المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

المُقَاذَحة والمُقاذَعة: المُشَاتمة. (و) يُقَال (تَقَذّحَ لَهُ بشَرَ) ، إِذا (تَشَرَّرَ) - تاج العروس من جواهر القاموس - جـ ٧

[مرتضى الزبيدي]

فهرس الكتاب

- ‌(فصل الْفَاء) مَعَ الْحَاء الْمُهْملَة)

- ‌فتح

- ‌فثح

- ‌فجح

- ‌فحح

- ‌فدح

- ‌فذح

- ‌فَرح

- ‌فرسح

- ‌ فَرشَح

- ‌فرطح

- ‌فرفح

- ‌فركح

- ‌فسح

- ‌فشح

- ‌فصح

- ‌ فَضَحَ

- ‌فطح

- ‌فقح

- ‌فلح

- ‌فلدح

- ‌فلطح

- ‌فلقح

- ‌فنح

- ‌فنطح

- ‌فوح

- ‌ فيحِ

- ‌(فصل الْقَاف) مَعَ الحاءِ الْمُهْملَة)

- ‌قبح

- ‌قحح

- ‌قدح

- ‌قذح

- ‌قرح

- ‌قردح

- ‌قرزح

- ‌قرشح

- ‌قزَح

- ‌قسح

- ‌قشح

- ‌قفح

- ‌قلح

- ‌قلفح

- ‌قَمح

- ‌قنح

- ‌قوح

- ‌قيح

- ‌(فصل الْكَاف) مَعَ الحاءِ الْمُهْملَة)

- ‌كبح

- ‌كتح

- ‌ كثَح

- ‌كحح

- ‌كدح

- ‌كدرح

- ‌كذح

- ‌كرح

- ‌كربح

- ‌كَرْدَح

- ‌كرتح

- ‌كرفح

- ‌كرمح

- ‌كسح

- ‌كشح

- ‌كفح

- ‌كلح

- ‌كلتح

- ‌كلدح

- ‌كلمح

- ‌كمح

- ‌كنتح

- ‌كَنْثَح

- ‌كنسح

- ‌كوح

- ‌كِيح

- ‌(فصل اللَّام) مَعَ الحاءِ المهلمة)

- ‌لبح

- ‌لتح

- ‌لجح

- ‌لحح

- ‌لدح

- ‌(لَطَحَ

- ‌لزح

- ‌لفح

- ‌لقح

- ‌لكح

- ‌لمح

- ‌لوح

- ‌(فصل الميمِ) مَعَ الحاءِ الْمُهْملَة)

- ‌متح

- ‌مجح

- ‌محح

- ‌مدح

- ‌مذح

- ‌مرح

- ‌مزح

- ‌مسح

- ‌مَشح

- ‌مصح

- ‌مضح

- ‌مضرح

- ‌مطح:

- ‌ملح

- ‌منح

- ‌ميح

- ‌(فصل النُّون) مَعَ الحاءِ الْمُهْملَة)

- ‌نبح

- ‌نتح

- ‌نجح

- ‌نحح

- ‌ندح

- ‌نزح

- ‌نسح

- ‌نشح

- ‌نصح

- ‌نضح

- ‌نطح

- ‌نظح

- ‌نفح

- ‌نقح

- ‌نكح

- ‌نوح

- ‌ نَيِّحَ

- ‌(فصل الْوَاو) مَعَ الحاءِ الْمُهْملَة)

- ‌وتح

- ‌وجح

- ‌وحح

- ‌ودح

- ‌ وَذَح

- ‌وشح

- ‌وضح

- ‌وطح

- ‌وقح

- ‌وكح

- ‌ولح

- ‌ومح

- ‌ونح

- ‌وَيْح

- ‌(فصل الياءِ) التَّحْتِيَّة مَعَ الحاءِ الْمُهْملَة)

- ‌يُوح

- ‌يدح

- ‌(بَاب الخاءُ الْمُعْجَمَة)

- ‌(فصل الْهمزَة) مَعَ الْخَاء)

- ‌أَبخ

- ‌أَخخ

- ‌أَرخ

- ‌أَزخ

- ‌أَضخ

- ‌أَفخ

- ‌أَلخ

- ‌أَوخ

- ‌أَيخ

- ‌(فصل الباءِ) الموحّدة مَعَ الخاءِ الْمُعْجَمَة)

- ‌بخخ

- ‌بدخ

- ‌بذخ

- ‌بذلخ

- ‌بربخ

- ‌برخ

- ‌برزخ

- ‌بزخ

- ‌بزمخ

- ‌بطخ

- ‌بَلخ

- ‌بوخ

- ‌(فصل التاءِ) المثنّاة الفوقيّة مَعَ الخاءِ الْمُعْجَمَة)

- ‌تخخ

- ‌تَرْخِ

- ‌تنخ

- ‌توخ

- ‌تيخ

- ‌(فصل الثاءِ) المثلّثة مَعَ الخاءِ الْمُعْجَمَة)

- ‌ثخخ

- ‌ثلخ

- ‌ثوخ

- ‌(فصل الْجِيم) مَعَ الخاءِ الْمُعْجَمَة)

- ‌جبخ

- ‌جخخ

- ‌جرفخ

- ‌جفخ

- ‌جلخ

- ‌جمخ

- ‌جنبخ

- ‌جندخ

- ‌جوخ

- ‌جيخ

- ‌(فصل الخاءِ) مَعَ الخاءِ، المعجمتين)

- ‌خنخ

- ‌خوخ

- ‌(فصل الدَّال) مَعَ الخاءِ الْمُعْجَمَة)

- ‌دبخ

- ‌دخخ

- ‌دربخ

- ‌دلخ

- ‌دمخ

- ‌دنَّخ

- ‌دوخ

- ‌دَيَّخَ

- ‌(فصل الذَّال) الْمُعْجَمَة مَعَ الخاِ الْمُعْجَمَة)

- ‌ذخخ

- ‌ذذخ

- ‌ذيخ

- ‌(فصل الرَّاء) مَعَ الخاءِ الْمُعْجَمَة)

- ‌ربخ

- ‌رتخ

- ‌رجخ

- ‌رخخ

- ‌ردخ

- ‌رزخ

- ‌رسخ

- ‌رصخ

- ‌رضخ

- ‌رفخ

- ‌رمخ

- ‌رنخ

- ‌روخ

- ‌ريخ

- ‌(فصل الزَّاي) مَعَ الخاءِ الْمُعْجَمَة)

