المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وخلفُ بنُ حامِدِ بنِ الفَرَجِ بنِ {كِنانَةَ} الكِنانيُّ وَلِيَ قَضَاءَ - تاج العروس من جواهر القاموس - جـ ٣٦

[مرتضى الزبيدي]

فهرس الكتاب

- ‌قطن

- ‌قعن

- ‌قعطن

- ‌قفن

- ‌قفتن

- ‌قفزن

- ‌ققن

- ‌قُلْنَ

- ‌قلمن

- ‌قلسن

- ‌قمن

- ‌قنن

- ‌قون

- ‌قين

- ‌(فصل الْكَاف) مَعَ النُّون)

- ‌كأَنْ

- ‌كبن

- ‌كتن

- ‌كثن

- ‌كحرن

- ‌كلخشتن

- ‌كدن

- ‌كذن

- ‌كرن

- ‌كردن

- ‌كرزن

- ‌كرسن

- ‌كركدن

- ‌كرمجن

- ‌كزرن

- ‌كزمن

- ‌كزن

- ‌كسدن

- ‌كسن

- ‌كستن

- ‌كسطن

- ‌كشن

- ‌كشكن

- ‌كشكن

- ‌كشمهن

- ‌كعن

- ‌كلدن

- ‌كفن

- ‌كلن

- ‌كمن

- ‌كمسن

- ‌كنن

- ‌كنبن

- ‌كندكن

- ‌كدلن

- ‌كَون

- ‌كهن

- ‌كين

- ‌(فصل اللَّام) مَعَ النُّون) (فصل اللَّام) مَعَ النُّون)

- ‌لبن

- ‌لتن

- ‌لجن

- ‌لحن

- ‌لخن

- ‌لدن

- ‌لذن

- ‌لزن

- ‌لسَّنَ

- ‌لشبن

- ‌لشمن

- ‌لطن

- ‌لعن

- ‌لغن

- ‌لغثن

- ‌لفن

- ‌لقن

- ‌لَكِن

- ‌لن

- ‌لنبن

- ‌لون

- ‌لَهُنَّ

- ‌لين

- ‌مانُ

- ‌(فصل الْمِيم) مَعَ النُّون)

- ‌متن

- ‌مثن

- ‌مجن

- ‌مجشن

- ‌مجندن

- ‌مجنن

- ‌محن

- ‌مخن

- ‌مدن

- ‌مدشن

- ‌مذين

- ‌مرن

- ‌مربن

- ‌مرجن

- ‌مردن

- ‌مرزبن

- ‌مَرْزَن

- ‌مرستَّن

- ‌مرسن

- ‌مرشن

- ‌مرغبن

- ‌مريفلن

- ‌مرغبون

- ‌مرغين

- ‌مزن

- ‌مزغن

- ‌مسن

- ‌مشكدن

- ‌مشكن

- ‌مشن

- ‌مطن

- ‌مطرن

- ‌معن

- ‌مغن

- ‌ميغن

- ‌مغدن

- ‌مغكن

- ‌مكن

- ‌مكرن

- ‌ملتن

- ‌ملجكن

- ‌ملن

- ‌منن

- ‌مُنَّ

- ‌ مَنٌ

- ‌مون

- ‌مهن

- ‌مين

- ‌ميكين

- ‌(فصل النُّون) مَعَ مثلهَا)

- ‌نبن

- ‌نبذن

- ‌نَتن

- ‌نثن

- ‌نَحن

- ‌نخن

- ‌نخجن

- ‌ندن

- ‌ندجن

- ‌ندغن

- ‌ندكن

- ‌نرسن

- ‌نرين

- ‌نسنن

- ‌نشبن

- ‌نقان

- ‌نقبن

- ‌نقن

- ‌نوبذن

- ‌نوبندجن

- ‌نمكبن

- ‌نمذين

- ‌نوشن

- ‌نوشجن

- ‌ننن

- ‌نون

- ‌نِينَ

- ‌نمن

- ‌نبطن

- ‌(فصل الْوَاو) مَعَ النُّون)

- ‌ وَأَن

- ‌وبن

- ‌وتن

- ‌وثن

- ‌وجن

- ‌وحن

- ‌وخن

- ‌وخشمن

- ‌وَدَن

- ‌وذن

- ‌وذلن

- ‌ورن

- ‌ورزن

- ‌ورمن

- ‌ورثن

- ‌ورذن

- ‌ورزن

- ‌ورسن

- ‌ورعجن

- ‌وركن

- ‌ورندن

- ‌وزن

- ‌زولن

- ‌وَسن

- ‌وَشن

- ‌وصن

- ‌وضن

- ‌وَطن

- ‌وَعَن

- ‌وغن

- ‌وفن

- ‌وقن

- ‌وَكن

- ‌وَلنْ

- ‌وَمن

- ‌ونن

- ‌وَهن

- ‌وين

- ‌‌‌(فصل الْهَاء) مَعَ النُّون)

- ‌(فصل الْهَاء) مَعَ النُّون)

- ‌هأن

- ‌هبن

- ‌هبرثن

- ‌هبركن

- ‌هتن

- ‌هترن

- ‌هتمن

- ‌هجن

- ‌هدن

- ‌هرن

- ‌هرشن

- ‌هزن

- ‌هسنجن

- ‌هفن

- ‌هفتن

- ‌هكن

- ‌هلن

- ‌همن

- ‌همذن

- ‌هنن

- ‌هندن

- ‌هنزمن

- ‌هون

- ‌‌‌(فصل الْيَاء) مَعَ النُّون)

- ‌(فصل الْيَاء) مَعَ النُّون)

