المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

يَعني جَارِيَة قد عَشِقَها فرَكِبَ النَّاقَةَ وساقَهَا مِن أَجْلِها. وَفِي حَدِيث - تاج العروس من جواهر القاموس - جـ ٥

[مرتضى الزبيدي]

فهرس الكتاب

- ‌(فصل الضَّاد) الْمُعْجَمَة مَعَ الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة)

- ‌ضغت

- ‌ضوت

- ‌ضهت

- ‌(فصل الطاءِ) مَعَ الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة)

- ‌طست

- ‌طلت

- ‌طمت

- ‌(فصل الظاءِ) مَعَ الْمُثَنَّاة)

- ‌ظأَت

- ‌(فصل الْعين) الْمُهْملَة فِي الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة)

- ‌عبت

- ‌عَتَتْ

- ‌عرت

- ‌عفت

- ‌علفت

- ‌عَمت

- ‌عنت

- ‌عهت

- ‌(فصل الْغَيْن) الْمُعْجَمَة فِي الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة)

- ‌غتت

- ‌غلت

- ‌غمت

- ‌(فصل الفاءِ) مَعَ الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة)

- ‌فأَت

- ‌فتت

- ‌فخت

- ‌فرت

- ‌فست

- ‌فَلت

- ‌فهت

- ‌فَوت

- ‌(فصل الْقَاف) مَعَ الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة)

- ‌قتت

- ‌قرت

- ‌(الْمُعْجَمَة فِي الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة)

- ‌قربت

- ‌قلت

- ‌قلعت

- ‌قلهت

- ‌قنت

- ‌قنعت

- ‌قوت

- ‌(فصل الْكَاف) مَعَ الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة)

- ‌كبت

- ‌كَبرت

- ‌كتت

- ‌كجرت

- ‌كحت

- ‌كخت

- ‌كركنت

- ‌كرت

- ‌كست

- ‌كعت

- ‌كفت

- ‌كلت

- ‌كمت

- ‌كنبت

- ‌كنت

- ‌كنعت

- ‌كوت

- ‌كَيْت

- ‌(فصل اللَّام) مَعَ الْمُثَنَّاة الفوقيّة)

- ‌لبت

- ‌لتت

- ‌لحت

- ‌لخت

- ‌لرت

- ‌لزت

- ‌لصت

- ‌لفت

- ‌لوت

- ‌لِيتُ

- ‌لهت

- ‌(فصل الْمِيم) (مَعَ التاءِ المثنة الْفَوْقِيَّة)

- ‌مأَت

- ‌متت

- ‌محت

- ‌مرت

- ‌مصت

- ‌معت

- ‌مقت

- ‌مكت

- ‌ملت

- ‌موت

- ‌(فصل النُّون) وَمَعَ التاءِ الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة)

- ‌نأَت

- ‌نبت

- ‌نتت

- ‌نثت

- ‌نحت

- ‌نخت

- ‌نصت

- ‌نعت

- ‌نغت

- ‌نفت

- ‌نقت

- ‌نكت

- ‌نمت

- ‌نَوَت

- ‌نهت

- ‌نيت

- ‌(فصل الْوَاو) مَعَ التَّاءِ المُثَنّاة الفَوْقِيّة)

- ‌وَبت

- ‌وتت

- ‌وحت

- ‌وَقت

- ‌وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:)

- ‌وكت

- ‌ولت

- ‌ومت

- ‌وهت

- ‌(فصل الهاءِ) مَعَ الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة)

- ‌هبت

- ‌هتت

- ‌هرت

- ‌هرمت

- ‌هفت

- ‌هلت

- ‌هلقت

- ‌هَمت

- ‌هنبت

- ‌هنت

- ‌هوت

- ‌{هِيتَ

- ‌(فصل الياءِ) الْمُثَنَّاة التحتيّة مَعَ المثنّاة الفوقِيّة)

- ‌يرت

- ‌يقت

- ‌يهت

- ‌يونارت

- ‌يهموت

- ‌ينْبت

- ‌ينشت

- ‌يمابرت

- ‌(بَاب الثاءِ المثلّثة)

- ‌(فصل الأَلف)

- ‌أَبث

- ‌أَثث

- ‌أَرث

- ‌أَنث

- ‌(فصل الباءِ) الموحّدة مَعَ التاءِ المثلّثة)

- ‌بثث

- ‌بحث

- ‌برث

- ‌برعث

- ‌برغث

- ‌بعث

- ‌بغث

- ‌بقث

- ‌بلث

- ‌بلعث

- ‌بلكث

- ‌بنكث

- ‌بنث

- ‌بوث

- ‌بهث

- ‌بهكث

- ‌بيث

- ‌(فصل التاءِ) الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة مَعَ الْمُثَلَّثَة)

- ‌تفث

- ‌تلث

- ‌توث

- ‌تونكث

- ‌(فصل الثاءِ) الْمُ‌‌ثَلَّثَة مَعَ نَفسهَا)

- ‌ثَلَّثَ

- ‌ثوث

- ‌(فصل الْجِيم) مَعَ الثاءِ المثلّثة)

- ‌جأث

- ‌جثث

- ‌جدث

- ‌جرث

- ‌جربث

- ‌جنث

- ‌جنبث

- ‌جوث

- ‌جهث

- ‌(فصل الْحَاء) الْمُهْملَة مَعَ الثاءِ المثلّثة)

- ‌حبث

- ‌حتث

- ‌حثث

- ‌حدث

- ‌حرث

- ‌حربث

- ‌حركث

- ‌حفث

- ‌حلتث

- ‌حنث

- ‌حنبث

- ‌حنكث

- ‌حوث

- ‌ حَيْثُ

- ‌(فصل الخاءِ) الْمُعْجَمَة مَعَ الْمُثَلَّثَة)

- ‌خبث

- ‌خبعث

- ‌خبفث

- ‌خثث

- ‌خرث

- ‌خنث

- ‌خنبث

- ‌خنطث

- ‌خنفث

- ‌خوث

- ‌خيث

- ‌(فصل الدَّال) الْمُهْملَة مَعَ المُثَلّثة)

- ‌دأَث

- ‌دبث

- ‌دثث

- ‌دحث

- ‌درعث

- ‌دعث

- ‌دعبث

- ‌دلث

- ‌دلبث

- ‌دلعث

- ‌دلمث

- ‌دلهث

- ‌دمث

- ‌دمكث

- ‌دهكث

- ‌دوث

- ‌دهث

- ‌دهلث

- ‌دهمث

- ‌ديث

- ‌(فصل الراءِ) مَعَ المثلّثة)

- ‌ربث

- ‌رثث

- ‌رعث

- ‌رغث

- ‌رفث

- ‌رمث

- ‌رَوْث

- ‌ريث

- ‌(فصل الزَّاي) المنقوطة مَعَ المثلّثة)

- ‌زغث

- ‌(فصل السِّين مَعَ المثلّثة)

- ‌سركث

- ‌سنكبث

- ‌(فصل الشين الْمُعْجَمَة مَعَ المثلّثة)

- ‌شبث

- ‌شثث

- ‌شحث

- ‌شرث

- ‌شربث

- ‌شرفث

- ‌شعث

- ‌شفث

- ‌شكث

- ‌شنبث

- ‌شنكباث

- ‌شنث

- ‌شيركث

- ‌شوث

- ‌(فصل الصّاد) الْمُهْملَة مَعَ المثلّثة)

- ‌صبث

- ‌(فصل الضّاد) الْمُعْجَمَة مَعَ المثلّثة)

- ‌ضبث

- ‌ضغث

- ‌(فصل الطّاءِ) الْمُهْملَة مَعَ الْمُثَلَّثَة)

- ‌طبث

- ‌طثث

- ‌طحث

- ‌طخمرث

- ‌طرث

- ‌طرخث

- ‌طرمث

- ‌طلث

- ‌طلحث

- ‌طلخث

- ‌طمث

- ‌طهث

- ‌(فصل الْعين) الْمُهْملَة مَعَ المثلّثة)

- ‌عَبث

- ‌عثث

- ‌عثلث

- ‌عدث

- ‌عرث

- ‌عرطنث

- ‌عفث

- ‌عكث وعنكث

- ‌علث

- ‌عنث

- ‌عنبث

- ‌عنطث

- ‌عنكث

- ‌عوث

- ‌عيث

- ‌(فصل الْغَيْن) الْمُعْجَمَة مَعَ المثلّثة)