- ‌زتخ

- ‌زخخ

- ‌زرنخ

- ‌زلخ

- ‌زمخ

- ‌زنخ

- ‌زوخ

- ‌زيخ

- ‌(فصل السِّين) الْمُهْملَة مَعَ الخاءِ الْمُعْجَمَة)

- ‌سبخ

- ‌سخخ

- ‌سدخ

- ‌سربخ

- ‌سردخ

- ‌سفنخ

- ‌سلخ

- ‌سمخ

- ‌سملخ

- ‌سنخ

- ‌سنبخ

- ‌سوخ

- ‌سيخ

- ‌(فصل الشين) مَعَ الخاءِ الْمُعْجَمَة)

- ‌شبخ

- ‌شخخ

- ‌شدخ

- ‌شذخ

- ‌شرخ

- ‌شربخ

- ‌شردخ

- ‌شلخ

- ‌شمخ

- ‌شمرخ

- ‌شنخ

- ‌شندخ

- ‌شيخ

- ‌(فصل الصَّاد) الْمُهْملَة مَعَ الخاءِ الْمُعْجَمَة)

- ‌صبخ

- ‌صخخ

- ‌صربخ

- ‌صلخ

- ‌صمخ

- ‌صملخ

- ‌صنخ

- ‌صيخ

- ‌(فصل الضَّاد) الْمُعْجَمَة مَعَ الْخَاء)

- ‌ضخخ

- ‌ضردخ

- ‌ضمخ

- ‌ضوخ

- ‌ضيخ

- ‌(فصل الطاءِ) الْمُهْملَة مَعَ الخاءِ الْمُعْجَمَة)

- ‌طبخ

- ‌طبرخ

- ‌طخخ

- ‌طرخ

- ‌طرثخ

- ‌طلخ

- ‌طَّمخ

- ‌طمرخ

- ‌طملخ

- ‌طنخ

- ‌طوخ

- ‌طِيخ

- ‌(فصل الظاءِ) المشالة مَعَ الخاءِ الْمُعْجَمَة)

- ‌ظمخ

- ‌(فصل الْعين) الْمُهْملَة مَعَ الخاءُ الْمُعْجَمَة)

- ‌عهعخ

- ‌(فصل الفاءِ) مَعَ الخاءِ الْمُعْجَمَة)

- ‌فتخ

- ‌فخخ

- ‌فدخ

- ‌فرخ

- ‌فردخ

- ‌فَرسَخ

- ‌فرشخ

- ‌فرضخ

- ‌فرفخ

- ‌فسخ

- ‌فشخ

- ‌فصخ

- ‌فضخ

- ‌فقخ

- ‌فلخ

- ‌فلذخ

- ‌فنخ

- ‌فنشخ

- ‌فنقخ

- ‌فوخ

- ‌فيخ

- ‌(فصل الْقَاف) مَعَ الخاءِ الْمُعْجَمَة)

- ‌قفخ

- ‌قلخ

- ‌قمخ

- ‌قنفخ

- ‌قوخ

- ‌(فصل الْكَاف) مَعَ الخاءِ الْمُعْجَمَة)

- ‌كخخ

- ‌كرخ

- ‌كشخ

- ‌كشمخ

- ‌كشملخ

- ‌كفخ

- ‌كمخ

- ‌كوخ

- ‌(فصل اللَّام) مَعَ الخاءِ الْمُعْجَمَة)

- ‌لبخ

- ‌لتخ

- ‌لخخ

- ‌لطخ

- ‌لفخ

- ‌لمخ

- ‌لوخ

- ‌(فصل الْمِيم) مَعَ الخاءِ الْمُعْجَمَة)

- ‌متخ

- ‌مخخ

- ‌مدخ

- ‌مذخ

- ‌مرخ

- ‌مسخ

- ‌مصخ

- ‌مضخ

- ‌مطخ

- ‌ملخ

- ‌موخ

- ‌ميخ

- ‌(فصل النُّون) مَعَ الخاءِ الْمُعْجَمَة)

- ‌نبخ

- ‌نتخ

- ‌نجخ

- ‌نخخ

- ‌ندخ

- ‌نذخ

- ‌ نُسخَ

- ‌نضخ

- ‌نطخ

- ‌نفخ

- ‌نقخ

- ‌نكخ

- ‌نوخ

- ‌(فصل الْوَاو) مَعَ الخاءِ الْمُعْجَمَة)

- ‌وبخ

- ‌وتخ

- ‌وثخ

- ‌وخخ

- ‌ودخ

- ‌ورخ

- ‌وسخ

- ‌وشخ

- ‌وصخ

- ‌وضخ

- ‌وطخ

- ‌ولخ

- ‌ومخ

- ‌ويخ

- ‌(فصل الهاءِ) مَعَ الخاءِ الْمُعْجَمَة)

- ‌هبخ

- ‌هخخ

- ‌هيخ

- ‌(فصل الْيَاء) مَعَ الخاءِ الْمُعْجَمَة)

- ‌يَتَاخٌ

- ‌يثخ

- ‌يفخ

- ‌ينخ

- ‌يوخ

- ‌(بَاب الدَّال الْمُهْملَة)

- ‌(فصل الْهمزَة) من بَاب الدَّال)

- ‌ أُبدِ

- ‌(فصل الْهمزَة) مَعَ الدَّال الْمُهْملَة)

- ‌أَتد

- ‌أَثد

- ‌أَجد

- ‌أَحد

- ‌أَخد

- ‌أَدد

- ‌أَرد

- ‌أَزد

- ‌أَسد

- ‌أَصد

- ‌إِصفعند

- ‌أَطد

- ‌أَفد

- ‌أَكد

- ‌أَلد

- ‌أَمد

- ‌أَند

- ‌أَندرورد

- ‌أَود

- ‌أَيد

- ‌(فصل الْبَاء) الْمُوَحدَة مَعَ الدَّال الْمُهْملَة)