- ‌يتن

- ‌يدعن

- ‌يرن

- ‌يرغن

- ‌يزن

- ‌يسن

- ‌يسمن

- ‌يفن

- ‌يقن

- ‌يلبن

- ‌يلتكن

- ‌يمن

- ‌ينن

- ‌ يونُ

- ‌يين

- ‌(بَاب الْهَاء)

- ‌(فصل الْهمزَة)

- ‌أبه

- ‌أته

- ‌اتييه

- ‌أده

- ‌أره

- ‌أزجه

- ‌أزه

- ‌أقه

- ‌أَله

- ‌امَةَ

- ‌أنَّه

- ‌أوه

- ‌أهه

- ‌ائِه

- ‌(فصل الْبَاء) مَعَ الْهَاء)

- ‌بأه

- ‌بجه

- ‌بده

- ‌برقوه

- ‌بردنوه

- ‌برزه

- ‌برشه

- ‌بره

- ‌بشه

- ‌بله

- ‌بنه

- ‌بنجده

- ‌بوه

- ‌بهه

- ‌بويه

- ‌بيه

- ‌(فصل التَّاء) مَعَ الْهَاء)

- ‌تبه

- ‌تجه

- ‌تره

- ‌تفه

- ‌تله

- ‌تمه

- ‌تنه

- ‌تهته

- ‌توه

- ‌تِيهُ

- ‌(فصل الثَّاء) مَعَ الْهَاء)

- ‌ثوه

- ‌ثهثه

- ‌ثفه

- ‌(فصل الْجِيم) مَعَ الْهَاء)

- ‌جبه

- ‌جده

- ‌جَرّه

- ‌جله

- ‌جلمه

- ‌جنه

- ‌جوه

- ‌جهجه

- ‌(فصل الْحَاء) مَعَ الْهَاء)

- ‌حيه

- ‌(فصل الْخَاء) مَعَ الْهَاء)

- ‌خانقاه

- ‌(فصل الدَّال) مَعَ الْهَاء)

- ‌دبه

- ‌دجه

- ‌دره

- ‌دفه

- ‌دكه

- ‌دله

- ‌ دَمُهُ

- ‌دمتيه

- ‌دهده

- ‌دوه

- ‌(فصل الذَّال) مَعَ الْهَاء)

- ‌ذمه

- ‌ذهه

- ‌(فصل الرَّاء) مَعَ الْهَاء)

- ‌ربه

- ‌رجه

- ‌رده

- ‌رفه

- ‌ركه

- ‌رهره

- ‌رُوهٌ

- ‌رْيةٌ

- ‌(فصل الزَّاي) مَعَ الْهَاء)

- ‌أزجه

- ‌زفه

- ‌زله

- ‌زمه

- ‌زوه

- ‌زهزه

- ‌(فصل السِّين) مَعَ الْهَاء)

- ‌سبه

- ‌سته

- ‌سَده

- ‌سفه

- ‌سَله

- ‌سمه

- ‌سمته

- ‌سنه

- ‌سنبه

- ‌سهنسه

- ‌سوه

- ‌(فصل الشين) مَعَ الْهَاء)

- ‌شبه

- ‌شده

- ‌شَره

- ‌شفه

- ‌شقَّه

- ‌شكه

- ‌شنه

- ‌شوه

- ‌شيه

- ‌(فصل الصَّاد) مَعَ الْهَاء)

- ‌صبه

- ‌صته

- ‌صهصه

- ‌(فصل الضَّاد) مَعَ الْهَاء)

- ‌ضبه

- ‌ضهه

- ‌(فصل الطَّاء) مَعَ الْهَاء)

- ‌طله

- ‌طمه

- ‌طهطه

- ‌(فصل الْعين) مَعَ الْهَاء)

- ‌عته

- ‌عجه

- ‌عده

- ‌عره

- ‌ عَزِهَ

- ‌عضه

- ‌عفه

- ‌عله

- ‌عَمه

- ‌عنته

- ‌عوه

- ‌عهه

- ‌عيه

- ‌‌‌(فَصْلُ الغَيْنِ المُعْجَمَةِ مَع الهَاءِ)

- ‌(فَصْلُ الغَيْنِ المُعْجَمَةِ مَع الهَاءِ)

- ‌غره

- ‌(فصل الْفَاء مَعَ الْهَاء)

- ‌فره

- ‌فطه

- ‌فقه

- ‌فكه

- ‌فوه

- ‌فهه

- ‌ فِيهَ

- ‌(فصل الْقَاف) مَعَ الْهَاء)

- ‌قره

- ‌قله

- ‌قمه

- ‌قنزه

- ‌قاه

- ‌قهقه

- ‌(فصل الْكَاف) مَعَ الْهَاء)

- ‌كَبه

- ‌كته

- ‌كده

- ‌كره

- ‌كَفه

- ‌كُله

- ‌كمه

- ‌كنه

- ‌كهه

- ‌كوه

- ‌كيه

- ‌(فصل اللَّام) مَعَ الْهَاء)

- ‌لثه

- ‌لطه

- ‌لهه

- ‌لَيْهِ:

- ‌لوه

- ‌(فصل الْمِيم) مَعَ الْهَاء)

- ‌مته

- ‌مده

- ‌مره

- ‌مزه

- ‌مطه

- ‌مقه

- ‌مله

- ‌مهه

- ‌موه

- ‌ميه

- ‌نبه

- ‌نبره

- ‌نجه

- ‌نده

- ‌نزه

- ‌نفه

- ‌نقه

- ‌نكه

- ‌نمه

- ‌نهنه

- ‌نوه

- ‌نيه

- ‌وَبِه

- ‌وَجه

- ‌وده

- ‌وره

- ‌وفه

- ‌وقه

- ‌وْلِه

- ‌ومه

- ‌ووه

- ‌وهوه

- ‌ويه

- ‌(فصل الْهَاء) مَعَ نَفسهَا)

- ‌هوه

- ‌هِيَةَ

- ‌(فصل الْيَاء) مَعَ الْهَاء)

- ‌يبه

- ‌يَده

- ‌يقه

- ‌يهيه

الفصل: وخلفُ بنُ حامِدِ بنِ الفَرَجِ بنِ {كِنانَةَ} الكِنانيُّ وَلِيَ قَضَاءَ

وخلفُ بنُ حامِدِ بنِ الفَرَجِ بنِ {كِنانَةَ} الكِنانيُّ وَلِيَ قَضَاءَ نواحِي بعضِ الأَنْدَلُس.

