المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ حرف الميم - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ١٩

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد التاسع عشر (سنة 251- 260) ]

- ‌الطبقة السّادسة والعشرون

- ‌دخلت سنة إحدى وخمسين ومائتين

- ‌[خروج الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بقزوين]

- ‌[خروج أَحْمَد بْن عيسى العلويّ بالريّ]

- ‌[إفساد إِسْمَاعِيل بْن يوسف موسم الحجّ]

- ‌ثمّ دخلت سنة اثنتين وخمسين ومائتين

- ‌[خلْع المستعين وبيعة المعتزّ]

- ‌[تتويج المعتزّ لأخيه أَبِي أَحْمَد]

- ‌[خلْع المؤيَّد مِنَ العهد]

- ‌[ولَاية ابن أَبِي الشوارب قضاء القضاة]

- ‌[حساب الخراج]

- ‌[نفي أَبِي أَحْمَد إلى واسط]

- ‌إبعاد ابن المعتصم

- ‌ولَاية ابن خاقان مصر

- ‌سنة ثلَاثٍ وخمسينٍ ومائتين

- ‌[أَخْذُ هَرَاة]

- ‌[هزيمة ابن أبي دلف]

- ‌[خِلْعة المعتزّ عَلَى بُغا]

- ‌[مقتل وصيف]

- ‌[كسوف القمر]

- ‌[غَزْو ابن مُعَاذ بلَاد الروم]

- ‌[هزيمة الكوكبيّ]

- ‌[وفاة ابن خاقان]

- ‌سنة أربعٍ وخمسين ومائتين

- ‌سنة خمسٍ وخمسين ومائتين

- ‌[فتنة الزَّنج بالبصرة]

- ‌[دخول مفلح طبرستان وآمُل]

- ‌[الوقعة بين ابن الليث وابن المغلس]

- ‌[خروج ابن قُرَيش عَنِ الطاعة]

- ‌[أخْذُ ابن وصيف لكُتّاب المعتزّ]

- ‌[ظهور عيسى وعلي العلوييّن]

- ‌[خلْع المعتزّ وقتْله]

- ‌[مقتل أَبِي نوح وابن إسرائيل]

- ‌[بيعة المهتدي]

- ‌سنة ستٍّ وخمسين ومائتين

- ‌[مقتل صالح بْن وصيف]

- ‌[كتاب وصيف بْن صالح]

- ‌[كلَام المهتدي]

- ‌[ثورة العامّة والقوّاد عَلَى الأتراك]

- ‌[اقتراب الزّنج من البصرة]

- ‌[قتل بايكباك]

- ‌[مقتل المهتدي]

- ‌[بيعة أَحْمَد بْن المتوكل]

- ‌[مقتل ابن بُغَا]

- ‌[لهْوُ المعتمد وكراهية الناس لَهُ]

- ‌[دخول الزّنج البصرة]

- ‌[ظهور الطالبيّ بالكوفة]

- ‌[غلبة الطّالبيّ على الريّ]

- ‌[الحجّ هذا الموسم]

- ‌[قتْلُ صالح بْن وصيف]

- ‌سنة سبعٍ وخمسين ومائتين

- ‌[خراب البصرة]

- ‌[مقتل ملك الروم]

- ‌سنة ثمانٍ وخمسين ومائتين

- ‌[حرب الموفّق للزنج]

- ‌[الوباء بالعراق]

- ‌[ذِكر الزلَازل]

- ‌[ادّعاء زعيم الزنج عِلْم الغَيْب]

- ‌[مقتل البحرانيّ]

- ‌سنة تسع وخمسين ومائتين

- ‌[مواصلة الحرب مَعَ الزّنج]

- ‌[مقتل أمير الكوفة]

- ‌[هزيمة الروم ومقتل مقدَّمهم]

- ‌[ملك ابن الليث نَيْسابور وخُراسان]

- ‌سنة ستين ومائتين

- ‌[الوقعة بين ابن الليث والحسن العلويّ]

- ‌[الغلَاء بالحجاز والعراق]

- ‌[إغارة العرب عَلَى حمص]

- ‌[استيلَاء الروم عَلى لؤلؤة]

- ‌[شعر لرئيس الزَّنج]

- ‌رجال هذه الطبقة عَلَى الترتيب

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف اللام

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

الفصل: ‌ حرف الميم

-‌

‌ حرف الميم

-

392-

مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الجبّار.

أبو عبد الله الباهليّ المصريّ.

سَمِعَ: أَبَا أَحْمَد الزُّبَيْريّ.

وعنه: عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن قُدَيْد.

تُوُفّي بمصر فِي شَعْبان.

393-

محمد بْن أَحْمَد بْن عَبْد العزيز بْن عُتْبَة بْن حُمَيْد [1] بْن عُتْبَة بْنِ أَبِي سُفْيَان بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ [2] .

الفقيه العُتْبيّ الأندلسيّ القُرْطُبيّ المالكيّ، صاحب المسائل العُتْبيّة، ومنهم مَن جَعله من موالي عُتْبة بْن أَبِي سُفْيَان.

سمع: يحيى بن يحيى، وسعيد بن حسان، وسحنون بن سعيد، وأصبغ بن الفرج، وغير هم.

وعنه: محمد بْن عُمَر بْن لُبَابَة، وجماعة مِنَ الأندلسييّن.

وكان مِن كبار الفُقَهاء فِي زمانه.

قَالَ محمد بْن وضّاح: فِي «المُسْتَخْرَجَة» خطأ كثير.

[1] كذا، ويقال:«جميل» .

[2]

انظر عن (محمد بن أحمد العتبي) في:

تاريخ علماء الأندلس 2/ 6 رقم 1104، وجذوة المقتبس 39 رقم 5، وبغية الملتمس 48 رقم 9، وفهرست ابن خير 525، وتاريخ حلب للعظيميّ 262، ودول الإسلام 1/ 153، ومرآة الجنان 2/ 161، وتاريخ الخلفاء 360، والأنساب 8/ 380، واللباب 2/ 320، وسير أعلام النبلاء 12/ 335- 337 رقم 132، والعبر 2/ 7، والوافي بالوفيات 2/ 30، وترتيب المدارك 3/ 144- 146، والديباج المذهب 2/ 176، 177، ونفح الطيب 2/ 215، 216، وشجرة النور الزكية 1/ 75، وشذرات الذهب 2/ 129، وكشف الظنون 1124، ومعجم المؤلفين 8/ 276.

ص: 234

وقال أسلم بْن عَبْد العزيز: قَالَ لي ابن عَبْد الحَكَم: أُتِيتُ بكُتبٍ حَسنة الخطّ تُدْعى «المُسْتَخْرَجَة» من وضع صاحبكم محمد بْن أَحْمَد العُتْبيّ، [فرأيت جُلَّها][1] كذوبًا مسائل المُجالِس لَهُ لم يوقف عليها [2] أصحابها، فخشيت أن أموت فُتوجد فِي تَرِكَتي، فوهبت لرجلٍ يقرأ فيها.

فقلت لَهُ: كيف استحللت أن تُعطيها لغيرك، ولم تستحسن أن تكون عندك؟ فسكت.

وقال محمد بْن عُمَر بْن لُبَابَة: لَيْسَ العُتْبيّ نَسَبه، إنّما كَانَ لَهُ جَدُّ يُسمَّى عُتْبة، فَنُسِبَ إِلَيْهِ [3] .

قَالَ ابن الفَرَضيّ [4] : رحل فسمع من سَحْنون، وأَصْبَغ بْن الفَرَج ونُظَرائهما. وكان حافظًا للمسائل جامعًا لها عالمًا بالنّوازل. جمع «المُسْتَخْرَجَة» وكثَّر فيها مِنَ الرّوايات المطروحة والمسائل الغريبة الشّاذّة. وكان يؤتى بالمسألة الغريبة فيقول: أَدخِلوها فِي «المُسْتَخْرَجَة» .

تُوُفّي فِي ثامن عشر ربيع الأول سنة خمسٍ وخمسين ومائتين، وقيل سنة أربع. والأوّل أصحّ، والله أعلم.

وقد مرّ العُتْبيّ الإخباريّ محمد بْن عَبْد اللَّه سنة 228.

394-

محمد بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بن مدّويه [5]- ت. - أبو عبد الرحمن القرشيّ التّرمذيّ.

عَنْ: القاسم بْن الحَكَم العُرَنيّ، وأسود بْن عامر، وعُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى، وطبقتهم.

وعنه: ت.، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ومضاء بن حاتم النّسفيّ،

[1] في الأصل بياض، والمستدرك من: تاريخ علماء الأندلس 2/ 7.

[2]

كذا، وفي تاريخ علماء الأندلس:«على» .

[3]

تاريخ علماء الأندلس 2/ 6.

[4]

في تاريخ علماء الأندلس 2/ 6.

[5]

انظر عن (محمد بن أحمد بن الحسين) في:

الثقات لابن حبّان 9/ 48، والمعجم المشتمل 222 رقم 745، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1160، والكاشف 3/ 16 رقم 4776، وتهذيب التهذيب 9/ 21، 22 رقم 31، وتقريب التهذيب 2/ 142 رقم 25، وخلاصة التهذيب 325.

ص: 235

ومحمد بْن المنذر شَكَر.

وثقَّه ابن حِبّان.

395-

محمد بْن أَحْمَد بْن يزيد [1] .

الفقيه أَبُو يونس الجّمَحيّ المدنيّ، مفتي أهل المدينة بعد أَبِي مُصْعَب الزُّهْريّ.

أخذ عَنْ: أصحاب مالك، وروى عَنْ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي أُوَيْس، وإِسْحَاق الفَرَويّ.

وعنه: زكريّا بْن يحيى السّاجيّ، وأبو العبّاس السّرّاج، وأبو عوانة الإسْفرايينيّ، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم الدبيلي، ويحيى بْن الْحَسَن العَلَويّ النَّسَّابة، وجماعة.

تُوُفّي قبل السّتّين أو بعدها [2] .

396-

محمد بْن إِبْرَاهِيم [3] .

أَبُو جعْفَر الأنماطيّ الحافظ، مُرَبَّع.

سَمِعَ: أَبَا الوليد الطَّيَالِسيّ، وأبا حُذَيْفَة النَّهْديّ، وابن مَعِين، وطبقتهم.

وعنه: القاضي المَحَامِليّ، وابن مَخْلَد، وجماعة.

تُوُفّي كهْلَا سنة ستٍّ وخمسين.

وله «تاريخ فِي معرفة الرجال» . وهو مِن أعيان تلَامذة يحيى بْن مَعِين، وهو الّذي لقّبه [4] .

[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن يزيد) في:

الجرح والتعديل 183 رقم 1040 والثقات لابن حبّان 9/ 154، وتهذيب التهذيب 9/ 24 رقم 37.

[2]

قال مسلمة في «الصلة» : مات سنة 255.

وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه بالمدينة وهو صدوق.

[3]

انظر عن (محمد بن إبراهيم) في:

أخبار القضاة لوكيع 1/ 64، 298، 318، 347، 372 و 2/ 201، وتاريخ بغداد 1/ 388، 389 رقم 359، وطبقات الحنابلة 1/ 266، 267 رقم 378.

[4]

لقّبه بمربّع، ولقّب الحسين بن محمد بعبيد العجل، وصالح بن محمد بجزرة، ومحمد بن صالح بكيلجة، وعلي بن عبد الصمد بعلّان ما غمه. قال: وهؤلاء من كبار أصحابه وحفّاظ الحديث.

ص: 236

397-

محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن قحْطَبَة البغداديّ المؤدِّب [1] .

سمع: معاوية بن عمرو الْأَزْدِيّ، وجماعة.

وعنه: قاسم بْن زكريّا المطرِّز، وابن أَبِي حاتم وقال [2] : صدوق [3] .

398-

محمد بْن الأزهر بْن حُرَيْث [4] .

أَبُو جعْفَر السّجْزيّ.

ثقة، رحّال، عالي الرواية.

سَمِعَ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وأبا معاوية الضَّرير، وطبقتهما.

وعنه: أَبُو الْعَبَّاس السّرّاج، وابن خُزَيْمَة، ومحمد بْن عَلِيّ المذكّر شيخ الحاكم.

[ () ] وقال الأنماطيّ مربّع: كنت عن أحمد بن حنبل وبين يديه محبرة، فذكر أبو عبد الله حديثا فاستأذنته بأن أكتبه من محبرته، فقال لي: أكتب يا هذا فهذا ورع مظلم.

وقال الدار الدّارقطنيّ: كان حافظا بغداديا له تصنيف وتاريخ. (تاريخ بغداد 1/ 388) .

وقال ابن أبي يعلى: كان أحد الحفّاظ الفهماء.

[1]

انظر عن (محمد بن إبراهيم بن قحطبة) في:

الجرح والتعديل 7/ 187 رقم 1064، وتاريخ بغداد 1/ 389 رقم 360، والمنتظم لابن الجوزي 5/ 14، رقم 23.

[2]

عبارته في الجرح والتعديل: كتبت عنه مع أبي وهو صدوق، كتب لنا إبراهيم بن أورمة بخطه ما سمعنا منه.

[3]

وقال الخطيب: بلغني أن القحطبي مات في سنة ثمان وخمسين ومائتين، وكان يلقّب:

حموس. (تاريخ بغداد 1/ 389) .

[4]

لم أقف على من هو اسمه «محمد بن الأزهر السجزيّ» ، والّذي وقفت عليه:«محمد بن الأزهر الجوزجاني» الّذي ذكره العقيلي في «الضعفاء الكبير» 4/ 32 رقم 1583، وابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» 7/ 209 رقم 116، وابن حبّان في «الثقات» 9/ 123، وابن عديّ في «الكامل في ضعفاء الرجال» 6/ 2143، وابن الجوزي في «الضعفاء والمتروكين» 2/ 39 رقم 2877، والمؤلّف الذهبي في «المغني والضعفاء» 2/ 552 رقم 5273، و «ميزان الاعتدال» 3/ 467، 468 رقم 7194، وابن حجر في «لسان الميزان» 5/ 64 رقم 213.

وأشكّ أن يكون «الجوزجاني» هو «السجزيّ» ، فالجوزجاني ضعيف، ليس بمعروف عند ابن عديّ، ونهى الإمام أحمد عن الكتابة عنه لكونه يروي عن الكذّابين، وفي المقابل ذكره ابن حبان في الثقات وقال إنه كثير الحديث يتعاطى الحفظ، من جلساء أحمد بن حنبل. وقال الحاكم هو ثقة مأمون صاحب حديث. ولم يذكره ابن أبي يعلى في «طبقات الحنابلة» .

والمؤلف الذهبي رحمه الله يوثّق ابن الأزهر السجزيّ صاحب الترجمة، ويذكر «الجوزجاني» في الضعفاء، مما يرجّح شكنا بأنهما اثنان. كما أن شيوخ السجزيّ وتلاميذه يختلفون عن «الجوزجاني» .

ص: 237

تُوُفّي سنة ثلَاثٍ وخمسين، أظنّ بَنْيسابور.

399-

محمد بْن الأزهر [1] .

أبو عبد الله الفقيه. من عُلماء الحنفيّة.

قِيلَ: إنّه مات فِي صَفَر سنة إحدى وخمسين بخُراسان [2] .

400-

محمد بْن إِسْحَاق الضّبيّ البغداديّ [3] .

أحد المتروكين.

يروي عَنْ: رَوْح بْن عُبَادة، وأبي النَّضْر.

رَمَوْه بالكذِب.

روى عَنْهُ: ابن أَبِي دَاوُد، وعلي بْن عَبْد اللَّه بْن مبشر الواسطي، وابن أَبِي حاتم [4] ثمّ تركه.

401-

محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بن المغيرة بن بردزبه [5]- ت. ن. -

[1] انظر عن (محمد بن الأزهر الفقيه) في:

الفوائد البهية 160.

[2]

وذكر الفقيه أبو الليث في آخر كتابه «النوازل» أنه مات يوم السبت في شوال لعشرة أيام خلت منه سنة 278 وهو ابن سبع وثمانين سنة.

[3]

انظر عن (محمد بن إسحاق) في:

الجرح والتعديل 7/ 196 رقم 1100 وفيه «الصيني» ، وتاريخ بغداد 1/ 238- 240 رقم 56، وفيه أيضا:«الصيني» ، والضعفاء، والمتروكين لابن الجوزي 3/ 41 رقم 2882، والمغني في الضعفاء 2/ 553 رقم 5279، وميزان الاعتدال 3/ 477 رقم 7204، ولسان الميزان 5/ 67، 68 رقم 222، وذكره ابن السمعاني في مادة «الصيني» من: الأنساب 8/ 131، 132، وسكت عنه ابن الأثير.

[4]

وهو قال: كتبت عنه بمكة، وسألت أبا عوان ابن عمرو بن عون عنه فتكلّم فيه وقال: هو كذّاب، فتركت حديثه. (الجرح والتعديل) .

[5]

انظر عن (الإمام البخاري) في:

الجرح والتعديل 7/ 191 رقم 1086، والثقات لابن حبّان 9/ 113، والعقد الفريد 1/ 70، والرحلة في طلب الحديث 23، وتاريخ بغداد 2/ 4- 36، 37 رقم 426، والفهرست 230، وتاريخ جرجان للسهمي 59، 110، 126، 215، 281، 285، 340، 361، 427، 455، 481، 488، وطبقات الحنابلة 1/ 271- 279 رقم 387، والأنساب 68 أ، واللباب 1/ 125، وتاريخ حلب للعظيميّ 262، والكامل في التاريخ 7/ 240، والإشارات لمعرفة

ص: 238

الإمام العلم أبو عبد الله الجعفيّ، مولَاهُمُ الْبُخَارِيّ، صاحب «الصّحيح» والتّصانيف.

وُلِد فِي شوّال سنة أربعٍ وتسعين ومائة.

وأوَّل سماعة سنة خمسٍ ومائتين.

وحفظ تصانيف ابن المبارك، وحُبّبَ إِلَيْهِ العلم مِنَ الصِّغَر. وأَعَانُه عَلَيْهِ ذكاؤه المُفْرط.

ونشأ يتيمًا، وكان أَبُوهُ مِنَ العلماء الورِعين.

قَالَ أبو عبد الله الْبُخَارِيّ: سَمِعَ أَبِي من مالك بْن أنس ورأى حمّاد بْن زيد، وصافح ابن المبارك.

قلت: وحدَّث عَنْ أَبِي معاوية، وجماعة.

روى عَنْه: أحمد بن حفص، و [الحسن][1] بْن الْحُسَيْن.

قَالَ أَحْمَد بْن حفص: دخلت عَلى أَبِي الْحَسَن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم عند موته فقال: لَا أعلم فِي جميع مالي دِرْهمًا من شُبْهة.

قَالَ أَحْمَد: فتصاغَرَت إليَّ نفسي عند ذَلِكَ.

قلت: وَرَبَّتْ أَبَا عَبْد اللَّه أمُّه. ورحل سنة عشرة ومائتين بعد أن سَمِعَ الكثير ببلده مِن سادةِ وقتهِ: محمد بْن سلَام البِيكَنْديّ، ومحمد بْن يوسف

[ () ] الزيارات 99، وفهرست ابن خير 478، 501، 502، 518، 528، والمعجم المشتمل 226 رقم 762، والتقييد لابن النقطة 30- 34 رقم 6، وتهذيب الأسماء واللغات ج 1 ق 1/ 67- 76، ووفيات الأعيان 4/ 188- 191، وجامع الأصول 1/ 186، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1168- 1172، والمختصر في أخبار البشر 2/ 48، وسير أعلام النبلاء 12/ 391- 471، رقم 171، ودول الإسلام 1/ 155، وتذكرة الحفاظ 2/ 555- 557، والكاشف 3/ 18 رقم 4790، والعبر 2/ 12، 13، وتاريخ ابن الوردي 1/ 234، 235، ومرآة الجنان 2/ 167- 169، والبداية والنهاية 11/ 24- 27، والوافي بالوفيات 2/ 206- 209، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 212- 241، وتاريخ الخميس 2/ 382، والوفيات لابن قنفذ 180 رقم 256، وتهذيب التهذيب 9/ 47- 55 رقم 53، وتقريب التهذيب 2/ 144 رقم 43، ومقدّمة فتح الباري، والنجوم الزاهرة 3/ 25، 26، وطبقات الحفاظ 248، 249، وخلاصة التذهيب 327، وشذرات الذهب 2/ 134- 136، وطبقات المفسّرين 2/ 100، ومفتاح السعادة 2/ 130، ودائرة المعارف الإسلامية 3/ 419- 426، والأعلام 6/ 258، 259، ومعجم المؤلفين 9/ 52- 54، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 74- 206 رقم 70.

[1]

في الأصل بياض. والمستدرك من: تهذيب الكمال 3/ 170.

ص: 239

البِيكَنْديّ، وعَبْد اللَّه بْن محمد المُسْنِديّ، ومحمد بْن غُرِير، وهارون بْن الأشعث، وطائفة.

وسمع ببلْخ من: مكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، ويحيى بْن بِشْر الزّاهد، وقُتَيْبة، وجماعة.

وكان مكّيّ أحد مَن حدثه عَنْ ثقات التّابعين.

وسمع بِمَرْوَ من: عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن شقيق، وعَبْدان، ومُعَاذ بْن أسد، وصَدَقَة بْن الفضل، وجماعة.

وسمع بَنْيسابور من: يحيى بْن يحيى، وبِشْر بْن الحَكَم، وإِسْحَاق، وعدّة.

وبالرِّيّ من: إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى الحافظ، وغيره.

وببغداد من: محمد بْن عيسى الطّبّاع، وسُرَيْج بْن النُّعْمان، وعفّان، ومعاوية بْن عَمْرو الْأَزْدِيّ، وطائفة.

وقال: دخلتُ عَلى مُعَلَّى بْن منصور ببغداد سنة عشر.

وسمع بالبصْرة من: أَبِي عاصم النَّبيل، وبدل بْن المحبّر، ومحمد بْن عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن حمّاد الشُّعَيْثيّ، وعُمَرو بْن عاصم الكِلَابيّ، وعَبْد اللَّه بْن رجاء الغُدّانيّ، وطبقتهم.

وبالكوفة من: عبيد اللَّه بْن موسي، وأبي نُعَيْم، وطَلْق بْن غنّام، والحسن بْن عطّية وهما أقدم شيوخه موتًا، وخلَاد بْن يحيى، وخالد بْن مَخْلَد، وفروة بْن أَبِي المغراء، وقُبَيْصَة، وطبقتهم.

وبمكّة من: أَبِي عَبْد الرَّحْمَن المقرئ، والحُمَيْديّ، وأحمد بْن محمد الأزْرقيّ، وجماعة.

وبالمدينة من: عَبْد العزيز الْأوَيْسيّ، ومُطَرِّف بْن عَبْد اللَّه، وأبي ثابت محمد بْن عُبَيْد اللَّه، وطائفة.

وبواسط من: عَمْرو بْن عَوْن، وغيره.

وبمصر من: سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صالح الكاتب، وسعيد بْن تليد، وعَمْرو بْن الرّبيع بْن طارق، وطبقتهم، وبدمشق من أَبِي مُسْهِر شيئًا يسيرًا، ومن أَبِي النَّضْر الفراديسيّ، وجماعة.

ص: 240

وبَقْيسارية من: محمد بْن يوسف الفِرْيابيّ.

وبعسقلَان: من آدم بن أبي إياس.

وبحمص من: أَبِي المغيرة، وأبي اليَمَان، وعلي بْن عَيَّاش، وأحمد بْن خَالِد الوهَبيّ، ويحيى الوُحاظيّ.

وذُكِر أنّه سَمِعَ من ألف نفس. وقد خرّج عنهم مشيخة وحدّث بها، لم نرها.

وحدَّث بالحجاز، والعراق، وخراسان، وما وراء النهر. وكتبوا عَنْهُ وما فِي وجهه شَعْرة [1] .

روى عَنْهُ أَبُو زُرْعَة، وأبو حاتم قديمًا.

وروى عَنْهُ من أصحاب الكُتُب: ت. ن.، عَلِيّ نزاعٍ فِي ن. والأصح أنّه لم يروِ عَنْهُ شيئًا.

وروى عَنْهُ مُسلْمِ فِي غير «الصحيح» ، ومحمد بْن نصر المَرْوزِيّ الفقيه، وصالح بن محمد جَزَرَة الحافظ، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، ومُطَيَّن، وأَبُو الْعَبَّاس السّرّاج، وأبو بَكْر بْن خُزَيْمَة، وأَبُو قُرَيش محمد بْن جُمْعة، ويحيى بْن محمد بْن صاعد، وإِبْرَاهِيم بْن معقل النَّسَفيّ، ومَهيب بْن سُلَيْم، وسهل بْن شاذُوَيْه، ومحمد بْن يوسف الفِرَبْرِيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن دَلُّويه، وعبد اللَّه بْن محمد الأشقر، ومحمد بْن هارون الحضْرميّ، والْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل المحامليّ، وأبو عليّ الحسن بن محمد الدّاركيّ، وأحمد بْن حمدون الأعمش، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ومحمود بْن عَنْبر النَّسَفيّ، ومُطَيَّن [2] ، وجعْفَر بْن محمد بْن الْحَسَن الْجَرَوِيّ، وأبو حامد بن الشّرقيّ، وأخوه أَبُو محمد عَبْد اللَّه، ومحمد بْن سُلَيْمَان بْن فارس، ومحمد بْن المُسَيَّب الْأرْغِيانيّ، ومحمد بْن هارون الرُّويانيّ، وخلْق.

وآخر من روى عنه «الجامع الصّحيح» : منصور بن محمد البزدويّ المتوفّى سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.

وآخر من زعم أنّه سَمِعَ مِنَ الْبُخَارِيّ موتًا أَبُو ظهير عَبْد اللَّه بْن فارس البلخيّ المتوفّى سنة ستّ وأربعين وثلاثمائة.

[1] الوافي بالوفيات 2/ 207.

[2]

تكرّر اسم «مطيّن» مرتين في الأصل.

ص: 241

وآخر من رُوِيَ حديثه عاليًا: خطيب المَوْصِل فِي الدّعاء للمَحَامِليّ، بينه وبينه ثلَاثة رجال.

وأمّا جامعه الصّحيح فأجلّ كُتب الْإِسلَام وأفضلها بعد كتاب اللَّه تعالي.

وهو أعلى [1] شيء فِي وقتنا إسنادًا للنّاس. ومن ثلَاثين سنة يفرحون بعُلُوّ سماعه، فكيف اليوم [2] ؟ فلو رحل الشّخص لسماعه من مسيرة ألف فَرْسخ لَمَا ضاعت رحلتهُ [3] . وأنا أدري أنّ طائفة مِنَ الكبار يستقلّون عقلي فِي هذا القول، ولكن:

ما يعرف الشَّوقّ إلَا مَن يُكابدُهُ

وَلَا الصّبابة إلّا من يعاينها

ومَن جهِلَ شيئًا عاداه، ولا قوَّة إلَا باللَّه.

فصل نقل ابنُ عديّ وغيره أنّ مُغيرة بْن بَرْدِزْبَه المجوسيّ جدَّ الْبُخَارِيّ أسلم عَلِيّ يد والي بُخاري يَمَان الْجُعْفيّ جدَّ المحدَّث عَبْد اللَّه بْن محمد بْن جعْفَر بْن يَمَان الْجُعْفيّ المُسْنِديّ. فولَاؤه للجُعْفَيين بهذا الاعتبار.

وقال محمد بْن أَبِي حاتم ورّاق الْبُخَارِيّ: أخرج أبو عبد الله ولدَه بخطّ أَبِيهِ بعد صلَاة الجمعة لثلَاث عشرة مَضَتْ من شوّال سنة أربعٍ وتسعين ومائة.

وقال ابن عديّ: سَمِعْتُ الْحَسَن بْن الْحُسَيْن البزّاز يَقُولُ: رأيتُ الْبُخَارِيّ شيخًا نحيفًا، لَيْسَ بالطّويل ولا بالقصير [4] . عاش اثنتين وستين سنة إلَا ثلَاثة عشر يومًا.

وقال أَحْمَد بْن الفضل البلْخيّ: ذَهَبَت عينا محمد فِي صِغْرِه، فرأت أمُّه إِبْرَاهِيم عليه السلام، فقال: يا هذه قد ردّ اللَّه عَلِيّ ابنك بصرة بكثرة بكائك أو دعائك.

[1] في الأصل أعلا.

[2]

ورد في الهامش: ث قاله المؤلف في سنة 713.

[3]

الوافي بالوفيات 2/ 207.

[4]

تاريخ بغداد 2/ 6، تهذيب الأسماء واللغات ج 1 ق 1/ 68، وفيات الأعيان 4/ 190، تهذيب الكمال 3/ 452، سير أعلام النبلاء 12/ 452، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 216.

ص: 242

فأصبح وقد ردّ اللَّه عَلَيْهِ بصره [1] .

وعن جبريل بْن ميكائيل: سَمِعْتُ الْبُخَارِيّ يَقُولُ: لمّا بلغت خراسان أُصِبتُ ببصري، فعلّمني رَجُل أن أحلق رأسي وأغلّفه بالخطميّ، ففعلت، فردّ اللَّه عَلِيّ بصَرِيّ [2] . رواها غُنْجَار فِي تاريخه.

وقال أَبُو جعْفَر محمد بْن أَبِي حاتم الورّاق: قلت للبخاريّ: كيف كَانَ بدوّ أمرِك؟

قَالَ: ألْهِمْتُ حِفْظَ الحديث فِي المكتب ولي عشر سنين أو أقلّ. وخرجت مِنَ الكُتّاب بعد العَشْر، فجعلت أختلف إلى الداخليّ وغيره، فقال يومًا فيما يقرأ عَلى الناس: سُفْيَان، عَنْ أَبِي الزُّبَيْر عَنْ إِبْرَاهِيم. فقلت لَهُ إنّ أبا الزُّبَيْر لم يَرْوِ عَنْ إِبْرَاهِيم. فانتهرني، فقلت لَهُ: ارجع إلى الأصل.

فدخل ثمّ خرج فقال لي: كيف هُوَ يا غلَام؟

قلت: هو الزُّبَيْر بْن عديّ، عَنْ إِبْرَاهِيم.

فأخذ القلم منّي وأصلحّه، وقال: صدقت.

فقال للبخاريّ بعض أصحابه: ابن كم كنت؟

قَالَ: ابن إحدى عشرة سنة. فلمّا طعنتُ فِي ستٍّ عشرة سنة حفظت كُتُب ابن المبارك، ووَكِيع، وعرفت كلَام هؤلَاء. ثم خرجتُ مَعَ أبي وأخي أَحْمَد إلى مكّة. فلمّا حَجَجْتُ رجع أخي بها وتخلّفتُ فِي طلب الحديث.

فلمّا طعنتُ فِي ثمان عشرة سنة جعلتُ أُصنِّف قضايا الصَّحابة والتّابعين وأقاويلهم، وذلك أيّام عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى. وصّنّفتُ كتاب «التّاريخ» إذ ذاك عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي اللّيالي المُقْمرة. وقلِّ اسم فِي «التّاريخ» إلَا وله عندي قصّة.

إلَا أنيّ كرهتُ تطويل الكتاب [3] .

وقال عَمْرو بْن حفص الأشقر: كنّا مَعَ الْبُخَارِيّ بالبصرة نكتب الحديث،

[1] الوافي بالوفيات 2/ 207، 208.

[2]

الوافي بالوفيات 2/ 208.

[3]

تاريخ بغداد 2/ 7.

ص: 243

ففقدناه أيّامًا، ثمّ وجدناه فِي بيتٍ وهو عُرْيان وقد نفَد ما عنده. فجمعنا لَهُ الدّراهم وكَسَوْناه [1] .

وقال عَبْد الرَّحْمَن [بْن محمد الْبُخَارِيّ][2] : سَمِعْتُ محمد بْن إِسْمَاعِيل يَقُولُ: لقيت أكثر من ألف رجلٍ، أهل الحجاز، والعراق، والشّام، ومصر، وخُراسان، إلى أن قَالَ: فما رأيْتُ واحدًا منهم يختلف فِي هذه الأشياء: إنّ الدّين قولٌ وعمل، وأنّ القرآن كلَام اللَّه [3] .

وقال محمد بْن أَبِي حاتم: سمعته يقول: دخلت أصبهان مرّات، كلّ ذَلِكَ أجالس أَحْمَد بْن حنبل، فقال لي آخر ما ودّعته: يا أَبَا عَبْد اللَّه تترك العِلم والنّاس وتصير إلى خُراسان؟! فأنا الآن أذكر قول أَحْمَد [4] .

وقال أَبُو بَكْر الْأعْيَن: كتبت عَنِ الْبُخَارِيّ عَلَى باب محمد بْن يوسف الفِرْيابيّ وما فِي وجهه شَعْرة.

وقال محمد بْن أَبِي حاتم ورّاق الْبُخَارِيّ: سَمِعْتُ حاشد بْن إِسْمَاعِيل وآخر يقولَان: كَانَ الْبُخَارِيّ يختلف معنا إلى السَّماع وهو غلَام، فلَا يكتب، حتّى أتى عَلَى ذَلِكَ أيّام. فكنّا نقول لَهُ، فقال: إنّكما قد أكثرتما عليّ، فاعرضا عَلِيّ ما كتبتما.

فأخرجنا إِلَيْهِ ما كَانَ عندنا، فزاد عَلَى خمسة عشر ألف حديث، فقرأها كلّها عَنْ ظهر قلب حتى جعلنا نُحكِم كُتُبَنا من حِفْظِه.

ثمّ قَالَ: أترون أنيّ أختلف هدْرًا وأضيّع أيّامي؟! فعرفنا أنّه لا يتقدّمه أحد [5] .

قالا: فكان أهل المعرفة يَعْدُونَ خلفه فِي طلب الحديث وهو شابّ حتى يغلبوه عَلِيّ نفسِه ويجلسوه فِي بعض الطّريق، فيجتمع عَلَيْهِ أُلُوف أكثر هم ممّن

[1] تاريخ بغداد 2/ 13 وزاد: ثم اندفع معنا في كتابة الحديث.

[2]

في الأصل بياض، والمستدرك من: سير أعلام النبلاء 12/ 407.

[3]

سير أعلام النبلاء 12/ 407، 408.

[4]

طبقات الحنابلة 1/ 277، تاريخ بغداد 2/ 22، 23، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 217، سير أعلام النبلاء 12/ 403.

[5]

تاريخ بغداد 2/ 14، 15، طبقات الحنابلة 276، 277، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 217، سير أعلام النبلاء 12/ 408، مقدّمة فتح الباري 479.

ص: 244

يكتب عَنْهُ، وكان شابًّا لم يخرج وجهه [1] .

وقال محمد بْن أَبِي حاتم: وسَمِعْتُ سُلَيْم بْن مجاهد يَقُولُ: كنتُ عند محمد بْن سلَام البِيكَنْديّ فقال لي: لو جئت قبلُ لرأيتَ صبيًّا يحفظ سبعين ألف حديث.