- ‌غبث

- ‌غثث

- ‌غرث

- ‌غلث

- ‌غنث

- ‌غوث

- ‌غِيث

- ‌(فصل الفاءِ) مَعَ المثلّثة)

- ‌فثث

- ‌فَحَث

- ‌فرث

- ‌فرنث

- ‌فيث

- ‌(فصل الْقَاف) مَعَ المثلّثة)

- ‌قبث

- ‌قبعث

- ‌قثث

- ‌قحث

- ‌قرث

- ‌قرعث

- ‌قعث

- ‌‌‌قعمث

- ‌قعمث

- ‌قلعث

- ‌قمعث

- ‌قنطث

- ‌قنعث

- ‌قيث

- ‌(فصل الْكَاف) مَعَ المثلّثة)

- ‌كبث

- ‌كبعث

- ‌كثث

- ‌كحث

- ‌كرث

- ‌كشث

- ‌كلث

- ‌كلبث

- ‌كنث

- ‌كنبث

- ‌كندث

- ‌كنعث

- ‌كنفث

- ‌كوث

- ‌(فصل الّلام) مَعَ المثلّثة)

- ‌لبث

- ‌لثث

- ‌لطث

- ‌لعث

- ‌لغث

- ‌لفث

- ‌لقث

- ‌لكث

- ‌لوث

- ‌لهث

- ‌لَيْث

- ‌(فصل الْمِيم) مَعَ المثلّثة)

- ‌متث

- ‌مثث

- ‌محث

- ‌مرث

- ‌مغث

- ‌مكث

- ‌ملث

- ‌موث

- ‌مِيثُ

- ‌(فصل النُّون) مَعَ المثلّثة)

- ‌نأَث

- ‌نْبَثِ

- ‌نثث

- ‌نجث

- ‌نحث

- ‌نعث

- ‌نغث

- ‌نفث

- ‌نقث

- ‌نكث

- ‌نوث

- ‌(فصل الْوَاو) مَعَ المثلّثة)

- ‌وثث

- ‌ورث

- ‌وطث

- ‌وَعْثَ

- ‌وكث

- ‌ولث

- ‌وهث

- ‌(فصل الهاءِ) مَعَ الْمُثَلَّثَة)

- ‌هبث

- ‌هنبث

- ‌هبرث

- ‌هثث

- ‌هرث

- ‌هلث

- ‌هلبث

- ‌هنبت

- ‌هوث

- ‌هيث

- ‌(فصل الياءِ) المثنّاة تحتهَا مَعَ المثلّثة)

- ‌يس‌‌يركث

- ‌يركث

- ‌يذخكث

- ‌يفث

- ‌ينبث

- ‌ييعث

- ‌(بَاب الْجِيم)

- ‌(فصل الْهمزَة) مَعَ الْجِيم)

- ‌أَبج

- ‌أَجج

- ‌أَذج

- ‌أَذربج

- ‌أَرج

- ‌أَزج

- ‌إِسبرنج

- ‌أَسج

- ‌أَشج

- ‌أَمج

- ‌أَنبج

- ‌أَوج

- ‌أَيج

- ‌(فصل الباءِ) الموحّدة مَعَ الْجِيم)

- ‌بأَج

- ‌ببج

- ‌بثج

- ‌بجج

- ‌بحدج

- ‌بحرج

- ‌بحزج

- ‌بختج

- ‌بخدج

- ‌بدج

- ‌بذج

- ‌بذرج

- ‌برج

- ‌برثج

- ‌بردج

- ‌برزج

- ‌برنج

- ‌برنمج

- ‌بزج

- ‌بزرج

- ‌بستج

- ‌بسفج

- ‌بسفردنج

- ‌بسنج

- ‌وبشنج

- ‌بطنج

- ‌بظمج

- ‌بعج

- ‌بعزج

- ‌بغج

- ‌بغنج

- ‌بلج

- ‌بلتج

- ‌بنج

- ‌بابونج

- ‌بنفسج

- ‌بهج

- ‌بهرج

- ‌بهرمج

- ‌بوج

- ‌(فصل التّاء) المثنّاة الفوقيّة مَعَ الْجِيم)

- ‌تجج

- ‌ترج

- ‌تفرج

- ‌تلج

- ‌تنج

- ‌توج

- ‌(فصل الثّاء) المثلّثة مَعَ الْجِيم)

- ‌ثأَج

- ‌ثبج

- ‌ثجج

- ‌ثحج

- ‌ثخبج

- ‌ثربج

- ‌ثعج

- ‌ثفج

- ‌ثلج

- ‌ثمج

- ‌ثوج

- ‌(فصل الْجِيم) مَعَ الْجِيم)

- ‌جأَج

- ‌جبج

- ‌ججج

- ‌جرج

- ‌جرمازج

- ‌جسميرج

- ‌جلج

- ‌جنج

- ‌جوج

- ‌جوزاهنج

- ‌جيج

- ‌(فصل الْحَاء) الْمُهْملَة مَعَ الْجِيم)

- ‌حبج

- ‌حبرج

- ‌حجج

- ‌حدج

- ‌حدرج

- ‌حْرَجَ

- ‌حربج

- ‌حرزج

- ‌حشرج

- ‌حضج

- ‌حضلج

- ‌حفج

- ‌حفضج

- ‌حفلج

- ‌حفنج

- ‌حلج

- ‌حلدج

- ‌حمج

- ‌حملج

- ‌حنج

- ‌حنبج

- ‌حندج

- ‌حنضج

- ‌حوج

- ‌حيج

- ‌(فصل الخاءِ) الْمُعْجَمَة مَعَ الْجِيم)

- ‌خبج

- ‌خبربج

- ‌خبرنج

- ‌خبعج

- ‌خثعج

- ‌خجج

- ‌خدج

- ‌خَدلج

- ‌خذلج

- ‌خرج

- ‌خرزج

- ‌خرفج

- ‌خزج

- ‌خزرج

- ‌خزلج

- ‌خسج

- ‌خسفج

- ‌خضج

- ‌خضرج

- ‌خفج

- ‌خفرج

- ‌خلج

- ‌خلبج

- ‌خمج

- ‌خنج

- ‌خنبج

- ‌خنزج

- ‌خنعج

- ‌خنفج

- ‌خوج

- ‌خيج

- ‌(فصل الدَّال) الْمُهْملَة مَعَ الْجِيم)

- ‌دبج

- ‌دجج

- ‌دحج

- ‌دحرج

- ‌درج

- ‌دربج

- ‌دردج

- ‌درزج

- ‌درسنج

- ‌درسبج

- ‌درمج

- ‌درنج

- ‌دزج

- ‌دسج

- ‌دستج

- ‌دعجٌ

- ‌دعسج

- ‌دعْلج

- ‌دغبج

- ‌دغنج

- ‌دلج

- ‌دمج

- ‌دملج

- ‌دمهج

- ‌دنج

- ‌دنهج

- ‌دهج

- ‌دهبرج

- ‌دهرج

- ‌دهمج

- ‌دهنج

- ‌دوج

- ‌ديج

- ‌(فصل الذَّال) الْمُعْجَمَة مَعَ الْجِيم)

- ‌ذأَج

- ‌ذبج

- ‌ذجج

- ‌ذحج

- ‌ذرج

- ‌ذعج

- ‌ذلج

- ‌ذوج

- ‌ذيج

- ‌ذيذج

- ‌(فصل الراءِ) مَعَ الْجِيم)

- ‌ربج

- ‌رتج

- ‌ رجج

- ‌رخج

- ‌ردج

- ‌رذج

- ‌رزمانج

- ‌رعج

- ‌رفج

- ‌رمج

- ‌رنج

- ‌روج

- ‌رهج

- ‌رهمج

- ‌رهنامج

- ‌رازيانج

- ‌رونج

الفصل: يَعني جَارِيَة قد عَشِقَها فرَكِبَ النَّاقَةَ وساقَهَا مِن أَجْلِها. وَفِي حَدِيث

يَعني جَارِيَة قد عَشِقَها فرَكِبَ النَّاقَةَ وساقَهَا مِن أَجْلِها.

وَفِي حَدِيث اللِّعانِ (خَدَلَّجُ السَّاقَيْنِ) عَظيمُهما، وَهُوَ مِثْلُ الخَدْلِ، وقيلَ: هِيَ الضَّخْمَةُ السَّاقَيْنِ، والذَّكَرُ خَدَلَّجٌ، وَقَالَ اللَّيْث: الخَدَلَّجُ: الضَّخْمَةُ السَّاقِ المَمْكُورتُهَا. كَذَا فِي اللِّسَان.

