْلُه:

وذلكَ من نبإ جاءَني (و) الخامِسُ: بمعْنَى (البَدَلِ) كقَوْلِه تعالَى: { (أَرَضِيتُم بالحياةِ الدُّنْيا مِن الآخِرَةِ) } ،) وكقَوْلِه، عز وجل: {وَلَو نَشاءُ لجَعَلْنا

ص: 211

منكُم مَلائِكَةً} ، أَي بَدَلَكُم لأنَّ الملائِكَةَ لَا تكونُ مِنَ الإنْسِ؛ وكقَوْلِه تَعَالَى:{لَنْ تغني عَنْهُم أَمْوالُهم وَلَا أَوْلادُهم مِن اللَّهِ شَيْئا} ،) أَي بَدَل طَاعة اللَّهِ أَو بَدَل رَحْمَة اللَّهِ، وَمِنْه أَيْضاً: قَوْلُهم فِي دعاءِ القُنُوتِ: (لَا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ.

(و) السَّادِسُ: بمعْنَى (الغايَةِ)، نَحْو قَوْلِكَ:(رأَيْتُه من ذلكَ المَوْضِع)، قالَ سِيْبَوَيْه: فإنَّك (جَعَلْتَهُ غايَةً لرُؤْيَتِكَ أَي مَحَلاًّ) ، كَمَا جَعَلْتَه غايَةً حيثُ أَرَدْتَ (للابْتِداءِ والانْتِهاءِ) ؛) كَذَا فِي المُحْكَم.

(و) السَّابِعُ: بمعْنَى (التَّنْصيصِ على العُمومِ وَهِي الَّزائِدَةُ)، وتُعْرَفُ بأنَّها لَو أُسْقِطَتْ لم يَخْتَلّ المَعْنَى (نَحْوُ: مَا جاءَني من رجُلٍ) ، أُكِّدَ بمِنْ وَهُوَ مَوْضِعُ تَبْعِيضٍ، فأَرادَ أنَّه لم يأْتِه بعضُ الرِّجالِ، وكَذلِكَ وَيْحَه مِنْ رجُلٍ: إنَّما أَرادَ أَنْ يَجْعَل التَّعَجّبَ مِن بعضٍ، وكَذلِكَ: لي مِلْؤُهُ مِن عَسَلٍ، وَهُوَ أَفْضَل مِنْ زيْدٍ.

(و) الثَّامِنُ: بمعْنَى (تَوْكيدِ العُمومِ) وَهِي (زائِدَةٌ أَيْضاً) نَحْوُ: (مَا جاءَني مِنْ أَحَدٍ)، وَشرط زِيادَتها فِي النَّوْعَيْن أُمُورٌ: أَحَدُها: تقدُّمُ نَفْي أَو نَهْي أَو اسْتِفْهامٍ بهَلْ أَو شَرْط نَحْوُ: {وَمَا تَسْقطُ مِنْ وَرَقَةٍ إلَاّ يَعْلَمها} ، {مَا تَرى فِي خلْقِ الرَّحْمن مِن تَفَاوُت} ، {فارْجع البَصَر هَلْ تَرَى مِن فطورٍ} ، وَمِنْه قَوْلُ الشاعِرِ:

ومَهْما يَكُنْ عنْدَ امْرىءٍ مِنْ خَلِيقَةٍ وَإِن خَالَها تُخْفَى على الناسِ تُعْلَمِ

ص: 212

الثَّاني: أَنْ يَتكرَّرَ مَجْرُورُها.

الثَّالِثُ: كوْنَه فاعِلاً، أَو مَفْعولاً بِهِ، أَو مُبْتدأ.

وقالَ الجاربردي: والزائِدَةُ لَا تَكونُ إلَاّ فِي غيرِ الْمُوجب نَفْياً كانَ أَو نَهْياً أَوْ اسْتِفهاماً، أَي لأَنَّ فائِدَةَ مِنْ الزَّائِدَة تَأْكِيدُ مَعْنَى الاسْتِغراقِ، وذلِكَ فِي النَّفْي دُونَ الإثْباتِ، وفيهَا خِلافٌ للكُوفِيِّين والأَخْفَش، فإنَّهم يزِيدُونَها فِي الموجبِ أَيْضاً.

