المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الْقَاف. وباشْجِرد بِالْجِيم: بلادٌ بَين القَسْطنطينيّة وبُلغَار.   ‌ ‌بصد : وبَصِيدَا، بِفَتْح الموحّدة - تاج العروس من جواهر القاموس - جـ ٧

[مرتضى الزبيدي]

فهرس الكتاب

- ‌(فصل الْفَاء) مَعَ الْحَاء الْمُهْملَة)

- ‌فتح

- ‌فثح

- ‌فجح

- ‌فحح

- ‌فدح

- ‌فذح

- ‌فَرح

- ‌فرسح

- ‌ فَرشَح

- ‌فرطح

- ‌فرفح

- ‌فركح

- ‌فسح

- ‌فشح

- ‌فصح

- ‌ فَضَحَ

- ‌فطح

- ‌فقح

- ‌فلح

- ‌فلدح

- ‌فلطح

- ‌فلقح

- ‌فنح

- ‌فنطح

- ‌فوح

- ‌ فيحِ

- ‌(فصل الْقَاف) مَعَ الحاءِ الْمُهْملَة)

- ‌قبح

- ‌قحح

- ‌قدح

- ‌قذح

- ‌قرح

- ‌قردح

- ‌قرزح

- ‌قرشح

- ‌قزَح

- ‌قسح

- ‌قشح

- ‌قفح

- ‌قلح

- ‌قلفح

- ‌قَمح

- ‌قنح

- ‌قوح

- ‌قيح

- ‌(فصل الْكَاف) مَعَ الحاءِ الْمُهْملَة)

- ‌كبح

- ‌كتح

- ‌ كثَح

- ‌كحح

- ‌كدح

- ‌كدرح

- ‌كذح

- ‌كرح

- ‌كربح

- ‌كَرْدَح

- ‌كرتح

- ‌كرفح

- ‌كرمح

- ‌كسح

- ‌كشح

- ‌كفح

- ‌كلح

- ‌كلتح

- ‌كلدح

- ‌كلمح

- ‌كمح

- ‌كنتح

- ‌كَنْثَح

- ‌كنسح

- ‌كوح

- ‌كِيح

- ‌(فصل اللَّام) مَعَ الحاءِ المهلمة)

- ‌لبح

- ‌لتح

- ‌لجح

- ‌لحح

- ‌لدح

- ‌(لَطَحَ

- ‌لزح

- ‌لفح

- ‌لقح

- ‌لكح

- ‌لمح

- ‌لوح

- ‌(فصل الميمِ) مَعَ الحاءِ الْمُهْملَة)

- ‌متح

- ‌مجح

- ‌محح

- ‌مدح

- ‌مذح

- ‌مرح

- ‌مزح

- ‌مسح

- ‌مَشح

- ‌مصح

- ‌مضح

- ‌مضرح

- ‌مطح:

- ‌ملح

- ‌منح

- ‌ميح

- ‌(فصل النُّون) مَعَ الحاءِ الْمُهْملَة)

- ‌نبح

- ‌نتح

- ‌نجح

- ‌نحح

- ‌ندح

- ‌نزح

- ‌نسح

- ‌نشح

- ‌نصح

- ‌نضح

- ‌نطح

- ‌نظح

- ‌نفح

- ‌نقح

- ‌نكح

- ‌نوح

- ‌ نَيِّحَ

- ‌(فصل الْوَاو) مَعَ الحاءِ الْمُهْملَة)

- ‌وتح

- ‌وجح

- ‌وحح

- ‌ودح

- ‌ وَذَح

- ‌وشح

- ‌وضح

- ‌وطح

- ‌وقح

- ‌وكح

- ‌ولح

- ‌ومح

- ‌ونح

- ‌وَيْح

- ‌(فصل الياءِ) التَّحْتِيَّة مَعَ الحاءِ الْمُهْملَة)

- ‌يُوح

- ‌يدح

- ‌(بَاب الخاءُ الْمُعْجَمَة)

- ‌(فصل الْهمزَة) مَعَ الْخَاء)

- ‌أَبخ

- ‌أَخخ

- ‌أَرخ

- ‌أَزخ

- ‌أَضخ

- ‌أَفخ

- ‌أَلخ

- ‌أَوخ

- ‌أَيخ

- ‌(فصل الباءِ) الموحّدة مَعَ الخاءِ الْمُعْجَمَة)

- ‌بخخ

- ‌بدخ

- ‌بذخ

- ‌بذلخ

- ‌بربخ

- ‌برخ

- ‌برزخ

- ‌بزخ

- ‌بزمخ

- ‌بطخ

- ‌بَلخ

- ‌بوخ

- ‌(فصل التاءِ) المثنّاة الفوقيّة مَعَ الخاءِ الْمُعْجَمَة)

- ‌تخخ

- ‌تَرْخِ

- ‌تنخ

- ‌توخ

- ‌تيخ

- ‌(فصل الثاءِ) المثلّثة مَعَ الخاءِ الْمُعْجَمَة)

- ‌ثخخ

- ‌ثلخ

- ‌ثوخ

- ‌(فصل الْجِيم) مَعَ الخاءِ الْمُعْجَمَة)