‌خذلج

: وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:

خذلج، نقلَ الأَزهَرِيُّ عَن النوادِدِ: فُلانٌ يَتَخَذْلَجُ فِي مِشْيَتِه. وذَكره المُصنِّف فِي خزلج، بالزاي، كَمَا سيأْتي، وَهنا ذَكره ابنُ منظورٍ، فليُعْرَفْ.

‌خرج

: (خَرَجَ خُرُوجاً) ، نقيضِ دَخَلَ دَخُولاً (ومَخْرَجاً) بِالْفَتْح مَصدرٌ أَيضاً، فَهُوَ خارِجٌ، وخَرُوجٌ، وخَرَّاجٌ، وَقد أَخْرَجَه، وخَرَجَ بِهِ.

(والمَخْرَجُ أَيضاً: مَوْضِعُه) أَي الخُرُوجِ يُقَال: خَرَجَ مَخْرَجاً حَسَناً، وهاذا مَخْرَجُه وَيكون مَكاناً وزَماناً، فإِن الْقَاعِدَة أَنّ كلَّ فِعْلٍ ثلاثيَ يكون مُضارعُه غيرَ مكسورٍ يأْتي مِنْهُ الْمصدر والمَكَان والزَّمَان على المَفْعَل، بالفَتْح إِلاّ مَا شَذَّ كالمَطْلِع والمَشْرِقِ، مِمَّا جاءَ بالوَجْهَيْنِ، وَمَا كَانَ مضارِعُه مكسوراً فَفِيهِ تفصيلٌ: المَصْدَر بِالْفَتْح، والزّمانُ والمكانُ بِالْكَسْرِ، وَمَا عدَاه شَذَّ، كَمَا بُسِط فِي الصَّرْف ونَقلَه شَيخنَا.

(و) المُخْرَجُ (بالضَّمِّ) ، قد يكون (مَصْدَر) قولِكَ (أَخْرَجَهُ) ، أَي الْمصدر المِيميّ. (و) قد يكون (اسْم المَفْعُولِ) بِهِ على الأَصل (واسْم المَكَانِ) ، أَي يَدُلُّ عَلَيْهِ، والزّمان أَيضاً، دالاًّ على الوقْتِ، كَمَا نَبَّه عَلَيْهِ الجوهريُّ وغيرُه وصرَّحَ بِهِ أَئمَّةُ الصّرْف، وَمِنْه {أَدْخِلْنِى مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِى مُخْرَجَ صِدْقٍ} (سُورَة الْإِسْرَاء، الْآيَة: 80) وَقيل فِي {5. 044 بِسم امجراها وَمرْسَاهَا} (سُورَة هود، الْآيَة: 41) بالضَّمّ إِنّه مصدَرٌ أَو زَمانٌ أَو مَكَانٌ والأَوّل هُوَ الأَوْجَهُ

ص: 508

(لِأَنَّ الفِعْلَ إِذَا جَاوَزَ الثَّلاثةَ) رُبَاعِيًّا كَانَ أَو خُمَاسِيًّا أَو سُداسيًّا (فالمِيمُ مِنْهُ مَضْمُومٌ) ، هاكذا فِي النُّسخ، وَفِي نُسخ الصّحاح، وذالك الفِعْلُ المُتَجَاوِزُ عَن الثَّلاثةِ سَوَاءٌ كَانَ تجاوُزُه على جِهَةِ الأَصالةِ كدَحْرَج (تَقُولُ هاذا مُدَحْرَجُنَا) أَو بالزّيادة كأَكْرَم وَبَاقِي أَبْنِيَةِ المَزهيد، فإِن مَا زَاد على الثَّلاثةِ مَفعولُه بصيغةِ مُضارِعه المبنيِّ للمجهولِ، وَيكون مَصْدَراً ومكاناً وزماناً قِيَاسِيًّا فاسمُ المَفعولِ ممّا زادَ على الثَّلاثة بجميعِ أَنواعِه يُسْتَعْمَلُ على أَرْبَعَةِ أَوْجُه: مَفْعُولاً على الأَصْلِ، ومَصدراً، وظَرْفاً بنَوعَيه، على مَا قُرِّرَ فِي الصَّرْف.

(والخَرْجُ: الإِتَاوَةُ) تُؤْخذُ مِن أَموالِ النّاسِ (كالخَرَاج) ، وهما واحدٌ لِشَيءٍ يُخْرِجُه القَوْمُ فِي السَّنَةِ من مالِهم بقَدْرٍ مَعلومٍ.

وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الخَرْجُ المَصْدَرُ. والخَرَاجُ اسْمٌ لِمَا يُخْرَجُ، وَقد وَرَدَا مَعًا فِي الْقُرْآن، (يُضَمَّانِ) ، وَالْفَتْح فيهمَا أَشهرُ، قَالَ الله تَعَالَى:{فَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا} (سُورَة الْمُؤْمِنُونَ، الْآيَة: 72) قَالَ الزّجَاج: الخَرَاجُ: الْفَيْءُ، والخَرْجُ: الضَّرِيبَةُ والجِزحيَة، وقُرىءَ (أَمْ تَسْأَلُهُمُ خَرَاجاً) وَقَالَ الفَرَّاءُ: مَعْنَاهُ أَم تَسأَلهم أَجْراً على مَا جِئْتَ بِهِ، أَنكره شيخُنا فِي شَرْحِ وَقَالَ: مَا إِخَالُه عَرَبَيًّا، ثمَّ قَالَ: وأَمّا الخَرَاجُ الَّذِي وَظَّفَه سيِّدُنا عُمَرُ بنُ الخَطّابِ رضي الله عنه، علَى السَّواد وأَرْضِ الفَيْءِ، فإِن مَعناه الغَلَّةُ أَيضاً، لأَنه أَمَرَ بِمِساحةِ السَّوَادِ ودَفْعِها إِلى الفَلَاّحِين الَّذين كانُوا فِيهِ على غَلَّة يُؤَدُّونَها كُلَّ سَنَةٍ، وَلذَلِك سُمِّي خَرَاجاً، ثمّ قِيلَ بعدَ ذالك للبلادِ الَّتِي افتُتِحَتْ صُلْحاً ووُظِّفَ مَا صولِحُوا علَيْه على أَراضِيهِم: خَرَاجِيَّةٌ، لأَن تِلْكَ الوَظيفةَ أَشبَهَتِ الخَرَاجِ الَّذِي أُلْزِمَ الفَلَاّحُونَ، وَهُوَ الغَلَّةُ، لأَن جُمْلَةَ مَعْنَى الخَراجِ الغَلَّةُ، وَقيل لِلْجِزْيَةِ الَّتِي ضُرِبَتْ علَى

ص: 509

رِقَابِ أَهلِ الذِّمَّة: خَرَاجٌ، لأَنه كالغَلَّة الوَاجبةِ عَلَيْهِم.

وَفِي الأَساس: وَيُقَال للجِزْيَةِ: الخَرَاجُ، فَيُقَال: أَدَّى خَراجَ أَرْضِه، والذَّمِّيُ خَرَاجَ رَأْسِه.

وَعَن ابْن الأَعْرَابيّ: الخَرْجُ على الرؤُوس، والخَرَاجُ، على الأَرضينَ.

وَقَالَ الرَّافِعيّ: أَصلُ الخَراجه مَا يَضْرِبُه السَّيِّدُ على عَبده ضَرِيبَةً يُؤَدِّيها إِليه، فيُسَمَّى الحاصلُ مِنْهُ خَرَاجاً.

وَقَالَ القَاضِي: الخَراجُ اسمُ مَا يَخْرُجُ من الأَرْض، ثمَّ استُعْمل فِي مَنَافِع الأَملاك، كرَيْع الأَرَضينَ وغَلَّةِ العَبيد والحَيَوَانات.

وَمن المَجَاز: فِي حَدِيث أَبي مُوسى (مثلخ الأُتْرُجَّةِ طَيِّبٌ، رِيحُهَا، طَيِّبٌ خَرَاجُهَا) أَي طَعْمُ ثَمَرِهَا، تَشبِيهاً بالخَرَاجِ الَّذِي يَقَعُ علَى الأَرَضِينَ وغيرِها.

(ج) الخَرَاجِ (أَخْرَاجٌ وأَخَارِيجُ وأَخْرِجَةٌ) .