قَالَ: فخرجت فِي طلبه وتلقَّيته، فقلتُ: أنتَ الَّذِي تَقُولُ: أَنَا أحفظ سبعين ألف حديث؟

قَالَ: نعم وأكثر، ولا أجيئك بحديث عن الصحابة والتّابعين إلّا عرفت مولد أكثر هم ووفاتهم ومساكنهم. ولست أروي حديثًا من حديث الصّحابة أو التّابعين إلَا ولي فِي ذَلِكَ أصلٌ أحفظه حِفْظًا عَنْ كتاب اللَّه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم [2] .

قَالَ غُنْجار: ثنا أَبُو عَمْرو أَحْمَد بْن محمد المقرئ، ثنا محمد بْن يعقوب بْن يوسف البِيكَنْديّ: سَمِعْتُ عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن عاصم البِيكَنْديّ يَقُولُ: قدِم علينا محمد بْن إِسْمَاعِيل، فاجتمعنا عنده ليلةً، فقال بعضنا:

سَمِعْتُ إِسْحَاق بْن راهَوَيْه يَقُولُ: كأني أنظر إلى سبعين ألف حديث من كتابي.

فقال محمد: أَوَ تعجب من هذا؟ لعلّ فِي هذا الزمان مَن ينظر إلى مائتي ألف حديث من كتابه.

قَالَ: وإنّما عَنى بِهِ نفسه [3] .

وقال ابن عديّ: حدثني محمد بْن أَحْمَد القُومِسيّ: سَمِعْتُ محمد بْن خَمْرَوَيْه يَقُولُ: سَمِعْتُ محمد بْن إِسْمَاعِيل يَقُولُ: أحفظ مائة ألف حديث صحيح، وأحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح [4] .

[1] طبقات الحنابلة 1/ 277، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1 70، وسير أعلام النبلاء 40812، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 217.

وقوله: لم يخرج وجهه: أي لم ينبت شعر وجهه.

[2]

تاريخ بغداد 2/ 24، 25، تهذيب الكمال 3/ 1172، سير أعلام النبلاء 12/ 417، طبقات الشافعية للسبكي 2/ 218 و 222، مقدّمة فتح الباري 484.

[3]

تاريخ بغداد 2/ 25، تهذيب الكمال 3/ 1172، سير أعلام النبلاء 12/ 416، طبقات الشافعية للسبكي 2/ 218، مقدّمة فتح الباري.

[4]

تاريخ بغداد 2/ 25، طبقات الحنابلة 1/ 275، التقييد لابن النقطة 33، تهذيب الأسماء واللغات ج 1 ق 1/ 68، تهذيب الكمال 3/ 172، سير أعلام النبلاء 12/ 415، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 218، مقدّمة فتح الباري 488.

ص: 245

وقال إمام الأئمة ابن خزيمة: ما رأيت تحت أديم السّماء أعلم بالحديث من محمد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ [1] .

وقال ابن عديّ: سَمِعْتُ عدّة مشايخ يحكون أنّ الْبُخَارِيّ قدِم بغداد فاجتمع أصحاب الحديث، وعمدوا إلى مائة حديث فقلبوا مُتُونها وأسانيدها، وجعلوا متن هذا لِإسناد هذا، وإسناد هذا لمتن هذا، ودفعوا إلى كلّ واحدٍ عشرة أحاديث ليُلْقوها عَلِيّ الْبُخَارِيّ فِي المجلس.

فاجتمع النّاس، وانتدبَ أحدهم فقال، وسأله عَنْ حديث من تِلْكَ العشرة، فقال: لَا أعرفه. فسأله عَنْ آخر، فقال: لَا أعرفه. حتى فرغ العشرة.

فكان الفقهاء يلتفت بعضهم إلى بعض ويقولون: الرجل فَهْم. ومَن كَانَ لَا يدري قضى عَلَيْهِ بالعجز.

ثمّ انتدبَ آخر ففعل كفِعْل الأوّل، والْبُخَارِيّ يَقُولُ لَا أعرفه. إلى أن فرغ العشرة أنفُس، وهو لَا يزيدهم عَلَى: لَا أعرفه.

فلمّا علم أنّهم قد فرغوا، التفتَ إلى الأوّل فقال: أمّا حديثك الأوّل فإسناده كذا وكذا، والثّاني كذا وكذا، والثّالث.... إلى آخر العشرة. فردّ كلَّ مَتْن إلى إسناده، وفعل بالثّاني مثل ذلك إلى أن فرغ، فأقرَّ لَهُ النّاس بالحِفْظ [2] .

وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْمَرْوَرُوذِيُّ: كنت بجامع البصرة إذا سَمِعْتُ مُنَادِيًا يُنَادِي: يَا أَهْلَ الْعِلْمِ، لَقَدْ قَدِمَ محمد بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ.

فَقَامُوا فِي طَلَبِهِ، وَكُنْتُ فِيهِمْ، فَرَأَيْتُ رَجُلا شَابًّا يُصَلِّي خلف الأصطوانة، فَلَمَّا فَرَغَ أَحْدَقُوا بِهِ، وَسَأَلُوهُ أَنْ يَعْقِدَ لَهُمْ مَجْلِسَ الْإِمْلَاءِ، فَأَجَابَهُمْ.

فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ اجْتَمَعَ كَذَا كَذَا أَلْفٍ، فَجَلَسَ لِلإِمْلاءِ وَقَالَ: يَا أَهْلَ الْبَصْرَةِ أَنَا شَابُّ، وَقَدْ سألتموني أن أحدّثكم وسأحدّثكم بِأَحَادِيثَ عَنْ أَهْلِ بَلَدِكُمْ تَسْتَفِيدُونَ الْكُلَّ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ جَبَلَة بْنِ أبي روّاد بلدّيّكم،

[1] التقييد لابن النقطة 32، وتهذيب الأسماء واللغات ج 1 ق 1/ 431، طبقات الشافعية الكبرى 2/ 218، مقدّمة فتح الباري 486.

[2]

تاريخ بغداد 2/ 20، 21، وفيات الأعيان 4/ 190، تهذيب الكمال 3/ 171، سير أعلام النبلاء 12/ 409، طبقات الشافعية للسبكي 2/ 218، 219، مقدّمة فتح الباري 486، 487، مرآة الجنان 2/ 167، 168.

ص: 246

ثَنَا أَبِي، نَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَغَيْرِهِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أنَسٍ أَنَّ أَعْرَابِيًّا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ الرَّجُلُ يُحِبُّ الْقَوْمَ. الْحَدِيثَ [1] . ثُمَّ قَالَ: هَذَا [لَيْسَ][2] عِنْدَكُمْ، إِنَّمَا عِنْدَكُمْ عَنْ غَيْرِ مَنْصُورٍ. وَأَمْلَى مَجْلِسًا عَلَى هَذَا النَّسَقِ [3] .

قَالَ يوسف: وكان دخولي البصرة أيّام محمد بْن عَبْد المُلْك بْن أَبِي الشَّوارب [4] .

وقال محمد بْن حمدون بْن رُسْتُم: سَمِعْتُ مُسلْمِ بْن الحَجّاج يَقُولُ للبخاري: دعني أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين وسيد المحدثين وطبيب الحديث في علله [5] .

وقال التِّرْمِذيّ: لم أرَ أحدًا بالعراق ولا بخُراسان فِي معنى العِلَل والتّاريخ ومعرفة الأسانيد أعلم من محمد بْن إِسْمَاعِيل [6] .

وقال إِسْحَاق بْن أَحْمَد الفارسيّ: سَمِعْتُ أَبَا حاتم يَقُولُ سنة سبْعٍ وأربعين ومائتين: محمد بْن إِسْمَاعِيل أعلم مَن دخل العراق [7] ، ومحمد بْن يحيى أعلم مَن بخُراسان اليوم، ومحمد بْن أسلم أورعهم، وعبد اللَّه الدّارِميّ أثبتهم.

وعن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: انتهى الحِفْظ إلى أربعه من أهل خراسان: أبو

[1] الحديث بتمامه أخرجه البخاري في الأحكام 3/ 116 باب القضاء والفتيا في الطريق، من طريق: عثمان بن أبي شيبة، عن جرير، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، حدّثنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال: بينما أنا والنبيّ صلى الله عليه وسلم خارجان من المسجد، فلقينا رجل عند سدّة المسجد، فقال: يا رسول الله متى الساعة؟ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَا أعددت لها؟» ، فكأنّ الرجل استكان، ثم قال: يا رسول الله ما أعددت لها كبير صيام، ولا صلاة، ولا صدقة، ولكن أحبّ الله ورسوله، قال:«أنت مع من أحببت» .

وأخرج البخاري هذا الحديث من طرق أخرى في: الفضائل 7/ 40 والأدب 10/ 458 و 462، ومسلم في البرّ والصّلة (2639) باب المرء مع من أحبّ، والترمذي (2385) وأبو داود (5127) .

[2]

في الأصل بياض، استدركته من سير أعلام النبلاء 12/ 410.

[3]

تاريخ بغداد 2/ 16.

[4]

سير أعلام النبلاء 12/ 410.

[5]

تهذيب الأسماء واللغات ج 1 ق 1/ 70، سير أعلام النبلاء 12/ 432، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 223، مقدّمة فتح الباري 489.

[6]

تهذيب الأسماء واللغات ج 1 ق 1/ 70، سير أعلام النبلاء 12/ 432، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 220.

[7]

سير أعلام النبلاء 12/ 431.

ص: 247

زُرْعَة، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل، والدّارِميّ، والْحَسَن بْن شُجاع البلْخيّ.

وقال أَبُو أَحْمَد الحاكم: كانَ الْبُخَارِيّ أحد الأئمّة فِي معرفة الحديث وجَمْعه. ولو قلت إنيّ لم أر تصنيفَ أحد يشبه تصنيفه في المبالغة والحسن لزجوت أن أكون صادقًا.

قرأتُ عَلَى عُمَر بْن القَوّاس: أخبركم أَبُو القاسم بْن الحّرَسْتانيّ حُضُورًا، أَنَا جَمَالُ الْإِسلَام، أَنَا ابن طلَاب، أَنَا ابن جُمَيْع: حدثني أَحْمَد بْن محمد بْن آدم: حدثني محمد بْن يوسف الْبُخَارِيّ قَالَ: كنتُ عند محمد بْن إِسْمَاعِيل بمنزله ذات ليلة، فأحصيت عَلَيْهِ أنّه قام وأسرجَ يستذكر أشياء يُعلّقها فِي لَيْلَةٍ ثمان عشرة مرّة [1] .

وقال محمد بْن أَبِي حاتم الورّاق: كَانَ أبو عبد الله إذا كنتُ معه فِي سفر يجمعنا بيتٌ واحدٌ إلَا فِي القَيْظ أحيانًا. فكنت أراه يقوم فِي لَيْلَةٍ واحدةٍ خمس عشرة مرّة إلى عشرين مرّة، فِي كلّ ذَلِكَ يأخذ القُدّاحة فيُوري نارًا ويُسرج، ثمّ يُخرج أحاديث فيُعلِّم عليها، ثمّ يضع رأسه. وكان يُصلّي وقت السَّحَر ثلَاث عشرة ركعة. وكان لَا يوقظني فِي كلّ ما يقوم، فقلتُ لَهُ: إنّك تحمل عَلى نفسك فِي كلّ هذا ولا تُوقظني! قَالَ: أنتَ شاب ولا أحب أن أفسد عليك نومك.

وقال الفربربيّ: قال لي محمد بن إسماعيل، ما وضعتُ فِي «الصّحيح» حديثًا إلَا اغتسلت قبل ذَلِكَ وصلّيْت رَكْعَتين [2] . يعني ما جلست لأضع فِي تصنيفه شيئًا إلَا وفعلت ذَلِكَ، لَا إنّه يفعل ذلك لكّل حديث.

وقال إِبْرَاهِيم بْن مَعْقِلٍ: سمعته يَقُولُ: كنتُ عند إِسْحَاق بْن [راهَوَيْه][3]، فقال رَجُل: لو جمعتم كتابًا مختصرا للسّنن.

[1] تاريخ بغداد 2/ 14، تهذيب الكمال 3/ 170، وسير أعلام النبلاء 12/ 404، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 220.

[2]

تاريخ بغداد 2/ 9، طبقات الحنابلة 1/ 274، تهذيب الأسماء واللغات ج 1 ق 1/ 74، وفيات الأعيان 4/ 190، تهذيب الكمال 3/ 1169، سير أعلام النبلاء 12/ 402، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 220، مقدمة فتح الباري 490، مرآة الجنان 2/ 168.

[3]

في الأصل بياض، والمستدرك من: سير أعلام النبلاء 12/ 401.

ص: 248

فوقَعَ ذَلِكَ فِي قلبي، فأخذت فِي جمع هذا الكتاب [1] .

وعَنِ الْبُخَارِيّ قَالَ: أخرجتُ هذا الكتاب من نحو ستّمائة ألف حديث، وصنَّفته ستٍّ عشرة سنة. وجعلته حُجّةً فيما بيني وبين اللَّه. رُوِيَتْ من وجهين ثابتين، عَنْهُ [2] .

وقال إِبْرَاهِيم بْن مَعْقِلٍ: سمعته يَقُولُ: ما أدخلت فِي «الجامع» إلَا ما صحّ، وتركت مِنَ الصّحاح لأجل الطُّولِ [3] وقال محمد بْن أَبِي حاتم: قلت لأبي عَبْد اللَّه: تحفظ جميع ما فِي المصنَّف؟ قَالَ: لَا يُخفي علي جميع ما فِيهِ [4] ، ولو نُشر بعَضُ أستاذيّ [5] هؤلَاء لم يفهموا كتاب التّاريخ ولا عرفوه.

ثمّ قَالَ: صنّفته ثلَاث مرّات [6] .

وقد أخذه ابن راهَوَيْه فادخله عَلَى عَبْد اللَّه بْن طاهر فقال: أيُّها الأمير ألَا أريك سِحْرًا. فنظرّ فِيهِ عَبْد اللَّه، فتعجَّب منه وقال: لست أفهم تصنيفَه [7] .

وقال الفِرَبْريّ: حدَّثني نَجْم بْن الفضل، وكان من أهل الفَهم، قَالَ:

رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم في النّوم خرج من قريَة ومحمد بْن إِسْمَاعِيل خلفه، فإذا خطا

[1] تاريخ بغداد 2/ 9، تهذيب الكمال 3/ 1169، سير أعلام النبلاء 12/ 401، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 221.

[2]

تاريخ بغداد 2/ 14، طبقات الحنابلة 1/ 276، تهذيب الأسماء واللغات ج 1 ق 1/ 74، وفيات الأعيان 4/ 190، تهذيب الكمال 3/ 1170، سير أعلام النبلاء 12/ 405 طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 221، مقدمة فتح الباري 490.

[3]

تاريخ بغداد 2/ 9، طبقات الحنابلة 1/ 275، تهذيب الأسماء واللغات ج 1 ق 1/ 74، تهذيب الكمال 3/ 1169، سير أعلام النبلاء 12/ 402، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 221.

[4]

تاريخ بغداد 2/ 9، تهذيب الكمال 3/ 1169، سير أعلام النبلاء 12/ 403، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 221.

[5]

في: تاريخ بغداد، وطبقات الشافعية للسبكي «إسنادي» وهو تصحيف، وفي: مقدمة فتح الباري. إستاري» وهو تصحيف أيضا.

[6]

تاريخ بغداد 2/ 7، سير أعلام النبلاء 11/ 403، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 221، مقدّمة فتح الباري 488.

[7]

تاريخ بغداد 2/ 7، تهذيب الكمال 3/ 1169، سير أعلام النبلاء 12/ 403، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 221، مقدّمة فتح الباري 484.

ص: 249

خطوة يخطو محمد ويضع قدَمه عَلَى قدمِه ويتبع أثره [1] .

وقال خَلَف الخيّام: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرو بْن نصر الخفاف يَقُولُ: محمد بْن إِسْمَاعِيل أعلم فِي الحديث من أَحْمَد وإِسْحَاق بعشرين درجة، ومَن قَالَ فِيهِ شيء فمِنّي عَلَيْهِ ألف لعنة. ولو دخل من هذا الباب لملئت منه رعبا.

وقال أبو عيسى التِّرْمِذيّ: كَانَ محمد بْن إِسْمَاعِيل عند عَبْد اللَّه بْن منير، فلمّا قام من عنده قَالَ لَهُ: يا أَبَا عَبْد اللَّه جعلك اللَّه زَيْن هذه الأمّة.

قَالَ أَبُو عيسى: استُجِيبَ لَهُ فِيهِ.

وقال جعْفَر بْن محمد المُسْتغفريّ فِي «تاريخ نَسْف» ، وذكر الْبُخَارِيّ: لو جاز لي لفضلته عَلِيّ مَن لقي مِن مشايخه، ولقلتُ: ما رَأَى بعينه مثل نفسه.

دخل نَسْف سنة ستٍّ وخمسين وحدَّث بها بجامعة الصّحيح، وخرج إلى سَمَرْقند لعَشرٍ بقين من رمضان، ومات بقرية خَرْتَنْك ليلة الفِطْر.

وقال الحاكم: أوّل ما ورد الْبُخَارِيّ نَيْسابور سنة تسعٍ ومائتين، ووردها فِي الأخير سنة خمسين ومائتين، فأقام بها خمس سِنين يُحدَّثَ عَلَى الدّوام.

قَالَ محمد بْن أَبِي حاتم: بلغني أنّ أَبَا عَبْد اللَّه شربَ البلَاذُرَ للحِفْظ، فقلت لَهُ: هَلْ من دواء يشربه الرجل للحِفْظ؟ فقال: لَا أعلم. ثمّ أقبل عَلِيّ وقال: لَا أعلم شيئًا أنفع للحِفْظ من نَهْمة الرجل ومداومة النَّظر [2] . وذلك أني كنت بَنْيسابور مقيمًا، فكان يرد إلي من بخارى كُتُب، وكَنّ قرابات لي يُقْرئْن سلَامهنّ في الكتب، فكنت أكتب إلى بخارى، وأردتُ أنْ أقْرِئهن سلَامي، فذهبَ عَلِيّ أساميهنّ حين كتبتُ كتابي، ولم أُقْرِئهنّ سلَامي.

وما أقلّ ما يذهب عنيّ مِنَ العِلْم، يعني ما أقلّ ما يذهب عَنْهُ مِنَ العلم لمداومة النَّظر والَاشتغال، وهذه قراباته قد نسي أسماءهنّ. وغالب النّاس بخلَاف ذَلِكَ، فتراهم يحفظون أسماء أقاربهم ومعارفهم ولا يحفظون إلَا اليسير من العلم.

[1] تاريخ بغداد 2/ 10، تهذيب الأسماء واللغات ج 1 ق 1/ 68، تهذيب الكمال 3/ 1170، سير أعلام النبلاء 12/ 405، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 221، مقدّمة فتح الباري 490.

[2]

سير أعلام النبلاء 12/ 406، مقدّمة فتح الباري 488.

ص: 250

قَالَ محمد بْن أَبِي حاتم: وسمعته يَقُولُ: لم تكن كتابتي للحديث كما يكتب هؤلَاء. كنت إذا كتبت عن رجل سألته عنه اسْمه وكنيته ونَسَبة وعلّة الحديث إن كَانَ فَهِمًا، فإن لم يكن فهْمًا سَأَلْتُهُ أنْ يخرج إلي أصله ونُسخته.

فأمّا الآخرون فإنهم لَا يبالون ما يكتبون وكيف يكتبون [1] .

وسَمِعْتُ الْعَبَّاس الدُّوريّ يَقُولُ: ما رَأَيْت أحدًا يُحسن طلب الحديث مثل محمد بْن إِسْمَاعِيل. كَانَ لَا يَدَع أصلَا أو فرعًا إلَا قَلَعَه.

ثمّ قَالَ لنا عَبَّاس: لَا تَدَعوا شيئًا من كلَامه إلَا كتبتموه [2] .

سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم الخّواص مستملي صَدَقَة يَقُولُ: رأيت أَبَا زُرْعَة كالصّبيّ جالسًا بين يدي محمد بْن إِسْمَاعِيل يسأله عَنْ عِلَل الحديث [3] .

فصل فِي ذكائه وسعة علمه قَالَ جعْفَر بْن محمد القطان إمام كرمينية فيما رَوَاهُ عَنْهُ مهيب بْن سُلَيْم أنّه سَمِعَ محمد بْن إِسْمَاعِيل يَقُولُ: كتبتُ عَنْ ألف شيخ أو أكثر، عَنْ كلّ واحدٍ منهم عشرة آلاف وأكثر، ما عندي حديث إلَا أذكر إسناده [4] .

وقال محمد بْن أَبِي حاتم: قرأ علينا أبو عبد الله كتاب الهِبَة فقال: لَيْسَ فِي هِبَة وكيع إلَا حديثان مُسْنَدان أو ثلَاثة، وفي كتاب عَبْد اللَّه بْن المبارك خمسة أو نحوها، وفي كتابي هذا خمسمائة حديث أو أكثر [5] .

وسَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه يَقُولُ: ما قدِمتُ عَلَى أحدٍ إلَا كَانَ انتفاعه بي أكثر مِنَ انتفاعي بِهِ [6] .

قَالَ محمد بْن أَبِي حاتم: سَمِعْتُ سُلَيْم بْن مجاهد يقولَ: سَمِعْتُ أَبَا الأزهر يَقُولُ: كَانَ بسمرقند أربعمائة ممّن يطلبون الحديث، فاجتمعوا سبعة أيّام

[1] سير أعلام النبلاء 12/ 406.

[2]

سير أعلام النبلاء 12/ 406.

[3]

سير أعلام النبلاء 12/ 407، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 222.

[4]

تاريخ بغداد 2/ 10، طبقات الحنابلة 1/ 275، تهذيب الكمال 3/ 1170، سير أعلام النبلاء 47.

[5]

سير أعلام النبلاء 12/ 410، 411، مقدّمة فتح الباري 489.

[6]

سير أعلام النبلاء 12/ 411، مقدّمة فتح الباري 489.

ص: 251

وأحبّوا مغالطة محمد بْن إِسْمَاعِيل، فأدخلوا إسناد الشّام في إسناد العراق، وإسناد اليمن فِي إسناد الحَرَمَيْن، فما تعلقوا منه بسقْطة لَا فِي الإسناد ولا فِي المَتْن [1] .

وقد ذكرت حكاية البغداديّين فِي مثل هذا.

وقال الفِرَبْريّ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه يَقُولُ: ما استصغرتُ نفسي عِنْدَ أحدٍ إلَا عند عَلِيّ بْن المديني، ورُبما كنت أغْرب عَلَيْهِ [2] .

وقال محمد بْن أَبِي حاتم: سمعت أبا عبد الله يقول: [ما نمت البارحة حتّى عددت][3] كم أدخلتُ فِي مصنفاتي مِنَ الحديث، فإذا نحو مائتي ألف حديث مُسْنَدة.

وسمعته يَقُولُ: ما كتبتُ حكايةً قط كنت أتحفّظها. وسمعته يَقُولُ: لَا أعلم شيئًا يُحتاج إِلَيْهِ إلَا وهو فِي الكتاب والسنة.

فقلت لَهُ: يمكن معرفة ذَلِكَ كلّه؟

قَالَ: نعم [4] .

وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: كُنْتُ فِي مَجْلِسِ الْفِرْيَابِيِّ فَقَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي الْخَطَّابِ، عَنْ أَنَسٍ «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَطُوفُ عَلَى نِسَائِهِ فِي غُسْلٍ وَاحِدٍ» [5] . فلم يعرف أحدٌ فِي المجلس أَبَا عُرْوَة، ولا أَبَا الْخَطَّاب.

قَالَ: أمّا أَبُو عُرْوَة فمَعْمَر، وأبو الخطّاب قَتَادة.

قَالَ: وكان الثَّوْريّ فَعُولا، لهذا يُكنيّ المشهورين [6] .

[1] سير أعلام النبلاء 12/ 411، مقدّمة فتح الباري 487.

[2]

تاريخ بغداد 2/ 17، 18، وتهذيب الأسماء واللغات ج 1 ق 1/ 69، سير أعلام النبلاء 12/ 411، وتهذيب الكمال 3/ 170، ومقدّمة فتح الباري 484، والوافي بالوفيات 2/ 208.

[3]

في الأصل بياض، والمستدرك من: سير أعلام النبلاء 12/ 412.

[4]

سير أعلام النبلاء 12/ 412.

[5]

أخرجه البخاري في النكاح 9/ 98 باب كثرة النساء، والترمذي (140) ، وأبو داود (218) ، والنسائي 1/ 143، وعبد الرزاق في المصنّف (1061) ، وصحيح ابن خزيمة (230) و (231) ، ومسلم (309) ، وابن ماجة في الطهارة (588) ، وأحمد في المسند 6/ 8 و 9 و 391.

[6]

سير أعلام النبلاء 12/ 413.

ص: 252

قَالَ محمد بْن أَبِي حاتم: قدِم رجاء الحافظ فقال لأبي عَبْد الله: ما أعددتَ لقُدوميّ حيث بلغك، وفي أيّ شيء نظرت؟

قَالَ: ما أحدثتُ نظرًا ولم أستعدّ لذلك، فإنّ أحببتَ أن تسأل عَنْ شيء فافعل.

فجعل يناظره فِي أشياء فبقي رجاء لَا يدري، ثمّ قَالَ لَهُ أبو عبد الله: هَلْ لك فِي الزّيادة؟

فقال استحياءً وخَجَلَا منه: نعم.

قَالَ: سَلْ إنْ شئت.

فأخذ فِي أسامي أيّوب، فعدّ نحوًا من ثلاثة عشر، وأبو عبد الله ساكت، فظنّ رجاء أنْ قد صنع شيئًا فقال: يا أَبَا عَبْد اللَّه فاتك خير كثير.

فزيّف أبو عبد الله فِي أولئك سبعةً، وأغرب عَلَيْهِ نحو أكثر من ستين رجلَا.

ثمّ قَالَ لَهُ رجاء: كم رويت فِي العِمامة السَّوْداء؟

قال: هات كم رويت أنت؟

قَالَ الْبُخَارِيّ: نروي نحوًا من أربعين حديثًا.

فخجل رجاء ويَبس رِيُقه [1] .

وسَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه يَقُولُ: دخلتُ بَلْخَ، فسألوني أن أُمْلِيَ عَلَيْهم لكلّ من كتبتُ عَنْهُ، فأمليت ألف حديث عَنْ ألف شيخ [2] .

وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَرَّاقُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ: قَالَ أبو عبد الله: سُئِلَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَمَّنْ طَلَّقَ نَاسِيًا، فَسَكَتَ. فَقُلْتُ: قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم: «إن اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ بِهِ أَوْ تَكَلَّمْ [3] » . وَإِنَّمَا يُرَادُ مُبَاشَرَةُ هَذِهِ الثَّلاثِ: الْعَمَلِ، وَالْقَلْبِ، أَوِ الْكَلامِ وَالْقَلْبِ، وَهَذَا لَمْ يَعْتَقِدْ بِقَلْبِهِ.

[1] سير أعلام 2 لنبلاء 12/ 413، 414.

[2]

سير أعلام النبلاء 12/ 414.

[3]

أخرجه البخاري في الطلاق 9/ 345 باب الطلاق في الإغلاق والكره والسكران والمجنون، وفي الأيمان والنذور 11/ 478 باب إذا حنث ناسيا في الأيمان، ومسلم في الإيمان (127) باب تجاوز الله عن حديث النفس أو الخواطر، وأبو داود (2209) ، والترمذي (1183) ، والنسائي 6/ 156، 157، وابن ماجة (2540) .

ص: 253

فقال إِسْحَاق: قوّيتني. وأفتى بِهِ [1] .

قَالَ: وسَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه الْبُخَارِيّ يَقُولُ: ما جلستُ للحديث حتّى عرفتُ الصَّحيح مِنَ السَقيم، وحتى نظرتُ فِي عامّة كُتُب الرأي، وحتّى دخلت البصرة خمس مرّات أو نحوها، فما تركت بها حديثًا صحيحًا إلَا كتبته، إلَا ما لم يظهر لي [2] .

وسَمِعْتُ بعض أصحابي يَقُولُ: كنت عند محمد بْن سلَام البِيكَنْديّ، فدخل محمد بْن إِسْمَاعِيل، فلمّا خرج قَالَ محمد بْن سلَام: كلّما دخل عَلَى هذا الصَّبيّ تحيَّرتُ والتبس عَلِيّ أمرُ الحديث، ولا أزال خائفًا منه ما لم يخرج [3] .

فصل فِي ثناء الأئمّة عَلى الْبُخَارِيّ قلت: فارقّ الْبُخَارِيّ بخاري وله خمس عشرة سنة، ولم يره محمد بْن سلَام بعد ذَلِكَ، فقال سُلَيْم بْن مجاهد: كنتُ عند محمد بْن سلَام البِيكَنْديّ فقال: لو جئت قبلُ لرأيت صبيًّا يحفظ سبعين ألف حديث.

فخرجت حتى لحِقْتُه فقلتُ: أنت تحفظ سبعين ألف حديث؟ قَالَ: نعم وأكثر، ولا أجيئك بحديث عن الصحابة والتّابعين إلّا عرفت مولد أكثر هم ووفاتهم ومساكنهم، ولست أروي حديثًا من حديث الصحابة والتّابعين إلَا ولي من ذَلِكَ أصلٌ أحفظه حِفْظًا عَنْ كتاب أو سنة [4] .

وقال محمد بْن أَبِي حاتم: سَمِعْتُ يحيى بْن جعْفَر البِيكَنْديّ يَقُولُ: لو قدرتُ أن أزيد فِي عُمَر محمد بْن إِسْمَاعِيل من عمُري لَفَعَلْت، فإنّ موتي يكون موت رجلٍ واحد، وموته ذهاب العلم [5] .

[1] سير أعلام النبلاء 12/ 414، مقدّمة فتح الباري 484.

[2]

سير أعلام النبلاء 12/ 416.

[3]

سير أعلام النبلاء 12/ 416، 417، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 222، مقدّمة فتح الباري 684.

[4]

تاريخ بغداد 2/ 24، 25، تهذيب الكمال 3/ 1172، سير أعلام النبلاء 12/ 417، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 218 و 222، مقدّمة فتح الباري 484.

[5]

تاريخ بغداد 2/ 24، تهذيب الكمال 3/ 1172، سير أعلام النبلاء 12/ 418، مقدّمة فتح الباري 485.

ص: 254

وسمعته يَقُولُ لمحمد بْن إِسْمَاعِيل: لولا أنت ما أستطبت العَيْش ببخارى [1] .

وسَمِعْتُ محمد بْن يوسف يَقُولُ: كنتُ عند أَبِي رجاء، يعني قُتَيْبة، فسُئِل عَنْ طلَاق السَّكْران فقال: هذا أَحْمَد بْن حنبل، وابن المَدِينيّ، وابن راهَوَيْه قد ساقهُمُ اللَّه إليك. وأشار إلى محمد بْن إِسْمَاعِيل.

وكان مذهب محمد أنّه إذا كَانَ مغلوبَ العقل لَا يذكر ما يُحدَّثَ فِي سُكْره أنّه لَا يجوز عَلَيْهِ مِن أمره شيء [2] .

وسَمِعْتُ عَبْد اللَّه بْن سعَيِد يَقُولُ: لمّا مات أَحْمَد بْن حَرْب النَّيسابوري ركب محمد وإِسْحَاق يُشيّعان جنازته، فكنتُ أسمع أهلَ المعرفة بَنْيسابور ينظرون ويقولون: محمد أفْقهَ مِن إِسْحَاق [3] .

سَمِعْتُ عُمَر بْن حفص الأشقر يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدان يَقُولُ: ما رَأَيْت بعيني شابّا أبصر من هذا. وأشار بيده إلى محمد بْن إِسْمَاعِيل [4] .

سَمِعْتُ صالح بْن مِسْمار يَقُولُ: سَمِعْتُ نُعَيْم بْن حمّاد يَقُولُ: محمد بْن إِسْمَاعِيل فقيه هذه الأمّة [5] .

وقال إِسْحَاق بْن أَحْمَد بْن خَلَف: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن عَبْد السّلَام يَقُولُ:

ذكرنا قول الْبُخَارِيّ لعليّ بْن المدينيّ، يعني ما استصغرتُ نفسي إلَا بين يدي عَلِيّ بْن المَدِينيّ، فقال عَلِيّ: دَعُوا هذا فإنّ محمد بْن إِسْمَاعِيل لم يَر مثل نفسه [6] .

وقال محمد بن أبي حاتم: سمعت أبا عبد الله يقول: ذاكرني أصحاب

[1] سير أعلام النبلاء 12/ 418.

[2]

سير أعلام النبلاء 12/ 418.

[3]

سير أعلام النبلاء 12/ 418، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 223، مقدّمة فتح الباري 485.

[4]

في الأصل: «إسحاق» ، وهو وهم، والتصويب من: تاريخ بغداد 2/ 24، وتهذيب الكمال 3/ 1171، وسير أعلام النبلاء 12/ 419، ومقدّمة فتح الباري 483.

[5]

تاريخ بغداد 2/ 22، تهذيب الكمال 3/ 1171، سير أعلام النبلاء 12/ 419، مقدّمة فتح الباري 483.

[6]

تاريخ بغداد 2/ 18.

ص: 255

عَمْرو بْن عَلِيّ الفّلَاس بحديث، [فقلت: لَا أعرفه، فسُرّوا بذلك] [1] وأخبروا عَمْروًا. فقال: حديث لَا يعرفه محمد بْن إِسْمَاعِيل لَيْسَ بحديث [2] .

قال: وسَمِعْتُ حاشد بْن عَبْد اللَّه يَقُولُ: قَالَ لي أَبُو مُصْعَب الزُّهْريّ:

محمد بْن إِسْمَاعِيل أَفُقه عندنا وأبصر من أَحْمَد بْن حنبل.

فقيل لَهُ: جاوزتَ الحَدّ.

فقال للرجل: لو أدركتَ مالكًا ونظرتَ إلى وجهه ووجه محمد بْن إِسْمَاعِيل لقلت كلَاهما واحدٌ فِي الفِقْه والحديثِ [3] .

وسمعت عَلِيّ بْن حُجْر يَقُولُ: أخرجت خُراسان ثلَاثَةً: أَبُو زُرْعَةَ، ومحمد بْن إِسْمَاعِيلَ، وعبدَ اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن الدّارِميّ. ومحمد عندي أبصرهم وأعلمهم وأفقهُهُم [4] .

وقال أَحْمَد بْن الضَّوِّ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر بْن أَبِي شَيْبة، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بن نمير يقولَان: ما رأينا مثل محمد بْن إِسْمَاعِيل [5] .

وقال محمد بْن إِبْرَاهِيم البُوشَنْجيّ: سَمِعْتُ محمد بْن بشار يَقُولُ: ما قدِم علينا مثل محمد بْن إِسْمَاعِيل [6] .

وروي عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ما أخرجَتْ خُراسان مثل محمد بْن إِسْمَاعِيل [7] .

وقال حاشد بْن إِسْمَاعِيل: كنتُ بالبصرة فقِدم محمد بْن إِسْمَاعِيل فقال بُنْدار: اليوم دخل سيّد الفقهاء [8] .