{وكانُونُ، ويقالُ} كَنُونُ: لَقَبُ الشَّريف أَحمدَ بنِ القاسِمِ بنِ محمدِ بنِ القاسِمِ بنِ إدْرِيس الحُسَيْنِيُّ والدمُلُوك قُرْطُبَة.

وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:

‌كنبن

: كُنابين، بالضمِّ: مَوْضِعٌ، عَن ياقوت.

وكَنْبانِيَةُ، بالفتْحِ وتَخْفيفِ الياءِ: ناحِيَةٌ بالأَنْدَلُسِ قُرْبَ قُرْطُبَة.

وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:

‌كندكن

:) كَنْدكين، بالفتْحِ: من قُرَى صغْد سَمَرْقَنْدَ، مِنْهَا: أَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ أَحمدَ بنِ الحُسَيْنِ عَن القاضِي أَبي عليَ النَّسَفيّ، وَعنهُ ابنُ السّمعانيّ.

وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:

‌كدلن

:) كُنْدُلانُ، بضمِّ الكافِ والدالِ: قَرْيةٌ بأَصْبَهانَ، مِنْهَا أَبو طالِبٍ أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ يوسُفَ القرشيُّ عَن ابنِ مَرْدَوَيْه.

‌كَون

: ( {الكَوْنُ: الحَدَثُ} كالكَيْنُونَةِ) ، وَقد {كانَ} كَوْناً {وكَيْنُونَةً؛ عَن اللَّحْيانيِّ وكُراعٍ؛} والكَيْنُونَةُ فِي مَصْدرِ كانَ! يكونُ أَحْسَنُ.

وقالَ الفرَّاءُ: العَرَبُ تقولُ فِي ذواتِ الياءِ: طِرْتُ طَيْرُورَةً، وحِدْتُ حَيْدُودَةً فيماَ لَا يُحْصَى مِن هَذَا الضَّرْبِ، فأَمَّا ذَوَات الْوَاو فإنَّهم لَا يقُولُونَ ذلكَ، وَقد أَتى عَنْهُم فِي

ص: 69

أَرْبعةِ أَحْرف؛ مِنْهَا {الكَيْنُونَةُ مَن} كُنْتُ، والدَّيْمومَةُ مِن دُمْتُ، والهَيْعُوعَةُ من الهُواعِ، والسَّيْدُودَةُ مِن سُدْتُ، {وكانَ يَنْبَغي أَنْ} يكونَ كَوْكُونَة، ولكنَّها لمَّا قَلَّتْ فِي مَصادِرِ الواوِ وكَثُرَتْ فِي مَصادِرِ الياءِ أَلْحقُوها بِالَّذِي هُوَ أَكْثَر مَجِيئاً مِنْهَا، إِذا كانتِ الياءُ والواوُ مُتَقارِبي المَخْرج.

قالَ: وكانَ الخَليلُ يقولُ {كَيْنونَةَ فَيْعولَة هِيَ فِي الأَصْلِ كَيْوَنُونة، الْتَقَتْ مِنْهَا ياءٌ وواوٌ، الأُولى مِنْهُمَا ساكِنَةٌ فصيرتا يَاء مُشَدَّدَة مثْلَ مَا قَالُوا الهَيِّنُ من هُنْتُ، ثمَّ خَفَّفُوها كَيْنُونَة كَمَا قَالُوا هَيْنٌ لَيْنٌ.

قالَ الفرَّاء: وَقد ذُهِبَ مَذْهَباً إلَاّ أَنَّ القولَ عنْدِي هُوَ الأَوَّل.

ونَقَلَ المَناوِي فِي التَّوْقِيف: أَنَّ} الكَوْنَ اسمٌ لمَا حَدَثَ دفْعَةً كانْقِلابِ الماءِ عَن الهَواءِ، لأنَّ الصُّورَةَ الكُلِّيةَ كانتْ للماءِ بالقوَّةِ فخرَجَتْ مِنْهَا إِلَى الفِعْلِ، فَإِذا كانَ على التَّدْريجِ فَهُوَ الحركَةُ، وقيلَ: الكَوْنُ حُصُولُ الصُّورةِ فِي المادَّةِ بعْدَ أَنْ لم تكنْ فِيهَا؛ ذَكَرَه ابنُ الكَمالِ.

وقالَ الرَّاغبُ: الكَوْنُ يَسْتَعْملُه بعضُهم فِي اسْتِحالَةِ جَوْهرٍ مَا إِلَى مَا هُوَ أَشْرَف مِنْهُ، والفَسَاد فِي اسْتِحالَة جَوْهرٍ إِلَى مَا هُوَ دُرنَه؛ والمُتَكلِّمون يَسْتَعْملُونَه فِي معْنى الإبْدَاعِ.

قلْتُ: وَهُوَ عنْدَ أَهْلِ التَّحْقِيقِ عِبارَةٌ عَن وُجودِ العالمِ مِن حيثُ

ص: 70

هُوَ أنَّه حقٌّ وَإِن كانَ مُرادُنا الوُجُود المُطْلَق العامُّ عنْدَ أَهْلِ النَّظَرِ.