(و) من الْمجَاز: حَرَجَت السَّماءُ خُرُوجاً: أَصْحَتْ وانْقَشَ عَنْهَا الغَيْمُ.

والخَرْجُ والخُرُوجُ (: السَّحَابُ أَوَّلَ مَا يَنْشَأُ)، وَعَن الأَصمعيّ: أَوَّل مَا يَنْشَأُ السحابُ فَهُوَ نَشْءٌ، وَعَن الأَخفش: يُقَال للماءِ الَّذِي يخْرُج من السَّحابِ: خَرْجٌ وخُرُوجٌ، وَقيل: خُرُوجُ السَّحَابِ: اتِّسَاعُه وانْبِساطُه، قَالَ أَبو ذُؤَيب:

إِذَا هَمَّ بالإِقْلاعِ هبَّتْ لَهُ الصَّبَا

فَعاقَبَ نَشْءٌ بَعْدَها وخُروجُ

وَفِي التَّهْذِيب: خَرَجَت السَّماءُ خُروجاً إِذا أَصْحَتْ بعْدَ إِغَامَتها.

وَقَالَ هِمْيَانُ يَصفُ الإِبلَ ووُرُودَهَا:

فَصَبَّحَتْ جَابِيَةً صُهَارِجَا

تَحْسَبُه لَوْنَ السَّمَاءِ خَارِجَا

يُرِيد: مُصْحِياً. والسّحَابَةُ تُخْرِجُ السَّحَابَة كَمَا تُخْرِجُ الظَّلْمَ.

(و) الخَرْجُ: (خِلَافُ الدَّخْلِ) .

ص: 510

(و) الخَرْجُ: اسْمُ (ع باليَمَامَةِ) .

(و) الخُرْجُ (بالضَّمِّ: الوِعَاءُ المَعْرُوفُ) ، عَرَبيٌّ، وَهُوَ جُوَالَقٌ ذُو أَوْنَيْنِ وَقيل مُعرَّبٌ، والأَوّل أَصحُّ، كَمَا نقلَه الجوهريُّ وغيرُهُ، و (ج) أَخْرَاجٌ، ويُجْمَع أَيضاً على خِرَجَةٍ، بكسْر ففتحٍ (كجِحَرَةٍ) ، فِي جمع جُحْرٍ.

(و) الخُرْجُ: (وَادِ) لَا مَنْفَذَ فِيهِ، وهنالك دَارَةُ الخُرْجِ.

(و) الخَرَجُ (بِالتَّحْرِيكِ لَوْنَانِ مِنْ بَيَاضٍ وسَواد)، يُقَال:(كَبْشٌ) أَخْرَجُ (أَو ظَلِيمٌ أَخْرَجُ) بَيِّنُ الخَرَجِ ونَعَامَةٌ خَرْجَاءُ، قَالَ أَبو عَمرٍ و: الأَخْرَجُ، من نَعْتِ الظَّلِيمِ فِي لَوْنِه، قَالَ اللَّيْث: هُوَ الَّذِي لَوْنُ سَوادِه أَكْثَرُ مِن بَياضه، كلَوْنِ الرَّمادِ، وجَبَلٌ أَخْرَجُ، كذالك.

وقَارَةٌ خَرَجَاءُ: ذَاتُ لَوْنَيْنِ.

ونَعْجَةٌ خَرْجَاءُ، وَهِي السَّوْداءُ، البَيْضَاءُ إِحْدَى الرِّجْلَيْنِ أَوْ كِلْتَيهِمَا والخَاصرَتَيْنِ، وسائرُهَا أَسْوَدُ.

وَفِي التَّهْذِيب: وشاةٌ خَرْجاءُ: بَيْضَاءُ المُؤَخَّرِ، نِصْفُهَا أَبْيَضُ والنِّصْف الآخَرُ لَا يَضُرُّك مَا كَانَ لَوْنُه، ويُقال: الأَخْرَجُ: الأَسْوعدُ فِي بَياضٍ والسَّوادُ الغَالِبُ.

والأَخْرَجُ مِن المِعْزَى: الَّذِي نِصْفُه أَبْيَضُ ونِصْفُه أَسْودُ.

وَفِي الصّحاح: الخَرْجَاءُ من الشَّاءِ: التّتي ابْيَضَّتْ رِجْلَاها مَعَ الخَاصِرَتَيْنِ، عَن أَبي زيدٍ، وفَرَسٌ أَخْرَجُ: أَبْيَضُ البَطْنِ والجَنْبَينِ إِلى مُنْتَهَى الظَّهْرِ وَلم يَصْعَدْ إِليه ولَوْنُ سائِرِه مَا كَانَ.

(وَقد اخْرَجَّ) الظَّلِيمُ اخْرِجَاجاً، (واخْرَاجَّ) اخْرِيجَاجاً، أَي صارَ أَخْرَجَ.

(وأَرْضٌ مُخَرَّجَةٌ كمُنَقَّشَة) هاكذا فِي سائرِ النُّسخ المُصحّحة خِلافاً لشيخِنا، فإِنه صَوَّبَ حَذْفَ كافِ التَّشبيهِ، وَجعل قولَه بعد ذالكِ (نَبْتها) إِلخ بزيادةٍ فِي الشَّرْح، وأَنت خبيرٌ بأَنّه تَكَلُّفٌ بل تَعَسُّف أَي (نَبْتُها فِي مَكَانٍ دُونَ مَكانٍ) ، وهاكذا نصُّ الجَوْهَرِيّ وغيرِه، وَلم يُعَبِّرْ أَحدٌ التَّنفيش، فالصَّوابُ أَنه وَزْنٌ فَقَطْ.

(و) من المَجَاز: (عَامٌ) مُخَرَّجٌ

ص: 511

و (فِيهِ تَخْرِيجٌ) ، أَي (خِصْبٌ وجَدْبٌ) وعَامٌ أَخْرَجُ، كذالك، وأَرضٌ خَرْجَاءُ: فِيهَا تَخْرِيجٌ، وعامٌ فِيهِ تَخريجٌ إِذا أَنْبَتَ بعضُ المَواضِع ولمْ يُنْبِتْ بَعْضٌ.

قَالَ شَمِرٌ: يُقَال: مَررْتُ على أَرضٍ مُخَرَّجة وفيهَا على ذالك أَرْتاعٌ. والأَرْتاعِ أَماكِنُ أَصابَها مَطَرٌ فأَنبتَتِ البَقْلَ وأَمَاكنُ لم يُصِبْهَا مَطَرٌ، فتلكَ المُخَرَّجَةُ.

وَقَالَ بعضُهم: تَخْرِيجُ الأَرْضِ أَيَكُونَ نَبْتُها فِي مَكَانٍ دُونَ مَكَانٍ فتَرى بَيَاضَ الأَرْضِ فِي خُضْرَةِ النَّبَات.

(والخَرِيجُ، كقَتِيلٍ) والخَرَاجُ، والتَّخْرِيجُ، كلُّه (: لُعْبَةٌ) لِفِتيان العَربِ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: لُعْبَةٌ تُسَمَّى خَرَاجِ (يُقَالُ لَهَا) وَفِي بعض النّسخ: فِيهَا (خَرَاجِ خَرَاجِ، كقَطَامِ) وقولُ أَبي ذُؤَيب الهُذليّ:

أَرِقْتُ لَهُ ذَاتَ العِشَاءِ كَأَنَّهُ

مَخَارِيقُ يُدْعَى تَحْتَهُنَّ خَرِيجُ

والهاءُ فِي (لَهُ) تعود على بَرْقٍ ذَكرَه قَبْلَ البَيْتِ، شَبَّهَه بالمَخَارِيقِ، وَهِي جَمْعُ مِخْراقٍ، وَهن المِنْدِيلُ يُلَفُّ لِيُضْرَبَ بِهِ، وَقَوله (ذَات العِشَاءِ) أَراد بِهِ السَّاعةَ الَّتِي فِيهَا العِشَاءُ، أَرادَ صَوتَ اللاّعبينَ، شَبَّه الرَّعْدَ بهَا، قَالَ أَبو عَلِيَ: لَا يُقَال خَرِيجٌ، وإِنّما الْمَعْرُوف خَراجِ، غيرَ أَن أَبا ذُؤَيب احتاجَ إِلى إِقامةِ القافيةِ، فأَبدل الياءَ مَكَان الأَلف.

وَفِي التَّهْذِيب: الخَرَاجُ والخَرِيجُ: مُخَارَجَةٌ لُعْبَةٌ لِفِتيان الْعَرَب.