- ‌بجد

- ‌بخند

- ‌بدد

- ‌برد

- ‌برجد

- ‌برخد

- ‌برقعد

- ‌برند

- ‌بزد

- ‌بسد

- ‌بشند

- ‌بشجرد

- ‌بشغرد

- ‌بشقرد

- ‌بصد

- ‌بعد

- ‌بغدد

- ‌بفد

- ‌بغند

- ‌بقرد

- ‌بكرد

- ‌بلد

- ‌بلبد

- ‌بلند

- ‌بمرد

- ‌بند

- ‌بنرد

- ‌بود

- ‌بهد

- ‌بيد

- ‌(فصل التَّاء) المثنّاة الفوقيّة مَعَ الدّال الْمُهْملَة)

- ‌تبرد

- ‌ترد

- ‌تقد

- ‌تقرد

- ‌تَلد

- ‌تمد

- ‌تود

- ‌تمرد

- ‌توبد

- ‌تيد

- ‌(فصل الثاءِ) المثلّثة مَعَ الدّال الْمُهْملَة)

- ‌ثأَد

- ‌ثرد

- ‌ثرمد

- ‌ثعد

- ‌ثغد

- ‌ثفد

- ‌ثكد

- ‌ثلد

- ‌ثَمد

- ‌ثمعد

- ‌ثمغد

- ‌ثند

- ‌ثهد

- ‌ثهمد

- ‌(فصل الْجِيم) مَعَ الدَّال الْمُهْملَة)

- ‌جحد

- ‌جدد

- ‌جرد

- ‌جرهد

- ‌جَسَد

- ‌جضد

- ‌جعد

- ‌جعفد

- ‌جلد

- ‌جلبد

- ‌جلحمد

- ‌جلخد

- ‌جلسد

- ‌جلعد

- ‌جلفد

- ‌جلمد

- ‌جمد

- ‌جمعد

- ‌جند

- ‌جود

- ‌جهد

- ‌جيد

الفصل: المُقَاذَحة والمُقاذَعة: المُشَاتمة. (و) يُقَال (تَقَذّحَ لَهُ بشَرَ) ، إِذا (تَشَرَّرَ)

المُقَاذَحة والمُقاذَعة: المُشَاتمة.

(و) يُقَال (تَقَذّحَ لَهُ بشَرَ) ، إِذا (تَشَرَّرَ) ، وسيأْتي.

‌قرح

: (القَرْحُ)، بالفتحِ (ويضمّ) لُغَتَانِ (: عَضُّ السِّلاحِ ونَحوِه) مِمَّا يَجْرَحُ البَدَنَ و (ممّا يَخْرُجُ، بالبَدَن. أَو) القَرْح (بالفَتْح: الآثَارُ وبالضّم، الأَلَمُ)، يُقَال: بِهِ قُرْح من قَرْح، أَي أَلَمٌ من جِراحَةٍ، وقالَ يَعْقُوب: كأَنّ القَرْح الجِرَاحَاتُ بأَعْيَانها وكأَنّ القُرْحَ أَلَمُها، وَقَالَ الفرَّاءُ فِي قَوْله تَعَالَى:{7. 003 ان يمسسكم قرح} (آل عمرَان: 140) و (قُرْح) قَالَ: وأَكثَرُ القرّاءِ على فَتح القافِ، قَالَ: وَهُوَ مِثْل الجَهْد والجُهْد، والوَجْد والوُجْد. وَفِي حديثِ أُحُدٍ:{7. 003 من بعد مَا اءَصابهم الْقرح} (آل عمرَان: 172) وَهُوَ بالفَتْح والضَّم: الجرْحُ، وَقيل هُوَ بالضمّ الاسمُ، وبالفَتْح المصدَر. أَرادَ مَا نَالَهُم من القَتْل والهَزيمةِ يومئذٍ.

(و) قَرَحَ (كمَنَع: جَرَحَ)، يَقْرَحُه قَرْحاً. وَقيل: سُمِّيَت الجِرَاحاتُ قَرْحاً بِالْمَصْدَرِ، قَالَه الزّجّاج.

(و) قَرِحَ جِلْدُ الرجُلِ، (كَسَمِعَ: خَرَجَت بِهِ القُرُوحُ) يَقرَح قَرَحاً فه قَرِيحٌ.

(والقَرِيح: الجَرِيحُ) ، مِن قَومٍ قَرْحَى وقَرَاحَى وَقد قَرَحَه، إِذا جَرَحَه. وَفِي حَدِيث جابرٍ (كُنَّا نَخْتَبط بقِسِيِّنا ونأَكُل حتّى قَرِحَتْ أَشداقُنا)، أَي تَجرَّحَتْ من أَكْل الخَبَط. قَالَ قَالَ المُتنَخِّل الهذَلي:

لَا يُسْلِمُون قَرِيحاً حَلَّ وَسْطَهُمُ

يَوْمَ اللِّقَاءِ وَلَا يُشْوُونَ مَن قَرَحُوا

قَالَ ابْن بَرّيّ: مَعْنَاهُ لَا يُسْلِمون من جُرِحَ مِنْهُم لأَعدائهم، و (لَا يُشوُون من قَرَحوا، أَي) وَلَا يُخطِئون فِي رَمْيِ أَعدائِهم.

ص: 44

(والمقروح: مَن بِهِ قُرُوحٌ) .

والقَرْحَة واحدةُ القَرْحِ والقُرُوحِ. (والقَرْحُ) أَيضاً (: البَثْر) ، بِفَتْح فَسُكُون، (إِذَا تَرامَى إِلى فَسادٍ. و) قَالَ اللّيْث: القَرْح (: جَرَبٌ شَدِيدٌ يُهْلِكُ)، ونصّ عبارَة اللّيث: يَأَخُذُ (الفُصْلَانَ) ، بالضّم، جمع فَصِيل، أَي فَلَا تَكاد تَنجو. وفَصِيلٌ مَقروح. قَالَ أَبو النَّجم:

يَحْكى الفَصِيلَ القَارِحَ المَقْرُوحَا

(وأَقْرَحُوا: أَصابَ) مَواشِيَهم أَو (إِبلَهم ذالك) ، أَي القَرْحُ.

وقَرِحَ قَلْبُ الرَّجلِ من الحزنِ، (وأَقرَحَه اللَّهُ)، قَالَ الأَزهَرِيّ: الَّذِي قَالَه اللَّيْث من أَنّ القَرْحَ جَرَبٌ شديدٌ يأْخُذ الفُصْلانَ غِلطٌ، إِنما القَرْحَة داءٌ يأْخُذ البَعير فيَهْدَل مِشْفرُه مِنْهُ. قالَ البَعيث:

ونَحْنُ مَنَعْنَا بالكُلَابِ نساءَنا

بضَرْبٍ كأَفْوَاهِ المُقَرِّحةِ الهُدْلِ

وقْرِحَ البعيرُ فهوَ مَقْرُوح وقَرِيح، إِذا أَصابَتْه القَرْحة، وقَرَّحت الإِبلُ فَهِيَ مُقرِّحَة، والقَرْحَة لَيست من الجَرب فِي شيْءٍ، وسيأْتي لذالك بقيّة.