[1] في الأصل بياض. والمستدرك من: تاريخ بغداد.

[2]

تاريخ بغداد 2/ 18.

[3]

تاريخ بغداد 2/ 19.

[4]

تاريخ بغداد 2/ 28، سير أعلام النبلاء 12/ 421.

[5]

تهذيب الكمال 3/ 1171، سير أعلام النبلاء 12/ 421، مقدّمة فتح الباري 484.

[6]

تاريخ بغداد 2/ 17، تهذيب الكمال 3/ 1170، سير أعلام النبلاء 12/ 421، مقدّمة فتح الباري 483.

[7]

تاريخ بغداد 2/ 21، التقييد لابن النقطة 31، تهذيب الأسماء واللغات ج 1 ق 1/ 68، تهذيب الكمال 3/ 1171، سير أعلام النبلاء 12/ 421.

[8]

تاريخ بغداد 2/ 16، تهذيب الأسماء واللغات ج 1 ق 1/ 68، تهذيب الكمال 3/ 1170، سير أعلام النبلاء 12/ 422، مقدّمة فتح الباري 483.

ص: 256

وقال حاشد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الواحد: سَمِعْتُ يعقوب الدَّوْرَقيّ يَقُولُ: محمد بْن إِسْمَاعِيل فقيه هذه الأمّة [1] .

وجاء من غير وجٍه عَنْ عَبْد اللَّه الدّارِميّ قَالَ: محمد بْن إِسْمَاعِيل أبصرُ مني [2] .

وقال حاشد بْن إِسْمَاعِيل الحافظ: سَمِعْتُ أحمد بْن حنبل يَقُولُ: لم يجئنا من خُراسان مثل محمد بْن إِسْمَاعِيل [3] .

وقال محمد بْن إِسْحَاق بْن خُزَيْمَة: ما رأيتُ تحت أديم السماء أعلم بحديث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأحفظ لَهُ من محمد بْن إِسْمَاعِيل [4] .

وقال مُسَبِّحُ بْن سعَيِد الْبُخَارِيّ: سَمِعْتُ عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن يَقُولُ:

قد رأيتُ العلماء بالحجاز والعِرَاقَين، فما رأيتُ فيهم أجمع من محمد بْن إِسْمَاعِيل [5] .

وقال محمد بْن حمدون الأعمشُ: سمعت مسلم بن الحجاج يقول للبخاري: دعني أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين، وسيد المحدثين، وطبيب الحديث فِي عِلَله [6] .

وقال أَبُو عيسى التِّرْمِذيّ: لم أرَ بالعراق ولا بخُراسان فِي معنى العِلَل والتّاريخ ومعرفة الأسانيد أعلم من محمد بْن إِسْمَاعِيل [7] .

وقال صالح بْن محمد جَزَرَة: كَانَ محمد بْن إِسْمَاعِيل يجلس ببغداد، وكنت أستملي لَهُ، ويجتمع فِي مجلسه أكثر من عشرين ألفا [8] .

[1] سير أعلام النبلاء 12/ 424، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 223، مقدّمة فتح الباري 483.

[2]

سير أعلام النبلاء 12/ 426.

[3]

تاريخ بغداد 1/ 21، سير أعلام النبلاء 12/ 431.

[4]

تقدّم هذا القول قبل قليل. وهو في تهذيب الأسماء واللغات ج 1 ق 1/ 70، وسير أعلام النبلاء 12/ 431، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 22/ 218، ومقدّمة فتح الباري 486.

[5]

تاريخ بغداد 2/ 28، تهذيب الأسماء واللغات ج 1 ق 1/ 69، سير أعلام النبلاء 12/ 432، مقدّمة فتح الباري 485.

[6]

تقدّم هذا القول قبل قليل، وهو في: التقييد لابن النقطة 33.

[7]

تهذيب الأسماء واللغات ج 1 ق 1/ 70، سير أعلام النبلاء 12/ 432، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 220.

[8]

سير أعلام النبلاء 12/ 433.

ص: 257

وقال إِسْحَاق بْن زَبْرك: سَمِعْتُ أَبَا حاتم فِي سنة سبْعٍ وأربعين ومائتين يَقُولُ: يقدم عليكم رجلٌ من خُراسان لم يخرج منها أحفظ منه. ولا قدِم العراق أعلم منه. فقِدم علينا الْبُخَارِيّ [1] .

وقال أَبُو بَكْر الخطيب [2] : سُئل الْعَبَّاس بْن الفضل الرّازيّ الصائغ: أيُّهما أحفظ، أبو زرعة أبو الْبُخَارِيّ؟

فقال: لقيت الْبُخَارِيّ بين حُلْوان وبغداد، فرحلت معه مرحلةً وجَهدْت أن أجيء بحديث لَا يعرفه فما أمكنَ، وأنا أَغْرَب عَلَى أَبِي زُرْعَة عَدَدَ شَعْري [3] .

وقال خَلَف الخَيَّام: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرو أَحْمَد بْن نصر الخَفَّاف يَقُولُ:

محمد بْن إِسْمَاعِيل أعلم بالحديث من إِسْحَاق بْن راهَوَيْه، وأَحْمَد بْن حنبل وغيرهما بعشرين درجة. ومَن قَالَ فِيهِ شيئًا فمِنِي عَلَيْهِ ألف لعنة [4] .

ثمّ قَالَ: ثنا محمد بْن إِسْمَاعِيل التّقّي النَّقيّ العالم الَّذِي لم أرَ مثله [5] .

وقال عَبْد اللَّه بْن حمّاد الآمليّ: ودِدْت أنيّ شعَرَةٌ فِي صدر محمد بن إسماعيل [6] .

وقال محمد بن يعقوب بْن الأخرم: سمعت أصحابنا يقولون: لمّا قدِم الْبُخَارِيّ نَيْسابور استقبله أربعة آلاف رَجُل عَلَى الخَيْل، سوى من ركب بَغْلا أو حمارًا، وسوى الرّجالة [7] .

وقال أَبُو أَحْمَد الحاكم فِي «الكُنَى» [8] : عَبْد اللَّه بْن الدَّيْلَميّ أَبُو بسر، وقال الْبُخَارِيّ ومسلم فِيهِ أَبُو بِشْر، بشين معجمة.

[1] تاريخ بغداد 2/ 33 وزاد: «بعد ذلك بأشهر» تهذيب الكمال 3/ 1171، سير أعلام النبلاء 12/ 433.

[2]

في تاريخه 2/ 33.

[3]

التقييد لابن النقطة 33، تهذيب الكمال 3/ 1171، سير أعلام النبلاء 12/ 434 وفيه «عدد شعره» ، مقدّمة فتح الباري 485.

[4]

تقدّم مثل هذا القول قبل قليل. وهو في: سير أعلام النبلاء 12/ 435، 436، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 221 و 225، ومقدّمة فتح الباري 486.

[5]

تاريخ بغداد 2/ 28، تهذيب الأسماء واللغات ج 1 ق 1/ 69، سير أعلام النبلاء 12/ 439، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 225، مقدّمة فتح الباري 486.

[6]

سير أعلام النبلاء 12/ 437.

[7]

سير أعلام النبلاء 12/ 437.

[8]

الأسامي والكنى ج 1/ ورقة 89 أ.

ص: 258

قال الحاكم [1] : وكلاهما أخطأ، في علمي إنّما هو أبو بسر، وخليق أنْ يكون محمد بْن إِسْمَاعِيل مَعَ جلَالته ومعرفته بالحديث اشتُبه عَلَيْهِ، فلمّا نقله مُسلْمِ من كتابه تابَعَه عَلِيّ زَلّته. ومن تأمّل كتاب مسلم فِي الأسماء والكنى علم أَنّه منقول من كتاب محمد بْن إِسْمَاعِيل حَذْو القذّة بالقذّة، حتى لَا يزيد عَلَيْهِ فِيهِ إلَا ما يَسْهُل عنده. وتجلّد فِي نقْله حق الجلَادة، إذ لم ينسبه إلى قائله.

وكتاب محمد بْن إِسْمَاعِيل فِي التاريخ كتابٌ لم يُسْبَق إِلَيْهِ. منهم من نَسَبَه إلى نفسه مثل أَبِي زُرْعَة، وأبي حاتم، ومُسلْمِ. ومنهُمُ من حكاه عَنْهُ. فاللَّه يرحمه، فإنّه الّذي أصّل الأصُول.

وذكر الحَكَم أَبُو أَحْمَد كلَامًا سوى هذا.

فصل فِي ديانته وصلَاحه قَالَ مسّبح بْن سعَيِد: كَانَ الْبُخَارِيّ يختم فِي رمضان كل يوم ختمة، ويقوم بعد التّراويح كلّ ثلَاثة ليالٍ بختمة [2] .

وقال بَكْر بْن منير: سَمِعْتُ أبا عَبْد اللَّه الْبُخَارِيّ يَقُولُ: أرجو أن ألقى اللَّه ولا يحاسبني إنّي اغتبت أحدا [3] .

قلت: يشهد لهذه المقالة كلَامَه، رحمه الله، فِي التّجريح والتَّضعيف، فإنه أبلغ منّا. يَقُولُ فِي الرجل المتروك أو السّاقط:«فِيهِ نَظَر» أو. «سكتوا عَنْهُ» ، ولا يكاد يَقُولُ:«فُلَان كذّاب» ، ولا «فُلَان يضع الحديث» . وهذا مِن شدّة ورَعِه [4] .

وقال محمد بْن أَبِي حاتم: سَمِعْتُ محمد بْن إِسْمَاعِيل يَقُولُ: ما أغتبتُ أحدًا قطّ منذ علِمت أنّ الغيبة تضّر أهلَها [5] .

قال: وكان أبو عبد الله يصلّي فِي وقت السَّحَر ثلاث عشرة ركعة، وكان

[1] في الأسامي والكنى ج 1/ ورقة 79 ب، 80 أ.

[2]

تاريخ بغداد 2/ 12، تهذيب الكمال 3/ 1170، سير أعلام النبلاء 12/ 438، 439، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 223، 224، مقدّمة فتح الباري 482.

[3]

تاريخ بغداد 2/ 13، طبقات الحنابلة 1/ 276، تهذيب الأسماء ج 1 ق 1/ 68، تهذيب الكمال 3/ 1770، سير أعلام النبلاء 12/ 439، مقدّمة فتح الباري 481.

[4]

الوافي بالوفيات 2/ 208.

[5]

سير أعلام النبلاء 12/ 441.

ص: 259

لَا يوقظني فِي كلّ ما يقوم، فقلتُ: أراك تحمل عَلَى نفسك فلو توقظني.

قَالَ: أنت شاب، ولا أحب أن أفسد عليك نومك [1] .

وقال غُنْجار: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرو أَحْمَد بْن محمد المقرئ: سَمِعْتُ بَكْر بن منير يَقُولُ: كَانَ محمد بْن إِسْمَاعِيل يصّلي ذات لَيْلَةٍ، فَلَسَعَه الزُّنْبُور سبْعٍ عشرة مرّة، فلمّا قضي الصّلَاة قَالَ: انظروا إيش آذاني [2] .

وقال محمد بْن أَبِي حاتم: دُعي محمد بْن إِسْمَاعِيل إلى بستان، فلمّا صلّى بهمُ الظُّهْر قام يتطوّع. فلمّا فرغ من صلَاته رفع ذيل قميصه وقال لبعض من معه: أنظر هَلْ ترى تحت القميص شيئًا؟

فإذا زنبور قد أَبَرَهُ فِي ستة عشر أو سبعة عشر موضعًا، وقد تورَّم من ذَلِكَ عشرة، فقال لَهُ بعض القوم: كيف لم تخرج مِنَ الصّلَاة أوّل ما أَبَرك؟

قَالَ: كنت فِي سورة فأحببت أن أُتِمَّها [3] .

وقال محمد بْن أَبِي حاتم: رَأَيْت أَبَا عَبْد اللَّه استلقى عَلَى قفاه يومًا ونحن بِفرَبْر فِي تصنيف كتاب «التّفسير» وأتعب نفسه يومئذ، فقلت لَهُ: إنّي أراك تَقُولُ إني ما أتيت شيئًا بغير علم قطّ منذ عَقَلْت، فما الفائدة فِي الاستلقاء؟

قَالَ: أتعْبنا أنفُسنا اليوم، وهذا ثغر مِنَ الثغور، وخشيت أنْ يحدَّثَ حدث من أمور العَدُوّ، وأحببت أن أستريح وآخُذ أهْبة، فإنْ غافَصَنا [4] العدوّ كَانَ منّا حَرَاك [5] .

وكان يركب إلى الرَّمي كثيرًا، فما أعْلُمني رَأَيْته فِي طول ما صحبته أخطأ

[1] تاريخ بغداد 2/ 13، 14، سير أعلام النبلاء 12/ 441، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 220، مقدّمة فتح الباري 482.

[2]

تاريخ بغداد 2/ 12، طبقات الحنابلة 1/ 276، تهذيب الكمال 3/ 1170، سير أعلام النبلاء 12/ 441، مقدّمة فتح الباري 481.

[3]

تاريخ بغداد 2/ 12، 13، تهذيب الكمال 3/ 1170، سير أعلام النبلاء 12/ 442، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 223، مقدّمة فتح الباري 481.

[4]

غافص: فاجأ، وأخذ على غرّة.

[5]

تاريخ بغداد 2/ 14، تهذيب الأسماء واللغات ج 1 ق 1/ 76، تهذيب الكمال 3/ 1170، سير أعلام النبلاء 12/ 444، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 226، مقدّمة فتح الباري 481.

ص: 260

سُهمُه الهدفَ إلَا مرَّتين، فكان يصيب الهدف فِي كلّ ذَلِكَ. وكان لَا يُسبق.

وسمعته يَقُولُ: ما أكلت كُرّاتًا قطّ ولا القَنَابَرَى [1] .

قلت: ولِمَ ذاك؟

قَالَ: كرِهت أن أُؤذِي مَن معي مِن نَتَنِها.

قلت: فكذلك البصل النيء؟

قَالَ: نعم [2] .

وسمعته يَقُولُ: ما أردت أن أتكلّم بكلَامٍ فِيهِ ذِكْر الدُّنيا إلَا بدأت بحمد اللَّه والثناء عَلَيْهِ [3] .

وقال لَهُ بعض أصحابه: يقولون إنّك تناولت فُلَانًا.

قَالَ: سبحان اللَّه، ما ذكرت أحدًا بسوء، إلَا أن أقول ساهيًا [4] .

قَالَ: وكان لأبي عَبْد اللَّه غريم قطع عَلَيْهِ مالَا كثيرًا. فبلغه أَنَّهُ قدِم آمُلَ ونحن عنده بِفَربْر، فقلنا لَهُ: ينبغي أن تعبر وتأخذه بمالِك.

فقال: لَيْسَ لنا أن نردعه.

ثمّ بلغ غريمه فخرج إلى خوارِزْم، فقلنا: ينبغي أن تَقُولُ لأبي سَلَمَةَ الكِسائيّ عامل آمُل ليكتب إلى خوارِزُم فِي أخْذه.

فقال: إنْ أخذت منهم كتابًا طمعوا فِي كتاب، ولست أبيع دِيني بدُنياي.

فجهدْنا، فلم يأخُذْ حتّى كلّمنا السُّلطان عَنْ غير أمْرِه، فكتب إلى والي خوارِزْم.

فلما بلغ أَبَا عَبْد اللَّه ذَلِكَ وَجَدَ وجْدًا شديدًا، وقال: لَا تكونوا أشفق عليَّ مِن نفسي. وكتبَ كتابًا وأردف تِلْكَ الكُتُب بكُتُب. وكتب إلى بعض أصحابه بخوارِزْم أن لَا يتعرض لغريمه، فرجع غريمه، وقصدنا ناحية مَرْو، فاجتمع التّجّار، وأُخبِر السّلطان، فأراد التّشديد عَلَى الغريم، فكره ذَلِكَ أبو عبد الله فصالح غريمه عَلَى أنْ يعطيه كلّ سنة عشرة دراهم شيئًا يسيرًا. وكان المال خمسة وعشرين ألفًا. ولم يصل من ذَلِكَ إلى درهم، ولا إلى أكثر منه [5] .

[1] القنابرى: جمع قنبرة وقنبرة وقبّرة، وهي عصفورة من فصيلة القبّريّات دائمة التغريد.

[2]

سير أعلام النبلاء 12/ 444، 445.

[3]

سير أعلام النبلاء 12/ 445.

[4]

سير أعلام النبلاء 12/ 445.

[5]

طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 227، سير أعلام النبلاء 12/ 446، مقدّمة فتح الباري 480.

ص: 261

وسمعت أَبَا عَبْد اللَّه يَقُولُ: ما توليت شراء شيء قطّ ولا بَيْعه.

قلت: فمن يتولى أمرك فِي أسفارك؟

قَالَ: كنتُ أُكْفَى ذَلِكَ [1] .

وقال لي يومًا بِفَربْر: بلغني أنّ نَخّاسًا قدِم بجواري، فتصير معي؟

قلت: نعم.

فصرنا إِلَيْهِ، فأخرج جواري حِسَانًا صِباحًا، ثمّ أخرج من خلَالهنّ جارية خَزَريّة دميمة، فمس ذقنها وقال: اشتر لنا هذه.

فقلت: هذه دميمة قبيحة لَا تصلُح. واللَاتي نظرنا إليهنّ يمكن شراءهنّ بثمن هذه.

فقال: اشترها، فإنيّ مسست ذَقْنها، ولا أحبّ أن أمسّ جاريةً ثمّ لا أشتريها. فاشتراها بغلاء خمسمائة دِرهَم عَلَى ما قَالَ أهل المعرفة.

ثم لم تزل عنده حتّى أخرجها مَعَه إلى نَيْسابور [2] .

وروي بَكْر بْن منير، وابن أَبِي حاتم، واللفظ لبكر، قَالَ: حُمِل إلى الْبُخَارِيّ بضاعة أنفذها إِلَيْهِ ابنه أَحْمَد. فاجتمع بِهِ بعض التّجّار وطلبوها بربح خمسة آلاف دِرْهم.

فقال: انصرفوا اللّيلة.

فجاءه مِنَ الغد تجّار آخرون فطلبوها منه بربح عشرة آلاف درهم، فقال:

أنّي نَوَيْت البارحةَ بَيْعَها للّذين أتوا البارحة [3] .

وقال محمد بْن أَبِي حاتم: سَمِعْتُ أبا عَبْد اللَّه يَقُولُ: ما ينبغي للمسلم أنْ يكون بحالةٍ إذا دعا لم يُستَجَبْ لَهُ.

فقالت لَهُ امْرَأَة أخيه بحضرتي: فهل تبيَّنت ذَلِكَ أيّها الشّيخ من نفسك أو جرّبت؟

[1] تاريخ بغداد 2/ 11 وفيه زيادة، وتهذيب الأسماء واللغات ج 1 ق 1/ 68، وسير أعلام النبلاء 12/ 446، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 227.

[2]

سير أعلام النبلاء 12/ 447.

[3]

تاريخ بغداد 2/ 11، 12، سير أعلام النبلاء 12/ 447، 448، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 237، مقدّمة فتح الباري 480.

ص: 262

قَالَ: نعم، دعوت ربّي عز وجل مرَّتين، فاستجاب لي، فلن أدعو بعد ذَلِكَ، فلعلّه يُنْقِص من حسناتي أو يعجّل لي فِي الدُّنيا.

ثمّ قَالَ: ما حاجة المسلم إلى البُخْل والكذِب [1] ؟

وسمعته يَقُولُ: خرجت إلى آدم بْن أَبِي إياس، فتخلَّفت عنّي نفقتي حتّى جعلتُ أتناول الحشيش ولا أُخبر بذلك أحدًا. فلمّا كَانَ اليوم الثالث أتاني آتٍ لم أعرفه، فناولني صُرّة دنانير، وقال: أنفق عَلَى نفسك [2] .

وسمعت سُلَيْم بْن مجاهد يَقُولُ: ما رأيتُ بعيني منذ ستين سنة أَفْقَه ولا أروع ولا أزهَد فِي الدُّنيا من محمد بْن إِسْمَاعِيل، رحمه الله [3] .

فصل فِي صفته وكرمه قَالَ ابن عديّ: سَمِعْتُ الْحَسَن بْن الْحُسَيْن يَقُولُ: رَأَيْت محمد بْن إِسْمَاعِيل شيخًا نحيف الجسم لَيْسَ بالطّويل ولا بالقصير.

وقال محمد بْن أَبِي حاتم: دخل أبو عبد الله الحمّام بِفَربْر، وكنتُ أَنَا فِي مَسْلَخ الحمّام أتعاهد ثيابه. فلمّا خرج ناولْتُهُ ثيابه فلبسها، ثمّ ناولته الحفّ، فقال: مسستَ شيئًا فِيهِ شَعْر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم. فقلت: فِي أيّ موضع هُوَ مِنَ الْخُفَّ؟

فلم يخبرني، فتوهّمت أنّه فِي ساقه بين الظِّهارة والبِطانة [4] .

وكانت لأبي عَبْد اللَّه قطعة أرض يُكْريها كلّ سنة سبعمائة درهم. وكان ذَلِكَ المكتري ربّما حَمَلَ منها إلى أَبِي عَبْد اللَّه قِثَّاةً أو قِثّاءتَيْن، لأنّه كَانَ مُعْجَبًا بالِقثّاء النَّضِيج، وكان يؤثِرهُ عَلَى البّطيخ أحيانًا، فكان يَهَب للرجل مائة دِرْهمٍ كل سنة لحمْله القِثّاء إِلَيْهِ أحيانًا [5] .

[1] سير أعلام النبلاء 12/ 448.

[2]

سير أعلام النبلاء 12/ 448، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 227، مقدّمة فتح الباري 480.

[3]

سير أعلام النبلاء 12/ 449، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 227، مقدّمة فتح الباري 486.

[4]

سير أعلام النبلاء 12/ 453.

[5]

سير أعلام النبلاء 12/ 449.

ص: 263

وسمعته يقول: كنت أستغلّ كلّ شهر خمسمائة دِرهم، فأنفقت كلّ ذَلِكَ فِي طلب العلم.

فقلت: كم بين مثل مَن ينفق عَلَى هذا الوجه، وبين مَن كَانَ خِلْوًا مِنَ المال، فجمع وَكَسَبَ بالعِلْم [1] ؟

وكنّا بِفَربْر، وكان أبو عبد الله يبني رَباطًا ممّا يلي بُخَاري. فاجتمع بَشَرٌ كثير يُعينُونه عَلَى ذَلِكَ. وكان ينقل اللَّبنَ، فكنت أقول: إنّك تُكْفى. فيقول:

هذا الَّذِي ينفعنا.

ثمّ أخذنا ننقل الزَّنْبرات معه، وكان ذبح لهم بقرةً، فلمّا أدركت القُدُور دعا النّاس إلى الطّعام، وكان بها مائة نفْس أو أكثر، ولم يكن علِم أنّه اجتمع ما اجتمع. وكنّا أخرجنا معه من فِرَبْر خُبزًا بثلَاثة دراهم أو أقلّ، فألقينا بين أيديهم، فأكل جميعُ مَن حضَر، وفضلت أرغِفة صالحة. وكان الخُبز إذ ذاك خمسة أَمْنَاء [2] بدِرهم [3] .

وقال لي مرةً: أحتاج فِي السنة إلى أربعة آلاف أو خمسة آلاف درهم.

وكان يتصدَّق بالكثير. يناول الفقير من أصحاب الحديث ما بين العشرين إلى الثّلَاثين، وأقلّ وأكثر من غير أنْ يشعر بذلك أحد. وكان لَا يفارقه كيسه.

ورأيته بأول رجلا صرّة فيها ثلاثمائة درهم. وكنت اشتريت منزلا بتسعمائة وعشرين درهمًا. فقال لي: ينبغي أن تصير إلى نوح الصَّيْرفيّ وتأخذ منه ألف درهم وتُحْضَرها. ففعلت، فقال: خذها فاصرفْها فِي ثمِنَ البيت.

فقلت: قد قبلتُ منك. وشكرته. وأقبلنا عَلَى الكتابة.

وكنّا فِي تصنيف «الجامع» . فلمّا كَانَ بعد ساعةٍ، قلت: عرضت لي حاجة لَا أجترئ رفْعَها إليك.

فظنَّ أنّي طمعت فِي الزّيادة، فقال: لَا تحتشمني وأخبرني بما تحتاج فإنيّ أخاف أن أكون مأخوذًا بسببك.

قلت له: كيف؟

[1] سير أعلام النبلاء 12/ 449.

[2]

أمناء: جمع من، وهو وزن أو مكيال.

[3]

سير أعلام النبلاء 12/ 450.

ص: 264

قَالَ: لأنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم آخَى بَيْنَ أصحابه، فذكر حديث سعد، وعبد الرَّحْمَن.

فقلت: قد جعلتك فِي حِلٍّ من كلّ ما تَقُولُ، ووهبتُك المال الَّذِي عرضته عَلِيّ، عنيتُ المناصفة، وذلك أنّه قَالَ: لي جوار وامرأة وأنت عزب، فالّذي يجب عليّ أن أنا صفك لنستوي فِي المال وغيره، وأربح عليك فِي ذَلِكَ.

فقلت لَهُ: قد فعلت، رحمك اللَّه، أكثر من ذَلِكَ، إذْ أنزلتني من نفسك ما لم تُنزِلْ أحدًا، وصلتُ منك محلّ الولد.

ثمّ حفظ عَلِيّ حديثي الأوّل، وقال: ما حاجتك؟

قلت: تقضيها؟

قَالَ: نعم وَأُسَرُّ بذلك.

قلت: هذه الألف تأمر بقبوله وتصرفه فِي بعض ما تحتاج إِلَيْهِ فقبله، وذلك إنّه ضمن إجابة قضاء حاجتي.

ثمّ جلسنا بعد ذَلِكَ بيومين لتصنيف «الجامع» وكتبنا منه ذَلِكَ اليوم شيئًا كثيرًا إلى الظُّهْر. ثمّ صلّينا الظُّهْر، وأقبلنا عَلَى الكتابة من غير أن نكون أكلنا شيئًا. فرآني لمّا كَانَ العصر شِبْه القلِق المستوحش، فتوهَّم فيَّ مَلَالَا، وإنّما كَانَ بي الحَصْر، غير أنّي لم أقدر عَلَى القيام، فكنتُ أَتَلَوَّى اهتمامًا بالحَصْر. فدخل أبو عبد الله المنزلَ، وأخرج إليّ، كاغدة فيها ثلاثمائة درهم، وقال: أمّا إذ لم تقبل ثمِنَ المنزل فينبغي أن تصرف هذا فِي بعض حوائجك.

فجهد بي، فلم أقبل، ثمّ كَانَ بعد أيّام كتبنا إلى الظُّهْر أيضًا، فناولني عشرين درهمًا وقال: أصرِفها فِي شري الحُصر. فاشتريتُ بها ما كنت أعلم أنّه يلَائمه، وبعثتُ بِهِ إِلَيْهِ، وأتيتُ فقال: بيّض اللَّه وجهك لَيْسَ فيك حيلة. فلَا ينبغي أن نُعَنيّ أنفُسنا.

فقلت: إنك قد جمعتَ خير الدُّنيا والآخرة فأيّ رَجُل يَبَر خادمه بما تبرّني [1] ؟

[1] سير أعلام النبلاء 12/ 451، 452 وفيه تتمة:«إن كنت لا أعرف هذا، فلست أعرف أكثر منه» .

ص: 265

قصته مَعَ الذُّهْليّ قَالَ الْحَسَن بْن محمد بْن جَابرِ: قَالَ لنا محمد بْن يحيى الذُّهْليّ لمّا وردَ الْبُخَارِيّ نَيْسابور: اذهبوا إلى هذا الرجل الصالح فاسمعوا منه. فذهبَ النّاس إِلَيْهِ، وأقبلوا عَلَى السماع منه حتى ظهر الْخَلَلُ فِي مجلس الذُّهْليّ، فحسده بعد ذَلِكَ وتكلَّم فِيهِ [1] .

وقال أَبُو أَحْمَد بْن عديّ: ذكر لي جماعة مِنَ المشايخ أنّ محمد بْن إِسْمَاعِيل لمّا ورد نَيْسابور واجتمعوا عَلَيْهِ، حسده بعض المشايخ فقال لأصحاب الحديث: إنّ محمد بْن إِسْمَاعِيل يَقُولُ: اللفظ بالقرآن مخلوق، فامتحِنوه.

فلمّا حضر النّاس قام إِلَيْهِ رَجُل وقال: يا أَبَا عَبْد الله، ما تَقُولُ فِي اللفظ بالقرآن، مخلوقٌ هُوَ أم غير مخلوق؟

فأعرض عَنْهُ ولم يجِبه. فأعاد السُّؤال، فأعرضّ عَنْهُ: ثمّ أعاد، فالتفت إِلَيْهِ الْبُخَارِيّ وقال: القرآن كلام الله غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة، والَامتحان بِدْعة.

فَشَغَبَ الرَّجُلُ وَشَغَبَ النَّاسُ، وَتَفَرَّقُوا عَنْهُ. وَقَعَدَ الْبُخَارِيُّ فِي مَنْزِلِهِ [2] .

قَالَ محمد بْنُ يُوسُفَ الْفَرَبْرِيُّ: سَمِعْتُ محمد بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: أَمَّا أَفْعَالُ الْعِبَادِ فَمَخْلُوقَةٌ، فَقَدْ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، ثَنَا أَبُو مَالِكٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ يَصْنَعُ كُلَّ صَانِعٍ وَصَنْعَتَهُ» [3] . وسَمِعْتُ عُبَيْد اللَّه بْن سعَيِد: سَمِعْتُ يحيى بْن سعَيِد يَقُولُ: ما زلت أسمع أصحابنا يقولون: إنّ أفعال العباد مخلوقة [4] .

قَالَ الْبُخَارِيّ: حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة. فأمّا

[1] تاريخ بغداد 2/ 30، سير أعلام النبلاء 12/ 453، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 330، مقدّمة فتح الباري 491.

[2]

سير أعلام النبلاء 12/ 453، 454، مقدّمة فتح الباري 494.

[3]

الأسماء والصفات للبيقهي 388، المستدرك للحاكم 1/ 31، 32.

[4]

سير أعلام النبلاء 12/ 454، 455، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 228، مقدّمة فتح الباري 491، 492.

ص: 266

القرآن المَتْلُوّ المُثْبَت فِي [المصاحف، المسطور][1] المكتوب المُوعَى فِي القلوب، فهو كلَام اللَّه لَيْسَ بمخلوق. قَالَ اللَّه تعالي: هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ في صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ 29: 49 [2] .

وقال: يقال فُلَان حَسَن القراءة ورديء القراءة. ولا يقال: حَسَن القرآن، ولا رديء القرآن. وإنّما يُنسب إلى العباد القراءة، لأنّ القرآن كلَام الرّبّ، والقراءة فعل العَبْد. وليس لأحدٍ أنْ يشرع فِي أمر اللَّه بغير علم، كما زعم بعضهم أنّ القرآن بألفاظنا وألفاظنا به شيء واحد. والتّلَاوة هِيَ المَتْلُوّ، والقراءة هِيَ المقرئ.

فقيل لَهُ: إنّ القراءة فعل القارئ وعمل التالي.

فرجع وقال: ظننتهما مصدَرْين. فقيل لَهُ: هلَا أمسكت كما أمسك كثيرٌ مِن أصحابك؟ ولو بعثتَ إلى من كَتَب عنك واسترددت ما أثْبَتَّ وضربتَ عَلَيْهِ.

فزعم أنْ كيف يمكن هذا؟ وقال: قلتُ ومضى قولي.

فقيل لَهُ: كيف جاز لك أن تَقُولُ فِي اللَّه شيئًا لَا تقوم بِهِ شرحًا وبيانًا؟ إذ لم تميّز بين التّلَاوة والمَتْلُوّ.

فسكت إذ لم يكن عنده جواب.

وقال أَبُو حامد الأعمش: رأيتُ الْبُخَارِيّ فِي جنازة سعَيِد بْن مروان، والذُّهْليّ يسأله عَنِ الأسماء والكُنَى والعلل، ويمرّ فِيهِ الْبُخَارِيّ مثل السَّهم، فما أتى عَلَى هذا شهر حتّى قَالَ الذُّهْليّ: إلَا من يختلف إلى مجلسه فلَا يأتِنا.

فإنّهم كتبوا إلينا مِن بغداد أنّه تكلّم فِي اللفظ، ونهيناه فلم ينته فلَا تقربوه.

فأقام الْبُخَارِيّ مدّةً وخرج إلى بُخَارى [3] .

قَالَ أَبُو حامد بْن الشَّرْقيّ: سمعت محمد بْن يحيى الذُّهْليّ يَقُولُ:

القرآن كلَام اللَّه غير مخلوق من جميع جهاته وحيث تصرَّف. فمن لزم هذا استغنى عَنِ اللفظ. ومَن زعم أنّ القرآن مخلوق فقد كفر وبانت منه امرأته.

[1] في الأصل بياض، والمستدرك من: تاريخ بغداد.

[2]

سورة العنكبوت، الآية 49.

[3]

تاريخ بغداد، تهذيب الأسماء واللغات ج 1 ق 1/ 69، سير أعلام النبلاء 12/ 455، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 229.

ص: 267

يسُتتاب، فإنْ تاب وإلَا قُتِل، وجُعِل مالُه فَيْئًا.

ومَن وَقَفَ فقد ضاهى الكُفْر. ومَن زعم أنّ لفظي بالقرآن مخلوق فهذا مبتدِع لَا يُجالس ولا يُكَلَّم. ومَن ذهبَ بعد هذا إلى محمد بْن إِسْمَاعِيل فاتَّهِمُوه، فإنّه لَا يحضر مجلسَه إلَا مَن كَانَ عَلِيّ مذهبه [1] .

وقال الفِرَبْري: سَمِعْتُ الْبُخَارِيّ يَقُولُ: إنّي لأستجهل مَن لَا يُكفّر الْجَهْميّة [2] .

قَالَ الحاكم: ثنا طاهر بْن محمد الوراق: سَمِعْتُ محمد بْن شاذِل يَقُولُ: دخلُت عَلَى الْبُخَارِيّ فقلت: إيش الحيلة لنا فيما بينك وبين محمد بْن يحيى كلّ من يختلف إليك يُطرد.

فقال: وكم يعتري محمد بْن يحيى الحَسَدُ فِي الْعِلْمِ، وَالْعِلْمُ رزْقُ اللَّه يُعطيه من يشاء.

فقلت: هذه المسألة الّتي تحكي عنك؟

قال: يا بنيّ، هذه مسألة مشئومة. رَأَيْت أَحْمَد بْن حنبل وما ناله فِي هذه المسألة، وجعلت عَلَى نفسي أن لَا أتكلّم فيها [3] . عَنَى مسألة اللفظ.