( {والكائنَةُ: الحادِثَةُ، والجَمْعُ} الكَوائِنُ.

( {وكَوَّنَهُ} تَكْويناً: (أَحْدَثَهُ؛ وقيلَ: {التّكْوِينُ إيجادُ شيءٍ مَسْبُوقٍ بمادَّةٍ.

((و) } كَوَّنَ (اللهُ الأَشْيَاءَ تَكْويناً:

(أَوْجَدَها، أَي أَخْرجَها مِنَ العَدَمِ إِلَى الوُجودِ.

(والمَكانُ: المَوْضِعُ، كالمَكانَةِ؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى:{وَلَو نشاءُ لمَسَخْناهُم على مَكَانَتِهم} ؛ (ج أَمْكِنَةٌ وأَماكِنُ، تَوَهَّمُوا المِيمَ أَصْلاً حَتَّى قَالُوا: تَمَكَّنَ فِي المَكَانِ، وَهَذَا كَمَا قَالُوا فِي تَكْسِيرِ المَسِيل أَمْسِلَة؛ وقيلَ: المِيمُ فِي المَكانِ أَصْلٌ كأَنَّه مِن التَّمَكُّنِ دُونَ الكَوْنِ، وَهَذَا يُقَوِّيه مَا ذَكَرْناه مِن تَكْسِيرِه على أَفْعِلةٍ.

وقالَ اللّيْثُ: المَكانُ اشْتقاقُه مِن كانَ يكونُ، ولكنَّه لمَّا كَثُرَ فِي الكلامِ صارَتِ المِيمُ كأَنَّها أَصْليّةٌ.

وذَكَرَ الجوْهرِيُّ فِي هَذِه التَّرْجمةِ مِثْلَ ذلكَ، قالَ: المَكانَةُ المَنْزِلَةُ، فلانٌ مَكِينٌ عنْدَ فلانٍ بَيِّنُ المَكانَةِ ولمَّا كَثُرَ لُزُوم المِيم تُوُهِّمَتْ أَصْليَّة فَقَالُوا: تَمَكَّن كَمَا قَالُوا فِي المِسْكِين تَمَسْكَنَ.

قالَ ابنُ بَرِّي: مَكِينٌ فَعِيلٌ، ومَكانٌ فَعالٌ، ومَكانَةٌ فَعالَةٌ، ليسَ شيءٌ مِنْهَا مِن الكَوْنِ فَهَذَا سَهْوٌ، وأَمْكِنَةٌ أَفْعِلَةٌ، وأمَّا تَمَسْكَنَ فَهُوَ تفعل كتَمَدْرَعَ مُشْتَقّ من المِدْرَعةِ بزِيادَتِه، فعلى قِياسِه يجبُ فِي تمكَّنَ تمَكْوَنَ لأنَّه تفعل على اشْتقِاقِه لَا تمكَّنَ، وتمَكَّنَ وَزْنُه تَفَعَّلَ، وَهَذَا كلُّه سَهْوٌ ومَوْضِعُه فَصْلُ المِيمِ مِنْ بابِ النونِ.

ص: 71

(ومَضَيْتُ مَكانَتِي ومَكِينَتِي: أَي على (طِيَّتِي، وَهَذَا أَيْضاً صَوابُ ذِكْرِه فِي مكن كَمَا سَيَأْتي.

( {وكانَ: مِنَ الأفْعالِ الَّتِي (تَرْفَعُ الاسمَ وتَنْصِبُ الخَبَر، كقوْلِكَ؛} كانَ زَيْدٌ قائِماً، {ويكونُ عَمْرو ذاهِباً، (} كاكْتَانَ، والمَصْدَرُ {الكَوْنُ} والكِيانُ، ككِتابٍ، ( {والكَيْنُونَةُ. ويقالُ: (} كُنَّاهُمْ، أَي كُنَّا لَهُم، عَن سِيبَوَيْه مَثَّلَه بالفِعْلِ المُتَعدِّي. وقالَ أَيْضاً: إِذا لم {تَكُنْهم فمَنْ ذَا} يَكُونُهم، كَمَا تقولُ إِذا لم تَضْربْهم فمَنْ ذَا يَضْرِبهم. قالَ. وتقولُ هُوَ {كائِنٌ} ومَكُونٌ، كَمَا تقولُ ضارِبٌ ومَضْروبٌ.

( {وكُنْتُ الغَزْلَ} كنوناً: (غَزَلْتُه.

( {والكُنْتِيُّ} والكُنْتُنِيُّ، بزِيادَةِ النّونِ نسْبَة إِلَى {كُنْتُ. (وزَعَمَ سِيبَوَيْه أَنَّ إخْراجَه على الأَصْلِ أَقْيَس فتقولُ (} الكُونِيُّ، على حَدِّ مَا يُوجِبُ النَّسَبَ إِلَى الحِكايَةِ، وَهُوَ (الكَبيرُ العُمُرِ؛ وَقد جَمَعَ الشاعِرُ بَيْنهما فِي بيتٍ:

وَمَا {كُنْتُ} كُنْتِيّاً وَمَا كُنْتُ عاجِناً وشَرُّ الرِّجالِ {الكُنْتِنِيُّ وعاجِنُ قالَ الجوْهرِيُّ: يقالُ للرَّجُلِ إِذا شاخَ: هُوَ} كُنْتِيٌّ، كأنَّه نُسِبَ إِلَى قَوْلِ كُنْتُ فِي شبَابي كَذَا؛ وأَنْشَدَ:

فأَصْبَحْتُ كُنْيتا وأَصْبَحْتُ عاجِناً وشَرُّ خِصالِ المَرْءِ كُنْتُ وعاجِنُوهكذا أَنْشَدَه الجُرْجاني فِي كتابِ الكِنايَاتِ.