(و) فِي (التَّهْذِيب) : (القُرْحَة بالضَّمّ) الغُرَّة فِي وَسطِ الجَبَةِ، و (فِي وَجْهِ الفَرَسِ) مَا (دونَ الغُرّة) . وَقيل: القُرْحَة: كلُّ بياضٍ يكون فِي وَجْهِ الفرَس ثمَّ يَنقطِع قبلَ أَن يَبلُغَ المَرْسِنَ، وتُنْسَب القُرْة إِلى خِلْقَتِها فِي الاستِدارةِ، والتّثليثِ والتربِيع، والاستِطالَة والقِلّة، وَقيل: إِذا صَغُرَت الغُرّةُ فَهِيَ القُرْحَة، وأَنشد الأَزهريّ:

تُبارِي قُرْحَةً مِثلَ الْ

وَتيرةِ لم تَكُن مَغْدَا

يَصف فَرساً أُنثَى. والوتيرة: الحَلْقَة الصّغِيرَةُ يُتعلَّم عَلَيْهَا الطَّعْنُ والرَّمْيُ. والمَغْد: النَّتْف. أَخبرَ أَنّ قُرْحَتَهَا جِبِلَّةٌ لَم تَحدُث عَن عِلَاجِ نَتْفٍ، وقَالَ أَبو عُبَيْدة الغُرّة مَا فَوق الدِّرهم، والقُرْحة قَدْرُ الدِّرهم فَمَا دُونَه. وَقَالَ النَّضْر:

ص: 45

القُرْحَة بَين عَيْنَي الفَرِس مثلُ الدِّرهم الصغِير. وَمَا كَانَ أَقرَحَ وَلَقَد قَرِحَ يَقرَحُ قَرَحاً.

(و) من الْمجَاز (رَوْضَةٌ قَرْحَاءُ: فِيهَا) ، أَي فِي وَسطها (نُوّارَةٌ بَيْضَاءُ) ، قَالَ ذُو الرُّمَّة يَصف رَوضةً.

حَوّاءُ قَرْحَاءُ أَشراطِيّة وَكفَتْ

فِيهَا الذِّهَابُ وحَفَّتْها البَراعيمُ

وَقيل القَرحاءُ: الَّتِي بَدَا نَبْنُهَا.

(والقُرْحَانُ، بالضّمّ: ضَرْبٌ من الكَمْأَةِ) بِيضٌ صغَارٌ ذَوَاتُ رُؤُوسٍ كرُؤُوس الفُطْرِ، قَالَ أَبو النّجم.

أَوْقَر الطَّهرَ إِليَّ الجَانِي

مِنْ كَمْأَةٍ حُمْرٍ وَمن قُرْحَانِ

(الوَاحِدُ أَقْرَحُ أَو قُرْحَانَةٌ. (و) القُرْحَانُ (من الإِبل: مَا لم يَجْرَبْ) أَي لم يُصِبْه جَرَبٌ (قطّ. و) القُرْحَان (من الصِّبْيَة: مَنْ لم يُجَدَّرْ) ، أَي لم يَمسَّه القَرْحُ، وَهُوَ الجُدَرِيّ، وكأَنّه الخالِصُ من ذالك، (الْوَاحِد) والاثنان (والجميع) والمذكّر والمؤنّث (سَواءٌ) ، إِبلٌ قُرْحَانٌ، وصَبيٌّ قُرْحَانٌ، (وَفِي حَدِيث) أَمير الْمُؤمنِينَ (عُمَرَ رضي الله عنه (أَنّ أَصحَابَ رسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمقَدِمُوا مَعَه الشّامَ وَبهَا الطّاعُونُ، وَقيل لَهُ: إِنَّ مَعك من أَصحاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمقُرْحَانٌ، فَلَا تُدْخِلْهُمْ على هاذا الطّاعُونِ)، أَي لم يُصبهم داءٌ قَبْلَ هاذا. قَالَ شَمِرٌ: قُرحَان، إِن شِئتَ نَوّنت وإِن شِئت لم تُنَوِّن. وَقد جمعَه بعضُهم بِالْوَاو وَالنُّون. وأَوردهُ الجوهريُّ حَدِيثا عَن عُمرَ رضي الله عنه حينَ أَرادَ أَن يَدخل الشامَ وَهِي تَستعِر طاعوناً، فَقيل لَهُ:(إِنّ (مَنْ) مَعَك من أَصحاب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم (قُرْحانُونَ) فَلَا تَدْخُلْهَا) ، وَهِي (لُغَيّة)، وَفِي (الْمُخْتَار) و (اللِّسَان) و (الصّحاح) و (الأَساس) : وَهِي لُغَة متروكة.

ص: 46

(و) من الْمجَاز: (أَنت قُرحانٌ) مِمَّا قُرِحْت بِهِ: أَي بَريءٌ. وَقَالَ الأَزهريّ: أَنت قُرحانٌ (من هاذا الأَمر وقُرَاحِيٌّ) ، أَي (خَارج)، وأَنشد قَول جرير:

يُدَافِعُ عَنكمْ كلَّ يومِ عَظيمةٍ

وأَنت قُرَاحِيٌّ بسِيفِ الكَواظِمِ

(و) القُرْحَان: (مَنْ لم يَشهَد الحَربَ، كالقُرَاحِيّ. و) فِي (التَّهْذِيب) قَالَ بَعضهم: القُرْحان: مَن لم يَمسَّه قَرْحٌ وَلَا جُدَرِيّ وَلَا حَصْبَة، والقُرْحانُ أَيضاً:(مَنْ مَسَّه القُرُوحُ) ، وَهُوَ (ضِدٌّ) ، يُذَكّر (ويؤنّث) .

(و) من المجازِ: (قَرَحَه بالحقِّ: استقبَلَه بِهِ)، (وقَارَحَه: واجَهَه) . ولَقِيَهُ مُقَارَحَةً. أَي كِفَاحاً ومُوَاجَهةً.