وَفِي الصِّحاحِ: وَقد تَدْخلُ مِنْ تَوْكِيداً لَغْواً؛ قالَ الأَخْفَشُ: وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {وتَرَى المَلائِكَةَ حافِّينَ مِنْ حَوْلِ العَرْشِ} ، وقالَ تَعَالَى:{مَا جَعَلَ اللَّهُ لرجُلٍ مِنْ قَلْبَيْن فِي جوْفِه} ، إنَّما أَدْخَلَ مِنْ تَوْكيداً كَمَا تقولُ رأَيْتَ زيدا نَفْسَه، انتَهَى.

وقالَ الرَّاغِبُ فِي قوْله تَعَالَى: {فكُلُوا! ممَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُم} ، قالَ أَبو الحَسَنِ: مِن زائِدَةٌ والصَّحيحُ أَنَّها ليْسَتْ بزَائِدَةٍ لأنَّ بعضَ مَا أَمْسَكْنَ لَا يَجوزُ أَكْلُه كالدَّمِ والغدَدِ وَمَا فِيهِ مِن القَاذُورَاتِ المنهيّ عَن تَناوِلِها، انتَهَى.

وقالَ أَبو البَقاءِ فِي قوْلِه تَعَالَى: {مَا فَرَّطْنا فِي الكِتابِ مِنْ شيءٍ} ، إنَّ مِنْ زائِدَة وَشَيْء فِي مَوْضِعِ المَصْدَرِ أَي تَفْرِيطاً، وعَدَّ أَيْضاً قَوْله تَعَالَى:{مَا نَنْسَخُ مِنْ آيةٍ} ، وقالَ: يَجوزُ كَوْن آيةٍ حَالا، ومِن زَائِدَةٌ، واسْتَدَلّ بنَحْو:{ولَقَدْ جاءَكَ مِنْ نبإِ المُرْسَلِين} ، {يَغْفِر لكُم منْ

ص: 213

ذنوبِكم} ، {يُحَلّوْنَ فِيهَا مِن أَساوِرَ} ، {ونكفر عَنْكُم سيئاتِكم} . وخَرَّجَ الكِسائيُّ على زِيادَتِها الحدِيثَ:(إنَّ مِنْ أَشَدِّ الناسِ عَذاباً يَوْم القِيامَةِ المُصَوِّرُونَ)، وَكَذَا ابنُ جنِّي قِراءَة بعضِهم: لمَّا آتيتكم مِن كِتابٍ وحِكْمةٍ بتَشْديدِ لمَّا، وقالَ بِهِ بعضُهم فِي (ولقَدْ جاءَك مِنْ نبإِ الْمُرْسلين) .

(و) التَّاسِعُ: بمعْنَى (الفَصْلِ، وَهِي الدَّاخِلَةُ على ثَانِي المُتَضادَّيْنِ) كقَوْلِه تَعَالَى: { (واللَّهُ يَعْلَمُ المُفْسِدَ من المُصْلِحِ) } ،) وقَوْله تَعَالَى:{حَتَّى يُمَيّز الخَبِيثَ مِن الطيِّبِ} .

(و) العاشِرُ: (مُرادَفَة الباءِ) كقَوْلِه تَعَالَى: { (يَنْظرونَ إليكَ من طَرَفٍ خَفِيَ) } ،) أَي بطَرَفٍ خَفِيَ.

(و) الْحَادِي عَشَرَ: (مُرادَفَة عَنْ)، كقَوْلِه تَعَالَى:{ (فَوَيْلٌ للقاسِيَة قُلوبُهُمْ مِن ذِكْرِ اللَّهِ) } (36 ع) ،) أَي عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ، وقَوْلُه تَعَالَى:{لقد كُنْت فِي غفْلَةٍ مِن هَذَا} (37) .

(و) الثَّاني عشر: (مُرادَفَة فِي) كقَوْلِه تَعَالَى: { (أَرُونِي مَاذَا خَلَقوا مِن الأرْضِ) } (38) ،) أَي فِي الأرضِ، وقوْله تَعَالَى:{ (إِذا نُودِي للصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ) } (39) ،) أَي فِي يَوْم الجُمُعَةِ.