قَالَ الفَرُّاءُ: خَرَاجِ اسمُ لُعبَةٍ لَهُم معروفةٍ، وَهُوَ أَن يُمْسِكَ أَحدُهم شَيْئاً بِيَدِه ويقولَ لسائِرهم: أَخْرِجُوا مَا فِي يدِي.

قَالَ ابنُ السِّكِّيت: لَعِبَ الصِّبْيَانُ خَرَاجِ، بِكَسْر الْجِيم، بمنْزِلة دَرَاك وقَطَامِ.

(و) الخُرَاجُ (كالغُرَابِ) : وَرَمٌ يَخْرُج بالبَدَن مِنْ ذَاتِه، والجمعُ أَخرِجَةٌ وخِرْجَانٌ.

وَفِي عبارَة بَعضهم: الخُرَاجُ: وَرَمُ

ص: 512

قَرْحٍ يَخْرُجِ بِدَابَّةٍ أَو غَيْرِها مِن الحَيَوانِ.

وَفِي الصّحاح: هُوَ مَا يَخْرُجُ فِي البَدَنه مِن (القُرُوح) .

(و) يُقَال (رَجخلٌ خُرَجَةٌ) وُلَجَةٌ (كَهُمَزَةٍ) أَي (كثيرُ الخُرُوجِ والوُلُوجِ) . ويَشْرُفُ (بِنَفْسِهِ مِن غَيْرِ أَنْ يَكُونَ لَهُ) أَصْلٌ (قَدِيمٌ)، قَالَ كُثَيِّرٌ:

أَبَا مَرْوَانَ لَسْتَ بِخَارِجِيَ

ولَيْسَ قَدِيمُ مَجْدِكَ بِانْتِحَالِ

(وبَنُو الخَارِجِيَّة) قَبيلةٌ (مَعْرُوفَةٌ) ، يُنْسَبُون إِلى أُمِّهم، (والنِّسْبَةُ) إِليهم (خَارِجِيٌّ)، قَالَ ابنُ دُريد: وأَحْسَبُهَا من بني عَمْرِو بن تَميمٍ.

(و) قَوْلهم (أَسرَعُ مِن نِكاحِ (أُمِّ خَارِجَةَ)) هِيَ (امْرَأَةٌ مِنْ بَجِيلَةَ وَلَدَتْ كَثِيراً مِن القَبَائلِ) ، هاكذا فِي النُّسخ، وَفِي بعضٍ: فِي قبائلَ مِن العربِ (كَانَ يُقَالُ لَهَا: خِطْبٌ، فتَقُولُ: نِكْحٌ) ، بِالْكَسْرِ فيهمَا، وَقد تقدّم فِي حرف الباءِ، (وخَارِجَةُ ابْنُهَا، وَلَا يُعْلَمُ مِمَّنْ هُوَ، أَو هُوَ) خَارِجَةُ (بْنُ بَكْرِ بنِ عَدْوَانَ بْنِ عَمْرِو بنِ قَيْسِ عَيْلَانَ)، وَيُقَال: خَارِجَةُ بن عَدْوَانَ.

(و) من الْمجَاز: خَرَّجت الرَّاعِيَةُ المَرْتَعَ، و (تَخْرِيجُ الرَّاعِيَةِ المَرْعَى: أَنْ تَأْكُلَ بَعْضاً وتَتْرُكَ بَعْضاً) ، وَفِي اللّسان: وخَرَّجَتِ الإِبِلُ المَرْعَى: أَبقَتْ بَعْضَه وأَكلَتْ بَعْضَه.

(و) قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: من صِفَات الخَيْلِ (الخَرُوجُ) ، كصَبور، (فَرَسٌ يَطولُ عُنُقُه فيَغْتَالُ بِعُنُقِه) . وَفِي اللِّسَان: بِطُولِهَا (كُلَّ عِنَانٍ جُعِلَ فِي لجَامِه) ، وكذالك الأُنثى بِغَيْر هاءٍ، وأَنشد:

كُلّ قَبَّاءَ كالهِرَاوَةِ عَجْلَى

وخَرُوجٍ تَغْتَالُ كُلَّ عِنَانِ

(و) الخَرُوجُ (نَاقَةٌ تَبْرُكُ نَاحِيَةً مِن الإِبل) ، وَهِي من الإِبلِ المِعْنَاقُ المُتَقَدِّمَة، (ج خُرُوجٌ) ، بضمَّتينِ.

(و) قَوْله عز وجل: {ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ} (سُورَة ق، الْآيَة: 42)(بالضَّمِّ) أَي يومَ يَخرج الناسُ مِن الأَجداثه، وَقَالَ أَبو عُبيدةَ:

ص: 513

يَوْمُ الخُروجِ: (اسمُ يَوْمِ القِيَامَةِ) وَاسْتشْهدَ بقولِ العَجَّاجِ:

أَلَيْسَ يوْمٌ سُمِّيَ الخُرُوجَا

أَعْظَمَ يَوْمٍ رَجَّةً رَجُوجَا

وَقَالَ أَبو إِسحاق فِي قَوْله تَعَالَى: {يَوْمُ الْخُرُوجِ} أَي يَوْم يُبعَثون فيخرجُون من الأَرْض، وَمثله قَوْله تَعَالَى:{خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الاْجْدَاثِ} (سُورَة الْقَمَر، الْآيَة: 7) .

(و) قَالَ الخليلُ بنُ أَحمد: الخُرُوجُ: (الأَلِفُ الَّتي بَعْدَ الصِّلَةِ فِي الشِّعْر)، وَفِي بعض الأُمّهات: فِي القافية، كَقَوْل لبيد:

عَفَتِ الدِّيَارُ مَحَلُّهَا فمُقَامُهَا

فالقافِيَةُ هِيَ الْمِيم، والهاءُ بعد الْمِيم هِيَ الصِّلَةُ، لأَنها اتّصلتْ بالقَافيَة، والأَلِفُ الَّتِي بعد الهاءِ هِيَ الخُرُوجُ.

قَالَ الأَخْفَشُ: تَلْزَمُ القَافِيَةُ بعد الرَّوِيِّ الخُرُوجَ، وَلَا يكون إِلَاّ بحرْفِ اللِّينِ، وَسبب ذالك أَن هاءَ الإِضمار لَا يَخْلُو مِن ضَمَ أَو كَسْرٍ أَو فَتْح، نَحْو ضَرَبَه، ومررت بِهِ، ولَقيتُها، والحَركاتُ إِذا أُشْبِعَتْ لم يَلْحَقْها أَبداً إِلاّ حُرُوفُ اللِّينِ، وليستِ الهَاءُ حَرْفَ لِينٍ، فيجوزُ أَن تَتْبَعَ حَرَكَةَ هَاءٍ الضَّمِيرِ، هاذا أَحدُ قَوْلَيِ ابنِ جِنِّي، جَعَلَ الخُروجَ هُوَ الوَصْلَ، ثمَّ جعلَ الخُرُوجَ غيرَ الوَصْلِ، فَقَالَ: الفَرْقُ بَين الخُروجِ والوَصْلِ أَنَّ الخُرُوجَ أَشدُّ بُروزاً عَن حَرْفِ الرَّوِيّ، واكْتِنَافاً مِنَ الوَصْلِ، لأَنه بَعْدَه، ولذالك سُمِّيَ خُروجاً، لأَنه بَرَزَ وخَرَجَ عَن حَرفِ الرَّوِيّ، وكُلَّمَا تَراخَى الحَرْفُ فِي القافِيَةِ وَجَبَ لَهُ أَن يَتَمَكَّنَ فِي السّكُونِ واللِّينِ لأَنّه مَقْطَعٌ لِلوَقْفِ والاستراحةِ وفَناءِ الصَّوْتِ وحُسُورِ النَّفِس، ولَيْسَت الهاءُ فِي لِينِ الأَلِف والواوِ والياءِ، لأَنهنّ مُستطِيلاتٌ مُمتَدَّاتٌ. كَذَا فِي اللِّسَان.

(و) من الْمجَاز: فُلانٌ (خَرَجَتْ خَوَارِجُه) ، إِذا (ظَهَرَتْ نَجَابَتُهُ وتَوَجَّهَ لإِبْرامه الأُمورِ) وإِحْكَامِهَا وعَقَلَ عَقْلَ مِثْلِهِ بَعْدَ صِباهُ.