- ‌جبخ

- ‌جخخ

- ‌جرفخ

- ‌جفخ

- ‌جلخ

- ‌جمخ

- ‌جنبخ

- ‌جندخ

- ‌جوخ

- ‌جيخ

- ‌(فصل الخاءِ) مَعَ الخاءِ، المعجمتين)

- ‌خنخ

- ‌خوخ

- ‌(فصل الدَّال) مَعَ الخاءِ الْمُعْجَمَة)

- ‌دبخ

- ‌دخخ

- ‌دربخ

- ‌دلخ

- ‌دمخ

- ‌دنَّخ

- ‌دوخ

- ‌دَيَّخَ

- ‌(فصل الذَّال) الْمُعْجَمَة مَعَ الخاِ الْمُعْجَمَة)

- ‌ذخخ

- ‌ذذخ

- ‌ذيخ

- ‌(فصل الرَّاء) مَعَ الخاءِ الْمُعْجَمَة)

- ‌ربخ

- ‌رتخ

- ‌رجخ

- ‌رخخ

- ‌ردخ

- ‌رزخ

- ‌رسخ

- ‌رصخ

- ‌رضخ

- ‌رفخ

- ‌رمخ

- ‌رنخ

- ‌روخ

- ‌ريخ

- ‌(فصل الزَّاي) مَعَ الخاءِ الْمُعْجَمَة)

- ‌زتخ

- ‌زخخ

- ‌زرنخ

- ‌زلخ

- ‌زمخ

- ‌زنخ

- ‌زوخ

- ‌زيخ

- ‌(فصل السِّين) الْمُهْملَة مَعَ الخاءِ الْمُعْجَمَة)

- ‌سبخ

- ‌سخخ

- ‌سدخ

- ‌سربخ

- ‌سردخ

- ‌سفنخ

- ‌سلخ

- ‌سمخ

- ‌سملخ

- ‌سنخ

- ‌سنبخ

- ‌سوخ

- ‌سيخ

- ‌(فصل الشين) مَعَ الخاءِ الْمُعْجَمَة)

- ‌شبخ

- ‌شخخ

- ‌شدخ

- ‌شذخ

- ‌شرخ

- ‌شربخ

- ‌شردخ

- ‌شلخ

- ‌شمخ

- ‌شمرخ

- ‌شنخ

- ‌شندخ

- ‌شيخ

- ‌(فصل الصَّاد) الْمُهْملَة مَعَ الخاءِ الْمُعْجَمَة)

- ‌صبخ

- ‌صخخ

- ‌صربخ

- ‌صلخ

- ‌صمخ

- ‌صملخ

- ‌صنخ

- ‌صيخ

- ‌(فصل الضَّاد) الْمُعْجَمَة مَعَ الْخَاء)

- ‌ضخخ

- ‌ضردخ

- ‌ضمخ

- ‌ضوخ

- ‌ضيخ

- ‌(فصل الطاءِ) الْمُهْملَة مَعَ الخاءِ الْمُعْجَمَة)

- ‌طبخ

- ‌طبرخ

- ‌طخخ

- ‌طرخ

- ‌طرثخ

- ‌طلخ

- ‌طَّمخ

- ‌طمرخ

- ‌طملخ

- ‌طنخ

- ‌طوخ

- ‌طِيخ

- ‌(فصل الظاءِ) المشالة مَعَ الخاءِ الْمُعْجَمَة)

- ‌ظمخ

- ‌(فصل الْعين) الْمُهْملَة مَعَ الخاءُ الْمُعْجَمَة)

- ‌عهعخ

- ‌(فصل الفاءِ) مَعَ الخاءِ الْمُعْجَمَة)

- ‌فتخ

- ‌فخخ

- ‌فدخ

- ‌فرخ

- ‌فردخ

- ‌فَرسَخ

- ‌فرشخ

- ‌فرضخ

- ‌فرفخ

- ‌فسخ

- ‌فشخ

- ‌فصخ

- ‌فضخ

- ‌فقخ

- ‌فلخ

- ‌فلذخ

- ‌فنخ

- ‌فنشخ

- ‌فنقخ

- ‌فوخ

- ‌فيخ

- ‌(فصل الْقَاف) مَعَ الخاءِ الْمُعْجَمَة)

- ‌قفخ

- ‌قلخ

- ‌قمخ

- ‌قنفخ

- ‌قوخ

- ‌(فصل الْكَاف) مَعَ الخاءِ الْمُعْجَمَة)

- ‌كخخ

- ‌كرخ

- ‌كشخ

- ‌كشمخ

- ‌كشملخ

- ‌كفخ

- ‌كمخ

- ‌كوخ

- ‌(فصل اللَّام) مَعَ الخاءِ الْمُعْجَمَة)

- ‌لبخ

- ‌لتخ

- ‌لخخ

- ‌لطخ

- ‌لفخ

- ‌لمخ

- ‌لوخ

- ‌(فصل الْمِيم) مَعَ الخاءِ الْمُعْجَمَة)

- ‌متخ

- ‌مخخ

- ‌مدخ

- ‌مذخ

- ‌مرخ

- ‌مسخ

- ‌مصخ

- ‌مضخ

- ‌مطخ

- ‌ملخ

- ‌موخ

- ‌ميخ

- ‌(فصل النُّون) مَعَ الخاءِ الْمُعْجَمَة)