وقال أَبُو عَمْرو أَحْمَد بْن نصر الخفّاف: كنّا يومًا عند أَبِي إِسْحَاق القَيْسيّ ومعنا محمد بْن نصر المَرْوزِيّ، فجرى ذِكر محمد بْن إِسْمَاعِيل، فقال محمد بْن نصر: سمعته يَقُولُ: مَن زعم أنيّ قلت لفْظي بالقرآن مخلوق فهو كذّاب فإنيّ لم أقُلْه.

فقلت لَهُ: يا أبا عبد الله قد خاص النّاس فِي هذا وأكثروا فِيهِ.

فقال: لَيْسَ إلَا ما أقول.

قَالَ أَبُو عَمْرو الخفّاف: فأتيتُ الْبُخَارِيّ فناظرتُهُ فِي شيء مِنَ الأحاديث حتّى طابت نفسُه، فقلت: يا أَبَا عَبْد اللَّه هاهنا أحدٌ يحكي عنك أنّك قلتَ هذه المقالة.

[1] تاريخ بغداد 2/ 31، 32، سير أعلام النبلاء 12/ 455، 456.

[2]

خلق أفعال العباد 71، سير أعلام النبلاء 12/ 456.

[3]

سير أعلام النبلاء 12/ 456، 457.

ص: 268

فقال: يا أَبَا عَمْرو أحفظ ما أقول لك: مَن زعم مِن أهل نَيْسابور، وقومس، والرّيّ، وهمدان، وبغداد، والكوفة، والبصرة، ومكّة، والمدينة، أني قلت لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب، فإنيّ لم أقُلْه. إلَا إني قلت: أفعال العباد مخلوقة [1] .

وقال حاتم بْن أَحْمَد الكنديّ: سَمِعْتُ مسلم بْن الحَجّاج يَقُولُ: لمّا قدِم محمد بْن إِسْمَاعِيل نَيْسابور ما رَأَيْت واليًا ولا عالمًا فَعَل بِهِ أهل نَيْسابور ما فعلوا بِهِ. أستقبلوه مرحلتين وثلَاثة. فقال محمد بن يحيى: من أراد أنْ يستقبل محمد بْن إِسْمَاعِيل غدًا فلْيستقبلْه. فاستقبله محمد بْن يحيى وعامّة العُلَماء، فقال لنا الذُّهْليّ: لَا تسألوه عَنْ شيء مِن الكلَام، فإنّه إنّ أجاب بخلَاف ما نَحْنُ عَلَيْهِ وقع بيننا وبينه، ثمّ شمتَ بنا كلُّ حَرُورِيٍّ، وكلُّ رافضيٍّ وكلُّ جَهْميٍّ، وكلُّ مُرْجئٍ بخُراسان.

قَالَ: فازدحم النّاس عَلَى محمد بْن إِسْمَاعِيل حتّى امتلَاء السَّطْح والدّار فلمّا كَانَ اليوم الثاني أو الثالث قام إليه رَجُل، فسأله عَنِ اللفظ بالقرآن، فقال:

أفعالنا مخلوقة، وألفاظنا من أفعالنا. فوقع بينهُمُ اختلَاف، فقال بعض النّاس:

قَالَ لفْظي بالقرآن مخلوق. وقال بعضهم: لمَ يقل. حتّى تواثبوا، فاجتمع أهلُ الدّار وأخرجوهم [2] . وكان قد نزل فِي دار البخاريّين.

وقال أَحْمَد بْن سَلَمَةَ: دخلتُ عَلى الْبُخَارِيّ فقلت: يا أَبَا عَبْد اللَّه، هذا رجلٌ مقبول، خصوصًا فِي هذه المدينة، وقد لَجَّ فِي هذا الحديث حتّى لَا يقدر أحد منا أنْ يكلمّه، فما ترى؟

فقبضَ عَلِيّ لحيته ثمّ قَالَ: فأُفَوِّض أمري إلى اللَّه، إنّ اللَّه بصير بالعباد.

اللَّهمّ إنّك تعلم أنيّ لم أَرِدِ المقام بَنْيسابور أَشَرًا ولا بَطَرًا ولا طلبًا للرّئاسة.

وإنما أَبَتْ عَلَيّ نفسي فِي الرُّجُوع إلى وطني لِغَلَبَةِ المخالفين. وقد قصدني هذا الرّجل حسَدًا لِما آتاني اللَّه لَا غير. يا أَحْمَد إنيّ خارج غدا ليتخلّصوا من [حديثه لأجلي][3] .

[1] تاريخ بغداد 2/ 32، سير أعلام النبلاء 12/ 457، 458، طبقات الشافعية الكبرى 2/ 230، مقدّمة فتح الباري 492.

[2]

سير أعلام النبلاء 12/ 458.

[3]

بياض في الأصل، والمستدرك من: سير أعلام النبلاء 12/ 459 وفيه: «لتتخلصوا» ، ومقدمة

ص: 269

قال: فأخبرت أصحابنا، فو الله ما شيّعه غيري. كنت معَه حين خرج مِن البلد. وأقام بباب البلد ثلَاثة أيّام لإصلَاح أمره [1] .

وقال محمد بْن يعقوب بْن الأخرم: لمّا استوطن الْبُخَارِيّ نَيْسابور أكثر مُسلْمِ الَاختلَاف إِلَيْهِ، فلما وقَع بين الذُّهْليّ وبين الْبُخَارِيّ ما وقع ونادى عَلَيْهِ ومَنعَ الناس عَنْهُ انقطع أكثرُهُم غير مُسلْمِ.

فَقَالَ الذُّهْلِيُّ يَوْمًا: ألَا مَنْ قَالَ بِاللَّفْظِ لَا يَحِلُّ له أن يحضر مجلسنا. فأخذ مسلم الرداء فوق عمامته وقام على رءوس النَّاسِ. وَبَعَثَ إِلَى الذُّهْلِيِّ بِمَا كَتَبَ عَنْهُ عَلَى ظَهْرِ حَمَّالٍ [2] . وَتَبِعَهُ فِي الْقِيَامِ أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ.

قَالَ محمد بْنُ أَبِي حَاتِمٍ: أَتَى رَجُلٌ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ: إِنَّ فُلَانًا يُكَفِّرُكَ فَقَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ، فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا» [3] . وقال عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتِم فِي كتاب «الجرح والتعديل» [4] : قدم محمد بْن إِسْمَاعِيل الرِّيّ سنة خمسين ومائتين، وسمع منه: أَبِي، وأبو زُرْعَة، وتركا حديثه عند ما كتب إليهما محمد بن يحيى أنّه أظهر عندهم أنّ لفظه بالقرآن مخلوق.

وقال أَحْمَد بْن منصور الشّيرازيّ الحافظ: سمعتُ بعض أصحابنا يَقُولُ:

لمّا قدم الْبُخَارِيّ بُخَاري نُصب لَهُ القباب عَلَى فرَسْخ مِنَ البلد، واستقبله عامّة أهل البلد ونُثِر عَلَيْهِ الدّنانير والدَّراهم والسُّكَّر الكثير، فبقي أيامًا، فكتب محمد بْن يحيى الذُّهْليّ إلى أمير بُخَاري خَالِد بْن أَحْمَد الذُّهْليّ: إن هذا الرجل قد أظهر خلَاف السنة. فقرأ كتابه عَلَى أهل بُخاري، فقالوا: لَا نفارقه.

فأمره الأمير بالخروج مِنَ البلد، فخرج [5] .

قَالَ أَحْمَد بْن منصور: فحدثني بعض أصحابنا عن إبراهيم بن معقل

[ () ] فتح الباري 492 وفيه: «لتخلصوا» .

[1]

سير أعلام النبلاء 12/ 459.

[2]

سير أعلام النبلاء 12/ 459، 460 وفيه «جمّال» ، مقدّمة فتح الباري 460.

[3]

أخرجه البخاري 10، 428، ومسلم (60) ، والترمذي (3637) ، وأبو داود (4687) ، وأحمد في المسند 2/ 18 و 44 و 47 و 60 و 112 من طرق مختلفة.

[4]

ج 7/ 191 رقم 1086.

[5]

سير أعلام النبلاء 12/ 463، مقدّمة فتح الباري 494.

ص: 270

النَّسَفيّ قَالَ: رَأَيْت محمد بْن إِسْمَاعِيل فِي اليوم الَّذِي أُخرج فِيهِ مِن بُخَارى، فقلت: يا أَبَا عَبْد اللَّه كيف ترى هذا اليوم من يوم دخولك؟ فقال: لَا أبالي إذا سلم ديني.

فخرج إلى بِيكْند، فسار الناس معه حزْبين: حزبٌ لَهُ وحزبٌ عَلَيْهِ، إلى أن كتب إِلَيْهِ أهل سَمَرْقند، فسألوه أنْ يقدم عليهم، فقدِم إلى أن وصل بعض قري سَمَرْقند، فوقع بين أهل سَمَرْقند فتنةٌ بسببه. قومٌ يريدون إدخالَه البلد، وقومٌ يأبون، إلى أن اتفقوا عَلَى دخوله. فاتصل بِهِ ما وقع بينهم، فخرج يريد أنْ يركب، فلمّا استوى عَلَى دابتَّه قَالَ: اللهم جُزْ لي، ثلَاثًا، فسقط ميتًا. وحضره أهل سَمَرْقند بأجمعهم [1] .

هذه حكاية منقطعة شاذة.

وقال بَكْر بْن منير بْن خُلَيْد الْبُخَارِيّ: بعث الأمير خَالِد بْن أَحْمَد الذُّهْليّ متولّي بُخَارى إلى محمد بْن إِسْمَاعِيل أن أحمل إلى كتاب «الجامع» ، «والتاريخ» ، وغير هما لأسمع منك.

فقال لرسوله: أَنَا لَا أُذلُّ العِلْم، ولا أحمله إلى أبواب النّاس، فإنْ كانت لَهُ إلى شيءٍ منه حاجة فلْيحضر فِي مسجدي أو فِي داري. فإنْ لم يُعْجِبْه هذا فإنّه سلطان، فلْيمنعني مِن الجلوس ليكون لي عند اللَّه يوم القيامة، لأنيّ لَا أكتم العِلم. فكان هذا سبب الوحشة بينهما [2] .

وقال أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَمْرو الْبُخَارِيّ: كَانَ سبب منافرة الْبُخَارِيّ أنّ خَالِد بْن أَحْمَد خليفة الظاهريّة ببُخارى سأله أنْ يحضر منزله فيقرأ «الجامع» ، «والتاريخ» عَلَى أولَاده، فامتنع، فراسله بأن يعقد مجلسًا خاصًا لهم، فامتنع، وقال: لَا أخصّ أحدًا.

فاستعان عَلَيْهِ بحريث بْن أَبِي الورقاء وغيره، حتى تكلموا فِي مذهبه ونفاه مِنَ البلد، فدعا عليهم. فلم يأت إلَا شهر حتى ورد أمر الظاهرية بأن يُنادي عَلَى خَالدٍ فِي البلد. فنوديَ عَلَيْهِ عَلَى أتان. وأمّا حريث فابتُلي بأهله، ورأى فيها ما

[1] سير أعلام النبلاء 12/ 463، 464.

[2]

تاريخ بغداد 2/ 33، تهذيب الكمال 3/ 1172، سير أعلام النبلاء 12/ 464، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 232، 233، مقدّمة فتح الباري 494.

ص: 271

يجلّ عَنِ الوصفْ، وأمّا فلَان فابتلي بأولَاده [1] .

رَوَاها الحاكم عَنْ محمد بْن الْعَبَّاس الضّبيّ عَنْ أَبِي بَكْر هذا.

قُلْتُ: كَانَ حريث من كبار فُقَهاء الرأي ببُخارى.

قَالَ محمد بْن واصل البِيكَنْديّ: مَنّ اللَّه علينا بخروج أَبِي عَبْد اللَّه ومُقامه عندنا حتّى سمعنا منه هذه الكتب، وإلَا مَن كَانَ يصل إِلَيْهِ؟ وبمُقّامِه فِي فِرَبْر وبِيكَنْد بقيت هذه الأمالي وتخّرج النّاس بِهِ [2] .

قَالَ ابن عديّ: سَمِعْتُ عَبْد القدوس بْن عَبْد الجّبار يَقُولُ: جاء الْبُخَارِيّ إلى قرية خَرْتَنْك عَلَى فرسخَيْن من سَمَرْقند، وكان لَهُ بها أقرباء فنزل عندهم، فسمعته ليلةً يدعو وقد فرغ من صلَاة اللّيل: اللهُمّ قد ضاقت عَلِيّ الأرض بما رَحُبَت، فاقْبضْني إليك. فما تمّ الشَّهْر حتى مات، وقبره بَخْرتَنْك.

وقال محمد بْن أَبِي حاتم: سَمِعْتُ غالب بْن جبريل، وهو الَّذِي نزل عَلَيْهِ أبو عبد الله، يَقُولُ: أقام أبو عبد الله عندنا أيّامًا فمرض، واشتدَّ بِهِ المرض حتّى وجه رسولَا إلى سَمَرْقند فِي إخراج محمد. فلمّا وافى تهيأ للركوب، فلبس خُفَّيْه وتعمَّم، فلمّا مشى قدر عشرين خُطْوَة أو نحوها وأنا آخذ بعضده، ورجل آخر معي يقود الدّابّة ليركبها، فقال رحمه الله: أرسلُوني فقد ضَعُفْت. ودعا [3] بدَعَوَات، ثمّ اضطّجع، فقضى رحمه الله، فَسَال منه مِن العرق شيء لَا يوصف. فما سكن منه العَرَق إلى أن أدرْجناه فِي ثيابه. وكان فيما قَالَ لنا وأوصى إلينا أن: كفّنوني في ثلاثة أثواب بِيض لَيْسَ فيها قميص ولا عِمامة.

ففعلنا ذَلِكَ. فلمّا دفّناه فاحَ مِن تراب قبره رائحة غالية أطيب مِنَ المِسْك، فدام ذلك أياما. ثم علت سواري بيض في السماء مستطيلة بحذاء قبره، فجعل الناس يختلفون ويتعجّبون. وأمّا التُّراب فإنهم كانوا يرفعون عَنِ القبر، ولم نكن نقدر عَلَى حفْظ القبر بالحرّاس [4] ، وغُلِبْنا عَلَى أنفُسنا، فَنصبنا عَلَى القبر خشبا مشبّكا

[1] تاريخ بغداد 2/ 33، 34، تهذيب الكمال 3/ 1172، سير أعلام النبلاء 12/ 465، طبقات الشافعية الكبرى للسيوطي 2/ 233، مقدّمة فتح الباري 494.

[2]

سير أعلام النبلاء 12/ 465، 466 وفيه:«بقيت هذه الآثار فيها» .

[3]

في الأصل: «دعي» ، وهو غلط.

[4]

الوافي بالوفيات 2/ 208.

ص: 272

لم يكن أحد يقِدر عَلَى الوُصُول إلى القبر.

وأمّا ريح الطَّيب فإنّه تداوم أيّامًا كثيرة، حتى تحدث أهل البلدة وتعجبوا مِن ذَلِكَ. وظهر عند مخالفيه أمرُهُ بعد وفاته. وخرج بعض مُخالفيه إلى قبره، وأظهروا التَّوبة والنَّدامة [1] .

قَالَ محمد: ولم يَعِشْ غالبُ بعده إلَا القليل ودُفن إلى جانبه [2] .

وقال خَلَف الخيام: سَمِعْتُ مَهيب بْن سُلَيْم يَقُولُ: مات عندنا أبو عبد الله ليلة الفِطْر سنة ستٍّ وخمسين. وكان فِي بيتٍ وحده. فوجدناه لمّا أصبح وهو ميّت [3] .

وقال محمد بْن أَبِي حاتم: سَمِعْتُ أَبَا ذَرّ يَقُولُ: رَأَيْت فِي المنام محمد بْن حاتم الخَلْقَانيّ، فسألته، وأنا أعرف أنّه ميت، عَنْ شيخي: هَلْ رأيته؟ قَالَ: نعم.

ثمّ سَأَلْتُهُ عَنْ محمد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ فقال: رَأَيْته. وأشار إلى السّماء إشارةً كاد أنْ يسقط منها لعُلُوّ ما يُشير [4] .

وقال أَبُو عَلِيّ الغسانيّ الحافظ: ثنا أَبُو الفتح نصر بْن الْحَسَن التُنْكُتيّ السَّمرْقَنْديّ: قدِم علينا بَلَنْسَية عامَ أربعةٍ وستين وأربعمائة قَالَ: قُحِطَ المطر عندنا بسَمَرْقَنْد فِي بعض الأعوام، فاستسقى النّاس مرارًا، فلم يُسْقوا، فأتي رجلٌ صالح معروف بالصّلَاح إلى قاضي سَمَرْقند فقال لَهُ: إنيّ قد رَأَيْت رأيًا أعرضه عليك.

قال: وما هُوَ؟

قَالَ: أرى أن تخرج وتخرج النّاس معك إلى قبر الْإمَام محمد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ ونستسقي عنده، فعسى اللَّه أنْ يسقينا.

فقال القاضي: نِعَم ما رَأَيْت.

فخرج القاضي والنّاس معَه، واستسقى القاضي بالنّاس وبكى النّاسُ عند

[1] سير أعلام النبلاء 12/ 466، 467، طبقات الشافعية الكبرى 2/ 233، 234، مقدّمة فتح الباري 494.

[2]

سير أعلام النبلاء 12/ 467.

[3]

سير أعلام النبلاء 12/ 468، وقد ورّخ ابن حبّان وفاته في «الثقات» 9/ 113.

[4]

سير أعلام النبلاء 12/ 468، الوافي بالوفيات 2/ 208.

ص: 273

القبر وتشفَّعوا بصاحبه، فأرسل اللَّه تعالي السَّماء بماء عظيم غزير، أقام النّاس من أجله سبعة أيّام أو نحوها، لَا يستطيع أحدٌ الوصول إلى سَمَرْقند من كَثْرة المطر وغزارته. وبين سَمَرْقند وخَرتنك نحو ثلَاثة أميال [1] .

ومناقب أبي عبد الله رضي الله عن كثيرة، وقد أفردتها فِي مصنَّف وفيها زيادات كثيرة هناك، واللَّه أعلم.

402-

محمد بْن إِسْمَاعِيل بن البختريّ [2]- ت. ق. - أبو عبد الله الحسّانيّ الواسطيّ الضّرير.

عَنْ: أَبِي معاوية، ووَكِيع، ومحمد بْن الْحَسَن الواسطيّ، وعبد اللَّه بْن نُمَيْر، وجماعة.

وعنه: ت. ق.، وبقيّ بْن مَخْلَد، وأبو القاسم البغوي، وابن صاعد، ومحمد بن مخلد، والمَحَامِليّ، وآخرون.

قَالَ محمد بْن محمد الباغَنْديّ: كان خيّرا، مرضيّا، صدوقا.

وقال الدار الدّارَقُطْنيّ: ثقة [3] .

تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين.

403-

محمد بن إسماعيل بن سمرة [4]- ت. ن. ق. - أبو جعفر الأحمسيّ الكوفيّ السّرّاج.

عَنْ: أسباط بْن محمد، ومحمد بْن فضيل، وأبي معاوية، ووَكِيع، وابن عُيَيْنَة، وطبقتهم.

وعنه: ت. ن. ق.، وحاجب بْن أَرْكِين، وعمر البجيريّ، وابن خزيمة،

[1] سير أعلام النبلاء 12/ 469، طبقات الشافعية الكبرى 2/ 234.

[2]

انظر عن (محمد بن إسماعيل بن البختري) في:

أخبار القضاة لوكيع 2/ 199، 226، وتاريخ واسط لبحشل 249، وتاريخ بغداد 2/ 36، 37 رقم 426، والمنتظم 5/ 14 رقم 24، والمعجم المشتمل 226، 227 رقم 763، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1174، والكاشف 3/ 19 رقم 4792، وتهذيب التهذيب 9/ 56، 57 (دون ترقيم) ، وتقريب التهذيب 144 رقم 45، وخلاصة التذهيب 327.

[3]

تاريخ بغداد 2/ 37.

[4]

انظر عن (محمد بن إسماعيل) في:

تاريخ جرجان للسهمي 323، 534، والمعجم المشتمل 227 رقم 765، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/، والكاشف 2/ 19 رقم 4794، وتهذيب التهذيب 9/ 58، 59 رقم 58، وتقريب التهذيب 2/ 145 رقم 48، وخلاصة التذهيب 327.

ص: 274

وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وآخرون.

قال النسائي: ثقة [1] .

وقال ابن عساكر [2] : مات في جمادى الأولى سنة ستين.

ويقال: سنة ثمان وخمسين.

404-

محمد بن الأشعث السجستاني.

أخو الإمام أبي داود.

كان أسن من أبي داود، وأقدم سماعا.

روى عَنْ: أَبِي نُعَيْم، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وطبقتهما.

روى عَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد.

405-

محمد بْن بزيع النَّيسابوري.

عَنْ: إِسْحَاق الأزرق، وشَبَابة.

وعنه: محمد بْن شادل، ومكيّ بْن عَبْدان، وجماعة.

تُوُفّي فِي ربيع الآخر سنة أربعٍ وخمسين ومائتين.

406-

محمد بن بشّار بن داود بن كيسان الحائك الحافظ [3]- ع. -

[1] المعجم المشتمل. وفي موضع آخر قال: لا بأس به.

[2]

في المعجم المشتمل.

[3]

انظر عن (محمد بن بشار) في:

التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 49، والتاريخ الصغير، له 2/ 396، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 13، وتاريخ الثقات للعجلي 401 رقم 1435، والثقات لابن حبّان 9/ 111، والجرح والتعديل 7/ 214، وصحيح ابن خزيمة 1/ 4 رقم 2 و 243 و 254 و 301 و 307، وتاريخ الطبري انظر فهرس الأعلام 10/ 393، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 640 رقم 1016، ورجال صحيح مسلم 167، 168 رقم 413، وتاريخ بغداد 2/ 101- 105 رقم 497، وتاريخ جرجان للسهمي 66، 98، 137، 139، 184، 299، 331، 407، 488، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 435 رقم 1667، والمعجم المشتمل 228، 229 رقم 772، والكامل في التاريخ 7/ 177، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1176، وسير أعلام النبلاء 12/ 144- 149 رقم 52، والعبر 2/ 3، 4، وميزان الاعتدال 3/ 490، 491 رقم 7269، والكاشف 3/ 21 رقم 4812، والمختصر في أخبار البشر 2/ 44، ودول الإسلام 1/ 152، وتاريخ ابن الوردي 1/ 231، والبداية والنهاية 11/ 11، وتاريخ الخميس 2/ 380، والوافي بالوفيات 2/ 249، وتهذيب التهذيب 9/ 70- 73 رقم 87، وتقريب التهذيب 2/ 147 رقم 71، ومقدّمة فتح الباري 436، 437، وطبقات الحفاظ 222، وخلاصة التذهيب 328، وشذرات الذهب 2/ 126، والأعلام 6/ 277، وتاريخ التراث العربيّ

ص: 275

أبو بكر العبديّ البصريّ، بندار [1] .

والبُنْدار فِي الاصطلَاح هُوَ الحافظ.

وكان بُنْدار عارفًا مُتْقِنًا بصيرًا بحديث البصْرة، لم يرحل برّا بأمّه، واقتنع بحديث بلده.

سَمِعَ: معتمر بْن سُلَيْمَان، وعبد العزيز بْن عَبْد الصَّمد العمي، ومرحوم بْن عَبْد العزيز العطّار، وعَبْد الأعلى بْن عَبْد الأعلى، وعمر بْن عَلِي بْن مقدم، ومحمد بن جعفر غُنْدر، ومحمد بن أبي عديّ، ويحيى القطّان، وعبد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ، وأبا عاصم، ووَكِيعًا، ويزيد بْن هارون.

وكأنه رحل بأخرة.

وعنه: ع.، وابن أَبِي الدُّنيا، وأبو زرعة، والبغوي، وابن خزيمة، وأبو العباس السراج، وزكريّا السّاجيّ، وابن صاعد، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وأبو بكر بن أبي داود، وخلق.

قال الأرغياني: سمعته يقول: كتب عني خمسة قرون، وسألوني الحديث وأنا ابن ثمان عشرة، فأخرجتهم إلى البستان وأطعمتهم الرطب وحدّثتهم [2] .

وقال أَبُو حاتم: صدوق [3] .

وقال العِجْليّ [4] : ثقة، كثير الحديث، حائك.

وقال عَبْد اللَّه بْن محمد بْن يونس السّمْنانيّ: كَانَ أهل البصرة يقُدِّمون أَبَا مُوسَى عَلَى بُنْدار، وكان الغُرباء يُقدِّمون بندارًا.

وقال عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن خاقان المَرْوزِيّ: سَمِعْتُ بُنْدارًا يَقُولُ: أردت الخروج، فمنعتني أميّ فأطعتها. فبورك لي فِيهِ [5] ، يعني الحديث.

وقال ابن خُزَيْمَة: سَمِعْتُ بندارًا يَقُولُ: اختلفت إلى يحيى بْن سعَيِد ذكر كثر من عشرين سنة [6] .

[1] / 171 رقم 63.

[1]

ذكر ابن حبّان: وإنما قيل له بندار لأنه جمع حديث أهل بلده. (الثقات 9/ 111) .

[2]

تاريخ بغداد 2/ 102.

[3]

الجرح والتعديل 7/ 214.

[4]

في تاريخ الثقات، رقم 1435.

[5]

تاريخ بغداد 2/ 102.

[6]

تاريخ بغداد 2/ 101.

ص: 276

وقال أَبُو دَاوُد: كتبتُ عَنْ بندار نحوًا من خمسين ألف حديث، وكتبتُ عَنْ أَبِي مُوسَى شيئًا، وهو أثبت من بُنْدار، ولولَا سلَامة فِي بُنْدار ترُك حديثه [1] .

وقال إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم القزاز: كنّا عند بُنْدار، فقال في حديث عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقال رَجُل يمزح بأُعِيُذك باللَّه ما أفصحك.

فقال: كنّا إذا خرجنا من عند رَوْح ودخلنا عَلَى أَبِي عُبَيْدة فقال: بان عليك ذَلِكَ [2] .

وقال ابن خُزَيْمَة: سمعت بندارا يَقُولُ: ما جلست مجلسي هذا حتّى حفظت جميع ما خرّجته [3] .

وقال ابن خُزَيْمَة مرّة: ثنا الْإمَام محمد بْن بشّار بُنْدار [4] .

وَقَالَ فِي كِتَابِ «التَّوْحِيدِ» : ثَنَا إِمَامُ أَهْلِ زَمَانِهِ فِي الْعِلْمِ وَالأَخْبَارِ محمد بْنُ بَشَّارٍ بُنْدَارٌ: ثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: قُلْتُ لأَبِي ذَرٍّ: لَوْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَأَلْتُهُ هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ؟

فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: قَدْ سَأَلْتُهُ فَقَالَ: رَأَيْتُ نُورًا. وَقَالَ عَبْدُ اللَّه بْن أَحْمَدَ الدَّوْرَقيّ: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ مَعِينٍ وَجَرَى ذِكْرُ بُنْدَارٍ، فَرَأَيْتُ يَحْيَى لا يَعْبَأُ بِهِ وَيَسْتَضْعِفُهُ [5] .

وَقَالَ محمد بْنُ الْمُسَيَّبِ: لَمَّا مَاتَ بُنْدَارٌ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي مُوسَى الزَّمِنِ فَقَالَ: يَا أَبَا مُوسَى البُشْرَى مَاتَ بُنْدَارٌ.

قَالَ: جِئْتَ تُبَشِّرُنِي بِمَوْتِهِ؟ عَليَّ ثَلاثُونَ حُجَّةً إِنْ حَدَّثْتُ أَبَدًا بِحَدِيثٍ.

فَبَقِيَ بَعْدَهُ تِسْعِينَ يَوْمًا، وَمَاتَ وَلَمْ يُحَدِّثْ بِحَدِيثٍ [6] .

وَقَالَ بُنْدَارٌ: وُلِدْتُ فِي السنة الَّتِي مَاتَ فِيهَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ.

وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [7] : وُلِدَ هُوَ وَأَبُو مُوسَى في سنة واحدة، ومات في رجب

[1] تاريخ بغداد 2/ 102.

[2]

تاريخ بغداد 2/ 103.

[3]

تاريخ بغداد 2/ 104.

[4]

تاريخ بغداد 2/ 104.

[5]

تاريخ بغداد 2/ 103.

[6]

تاريخ بغداد 2/ 104.

[7]

قول ابن حبّان في ترجمة «محمد بن المثنّى» المعروف بأبي موسى الزمن (9/ 111) وذكره

ص: 277

سنة اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ.

وَقَالَ ابْنُ سَيَّارٍ الْفِرْهِيَانِيُّ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ عَلِيٍّ الْفَلاسَ يَحْلِفُ أن بندار يكذب فيما روى عن يحيى القطّان.

قال الْفِرْهِيَانِيُّ: بُنْدَارٌ ثِقَةٌ. وَكَانَ أَبُو مُوسَى أَرْجَحَ مِنْهُ لأَنَّهُ كَانَ لا يَقْرَأُ إِلا مِنْ كِتَابِهِ، وَكَانَ بُنْدَارٌ مِنْ كُلِّ كِتَابٍ يَقْرَأُ [1] .

407-

محمد بْن بَكْر بْن مدّكر.

أَبُو جعْفَر الضَّرير، أحْد الحُفّاظ.

نزل بخاري، وحدَّث عَنْ: حسين الجعفيّ، وأبي أسامة، وجماعة.

وكان موصوفًا بالمعرفة والصَّلَاح والديانة.

تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين.

روى عَنْهُ البخاريون، منهم: إِسْحَاق بْن أَحْمَد بْن خَلَف.

408-

محمد بْن بور بْن هانئ الْقُرَشِيّ المَرْوزِيّ [2] .

نزيل بُخاري.

عَنْ: عَبْدان بْن عثمان، وخلَاد بْن يحيى، وعُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى، ويحيى بْن نصر بْن حاجب، وطائفة.

وعنه: سهل بْن شاذُوَيْه، وإِبْرَاهِيم بْن محمد الأَسَدِيّ، وإِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن عَبْد الواحد المَرْوزِيّ، وآخرون.

وبعضهم قَالَ: «فور» ، والأصح أنّها بين الباء والفاء.

تُوُفّي سنة سبْعٍ وخمسين.

قَالَ ابن ماكولَا: يضعَّف فِي الحديث، ويروي المناكير.

409-

محمد بْن تميم العنبريّ [3] .

[ () ] بعد ترجمة «محمد بن بشار» مباشرة.

[1]

تاريخ بغداد 2/ 104.

وقد وثّقه النسائي، وقال: صالح. وفي موضع آخر قال: لا بأس به. (المعجم المشتمل) .

وقال ابن حبّان: «كان ممن يحفظ حديثه ويقرؤه من حفظه» . (الثقات 9/ 111) .

[2]

انظر عن (محمد بن بور) في:

الإكمال لابن ماكولا 1/ 570، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 124.

[3]

انظر عن (محمد بن تميم) في:

ص: 278

حدّث بالقيروان عَنْ: ابن وَهْبُ، وأنس بْن عيِاض، وطال عمُره.

تُوُفّي سنة ستّين.

وأما ابن يونس فقال: تُوُفّي سنة تسعٍ وخمسين بِقَفْصَة.

410-

محمد بن ثواب بن سعيد الهيّاري [1]- ق. - أبو عبد الله الكوفيّ.

عن: عبد الله بن نمير، ويونس بن بُكَيْر، وأبي أسامة، وطائفة.

وعنه: ق.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو نعيم عبد الملك بْن عديّ، وأبو عَوَانَة، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، ومحمد بْن نوح الْجُنْدَيْسَابُوريّ، وآخرون.

وكان ثقة [2] .

قَالَ مُطَيَّن: تُوُفّي سنة ستين أيضًا.

411-

محمد بْن جَابرِ بْن بُجَيْر بن عقبة [3]- ق. - أبو بجير المحاربيّ الكوفيّ.

عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن المُحَارِبيّ، ووَكِيع، وابن نُمَيْر، وأبي أسامة.

وعنه: ق.، وابن خُزَيْمَة، وابن صاعد، وأبو بكر بن [أبي][4] داود، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال [5] : صدوق.

قَالَ مُطَيَّن: مات فِي ربيع الآخر سنة ستًّ وخمسين ومائتين.

[ () ] المنتظم لابن الجوزي 5/ 21 رقم 43.

[1]

انظر عن (محمد بن ثواب) في:

الجرح والتعديل 7/ 218 رقم 1211، والثقات لابن حبّان 9/ 123 وفيه «معبد» بدل «سعيد» ، وتاريخ جرجان للسهمي 506، والمعجم المشتمل 230 رقم 777، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1181، والكاشف 3/ 24 رقم 4831، وتهذيب التهذيب 9/ 86، 87 رقم 113، وتقريب التهذيب 2/ 149 رقم 93، وخلاصة التذهيب.

[2]

قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي وهو صدوق.

[3]

انظر عن (محمد بن جابر) في:

الجرح والتعديل 7/ 220 رقم 1217، والمعجم المشتمل 231 رقم 778، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1181، والكاشف 3/ 24 رقم 4833، وتهذيب التهذيب 9/ 88 رقم 115، وتقريب التهذيب 2/ 149 رقم 95، وخلاصة التذهيب 330.

[4]

زيادة على الأصل من مصادر الترجمة.

[5]

وزاد: كتبت عنه مع أبي بالكوفة. (بالجرح والتعديل) .

ص: 279

412-

محمد بْن أَبِي الثّلج عَبْد اللَّه بْن إسماعيل الرّازيّ [1]- خ. ت. - ثمّ البغداديّ.

عن: عبد الصّمد بن عبد الوارث، وأبي الخضر هاشم، ورَوْح بْن عُبَادة، ويزيد بن هارون، وطبقتهم.

وعنه: خ. ت.، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وأبو قُرَيش محمد بْن جُمْعة، وابن خزيمة، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وآخرون.

قَالَ ابن أَبِي حاتم [2] : كتبت عَنْهُ فِي سنة أربعٍ وخمسين مَعَ أَبِي، وهو صدوق.

وقال ابن قانع: تُوُفّي سنة سبْعٍ وخمسين ومائتين.

413-

محمد المعتزّ باللَّه [3] .

[1] انظر عن (محمد بن أبي الثلج) في:

الجرح والتعديل 7/ 294 رقم 1596، والثقات لابن حبّان 9/ 135، ومعجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي 136 رقم 89، وتاريخ بغداد 5/ 425 رقم 2937، والمعجم المشتمل 247 رقم 856، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1217، والكاشف 3/ 51، 52 رقم 5014، وتهذيب التهذيب 9/ 247، 248 رقم 400، وتقريب التهذيب 2/ 174، 175 رقم 356، وخلاصة التذهيب 343.

[2]

في الجرح والتعديل.