وقالَ ابنُ بُزُرْج: الكُنْتِيُّ القَوِيُّ الشَّديدُ؛ وأَنْشَدَ:

قد كُنْتُ كُنْيتا فأصْبَحْتُ عاجِناً وشَرُّ خِصالِ الناسِ كُنْتُ وعاجِنُوقالَ أَبو زَيْدٍ: الكُنْتِيُّ الكَبيرُ؛ وأنْشَدَ:

ص: 72

إِذا مَا كُنْتَ مُلْتَمِساً لغَوْثٍ فَلَا تَصْرُخْ {بكُنْتِيَ كبِيرِفَلَيْسَ بمُدْرِكٍ شَيْئا بِسَعْيٍ وَلَا سَمْعٍ وَلَا نَظَرٍ بَصِيرِوفي الحديثِ: أَنَّه دَخَلَ المَسْجِدَ وعامَّةُ أَهْلِه} الكُنْتِيُّونَ؛ هم الشُّيوخُ الَّذين يقُولونَ {كُنَّا كَذَا،} وَكَانَ كَذَا، {وكُنْتُ كَذَا.

ونَقَلَ ثَعْلَب عَن ابنِ الأعْرابيِّ: قيلَ لصَبِيَّةٍ مِن العَرَبِ مَا بَلَغَ الكِبَرُ من أَبِيكِ؟ قالتْ: قد عَجَنَ وخَبَزَ وثَنَّى وثَلَّثَ وأَلْصَقَ وأَوْرَصَ وكانَ وكَنَتَ.

(وتكونُ كانَ زَائِدَةً وَلَا تُزادُ أَوّلاً، وإنَّما تُزادُ حَشْواً، وَلَا يكونُ لَهَا اسمٌ وَلَا خَبَرٌ وَلَا عَمَل لَهَا، كقوْلِ الشاعِرِ:

باللهُ قُولُوا بأَجْمَعِكُمْيا لَيْتَ مَا كانَ كَانَ لم} يَكُنْ وكقوْلِهِ:

سَراةُ بَني أَبي بَكْرٍ تَسامَوْاعلى كانَ المُسَوَّمةِ العِرابِورَوَى الكِسائي عَن العَرَب: نَزَلَ فلانٌ على كانَ خَتَنِه، أَي على خَتَنِه؛ وأَنْشَدَ الفرَّاءُ:

جادَتْ بكَفَّيْ كانَ من أَرْمى البَشَرْ أَي جادَتْ بكَفَّيْ مَنْ هُوَ مِن أَرْمى البَشَرِ؛ قالَ: والعَرَبُ تُدْخِلُ كانَ فِي الكَلامِ لَغْواً فتقولُ: مُرَّ على كانَ زيدٍ، يُريدُونَ مُرَّ على زَيْدٍ.

ص: 73

قالَ الجوْهرِيُّ: وَقد تَقَعُ زائِدَةً للتَّوْكيدِ كقَوْلِكَ: زيْدٌ كانَ مُنْطَلقٌ، ومَعْناه: زَيْدٌ مُنْطلِقٌ؛ وأَمَّا قوْلُ الفَرَزْدقِ:

فكيفَ إِذا مَرَرْتَ بدارِ قَوْمٍ وجيرانٍ لنا {كانُوا كِرامِ؟ فزَعَمَ سِيبَوَيْه أَنَّ كانَ هُنَا زائِدَةٌ.

وقالَ أَبو العبَّاس: إنَّ تَقْديرَهُ: وجِيرانٍ كِرامٍ كانُوا لنا.

قالَ ابنُ سِيدَه: وَهَذَا أَسْوغُ لأنَّ كانَ قد عَمِلَتْ هَهُنَا فِي مَوْضِعِ الضَّميرِ وَفِي مَوْضِع لنا، فَلَا معْنَى لمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ سِيبَوَيْه مِن أَنَّها زائِدَةٌ هُنَا.

(} وكانَ عَلَيْهِ {كَوْناً} وكِياناً، ككِتابٍ، ( {واكْتَانَ: تَكَفَّل بِهِ.

قالَ الكِسائي:} اكْتَنْتُ بِهِ {اكْتِناناً والاسمُ مِنْهُ} الكِيانَةُ، وكُنْتُ عَلَيْهِ {أَكُونُ كَوْناً: تَكَفَّلْتُ بِهِ. وقيلَ: الكِيانَةُ المَصْدَرُ كَمَا شرَّحَ بِهِ شرَّاحُ التَّسْهيل.

(ويقالُ: (كُنْتُ الكُوفَةَ: أَي (كُنْتُ بهَا ومَنازِلُ أَقْفَرَتْ (كأَنْ لم} يَكُنْها أَحدٌ، أَي (لم يَكُنْ بهَا أَحدٌ.

وتقولُ: إِذا سَمِعْتَ بخَبَرٍ فكُنْه، أَو بمكانِ خَيْرٍ فاسْكُنْه.

وتقولُ: {كُنْتُكَ} وكُنْتُ إيَّاكَ كَمَا تقولُ طَنَنْتُكَ زيْداً وظَنَنْتُ زَيْداً إيَّاك، تَضَعُ المُنْفَصِلَ فِي مَوْضِعِ المُتَّصِلِ فِي الكِنايَةِ عَن الاسمِ والخبَرِ، لأنَّهما مُنْفَصِلان فِي الأَصْلِ، لأنَّهما مُبْتَدأٌ وخَبَرٌ؛ قالَ أَبو الأَسْود الدُّؤلي:

دعِ الخمْرَ تَشْريْها الغُواةُ فإنَّنيرأَيْتُ أَخَاها مُجزِياً بمَكَانِهافإنْ لَا {يَكُنْها أَو} تَكُنْه فإنَّه أَخُوها غَذَتْهُ أُمُّهُ بلِبانِها

ص: 74

يعْنِي الزَّبيبَ.