- ‌نبخ

- ‌نتخ

- ‌نجخ

- ‌نخخ

- ‌ندخ

- ‌نذخ

- ‌ نُسخَ

- ‌نضخ

- ‌نطخ

- ‌نفخ

- ‌نقخ

- ‌نكخ

- ‌نوخ

- ‌(فصل الْوَاو) مَعَ الخاءِ الْمُعْجَمَة)

- ‌وبخ

- ‌وتخ

- ‌وثخ

- ‌وخخ

- ‌ودخ

- ‌ورخ

- ‌وسخ

- ‌وشخ

- ‌وصخ

- ‌وضخ

- ‌وطخ

- ‌ولخ

- ‌ومخ

- ‌ويخ

- ‌(فصل الهاءِ) مَعَ الخاءِ الْمُعْجَمَة)

- ‌هبخ

- ‌هخخ

- ‌هيخ

- ‌(فصل الْيَاء) مَعَ الخاءِ الْمُعْجَمَة)

- ‌يَتَاخٌ

- ‌يثخ

- ‌يفخ

- ‌ينخ

- ‌يوخ

- ‌(بَاب الدَّال الْمُهْملَة)

- ‌(فصل الْهمزَة) من بَاب الدَّال)

- ‌ أُبدِ

- ‌(فصل الْهمزَة) مَعَ الدَّال الْمُهْملَة)

- ‌أَتد

- ‌أَثد

- ‌أَجد

- ‌أَحد

- ‌أَخد

- ‌أَدد

- ‌أَرد

- ‌أَزد

- ‌أَسد

- ‌أَصد

- ‌إِصفعند

- ‌أَطد

- ‌أَفد

- ‌أَكد

- ‌أَلد

- ‌أَمد

- ‌أَند

- ‌أَندرورد

- ‌أَود

- ‌أَيد

- ‌(فصل الْبَاء) الْمُوَحدَة مَعَ الدَّال الْمُهْملَة)

- ‌بجد

- ‌بخند

- ‌بدد

- ‌برد

- ‌برجد

- ‌برخد

- ‌برقعد

- ‌برند

- ‌بزد

- ‌بسد

- ‌بشند

- ‌بشجرد

- ‌بشغرد

- ‌بشقرد

- ‌بصد

- ‌بعد

- ‌بغدد

- ‌بفد

- ‌بغند

- ‌بقرد

- ‌بكرد

- ‌بلد

- ‌بلبد

- ‌بلند

- ‌بمرد

- ‌بند

- ‌بنرد

- ‌بود

- ‌بهد

- ‌بيد

- ‌(فصل التَّاء) المثنّاة الفوقيّة مَعَ الدّال الْمُهْملَة)

- ‌تبرد

- ‌ترد

- ‌تقد

- ‌تقرد

- ‌تَلد

- ‌تمد

- ‌تود

- ‌تمرد

- ‌توبد

- ‌تيد

- ‌(فصل الثاءِ) المثلّثة مَعَ الدّال الْمُهْملَة)

- ‌ثأَد

- ‌ثرد

- ‌ثرمد

- ‌ثعد

- ‌ثغد

- ‌ثفد

- ‌ثكد

- ‌ثلد

- ‌ثَمد

- ‌ثمعد

- ‌ثمغد

- ‌ثند

- ‌ثهد

- ‌ثهمد

- ‌(فصل الْجِيم) مَعَ الدَّال الْمُهْملَة)

- ‌جحد

- ‌جدد

- ‌جرد

- ‌جرهد

- ‌جَسَد

- ‌جضد

- ‌جعد

- ‌جعفد

- ‌جلد

- ‌جلبد

- ‌جلحمد

- ‌جلخد

- ‌جلسد

- ‌جلعد

- ‌جلفد

- ‌جلمد

- ‌جمد

- ‌جمعد

- ‌جند

- ‌جود

- ‌جهد

- ‌جيد

الفصل: الْقَاف. وباشْجِرد بِالْجِيم: بلادٌ بَين القَسْطنطينيّة وبُلغَار.   ‌ ‌بصد : وبَصِيدَا، بِفَتْح الموحّدة

الْقَاف. وباشْجِرد بِالْجِيم: بلادٌ بَين القَسْطنطينيّة وبُلغَار.

‌بصد

: وبَصِيدَا، بِفَتْح الموحّدة وكسرِ الصَّاد الْمُهْملَة وَسُكُون التّحتيّة، من قُرى بَغْداد.