(وأَخْرَجَ) الرَّجُلُ (: أَدَّى خَرَاجَهُ) ،

ص: 514

أَي خَراجَ أَرْضِه: وَكَذَا الذِّمِّيُّ خَرَاجَ رَأْسِه، وَقد تَقدَّم.

(و) أَخْرَجَ إِذا (اصْطادَ الخُرْجَ) بالضّمّ (مِن النَّعامِ) ، الذَّكَرُ أَخْرَجُ، والأُنْثى خَرْجَاءُ.

(و) فِي التّهذيب: أَخْرَجَ، إِذا (تَزَوَّجَ بِخِلَاسِيَّةٍ) ، بكسرِ الخاءِ الْمُعْجَمَة، وَبعد السِّين الْمُهْملَة ياءُ النِّسْبَة.

(و) من الْمجَاز: أَخْرَجَ، إِذا (مَرَّ بهِ عامٌ ذُو تَخْرِيجٍ) ، أَي نِصْفُه خِصْبٌ ونِصْفُه جَدْبٌ.

(و) أَخْرَجَتِ (الرَّاعِيَةُ) ، إِذا (أَكلَتْ بَعْضَ المَرْتَعِ وتَرَكَتْ بَعْضَه) ، وَيُقَال أَيضاً خَرَّجَتْ تَخْرِيجاً وَقد تَقدَّم.

(والاسْتِخْراجُ والاخْتِراجُ: الاسْتِنْبَاطُ) ، وَفِي حَدِيث بَدْر (فاخْتَرَجَ تَمَراتٍ مِنْ قِرْبَةٍ) أَي أَخْرَجَهَا، وَهُوَ افْتَعَلَ مِنْهُ.

واخْتَرجَه واسْتَخْرَجَه: طَلَبَ إِليه أَو مِنْه أَن يَخْرُجَ.

(و) من المَجَاز: الخُروجُ: خُرُوجُ الأَدِيبِ ونَحْوِه، يُقَال: خَرَجع فُلانٌ فِي العِلْمِ والصِّنَاعَةِ خُرُوجاً: نَبَغَ، و (خَرَّجَه فِي الأَدَبِ) تَخْرِيجاً، (فتَخَرَّجَ) هُوَ، قَالَ زُهَيْرٌ يَصِف خَيْلاً:

وخَرَّجَهَا صَوَارِخَ كُلَّ يَوْمٍ

فَقَدْ جَعَلَتْ عَرائِكُهَا تَلِينُ

قَالَ ابنُ الأَعرابيّ: مَعْنى خَرَّجَها: أَدَّبَها كَمَا يُخَرِّجُ المُعَلِّمُ تِليمذَه.

(و) من الْمجَاز: (هُو) خَرِيجُ مَال، كأَمِيرٍ، و (خِرِّيج) مالٍ (كعِنِّينٍ، بِمَعْنى مَفْعُولٍ) إِذا دَرَّبَه فِي الأُمورِ.

(و) من الْمجَاز: (نَاقَةٌ مُخْتَرِجَةٌ) إِذا (خَرَجَتْ على خِلْقَة الجَمَلِ) البُخْتِيِّ، وَفِي الحَدِيث أَنَّ النَّاقة الَّتِي أَرْسَلَهَا الله تَعَالَى آيَة لقومِ صَالح عليه السلام، وهم ثَمُود، كَانَت مُخْتَرجَةً قَالَ: وَمعنى المُخْتَرجَة

ص: 515

أَنها جُبِلَت على خِلْقَةِ الجملِ، وَهِي أَكبرُ مِنْهُ وأَعْظَمُ.

(والأَخْرَجُ: المُكَّاءُ) ، للَوْنهِ.

(والأَخْرَجانِ: جَبَلَانِ، م) أَي معروفان.

وجَبَلٌ أَخْرَجُ، وقَارَةٌ خَرْجَاءُ، وَقد تقَدّم.

(وأَخْرَجَةُ: بِئْرٌ) احْتُفِرَت (فِي أَصْلِ) أَحَدِهِما، وَفِي التَّهْذِيب: للْعَرَب بِئْرٌ احْتُفِرتْ فِي أَصْلِ (جَبَلٍ) أَخْرَجَ، يسَمُّونَها أَخْرَجَةُ، وبِئرٌ أُخرى احْتُفِرَتْ فِي أَصلِ جبَلٍ أَسْوَدَ يُسّمونها أَسْوَدَةُ، اشْتَقُّوا لَهما اسمَيْنه من نَعْتِ الجَبَلَيْنِ.

وَعَن الفَرّاءِ: أَخْرَجَةُ: اسمُ ماءٍ، وَكَذَلِكَ أَسْوَدَةُ، سُمِّيَتا بجَبَلَيْنِ، يُقَال لأَحَدِهِمَا: أَسوَدُ، وللآخَرِ أَخْرَجُ.

(وخَرَاجِ، كفَطامِ: فَرَسُ جُرَيْبَةَ ابْن الأَشْيَمِ) الأَسَدِيّ.

(و) من الْمجَاز: (خَرَّجَ) الغلامُ (اللَّوْحَ تَخْرِيجاً) إِذا (كَتَبَ بَعْضاً، وتَرَكَ بَعْضاً) .

وَفِي الأَساس: إِذا كتبْتَ كِتاباً، فتَرَكْتَ مواضِعَ الفُصُولِ والأَبوابِ، فَهُوَ كِتابٌ مُخَرَّجٌ.

(و) من الْمجَاز: خَرَّجع (العَمَلَ) تَخْريجاً، إِذا (جَعَلَه ضُرُوباً وأَلْوَاناً) يُخالفُ بعضُه بعْضاً.

(والمُخَارَجَةُ) : المُنَاهَدَةُ بالأَصابع، وَهُوَ (أَن يُخْرِجَ هاذا من أَصابِعِه مَا شاءَ، والآخرُ مِثْلَ ذالك) ، وكذالك التّخارُجُ بهَا، وَهُوَ التَّناهُدُ.

(والتَّخَارُجُ) أَيضاً: (أَنْ يَأْخُذَ بعضُ الشُّرَكَاءِ الدّارَ، وبعضُهُم الأَرْضَ) قَالَه عبد الرَّحمان بن مَهْدِيّ: وَفِي حَدِيث ابنِ عبّاس أَنه قَالَ: (يتَخَارَجُ الشَّرِيكانِ وأَهلُ المِيرَاثِ) قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يَقُول: إِذا كَانَ المَتاعُ بَين وَرَثَةٍ لم يقْتَسِمُوه، أَو بينَ شُرَكاءَ وَهُوَ فِي يَدِ بعْضِهِم دُونَ بَعحض، فَلَا بَأْسَ أَنْ يَتَبايَعُوهُ وإِن لم يَعْرِفُ كلُّ واحدٍ نَصِيبَه بِعَيْنِهِ وَلم يَقْبِضْه، قَالَ: وَلَو أَراد رجلٌ أَجنبيٌّ أَن يَشتريَ نَصيبَ بعضِهِم لم يَجْزْ حتّى يَقْبِضَه البائعُ قبلَ ذالك.

ص: 516

قَالَ أَبو مَنْصُور: وَقد جاءَ هَذَا عَن ابنِ عبَّاس مُفَسّراً على غيرِ مَا ذكَره أَبو عُبيدٍ. وحدَّث الزُّهْريُّ بسَندِه عَن ابْن عبَّاس قَالَ: وَلَا بَأْسَ أَن يَتَخَارَجَ القَوْمُ فِي الشَّرِكَة تكونُ بَينهم فيأْخُذَ هاذا عَشْرَةَ دَنانيرَ نَقْداً ويأْخُذَ هاذا عَشْرَةَ دَنانيرَ دَيْناً.

والتَّخارُجُ تَفاعُلٌ من الخُروج، كأَنَّه يَخْرُجُ كلُّ واحدٍ مِن شَرِكَته عَن مِلْكه إِلى صاحِبه بالبَيْه، قَالَ: وَرَوَاهُ الثَّوْرِيُّ عَن ابنِ عَبّاس فِي شَرِيكَيْنِ: لَا بَأْسَ أَنْ يَتَخَارَجَا. يَعْنِي العَيْنَ والدَّيْنَ.

(و) من المَجَاز (رَجُلٌ خَرَّاجٌ وَلَاّجٌ) أَي (كَثِيرُ الظَّرْفِ) بِالْفَتْح فالسّكون (والاحْتِيالِ) ، وَهُوَ قَوْلُ زَيْدِ بنِ كُثْوَةَ.