((و) {تكونُ كانَ (تامَّةً:

(بمَعْنَى ثَبَتَ وثُبوتُ كلِّ شيءٍ بحَسَبِه، فَمِنْهُ الأَزَليَّة كقَوْلِهم: (كانَ اللهُ وَلَا شيءَ مَعَه.

(وبمَعْنَى حَدَثَ: كقَوْلِ الشاعِرِ:

(إِذا كانَ الشِّتاءُ فأَدْفِئُوني (فإنَّ الشَّيْخَ يُهْرِمُه الشِّتاءُوقيلَ: كانَ هُنَا بمعْنَى جاءَ.

(وبمَعْنَى حَضَرَ: كقَوْلِهِ تعالَى: {وَإِن كانَ ذُو عُسْرَةٍ} فنَظْرَة إِلَى مَيْسرة (وبمَعْنَى وَقَعَ: كقَوْلِه: (مَا شاءَ اللهُ كانَ وَمَا لم يَشَأْ لم} يَكُنْ: وحينَئِذٍ تأْتي باسمٍ واحِدٍ وَهُوَ خَبَرُ؛ وَمِنْه قَوْلُهم: كانَ الأَمْرُ القصَّةُ، أَي وَقَع الأمْرُ ووَقَعَتِ القصَّةُ، وَهَذِه تُسَمَّى التامَّة المُكْتَفِيَة.

وقالَ الجوْهرِيُّ: كانَ إِذا جَعَلْتَه عِبارَة عمَّا مَضَى مِن الزَّمانِ احْتاجَ إِلَى خَبَرٍ لأنَّه دَلَّ على الزَّمانِ فَقَط، تقولُ: كانَ زيْدٌ عَالما؛ وَإِذا جَعَلْتَه عِبارَةً عَن حُدُوثِ الشيءِ ووُقُوعِه اسْتَغْنَى عَن الخبَرِ لأنَّه دَلَّ على معْنًى وزَمانٍ، تقولُ: كانَ الأَمْرُ وأَنا أَعْرِفُه مُذْ كانَ أَي مُذْ خُلِقَ، قالَ مُقَّاسٌ العائِذِيُّ:

فِدًى لبَني ذُهْلِ بنِ شَيْبانَ ناقَتِيإذا كانَ يومٌ ذُو كواكبَ شَهْبُ (وبمَعْنَى أَقامَ: كقَوْلِ عبدِ اللهِ بنِ عبْدِ الأَعْلى:

{كُنّا} وكانُوا فَمَا نَدرِي على وَهَمٍ أَنَحْنُ فِيمَا لَبِثْنا أَمْ هُمُ عَجِلُوا؟

ص: 75

{وكانَ يَقْتَضِي التّكْرَار، والصَّحيحُ عنْدَ الأُصُولِيِّين أَنَّ لَفْظَه لَا يَقْتَضِي تِكْراراً لَا لُغَةً وَلَا عُرْفاً وإنْ صَحَّحَ ابنُ الحاجِبِ خِلافَه، وابنُ دَقيقِ العيدِ اقْتِضاءَها عُرْفاً كَمَا فِي شرْحِ الدَّلائِل للفاسِي، رحِمَه اللهُ تَعَالَى عنْدَ قوْلِه: كانَ إِذا مَشَى تَعَلَّقَتِ الوُحوشُ بأَذْيالِهِ.

(و) مِن أَقْسامِ كانَ الناقِصَة أَنْ تأْتي (بمَعْنَى صارَ: كقَوْلِه تعالَى: {وكانَ مِن الكَافِرينَ} .

قالَ ابنُ بَرِّي: وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى أَيْضاً: {} كُنْتُم خَيْرَ أُمَّةٍ} وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {فَإِذا انْشَقَّتِ السَّماءُ {فكانتْ وَرْدَةً كالدِّهانِ} ؛ وقَوْلُه تَعَالَى: {} وكانتُ الجِبالُ كَثِيباً مَهِيلاً} ؛ وقَوْلُه تَعَالَى: {وَمَا جَعَلْنا القِبْلَةَ الَّتِي {كُنْتَ عَلَيْهَا} ، أَي صِرْتَ إِلَيْهَا: وقَوْلُه تَعَالَى: {كيفَ نُكَلِّمُ مَن كانَ فِي المَهْدِ صَبِيّاً} ؛ وقالَ شَمْعَلَةُ بنُ الأَخْضَر:

فَخَرَّ على الأَلاءَةِ لم يُوَسَّدْوقد كانَ الدِّماءُ لَهُ خِمارَا قلْتُ: وَمِنْه أَيْضاً فِي حدِيثِ كَعْبٍ، رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ:(} كُنْ أَبا خَيْثَمَة)، أَي صِرْهُ؛ يقالُ للرَّجُلِ يُرَى مِن بُعْد: كُنْ فُلاناً، أَي أَنْتَ فلانٌ، أَو هُوَ فُلانٌ.

وقالَ أَبو العبَّاسِ: اخْتَلَفَ الناسُ فِي قوْلِه تعالىَ: {كيفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي المَهْدِ صَبِيّاً} ، فقالَ بعضُهم: كانَ هُنَا صِلَة، ومَعْناه كيفَ نُكَلِّمُ مَنْ هُوَ فِي المَهْدِ صَبِيّاً؛ وقالَ الفرَّاءُ: كانَ هُنَا شَرْطٌ وَفِي الكَلامِ تَعجُّبٌ، ومَعْناه: مَنْ! يَكُنْ فِي المَهْدِ صَبِيّاً فكيفَ يُكَلَّمُ؟ .