[3]

انظر عن (المعتز الخليفة) :

تاريخ اليعقوبي 2/ 487، 493، 500- 504، وتاريخ الطبري 9/ 170، 176- 181، 217، 223، 224، 226، 229، 235- 237، 244- 250، 282، 284- 278، 392، 395، 396، 400، 406، 407، 439، وثمار القلوب 86، 155، 166، 188، 375، 513، 516، ومروج الذهب 3065- 3109 وانظر فهرس الأعلام (7/ 690) ، والتنبيه والإشراف 316، 317، والولاة والقضاة 205، 208، 212، وولاة مصر 231، 234، 237، 239، 240، وفتوح البلدان 396، 398، والعقد الفريد 4/ 166 و 5/ 123، 124، 406، 407، والأغاني 18/ 329 و 23/ 80، والبدء والتاريخ 6/ 123، والديارات للشابشتي (انظر فهرس الأعلام- ص 450) ، والهفوات النادرة للصابي 20، 194، 266، 273، والإنباء في تاريخ الخلفاء 117، 118، 121، 126، 128، 130، 131، 133، 136، والتذكرة الحمدونية 1/ 439، 440، وبدائع البدائه 68، 129، والكامل في التاريخ 7/ 48- 54، 141- 152، 156- 159، 165- 168، 195- 199، وانظر فهرس الأعلام (13/ 350) ، ومختصر تاريخ الدول 142، 146، 147، 164، وتاريخ الزمان 37، 40- 42، والفخري 242- 245، وخلاصة الذهب المسبوك 230، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 147- 161، والمعارف 4، 394، وتجارب الأمم

ص: 280

أمير المؤمنين أبو عبد الله. وقيل اسمه الزّبير بن المتوكل على الله جعفر بن المعتصم باللَّه محمد بْن الرّشيد باللَّه هارون الهاشميّ العبّاسيّ.

ولد سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، ولم يكل الخلَافة قبله أحد أصغر منه.

وكان أبيض جميلَا مُشْربًا بالحُمْرة، حَسَن الجسم، بديع الحُسْن قَالَ عَلِيّ بْن حَرْب الطّائيّ، وهو أحد شيوخ المعتزّ باللَّه فِي الحديث:

دخلت عَلَى المعتزّ فما رَأَيْت خليفةً أحسن منه. وأُمُّه أم وُلِد رومية. بويع عند عزل المستعين سنة اثنتين وخمسين ومائتين، وهو ابن تسع عشرة سنة، وفي أول السنة.

فلمّا كَانَ فِي رجب خلع أخاه المؤيدّ باللَّه من ولَاية العهد، وكتب بذلك إلى الآفاق. فلم يلبث إلَا أيّامًا حتى مات. وخشي المعتزّ باللَّه أنْ يتحدث عَنْهُ أنّه قتله أو احتال عَلَيْهِ، فأحضر القُضاة حتى شاهدوه وليس بِهِ أثر. والله أعلم.

وأمّا نفْطَوَيْه فقال: كَانَت خلَافته أربعٍ سنين وستة أشهر وأربعة عشر يومًا، منها بعد خلْع المستعين ثلَاث سنين وستة أشهر وثلَاثة وعشرين يومًا.

ومات عَنْ أربعٍ وعشرين سنة.

وقال غيره: مات عَنْ ثلَاثٍ وعشرين سنة.

وكان المعتزّ باللَّه مستَضْعَفًا مَعَ الأتراك، فاتفق أنّ جماعة مِن كبارهم أتوْه وقالوا: يا أمير المؤمنين أَعْطِنا أرزاقنا لنقتل صالح بْن وصيف. وكان المعتزّ يخافه، فطلب من أمّه مالَا لينفقه فيهم، فأبتْ عَلَيْهِ وشحَّت. ولم يكن بقي فِي بيت الأموال شيء، فاجتمع الأتراك حينئذ واتفقوا عَلَى خلعه، ووافقهم صالح بْن وصِيف وبابك ومحمد بْن بُغَا، فلبسوا السّلَاح وجاءوا إلى دار الخلَافة، فبعثوا إلى الخليفة أنْ أخرج إلينا، فبعث يَقُولُ: قد شربت داوء وأنا

[6] / 542، 545، 555، 557، 560، 563، 564، 577، 579- 583، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 151، 211، 219، 293، 339، 389 و 2/ 9، 11، 13، 14، 241، 297، 371 و 3/ 25، 118، 144 365 و 4/ 125، وتحفة الوزراء 122، وزبدة الحلب 1/ 73، 74، وخاص الخاص 54، ونزهة الألبّاء 150، 157، 158، 176، ومعجم الشعراء للمرزباني 400، وتاريخ بغداد 2/ 121- 126، وفوات الوفيات 3/ 319- 321، والمختصر في أخبار البشر، والوافي بالوفيات 2/ 391- 394، وتاريخ الخميس 2/ 379، 380، وسير أعلام النبلاء 12/ 532- 535 رقم 208، والنجوم الزاهرة 3/ 23، 24، وتاريخ الخلفاء 359، 360، وشذرات الذهب 2/ 130، والروض المعطار 178، 300، وشفاء الغرام (بتحقيقنا) 2/ 295، 296، 345، وأخبار الدول 162، 163، وتاريخ الأزمنة 39.

ص: 281

ضعيف. فهجم عَلَيْهِ جماعة فجرّوا برِجْله وضربوه بالدبابيس، وأقاموه فِي الشمس فِي يوم صائف، فبقي المسكين يرفع قدمًا ويضع أخرى، وهم يلطمون وجهه ويقولون: اخلع نفسك.

ثمّ أحضروا القاضي ابن أَبِي الشّوارب والشُّهود، وخلعوه.

ثمّ أحضروا من بغداد إلى دار الخلَافة، وهي يومئذ سامرّاء، محمد بْن الواثق، وكان المعتزّ قد أبعده إلى بغداد. فسلم المعتزّ إِلَيْهِ بالخلَافة وبايعه، ولقبوه المهتدي باللَّه، رحمه الله، فلقد كان من خيار الخلائف، ولكنّه لم يتمكّن أيضًا مِن الأمر. ثمّ إنّ الملأ أخذوا المعتزّ باللَّه بعد خمس ليالٍ من خلْعه، فأدخلوه الحمّام، فلمّا تغسل عطش وطلب ماءً، فمنعوه حتى هلك وهو يطلب ماء. ثمّ أُخرج وهو ميت عطشًا، فسقوه ماءً بثلج، فشربه وسقط ميتًا.

وذلك فِي شَعْبان سنة خمسٍ وخمسين ومائتين.

414-

محمد بْن الْجُنَيْد الإسفرايينيّ الزّاهد.

رحل، وسمع: عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى، وأبا مُسْهِر الدّمشقيّ، وطبقتهما.

ورابط بالثُّغور مدّة.

وعنه: أَبُو حامد بْن الشَّرْقيّ، وأبو عوانة، وجماعة.

415-

محمد بْن حَرْب بن حربان [1]- خ. م. د. - أبو عبد الله الواسطيّ النشائيّ، ويقال أيضًا النّشاستجيّ.

عَنْ: إِسْحَاق الأزرق، وإِسْمَاعِيل بْن عَلَيْهِ، وأبي معاوية، وعلي بْن عاصم، ويزيد بْن هارون، وخلْق.

وعنه: خ. م. د.، وبقيّ بْن مَخْلَد، وجعفر الفِرَيابيّ، وأحمد بن يحيى التستري، وعبدان، وأبو عروبة، ومحمد بن هارون الروياني، وخلق.

[1] انظر عن (محمد بن حرب) في:

الجرح والتعديل 7/ 237 رقم 1301، والثقات لابن حبّان 9/ 125، ورجال صحيح البخاري 2/ 644، 645 رقم 1027 وفيه «حرثان» بدل «حربان» ، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 437، والمعجم المشتمل 233 رقم 792، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1185، 1186، وفيه «حوبان» ، والكاشف 3/ 28 رقم 4858، وتهذيب التهذيب 9/ 108، 109 رقم 147، وفيه «حرفان» بدل «حربان» ، وتقريب التهذيب 2/ 153 رقم 127، وخلاصة التذهيب 332.

وقد ورد في الأصل: «محمد بن حرب بن حوبان» .

ص: 282

وقال أبو حاتم: صدوق [1] .

وقال ابن عساكر [2] : تُوُفّي سنة خمس وخمسين [3] .

416-

محمد بن حزابة المروزيّ ثمّ البغداديّ [4]- د. - الخيّاط العابد أبو عبد الله.

عَنْ: أَبِي النَّضْر، وعبد الصَّمد بْن عَبْد الوارث، وإِسْحَاق بْن منصور السَّلُوليّ، والوليد بْن القاسم الهَمَدانيّ.

وعنه: د.، ومحمد بْن محمد الباغَنْديّ، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وأحمد بن عليّ الجوزجاني، ومحمد بن سليمان بن فارس صاحب الْبُخَارِيّ، وآخرون.

وثقَّه الخطيب [5] .

417-

محمد بْن حسان بن فيروز الأزرق [6]- ق. - أبو جعفر الشّيبانيّ الواسطيّ البغداديّ، مولى معن بْن زائدة.

عَنْ سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ويحيى القطان، ووَكِيع، وعبد الرَّحْمَن بْن مهديّ، وحسين الجعفيّ، وطائفة.

[1] الجرح والتعديل.

[2]

في المعجم المشتمل.

[3]

وقال ابن حبّان: مات بعد الخمسين والمائتين. (الثقات 9/ 125) .

[4]

انظر عن (محمد بن حزابة) في:

تاريخ بغداد 2/ 295 رقم 782، والإكمال لابن ماكولا 2/ 458، والمعجم المشتمل 233 رقم 793، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1186، وفيه «محمد بن خرابه» ، وهو تحريف، والكاشف 3/ 28 رقم 1/ 48، وتهذيب التهذيب 9/ 110، 111 رقم 150، وتقريب التهذيب 2/ 153 رقم 130، وخلاصة التذهيب 332 وحزابة: بضم الحاء المهملة والتخفيف.

[5]

في تاريخه 2/ 295.

[6]

انظر عن (محمد بن حسّان) في:

الجرح والتعديل 7/ 238، 239 رقم 1309، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 219، 236، 253، 270، 271، 272، والثقات لابن حبّان 9/ 131، وفيه قال محقّقه بالحاشية (1) :«لم نظفر به» ، وتاريخ وفاة الشيوخ للبغوي 84 رقم 239، ومعجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي 97 رقم 44، و 115 رقم 64، وتاريخ بغداد 2/ 276 رقم 749، والمنتظم 5/ 8 رقم 8 وفيه:

«محمد بن إحسان» وهو تصحيف، والمعجم المشتمل 234 رقم 795، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1187، والكاشف 3/ 29 رقم 4863، وتهذيب التهذيب 9/ 112 رقم 152، وتقريب التهذيب 2/ 153 رقم 132، وخلاصة التذهيب 332.

ص: 283

وعنه: ق.، حديثًا واحدًا، وإسماعيل القاضي، وابن أَبِي الدُّنيا، وإسماعيل الوراق، والحسين المَحَامِليّ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم [1] ، ومحمد بن مخلد، وخلق.

وثّقه الدّار الدّارَقُطْنيّ [2] ، وغيره.

تُوُفّي سنة سبْعٍ وخمسين [3] .

418-

محمد بن الحسن بن تسنيم [4]- د. - أبو عبد الله الأزديّ العتكيّ البصريّ، نزيل الكوفة.

عَنْ: محمد بْن بَكْر البُرْسانيّ، وحجاج الأعور، ورَوْح بْن عُبَادة.

وعنه: د.، وعَبْدان الأهوازيّ، وعبد اللَّه بْن زيدان، ومحمد بْن الْحُسَيْن بْن مَكْرَم، وابن خُزَيْمَة، وجماعة.

مات فِي رجب سنة ستٍّ وخمسين ومائتين [5] .

419-

محمد بْن الْحَسَن بْن جعْفَر الْبُخَارِيّ.

عَنْ: يزيد بْن هارون، وعن: سعَيِد بْن عامر الضُّبَعيّ، وهذه الطبقة.

وعنه: محمد القواس، وغيره.

تُوُفّي سنة سبْعٍ وخمسين.

420-

محمد بْن الْحَسَن بْن شَهْرَيار.

أبو عبد الله النَّيسابوري.

سَمِعَ: أَبَا نُعَيْم، وعفان، ومحمد بْن سابق، وعبد الله بن نافع الصّائغ.

[1] وهو قال: سمعت منه مع أبي وهو صدوق ثقة. (الجرح والتعديل) .

[2]

تاريخ بغداد 2/ 276.

[3]

ورّخه بها البغوي في تاريخه، رقم 339.

وقال ابن حبّان في «الثّقات» : مات سنة خمسين ومائتين أو قبلها أو بعدها بقليل.

ويقال: سنة ستين. (المعجم المشتمل) .

[4]

انظر عن (محمد بن الحسن بن تسنيم) في:

صحيح ابن خزيمة 1/ رقم 348، والثقات لابن حبّان 9/ 112، والمعجم المشتمل 234 رقم 796، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1187، والكاشف 3/ 29 رقم 4865، وتهذيب التهذيب 9/ 114، 115 رقم 157، وتقريب التهذيب 2/ 154 رقم 135، وخلاصة التذهيب 332.

[5]

وقال ابن حبّان: مستقيم الحديث، يغرب.

ص: 284

وعنه: ابن خُزَيْمَة، وأبو حامد بْن سابق، ومكّيّ بْن عَبْدان، وآخرون.

تُوُفّي سنة ستّين.

421-

محمد بْن حفص بْن عُمَر الدُّوريّ [1] .

أَبُو بَكْر.

عَنْ: حَجّاج الأعور، ومحمد بْن مُصْعَب القرقساني، وغيرهما.

وعنه: والده المقرئ أَبُو عَمْر، وعبد الله بن إسحاق المدائنيّ، محمد بْن مَخْلَد العطّار [2] .

تُوُفّي سنة تسعٍ وخمسين ومائتين.

422-

محمد بْن خَالِد [3] .

أَبُو بَكْر الصَّوْمعيّ الطَّبَريّ. الزّاهد الفقيه.

رحل وسمع: عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر، ووَكِيعًا، وأبا أسامة، ووُهَيْب بْن جرير، ورَوْح بْن عُبَادة، وطبقتهم.

وعنه: ابن خُزَيْمَة، وأبو حامد وعبد اللَّه ابنا الشَّرْقيّ.

تُوُفّي بَنْيسابور سنة أربعٍ وخمسين [4] .

423-

محمد بْن خالد [5] .

[1] انظر عن (محمد بن حفص) في:

الجرح والتعديل 7/ 236، 237 رقم 1297.

[2]

وقال ابن أبي حاتم: كتبنا من حديثه لنسمع منه فلم يتفق لنا السماع، ووجّه إليه أبي بطبقة من حديثه كتب إلينا بها.

[3]

انظر عن (محمد بن خالد الصومعي) في:

الكنى والأسماء لمسلم، ورقة 13، والثقات لابن حبّان 9/ 141، والأسامي والكنى للحاكم (المخطوط) ج 1/ ورقة 68 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1194 وذكره للتمييز، وتهذيب التهذيب 9/ 147 رقم 207 وذكره للتمييز، وتقريب التهذيب 2/ 158 رقم 184 وفيه «محمد بن أبي خالد الصومعي» ، وخلاصة التذهيب 335.

[4]

قال ابن حبّان: «يغرب» .

وقال الحاكم النيسابورىّ: أبو بكر محمد بن أبي خالد الطبري الصومعي. سمع أبا عاصم الضحاك بن مخلد الشيبانيّ، وأبا الهيثم خالد بن مخلد القطواني. روى عنه: أبو بكر محمد بن النضر بن سلمة الجارودي. كناه مسلم. (الأسامي والكنى 1/ ورقة 68 أ) .

[5]

انظر عن (محمد بن خالد الخراز) في:

الجرح والتعديل 7/ 245 رقم 1345، والثقات لابن حبّان 9/ 144.

ص: 285

أَبُو هارون الرّازيّ الخراز.

عَنْ: عَبْد اللَّه بْن الْجَهْم، وإِسْحَاق بْن سُلَيْمَان، ومكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، وجماعة.

وعنه: أَبُو زُرْعَة، وأبو حاتم، وابن الْجُنَيْد، وابنه عَبْد الرَّحْمَن، وآخرون.

وكان صدوقًا صالحًا يختم القرآن كلّ لَيْلَةٍ ويوم.

424-

محمد بْن خَالِد [1]- خ. - عَنْ: محمد بْن عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ، ومحمد بْن مُوسَى بْن أَعْيَن، ومحمد بْن وَهْبُ بْن عطيّة.

وعنه: خ.

قَالَ الكَلَاباذيّ، والحاكم أبو عبد الله، وأبو مَسْعُود الدّمشقيّ، وأبو الحَجّاج الكلبيّ: إنّه محمد بن يحيى بن عبد الله بن خَالِد الذُّهْليّ.

425-

محمد بْن خُشَيْش الْجُعْفيّ [2] .

عَنْ: ابن فُضَيْل، وأبي أسامة، وجماعة.

قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم: صدوق، قد أدركته وكتبت من حديثه، ولم يتهيَّا لي أن أسمع منه.

426-

محمد بْن خطّاب [3] .

أَبُو جعْفَر المَوْصِليّ الزّاهد.

كَانَ كبير القدر، يتآلف النّاس عَلَى طاعة اللَّه تعالي، ولا يكاد يدّخر شيئا.

روى عَنْ: مالك بْن سُعَيْر بْن الخِمْس، ومؤمّل بْن إِسْمَاعِيل، وأبي عَبْد الرَّحْمَن المقرئ.

وصنّف سننا.

[1] انظر عن (محمد بن خالد) وهو الذهلي، في مصادر الترجمة الآتية باسم:

محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس، وذلك برقم (517) .

[2]

انظر عن (محمد بن خشيش) في:

الجرح والتعديل 7/ 248 رقم 1363.

[3]

انظر عن (محمد بن خطاب) في:

الثقات لابن حبّان 9/ 139، وفيه قال محقّقه بالحاشية (8) :«لم نظفر به» ، والكامل في التاريخ 7/ 250.

ص: 286

وعنه: العلاء بن أيوب، ومحمد بن حامد الصائغ، والمواصلة.

وكان أحد الأجواد، له أخبار في الكرم مع الفقر، رحمة الله عليه.

توفي سنة سبع وخمسين ومائتين.

427-

محمد بن خلف بن عمار العسقلاني [1]- ن. ق. - عَنْ: ضَمْرَةَ بْن ربيعة، وعُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى، وأبو عَلِيّ الحَنَفيّ، وطائفة.

وعنه: ن. [2] ق.، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو الحسن بْن جَوْصَا، وآخرون.

وكان مِن أئمة العلم [3] .

تُوُفّي سنة ستّين.

428-

محمد بْن دَاوُد بْن أبي ناجية [4]- د- أبو عبد الله الإسكندرانيّ.

عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وعبد اللَّه بْن وَهْبُ، وضَمْرَة بْن ربيعة، وطبقتهم.

وعنه: د.، وأبو بكر بن أبي داود، وعمر بن محمد بْن بُجَيْر، وإِبْرَاهِيم بْن يوسف الهِسنْجانيّ، وجماعة.

وكان صدوقا.

[1] انظر عن (محمد بن خلف) في:

الجرح والتعديل 7/ 145 رقم 1346، والثقات لابن حبّان 9/ 146، والمعجم المشتمل 238 رقم 12، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1194، 1195، والكاشف 3/ 35 رقم 4905، وتهذيب التهذيب 9/ 149 رقم 213، وتقريب التهذيب 2/ 158 رقم 190، وخلاصة التذهيب 335.

[2]

وهو قال: صالح. (المعجم المشتمل) .

[3]

وقال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي بعسقلان في الرحلة الثانية وروى عنه. سئل أبي عنه فقال:

صدوق. (الجرح والتعديل) .

[4]

انظر عن (محمد بن داود) في:

الجرح والتعديل 7/ 250 رقم 1374، والثقات لابن حبّان 9/ 105، والمعجم المشتمل 239 رقم 820، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1195، والكاشف 3/ 36 رقم 4911، وتهذيب التهذيب 9/ 153، 154 رقم 221، وخلاصة التذهيب 335.

ص: 287

تُوُفّي سنة إحدى وخمسين فِي شوّال بالإسكندرية [1] .

429-

محمد بْن دَاوُد التّميميّ القَنْطريّ البغداديّ [2] .

أخو عَلِيّ بْن دَاوُد.

عَنْ: آدم بْن أَبِي إياس، وسعيد بْن أَبِي مريم، وجماعة.

وعنه: يحيى بْن صاعد، وأبو عبد الله المَحَامِليّ، وآخرون.

تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين ومائتين.

430-

محمد بْن دَيْسَم [3] .

أَبُو عَلِيّ التِّرْمِذيّ الدّقّاق.

نزيل سامرّاء.

عَنْ: أَبِي نُعَيْم، وعفان، وموسى بْن إِسْمَاعِيل.

وعنه: أَبُو بَكْر الخرائطيّ، ومحمد بْن أَحْمَد الأثرم، وابن أَبِي حاتم وقال: كتبت عَنْهُ مَعَ أَبِي، وهو صدوق.

431-

محمد بْن زكريّا [4] .

أَبُو جعْفَر، والد ميمون الحافظ.

سَمِعَ: حَجّاج بْن محمد الأعور، ومَخْلَد بْن الْحُسَيْن الزّاهد.

وعنه: عَبْد اللَّه بْن ناجية، والمَحَامِليّ.

وثقَّه الخطيب.

432-

محمد بْن زكريّا القُضَاعيّ المصريّ.

عَنْ: محمد بْن يوسف الفِرْيابيّ.

تُوُفّي سنة أربع وخمسين.

[1] قال ابن حبّان: مستقيم الحديث، مات سنة خمسين ومائتين.

[2]

انظر عن (محمد بن داود القنطري) في:

تاريخ بغداد 5/ 252 رقم 2744.

[3]

انظر عن (محمد بن ديسم) في:

الجرح والتعديل 7/ 251 رقم 1376، وتاريخ بغداد 5/ 269 رقم 2762.

[4]

انظر عن (محمد بن زكريا) في:

تاريخ بغداد 5/ 286 رقم 2783.

ص: 288

قَالَ ابن يونس: كَانَ يفهم ويحفظ الحديث. وكان رجلَا صالحًا.

433-

محمد بْن زَنْجَوَيْه [1] .

أَبُو جعْفَر البصْريّ المؤذّن.

حدَّث ببغداد عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ومالك بْن سعَيِد، ومسلم بْن قُتَيْبة.

روى عَنْهُ: الْحُسَيْن والقاسم ابنا المحامليّ، وجماعة.

توفّي سنة سبْعٍ وخمسين فِي رمضان.

434-

محمد بْن زياد بْن معروف الرّازيّ [2] .

سكن جرجان، وحدَّث عَنْ: إِسْحَاق بْن سُلَيْمَان الرّازيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه الدشْتكيّ، والسِّنْديّ بْن عَبْدوَيْه.

وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن عَلِيّ بْن زُهَير النَّرْسيّ، وعاصم بْن سعَيِد.

وكان من رؤساء جُرْجان.

تُوُفّي سنة سبعٍ وخمسين [3] .

435-

محمد بْن زياد بْن عُبَيْد اللَّه بْن الربيع بْن زياد [4]- خ. ق. - ويقال ابن أَبِي سُفْيَان عُبَيْد اللَّه الزّياديّ البصريّ.

ويقال له اليؤيؤ.

سَمِعَ: حماد بْن زيد، وفُضَيْل بْن عيِاض، وعبد الوارث، ويزيد بْن زُرَيْع، وإِبْرَاهِيم بْن محمد بْن أَبِي يحيى المدني، وفضيل بْن سُلَيْمَان، ومُسلْمِ بْن خَالِد الزَّنْجيّ، ومعتمر بْن سُلَيْمَان، وطائفة.

[1] انظر عن (محمد بن زنجويه) في:

تاريخ بغداد 5/ 289 رقم 2792.

[2]

انظر عن (محمد بن زياد) في:

الثقات لابن حبّان 9/ 120 وتاريخ جرجان للسهمي 381، 382 رقم 639.

[3]

وقال ابن حبّان: مستقيم الحديث.

[4]

انظر عن (محمد بن زياد) في:

الكنى والأسماء لمسلم، ورقة 66، والثقات لابن حبّان 9/ 114 وفيه:«محمد بن زياد بن الربيع بن عبيد الله» ، والمعجم المشتمل 240 رقم 824، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1198، والكاشف 3/ 38، 39 رقم 1928، وتهذيب التهذيب 9/ 168، 169 رقم 248، وتقريب التهذيب 2/ 161، 162 رقم 223، وخلاصة التذهيب 336.

ص: 289

وعنه: خ. ق، وعبد اللَّه بْن إِسْحَاق المدائنيّ، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن هارون الروياني، وابن خزيمة، ومحمد بن حصن الألوسي، ومحمد بن أحمد بن سليمان الهروي، وأبو عروبة، ومحمد بن هارون الحضرمي، وعبد الله بن عروة الهروي، وخلق.

ذكره ابن حبان في «الثقات» [1]، وقال: ربّما أخطأ.

وروى عَنْهُ الْبُخَارِيّ حديثًا واحدًا كالمقرون بغيره، عَنْ غُنْدَر. وكان مُعَمَّرًا من أبناء التّسعين. وقع لنا حديثه بعُلُوّ من طريق المخلّص. وبقي إلى بعد الخمسين ومائتين فيما أظنّ.

436-

محمد بْن سعد.

أبو عبد الله النَّيسابوري الجلَاب.

أخو خُشْنام.

سَمِعَ: حفص بْن عَبْد الرَّحْمَن، ورَوْح بْن عُبَادة.

وعنه: دَاوُد بْن الْحُسَيْن البَيْهقيّ بْن محمد التُّرْك.

ومات فِي ذي الحجّة سنة ستٍّ وخمسين.

437-

محمد بْن سعَيِد الْأيْليّ.

أخو هارون بْن سعَيِد.

سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن وَهْبُ، وغيره.

وتوفي سنة ثمانٍ وخمسين.

438-

محمد بْن سعَيِد بْن حسّان الأندلسيّ الصّائغ [2] .

مولي بني أُميّة.

روى عَنْ: أشهب بْن عَبْد العزيز، وعبد اللَّه بْن نافع.

توفي سنة ستّين بالأندلس [3] .

[1] ج 1149.

[2]

انظر عن (محمد بن سعيد الأندلسي) في:

تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 7، 8 رقم 1106، وجذوة المقتبس للحميدي 29، رقم 32، وبغية الملتمس للضبي 79 رقم 131.

[3]

قال ابن الفرضيّ: رحل فشارك أباه في بعض رجاله.

ص: 290

439-

محمد بن سلمة.

أبو عامر التجيبي، مولاهم المصري.

حدث عَنْ: ابن وَهْبُ.

تُوُفّي سنة تسعٍ وخمسين ومائتين. قاله ابن يونس.

440-

محمد بن سهل بن عسكر [1]- م. ت. ن. - أبو بكر التّميميّ، مولَاهُمُ الْبُخَارِيّ نزيل بغداد.

طوّف البلَاد، وسمع: عَبْد الرّزّاق، ومحمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، ووهب بن جرير، وعبيد الله بن موسى، ويحيى بن حسان التنيسي، وسعيد بن أبي مريم، وأبا اليمان، وجماعة كبيرة.

وعنه: م. ت. ن.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو القاسم البَغَوِيّ، وابن صاعد، ومحمد بْن جريج، ومحمد بْن هارون الحضْرميّ، وخلْق.

قَالَ النَّسائيّ: ثقة [2] .

وقال أَبُو الْعَبَّاس السّرّاج: تُوُفّي فِي شَعْبان سنة إحدى وخمسين [3] .

441-

محمد بْن سهل بْن نوح.

أبو عبد الله التّميميّ النَّيسابوري.

سَمِعَ: وَكِيعًا، والنَّضْر بْن شُمَيْل.

وَعَنْهُ: ابن خُزَيْمَة، ومحمد بْن أَحْمَد بْن زُهَير، وغيرهما.

مات قبل السّتّين.

442-

محمد بْن سهل بْن زنجلة الرّازيّ [4] .

[1] انظر عن (محمد بن سهل) في:

الجرح والتعديل 7/ 277 رقم 1503، والثقات لابن حبّان 9/ 127، وتاريخ وفاة الشيوخ للبغوي 82 رقم 225، وتاريخ بغداد 5/ 312 رقم 2830، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 181 رقم 1446، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 472 رقم 1816، والمعجم المشتمل 244 رقم 840، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1207، والكاشف 3/ 45 رقم 4968، وتهذيب التهذيب 9/ 207 رقم 324، وتقريب التهذيب 2/ 167 رقم 284، وخلاصة التذهيب 339.

[2]

المعجم المشتمل.

[3]

وبها أرّخه ابن حبّان، والبغوي.

[4]

انظر عن (محمد بن سهل بن زنجلة) في:

ص: 291

أَبُو جعْفَر، مُحَدَّث جوّال.

عَنْ: محمد بْن سابق، وأبي صالح كاتب اللَّيْث، وأبي الوليد الطَّيَالِسيّ، وطبقتهم.

وعنه: ابن أَبِي حاتم، وصَدَقه.

443-

محمد بْن سلَام بْن السَّكَن البِيكَنْديّ الصغير [1] .

يروي عن: الحسن بْن سوار البَغَوِيّ، وعَلِيّ بْن الْجَعْد.

وعنه: عُبَيْد اللَّه بْن واصل الْبُخَارِيّ، وغيره.

يقال إنّه تُوُفّي بمصر [2] .

444-

محمد بْن شُعَيب الأَسَدِيّ النَّيسابوري.

سَمِعَ: حفص بْن عَبْد الرَّحْمَن، وعلي بن الحسن بن شقيق.

وعند: محمد بْن نُعَيْم، وإِبْرَاهِيم السُّكّريّ، وغيرهما مِنَ النَّيسابوريين.

تُوُفّي سنة ستين.

445-

محمد بْن صالح بْن عَبْد اللَّه بْن مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنُ بْنُ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ [3] .

أَبُو عَبْدِ الله العَلَويّ الحسني الحجازي الشاعر.

مدح المتوكّلُ والمنتصر بمدائح كثيرة. وكان من فُحُول الشعراء، يلبس زيّ الأعْراب. وكان ظريفًا حُلْو المعاشرة.

تُوُفّي سنة اثنتين وخمسين ومائتين.

446-

محمد بْن صالح بْن مهران بن النّطّاح البصريّ الأخباريّ [4] .

[ () ] الجرح والتعديل 7/ 277، 278 رقم 1505، وتاريخ جرجان للسهمي 443.

[1]

انظر عن (محمد بن سلام) في:

تهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1208، وتهذيب التهذيب 9/ 213، 214 رقم 334، وتقريب التهذيب 2/ 168 رقم 294.

[2]

ذكره الحافظ المزيّ تمييزا لغيره.

[3]

انظر عن (محمد بن صالح العلويّ) في:

نشوار المحاضرة 6/ 256، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 4/ 354، والأغاني 16/ 360- 372.

[4]

انظر عن (محمد بن صالح النطّاح) في:

تاريخ الطبري 7/ 617، وتاريخ وفاة الشيوخ للبغوي 83 رقم 228، والفرج بعد الشدّة

ص: 292

المعروف بالنّطّاح.

لَهُ تصانيف فِي أخبار الدُّول، وغير ذَلِكَ.

حدث عن: معتمر بْن سُلَيْمَان، ويحيى بْن زكريّا بْن أَبِي زائدة، والواقديّ، وأبي عُبَيْدة مُعَمِّر بْن المُثَنَّى، ويوسف بْن عطيّة، وجماعة.

وعنه: بِشْر بْن مُوسَى الأَسَدِيّ، والهيثم بْن خَلَف الدُّوريّ.

تُوُفّي سنة اثنتين وخمسين. وآخر من روى عَنْهُ أَبُو حامد الحضرميّ ببغداد، وأبو روق الهزاني بالبصرة.

وقد روى ابن ماجة فِي تفسيره، عَنِ الْعَبَّاس بْن أَبِي طَالِب، عَنْهُ.

447-

محمد بْن عامر الأندلسي [1] .

عَنْ: عَبْد اللَّه بْن وَهْبُ المصريّ.

تُوُفّي سنة سبْعٍ وخمسين ومائتين. قاله ابن يونس [2] .

448-

محمد بْن عامر الرّازيّ القزّاز [3] .

رحل وسمع: سعَيِد بْن أَبِي مريم، ومحمد بْن عيسى الطّبّاع، ومحمد بْن سنان العوقيّ، وحيوة بْن شُرَيْح.

قَالَ ابن أَبِي حاتِم: سَمِعَ منه أَبِي، ولم يتفق لي السماع منة، وكان صدوقا.

[1] / 123 و 4/ 61، ومروج الذهب 8، والعقد الفريد 1/ 278، وتاريخ جرجان 362، والثقات لابن حبّان 9/ 125، وتاريخ بغداد 5/ 357 رقم 288، والفهرست 1/ 107، والأنساب 1/ 564، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1211، وذيل الكاشف للعراقي 249 رقم 1346، وميزان الاعتدال 3/ 74، وتهذيب التهذيب 9/ 227 رقم 357، وتقريب التهذيب 2/ 170، 171 رقم 314، وخلاصة التذهيب 341، وكشف الظنون 283، ومعجم المؤلفين 10/ 88، 89.

[1]

انظر عن (محمد بن عامر الأندلسي) في:

تاريخ علماء الأندلس 2/ 7 رقم 1105، وجذوة المقتبس 77 رقم 117، وبغية الملتمس 115 رقم 237.

[2]

قال ابن الفرضيّ: يكنّى أبا عبد الله، سمع من سحنون، ومن جماعة من محدّثي المشرق، وكان ثقة، فقيرا متعففا، سمع منه الناس.. مات بالقيروان سنة خمس وخمسين ومائتين. وفي كتاب أبي سعيد: محمد بن عامر الأندلسي، يروي عن ابن وهب. رأيت في تاريخ المغاربة:

توفي بسوسة سنة سبع وخمسين ومائتين. (تاريخ علماء الأندلس 2/ 7) .

[3]

انظر عن (محمد بن عامر الرازيّ) في:

الجرح والتعديل 8/ 44 رقم 201.

ص: 293

449-

محمد بن عبادة الواسطيّ [1]- خ. د. ق. - أبو عبد الله.

عَنْ: إِسْحَاق الأزرق، ويزيد بْن هارون، وأبي أُسامة، وطبقتهم.

وعنه: خ. د. ق.، وعمر بْن محمد بْن بُجَيْر، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وابن خزيمة، وآخرون.

قال أبو حاتم: صدوق. صاحب نَحْوٍ وأدب. كنيته أَبُو جعْفَر [2] .

450-

محمد بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر بْن الْحُسَيْن بْن مُصْعَب الخُزاعيّ الخُرَاسانيّ [3] .

الأمير أَبُو الْعَبَّاس.

كَانَ رئيسًا محتشمًا، جوادًا، مُمدّحًا، أديبًا شاعرًا، مَأْلَفًا لأهل الفضل والأدب، من بيت الإمرة والتّقدم.