وَقَالَ غَيْرُه: خَرّاجٌ وَلَاّجٌ، إِذا لم يُسْرِعْ فِي أَمرٍ لَا يَسْهُلُ لَهُ الخُرُوجُ مِنْهُ إِذا أَراد ذالك.

(والخَارُوجُ نَخْلٌ، م) ، أَي مَعْرُوف، وَفِي اللِّسَان: وخَارُوجٌ: ضَرْبٌ من النَّخْل.

(وخَرَجَةُ، مُحَرَّكةً: ماءٌ) وَالَّذِي فِي اللِّسان وَغَيره: وخَرْجَاءُ: اسمُ رَكِيَّةٍ بِعَيْنِهَا، قلت: وَهُوَ غَيْرُ الخَرْجَاءِ الَّتِي تَقدَّمتْ.

(وعُمَرُ بنُ أَحمدَ بنِ خُرْجَةَ، بالضّمِّ، مُحَدِّثٌ) .

(والخَرْجَاءُ: مَنْزِلٌ بينَ مَكَّة والبَصْرَةِ بِهِ حِجَارَةٌ سُودٌ وبيضٌ) ، وَفِي التَّهْذِيب سُمِّيَتْ بذالك، لأَنَّ فِي أَرضِهَا سَواداً وبَياضاً إِلى الحُمْرَةِ.

(وخَوَارِجُ المَالِ: الفَرَسُ الأُنْثَى، والأَمَة، والأَتَانُ) .

(و) فِي التَّهْذِيب: (الخَوَارِجُ) قَوْمٌ (مِن أَهْلِ الأَهْوَاءِ لَهُم مَقَالَةٌ على حِدَةٍ) ، انْتهى، وهم الحَرُورِيَّةُ، والخَارِجِيَّةُ طائفةٌ مِنْهُم، وهم سَبْعُ طَوَائِفَ، (سُمُّوا بِه لِخُرُوجِهِمْ عَلَى)، وَفِي نسخَة: عَن (النَّاسِ) ، أَو عَن الدِّينِ، أَو عَن الحَقَّ، أَو عَن عَلِيَ، كَرَّمَ الله وَجْهَه بعدَ صِفِّينَ، أَقوالٌ.

ص: 517

(وقَوْلُه صلَّى الله) تعالَى (عَلَيْهِ وسَلَّمَ: (الخَرَاجُ بِالضَّمَانِ)) خَرَّجَه أَربابُ السُّنَنِ الأَربعةُ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَسَنٌ صَحيحٌ غَريبٌ، وحَكَى البَيْهَقِيُّ عَنهُ أَنه عَرَضَه على شَيْخِه الإِمام أَبي عبدِ الله البُخَارِيّ فكأَنْه أَعجَبهَ، وحَقَّقَ الصَّدْرُ المَنَاوِيُّ تَبَعاً للدَّارَقُطْنِيّ وغيرِه أَنّ طَرِيقَهُ الَّتِي أَخْرجَه مِنْهَا التِّرْمِذِيُّ جَيّدة، وأَنَها غيرُ الطَّرِيقِ الَّتِي قَالَ البُخَارِيّ فِي حَدِيثهَا إِنه مُنْكَرٌ، وَتلك قِصَّةٌ مُطَوَّلَةَ، وهاذا حديثٌ مُخْتَصرٌ، وخَرَّجَه الإِمامُ أَحمد فِي المُسْنَد، والحَاكِمُ فِي المُسْتَدْرَكِ، وغيرُ واحدِ عَن عائشةَ، رضي الله عنها، وَقَالَ الجَلالُ فِي التَّخريج: هاذا الحَديثُ صَحَّحَه التِّرمذيّ، وابنُ حِبَّانَ، وابنُ القَطَّانِ، والمُنْذِرِيُّ، والذَّهَبِيُّ، وضعَّفَه البُخَاريّ، وأَبو حاتمٍ وابنُ حَزْمٍ، وجَزَم فِي مَوْضع آخَرَ بصِحَّتِه، وَقَالَ: هُوَ حديثٌ صَحِيحٌ أَخرجَه الشَّافعيٌّ وأَحمدُ وأَبو دَاوُودَ والتِّرْمِذِيّ والنَّسَائِيّ وابنُ مَاجَهْ وابنُ حِبَّانَ، عَن حَديثِ عاشةَ، رضي الله عنها، قَالَ شيخُنا: وَهُوَ من كلامِ النُّبُوَّة الجامعُ، واتَّخَذه الأَئمّةُ المُجْتَهِدُون والفقهاءُ الأَثْباتُ المُقَلِّدُونَ قَاعِدَة من قواعِدِ الشَّرْعِ، وأَصْلاً من أُصول الفِقْه، بَنَوْا عَلَيْهِ فُرُوعاً واسِعَةً مبسوطةً، وأَورَدُوهَا فِي الأَشباه والنظائر، وجَعلوها كقاعدةِ: الغُرْمُ بِالغَنْمِ، وكِلاهُما مِن أُصوله المُحرَّرةِ، وَقد اخْتلفَتْ أَنظارُ الفُقَهَاءِ فِي ذالك، والأَكثرُ على مَا قالَه المُصَنِّف، وَقد أَخذَه هُوَ من دَواوِوينِ الغَريبِ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ وغيرُه من أَهل الْعلم: معنَى الخَرَاج بالضَّمان (أَي غَلَّةُ العَبْدِ لِلْمُشْتَرِي بِسَبَبِ أَنَّه فِي ضَمَانِهِ وذالِكَ بأَنْ يَشْتَرِيَ عَبْداً ويَسْتَغِلَّه زَمَاناً، ثمَّ يَعْثُرَ مِنْهُ) أَي يَطَّلعَ، (عَلَى عَيْب دَلَّسَهُ البائعُ) ولمْ يَطَّلِعْ عَلَيْهِ، (فَلَه رَدُّهُ) أَي العَبْدِ على البائعِ (والرُّجوعُ) عَلَيْهِ (بالثَّمَنِ) جَمِيعِه، (وأَمَّا الغَلَّةُ الَّتِي اسْتَغَلَّهَا) المُشْتَرِي مِن العَبْدِ (فَهِي لهُ طَيِّبَةٌ لأَنّه كانَ فِي ضَمانِه، ولوْ هَلَكَ هَلَكَ مِنْ مَالِه) .

وفسَّره ابنُ الأَثير فَقَالَ: يُرِيد

ص: 518

بالخَرَاجِ مَا يَحْصُلُ من غَلَّة العَيْنِ المُبْتَاعَةِ، عَبْداً كانَ أَو أَمَةً أَوْ مِلْكاً، وذالك أَن يَشْتَرِيَه فيَستغِلَّه زَماناً، ثمَّ يَعْثُرَ مِنه على عَيْبٍ قدِيمٍ لم يُطْلِعْه البائعُ عَلَيْهِ أَو لم يَعْرِفه فَلهُ رَدُّ العَيْنِ المَبيعةِ وأَخْذُ الثَّمنِ، وَيكون للمُشْتَرِي مَا استَغَلَّه، لأَنّ المَبيعَ لَو كَانَ تَلِفَ فِي يَدِه لكانَ من ضَمانه وَلم يكن لَهُ على البائعِ شيءٌ والباءُ فِي قَوْله (بالضّمان) متعلّقة بمحذوفٍ تقديرُه: الخَراجُ مُسْتَحِقٌّ بالضَّمانِ أَي بِسَبَبِه، وهاذا مَعْنَى قَوْلِ شُرَيْحٍ لرجُلَيْنِ احْتَكَما إِليه فِي مِثْلِ هاذا، فَقَالَ للْمُشْتَرِي: رُدَّ الدَّاءَ بِدَائِه وَلَك الغَلَّةُ بالضَّمانِ، معناهُ: رُدَّ ذَا العَيْبِ بِعَيْبهِ وَمَا حَصَلَ فِي يَدِك من غَلَّته فَهُوَ لَكَ.

ونقلَ شيخُنَا عَن بعضِ شُرَّاحِ المَصابِيح: أَي الغَلَّةُ بِإِزاءِ الضَّمانِ، أَي مُسْتَحقَّةٌ بسببِه، فَمن كانَ ضَمانُ المَبِيع عَلَيْهِ كَانَ خَرَاجُه لَهُ، وكما أَنّ المَبِيع لَو تَلِفَ أَو نَقَصَ فِي يَد المُشْتَرِي فَهُوَ فِي عُهدَتِه وَقد تَلِفَ مَا تَلِفَ فِي مِلْكِه لَيْسَ على بائِعه شَيْءٌ، فَكَذَا لَو زادَ وحَصَلَ مِنْهُ غَلَّةٌ، فَهُوَ لَهُ للْبَائِع إِذا فُسِخَ البَيْعُ بنحْوِ عَيْبٍ، فالغُنْمُ لمَن عَلَيْهِ الغُرْمُ.