(وبمَعْنَى (الاسْتِقْبالِ: كقَوْلِه تعالَى: {يَخافونَ يَوْمًا كانَ شَرُّهُ

ص: 76

مُسْتَطِيراً} ، وَمِنْه قَوْلُ الطرمَّاحِ:

وإنّي لآتِيكُم تَشَكُّرَ مَا مَضَى من الأَمْرِ واسْتِنْجاز مَا كانَ فِي غَدِو قَوْلُ سَلَمَة الجُعْفِيّ:

وكُنْتُ أَرَى كالمَوْتِ من بَيْنِ سَاعَةٍ فكيفَ بِبَيْنٍ كانَ مِيعادُه الحَشْرَا؟ (وبمَعْنَى المُضِيِّ المُنْقَطِعِ وَهِي التَّامَّةُ كقَوْلِه تعالَى: {وكانَ فِي المَدينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ} يُفْسِدُونَ، وَمِنْه قَوْلُ أَبي الغول:

عَسَى الأيامُ أَن يَرْجِعْنَ قَوماً كَالَّذي {كَانُوا أَي مَضَوْا وانْقَضَوا: وقَوْلُ أَبي زُبَيْدٍ:

ثمَّ أَضْحَوْا كأنَّهُم لم} يَكُونوا ومُلُوكاً كَانُوا وأَهْلَ عَلاءِ (وبمَعْنَى الحالِ: كقَوْلِهِ تَعَالَى: {كُنْتُمْ خيرَ أُمَّةٍ} أُخْرِجَتْ للنَّاسِ؛ ورُوِي عَن ابنِ الأَعْرابيِّ فِي تَفْسيرِ هَذِه الآيَة قالَ: أَي أَنْتُم خَيْر أُمَّةٍ، قالَ: ويقالُ مَعْناه كُنْتُم خَيْرَ أُمَّةٍ فِي عِلْمِ اللهِ.

وَعَلِيهِ خَرَّجَ بعضٌ قَوْلَه تَعَالَى: {وكانَ اللهُ غَفْوراً حِيماً} ، لأنَّ كانَ بمَنْزلَةِ مَا فِي الحالِ، والمعْنَى: واللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ إلَاّ أَنْ! كَوْنَ الماضِي بمعْنَى الحالِ قَلِيلٌ. واحْتَجّ صاحِبُ هَذَا القَوْلِ بقَوْلِهم: غَفَرَ اللهُ لفلانٍ، بمعْنَى لِيَغْفِر اللهُ، فلمَّا كانَ فِي الحالِ دَليلٌ على الاسْتِقْبالِ وَقَعَ الماضِي مُؤَدِّياً عَنْهَا اسْتِخْفافاً لأنَّ اخْتِلافَ أَلْفاظِ الأفْعالِ إنَّما وَقَعَ لاخْتِلافِ الأَوْقاتِ؛ وَمِنْه قَوْلُ أَبي جُنْدبٍ الهُذَليِّ:

ص: 77

{وكنتُ إِذا جارِي دَعَا لمَضُوفةٍ أُشَمِّرُ حَتَّى يَنْصُفَ الساقَ مِئْزَرِي وإنَّما يخبر عَن حالِهِ لَا عمَّا مَضَى مِن فِعْلِه.

(} وكَيْوانُ زُحَلُ مَمْنُوعٌ مِن الصَّرْفِ، والقَوْلُ فِيهِ كالقَوْلِ فِي خَيْوانَ، والمانِعُ لَهُ مِن الصَّرْفِ العُجْمة، كَمَا أنَّ المانِعَ لخَيْوان مِن الصَّرفِ إنَّما هُوَ التّأْنِيثُ وإرادَةُ البُقْعَة أَو الأَرْض أَو القَرْجيَةِ، وسَيَأْتي.

(وسَمْعُ {الكِيانِ: كتابٌ للعَجَمِ.

قالَ ابنُ بَرِّي: هُوَ بمَعْنَى سَماعِ الكِيانِ، وَهُوَ كتابٌ أَلَّفَه أَرَسْطو.

(} والاسْتِكانَةُ: الخُضوعُ والذّلُّ. جَعَلَهُ بعضُهم اسْتَفْعَلَ من الكَوْنِ، وجَعَلَهُ أَبو عليَ مِنَ الكَيْنِ وَهُوَ الأشْبَهُ.

وقالَ ابنُ الأنْبارِي: فِيهِ قَوْلان: أَحَدُهما: أَنَّه مِن السَّكِينَةِ وأَصْلُه اسْتَكَن افْتَعَلَ من سَكَنَ، فمُدَّتْ فتحةُ الكافِ بأَلفٍ؛ وَالثَّانِي: أنَّه اسْتِفْعالٌ من كانَ يكونُ.

(والمَكانَةُ: المَنْزِلَةُ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.

وتقدَّمَ كَلامُ ابنُ بَرِّي قَرِيباً فِي الرَّدِّ عَلَيْهِ.

وَقَالَ الفناري فِي شرْحِ دِيباجَةِ المُطوَّلِ: إنَّ مِنَ العَجَبِ إيرادَ الجوْهرِيِّ المَكانَة فِي فصْلِ الكافِ مِن بابِ النونِ مَعَ أَصالَةِ مِيمِها.

( {والتَّكَوُّنُ: التَّحَرُّكُ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ، قالَ: (وتَقُولُ العَرَبُ (للبَغِيضِ: لَا كانَ وَلَا} تَكَوَّنَ، أَي لَا خُلِقَ وَلَا تَحَرَّكَ، أَي ماتَ.

وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:

الكَوْنُ: واحِدُ {الأكْوانِ مَصْدَرٌ بمعْنَى المَفْعول.