(و) الثَّالِثُ عشر: (مُوافَقَة

ص: 214

عِنْدَ) كقَوْلِه تَعَالَى: { (لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُم وَلَا أَوْلادُهُم مِن اللَّهِ شَيئاً) } (40) ،) أَي عِنْدَ اللَّهِ، عَن أَبي عُبيدَةٍ وقدَّمْنا فِي ذلِكَ أنَّه للبَدَلِ.

(و) الَّرابِعُ عَشَرَ: (مُرادَفَة على) كقَوْلِه تَعَالَى: { (ونَصَرْناهُ مِنَ القَوْمِ) } ،) أَي على القَوْمِ؛ نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ.

قالَ ابنُ بَرِّي: يقالُ: نَصَرْتُه مِنْ فلانٍ، أَي مَنَعْتُه مِنْهُ، لأنَّ الناصِرَ لكَ مانِعٌ عَدُوَّك، فلمَّا كانَ نَصَرْته فِي معْنَى مَنَعْته جازَ أَن يتعدَّى بمِنْ، ومِثْلُه:{فلْيَحْذَرِ الذينَ يُحالِفُون عَن أَمْرِه} ،) فعدَّى الفِعْلَ بعَنْ حَمْلاً على معْنَى يَخْرُجُون عَن أَمْرِه، لأنَّ المُخالفَةَ خُرُوجٌ عَن الطَّاعَةِ.

وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:

مِنْ تكونُ صِلَةً. قالَ الفرَّاءُ: وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {وَمَا يَعْزُبُ عَن رَبِّك مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ} ، أَي مَا يَعْزُبُ عَن علْمِه وَزْنُ ذَرَّةٍ؛ وَمِنْه أَيْضاً قَوْل داية الأحْنَف:

واللَّه لَوْلَا حَنَفٌ فِي رِجْلِهما كانَ مِن فِتْيانِكُمْ مِنْ مِثْلِهِقالَ: مِنْ صِلَةٌ هُنَا؛ قالَ: والعَرَبُ تُدْخِلُ مِنْ على جَمِيعِ المحالِّ إلَاّ على اللَاّمِ والباءِ، وتُدْخِلُ مِنْ على عَنْ وَلَا عكس؛ قالَ القُطاميُّ:

مِنْ عَنْ يمينِ الحُبَيّا نَظْرةٌ قَبَلٌ وقالَ أَبو عُبيدٍ: العَرَبُ تَضَعُ مِنْ مَوْضِعَ مُذْ، تقولُ: مَا رأَيْته مِنْ سنةٍ، أَي مُذْ سَنَةٍ؛ قالَ زُهيرٌ:

ص: 215

لِمَنِ الدِّيارُ بقُنَّةِ الحِجْرِأَقْوَيْنَ من حِجَجٍ وَمن دَهْرِ؟ (7) أَي مُذْ حِجَجٍ؛ وَعَلِيهِ خَرَّجُوا قَوْلَه تَعَالَى: {مِن أَوَّلِ يَوْم أَحَق أَن تَقُومَ فِيهِ} .

وتكونُ بمعْنَى اللامِ الزائِدَةِ كقَوْلِه:

أَمِنْ آلِ لَيْلى عَرَفْتَ الدِّيارا أَرادَ ألآلِ لَيْلى.

وتكونُ مُرادَفَة لباءِ القَسَمِ كقَوْلِهم: مِنْ رَبِّي فعلت، أَي برَبِّي.

فائِدَة مُهمة.

قالَ اللَّحْيانيُّ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: إِذا لَقِيَتِ النُّونُ أَلفَ الوَصْلِ فَمنهمْ مَنْ يخْفضُ النُّونَ فيَقولُ مِنِ القَوْم ومِن ابْنِك. وحُكِي عَن طَيِّىءٍ وكَلْبٍ: اطْلُبُوا مِن الرَّحْمنِ، وبعضُهم يَفْتَح النّونَ عنْدَ اللامِ وأَلفِ الوَصْل فيَقولُ: مِنَ القَوْمِ ومِنَ ابْنِك، قالَ: وأُراهُم إنَّما ذَهَبُوا فِي فتْحِها إِلَى الأصْل لأنَّ أَصْلَها إنَّما هُوَ مِنَا، فلمَّا جُعِلَتْ أَداةً حُذِفَتِ الأَلفُ وبَقِيَتِ النُّونُ مَفْتوحةً، قالَ: وَهِي فِي قُضَاعَةَ؛ وأَنْشَدَ الكِسائيُّ عَن بعضِ قُضاعَةَ:

بَذَلْنا مارِنَ الخَطِّيِّ فيهِمْوكُلَّ مُهَنَّدٍ ذَكَرٍ حُسَامِمِنَا أَن ذَرَّ قَرْنُ الشَّمْس حَتَّى أَغاثَ شَرِيدَهُمْ فَنَنُ الظَّلامِقالَ ابنُ جنِّي: قالَ الكِسائيُّ: أَرادَ مِنْ، وأَصْلُها عنْدَهُم مِنَا، واحْتاجَ إِلَيْهَا فأَظْهَرَها على الصِّحَّة هُنَا.

وقالَ سِيْبَوَيْه: قَالُوا: مِنَ اللَّهِ ومِنَ الرَّسولِ فَتَحُوا، وشَبَّهوها بكيْفَ وأَيْنَ، وزَعَمُوا أنَّ نَاسا

ص: 216

يقُولونَ بكسْرِ النونِ فيُجْرُونَها على القِياس، يعْنِي أَنَّ الأصْلَ فِي ذلكَ الكَسْرُ لالْتِقاءِ السَّاكِنَيْن؛ قالَ: واخْتَلَفُوا إِذا كانَ مَا بَعْدَها أَلِفُ وَصْلٍ فكَسَرَه قوْمٌ على القِياسِ، وَهِي الجيِّدَةُ. ونقلَ عَن قوْمِ فِيهِ الفَتْح أَيْضاً.

وقالَ أَبو إسْحاقَ: يَجوزُ حَذْفَ النونِ مِنْ مِنْ وعَنْ عنْدَ الألفِ واللامِ لالْتِقاءِ السَّاكِنين، وَهُوَ فِي مِنْ أَكْثَر يقالُ: مِنَ الآنِ ومِ الْآن، ونقلَ ذلِكَ عَن ابنِ الأعْرابيِّ أَيْضاً.

تذنيب

قَوْلُه تَعَالَى: {كُلَّما أَرادُوا أَنْ يخرجُوا! مِنْهَا مِن غَمَ} ، الأُوْلى للابْتِداءِ، والثانِيَة للتَّعْلِيلِ؛ وقَوْلُه تَعَالَى:{ممَّا تنبتُ الأرْضُ مِنْ بَقْلِها} ، الأُوْلى للابْتِداءِ، والثانِيَة إمَّا كَذلِكَ فالمَجْرُورُ بَدَلُ بعضٍ وأعيد الْجَار، وإمَّا لبَيانِ الجنْسِ فالظَّرْفُ حالٌ والمنبت مَحْذوفٌ، أَي ممَّا تنبِتُه كائِناً مِن هَذَا الجِنْسِ؛ وقوْلُه تَعَالَى:{وَمن أَظْلَمَ مِمَّن كَتَمَ شَهادَةً عنْدَه مِنَ اللَّهِ} ، الأُوْلى مِثْلُها فِي زَيْد أَفْضَل مِنْ عَمْرو والثانِيَة للابْتِداءِ؛ وقوْلُه تَعَالَى:{أَتَأْتُون الرِّجالَ شَهْوةً مِنْ دُونَ النِّساءِ} ، مِنْ للابْتِداءِ والظَّرْفُ صفَةٌ لشَهْوةٍ، أَي شَهْوة مُبْتدأَةٌ مِن دُونهنَّ؛ وقوْلُه تَعَالَى:{مَا يَودُّ الذينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكِتابِ} الْآيَة فِيهَا مِنْ ثَلَاث مَرَّات، الأُوْلى للبَيانِ، والثانِيَةُ زائِدَةٌ، والثالثةُ لابْتِداءِ الغايَةِ؛ وقوْلُه تَعَالَى:{لآكلون من شَجَرٍ مِنْ زقوم} ، وقوْلُه تَعَالَى:

ص: 217