(والقَارِح من ذِي الحافِر بِمَنْزِلَة البازِل من الإِبل) . فِي (الصّحاح) : كلُّ ذِي حافِرٍ يَقْرَح، وكلّ ذِي خُفّ يَبْزُل وكلّ ذِي ظِلْفٍ يَصْلَغ. قَالَ الأَعشَى فِي الفَرس:

والقارِحِ العَدَّا وكلَّ طِمِرةٍ

لَا تَسْتَطِيع يَدُ الطَّوِيلِ قَذَالَها

(ج قَوارِحُ وقخرَّحٌ) ، كسُركَّر، (ومقَارِيحُ) قَالَ أَبو ذُؤَيْب:

جَاوَزْتُه حينَ لَا يَمْشِي بعَقْوَتِه

إِلَاّ المقانِيبُ والقُبُّ المقارِيحُ

قَالَ ابْن جنّي: هاذا من (شَاذّ) الجَمع، يَعْنِي أَن يكسَّر فاعلٌ على مَفاعيل، وَهُوَ فِي الْقيَاس كأَنّه جمْع مِقْرَاح كمِذكَار ومِئناث، ومَذاكير ومَآنيث، (وَهِي) ، أَي الأَنثى، (قارِحٌ وقَارِحة) ، وَهِي بِغَيْر هاءٍ أَعلَى، قَالَ الأَزهَريّ: وَلَا يُقَال قارِحَة.

وَقد (قَرَحَ الفَرسُ، كَمَنَع وخَجِلَ) يَقْرَح (قُرُوحاً وقَرَحاً) ، الأَخيرة محرّكة، وَفِيه اللّف والنّشْر المُرَتَّب. (وأَقْرَحَ) ، بالأَلف. هاكذا حَكَاهُ

ص: 47

اللِّحْيانيّ، وَهِي لُغَة رَدِيئَة، وَقيل ضَعيفة مهجورة، فَفِي (الصّحاح) وَغَيره: الفَرسُ فِي السَّنَة الأُولى حَوْليّ، ثمَّ جَذَعٌ، ثمَّ ثَنِيٌّ، ثمَّ رَبَاعٌ، ثمَّ قارِحٌ. وَقيل: هُوَ فِي الثَّانِيَة فِلْوٌ، وَفِي الثَّالِثَة جَذَعٌ. يُقَال: أَجْذَعَ الْمُهرُ وأَثنَى وأَرْبَعَ، وقَرَحَ، هاذه وَحْدَهَا بِغَيْر أَلف.

(وقَارِحُه: سِنُّه الّذِي) قد (صَارَ بِهِ قارحاً، وقُرُوحُه انتهاءُ سِنِّه) ، وإِنّما تنتهِي فِي خَمْس سِنِين، (أَو) قُرُوحُه:(وُقُوعُ السِّنّ الَّتِي تَلِي الرَّبَاعِيَة) . وقَد قَرَحَ، إِذا أَلْقَى أَقصَى أَسنانِه. وَلَيْسَ قُرُوحُه بِنَباتِه. وَله أَربعُ أَسنانٍ يَتحوّلُ من بعْضها إِلى بعض: يكون جَذَعاً، ثمَّ ثَنِيًّا، ثمَّ رَبَاعِياً ثمَّ قارِحاً، وَقد قَرَحَ نابُه. وَقَالَ الأَزهريّ عَن ابْن الأَعرابيّ: إِذا سَقَطَت ربَاعِيَةُ الفَرسِ ونَبَتَ مكانَها سِنٌّ فَهُوَ رَبَاعٌ، وذالك إِذا استَتَمَّ الرابعَةَ. فإِذا حانَ قُرُوحُه سقَطَت السِّنُّ الّتي تلِي رَبَاعِيَتَه ونَبَتَ مكَنَها نابُه، وَهُوَ قارِحُه، وَلَيْسَ بعد القُرُوح سُقُوطُ سِنَ ولَا نَبَاتُ سِنَ. قَالَ: وإِذا دَخَلَ الفَرَسُ فِي السادِسةِ واستَتمَّ الخَامِسَةَ فقَدْ قَرِحَ.

(والقَرَاحُ، كسحَاب: الماءُ) الَّذِي (لَا يُخَالِطُه ثُفْل) ، بضمَ فَسُكُون، (من سَوِيقٍ وغَيْرِه)، وَهُوَ الماءُ الّذِي يُشْرَب إِثْرَ الطَّعَامِ. قَالَ جريرٌ:

تُعَلِّل وهْي ساغِبَةٌ بَنِيهَا

بأَنْفَاسٍ من الشَّبِمِ القَرَاحِ

وَفِي الحَدِيث (جِلْف الخُبْزِ وَالْمَاء القَرَاح) هُوَ المَاء الّذِي لم يخالِطْه شيْءٌ يُطيَّب بِهِ، كالعَسَل والتَمر والزَّبِيبِ. (و) القَرَاحُ:(الخالِصُ، كالقَرِيح) ، قَالَه أَبو حنيفةَ، وأَنشد قَولَ طَرفَةَ:

ومِنْ قَرْقَفٍ شِيبَتْ بماءٍ قَرِيحْ

ويروى (قَدِيح) ، أَي مُغْتَرف.

(و) القَرَاحُ: (الأَرْضُ) البارز الظَّاهِر الَّذِي (لَا مَاءَ بهَا وَلَا شجر)

ص: 48

وَلم يَختلط بشيْءٍ، قَالَ الأَزهريّ:(ج أَقرِحَةٌ)، كقَذالٍ وأَقْذِلة. وَيُقَال: هُوَ جمعُ قريح، كقَفيز وأَقفِزةٍ. (أَو) القَرَاحُ من الأَرَضِينَ كلُّ قِطْعَة على حِيَالِهَا من مَنَابتِ النَّخْل وَغير ذالك. وَقَالَ أَبو حنيفَة: القَرَاح: الأَرضُ (المُخَلَّصَة للزَّرع والغَرْسِ) وَقيل القَراحُ المَزْرَعَةُ الّتي لَيْسَ عَلَيْهَا بِناءٌ وَلَا فِيهَا شَجرٌ، (كالقِرْوَاح) ، وَهُوَ الفَضاءُ من الأَرض الَّتِي لَيْسَ بهَا شَجَرٌ وَلم يَختلِطْ بهَا شيْءٌ، عَن ابْن الأَعْرَابيّ، (والقِرْيَاحِ والقِرْحِيَاءِ، بكسرهنّ) . قَالَ ابنُ شُميل: القِرْوَاحُ جَلَدٌ من الأَرض وَقَاعٌ لَا يَستمْسِكُ فِيهِ الماءُ، وَفِيه إِشرافٌ، وظَهْرُه مُستوٍ، وَلَا يستَقرّ فِيهِ ماءٌ إِلاّ سالَ عَنهُ يَميناً وشِمالاً.