[1] انظر عن (محمد بن عبادة) في:

تاريخ واسط لبحشل 282، والجرح والتعديل 8/ 17 رقم 76 وفيه:«محمد بن عبادة بن البختري الواسطي أبو جعفر» ، والثقات لابن حبّان 9/ 126، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 667 رقم 1076، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 462 رقم 1771، والمعجم المشتمل 246، 247 رقم 851، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1217، والكاشف» 3/ 51 رقم 5012، وتهذيب التهذيب 6/ 246، 247 رقم 398، وخلاصة التذهيب 343.

[2]

وزاد: وجعل يشكو محمد بن مسلم فقلت: من أيّ شيء؟ فلم يخبرني.

[3]

انظر عن (الأمير محمد بن عبد الله) في:

تاريخ اليعقوبي 2/ 488، 492، 497، 499- 501، وتاريخ الطبري 9/ 287- 292، 294، 298- 301، 329- 345، 353- 362 وانظر فهرس الأعلام (10/ 401) ، ومروج الذهبي 2940، 2962، 2967، 3016، 3023، 3038، 3040، 3058- 3060، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 279، والديارات للشابشتي 32، 38، 87، 122- 129، 132، وعيون الأخبار 2/ 222، وطبقات الشعراء لابن المعتز 396، وبغداد لابن طيفور 15، والفرج بعد الشدّة 1/ 151 و 2/ 104، 218، 297، 368 و 3/ 234، وتجارب الأمم 6/ 558، 562، 564، 567- 571، 577- 582، وخاص الخاص 90، وتاريخ بغداد 5/ 418 رقم 2932، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 71، 73، 76، 78، 172، 226، 227، 244، 245، 262، 292، وثمار القلوب 39، والهفوات النادرة 20، ومعجم الشعراء للمرزباني 436، والمحاسن والمساوئ 161، 433، والإنباء في تاريخ الخلفاء 122، 124، 148، 152، والفخري 230، 241، والكامل في التاريخ 7/ 180، 181، وزهر الآداب 524، 789، وتاريخ بغداد 5/ 412- 422، وبدائع البدائه 126، 142- 145، والتذكرة الفخرية 336، 408، والمختصر في أخبار البشر 2/ 44، ودول الإسلام 1/ 152، ومرآة الجنان 2/ 159، وتاريخ الخميس 2/ 380، والنجوم الزاهرة 2/ 248.

ص: 294

ولَاه المتوكّلُ عَلَى اللَّه إمرة بغداد، وعظُم سلطانه فِي دولة المعتزّ باللَّه إلى أن مرض بالخوانيق، فمات فِي سنة ثلَاثٍ وخمسين.

ولمّا احتضر استخلف عَلَى بغداد أخاه عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه، فأقرّه عليها المعتزّ. وصلى عَلَى محمد ولدُه طاهر بْن محمد.

451-

محمد [1] بْن عبد الله [بن المبارك][2]- خ. د. ن- الحافظ أبو جعفر القرشيّ، مولَاهُمُ المخرميّ، قاضي حُلْوان.

سَمِعَ: وَكِيعًا، ومُعَاذ بْن هشام، ويحيى بْن سعَيِد القطان، وعبد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ، وإِسْحَاق الأزرق، وأبا أسامة، ويحيى [بْن يوسف الزّمّيّ][3] ، ويزيد بْن هارون، وأبا معاوية، وخلْقًا.

وعنه: خ. د. ن.، ون. أيضا عَنْ أَحْمَد بْن عَلِيّ المَرْوزِيّ عَنْهُ، وابن خُزَيْمَة، وابن بُجَيْر، ويحيى بْن صاعد، والمَحَامِليّ، وخلْق.

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: قَالَ لِي أَبِي: كَتَبْتَ حَدِيثَ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: كُنَّا نَغْسِلُ، مِنَّا مَنْ يَغْتَسِلُ، وَمِنَّا من لا يغتسل؟

قلت: لا.

[1] انظر عن (محمد بن عبد الله بن المبارك) في:

الكنى والأسماء لمسلم، ورقة 19، وعمل اليوم والليلة، رقم 801، و 1094، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 57، 195، 228، 250، 252، 277، 280، 293، 310، 318 و 3/ 13، 35، والجرح والتعديل 7/ 305، وزوائد عبد الله بن أحمد بن حنبل، رقم 205، والمراسيل لأبي داود رقم 485، وعمل اليوم والليلة للنسائي، رقم 201، وصحيح ابن خزيمة 1/ رقم 196 و 234 و 275 و 2/ 978 وفيه تحرّف إلى «المخزومي» بدل «المخرّمي» ، والثقات لابن حبّان 9/ 121، 122، وتاريخ بغداد 5/ 423 رقم 2935، وأخبار الحمقى والمغفّلين لابن الجوزي 137، والأنساب 513 ب، والمعجم المشتمل 251 رقم 873، واللباب 2/ 6، 7، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1224، 1225، ودول الإسلام 1/ 153، والعبر 2، 6، 7، وتذكرة الحفاظ 2/ 519، وسير أعلام النبلاء 12/ 265- 268 رقم 101، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 577، والكاشف 3/ 57 رقم 5049، والبداية والنهاية 11/ 14، وتهذيب التهذيب 9/ 272- 274 رقم 452، وتقريب التهذيب 2/ 179 رقم 409، وتبصير المنتبه 4/ 1347، وطبقات الحفاظ 227، وخلاصة التذهيب 346، وشذرات الذهب 2/ 129.

[2]

بياض في الأصل، والمستدرك من مصادر الترجمة.

[3]

بياض في الأصل، والمستدرك من: تهذيب التهذيب 9/ 272.

ص: 295

قَالَ: فِي جانب المخرّم شابّ يقال لَهُ محمد بْن عَبْد اللَّه فاكتبه عَنْهُ [1] .

قَالَ الباغَنْديّ: كَانَ حافظًا متقنًا [2] .

وقال النَّسائيّ، وغيره: ثقة [3] .

ووصفه بالحفظ غير واحد مِنَ الأئمة.

قَالَ عُبَيْد اللَّه بْن محمد بْن سَيَّار الفرهيانيّ: سمعتهم يقولون: قدِم عَلِيّ بْن المَدينيّ بغداد، واجتمع إِلَيْهِ النّاس، فلمّا تفرَّقوا قِيلَ لَهُ: مَن وجدتُ أكْيس القوم؟

قَالَ: هذا الغلَام المُخَرّميّ [4] .

تُوُفّي سنة أربعٍ وخمسين 2 [5] .

قَالَ الخطيب [6] : كَانَ من أحفظ النّاس للأثر.

وقال السّلميّ: نا الدّار الدّارَقُطْنيّ، نا الْجِعَابيّ: سَمِعْتُ عَبْد اللَّه بْن وَهْبُ الدِّينَوَرِيّ يَقُولُ: قدِم علينا المُخَرّميّ الدِّينَوَرَ قاضيًا عليها، فمرّ بي يومًا عَلَى حُمَيِّر، ومعي مُحَدَّث أُذَاكِره، فلمّا رَأَى المحبرة والكتاب سلّم وقال: ما الَّذِي أنتم فِيهِ؟

قُلْنَا: نتذاكر حديث إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد.

فقال للغلَام: امسِك عَلِيّ.

فنزل وجلس إلينا، وذكر نحو ثمانمائة حديثٍ مِن مقطوع ومُسْنَد لإسماعيل [7] .

452-

محمد بْن عبد الله بن سنجر [8] .

[1] تاريخ بغداد 5/ 424.

[2]

تاريخ بغداد 5/ 425.

[3]

تاريخ بغداد، المعجم المشتمل.

[4]

تاريخ بغداد 5/ 424.

[5]

هكذا في الأصل، وفي ثقات ابن حبّان 9/ 121، 122: مات سنة ستين ومائتين أو قبلها أو بعدها بقليل.

[6]

في تاريخه 5/ 423 وزاد: «وأعلمهم بالحديث» .

[7]

وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي وهو صدوق ثقة. سئل أبي عنه فقال: ثقة.

[8]

انظر عن (محمد بن عبد الله بن سنجر) في:

تاريخ جرجان للسهمي 379، 380 رقم 633، والثقات لابن حبّان 9/ 147، وفهرست ابن

ص: 296

أبو عبد الله الْجُرْجانيّ الحافظ، صاحب «المُسْنَد» .

طوّف البلَاد.

وسمع: محمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، وأبا المغيرة، ويزيد بْن هارون، وعبد اللَّه بْن نُمَيْر، وَيَعْلَى بْن عُبَيْد، وأبا نُعَيْم، وخالد بْن مَخْلَد، وأبا بَكْر الحُمَيْديّ، وطبقتهم.

وعنه: محمد بْن المُسَيَّب الأرْغِيانيّ، وأحمد بْن عَمْرو الألْبيريّ الحافظ، وعبد الجبّار بْن أَحْمَد السَّمرْقَنْديّ بمصر، وعبد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن محمد بْن رشْدين، ومحمد بْن دليل، وعيسى بْن مِسْكين، وإِبْرَاهِيم بْن محمد بْن الضّحاك، وجماعة مِنَ الرّحّالين.

قَالَ ابن سنجر: خرجتُ إلى الرّحله ومعي إِسْحَاق الكَوْسَج، وكان معي تسعة آلاف دينار. وكان إِسْحَاق يورّق لي ويتزوّج فِي كلّ بلد، وأؤدّي عَنْهُ المهر. [1] .

وثقَّه ابن أَبِي حاتم [2] ، وغيره [3] .

وكان قد سكن بلَاد مصر، فتوفي فِي ربيع الأوّل سنة ثمانٍ وخمسين بقرية قطابة. كَانَ قد سكنها فِي آخر عُمره.

453-

محمد بْن عَبْد اللَّه بن يزيد [4]- ن. ق. - أَبُو يحيى ابن المقرئ أَبِي عَبْد الرَّحْمَن المكّيّ.

[ () ] خير 505، 527، وطبقات الخشنيّ 143، وترتيب المدارك 1/ 223، ودول الإسلام 1/ 156، والديباج المذهب 3/ 212، وحسن المحاضرة 1/ 348، ومدرسة الحديث في القيروان 2/ 684، 685.

[1]

تاريخ جرجان 379.

[2]

لم أجده في كتابه الجرح والتعديل.

[3]

وقال ابن حبّان: مستقيم الحديث.

[4]

انظر عن (محمد بن عبد الله بن يزيد) في:

الجرح والتعديل 7/ 307، 308 رقم 1668، والثقات لابن حبّان 9/ 121، وتاريخ وفاة الشيوخ للبغوي 83 رقم 234، وتاريخ جرجان للسهمي 354، 436، والمعجم المشتمل 252 رقم 877، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1227، والكاشف 3/ 58 رقم 5058، وتهذيب التهذيب 9/ 284 رقم 465، وتقريب التهذيب 2/ 181 رقم 421، وخلاصة التذهيب 346.

ص: 297

سَمِعَ: أَبَاهُ، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وأيوب بْن النّجّار اليَمَاميّ، وسعيد بْن سالم القدّاح.

وعنه: ن. ق.، وأبو الْحَسَن بْن جَوْصا، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم [1] ، وَحَفِيدُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمد، وآخرون.

وثقه النسائي [2] .

وتوفي سنة ست وخمسين في شعبان.

وقع لنا حديثه عاليا في «جزء البانياسي» ، وغيره [3] 454- محمد بن عبد الرحمن الهروي [4] .

أبو عبد الرحمن. عراقي حافظ.

نزل الري، وحدَّث عَنْ: حسين الْجُعْفيّ، ويزيد بْن هارون، وابن أَبِي فُدَيْك، وطبقتهم.

وعنه: عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد، وابن أَبِي حاتم، وقال: حافظ لحديث الزُّهْريّ، ومالك. صدوق.

455-

محمد بْن عَبْد الرحمن بن الحسن بن عليّ [5]- ق. - أبو بكر الجعفيّ.

عَنْ: عمّ أَبِيهِ حسين بْن عَلِيّ الْجُعْفيّ، وأبي أُسامة، وزيد بْن الحُباب، وأسباط بْن محمد، وأبي يحيى الحِمّانيّ، ومحمد بْن بِشْر العبديّ، وعمر بن شبيب المسليّ، وطائفة.

[1] وقال: سمعت منه مع أبي سنة خمس وخمسين وهو صدوق ثقة. سئل أبي عنه فقال: صدوق.

(الجرح والتعديل) .

[2]

المعجم المشتمل.

[3]

وقال ابن حبّان: كان متقنا.

[4]

انظر عن (محمد بن عبد الرحمن الهروي) في:

الجرح والتعديل 7/ 326، 327 رقم 1763.

[5]

انظر عن (محمد بن عبد الرحمن) في:

العلل ومعرفة الرجال لأحمد، برواية المرّوذي 257 رقم 525، والجرح والتعديل 7/ 313 رقم 1701، والمعجم المشتمل 254 رقم 884، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1230، والكاشف 3/ 60 رقم 5068، وتهذيب التهذيب 9/ 296 رقم 491، وتقريب التهذيب 2/ 183 رقم 446، وخلاصة التذهيب 348.

ص: 298

وعنه: ق.، وأبو دَاوُد فِي كتاب «القدَر» لَهُ، وابنه أَبُو بَكْر، وأَبُو عَرُوبة، ومحمد بْن جعْفَر بْن ملَاس، وأحمد بْن عُمَر بْن جَوْصا، وأَبُو الْجَهْم بْن طلَاب المَشْغَرانيّ، وأَبُو الفضل أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن هلَال السُّلَميّ، وآخرون.

قَالَ أَبُو حاتم: سَأَلت أَبَا بَكْر بْن أَبِي شَيْبة عَنْهُ فقال: كَانَ يحفظ الحديث، كَانَ جيّد الحفظ للمُسْنَد والمُنْقَطِع [1] .

وقال أَبُو زُرْعَة: التقيتُ معه وحفظت منه أشياء [2] .

وقال ابن يونس: قدِم مصر وكتبتُ عَنْهُ، وخرج إلى دمشق.

وتُوُفّي يوم الإثنين لأربع عشرة ليلة خَلَت من جُمَادَى الآخرة سنة ستين ومائتين.

456-

محمد بْن أَبِي نوح عَبْد الرَّحْمَن بْن غَزْوان البغداديّ [3] .

ويدعى أبوه: قراد.

حدّث عن: مالك بْن أَنَس، وشَرِيك القاضي، والمنكدر بن محمد، وإبراهيم بن سعد، وحماد بن زيد.

وعنه: أحمد بن عبد الله بن سابور، وعبد الله بن محمد بن ياسين، والمحامليّ.

قال الدّار الدارقطني [4] : متروك.

وقال ابن عدي [5] : هو ممن يتهم بوضع الحديث، يروي عَنِ الثّقات بواطيل.

[1] الجرح والتعديل 7/ 313.

[2]

الجرح والتعديل.

[3]

انظر عن (محمد بن أبي نوح) في:

المجروحين لابن حبّان 2/ 305، 306، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2292، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 156 رقم 491، وتاريخ بغداد 2/ 311 رقم 794، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 75، 76 رقم 3069، والمغني في الضعفاء 2/ 607 رقم 5755، وميزان الاعتدال 3/ 625، 626 رقم 7857، والكشف الحثيث 386 رقم 693، ولسان الميزان 253، 254 رقم 872.

[4]

في الضعفاء والمتروكين، رقم 491.

[5]

في الكامل 6/ 2292.

ص: 299

وقال ابْن حِبّان [1]، وذكر لَهُ مناكير: سَأَلت [2] ابن خُزَيْمَة مرارًا مرارا [3] عَنْ هذه الأحاديث، ثمّ قرأت عَلَيْهِ، فلمّا قلت: حدَّثكم محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن غَزْوان، أدخل إصبعيه فِي أُذُنَيْه فِي أوّل شيءٍ ثمّ قَالَ: نعم، وأنا خائف أنّه كذّاب [4] .

457-

محمد بْن عبد الرحيم بن أبي زهير الحافظ [5]- خ. د. ت. ن- أبو يحيى العدويّ، مولي عُمَر رضي الله عنه. الفارسيّ ثمّ البغداديّ، صاعقة.

طوّف، وسمع: يزيد بْن هارون، وشَبَابة بْن سَوّار، وأبا أحمد الزُّبَيْريّ، وَمُعَلَّى بْن منصور، ورَوْح بْن عُبَادة، ويعقوب بْن إِبْرَاهِيم بْن سعد، وطبقتهم.

وعنه: خ. د. ت. ن.، وزكريّا خيّاط السنة، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ويحيى بْن صاعد، والحسين المحاملي، وطائفة.

وثقة النسائي [6] ، وغيره.

وقال أبو بكر الخطيب [7] : كان متقنا ضابطا عالما حافظا.

[1] في المجروحين 2/ 306.

[2]

السائل هو: حمّاد بن سلمة كما في «المجروحين» وليس «ابن حبّان» كما هن مفهوم عبارة المؤلّف الذهبي- رحمه الله، فليراجع.

[3]

هكذا مكرّرة في الأصل، ولم تتكرّر عند ابن حبّان.

[4]

وقال ابن حبّان: يروي عن أبيه وغيره من الشيوخ العجائب التي لا يشكّ من هذا الشأن صناعته أنها معمولة أو مقلوبة.

[5]

انظر عن (محمد بن عبد الرحيم) في:

زوائد عبد الله بن أحمد بن حنبل، رقم 23، 47، 87، 133، 175، 224، والجرح والتعديل 8/ 9 رقم 33، والثقات لابن حبّان 9/ 132، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 6642 رقم 1068، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 461، 462 رقم 1766، وتاريخ بغداد 2/ 363 رقم 873، والمعجم المشتمل 255 رقم 887، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1234، والكاشف 3/ 63 رقم 5088، وملء العيبة للفهري 2/ 239، والبداية والنهاية 11/ 20، وتهذيب التهذيب 9/ 311، 312 رقم 513، وتقريب التهذيب 2/ 185 رقم 473، وخلاصة التذهيب 349.

[6]

المعجم المشتمل رقم 887، تاريخ بغداد 2/ 363.

[7]

في تاريخه.

ص: 300

وقال محمد بن محمد بن داود الكرجي: سمي صاعقة لأنه كان جيد الحفظ، وكان بزازا [1] .

قال السراج: قَالَ لي: وُلِدتُ سنة خمسٍ وثمانين ومائة، ومات فِي شَعْبان سنة خمسٍ وخمسين ومائتين [2] .

458-

محمد بْن عَبْد الملك بْن زَنْجَوَيْه [3]- 4- أَبُو بَكْر البغداديّ الغزّال. صاحب الْإمَام أَحْمَد وجاره [4] . طوّف الكثير، وسمع: عَبْد الرّزّاق، ومحمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، ويزيد بْن هارون، وزيد بْن الحُبَاب، وأبا المغيرة الحمصيّ، وجعفر بْن عَوْن، وطبقتهم.

وعنه: 4، وإِبْرَاهِيم الحربيّ، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وأَبُو القاسم البَغَوِيّ، وابن صاعد، وعبد اللَّه بْن عُرْوَة الهَرَويّ، وخلْق. وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم [5] ، والحسين والقاسم ابنا المحامليّ.

وثّقه النّسائيّ [6] ، وغيره [7] .

[1] تاريخ بغداد 2/ 363.

[2]

وقال ابن حاتم: كتب عنه أبي بمكة سنة اثنتين وأربعين. سئل أبي عنه فقال: صدوق. وقال ابن حبّان: وكان صاحب حديث يحفظ. (الثقات 9/ 132) .

[3]

انظر عن (محمد بن عبد الملك) في:

أخبار القضاة لوكيع 1/ 43، 44، 327 و 2/ 179، 258، 260، 278، 280، 281، 285، 309، 302، 373، 375، 421 و 3/ 60، 75، 81، 82، 86، 88، 110، والجرح والتعديل 8/ 5 رقم 20، والثقات لابن حبّان 9/ 130، 131، وتاريخ بغداد 2/ 345 رقم 848، والأسامي والكنى للحاكم (المخطوط) ج 1/ ورقة 68 أ، وتاريخ وفاة الشيوخ للبغوي 85 رقم 241، وطبقات الحنابلة 1/ 306 رقم 429، والمنتظم 5/ 15 رقم 29، والأنساب 6/ 97، والمعجم المشتمل 256 رقم 892، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1235، والعبر 2/ 17، وسير أعلام النبلاء 12/ 346، 347 رقم 142، وتذكرة الحفاظ 2/ 554، والكاشف 3/ 64 رقم 5094، والوافي بالوفيات 4/ 34، وتهذيب التهذيب 9/ 315، 316 رقم 520، وتقريب التهذيب 2/ 186 رقم 480، وطبقات الحفاظ 247، وخلاصة التذهيب 349، وشذرات الذهب 2/ 138.

[4]

قال ابن حبّان: وكان جلساء أحمد بن حنبل.

[5]

وهو قال: سمع منه أبي وسمعت منه وهو صدوق. الجرح والتعديل 8/ 5.

[6]

المعجم المشتمل، تاريخ بغداد 2/ 346.

[7]

وقال مسلمة: ثقة كثير الخطأ. (تهذيب التهذيب 9/ 316) .

ص: 301

وكان من أجلَاس الحديث.

تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة سنة ثمانٍ وخمسين ومائتين.

459-

محمد بْن عُبَيْد اللَّه بْن عَمْرو الرَّقّيّ [1] .

كَانَ يَخْضِب، وله عقِب بالرَّقَّة.

بقي إلى سنة سبْعٍ وخمسين، ولا أعلم لَهُ رواية.

460-

محمد بْن عبيد الله بن عبد العظيم [2]- ن. - أبو عبد القرشيّ الكريزيّ الكنديّ البصريّ الفقيه.

قاضي الدّيار الْمِصْريّة.

روى عَنْ: الْحَسَن بْن بِشْر البَجَليّ، وأَبِي عاصم النّبيل، وإِبْرَاهِيم بْن زياد سَبَلَان، وعَلِيّ بْن المَدينيّ، وجماعة.

وعنه: ن.، وأبو عروبة الحراني، ومحمد بن عَبْد اللَّه بْن محمد الدّمشقيّ سلجويه.

قال النسائي: لَا بأس بِهِ [3] .

قَالَ أَبُو عَلِيّ الحرّانيّ: مات بالرَّقَّة سنة ستين [4] .

461-

محمد بْن عثمان بْن أَبِي صفوان بْن مروان [5] .

أبو عبد الله البغداديّ الثَّقفيّ.

عَنْ: يحيى القطّان، ومُعَاذ بْن هشام، ووهْب بْن جرير، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأُميَّةُ بْنُ خَالِدٍ، وطائفة.

[1] انظر عن (محمد بن عبيد الله الرقي) في:

الجرح والتعديل 8/ 3 رقم 11.

[2]

انظر عن (محمد بْن عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد العظيم) في:

المعجم المشتمل 257 رقم 896، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1237، والكاشف 3/ 65 رقم 5104، وتهذيب التهذيب 9/ 324 رقم 534، وتقريب التهذيب 2/ 187 رقم 494، وخلاصة التذهيب.

[3]

المعجم المشتمل.

[4]

ووقع في: «الكاشف» 3/ 65 رقم 5104 أنه مات سنة 206 وهذا وهم.

[5]

انظر عن (محمد بن عثمان بن أبي صفوان) في:

الجرح والتعديل 8/ 25 رقم 112، وتاريخ جرجان 518.

ص: 302

وعنه: د. ن.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو بَكْر أَحْمَد بْن محمد بْن عُمَر البصْريّ الحرّانيّ، وأَبُو عَرُوبة الحرّانيّ، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وابن خُزَيْمَة، وابن صاعد، وأَبُو حامد الحضرميّ، وخلق.

قَالَ أَبُو حامد: ثقة.

وقال ابن أَبِي عاصم: مات سنة اثنتين وخمسين [1] .

462-

محمد بْن عثمان بن كرامة [2]- خ. د. ت. ق. - أَبُو جعْفَر، وقيل أبو عبد الله العجِليّ. مولَاهُمُ الْكوفيّ، نزيل بغداد.

كَانَ وراق عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى، فسمع منه، ومن: عبد اللَّه بْن نُمَيْر، وأبي أُسامة، ومحمد بْن بِشْر، وحُسَين الْجُعْفيّ، ومحمد، وَيَعْلَى ابني عُبَيْد، وجماعة.

وعنه: خ. د. ت. ق.، وابن أَبِي الدُّنيا، وابن أبي داود، وابن صاعد، ومحمد بن مخلد، وآخرون.

قال أبو حاتم، وغيره: كان صدوقا [3] .

وقال مطين: مات في رجب سنة ست وخمسين [4] .

قال: وقع لنا حديثة عاليا، أخبرناه أَبُو المعالي الهَمَدانيّ، عَنْ أَبِي بَكْر بْن شابور، عَنْ عَبْد العزيز الشّيرازيّ (ح.) وأنبأناه أَبُو المُرْهَف القَيْسيّ: أَنَا ابن الحُصَريّ، أَنَا ابن الْبَطِّيِّ قالَا: أَنَا رِزْقُ اللَّه، أَنَا ابن مَهْديّ، أَنَا ابن مَخْلَد، عَنْهُ.

وعند ابن اللِّتّيّ عدّة أحاديث عالية له.

[1] وقال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي في الرحلة الثالثة. سئل أبي عنه فقال: بصريّ صدوق.

[2]

انظر عن (محمد بن عثمان) في:

الجرح والتعديل 8/ 25 رقم 113، والثقات لابن حبّان 9/ 117، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 667 رقم 1077، وتاريخ بغداد 3/ 40، 41 رقم 677، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 462 رقم 1773، والمعجم المشتمل 260، 261 رقم 909، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1241، 1242، والكاشف 3/ 68 رقم 5124، والوافي بالوفيات 4/ 82، وتهذيب التهذيب 9/ 338، 339 رقم 561، وتقريب التهذيب 2/ 190 رقم 521، وخلاصة التذهيب 351.

[3]

الجرح والتعديل.

[4]

وقال ابن حبّان: مات سنة خمس وستين ومائتين أو قبلها أو بعدها بقليل. (الثقات 9/ 117) .

ص: 303

463-

محمد بْن عُقْبة بْن عَلْقَمَةَ البَيْروتيّ [1] .

عَنْ: أَبِيهِ، وخالد بْن يزيد.

وعنه: محمد بْن محمد الباغنديّ، وأحمد بن جوصا.

قال أبو حاتم: صَدُوق.

وقال ابن أبي حاتم [2] : كُتُب إليَّ من بيروت ببعض حديثه.

464-

محمد بن عقيل بن خويلد [3]- ن. ق. - أبو عبد الله الخزاعيّ النّيسابوريّ، الرّجلُ الصّالح.

روى عَنْ: حفص بْن عَبْد الرَّحْمَن، وحفص بْن عَبْد اللَّه، وجعفر بْن عَوْن، وعلي بْن الْحُسَيْن بْن واقد، وأبي عاصم، وجماعة.

وعنه: ن. ق.، وأَبُو دَاوُد فِي كتاب «النّاسخ والمنسوخ» ، وأبو بَكْر بْن زياد، وأَبُو عَوَانَة، وابن خُزَيْمَة، وأَبُو الْعَبَّاس السّرّاج، وجماعة آخرهم محمد بْن عَلِيّ المذكِّر شيخ الحاكم.

تُوُفّي سنة سبْعٍ وخمسين [4] .

قَالَ النَّسائيّ: ثِقةً [5] .

قُلْتُ: لَهُ عدّة أولَاد رَوَوْا [6] .

[1] انظر عن (محمد بن عقبة) في:

الجرح والتعديل 8/ 36 رقم 167، وعلل الحديث لابن أبي حاتم 2/ 73 رقم 1712، والسنن الكبرى للبيهقي 1/ 369، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 18/ 621 و 27/ 68 و 36/ 374 و 38/ 374، 472 و 39/ 210، 316، 484، ولسان الميزان 5/ 285، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 267 رقم 1523.

[2]

في الجرح والتعديل.

[3]

انظر عن (محمد بن عقيل) في:

الثقات لابن حبّان 9/ 139، والإكمال لابن ماكولا 1/ 336، والمعجم المشتمل 262 رقم 914، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1245، والكاشف 3/ 70 رقم 5137، وتهذيب التهذيب 9/ 347، 348 رقم 575، وتقريب التهذيب 2/ 191 رقم 536، وخلاصة التذهيب 352.

[4]

وقال ابن حبّان: مات بعد سنة خمسين ومائتين.

[5]

المعجم المشتمل.

[6]

قال ابن حبّان ربّما أخطأ. حدّث بالعراق بمقدار عشرة أحاديث مقبولة. (الثقات 9/ 139) .

ص: 304

365-

محمد بْن عَلِيّ بْن (

) [1] .

عَنْ: عَبْد الوهّاب بْن عطاء، وغيره.

وحدَّث بالمَوْصِل.

تُوُفّي سنة ستّ.

466-

محمد بن (

) [2] .

أبو جعفر.

روى عَنْ: أَبِيهِ. وسمع من أَبِي عُبَيْد «غريب الحديث» .

روى عَنْهُ: (

) [3] بْن أَبِي سعد الورّاق.

وثّقه الدّار الدّارَقُطْنيّ.

476-

محمد بْن خَلَف الكوفيّ.

عَنْ: [يحيى بْن][4] هاشم السِّمْسار، وعَمْرو بْن عَبْد الغفّار.

وعنه: أَبُو ذَرّ أَحْمَد بْن الباغَنْديّ.

468-

محمد بْن عُمَر بْن هيّاج الصّائديّ الكوفيّ [5] .

عَنْ: إِسْمَاعِيل بْنُ صُبَيْحٍ الْيَشْكُرِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى.

وعنه: ت. س. ق.، وأبو طاهر الْحَسَن بْن فِيل، وابن خُزَيْمَة، وابن أبي داود، وجماعة.

توفي سنة خمس وخمسين [6] .

469-

محمد بن عمر بن الوليد [7]- ت. ق. -

[1] في الأصل بياض، ولم أتبيّن مصادر ترجمته.

[2]

لم أتبيّن اسم صاحب الترجمة بالكامل لوجود بياض في الأصل.

[3]

في الأصل بياض.

[4]

في الأصل بياض، والمستدرك من: تاريخ بغداد 5/ 235.

[5]

انظر عن (محمد بن عمر بن هياج) في:

الجرح والتعديل 8/ 32 رقم 97، والثقات لابن حبّان 9/ 119، 120.

[6]

قال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي.

[7]

انظر عن (محمد بن عمر بن الوليد) :

أخبار القضاة لوكيع 3/ 24، 115، 127، 172، 187، والجرح والتعديل 8/ 32 رقم 96، والثقات لابن حبّان 9/ 142، والمعجم المشتمل 263، 264 رقم 922، وتهذيب الكمال

ص: 305

أبو جعفر الكنديّ الكوفيّ.

عَنْ: عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر، ومحمد بْن فُضَيْل.

وعنه: ت. ق. أيضًا، وعمر بْن محمد بْن بُجَيْر، ويحيى بْن صاعد، وبدر بْن الهَيْثَم، وآخرون [1] .

تُوُفّي سنة ستٍّ وخمسين.

470-

محمد بْن عُمَر بْن أَبِي مذعور [2] .

أَبُو جعْفَر البغداديّ.

عَنْ: رَوْح بْن عُبَادة، وحَرَميّ بْن عمارة، وجماعة.

وعنه: أَحْمَد بْن محمد الْأدَميّ، ومحمد بْن مَخْلَد العطّار.

تُوُفّي فِي ذي الحجّة سنة ثمانٍ وخمسين.

471-

محمد بْن عَمْرو بْن أَبِي مذعور [3] .

أبو عبد الله البغداديّ ابن عمّ محمد بْن عُمَر المذكور قبله، وهُوَ الأسنّ.

سَمِعَ: عَبْد العزيز بْن أَبِي حازم، والوليد بْن مُسلْمِ، وجماعة.

وعنه: يحيى بْن صاعد، وأبو عبد الله المَحَامِليّ، وجماعة.

تُوُفّي بعد الخمسين ومائتين.

472-

محمد بْن عَمْرو بْن يونس.

أَبُو جعْفَر التَّغْلِبيّ الكوفيّ. ويُعرف بالسُّوسيّ.

حدَّث بدمشق ومصر عَنْ: أَبِي معاوية الضّرير، وابن نُمَيْر.

وعنه: أبو الجهم بن طلّاب، وابن جوصا، وجماعة.

[ () ](المزّي) 3/ 1251، والكاشف 3/ 74 رقم 5161، وتهذيب التهذيب 9/ 368 رقم 605، وتقريب التهذيب 2/ 194 رقم 568، وخلاصة التذهيب 353.

[1]

قال النسائي: لا بأس به.

وقال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي في الرحلة الثالثة بالكوفة، وقدمنا الكوفة سنة خمس وخمسين ومائتين وهو حيّ فلم يقض لنا السماع منه.

[2]

انظر عن (محمد بن عمر) في:

تاريخ بغداد 3/ 24 رقم 948.

[3]

انظر عن (محمد بن عمرو) في:

أخبار القضاة لوكيع 2/ 25، 395.

ص: 306

توفي سنة تسع وخمسين.

473-

محمد بن عمرو بن عون [1] .

أبو عون الواسطي.

سمع: أباه، ومحمد بن أبان الواسطي.

وعنه: الباغندي، وابن مخلد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: ثقة [2] .

474-

محمد بْن عَمْرو بْن حَنَان الكَلبيّ الحمصيّ [3]- ن. - حدَّث ببغداد عَنْ: بقية بْن الوليد، وضَمْرَة بْن ربيعة، ويحيى بْن سعَيِد العطّار، وجماعة.

وعنه: ن.، وابن جَوْصا، والقاضي المحاملي، وآخرون.

وثقة الخطيب [4] ومات سنة سبع وخمسين ومائتين.

وكان مولده سنة أربع وسبعين ومائة.

475-

محمد عيسى بن رزين التّيميّ الرازي [5] .

ثم الأصبهاني المقرئ. أحد أعلام القرآن العظيم.

قرأ علي: نصير، وعلى: خلاد بن خالد، وجماعة.

قرأ عليه: الحسن. بن العباس الرازي، وأبو سهل حمدان، وجماعة.

وروى الحديث أيضا عَنْ: إِسْحَاق بْن سُلَيْمَان، وعُبَيْد اللَّه بن موسى،

[1] انظر عن (محمد بن عمرو بن عون) في:

الجرح والتعديل 8/ 34 رقم 156، وتاريخ بغداد 3/ 130 رقم 1149.

[2]

وزاد: صدوق، كتبت عنه مع أبي بواسط.

[3]

انظر عن (محمد بن عمرو بن حنان) في:

أخبار القضاة لوكيع 3/ 209، وفيه «حيان» بدل «حنان» ، وهو تحريف، سنن الدار الدّارقطنيّ 1/ 194 رقم 5 و 6، وتاريخ بغداد 3/ 128 رقم 1147، والإكمال لابن ماكولا 2/ 318، والمعجم المشتمل 264، 265 رقم 925، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1251 وفيه «حان» بدل «حنان» ، والكاشف 3/ 74 رقم 5166، وتهذيب التهذيب 9/ 372 رقم 614، وتقريب التهذيب 2/ 195 رقم 579، وخلاصة التذهيب 354.

[4]

في تاريخه 3/ 128.