‌بعد

: (البُعْدُ)، بالضَمّ: ضِدُّ القُرْب، وَقيل خِلاف القُرْب، وَهُوَ الأَكثر، وَهُوَ (م) أَي مَعْرُوف. (و) البُعْد:(المَوْتُ) . والّذي عَبَّرَ بِهِ الأَقدمون أَنّ البُعْد بمعنَى الهلاكِ كَمَا فِي (الصّحاح) وَغَيره وَيُقَال إِنّ الّذي بمعنَى الهلاكِ إِنّما هُوَ البَعَد، محركةً، (وفِعلُهما ككَرُمَ وفَرِحَ) ظَاهِرُه أَن فِعلهما مَعاً من الْبَابَيْنِ بالمَعنَيين، وَلَيْسَ كذالك، فإِنّ الأَكثرَ على منْع ذالك والتفرقَةِ بَينهمَا، وأَنَّ الْبعد الّذي هُوَ خِلاف القُرْب الفِعل مِنْهُ بالضمّ ككَرُمَ، والبَعَد، محرَّكةً، الَّذِي هُوَ الهَلاك الفِعْل مِنْهُ بَعِدَ بالكَسْر، كفَرِح. ومَنْ جَوَّزَ الاشتراكَ فيهمَا أَشار إِلى أَفصحِيَّة الضّمّ فِي خِلافِ القُرْب، وأَفصحيّة الكسرِ فِي معنَى الهلاكِ، حَقَّقَه شَيخنَا (بُعْداً) ، بضمّ فَسُكُون، (وبَعَداً) . محرَّكةً، قَالَ شيخُنَا: فِيهِ إِيهامُ أَنَّ المصدرين لكلَ من الفِعلين، والصّواب أَنّ الضَمّ للمضموم نعظير ضِدِّه الَّذِي هُوَ قَرُبَ قُرْباً، والمحرّك للمكسور كفَرِحَ فَرَحاً. انتهي.

قلت: والّذي فِي (الْمُحكم) و (اللِّسان) : بَعِدَ بَعَداً، وبَعُد: هَلَكَ أَو اغترَبَ، فَهُوَ باعِدٌ. والبُعْد: الهَلَاكُ، قَالَ تَعَالَى:{7. 024 اءَلا بعدا لمدين كَمَا بَعدت ثَمُود} (هود: 95) .

وَقَالَ مالكُ بنُ الرَّيب المازنيّ:

يَقُولنَ لَا تَبْعَدْ وهُمْ يَدْفِنُونَنِي

وأَينَ مَكَانُ البُعْدِ إِلاّ مكانيَا

وقرأَ الكسائيّ والنّاسُ: كَمَا بَعِدَتْ، وَكَانَ أَبو عَبِدِ الرحمان السُّلَمِيّ يَقرَؤُهَا {بَعُدَتْ} يجعَلُ الهُلاكَ والبُعد سَوَاء، وهما قريبٌ من السَّوَاءِ، إِلَاّ أَن الْعَرَب بَعضهم يَقُول بَعُدَ وبعضُهم يَقُول بَعُدَ، مثل سَحِقَ وسَحُقَ. وَمن

ص: 433

النّاس مَن يَقول بَعُد فِي الْمَكَان وبَعِدَ فِي الهَلاك. وَقَالَ يونسُ: الْعَرَب تَقول بَعِدَ الرَّجُلُ وبَعُدَ، إِذا تباعدَ فِي غير سَبَ. ويقَال فِي السَّبِّ: بعِدَ وسَحِقَ لَا غير، انْتهى. فالَّذِي ذَهبَ إِليه المصنّف هُوَ المُجْمَعُ عَلَيْهِ عِنْد أَئِمَّة اللُّغةِ والّذي رَجَّحَه غيرُ المصنّف هُوَ قَول بعضٍ مِنْهُم كَمَا تَرَى. (فَهُوَ بَعِيدٌ وباعِدٌ وبُعَادٌ) ، الأَخير بالضّمّ، عَن سِيبَوَيْهٍ، قيل: هُوَ لُغة فِي بَعِيد، ككُبَار فِي كَبير. (ج بُعَدَاءُ) ، ككُرَمَاءَ، وَافق الذينَ يَقولونَ فَعِيل الَّذين يَقُولُونَ فُعَال، لأَنهما أُختانِ. (و) قد قيل (بُعُدٌ) ، بضمّتَين كقَضيبٍ وقُضُبٍ، وينشد قَول النَّابِغَة:

فتِلْكَ تُبْلِغُني النُّعْمَانَ إِنَّ لَهُ

فَضْلاً على النَّاسِ فِي الأَدْنَى وَفِي البُعُدِ

وضبطَه الْجَوْهَرِي بِالتَّحْرِيكِ، جمع باعد، كخادمٍ وخَدَمٍ.

(وبُعْدَانٌ)، كرَغيفٍ ورُغْفَانٍ. قَالَ أَبو زيد: إِذا لم تكن من قُرْبانِ الأَميرُ فكُنْ مِن بُعْدانِه، أَي تَبَاعَدْ عَنهُ لَا يُصِبْك شَرُّه. وَزَاد بعضُهم فِي أَوزان الجموع البِعَادَ، بِالْكَسْرِ، جمْع بَعيدٍ، ككَريمٍ وكِرَامٍ. وَقد جاءَ ذالك فِي قَول جريرٍ.

(ورجلٌ مِبْعَد، كمِنْجَل: بَعيدُ الأَسْفَارِ) . قَالَ كُثيِّر عزّةَ:

مُنَاقِلَةً عُرْضَ الفَيَافِي شِمِلَّةً

مَطِيّةَ قَذَّافٍ على الهَوْلِ مِبْعَدِ

(وبُعْدٌ باعِدٌ، مُبَالَغَةٌ. و) إِنْ دَعوتَ بِهِ قلْت: (بُعداً لَهُ) ، الْمُخْتَار فِيهِ النّصب على المصدريّة. وكذالك سُحْقاً لَهُ، أَي (أَبْعَدَه اللَّهُ)، أَي لَا يُرثَى لَهُ فِيمَا نَزَلَ بِهِ. وتَميم تَرفَع فَتَقول: بُعدٌ لَهُ وسُحْقٌ، كَقَوْلِك: غلامٌ لَهُ وفَرسٌ.