وَلم يَكُ أَصْلُه} يكونُ حُذِفَتِ الواوُ لالْتِقاءِ الساكِنَيْنِ، فلمَّا كَثُر

ص: 78

اسْتِعمالُه حَذَفُوا النونَ تَخْفيفاً، فَإِذا تحرَّكَتْ أَثْبتُوها، قَالُوا: لم {يَكُنِ الرَّجُلُ؛ وأَجازَ يونُسُ حذْفَها مَعَ الحرَكَةِ، وأَنْشَدَ:

إِذا لم تَكُ الحاجاتُ من همَّةِ الفَتى فَلَيْسَ بمُغْنٍ عنكَ عَقْدُ الرَّتائِمِومِثْلُه مَا حكَاه قُطْرُب: أنَّ يونُسَ أَجازَ لم} يَكُ الرَّجُل مُنْطلقاً؛ وأَنْشَدَ للحَسَنِ بنِ عُرْفُطة:

لم يَكُ لحق سوى أَنْ هَاجَهُرَسْمُ دارٍ قد تَعَفَّى بالسَّرَرْوحَكَى سِيبَوَيْه: أَنا أَعْرِفُكَ مُذْ {كُنْتَ، أَي مُذْ خُلِقْتَ،} والتَّكَوُّنُ؛ الحُدُوثُ، وَهُوَ مُطاوِعُ {كَوَّنَه اللهُ تَعَالَى؛ وَفِي الحدِيثِ:(فإنَّ الشَّيْطانَ لَا} يَتَكَوَّنُني) ؛ وَفِي رِوايَةٍ: لَا! يَتَكَوَّنُ على صُورَتِي.

وحَكَى سِيبَوَيْه فِي جَمْعِ مَكانٍ أَمْكُنٌ، وَهَذَا زائِدٌ فِي الدَّلالَةِ على أَنَّ وَزْنَ الكَلِمةِ فَعَال دُونَ مَفْعَل.

وحَكَى الأَخْفَش فِي كتابِ القَوافِي: ويقُولُونَ أَزَيْداً كُنْتَ لَهُ.

قالَ ابنُ جنِّي: إِن سُمِعَ عَنْهُم ذلِكَ فَفِيهِ دَلالَةٌ على جَوَازِ تقْدِيمِ خَبَر كانَ عَلَيْهَا.

وَفِي الحدِيثِ: (أَعُوذُ بكَ مِن الحَوْرِ بعْدَ الكَوْنِ) ؛ قالَ ابنُ الأثيرِ: هُوَ مَصْدَرُ كانَ التامَّةِ؛ والمعْنَى أَعُوذُ بكَ مِن النَّقْص بَعْدَ الوُجُودِ والثَّباتِ، ويُرْوَى: بَعْد الكَوْرِ، بالراءِ وَقد تقدَّمَ.

قالَ ابنُ بَرِّي: وتأْتي كانَ بمَعْنَى اتِّصال الزَّمانِ مِن غَيْرِ انْقِطاعٍ، وَهِي الناقِصَةُ ويُعَبَّرُ عَنْهَا بالزائِدَةِ أَيْضاً، كقَوْلِه تَعَالَى:

ص: 79

{وكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً} ، أَي لم يَزَلْ على ذلِكَ؛ وقَوْله تَعَالَى:{إنَّ هَذَا كانَ لكُم جَزاءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَشْكُوراً} ؛ وقَوْله تَعَالَى: {كانَ مزاجُها زَنْجَبيلاً} ؛ وَمِنْه قَوْلُ المُتَلَمس:

{وكُنَّا إِذا الجبَّارُ صَعَّرَ خَدَّهأَقَمْنا لَهُ من صَعْرِه فتَقَوَّماقالَ: ومِن أَقْسام كانَ الناقِصَة: أَن يكونَ فِيهَا ضَميرُ الشأْنِ والقِصَّةِ، وتُفارِقُها فِي اثْنَي عَشَرَ وَجْهاً لأنَّ اسْمَها لَا} يكونُ إلَاّ مُضْمراً غَيْرُ ظاهِرٍ، وَلَا يَرْجع إِلَى مَذْكُورٍ، وَلَا يُقْصَدُ بِهِ شيءٌ بعَيْنِه، وَلَا يُؤكَّدُ بِهِ، وَلَا يُعْطفُ عَلَيْهِ، وَلَا يُبْدلُ مِنْهُ، وَلَا يُسْتَعْمل إلَاّ فِي التَّفْخيمِ، وَلَا يُخَبَّر عَنهُ إلاّ بجُمْلةٍ، وَلَا يكونُ فِي الجمْلةِ ضَميرٌ، وَلَا يتقدَّمُ على كانَ.

قالَ: وَقد تأْتي {تكونُ بمَعْنَى كانَ، وَمِنْه قَوْلُ جريرٍ:

وَلَقَد} يَكُونُ على الشَّبابِ بَصِيرَا وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: يقالُ {كَنَتَ فُلانٌ فِي خَلْقِه وكانَ فِي خَلْقِه، فَهُوَ} كُنْتِيٌّ {وكانِيٌّ.

قالَ أَبو العبَّاسِ: وأَخْبَرني سَلَمَةُ عَن الفرَّاء قالَ:} الكُنْتِيُّ فِي الجِسْمِ {والكَانِيُّ فِي الخُلُقِ.

وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: إِذا قالَ كُنْتُ شابّاً وشُجاعاً فَهُوَ كُنْتِيٌّ، وَإِذا قالَ كانَ لي مالٌ فكُنْتُ أُعْطِي مِنْهُ فَهُوَ} كانِيٌّ.

ورَجُلٌ كِنْتَأْوٌ: كثيرُ شَعَرِ اللّحْيةِ؛ عَن ابنِ بُزُرْج، وَقد تقدَّمَ ذلِكَ فِي الهَمْزَةِ.

وقالَ شَمِرٌ: تقولُ

ص: 80