[5]

انظر عن (محمد بن عيسى) في:

ذكر أخبار أصبهان 2/ 179، 180، والجرح والتعديل 8/ 39 رقم 178، ومعرفة القراء الكبار 1/ 223، 224 رقم 123، والوافي بالوفيات 4/ 294، وغاية النهاية 2/ 223، 224 رقم 3340.

ص: 307

وعبد الرحمن الدشتكي، وجماعة.

وصنف كتاب «الجامع في القراءات» . وكان رأسا في العربية، وصنف في العدد والرسم وغير ذلك.

قال أبو نعيم [1] : ما أعلم أحدا أعلم منه في فنه، يعني القراءات.

نقله أبو نعيم عَنْ أَبِي زُرْعَة الرّازيّ.

وله اختيار حَسَن فِي القراءات. وكان شيخ تلك الدّيار، رحمه الله تعالى.

وقال الدّانيّ: أجلّ أصحابه الفضل بن شاذان.

وممّن قرأ عليه: محمد بن عبد الرحيم الأصبهاني، وموسى بْن عَبْد الرَّحْمَن.

تُوُفّي سنة ثلَاثٍ وخمسين.

وقيل: تُوُفّي سنة إحدى وأربعين، والأوّل أشبه.

قَالَ أَبُو حاتم: صدوق [2] .

476-

محمد بْن عيسى [3] .

أبو عبد الله الأصبهاني الزّجّاج، إمام جامع أصبهان.

رحل وكتب الكثير، وروى عَنْ: أَبِي عاصم النبّيل، وعُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى، والحسين بْن حفص.

وعنه: محمد بن علي بن الجارود، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزُّهْريّ، وغيرهما [4] .

477-

محمد بن غالب [5] .

أبو جعفر الأنماطيّ البغداديّ المقرئ.

[1] في أخبار أصبهان 2/ 179.

[2]

الجرح والتعديل 8/ 39.

[3]

انظر عن (محمد بن عيسى الزجاج) في:

ذكر أخبار أصبهان 2/ 195.

[4]

قال أبو نعيم: ثقة مأمون.

[5]

انظر عن (محمد بن غالب) في:

تاريخ بغداد 3/ 143 رقم 1175، ومعرفة القراء الكبار 1/ 218 رقم 115، وغاية النهاية 2/ 226، 227 رقم 3351.

ص: 308

أخذ القراءة عرضا عَنْ شجاع بْن أَبِي نصر، وهو أضبط أصحابة، عَنْ أَبِي عَمْرو.

وقرأ عليه: أحمد بن إبراهيم القصبانيّ، والحسن بن الحباب، ونصر بن القاسم الفرائضيّ، ومحمد بن معلّى الشّونيزيّ، وغيرهم.

وكان مع حذقه بالقرآن أمّيّا لَا يكتب.

قَالَ النّقّاش: وكان ينادي فيكسب فِي اليوم القيراط وأكثر. وكان رجلَا صالحًا ورِعًا.

وقال عَبْيد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم: مات أستاذي محمد بْن غالب سنة أربعٍ وخمسين ببغداد.

وممّن قرأ عَلَيْهِ: الْحَسَن بْن الْحَسَن الصّوّاف، وأحمد بْن مَرْدُوَيْه القصَبَانيّ، والعباس بْن الفضل الرّازيّ.

478-

محمد بْن الفضل [1] .

أَبُو جعْفَر الجرجرائيّ الكاتب.

ولي وزارة المتوكّل عند ما نُكِبَ ابن الزّيّات، ثمّ عزله عَنْ قريب، ثمّ وزر قليلَا للمستعين. وكان بين موته وموت الفضل بْن مروان الوزير أيّامٌ يسيرة.

479-

محمد بْن الفضل بْن خدِاش الْبُخَارِيّ ثمّ البلْخيّ.

سَمِعَ: المقرئ، وَيَعْلَى بْن عُبَيْد، وأبا جَابرِ ومحمد بْن عَبْد الملك، ومحمد بْن سلَام البِيكَنْديّ.

ترجمه السُّليمانيّ وقال: روى عَنْهُ شيوخنا.

480-

محمد بْن الفُضَيْل البلْخيّ الزّاهد.

حجّ، وسمع: عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر، وأبا ضَمْرَةَ، وأبا أُسامة.

وعنه: أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن محمد الذَّهَبيّ، وعَلِيّ بْن أَحْمَد البلْخِيان.

وكان صدوقا.

[1] انظر عن (محمد بن الفضل الجرجرائي) في:

الفرج بعد الشدّة للتنوخي 2/ 26 و 4/ 419، 420، وتحفة الوزراء للثعالبي 121، والإيجاز والإعجاز، له 102، وتجارب الأمم لمسكويه 6/ 566، والعيون والحدائق لمجهول ج 4 ق 1/ 35، ونكت الوزراء للجاجرمي 43 أ، والفخري في الآداب السلطانية 171.

ص: 309

تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين 2 [1] .

481-

محمد بْن قُدامة الطُّوسيّ [2] .

عَنْ: جرير بْن عَبْد الحميد.

وعنه: محمد بْن مَخْلَد العطّار.

مجهول الحال.

482-

محمد بْن كرّام بْن عِرَاق بْن حُزَابَة بْن البَرَاء [3] .

الشَّيْخ الضّالّ المجسّم أبو عبد الله السّجستانيّ، شيخ الكرّاميّين.

حدّث عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن يوسف البلْخيّ، وعبد اللَّه بْن مالك بْن سُلَيْمَان الهَرَويّ، وأحمد بْن [عَبْد اللَّه][4] الْجُوَيْباريّ، وجماعة.

وعنه: محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق، وإِبْرَاهِيم بْن محمد بْن سفيان، و [عبد اللَّه][5] القيراطيّ، وإِبْرَاهِيم بْن حَجّاج النَّيسابوريون.

قَالَ الحاكم: وُلِد بقريَةٍ من قرى [زرنج][6] بسِجسْتان، ثمّ دخل خراسان وأكثر الَاختلَاف إلى أَحْمَد بْن حَرْب الزّاهد.

سَمِعَ اليسير من: عَلِيّ بْن إِسْحَاق السَّمرْقَنْديّ، عَنْ محمد بْن مروان، عن الكلبيّ.

[1] هكذا في الأصل.

[2]

انظر عن (محمد بن قدامة) في:

تاريخ بغداد 3/ 190 رقم 1232.

[3]

انظر عن (محمد بن كرّام) في:

الإكمال لابن ماكولا 7/ 164، ومقالات الإسلاميين للأشعري 141، وتلبيس إبليس 89، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 95 رقم 3170، والملل والنحل للشهرستاني 172، والفرق بين الفرق 215- 225، والأنساب 10/ 274- 276، واللباب 3/ 32، والكامل في التاريخ 7/ 217، والمختصر في أخبار البشر، 47، ودول الإسلام 1/ 153، والعبر 2/ 10، وسير أعلام النبلاء 11/ 523، 524 رقم 146، وميزان الاعتدال 5/ 21، 22 رقم 8103، والمغني في الضعفاء 2/ 627 رقم 5929، وتاريخ ابن الوردي 1/ 233، والوافي بالوفيات 4/ 375، 377 رقم 1921، وفيه:«خراية» بدل «حزابة» ، والبداية والنهاية 11/ 20، وتاريخ الخميس 2/ 380، ولسان الميزان 5/ 353- 356 رقم 1158، وتاج العروس 9/ 43، والنجوم الزاهرة 3/ 24.

[4]

في الأصل بياض، والمستدرك من: اللباب 1/ 313، والأنساب 10/ 275.

[5]

في الأصل بياض، والمستدرك من: الأنساب 10/ 275.

[6]

في الأصل بياض، والمستدرك من: لسان الميزان 5/ 355.

ص: 310

وسمع (

) [1] .

قَالَ: وأكثر عَنْ أَحْمَد الْجُويْبَاريّ، ومحمد بْن تميم الفاريابيّ. ولو عرفهما لأمسكَ عَنِ الرّواية عَنْهُمَا.

ولمّا ورد نَيْسابور بعد المجاورة بمكّة خمسَ سنين وانصرف إلى سجسْتان، وباع بها ما كَانَ يملكه، وجاء إلى نَيْسابور، حبسه محمد بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر [2] ، وطالت مِحْنَتُه، فكان يغتسل كلّ يوم جمعة، ويتأهَّب للخروج إلى الجامع، ثمّ يَقُولُ للسّجان: أتأْذَنُ ليَ فِي الخروج؟

فيقول: لَا.

فيقول: اللَّهمّ إنيّ بذلت مجهودي، والمَنْعُ مِن غيري [3] .

قَالَ: وبلغني أَنَّهُ كَانَ معه جماعة مِنَ الفقراء، وكان لباسُه مَسْكُ [4] ضَأن مدبوغ غير مخيط، وعلى رأسه قَلَنْسُوَة بيضاء. وقد نُصِب لَهُ دُكّان لَبِن. وكان يُطَرح لَهُ قطعة فَرْو فيجلس عليها ويعِظ ويُذَكِّر ويحدِّث [5] .

قَالَ: وقد أثْنى عَلَيْهِ، فيما بلغني، ابن خُزَيْمَة، واجتمع بِهِ غير مرّة.

وكذلك أَبُو سعَيِد عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحُسَيْن الحاكم، وهما إماما الفريقين [6] .

وحدثني محمد بْن حمدون المذكِّر: ثنا أَبُو الفضل محمد بْن الْحُسَيْن الصّفّار: سَمِعْتُ ابن كَرّام الزّاهد يَقُولُ: خمسة أشياء من حياة القلب: الجوع، وقراءة القرآن، وقيام الليل، والتِّضَرُّع عند الصُّبْح، ومجالسة الصّالحين.

وقال عَبْد اللَّه بْن محمد بْن سَلْم المقدسي: سَمِعْتُ محمد بْن كَرّام يَقُولُ: قَدَرُ فَرْعَوْن أنْ يؤمِن ولكن لم يؤمن.

قلت: هذا كلَامٌ يقوله المعتزليّ والسُّنّيّ، وكلّ واحدٍ منهما يقصد بِهِ شيئا.

[1] في الأصل بياض، ولا يمكن التكهّن بأسماء الذين سمعهم، فهم كثر في المصادر.

[2]

الموجود في «الأنساب» 10/ 276: «فحبسه طاهر بن عبد الله» . والموجود في كتاب «الفرق بين الفرق» 216 أنه ورد نيسابور في زمان ولاية مُحَمَّد بْن طاهر بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر.

[3]

الأنساب 10/ 276، لسان الميزان 5/ 355.

[4]

المسك: الجلد.

[5]

الوافي بالوفيات 4/ 375.

[6]

الوافي بالوفيات 4/ 375، والفريقان هما: الشافعية والحنفية.

ص: 311

وعن يحيى بْن مُعَاذ الرّازيّ قَالَ: الفقر بساط الزُّهّاد، وابن كَرّام عَلَى بساط الزاهدين.

وقال محمد بْن الْحُسَيْن الصّفّار: سَمِعْتُ ابن كَرّام يَقُولُ: الخوف يمنع عَنِ الذنوب، والحُزْن يمنع عَنِ الطّعام، والرّجاء يقوّي عَلَى الطّاعة، وذِكْر الموت يُزْهِد فِي الفُضُول.

وقال أَبُو إسحاق أحمد بن محمد بن يونس الهروي: سَمِعْتُ عثمان الدّارِميّ يَقُولُ: حضرت مجلس أمير سجِسْتان إِبْرَاهِيم بْن الحُصَيْن يوم أُخرج محمد بْن كَرّام من سجِسْتان، وحضر عثمان بْن عفّان السّجستانيّ وأهل العلم، فدعي محمد كَرّام، فقال لَهُ الأمير: ما هذا العلم الَّذِي جئتَ بِهِ؟ ممّن تعلّمت ومَن جالست؟

قَالَ: إلْحَامٌ [1] أَلْحَمْنيه اللَّه تعالى، بالحاء.

فقال لَهُ: هَلْ تُحْسِن التشهد؟

قَالَ: نعم، الطَّلَوَات للَّه، بالطّاء، حتى بلغ إلى قوله: السّلَام عليك أيُّها النَّبِيّ. فأشار إلى إِبْرَاهِيم بْن الحُصَين، فقال لَهُ: قطع اللَّه يدك. وأمرَ بِهِ فصُفِع وأُخْرج [2] .

وقال ابن حِبّان: محمد بْن كَرّام كَانَ قد خُذِل حتّى التقط مِن المذاهب أردأها، ومِن الأحاديث أوهاها. ثمّ جالس الْجُويْبَاريّ، ومحمد بْن تميم السَّعْديّ، ولعلّهما قد وضعا عَلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم والصّحابة والتابعين مائة ألف حديث. ثمّ جالس أَحْمَد بْن حَرْب، وأخذ عَنْهُ التَّقَشُّف. ولم يكن يُحْسِن العِلم. وأكثر كُتُبه المصنَّفة صنّفها لَهُ مأمون بْن أَحْمَد السُّلَميّ [3] .

وحدثني محمد بْن المنذر، سمعَ عثمان بْن سعَيِد الدّارِميّ يقول: كنت عند إبراهيم بن الحصين، إذا دخل علينا رجلٌ طُوالٌ عَلَيْهِ رقاع، فقيل: هذا ابن كرّام.

[1] كتب مقابلها في الهامش: «إلهام» .

[2]

الوافي بالوفيات 4/ 375.

[3]

الوافي بالوفيات 4/ 375، 376.

ص: 312

فقال لَهُ إِبْرَاهِيم: هَلِ اختلفت إلى أحدٍ مِنَ العلماء؟

قَالَ: لَا.

قَالَ: [لقيتَ][1] عثمان بْن عفّان السِّجِسْتانيّ؟

قَالَ: لَا.

قَالَ: فهذا العلم الَّذِي تقوله، من أَيْنَ لك؟

قَالَ: هذا نورٌ جعله اللَّه فِي بطني.

قَالَ: تُحْسِن التَّشَهُّد؟

قَالَ: نعم، التَّهيّاتُ للَّه والصَّلَوات والتَّيِّبات. السّلَام أَلَيْنا وأَلَى إبادِ اللَّه الصّالحين، أَشْحدُ أنّ لا إله إلا الله وأشحد أن مُهَمَّدًا أَبْدُكَ ورسُولُك.

قَالَ: قُمْ، لَعَنَك الله. ونفاه من سجستان.

قال ابن حِبْان: هذا حاله فِي ابتداء أمره، ثمّ لمّا أخذ فِي العِلم أحبّ أنْ ينشئ مذاهب لتُعْرف بِهِ. جعلَ الْإِيمَان قولَا بلَا معرفة قلب، فلزِمه أنّ المنافقين لَعَنَهُمُ اللَّه مؤمنون.

قَالَ: وكان يزعم أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يكن حُجّة اللَّه عَلَى خلقه، إنّ الحُجَّة لَا تَنْدرس ولا تموت. وكان يزعم أنّ الاستطاعة قبل الفِعْلِ. وكان يُجسّم الرّبّ جلّ وعلَا، وكان داعيةً إلى البِدَع، يجب ترك حديثه فكيف إذا اجتمع إلى بِدْعته القَدْح فِي السُّنن وَالطَّعْنُ فِي مُنْتحليها.

قلت: ونظيره فِي زُهده وضلَاله عَمْرو بْن عَبْيد. نسأل اللَّه السّلَامة.

وأخبث مقالَاته أنّ الْإِيمَان قَوْل بلَا معرفة قلْب، كما حكاه عَنْهُ ابن حِبْان [2] .

وقال أَبُو محمد بْن حزم: غُلَاة المُرْجئة طائفتان، قَالَتْ إحداهما [3] :

الْإِيمَان قول باللّسان وإن اعتقد الكُفْر بقلبه فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلِيٌّ للَّه، مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ.

وهو قول محمد بْن كَرّام السِّجِسْتانيّ وأصحابه. وقالت الأخرى: الْإِيمَان [للمُقِرّ بالشهادتين][4] وإنْ أعلن الكفر بلسانه.

[1] في الأصل بياض.

[2]

راجع: الفرق بين الفرق للبغدادي 223.

[3]

في الأصل: أحديهما. وهو غلط نحوي.

[4]

في الأصل بياض، والمستدرك من: الفرق بين الفرق 223.

ص: 313

وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجِ: شَهِدْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ [الْبُخَارِيَّ، وَدُفِعَ][1] إِلَيْهِ كِتَابٌ مِنْ محمد بْنِ كَرَّامٍ يَسْأَلُهُ عَنْ أَحَادِيثَ مِنْهَا: الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، رَفَعَهُ:«الْإِيمَانُ لَا يَزِيدُ وَلَا يَنْقُصُ» . فَكَتَبَ عَلَى ظَهْرِ كِتَابِهِ: من حدّث بهذا استوجب الضّرب الشّديد و [الحبس][2] الطَّوِيلَ.

قَالَ الْحَاكِمُ: وَحَدَّثَنِي الثِّقَةُ قَالَ: أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ محمد قَالَ: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ محمد الدَّهَّانُ: خَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَرَّامٍ الزَّاهِدُ مِنْ نَيْسَابُورَ فِي سنة إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَمَاتَ بِالشَّامِ فِي صَفَرٍ سنة خَمْسٍ وَخَمْسِينَ.

وَمَكَثَ فِي سِجْنِ نَيْسَابُورَ ثَمَانِ سِنِينَ.

قَالُوا: وَتُوُفِّيَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ مِنَ اللَّيْلِ. فَحُمِلَ بِالْغَدِ، وَلَمْ يَعْلَمْ بِمَوْتِهِ إِلا خَاصَّتُهُ، وَدُفِنَ فِي مَقَابِرِ الأَنْبِيَاءِ بِقُرْبِ زَكَرِيَّا وَيَحْيَى عليهما السلام. قَالَ: وَتُوُفِّيَ وَأَصْحَابُهُ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ نَحْوَ عِشْرِينَ أَلْفًا.

قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الطُّوسِيُّ كُرْدُوسٌ: سَمِعْتُ محمد بْنَ أَسْلَمَ الطُّوسِيَّ يَقُولُ: لَمْ يَعْرُجْ إِلَى السَّمَاءِ كَلِمَةٌ أَعْظَمُ وَأَخْبَثُ مِنْ ثلاثٍ: قَوْلُ فِرْعَوْنَ: أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى. وَقَوْلُ بِشْرٍ المُرِّيسِيِّ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ. وَقَوْلُ محمد بْنِ كَرَّامٍ:

الْمَعْرِفَةُ لَيْسَتْ مِنَ الإِيمَانِ.

قال الحسن بن إبراهيم الجوزقانيّ الهمذانيّ فِي كِتَابِ «الْمَوْضُوعَاتِ» لَهُ:

كَانَ ابْنُ كَرَّامٍ يَتَعَبَّدُ وَيَتَقَشَّفُ، وَأَكْثَرُ ظُهُورِ أَصْحَابِهِ بِنَيْسَابُورَ وَأَعْمَالِهَا، وَبَيْتِ الْمَقْدِسِ. مِنْهُمْ طَائِفَةٌ قَدْ عَكَفُوا عَلَى قَبْرِهِ، مَالَ إِلَيْهِمْ كَثِيرٌ مِنَ الْعَامَّةِ لاجْتِهَادِهِمْ وَظَلَفِ عَيْشِهِمْ. وَكَانَ يَقُولُ: الإِيمَانُ لا يَزِيدُ وَلا يَنْقُصُ، وَهُوَ قَوْلٌ بِاللِّسَانِ مُجَرَّدٌ عَنْ عَقْدِ الْقَلْبِ، وَعَمَلِ الأَرْكَانِ. فَمَنْ أَقَرَّ بِلِسَانِهِ بِكَلِمَةِ التَّوْحِيدِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ حَقًّا، وَإِنِ اعْتَقَدَ الْكُفْرَ بِقَلْبِهِ، وَالتَثْلِيثَ، وَأَتَى كُلَّ فَاحِشَةٍ وَكَبِيرَةٍ، إِلا أَنَّهُ مُقِرٌّ بِلِسَانِهِ، فَهُوَ مُوَحِّدٌ وَلِيٌّ للَّه مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ لا تَضُرُّهُ سَيِّئَةٌ. فلزمهم مِنْ هَذَا الْقَوْلِ أَنَّ الْمُنَافِقِينَ مُؤْمِنُونَ حَقًّا [3] .

[1] في الأصل بياض، والمستدرك من: لسان الميزان 5/ 353.

[2]

في الأصل بياض، والمستدرك من: لسان الميزان 5/ 354.

[3]

الفرق بين الفرق 223.

ص: 314

قُلْتُ: كَأَنَّهُ تَمَسَّكَ بِظَاهِرِ قَوْلِهِ عليه السلام: «مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ» . قَالَ الْجَوْزَقَانِيُّ: وَطَائِفَةٌ مِنْهُمْ تُسَمَّى الْمُهَاجِرِيَّةَ، تَقُولُ بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى جِسْمٌ لا كَالأَجْسَامِ، وَأَنَّ الأَنْبِيَاءَ تَجُوزُ مِنْهُمُ الْكَبَائِرُ إِلا الْكَذِبَ فِي الْبَلاغِ. وَقَدْ نَفَاهُ صَاحِبُ سِجِسْتَانَ وَهَابَ قَتْلَهُ لَمَّا رَآهُ زَاهِدًا بِزِيِّ الْعُبَّادِ، فَقَدِمَ نَيْسَابُورَ، وَافْتُتِنَ بِهِ خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِهَا، فَنَفَاهُ مُتَوَلِّي نَيْسَابُورَ، فَخَرَجَ مَعَهُ خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنْ أَعْيَانِ النَّاسِ. وَامْتَدَّ عَلَى حَالِهِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَسَكَنَ هُنَاكَ.

وَقَالَ الْمُشْرِفُ بْنُ مُرَجَّا الْمَقْدِسِيُّ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنَ كَرَّامٍ دَخَلَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَتَكَلَّمَ، فَجَاءَهُ غَرِيبٌ بَعْدَ مَا سَمِعَ مِنْهُ أَهْلُ الأَنْدَلُسِ حَدِيثًا كَثِيرًا، فَسَأَلَهُ عَنِ الإِيمَانِ، فَقَالَ: قَوْلٌ، بَعْدَ أَنْ أَمْسَكَ عَنْ جَوَابِهِ غَيْرَ مَرَّةٍ. فَلَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْهُ حَرَّقُوا مَا كَتَبُوا عَنْهُ، وَنُفِيَ إِلَى زُغَرَ [1] وَمَاتَ بِهَا، فَحُمِلَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ.

483-

محمد بْن كَيْسان بْن يزيد.

أبو عبد الله التّميميّ النَّيسابوري. ويعرف بأبي عَبْد اللَّه المَحَامِليّ.

سَمِعَ: [عَلِيّ][2] بْن عَيَّاش، ووَكِيعًا، والنضر بْن شُمَيْل، وعبد الرَّحْمَن بْن مغْراء، وهارون بْن المغيرة، وجماعة.

وعنه: إِبْرَاهِيم بْن أَبِي طَالِب، وابن خُزَيْمَة، وآخرون.

قَالَ الْحُسَيْن القبّانيّ: تُوُفّي سنة أربعٍ وخمسين 2 [3] .

484-

محمد بْن محمد بْن خلّاد الباهليّ [4] .

أبو عمر.

[1] زغر: قرية بمشارف الشام، وإيّاها عنى أبو دؤاد الإيادي حيث قال:

ككتابة الزّغريّ غشّا

ها من الذهب الدّلامص

(معجم البلدان 3/ 143) .

[2]

في الأصل بياض.

[3]

هكذا في الأصل.

[4]

انظر عن (محمد بن محمد بن خلّاد) في:

الثقات لابن حبّان 9/ 115، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1265، وتهذيب التهذيب 9/ 431 رقم 703، وتقريب التهذيب 2/ 205 رقم 673، وخلاصة التذهيب 358.

ص: 315

عَنْ: مَعْن بْن عيسى، ومْسَدّد.

روى [أبو داود عنه][1] رواية.

وروى عنه: أبو روق الهزاني، وأحمد بن الخيل الحريري.

وكان ممن قتله [الزنج صبرا][2] .

قال أبو داود: رأيته فِي النَّوم فقلتْ: ما فعل اللَّه بك؟

[فقال: أدخلني الجنة][3] .

قَالَ: ما ضرك [الوقف][4] .

توفي سنة سبع وخمسين ومائتين [5] .

485-

محمد بن محمد بن عقبة بْن السَّكن [6] .

أَبُو الفضل الأَسَدِيّ الْبُخَارِيّ الزاهد.

عَنْ: معلي بْن عُبَيْد، وعُبَيْد اللَّه بْن عبد المجيد، وأبي نُعَيْم.

وعنه: إِسْحَاق بْن أَحْمَد بْن خَلَف، ويوسف بْن رَيْحان، وسهل بْن شاذُوَيْه.

ذكره ابن ماكولَا. واسم جدّه الثامن «أَحْبش» ، بمْوَحَّدة.

486-

محمد بْن المُثَنَّى بْن عُبَيْد بْن قيس الحافظ [7]- ع. -

[1] في الأصل بياض، والإستدراك منّي، استنادا إلى: تهذيب الكمال.

[2]

في الأصل بياض، والاستدارك من: تهذيب التهذيب 9/ 431، وتهذيب الكمال 3/ 1265.

[3]

ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل، استدركته من: تهذيب الكمال.

[4]

في الأصل بياض، استدركته من: تهذيب الكمال.

[5]

وذكره ابن حبان في الثقات وقال: «يغرب» .

[6]

انظر عن (محمد بن محمد بن عقبة) في:

الإكمال لابن ماكولا 1/ 41.

[7]

انظر عن (محمد بن المثنّى) في:

الأدب المفرد 126 رقم 344، و 183 رقم 520، ورقم 556، والتاريخ الصغير للبخاريّ 2/ 396، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 66، وعمل اليوم والليلة للنسائي، رقم 61 و 75 و 122 و 191 و 245 و 272 و 311 و 325 و 433 و 446 و 454 و 491 و 493 و 527 و 572 و 601 و 610 و 648 و 741 و 762، وغيره، وزوائد عبد الله بن أحمد بن حنبل، رقم 12 و 31 و 49 و 74 و 169 و 184 و 185 و 212، والمراسيل لأبي داود، رقم 12 و 38 و 96 و 199 و 239 و 295 و 364 و 395 و 458 و 526، والجرح والتعديل 8/ 95 رقم 409، والثقات لابن حبّان 9/ 111، وصحيح ابن خزيمة 1/ رقم 357 و 436 و 526 و 2/ رقم 833، وتاريخ

ص: 316

أبو موسى العنزيّ البصريّ الزَّمن.

وُلِد سنة مات حمّاد بْن سَلَمَةَ [1] .

وسمع: يزيد بْن زُرَيْع، ومُعْتَمر بْن سُلَيْمَان، ومحمد بْن جعْفَر غُنْدَر، ويحيى القطّان، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وطبقتهم.

وعنه: ع.، ون. أيضًا، عَنْ رَجُل، عَنْهُ، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وأبو حاتم الرّازيّ، وابن صاعد، وابن خُزَيْمَة، وأبو عَرُوبة، وخلْق سواهم كثير، آخرهم أبو عبد الله المَحَامِليّ.

وكان أرجح من بُنْدار وأحفظ، لأنّه رحل، وبندار لم يرحل قَالَ أَبُو عَرُوبة: ما رَأَيْتُ بالبصرة أثبت من أَبِي مُوسَى، ويحيى بْن حكيم [2] .

مات سنة اثنتين وخمسين بعد بُنْدار بثلَاثة أشهر، فاتّفقا فِي المولد والوفاة [3] ، وطلبا العلم ولهما خمس عشرة سنة أو نحوها. وكانا نظيرين فِي الحِفْظ والإتقان.

واتفّق الأئمّة السّتّة عَلَى الرّواية عَنْهُمَا.

قَالَ صالح جَزَرَة: كَانَ محمد بْن المُثَنَّى فِي عقله شيء، وكنت أقدّمه عَلَى بندار [4] .

[ () ] الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 406، ورجال صحيح البخاري 2/ 682 رقم 1107، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 209 رقم 1514، وتاريخ بغداد 3/ 283- 286 رقم 1371، وتاريخ جرجان للسهمي 98، 299، 310، 503، 519، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 451 رقم 1721، والأنساب لابن السمعاني 9/ 78، وأخبار الحمقى والمغفّلين لابن الجوزي 81، ونزهة الألبّاء 89، والمعجم المشتمل 269، 270 رقم 949، واللباب 2/ 362، والكامل في التاريخ 7/ 177 وفيه تحرّف إلى «الذمن» بالذال، وفهرست ابن خير 487، والإقتراح في بيان الاصطلاح لابن دقيق العيد 483، 490، 491، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1264، 1265، والمختصر في أخبار البشر 2/ 44، ودول الإسلام 1/ 152، وتذكرة الحفاظ 2/ 112، وسير أعلام النبلاء 12/ 123- 126 رقم 42، والعبر 2/ 4، وميزان الاعتدال 4/ 24 رقم 8115، والكاشف 3/ 82 رقم 5219، وتاريخ ابن الوردي 1/ 231، والوافي بالوفيات 4/ 384 رقم 1941، والبداية والنهاية 11/ 11، وتهذيب التهذيب 9/ 425- 427 رقم 696، وتقريب التهذيب 2/ 204 رقم 666، وطبقات الحفّاظ 222، وخلاصة تذهيب التهذيب 357، وشذرات الذهب 2/ 126.

[1]

تاريخ بغداد 3/ 284.

[2]

تاريخ بغداد 3/ 286.

[3]

قال ابن حبّان: مات في ذي القعدة سنة اثنتين وخمسين ومائتين، وكان مولده ومولد بندار في سنة واحدة. (الثقات 9/ 111) .

[4]

انظر: تاريخ بغداد 3/ 284 و 285.

ص: 317

ويُروى عَنْ أَبِي مُوسَى أنّه قَالَ: نَحْنُ قومٌ لنا شَرفَ، صلّى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إلينا. يريد أنّه صلّى إلى عَنَزَة، فما أدري هَلْ فِهم معكوسًا أو أَنَّهُ قَالَ ذَلِكَ مزاحًا [1] .

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ: أَنَا محمد بْنُ هِبَةِ اللَّهِ الْمَرَاتِبِيُّ: أَنَا عَمِّي أَبُو بَكْرٍ محمد بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّيْنَوَرِيُّ سنة تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ: أَنَا عَاصِمُ بْنُ الْحَسَنِ، أَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ محمد: ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْقَاضِي إِمْلاءً: ثَنَا محمد بْنُ الْمُثَنَّى، ثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا جَاءَ إِلَى مَكَّةَ دَخَلَهَا مِنْ أَعْلاهَا وخرج من أسفلها» [2] .

وأنبأناه أبو الغنائم بن عِلَّانُ، وَالْمُؤَمَّلُ بْنُ محمد، وَآَخَرُونَ، قَالُوا: أَنَا أَبُو الْيُمْنِ الْكِنْدِيُّ، أَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الشَّيْبَانِيُّ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ، أَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، فَذَكَرَهُ.

وَأَنَا أَحْمَدَ بْنَ هِبَةِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي رَوْحٍ الْهَرَوِيِّ: أَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ، أَنَا أَبُو سعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَا محمد بْنُ الْفَضْلِ، أَنَا جَدِّي أَبُو بَكْرٍ محمد بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ: ثَنَا مُوسَى، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ قَالا: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا دَخَلَ مَكَّةَ دَخَلَهَا مِنْ أَعْلاهَا وَخَرَجَ مِنْ أَسْفَلِهَا» .

لَفْظُ أَبِي مُوسَى أَخْرَجَهُ الْجَمَاعَةُ، سِوَى ابْنِ مَاجَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الزَّمِنِ، فَوَقَعَ مُوَافَقَةً عَالِيَةً.

وَآَخِرُ مَنْ رَوَى حَدِيثَ أَبِي موسى عاليا أبو الفضل الطّوسيّ بالموصل [3] .

[1] روى الدار الدّارقطنيّ أن أبا موسى محمد بن المثنّى قال لهم يوما: نحن قوم لنا شرف، نحن من عنزة، وقد صلّى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إلينا، لما روى أنه صلى الله عليه وسلم صلّى إلى عنزة، توهّم أنه صلّى إليهم، وإنما العنزة التي صلّى إليها النبي صلى الله عليه وسلم هي حربة كانت تحمل بين يديه فتنصب فيصلّي إليها.

(أخبار الحمقى لابن الجوزي 81) .

[2]

أخرجه بهذا السند البخاري في الحج 2/ 1557154 باب من أين يخرج من مكة، وأبو داود في المناسك (1869) باب دخول مكة، والترمذي في الحج (855) باب ما جاء في دُخُولُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ من أعلاها وخروجه من أسفلها. وأحمد في المسند 6/ 40.

[3]

وقال ابن حبّان: كان صاحب كتاب، لا يحدّث إلّا من كتابه. (الثقات 9/ 111) .

ص: 318

487-

محمد بْن المثنى بْن زياد [1] .

أَبُو جعْفَر السِّمْسار شيخ بغداديّ زاهد معروف، صحِب بِشْر بْن الحارث مدّةً، وروى عَنْهُ، وعن عفّان.

وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بْن مَخْلَد، وغيرهما.

قَالَ أَبُو بَكْر الخطيب: هُوَ صدوق.

تُوُفّي سنة ستّين 2 [2] .

488-

محمد بْن مُسلْمِ [3] .

أَبُو بَكْر البغداديّ القَنْطَريّ الزّاهد، أحد الأولياء.

قَالَ أَبُو الْحُسَيْن بْن المنادي: كَانَ ينزل قنطرة بردان، وكان يُشَبَّه ببِشْر الحافي فِي الورع وتَرْك الدُّنيا، يتقوَّت باليسير.

أُخبِرتُ أنّه كان ينسخ «جامع سفيان» ببضعة عشر درهمًا منها قُوتُه.

وقيل: كَانَ مُجاب الدَّعوة. وكان الْجُنَيْد يزوره.

وقال ابن مَخْلَد: مات فِي ذي الحجّة سنة ستّين ومائتين.

489-

محمد بن معاوية بن يزيد بن مالج [4]- ن. - أبو جعفر البغداديّ.

عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن جعْفَر المَدَنيّ، وإِبْرَاهِيم بْن سعْد، وخَلَف بْن خليفة، وغيرهم.

وعنه: ن.، ومحمد بن جرير الطّبريّ، ومحمد بن حامد السّنّيّ، وابن صاعد، والمحامليّ، وجماعة.

[1] انظر عن (محمد بن المثنّى بن زياد) في:

تاريخ بغداد 3/ 286 رقم 1372.

[2]

هكذا في الأصل.

[3]

انظر عن (محمد بن مسلم) في:

تاريخ بغداد 3/ 256 رقم 1348، والمنتظم 5/ 25، 26 رقم 57.