وَلَا فَرْقَ عِنْد الشافِعِيَّة بَين الزَّوائد مِنْ نَفْسِ المَبِيع، كالنَّتاجِ والثَّمَرِ، وغيرِها، كالغَلَّةِ.

وَقَالَ الحَنَفِيَّةُ: إِنْ حَدثَت الزَّوائدُ قبلَ القَبْضِ تَبِعَت الأَصْلَ، وإِلَاّ فإِنْ كانتْ من عَيْنِ المَبيعِ، كوَلَدِ وثَمَرٍ مَنَعَتِ الرَّدَّ، وإِلَاّ سُلِّمَتْ للمُشْتَرِي.

وَقَالَ مالِكٌ: يُرَدُّ الأَوْلادُ دُونَ الغَلّةِ مُطلقاً.

وَفِيه تَفاصيلُ أُخرىَ فِي مُصَنَّفَات الفُرُوعِ مِن المَذَاهِبِ الأَربعةِ.

وَقَالَ جماعةٌ: الباءُ للمُقَابَلَةِ، والمُضَافُ مَحذوفٌ، والتقديرُ: بَقَاءُ الخَرَاجِ فِي مُقَابَلَة الضَّمانِ، أَي مَنَافِعُ المَبِيعِ بَعْدَ القَبْضِ تَبْقَى للمُشْتَري فِي مُقَابَلَةِ الضَّمانِ الَّلازِم

ص: 519

عَلَيْهِ بتلَفِ المَبِيعِ، وَهُوَ المُرَاد بقَوْلهمْ: الغُنْمُ بِالْغُرْمِ. ولذالك قَالُوا: إِنه مِن قَبِيلهِ.

وَقَالَ العَلَاّمَة الزَّرْكَشِيّ فِي قَوَاعِده: هُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَمَعْنَاهُ: مَا خَرَجَ مِن الشَّيْءِ مِن عَيْنٍ أَو مَنفعةٍ أَو غَلَّةٍ فَهُوَ للمشترِي عِوَضَ مَا كانَ عَلَيْه مِنْ ضَمانِ المِلْكِ، فإِنه لَو تَلِفَ المَبِيعُ كَانَ فِي ضَمَانِه، فالغَلَّةُ لَهُ لِيَكُونَ الغُنْمُ فِي مُقَابَلَةِ الغُرْمِ.

(وخَرْجَانُ) بِالْفَتْح (ويُضَمُّ؛ مَحَلَّةٌ بِأَصْفَهَانَ) بَينهَا وَبَين جُرْجَانَ، بِالْجِيم، كَذَا فِي المراصد وَغَيره. وَمِنْهَا أَبو الحَسَن عَليُّ بنُ أَبِي حامدٍ، رَوَى عَن أَبي إِسحاقَ إِبراهيمَ بنِ مُحمّدِ بنِ حَمْزَةَ الحَافِظِ، وَعنهُ أَبو العَبَّاسِ أَحمدُ بنُ عبدِ الغَفَّارِ بن عَلِيّ بنِ أَشْتَةَ الكَاتِبُ الأَصبهانِيُّ، كَذَا فِي تكْملة الإِكْمال للصابونيّ.

وَبَقِي على المصنّف من الْمَادَّة أُمورٌ غَفلَ عَنْهَا.

فَفِي حديثِ سُوَيدِ بنِ غَفلَةَ (دَخَلَ علَى عَلِيَ، كَرَّمَ الله وَجْهَه، فِي يومِ الخُرُوجِ، فإِذا بَين يَدَيْهِ فاثُورٌ عَلَيْهِ خُبْزُ السَّمْراءِ، وصَحِيفةٌ فِيهَا خَطيفَةٌ) يومُ الخُروجِ، يُريدُ يومَ العِيدِ، وَيُقَال لَهُ يَوحمُ الزِّينةِ، وَمثله فِي الأَساس وخبزُ السَّمْرَاءِ: الخُشْكَارُ.

وَقَول الحُسَيْن بنُ مُطَيرٍ:

مَا أَنْسَ لَا أَنْسَ إِلَاّ نَظْرَةً شَغَفَتْ

فِي يَوْمِ عِيدٍ ويَوْمُ العِيدِ مَخْرُوجُ

أَراد: مخروجٌ فِيهِ، فَحذف.

واسْتُخْرِجَت الأَرْضُ: أُصْلِحَتْ للزِّراعةِ أَو الغِرَاسةِ، عَن أَبي حَنيفةَ.

وخَارِجُ كلِّ شَيْءٍ: ظاهِرهُ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: لَا يُستَعمَل ظَرفاً إِلَاّ بالحَرْفِ لأَنَّه مُخَصَّصٌ، كاليَدِ والرِّجْلِ.

ص: 520

وَقَالَ عُلماءُ المَعْقُولِ: لَهُ مَعنيانِ: أَحدُهما حَاصِلُ الأَمْرِ، وَالثَّانِي، الحَاصِل بإِحدَى الحَوَاسِّ الخَمْسِ، والأَوَّلُ أَعَمُّ مُطْلَقاً، فإِنهم قد يَخُصُّونَ الخَارِجَ بالمَحْسوِس.

والخَارِجِيَّةُ: خَيْلٌ لَا عِرْقَ لَهَا فِي الجَوْدَةِ، فتَخْرُج سَوَابِقَ وَهِي مَعَ ذالك جِيَادٌ، قَالَ طُفَيلٌ:

وعَارَضْتُها رَهْواً عَلَى مُتَتَابِع

شَدِيدِ القُصَيْرَى خَارِجِيَ مُحَنَّبِ

وَقيل: الخَارِجِيُّ: كُلُّ مَا فَاقَ جِنْسَه ونَظائرَه، قَالَه ابْن جِنِّي فِي سرِّ الصِّناعةِ.

وَنقل شيخُنا عَن شفاءِ الغليل مَا نَصُّه: وبهاذا يَتِمُّ حُسْنُ قولِ ابنِ النَّبِيه:

خُذُوا حِذْرَكُمْ مِنْ خَارِجهيِّ عِذَارِهِ

فَقَدْ جَاءَ زَحْفاً فِي كَتِيبَتِهِ الخَضْرَا

وفَرَسٌ خَرُوجٌ: سابِقٌ فِي الحَلْبَةِ.

وَيُقَال: خَارَجَ فُلانٌ غُلامَه، إِذا اتَّفقَا على ضَرِيبةٍ يَرُدُّهَا العَبْدُ على سَيِّدِه كُلَّ شَهْرٍ، ويَكُونُ مُخَلًّى بَيْنَه وبَيْن عَمَلِه، فيُقَال: عَبْدٌ مُخَارَجٌ، كَذَا فِي المُغرِب وَاللِّسَان.

وثَوْبٌ أَخْرَجُ: فِيهِ بَيَاضٌ وحُمْرَةٌ من لَطْخِ الدَّمِ، وَهُوَ مُسْتَعَارٌ، قَالَ العجَّاج:

إِنَّا إِذا مُذْكِي الحروبِ أَرَّجَا

ولَبِسَتْ لِلْمَوْتِ ثَوْباً أَخْرَجَا

وَهَذَا الرَّجَز فِي الصّحاح:

ولَبِسَتْ لِلْمَوْتِ جُلاًّ أَخْرَجَا

وفسّره فَقَالَ: لَبِسَته الحُرُوبُ جُلاًّ فِيهِ بَيَاضٌ وحُمْرَةٌ.

والأَخْرَجَةُ: مَرْحَلَةٌ مَعروفَةٌ، لَوْنُ أَرْضِهَا سَوَادٌ وبَيَاضٌ إِلى الحُمْرَة.

والنُّجُومُ تُخَرِّجُ لَوْنَ اللَّيْلِ، فَيتَلَوَّنُ بلَوْنينِ مِن سوادِه وبَياضِها قَالَ:

إِذَا اللَّيْلَ غَشَّاهَا وخَرَّجَ لَوْنَهُ

نُجُومٌ كأَمْثَالِ المَصابِيحِ تَخْفِقُ

ص: 521