وَقَالَ ابْن شُميل: رَاودَ رَجلٌ من الْعَرَب أَعرابيّة فأَبَت إِلاّ أَن يَجعَلَ لَهَا شَيْئا، فجعلَ لَهَا دِرْهَمين، فَلَمَّا خالطَها جعلت تَقول: غَمْزاً ودِرْهماكَ لَك، فإِن لم تَغمِز فبُعْدٌ

ص: 434

لَك. رَفَعت البُعْدَ. يُضرَب مَثلاً للرَّجُل ترَاهُ يَعمل العَملَ الشديدَ.

(والبُعْد) ، بِضَم فَسُكُون، (والبِعَاد)، بالكرس:(اللَّعْن) ، مِنْهُ أَيضاً.

(وأَبعدَه اللَّهُ: نَحَّاه عَن الخَير)، أَي لَا يُرْثَى لَهُ فِيمَا نَزلَ بِهِ. (و) أَبعده:(لَعَنَهُ) ، وغَرَّبَه.

(وبَاعَدَه مُبَاعَدَة وبِعَاداً) ، وباعَد اللَّهُ مَا بَينهمَا، (وبَعَّدَه) تَبعيداً ويُقْرأُ {7. 024 رَبنَا باعد بَين اءَسفارنا} (سبأَ: 19) وَهُوَ قِراءَة العَوام. قَالَ الأَزهَريّ: قرأَ أَبو عَمرٍ ووابن كَثير {بَعِّدْ} ، بِغَيْر أَلف، وقرأَ يعقوبُ الحضرميّ {رَبُّنَا باعَدَ} بالنَّصْب على الخَبر. وقرأَ نَافِع وَعَاصِم والكسائيّ وَحَمْزَة {باعِدْ} بالأَلف على الدعاءِ. و (أَبْعَدَه) غيرُه.

(ومَنزِلٌ بَعَدٌ، بِالتَّحْرِيكِ: بَعيدٌ. و) قَوْلهم: (تَنَحَّ غيرَ بَعيدٍ، وغيرَ باعدٍ، وَغير بَعَد) ، محرَّكَةً، أَي (كنْ قَرِيبا) ، وَغير بَاعِدٍ، أَي غَيْرَ صاغرٍ قَالَه الكسائيّ. وَيُقَال: انطلقْ يَا فلانُ غيرَ باعدٍ، أَي لَا ذَهَبْتَ.

(و) يُقَال: (إِنّه لغيرُ أَبْعَدَ) ، وهاذه عَن ابْن الأَعرابيّ، (و) غير (بُعَدٍ، كصُرَد) ، إِذا ذَمَّه، أَي (لَا خَيْرَ فِيهِ) . وَعَن ابْن الأَعرابيّ: أَي لَا غَوْرَ لَهُ فِي شيْءٍ.

(و) إِنّه (لذُو بُعْدٍ) . بضمّ فَسُكُون، (وبُعْدَةٍ) ، بِزِيَادَة الهاءِ، وهاذه عَن ابْن الأَعرابيّ، (أَي) لذُو (رأْيٍ وحَزْم) . يُقَال ذالك للرّجُل إِذا كَانَ نافذَ الرَّأْيِ ذَا غَوْرٍ وَذَا بُعْرِ رَأْيٍ. (و) يُقَال:(مَا عندَه أَبعَدُ، أَو بُعَدٌ، كصُرَد، أَي طائلٌ)، وَمثله فِي (مجمع الأَمثال) . وَقَالَ رجلٌ لِابْنِهِ: إِن غَدَوْتَ على المِرْبَد رَبِحْتَ عَنَاءً أَو رَجَعْت بِغَيْر بُعَدٍ، أَي بغَير مَنْفَعَة. وَقَالَ أَبو زيد يُقَال: مَا عنْدك بُعَدٌ، وإِنك لغيرُ بُعَد، أَي مَا عنْدك طائلٌ. إِنّما تَقول هاذا إِذا ذَمَمْتَه. قَالَ شَيخنَا: يُمكن أَن يُحمل (مَا) هُنَا على معنَى (الّذي) ، أَي مَا عِنْده من المطالب أَبعدُ مِمَّا عِنْد غَيره، وَيجوز

ص: 435

أَن تُحمَل على النَّفْيِ، أَي لَيْسَ عِنْده شيءٌ يُبعِدُ فِي طَلبِه، أَي شيْءٌ لَهُ قيمةٌ أَو مَحلّ.

(وَبَعْدُ ضدُّ قَبْل) ، يَعْنِي أَنّ كلاًّ مِنْهَا ظَرفُ زَمانٍ، كَمَا عُرِفَ فِي الْعَرَبيَّة، ويكونان للمكان، كَمَا جوَّزَه بعض النُّحاة، (يُبنَى مُفْرَداً) ، أَي عَن الإِضافة، لَكِن بشرطِ نِيّة مَعنَى المضافِ إِليه دون لَفظه، كَمَا قرّر فِي العربيّة، (ويُعْرَب مُضافاً) ، أَي لأَنَّ الإِضافة تُوجِب توغّلَه فِي الاسميّة وتُبعِده عَن شَبه الْحُرُوف، فَلَا مُوجبَ مَعهَا لبنائه. (وحُكِيَ: مِنْ بَعْدٍ) ، أَي بِالْجَرِّ وتنوين آخِره، وَقد قُرِىء بِهِ قَوْله تَعَالَى:{7. 024 لله الاءَمر من قبل وَمن بعد} (الرّوم: 4) بِالْجَرِّ والتنوين، كأَنَّهم جَرَّدوه عَن الإِضافة ونِيّتها.