(و) القَرَاحِ (أَربعُ مَحَالٌ ببغدادَ) .

(والقِرْوَاحُ، بِالْكَسْرِ: الناقَة الطّويلةُ القَوَائِمِ)، قَالَ الأَصمعيّ: قلْت لأَعرابيّ: مَا النّاقَةُ القِرْوَاح؟ قَالَ: الَّتِي كأَنّها تَمْشِي على أَرْمَاح. (و) القِرْوَاح: (النَّخْلَة الطويلةُ) الجَرْداءُ (المَلْسَاءُ) ، أَي الَّتِي انْجَرد كَرَبُها وطالَتْ، (ج قَرَاوِيحُ)، وأَمّا فِي قولِ سُوَيْدِ بن الصَّامِت الأَنصارِيّ:

أَدِينُ ومَا دَيْنِي عَليكُمْ بمَغْرَمٍ

ولاكنْ عَلى الشُّمِّ الجِلَادِ القَرَاوِحِ

وَكَانَ حَقُّه القَرَاوِيح، فاضطُرّ فحَذفَ.

(و) عَن أَبي عَمرٍ و: القِرْوَاحُ (: الجَمل يَعافُ الشُّرْبَ مَعَ الكِبَار، فإِذا جاءَ) الدَّهْداهُ، وَهِي (الصِّغَارُ، شَرِبَ مَعَهَا)، وَفِي نشخة: معهنّ.

(و) القِرْوَاح أَيضاً: (البارزُ الْذِي لَا يَستُرُه من السَّماءُ شَيءٌ) ، وقيلَ هُوَ الأَرْضُ البارزةُ للشَّمْش، قَالَ عَبيدٌ:

فمَنْ بنَجْوَته كمَنْ بعَقْوَتِه

ولمُسْتَكِنُّ كمَنْ يَمْشِي بقِرْواحِ

(والقُرَاحِيّ بالضّمّ: من لَزِمَ القَرْيَة)

ص: 49

و (لَا يَخرُج إِلى البادِيَة) . قَالَ جَرير:

يُدَافِع عَنكمْ كُلَّ يَومِ عَظيمةٍ

وأَنْتَ قُرَاحِيٌّ بِسِيفِ الكَوَاظِمِ

وَقيل قُرَاحِيّ: منسوبٌ إِلى قُرَاحٍ وَهُوَ اسمُ مَوضِع، قَالَ الأَزهَريّ: هِيَ قريةٌ على شَاطِىء البَحْر، نَسَبَه إِلَيْهَا.

(والقارِحُ: الأَسَدُ، كالقَرْحَانِ، و) القارِح: (القَوْسُ البائنةُ عَنْ وَتَرِهَا) . (و) قَرَحَتِ (النّاقَةُ: استَبَانَ حَمْلُها) . قَالَ ابْن الأَعْرَابيّ: هِيَ قارحٌ أَيّامَ يَقْرَعُهَا الفَحْلُ، فإِذَا اسْتَبَانَ حَمْلُهَا فَهِيَ خَلِفَةٌ، ثمَّ لَا تزَال خَلِفَةً حتّى تَدْخُل فِي حَدّ التَّعشير. وَعَن اللّيث: ناقةٌ قارِحٌ، (وَقد قَرَحَتْ قُرُوحاً) بالضّمّ، إِذا لم يَظُنُّوا بهَا حَمْلاً وَلم تُبَشِّر بذَنَبها حتّى يَستَبِينَ الحَمْلُ فِي بَطْنهَا. وَقَالَ أَبو عُبَيْد: إِذا تَمَّ حَمْلُ النَّاقَةِ وَلم تُلْقِه فَهي حينَ يَستَبِينُ الحَمْلُ بهَا قارِحٌ. وَقَالَ غيرُه: فَرَسٌ قَارِحٌ: قامَتْ أَربعين يَوْمًا مِن حَمْلها أَو أَكثَرَ حَتَّى شَعَّرَ والقَارِح: الناقةُ أَوّلَ مَا تَحمِل، والجَمْع قَوَارِحُ وقُرَّحٌ، وَقد قَرَحَت تَقْرَحُ قُرُوحاً وقِرَاحاً. وَقيل القُرُوحِ أَوْلَ مَا تَشولُ بذَنَبِهَا، وقيلَ إِذا تمَّ حَملُهَا فَهِيَ قَارِحٌ، وقيلَ هِيَ الّتي لَا تُشْعِرُ بلَقَاحِهَا حتَّى يَسْتعبِين حَمْلُهَا. وعبارةُ الكُلّ متقاربةٌ.

(والقَرِيحة: أَوّلُ ماءٍ يُتَنبَط) ، أَي يُخْرَج (من البِئر) حِين تُحْفَر (كالقُرْحِ) ، بالضّمّ، قَالَ ابْن هَرْمةَ:

فإِنّك كالقَريحةِ حِين تُمْهَى

شَروبُ الْمَاءِ ثمَّ تَعُودُ مَأْجَا

المأْج: المِلْح، وَرَوَاهُ أَبو عبيد (بالقريحةِ) ، وَهُوَ خطأٌ كَذَا فِي (اللِّسَان) .

ص: 50

وَمِنْه قَوْلهم: لفلانٍ قَرِيحَةٌ جَيّدة، يُرَاد استبناطُ العِلْم بجَودةِ الطّبع. قَالَ شيخْنا: وَهِي قُوّة تستنبطُ بهَا المعقولات، وَهُوَ مجازٌ صرَّحَ بِهِ غيرُ وَاحِد. وَقَالَ أَوس:

على حَينَ أَنْ جَدَّ الذَّكَاءُ وأَدرَكَتْ

قَريحَةُ حِسْيٍ مِنْ شَرِيحٍ مُغَمِّمِ

يَقُول: حسنَ جَدَّ ذَكائي، أَي كبِرْت وأَسننْت، وأَدْرَك من ابْني قريحةُ حِسْيٍ، يَعْنِي سَعرَ ابنِه شُريحِ بن أَوْس، شَبَّهه بِمَا لَا يَنْقَطِع وَلَا يُغَضغَض، مُغَمِّم، أَي مُغْرِق.