(و) حكى أَيضاً (افعَلْ) كَذَا (بَعْداً) ، بِالتَّنْوِينِ مَنْصُوبًا.

وَفِي (الْمِصْبَاح) وبَعْد ظَرفٌ مُبهَمٌ، لَا يُفهَم مَعْنَاهُ إِلا بالإِضافَة لغيره، وَهُوَ زَمانٌ متراخٍ عَن الزَّمَان السابقِ، فإِن قَرُبَ مِنْهُ قيلَ، بُعَيْدَه بِالتَّصْغِيرِ، كَمَا يُقَال قَبْل العصْر، فإِذا قَرُب قيل قُبَيْل العَصْر، بِالتَّصْغِيرِ، أَي قَرِيبا مِنْهُ. وجاءَ زَيْدٌ بَعْدَ عَمْرو، أَي مُتراخِياً زَمانُه عَن زَمانِ مجيءِ عَمْرٍ و. وتأْتي بمعنَى مَعَ كَقَوْلِه تَعَالَى:{فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذالِكَ} (الْبَقَرَة: 178) أَي مَعَ ذالك. انْتهى.

وَقَالَ اللَّيثُ: بَعْد كلمةٌ دالّة على الشيْءِ الأَخيرِ، تَقول: هاذا بعدَ هاذا، مَنْصُوب. وحَكى سِيبَوَيْهٍ أَنّهُم يَقُولُونَ من بَعدٍ، فُينكِّرونه، وافْعَلْ هَذَا بَعْداً.

وَقَالَ الجوهريّ: بَعدُ نَقيضُ قَبلُ، وهما اسمان يكونَانِ ظَرفَين إِذا أُضِيفَا، وأَصْلهما الإِضافة، فمتَى حذفت الْمُضَاف إِليه لعِلْم المخاطَب بَنَيتَهما على الضّمّ ليُعلمَ أَنّه مَبنيّ، إِذا كَانَ الضّمّ لَا يَدخلهما إِعراباً، لأَنّهما لَا يَصلُح

ص: 436

وقُوعُهما مَوْقِعَ الفاعِلِ وَلَا مَوقعَ المبتدإِ وَلَا الخَبَر.

وَفِي (اللِّسَان) : وَقَوله تَعَالَى: {7. 025 لله الاءَمر من قبل وَمن بعد} (الرّوم: 4) أَي من قبلِ الأَشياءِ ومِن بَعدِهَا، أَصلهما هُنَا الخَفضُ، ولاكنْ بُنِينَا على الضمّ لأَنّهما غايتانِ، فإِذا لم يكونَا غَايَة فهما نَصْبٌ لأَنّهما صِفة. ومعنَى غايةٍ أَي أَنَّ الكَلِمَة حُذِفَت مِنْهَا الإِضافَة وجُعلَت غَايَةُ الكَلِمَة مَا بقِيَ بعد الحذْف. وإِنّمَا بُنيتا على الضّمّ لأَنّ إِعرابَهما فِي الإِضافة النّصب والخفض، تَقول: رأَيتُه قَبلَك وَمن قَبِلك، وَلَا يُرفعان، لأَنَّهما لَا يُحدَّث عَنْهُمَا، استعملَا ظَرفَين، فلمَّا عُدِلَا عَن بابهما حُرِّكا بِغَيْر الحَرَكَتَيْن اللَّتَيْنِ كانَتَا لَهُ يَدخلان بحقّ الإِعراب. فأَمّا وُجُوبُ بنائهما وذَهاب إِعرابهما فلأَنَّهُمَا عُرِّفا من غير جهةِ التَّعرِفِ، لأَنّه حُذِف مِنْهُمَا مَا أُضيفَتَا إِليه، وَالْمعْنَى. للَّهِ الأَمرُ من قَبلِ أَن تُغلَبَ الرُّوم، وَمن بَعدِما غَلَبَتْ. وحكَى الأَزهَرِيُّ عَن الفرّاءِ قَالَ: القِرَاءَة بالرّفع بِلَا نون، لأَنّهما فِي المعنَى ترَاد بهما الإِضافَة إِلى شيْءٍ لَا محالَة، فلمَّا أَدّتَا غير معنَى مَا أُضِيفَتا إِليه وسُمِتَا بالرَّفْع، هما فِي موضعِ جَرَ، ليَكُون الرَّفْعُ دَليلاً على مَا سَقَطَ. وكذالك مَا أَشبههما وإِن نوَيتَ أَن تُظهرَ مَا أُضِيفَ إِليه وأَظهرْتَهُ فقلْت: للَّهِ الأَمرُ من قبلِ وَمن بعدِ، جازَ، كأَنَّك أَظهرْتَ المخفوضَ الّذِي أَضَفْتَ إِليه قَبْل وبَعد. وَقَالَ ابْن سَيّده: ويُقرأُ: {7. 025 لله الاءَمر من قبل من بعد} يجعلونهما نَكرتَين، المعنَى: لله الأَمرُ من تَقَدُّم وَمن تأَخُّرٍ. والأَوّلُ أَجوَدُ. وَحكى الكسائيّ: {7. 025 الاءَمر من قبل وَمن بعد} بِالْكَسْرِ بِلَا تَنْوِين.

(واسْتَبْعَدَ) الرَّجُلُ، إِذا (تَبَاعَدَ) .

ص: 437

(و) استبعدَ (الشَّيْءَ: عَدَّه بَعيدا) .

(و) قَوْلهم: (جِئت بَعْدَيْكما) أَي بَعدَكما، قَالَ:

أَلَا يَا اسْلَمَا يَا دِمْنَتَيْ أُمِّ مالكٍ

وَلَا يَسْلماً بَعْدَيْكُما طَللانِ

(و) فِي (الصِّحَاح) : (رأَيْته)، وَقَالَ أَبو عُبيد: يُقَال: لَقِيته (بُعَيداتِ بَيْن) بِالتَّصْغِيرِ، إِذا لَقيتَه بعد حِين. (و) قيل (بَعِيدَاتِهِ) ، مُكبّراً، وهاذه عَن الفَرّاءِ، (أَي بُعَيدَ فِرَاق) ، وَذَلِكَ إِذا كَانَ الرّجلُ يُمسِك عَن إِتيانِ صاحِبه الزّمَانَ، ثمّ يُمسك عَنهُ نحْو ذالك أَيضاً، ثمّ يأْتِيه. قَالَ: وَهُوَ من ظُروف الزَّمَان الَّتِي لَا تَتمكّن وَلَا تُسْتعمل إِلاّ ظَرفاً. وأَنشد شَمِرٌ:

وأَشْعَثَ مُنْقَدِّ القَمِيصِ دَعَوْتُه

بُعَيْدَاتِ بَيْنٍ لَا هِدَانٍ وَلَا نِكْسِ

وَمثله فِي (الأَساس) . وَيُقَال: إِنّها لتَضْحَكُ بُعيداتِ بَيْنٍ، أَي بينَ المرّةِ ثمَّ المَرَّةِ فِي الْعين.

(وأَمَّا بَعْدُ) فقد كَانَ كَذَا، (أَي) إِنَّما يُرِيدُونَ أَمّا (بَعْدَ دُعَائِي لَك)، فإِذا قلْت أَمّا بعدُ فإِنّك لَا تُضِيفه إِلى شيْءٍ ولاكنك تَجعله غَايَة نَقيضاً لقبْل. وَفِي حَدِيث زيدِ بن أَرقمَ أَنَّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمخَطَبَهم فَقَالَ:(أَمّا بَعْدُ)، تَقْدِير الْكَلَام: أَمّا بعدع حَمْدِ الله. (وأَوَّلُ مَنْ قَالَه دَاوُودُ عليه السلام ، كَذَا فِي أَوَّليّاتِ ابْن عَسَاكِرَ، وَنَقله غيرُ واحِد من الأَئمّة وقالُوا: أَخرَجَه ابْن أَبي حَاتِم والدَّيْلميّ عَن أَبي مُوسَى الأَشعريّ مَرْفُوعا. وَيُقَال: هِيَ فَصْلُ الخِطَاب، وَلذَلِك قَالَ عز وجل {وَءاتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ} (ص: 20)(أَوْ كَعْبُ بن لُؤَيَ)، زَعمه ثَعلب. وَفِي الْوَسَائِل إِلى معرفَة الأَوائل: أَوّلُ من قَالَ أَمّا بَعدُ داوودُ عليه السلام، لحَدِيث أَبي مُوسَى الأَشعرِيّ مَرْفُوعا، وَقيل: يَعْقُوبُ عليه السلام، لأَثَرٍ فِي أَفرادِ الدَّارَقُطْني، وَقيل، قُسّ بن ساعدةَ كَمَا للكلبيّ، وَقيل يَعْرُب قَحطانَ، وَقيل كَعْب بن لُؤَيّ.

ص: 438

(و) يُقَال: هُوَ مُحْسِنٌ للأَباعدِ والأَقارِبِ، (الأَباعِد: ضِدّ الأَقارب) . وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال هُوَ أَبْعَدُ وأَبعَدُونَ، وأَقرَبُ وأَقربُونَ، وأَبَاعِدُ وأَقارِبُ. وأَنشد:

مِنَ النَّاسِ منْ يَغْشَى الأَباعِدَ نَفْعُه

ويَشْقَى بِه حَتَّى الممَاتِ أَقارِبُهْ

فإِنْ يَكُ خَيْراً فالبَعِيدُ يَنالُه

وإِنْ يَكُ شَرًّا فابنُ عمِّك صاحِبُه

(و) قَوْلهم: (بَيننا بُعْدَةٌ بالضّمّ من الأَرضِ ومِنَ القَرَابَة) . قَالَ الأَعشى:

بأَنْ لَا تَبَغَّى الوُدَّ من مُتباعِدٍ

وَلَا تَنْأَ من ذِي بُعْدَةٍ إِنْ تَقَرَّبَا

(وبَعْدَانُ، كسَحْبَانَ: مِخلافٌ باليَمَن) مشهورٌ، وَقد نُسِبَ إِليه جُملةٌ من الأَعيانِ.

وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ قَوْلهم:

مَا أَنتَ منا ببَعيدٍ، وَمَا أَنتم منا ببَعيد، يَستوِي فِيهِ الْوَاحِد وَالْجمع، وكذالك مَا أَنتَ ببَعَدٍ، وَمَا أَنتم منَّا ببَعَدٍ، أَي بَعيد. وإِذا أَردْتَ بالقَرِيبِ والبَعِيده قَرَابَةَ النَّسَبِ أَنثْتَ لَا غير، لم تَختلف العربُ فِيهَا.

والأَبْعَدُّ، مُشدَّدَ الآخِر فِي قَول الشَّاعِر:

مَدًّا بأَعناقِ المعطِيِّ مَدَّا

حتَّى تُوافِي المَوْسمَ الأَبعَدَّا

فلضرورة الشِّعر.

والبُعَداءُ: الأَجانبُ الّذِين لَا قَرَابَةَ بَينهم، قَالَ ابْن الأَثير.

وَقَالَ النضْر فِي قَوْلهم: هَلَكَ الأَبعَدُ قَالَ: يعنِي صاحِبَه، وهاكذا يُقَال إِذا كَنَى عَن اسْمه.

وَيُقَال للمرأَة: هَلكَتِ البُعْدى. قَالَ الأَزهريّ: هاذا مثْل قَوْلهم: فَلَا مَرحباً بالآخَر، إِذا كَنَى عَن صَاحبه وَهُوَ يَذُمُّه. وَيُقَال: أَبعَدَ الله الأَخَرَ قلْت: الأَخَر، هاكذا فِي نُسخ (الصّحاح) ، وَعَلَيْهَا عَلامَة الصِّحّة، فليُنظر. قَالَ: وَلَا يُقَال للأُنثى مِنْهُ شيءٌ. وَقَوْلهمْ: كَبَّ اللَّهُ الأَبعَدَ لفِيهِ، أَي أَلقاه لوَجْهه.

ص: 439

والأَبعَدُ: الحائنُ: هَكَذَا فِي (الصّحاح) بِالْمُهْمَلَةِ.

وفُلانٌ يَسْتَخْرِج الحَدِيثَ من أَباعدِ أَطْرافِه. وأَبْعَدَ فِي السَّوْم: شَطَّ. وتَبَاعَدَ منّي، وابتَعَد، وتَبَعَّدَ.

وَفِي الحَدِيث (أَنّ رجلا جَاءَ فقالَ: إِنّ الأَبعَدَ قد زَنَى) ، مَعْنَاهُ المتباعِد عَن الخَير والعِصْمة.

وجَلَسْتُ بَعِيدةً مِنْك وبعِيداً مِنْك، يَعنِي مَكاناً بَعيدا. ورُبما قالُوا: هِيَ بَعيدٌ مِنْك، أَي مكانُها. وأَمَّا بعيدةُ العهدِ فالبهَاءِ.

وَذُو البُعْدةِ: الّذي يُبْعِد فِي المُعادَاة. وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ لرؤبة:

يَكْفِيك عندَ الشِّدّة اليَبيسَا

ويَعتلِي ذَا البُعْدَةِ النَّحوسا

قَالَ أَبو حَاتِم: وَقَالُوا قَبْلُ وبَعْدُ مِن الأَضداد. وَقَالَ فِي قَوْله عز وجل: {7. 025 والاءَرض بعد ذَلِك دحاها} (النازعات: 30) أَي قَبْلَ ذَلِك.

ونقلَ شيخُنا عَن ابْن خالَويه فِي كتاب (لَيْسَ) مَا نصُّه: لَيْسَ فِي الْقُرْآن بعْد بِمَعْنى قبْل إِلاّ حَرْفٌ واحِد {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذّكْرِ} (الأَنبياء: 105) . وَقَالَ مُغُلْطَاي فِي المَيْس على لَيْسَ: قد وَجَدْنَا حَرْفاً آخَرَ، وَهُوَ {7. 025 والاءَرض بعد ذَلِك دحاها} قَالَ أَبو مُوسَى فِي كتاب المغيث: مَعْنَاهُ هُنَا قَبْل، لأَنّه تَعَالَى خَلَقَ الأَرضَ فِي يَوْمَيْنِ ثمَّ استوَى إِلى السماءِ، فعلَى هاذا خلَق الأَرضَ قبْلَ السماءِ. ونقَله السُّيوطيّ فِي الإِتقان، كَذَا نَقله شَيخنَا.

قلْت: وَقد رَدَّه الأَزهريّ فَقَالَ: والّذي قَالَه أَبو حَاتِم عمَّن قَالَه خَطأٌ، قَبْل وبعْد كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا نَقيضُ صاحِبه، فَلَا يَكونُ أَحدُهما بمعنَى الآخَرِ، وَهُوَ كَلامٌ فاسدٌ وأَمَّا مَا زَعَمه من التَّنَاقُض الظاهرِ فِي الْآيَات فَالْجَوَاب أَنَّ الدَّحْوَ غَيرُ الخلْق، وإِنَّما هُوَ

ص: 440