(و) قَريحَة الشّباب: أَوّلُه، وَقيل هِيَ (أَوّلُ كُلِّ شَيْءٍ) وباكُورَتُه، وَهُوَ مجَاز. (و) القَرِيحَة (مِنك: طَبْعُك) الَّذِي جُبِلْتَ عَلَيْهِ لأَنّه أَوّل خِلقتك وَوَقع فِي كَلَام بَعضهم أَنّها الخاطر والذِّهْن.

(والقُرْحُ، بالضَّم: أَوّلُ الشَّيْءِ) . وَهُوَ فِي قُرْح سِنِّه، أَي أَوَّلها. قَالَ ابْن الأَعْرَابيّ: قلت لأَعرابيّ: كم أَتَى عَلَيْك؟ فَقَالَ: أَنا فِي قُرْحِ الثَّلَاثِينَ. يُقَال: فلانٌ فِي قُرْحِ الأَربعين، أَي فِي أَوّلها، (و) القُرْحُ:(ثلاثُ ليالٍ) أَوّل (الشهْرِ) ، وَمِنْهُم من ضبطَه كصُرَدٍ. نقلَه شَيخنَا.

(و) من الْمجَاز (الاقتراحُ: ارتِجالُ الكَلام)، يُقَال: اقتَرَحَ خُطْبَتَه، أَي ارتَجلَها. (و) الاقتراحُ:(استنباطُ الشيْءِ من غير سَماعٍ) . وَفِي (حَاشِيَة الكشّاف) للجرْجانيّ: هُوَ السُّؤال بلَا رَوِيَّةٍ. (و) الاقتراحُ: (الاجتباءُ والاختِبَارُ) . قَالَ ابنُ الأَعرابيّ: يُقَال اقترحْتُه، واجتبَيْته، وخَوَّصته، وخلَّمْته واخْتَلَمْته واستَخْلَصْته واسْتَمَيْتُهِ كلُّه بمعنَى اخترْته. وَمِنْه يُقَال: اقترحَ عَلَيْهِ صَوْتَ كَذَا وَكَذَا، أَي اخْتَارَهُ. (و) الاقْتراح:(ابتِدَاعُ) أَوّلِ (الشيْءِ) تَبتدعُه وتَقترِحه من ذاتِ نَفْسك من غير أَن تَسمعَه. وَقد اقتَرحَه، عَن ابْن الأَعرابيّ. واقتُرِحَ السَّهمُ وقُرِحَ: بُدىءَ عَملُه. وَفِي (الأَساس) : وأَنا أَوّلُ مَن اقترحَ مَودّة فُلانٍ، أَي أَوَّلُ مَن اتَّخذَه صَديقاً، وَهُوَ مَجاز.

ص: 51

(و) الاقتراحُ: (التَّحكُّم) ، ويُعدَّى بعَلَى، يُقَال: اقتَرَحَ عَلَيْهِ بِكَذَا: تَحكَّمَ وسأَلَ من غير رَوِيّة. وعبارةُ البَيْهَقيّ فِي (التَّاج) : الاقتراحُ طَلبُ شيْءٍ مَا مِن شَخصٍ مَا بالتَّحكُّم.

(و) من الْمجَاز: الاقتراح: (: رُكُوبُ البَعِيرِ قَبل أَنْ يُركَبَ) ، وَقد اقتَرَحَه.

(والقَرِيح: السَّحَابَة أَوّلَ مَا تَنْشَأُ) .

(و) القَرِيح: (الخالِصُ) ، كالقَرَاح، قَالَه أَبو حَنِيفة. وأَنشد أَبو ذُؤَيْب:

وإِنَّ غُلاماً نِيلَ فِي عَهْدِ كاهلٍ

لَطِرْفٌ كنَصْلِ السَّمْهرِيِّ قَرِيحُ

نِيلَ، أَي قُتِلَ. فِي عَهْدِ كاهلٍ، أَي لَهُ عَهْدٌ وميقاٌ.

(و) القَرِيحُ (بن المُنخَّلِ فِي نَسبِ سَامَةَ بنِ لُؤَيّ) بن غَالبٍ القُرَشيّ.

(و) القَرِيحُ (من السَّحَابَةِ ماؤُهَا) حِينَ يَنزِل. قَالَ ابْن مُقبل:

وكأَنّمَا اصطبَحتْ قَرِيحَ سَحابة

وَقَالَ الطِّرِمّاح:

ظَعائن شِمْنَ قرِيحَ الخَرِيفِ

مِن الأَنْجُمِ الفُرْغِ والذّابحَهْ

(وذُو القُرُوحِ:) لقَبٌ (امرِىء القَيْس) بن حُجْرٍ الشَّاعِر الكِنديّ، (لأَنّ قَيْصَرَ) ملكَ الرُّوم (أَلْبَسَه)، وَفِي نُسْخَة: بعَثَ إِليه (قَميصاً مَسْموماً) فلَبِسه (فتَقرَّحَ) مِنْهُ (جَسَدُه فماتَ) . قَالَ شيخُنا: وهاذا هُوَ الْمَشْهُور الَّذِي عَلَيْهِ الْجُمْهُور، وَفِي (شرْح شَوَاهِد الْمُغنِي) لِلْحَافِظِ جَلال الدّين السيوطيّ أَنّه ذُو الفُرُوج بالفاءِ وَالْجِيم، لأَنّه لم يُخلّف إِلاّ البناتِ. وَقد أَخرجَ ابْن عَسَاكِر عَن ابْن الكَلبيّ قَالَ:(أَتى قَومٌ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمفسأَلُوه عَنْ أَشَرِ النّاسِ، فَقَالَ: ائتُوا حَسَّاناً، فأَتوه فسَأَلُوه فَقَالَ: ذُو الفُرُوج) .

(وذُو القرْح: كَعْبُ بنُ خَفَاجةَ) الشَّاعر.

(والقَرْحَاءُ: فَرَسَانِ) لهُم.

ص: 52

(و) عَن أَبي عُبيدة: القُرَاحِ (كغُرَاب: سِيفُ) بِكَسْر السِّين الْمُهْملَة (القطِيفِ)، وأَنشد للنّابغة:

قُرَاحِيّة أَلْوَتْ بِليفٍ كأَنَّهَا

عِفَاءُ قِلَاصٍ طارَ عَنْهَا تَواجِرُ

وَقَالَ جرير:

ظَعِائنَ لم يَدِنَّ مَعَ النَّصَارى

وَلَا يَدْرِينَ مَا سَمَكُ القُرَاحِ

وَقَالَ غَيره: هُوَ سِيفُ البَحرِ مُطلقاً. (و: ة) بالبَحرَين. وَفِي نُسْخَة (و: ع،) أَي واسمُ مَوضِع.

(والقُرَيْحاءُ، كبُتَيْراءَ: هَنَةٌ تَكُونُ فِي بَطْن الفَرَسِ كرأْس الرَّجُل) وَمثله فِي (التَّهْذِيب) و (اللِّسَان) . قَالَ: (و) هِيَ (من البَعِيرِ لَثَّاطَةُ الحَصَى) .

(و) عَن أَبي زيد: (قُرْحَة الرَّبيعِ أَو الشِّتَاءِ بالضَّمّ: أَوّلُه) . وأَصَبْنا قُرحَةَ الوَسْميِّ: أَوّلَه، وَهُوَ مَجازٌ فِي الأَساس.

(و) يُقَال (طَرِيقٌ مَقْرُوحٌ:) قد (أْثِّرَ فِيهِ فصَارَ مَلحُوباً) بَيِّناً موطوءًا.

(والمقرِّحة: أَوّلُ الإِرْطاب) ، وذالك إِذا ظهرَت القُرُوح. (و) المُقَرِّحة (من الإِبل. بهَا قُرُوحٌ فِي أَفواهِيهَا فتَهدَّلتْ لذالك مَشافرُهَا) ، واسمُ ذالك الدّاءِ القُرْحةُ، بِالضَّمِّ ونَسبُه الأَزهريّ إِلى اللّيث، وَهُوَ الصَّوَاب. قَالَ البَعِيث:

ونَحْنُ مَنَعْنَا بالكُلَابِ نِسَاءَنَا

بِضَرْبٍ كأَفْوَاهِ المُقَرِّحَة الهُدْلِ

وَمثله فِي إِصلاح الْمنطق لِابْنِ السِّكّيت، قَالَ: وإِنّما سَرَقَ البَعيثُ هاذا المعنَى من عَمْرَو بنَ شَأْس:

وأَسْيَافُهُمْ آثَارُهنّ كأَنُّهَا

مَسافِرُ قَرْحَى فِي مبَارِكها هُدْلُ

وأَخذه الكُميتُ فَقَالَ:

يُشَبَّهُ فِي الهامِ آثارُهَا

مَشافِرَ قَرْحَى أَكلْنَ البَرِيرَا

وَقَالَ الأَزهريّ: قرَّحَت الإِبلُ فَهِيَ

ص: 53

مُقَرِّحة، والقَرْحَة ليستْ من الجَرب فِي شيْءٍ.

(وقَرَحَ) الرَّجلُ (بِئراً، كمنَعَ، واقْتَرَحها: حَفَر فِي مَوضعٍ لَا يوجَد فِيهِ الماءُ) ، أَو لم يُحفَرُ فِيهِ، فكأَنّه ابتَدَعها.

(وأَقْرُحٌ، بضمّ الرّاءِ: ع) لبني سُوَاءَةَ من طيّىءٍ، وَيُقَال: الأَقارحُ أَيضاً، وَهُوَ شِعْبٌ.

(وقِرْحِيَاءُ)، بِالْكَسْرِ (: ع) آخَرُ.

(وذُو القَرْحَى) سُوقٌ (بِوَادِي القُرَى) . وَقد جاءَ فِي الحَدِيث ذِكر قُرْح، بضمّ الْقَاف وَسُكُون الحاءِ وَقد، يُحرَّك فِي الشّعر: سُوقُ وادِي القُرَى، صلَّى بِهِ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلموبنَى بِهِ مَسْجداً. وأَمّا قَول الشّاعر:

حُبِسْن فِي قُرْحٍ وَفِي دَارَاتها

سَبْعَ ليالٍ غيرَ مَلوفاتها

فَهُوَ اسْم وادِي القُرَى. كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .

(والقُرَاحِيتَانِ بالضَّمِ: الخَاصِرتان.

(وتَقَرَّحَ لَهُ) بالشّرّ، إِذا (تَهَيَّأَ) ، مثل تَقَدَّحَ وتَقدَّحَ.

وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ فِي هاذه الْمَادَّة:

التَّقرِيح: أَوّل نَبَاتِ العَرفَجِ. وَقَالَ أَبو حنيفةَ: التقريحُ أَوّلُ شَيْءٍ يَخرُج من البَقل الَّذِي يَنبت فِي الحَبّ. وتَقريحُ البقْلِ: نباتُ أَصْلِه، وَهُوَ ظُهُورُ عُودِه. وَقَالَ رجلٌ لآخَرَ: مَا مَطَرُ أَرضِك؟ فَقَالَ: مُرَكِّكة فِيهَا ضُرُوسٌ وثَرْدٌ، يَدُرُّ بَقْلُه وَلَا يُقَرِّح أَصْلُه. ثمَّ قَالَ ابنُ الأَعرابيّ: ويَنْبُت البَقْلُ حينَئذٍ مُقْتَرِحاً صُلْباً. وَكَانَ ينبغِي أَن يكون مُقَرِّحاً، إِلاّ أَن يكون اقتَرَحَ لُغَةً فِي قَرَّحَ. وَقَالَ يجوز أَن يكون قولُه مُقْتَرِحاً، أَي منتصِباً قَائِما على أَصْلِه. وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ: لَا يُقَرِّح البَقْلُ إِلَاّ مِن قَدْر الذّراع من ماءِ المَطر، فَمَا زَاد. قَالَ: ويَذُرُّ البَقْلُ منَ مَطرٍ ضَعِيفٍ قَدرِ وَضَحِ الكَفّ.

والتَّقريح: التَّشْوِيكُ، ووَشْمٌ مُقَرَّحٌ: مُغَرَّزٌ بالإِبرةِ. وتَقْريحُ

ص: 54