[4]

انظر عن (محمد بن معاوية) في:

تاريخ بغداد 3/ 274 رقم 1362، والمعجم المشتمل 272 رقم 960، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1274، والكاشف 3/ 86 رقم 5246، وتهذيب التهذيب 9/ 463، 464 رقم 748، وتقريب التهذيب 2/ 208 رقم 716، وخلاصة التذهيب 357، وتاج العروس، مادّة (ملج) .

ص: 319

وكان يتجر في الأنماط.

قال النسائي: لَا بأس بِهِ [1] .

490-

محمد بْن مَعْدان بْن عيسى الحرّانيّ [2]- ن. - عَنْ: الْحَسَن بْن محمد بْن أعين، وعبد اللَّه بْن يزيد المقرئ.

وعنه: ن.، وأبو عَرُوبة الحرّانيّ، ومحمد بْن المُسَيَّب الأرْغِيانيّ، وجماعة.

وثقة النسائي [3] .

توفي سنة ستين 2 [4] .

491-

محمد بن معمر بن ربعيّ [5]- ع. - أبو عبد الله القيسيّ البصريّ البحرانيّ الحافظ.

عَنْ: أَبِي أسامة، وحَرَميّ بْن عُمارة، ورَوْح بْن عُبَادة، وجماعة كثيرة.

وكان مِن كبار المحدثين وأثباتهم.

روى عَنْهُ: ع.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو بكر بن أَبِي الدُّنيا دَاوُد، وأَبُو بَكْر بْن خُزَيْمَة، وخلق.

توفّي سنة ستّ وخمسين ومائتين [6] .

[1] تاريخ بغداد 3/ 275.

[2]

انظر عن (محمد بن معدان) في:

الجرح والتعديل 8/ 102 رقم 438، والثقات لابن حبّان 9/ 113، والمعجم المشتمل 272 رقم 961، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1274، والكاشف 3/ 87 رقم 5247، وتهذيب التهذيب 9/ 465، 466 رقم 750، وتقريب التهذيب 2/ 209 رقم 718، وخلاصة التذهيب 360.

[3]

المعجم المشتمل.

[4]

هكذا في الأصل. وفي ثقات ابن حبّان (9/ 113) : مات فِي ذي الحجّة سنة اثنتين وخمسين ومائتين.

[5]

انظر عن (محمد بن معمر) في:

الجرح والتعديل 8/ 105 رقم 453، والثقات لابن حبّان 9/ 122، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 683 رقم 1109، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 214 رقم 1528، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 452 رقم 1723، والمعجم المشتمل 272 رقم 962، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1275، والكاشف 3/ 87 رقم 5249، وتهذيب التهذيب 9 466، 467 رقم 753، وتقريب التهذيب 2/ 209 رقم 721، وخلاصة التهذيب 360.

[6]

وثّقه النسائي، وقال أيضا: لا بأس به. (المعجم المشتمل) .

ص: 320

492-

محمد بْن المغيرة الشَّهَرزُوريّ [1] .

عَنْ: أيّوب بْن سُوَيْد الرَّمْليّ، ويحيى بْن الْحَسَن المدائنيّ، وغيرهما.

وعنه: محمد بْن هارون بْن المجدّر، وعمر بْن سعَيِد بْن سِنان.

قَالَ ابن عَدِيّ [2] : هُوَ عندي ممّن يضع الحديث [3] .

493-

محمد بْن منخّل بْن عَبْد اللَّه بْن حمّاد.

أبو عبد الله النَّيسابوري.

سَمِعَ فِي الرّحلة: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وأبا ضَمْرَةَ أَنَس بْن عِياض، وجماعة.

وعنه: ابن خُزَيْمَة، وأبو حامد بْن الشَّرْقيّ، ومكّيّ بْن عَبْدان، وجماعة.

وكان صدوقًا.

تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين.

قَالَ الْحَسَن بْن محمد بْن جَابرِ: ثنا محمد بْن منخّل بْن عَبْد اللَّه بن حمّاد بْن سهْم بْن عَبْد اللَّه و (

) [4] بْن سمُرَة.

قَالَ الْحَسَن: وكان قد جلس بعد موت محمد بن يحيى، واجتمع عَلَيْهِ خلق عظيم.

مات فِي آخر سنة ثمانٍ وخمسين.

وقال الحاكم: أدرك جماعةً، ولم يُدْركهم محمد بْن يحيى. سَمِعَ من عَمْرو السَّدُوسيّ، والنضر بْن شُمَيْل، وسُفْيَان، وابن أَبِي فُدَيْك.

494-

محمد بْن منصور بْن عَبْد الرحمن.

[ () ] وقال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي في البصرة في الرحلة الثالثة وروى عنه. سئل أبي عنه فقال: صدوق.

[1]

انظر عن (محمد بن المغيرة الشهرزوريّ) في:

الثقات لابن حبّان 9/ 107 وفيه قال محقّقه بالحاشية (2) : «لم نظفر به» ، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2286، و 2287، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 101 رقم 3206، والمغني في الضعفاء 2/ 635 رقم 5996، وميزان الاعتدال 4/ 46 رقم 819، ولسان الميزان 5/ 386 رقم 1256 وفيه «السهروردي» بدل «الشهرزوريّ» .

[2]

في الكامل 6/ 2286 وزاد: «يسرق الحديث» .

[3]

وذكره ابن حِبّان فِي «الثّقات» وقال: ربّما أخطأ، يعتبر حديثه إذا روى عن الثقات.

[4]

في الأصل بياض.

ص: 321

أبو عبد الله السُّلَميّ النَّيسابوري.

لم يرحل. وسمع: الحفصيْن، ومكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، وعَبْد الرَّحْمَن بْن قيس الزَّعْفَرانيّ، والجارود بن يزيد.

وعنه: جعفر بن أحمد الشاماتي، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، وجماعة.

توفي سنة ثمان أيضا.

495-

محمد بن منصور بن داود بن إبراهيم [1]- د. ن. - أبو جعفر الطّوسيّ العابد. نزيل بغداد.

سَمِعَ: سُفْيان بْن عُيَيْنَة، ومُعاذ بْن مُعاذ، وإِسْمَاعِيل بْن عَلَيْهِ، ويعقوب بْن إِبْرَاهِيم الزُّهْريّ، وجماعة.

وعنه: د. ن.، ومُطَيَّن، وابن صاعد، ومحمد بن هارون الحضرمي، وأبو عبد الله المحاملي، وآخرون.

قال المروذي: سألت أبا عبد الله، عَنْ محمد بْن منصور، فقال: لَا أعلم إلَا خيرًا، صاحب صلَاة [2] .

وقال النَّسائيّ: ثقة [3] .

وقال ابن شاهين: ثنا أحمد بن محمد المؤذّن: سمعت محمد بن منصور الطّوسيّ وحَوَاليه قوم فقالوا: يا أَبَا جعفر إيش اليوم عندك، قد شكّ النّاسُ فِيهِ يوم عَرَفَة هُوَ أو غيرة؟

فقال: اصبِرُوا. ودخل البيت، ثمّ خرج فقال: هو يوم عرفة. فاستحيوا أنْ يقولوا لَهُ من أَيْنَ ذاك. فعدّوا الأيّام فكان كما قَالَ. فَسَمِعْتُ أَبَا بَكْر بن سلّام

[1] انظر عن (محمد بن منصور الطوسي) في:

الجرح والتعديل 8/ 94 رقم 407، والثقات لابن حبّان 9/ 130، وتاريخ وفاة الشيوخ للبغوي 83 رقم 233، وتاريخ بغداد 3/ 24 رقم 1338، وتاريخ جرجان للسهمي 162، والمعجم المشتمل 273 رقم 9677، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1276، والكاشف 3/ 88 رقم 2575، وتهذيب التهذيب 9/ 472، 473 رقم 66، وتقريب التهذيب 2/ 210 رقم 735، وخلاصة التهذيب 360.

[2]

تاريخ بغداد 3/ 248.

[3]

المعجم المشتمل 273، وقال أيضا: لا بأس به.

ص: 322

الوراق يَقُولُ لَهُ: من أَيْنَ علمت؟

قَالَ: دخلتُ فسألت ربيّ، فأراني الناس فِي الموقف [1] .

وقال: أَبُو سعَيِد النّقّاش: محمد بْن منصور الطُّوسيّ أستاذ أَبِي الْعَبَّاس بْن مسروق، وأَبِي سعَيِد الخرّاز، كتبّ الحديث ورواه.

ثمّ قَالَ: أنبا أَبُو نصر عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ السّراج: حدَّثني أَحْمَد بْن محمد البَرْذَعيّ: سَمِعْتُ أَبَا الفضل الوَرْثانيّ: سَمِعْتُ أَبَا سعَيِد الخرّاز يَقُولُ: سَأَلتُ محمد بْن منصور الطُّوسيّ عَنْ حقيقة الفَقْر، فقال: السُّكُون عند كلّ عدَم، والْبَذْل عند كل وُجود.

قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر الرّازيّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْد العزيز الطَّيْفُوريّ يَقُولُ:

سُئِل محمد بْن منصور: إذا أكلت وشبعتَ ما شُكْرُ تِلْكَ النعمة؟ قَالَ: أن تُصلّي حتى لَا يبقى فِي جوفك منه شيء.

وقال الْحَسَين بْن مُصْعَب: ثنا محمد بْن منصور الطُّوسيّ [2] قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي النّوم، فقلت: مُرْني بشيء حتّى ألتزمه.

قَالَ: عَلِيّك باليقين [3] .

وعنه قَالَ: يُعرف الجاهل بالغضب فِي كلّ شيء، وإفشاء السّرّ، والثّقة بكلّ أحد، والعِظة فِي غير موضعها.

تُوُفّي فِي شوّال سنة أربعٍ وخمسين ومائتين [4] . وعاش ثمانيًا وثمانين سنة، رحمه الله.

496-

محمد بْن مُوسَى بْن شاكر [5] .

أحد الإخوة الثلاثة، هو وأحمد وحسن، الّذين تُنْسَب إليهم حِيَل بني

[1] تاريخ بغداد 3/ 249.

[2]

في الأصل: «الطوفي» وهو تصحيف.

[3]

تاريخ بغداد 3/ 250.

[4]

ورّخه: البغوي، وابن حبّان.

[5]

انظر عن (محمد بن موسى بن شاكر) في:

الفهرست لابن النديم 271، والديارات للشابشتي 110، 111، وأخبار العلماء للقفطي 208، ووفيات الأعيان 5/ 161- 163، والمختصر في أخبار البشر 2/ 49، وسير أعلام النبلاء 12/ 338، 339، رقم 136، وتاريخ ابن الوردي 1/ 235، 236، ومرآة الجنان 2/ 170، 171، والوافي بالوفيات 5/ 84، 85.

ص: 323

مُوسَى. عنوا بكتب الأوائل، وبذلوا فِي طلبها الأموال، وبَرعوا فِي علم الهندسة والموسيقى، ولهم عجائب في الحيل.

كانوا من شياطين العالم، استعان بهمُ المأمون فِي عمل الرَّصْد.

وطال عمُر محمد بْن مُوسَى واشتهر ذِكره.

تُوُفّي فِي ربيع الأوّل سنة تسعٍ وخمسين ومائتين. ذكره ابن خلكّان، وغيره.

497-

محمد بْن المؤمّل القيّسيّ البغداديّ [1]- ق. - البصْريّ الأصل.

روى عَنْ: أَبِي هَمّام محمد بْن محبّب الدّلَال، وبَدَلِ بْن المحبّر، وغيرهما.

وعنه: ق.، وأَبُو عَرُوبة، وعَبْد الله بْن محمد بن وهب الدّينوريّ.

498-

محمد بن ميمون [2]- ت. ن. ق. - أبو عبد الله المكّيّ الخيّاط.

عن: سفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم، وشعيب بن حرب، وجماعة.

وعنه: ت. ن. ق.، وابن خُزَيْمَة، وحرمي بن أبي العلاء، ويحيى بن صاعد، وآخرون.

قال أبو حاتم: كان أميا مغفلا [3] .

وقال غيره: توفّي سنة اثنتين وخمسين.

[1] انظر عن (محمد بن المؤمل) في:

المعجم المشتمل 274 رقم 971، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1279، والكاشف 3/ 89 رقم 5265، وتهذيب التهذيب 9/ 483 رقم 785، وفيه «العبسيّ» ، وتقريب التهذيب 2/ 212 رقم 755، وخلاصة التذهيب 361.

[2]

انظر عن (محمد بن ميمون) في:

الجرح والتعديل 8/ 81، 82 رقم 340، وتاريخ جرجان للسهمي 337، 338 رقم 393، والمعجم المشتمل 275 رقم 973، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1279، والكاشف 3/ 90 رقم 5267، وتهذيب التهذيب 9/ 485 رقم 790، وتقريب التهذيب 2/ 212 رقم 760، وخلاصة التذهيب 361.

[3]

الجرح والتعديل، وزاد: ذكر لي أنه روى عن أبي سعيد مولى بني هاشم عن شعبة حديثا باطلا، وما أبعد أن يكون وضع للشيخ فإنه كان أميّا.

ص: 324

وقال النَّسائيّ فِي سُنَنه الكبير: لَيْسَ بالقويّ [1] .

499-

محمد بْن أَبِي ميمون القَيْروانيّ.

شيخ مُسِنّ.

روى عَنْ: عَبْد اللَّه بْن وهْب.

ومات فِي ربيع الآخر سنة أربعٍ وخمسين.

500-

محمد بْن نَجِيح بْن بُرد.

أَبُو عامر المصريّ.

روى عَنْ: عَبْد اللَّه بْن وَهْبُ أيضًا.

تُوُفّي سنة ستٍّ وخمسين ومائتين.

501-

محمد بْن نصر بْن عَبْدة الخَرْجانيّ [2] .

عَنْ: يحيى بْن أَبِي بكُيْر الكرْمانيّ، وداود بْن إِبْرَاهِيم الواسطيّ.

وعنه: ابنه، وأحمد بْن عَبْدان، ومحمد بْن يحيى بْن مَنْدَه، وأهل أصبهان.

وثقَّه أَبُو نُعَيْم الحافظ.

وتُوُفّي سنة اثنتين وخمسين.

502-

محمد بْن نصر النَّيسابوري الفرّاء [3]- ن. - عَنْ: أَبِي عُبَيْد القاسم بْن سلَام، وأيّوب بْن سُلَيْمَان بْن بلَال، وسُلَيْمَان بْن حَرْب، وعَلِيّ بْن المَدِينيّ، وخلْق.

وعنه: ن. ووثقه [4] ، وأحمد بْن محمد بْن الأزهر، وحرب الكرمانيّ، وأَحْمَد بْن محمد بن عبد الرحمن السّاميّ، وغيرهم.

[1] وقال أيضا في موضع آخر: صالح. (المعجم المشتمل) .

[2]

انظر عن (محمد بن نصر بن عبدة) في:

ذكر أخبار أصبهان 2/ 199.

[3]

انظر عن (محمد بن نصر) في:

المعجم المشتمل 275 رقم 976، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1280، والكاشف 3/ 90 رقم 5272، وتهذيب التهذيب 9/ 489 رقم 797، وتقريب التهذيب 2/ 213 رقم 766، وخلاصة التذهيب 361.

[4]

المعجم المشتمل.

ص: 325

503-

محمد المهتدي باللَّه [1] .

الخليفة الصّالح أمير المؤمنين أَبُو إِسْحَاق، وقيل: أبو عبد الله بْن الواثق باللَّه محمد بْن هارون بْن المعتصم باللَّه أَبِي إِسْحَاق محمد بْن الرشيد الهاشميّ العبّاسيّ.

وُلِد فِي خلَافة جدِّه سنة بضع عشرة ومائتين، وبُويع بالخلَافة لِلَيْلَةٍ بقيت مِن رجب سنة خمسٍ وخمسين، وله بضعٌ وثلَاثون سنة.

وما قبِلَ بيعة أحدٍ حتّى أُتِيَ بالمعتز باللَّه، فلمّا رآه قام لَهُ وسلَّم عَلَى المعتزّ بالخلَافة، وجلس بين يديه. فجيء بالشُّهُود، فشهدوا عَلِيّ المعتزّ أنّه عاجز عَنِ الخلَافة، فاعترفَ بذلك ومدَّ يدَه فبايع المهتدي باللَّه، وهو ابن عمّه، فارتفع حينئٍذ المهتدي إلى صدر المجلس وقال: لَا يجتمع سيفان فِي غمد [2] .

وتمثّل بقول أبي ذؤيب:

[1] انظر عن (المهتدي باللَّه) في:

تاريخ اليعقوبي 2/ 483، 484، 504- 506، وتاريخ الطبري 9/ 154، 157، 279، 326، 391- 469، 473، والعقد الفريد 4/ 166 و 5/ 124، وربيع الأبرار 2/ 153 و 4/ 174، 236، 267، وولاة مصر 241، 242، والولاة والقضاة 212، 215، والتنبيه والإشراف 317، 318، ومروج الذهب 3109- 3152، والديارات للشابشتي 122، 153، والبدء والتاريخ 6/ 123، 124، وتاريخ الزمان 42- 44، وتاريخ مختصر الدول 147، 148، 164، والكامل في التاريخ 1/ 337 و 7/ 23، 156، 187، 198- 204، 218، 221، 223- 235، و 8/ 373، وتحفة الوزراء 116، 122، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 25- 27، 29- 36، 38، 47، 54، 57، 135، والوزراء للصابي 25، 244، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 186، 208، 293، 339، 389 و 2/ 76، 251 و 3/ 151 و 5/ 98، والجليس الصالح 2/ 384- 386، والإنباء في تاريخ الخلفاء 115، 131، 133- 137، وثمار القلوب 186، 513، ومعجم الشعراء للمرزباني 401، ونثر الدرّ للآبي 3/ 49، وتاريخ بغداد 3/ 347، والمصباح المضيء 1/ 525- 528، ومحاضرات الأدباء 1/ 395، والتذكرة الحمدونية 1/ 413، 414، و 2/ 81، 82، 192، وبدائع البدائه 69، والفخري 245- 249، 274، وخلاصة الذهب المسبوك 221، ومختصرات التاريخ لابن الكازروني 144- 151، 157- 163، وسير أعلام النبلاء 12/ 535- 540 رقم 209، وفوات الوفيات 4/ 50- 52، والوافي بالوفيات 5/ 144، والبداية والنهاية 11/ 17، 156 وتاريخ الخميس 2/ 381، 382، والنجوم الزاهرة 3/ 26، 27، وتاريخ الخلفاء 361، 362، وشذرات الذهب 2/ 132، 133، والروض المعطار 108، 300، 525، والأغاني 23/ 143، 147، ونصوص ضائعة 9، 65، وشفاء الغرام 2/ 296، 297.

[2]

الإنباء في تاريخ الخلفاء 133.

ص: 326

تريدين كَيْمَا تجمعيني وخالدا

وهل يُجمع السَّيفان- وَيْحكِ- فِي غَمْد؟

وكان المهتدي باللَّه أسمر رقيقًا، مليح الوجْه، ورِعًا، متعبّدًا، عادلَا، قويًّا فِي أمر اللَّه، رجلَا شجاعًا، لكنّه لم يجد ناصرًا ولا مُعينًا عَلَى الخير.

قَالَ أَبُو بَكْر الخطيب [1] : قَالَ أَبُو مُوسَى العبّاسيّ: لم يزل صائمًا منذ ولي إلى إن قُتِل.

قَالَ أَبُو الْعَبَّاس هاشم بْن القاسم: كنتُ بحضرة المهتدي عشيّةً فِي رمضان، فوثبت لأنصرف، فقال لي: اجلس فجلست. فتقدَّم فصلّى بنا، ودعا بالطّعام. فأُحضر طبق خلَاف [2] وعليه مِنَ الخُبْز النّقيّ، وفيه آنية فيها ملح وخلّ وزيت. فدعاني إلى الأكل، فابتدأتُ آكل ظانًا أنّه سيوفي بطعام. فنظر إليّ وقال: ألم تكن صائمًا؟ قلت: بلي. قَالَ: أَفَلَسْت عازمًا عَلَى الصَّوم؟ قلت:

بلى، كيف لَا وهو رمضان. قَالَ: فكُلْ واستْوفِ، فليس هاهنا مِنَ الطعام غير ما ترى.

فعجِبْتُ ثمّ قلت: ولِمَ يا أمير المؤمنين؟ قد أسبغ اللَّه نعمته عليك. فقال:

إنّ الأمر لَعَلَى ما وصفت، ولكني فكّرتُ فِي أنّه كَانَ فِي بني أُمّية عُمَر بْن عَبْد العزيز، وكان مِنَ التَّقلُّل والتَّقَشُّف عَلَى ما بلغك. فغرتُ عَلَى بني هاشم، فأخذت نفسي بما رَأَيْت [3] .

وقال ابن أَبِي الدُّنيا: ثنا أَبُو النَّضْر المَرْوزِيّ: قَالَ لي جعْفَر بْن عَبْد الواحد: ذاكرتُ [المهتدي][4] بشيء، فقلت لَهُ: كَانَ أَحْمَد بْن حنبل يَقُولُ بِهِ، ولكنّه كَانَ يُخَالَف. كأني أشرتُ إلى [من مضى][5] من آبائه.

فقال: رحم اللَّه أَحْمَد بْن حنبل، والله لو جازَ لي أن أتبرأ من أَبِي لتبرّأت منه. ثمّ قَالَ لي: تكلَّم بالحقّ وقُلْ بِهِ، فإنّ الرجل ليتكلّم بالحقّ فينبل في عيني [6] .

[1] في تاريخ بغداد 3/ 349.

[2]

الخلاف: صنف من الصفصاف ومن عيدانه تعمل الأطباق.

[3]

تاريخ بغداد 3/ 350، الفخري 246.

[4]

في الأصل بياض، والمستدرك من: تاريخ الخلفاء للسيوطي 361.

[5]

في الأصل بياض، والمستدرك من: تاريخ الخلفاء.

[6]

سير أعلام النبلاء 12/ 537.

ص: 327

وقال ابن عَمْرو النَّحْويّ: حدَّثني بعض الهاشميين أَنَّهُ وجد للمهتدي سفَطٌ [1] فِيهِ جُبّة صُوف وكِساء كَانَ يلبسه باللّيل ويصلّي فِيهِ. وكان قد اطَّرَح الملَاهي، وحرَّم الغناء. وحَسَمَ أصحاب السُّلْطان عَنِ الظُّلْم [2] . وكان شديد الإشراف عَلَى أمر الدّواوين. يجلس بنفسه، ويجلس الكُتّاب بين يديه فيعملون الحساب. وكان لَا يخل بالجلوس الخميس والاثنين. وقد ضرب جماعة مِنَ الرؤساء. ونفى جعْفَر بْن محمود إلى بغداد، وكرِه مكانه لأنّه نُسِبَ عنده إلى الرّفْض [3] .

وأقبل مُوسَى بْن بُغَا مِنَ الرِّيّ يريد سامرّاء، فكرِه المهتدي مكانَه، وبعثَ إِلَيْهِ بعبد الصَّمد بْن مُوسَى الهاشميّ يأمره بالرجوع، فلم يفعل [4] .

وحبس المهتدي الْحَسَن بْن محمد بْن أَبِي الشوارب، وولّى عَبْد الرَّحْمَن بْن نائل البصْريّ قضاء القُضاة، وانتهب منزل الكَرْخيّ [5] .

وحجّ بالنّاس فِي خلَافته عَلَى بْن الْحَسَين بْن إِسْمَاعِيل الهاشميّ [6] .

قلت: ذكرنا فِي الحوادث خروج الأتراك عَلَى المهتدي باللَّه، وكيف حاربهم بنفسه وجُرح. ثمّ أسروه وخلعوه، ثمّ قتلوه إلى رحمة اللَّه فِي رجب سنة ستٍّ وخمسين ومائتين. وكانت خلَافته سنة إلَا خمسة عشر يومًا. وقام بعده المعتمد عَلَى اللَّه.

504-

محمد بْن هارون [7] .

[1] في السير: صفط، بالصاد. والمثبت يتفق مع ما في: مروج الذهب 4/ 190.

[2]

الفخري 246.

[3]

سير أعلام النبلاء 12/ 537.

[4]

السير 12/ 537.

[5]

السير 12/ 537.

[6]

مروج الذهب 4/ 406.

[7]

انظر عن (محمد بن هارون المقرئ) في:

سير أعلام النبلاء 12/ 324 رقم 124، ومعرفة القراء الكبار 1/ 222، 223 رقم 122، وغاية النهاية 2/ 272، 273 رقم 3504، وتهذيب التهذيب 9/ 494 (مدرجة في ترجمة سميّه:

الربعي البغدادي) ، وتقريب التهذيب 2/ 214 رقم 776.

ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : لقد فرّق المؤلّف الذهبي- رحمه الله بين صاحب هذه الترجمة وهو «المروزي المقرئ» ، وبين صاحب الترجمة التالية

ص: 328

أَبُو نَشِيط المَرْوزِيّ المقرئ. صاحب عيسى بْن مينا قالون المدنيّ.

قرأ عَلَيْهِ: أَبُو حسّان أَحْمَد بْن محمد بْن أَبِي الأشعث العَنَزِيّ.

ودارت قراءة أَبِي نشيط عَلَى أَبِي حسّان. واشتهرت عَنْهُ، وقرأت بها القرآن من طريق «التَّيسير» ، وغيره.

وعليها أعتمد أَبُو عَمْرو الدّانيّ.

[ () ]«الربعي البغدادي» ، كما هو واضح هنا، وكذلك فعل الحافظ ابن حجر في «تقريب التهذيب» فجعل «المروزي المقرئ» برقم (776) و «الربعي البغدادي» برقم (775) ، وقد ذكر صديقنا الدكتور بشار عواد معروف في حاشيته على كتاب «معرفة القراء الكبار» للمؤلّف عدّة مصادر لصاحب هذه الترجمة المقرئ، وقال في آخرها:«واستوعب المزّي ترجمته في تهذيب الكمال» . (انظر ج 1/ 222 الحاشية) .

وأقول: إن الحافظ المزّي استوعب في «تهذيب الكمال» ترجمة «الربعي البغدادي» ، فقط، ولم يتعرّض إلى كونه: مروزيا مقرئا، وبالتالي لم يذكر شيئا عن قراءته على قالون، ولا قراءة العنزيّ عليه وإليك الترجمة التي عنده:

«محمد بن هارون بن أبي إبراهيم الربعي أبو جعفر البغدادي البزار المعروف بأبي نشيط.

روى عن بشر بن الحارث الحافي، وأبي اليمان الحكم بن نافع، وحيوة بن شريح الحمصي، وروح بن عبادة، وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقيّ، وأبي عاصم الضحاك بن مخلد، وأبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الخولانيّ، وعلى بن عياش الحمصي، وعمرو بن الربيع بن طارق المصري، وأبي عمير عيسى بن محمد بن النحاس الرمليّ، وأبي صالح محبوب بن موسى الفراء، ومحمد بن يوسف الفريابي، ونعيم بن حماد الخزاعي، ويحيى بن أبي بكير الكرماني، ويعقوب بن كعب الحلبي.

روى عنه ابن ماجة في التفسير، وأحمد بن نصر بن سندويه البندار المعروف بحشون، وجنيد بن حكيم الدقاق، والحسين بن إسماعيل المحاملي، وعبد الله بن إسحاق بن إبراهيم المدائني، وعبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، وعبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازيّ، وعلي بن العباس البجلي المقانعي، ويحيى بن محمد بن صاعد.

قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي ببغداد وهو صدوق، وقال الدار الدّارقطنيّ:

ثقة. وذكره ابن حبان في كتاب الثقات وقال: كان راويا لأبي المغيرة. قال محمد بن مخلد الدوري: مات في شوال سنة ثمان وخمسين ومائتين» . (انتهى)(انظر: تهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1281) .

فالترجمة هذه لم تستوعب ترجمة المروزي المقرئ بأيّ شكل من الأشكال، وهي مختلفة تماما عمّا في كتابنا هنا.

وهي تتعلّق بصاحب الترجمة التالية، رقم (505) ، وعلى افتراض أن «المروزي المقرئ» و «الربعي البغدادي» واحد، فإن الترجمة في «تهذيب الكمال» لا «تستوعب» كل المطلوب، وخصوصا لجهة الجمع بين الاثنين أو التفريق بينهما، وهذا ما لم يتعرّض له المزّي وكثير غيره، وهو ما سنعلّق عليه في الترجمة التالية، إن شاء الله.

ص: 329

505-

محمد بْن هارون [1] .

أَبُو نَشِيط الرَّبَعيّ البغداديّ الحافظ. يُلَقَّب أَبَا نشيط، وأمّا كُنْيته فأبو جعْفَر.

سَمِعَ: رَوْح بْن عُبَادة، ومحمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، وأبا المغيرة الحمصيّ، ويحيى بْن أَبِي بكُيْر، وطبقتهم.

وعنه: أَبُو بَكْر بْن أَبِي الدُّنيا، وابن ماجة فِي «تفسيره» ، وابن صاعد، والمَحَامِليّ، وابن أَبِي حاتم وقال: صدوق [2] .

وقال محمد بْن مَخْلَد العطّار: كَانَ حافظًا.

قلت: تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين فِي شوّال [3] . وأمّا أَبُو عَمْرو الدّانيّ فَوِهَم ونقل أنّه تُوُفّي سنة ثلَاثٍ وستين. وإنّما ذاك محمد بْن أَحْمَد بْن هارون شِيطا [4] .

وجعل أَبُو عَمْرو أَنَّهُ هُوَ صاحب القراءة، وأنّه البغداديّ. وأحسبه وَهِمَ أيضًا، فإن ذاك مَرْوَزِيّ وهذا بغدادي، أو لعلّه مروزيّ ثمّ بغداديّ [5] .

[1] انظر عن (محمد بن هارون) في:

الجرح والتعديل 8/ 117، والثقات لابن حبّان 9/ 122، 123، وفيه «أبو بسيط» ، وهو تحريف، وتاريخ بغداد 3/ 352، 353 رقم 1454، والمنتظم لابن الجوزي 5/ 15 رقم 30، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1281، وسير أعلام النبلاء 12/ 324- 327 رقم 124، ومعرفة القراء الكبار 1/ 222، 223 رقم 122، وذيل الكاشف 259 رقم 1412، وغاية النهاية لابن الجزري 2/ 272، 273 رقم 3504، وتهذيب التهذيب 9/ 493، 494 رقم 808، وتقريب التهذيب 2/ 213 رقم 775، وخلاصة التذهيب 362.

[2]

الجرح والتعديل 8/ 117.

[3]

وقال ابن حبّان: مات سنة ستين ومائتين أو قبلها أو بعدها بقليل.

[4]

تصحّف في: تهذيب التهذيب 9/ 494 إلى «نشيطا» .

[5]

لقد شكّ المؤلّف- رحمه الله هنا في كون صاحب هذه الترجمة، هو والّذي تقدّم قبله واحدا، ووهّم أبا عمرو الداني في الجمع بينهما، ثم عاد المؤلّف فجوّز ذلك كما هو واضح أعلاه.

وقد جمع المؤلّف بينهما في: «معرفة القراء الكبار» (1/ 222، 223 رقم 122) وجعلهما واحدا فقال: «أبو نشيط محمد بن هارون المروزي المقرئ. قرأ على قالون، وكان من أجلّ أصحابه. قرأ عليه أبو حسّان أحمد بن محمد بن أبي الأشعث العنزي، وغيره، وعلى روايته اعتمد الداني في «التيسير» ، وهو محمد بن هارون الربعي المروزي ثم البغدادي، ويكنّى أيضا أبا جعفر، وكان من حفّاظ الحديث والرحّالين فيه، سمع الفريابي، وأبا المغيرة

ص: 330

ثمّ قَالَ الدّانيّ: كتبتُ من خطّ أَبِي أَحْمَد بْن أَبِي مُسلْمِ المقرئ.

وحدثني عَنْهُ صاحبنا قَالَ: قرأت عَلَى ابن بُويان، أَنَّهُ قرأ عَلَى ابن الأشعث، وأنّه قرأ عَلَى أَبِي نَشِيط، عَنْ قالون، عَنْ نافع. وذلك بجزْم الميم من عليهْم، وإليهمْ، وَلَديْهمْ، وأشباهه في جميع القرآن.

قال الدّانيّ: خافه إِبْرَاهِيم بْن عُمَر، عَنِ ابن بُويان، فروى ضم الميم فِي جميع القرآن.

وفي السَّبْعة لَابن مجاهد: نا ابن أَبِي مِهْران، نا أَحْمَد بْن قالون، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نافع، أنّه كَانَ لَا يَعِيب رفْع الميم فِي نحو أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ 2: 6 [1] وشبهه.

[ () ] الحمصي، ويحيى بن أبي بكير، وطبقتهم. روى عنه ابن ماجة في تفسيره

» .

وقال المؤلّف أيضا في: «سير أعلام النبلاء» 12/ 324: «محمد بن هارون الإمام المقرئ المجوّد الحافظ الثقة، أبو نشيط، وأبو جعفر، الربعي المروزي ثم البغدادي الحربي

وقد وهم أبو عمرو الداني وقال: إن أبا نشيط توفي سنة ثلاث وستين ومائتين، وإنّما المتوفى في نحو هذه السنة المحدّث محمد بن أحمد بن هارون شيطا، وأصاب في جعل أبي نشيط المروزي هو البغدادي الربعي، وبعض الناس يفرّق بين الترجمتين وهما واحد- هذا الراجح عندي- وأنه توفي سنة ثمان وخمسين، كما قاله تلميذه ابن مخلد، والله أعلم» .

ويقول خادم العلم وطالبه محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إن المؤلّف الذهبي- رحمه الله رغم تشكيكه في قول الداني بالجمع بين الاثنين، ثم تأكيده على ذلك وتصويبه للداني فيما ذهب إليه، عاد هنا، وفرّق بين «المروزي المقرئ» و «الربعي البغدادي» بشكل عمليّ، فأفرد لكلّ منهما ترجمة على حدة، وكذا فعل الحافظ ابن حجر في «تهذيب التهذيب» حيث أورد صاحب هذه الترجمة على هذا النحو: «محمد بن هارون بن إبراهيم الربعي أبو جعفر البغدادي البزّاز المعروف بأبي نشيط. روى عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الخولالي، وعلي بن عياش الحمصي، ومحمد بن يوسف الفريابي

» ، وبعد أن ذكر بقية شيوخه والرواة عنه، توقف ليدرج في آخر الترجمة ترجمة «المقرئ» فقال: «قلت:

أبو نشيط القاري المشهور قرأ على قالون، قرأ عليه أبو حسان أحمد بن محمد بن أبي الأشعث، وعلى روايته اعتمد الداني في التيسير ووهم في تاريخ وفاته» . (انظر: تهذيب التهذيب 9/ 493 و 494 رقم 808) ثم أكد ابن حجر أنهما اثنان ففرّق بينهما، فجعل «الربعي البغدادي» برقم (775) ، وجعل «المقرئ» برقم (776) ، وكذلك في «تقريب التهذيب 2/ 213 و 214» .

والّذي يجعل النفس تميل إلى أنهما اثنان، هو عدم الإشارة إلى «المروزي المقرئ» في كلّ من: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم، والثقات لابن حبّان، وتاريخ بغداد للخطيب، والمنتظم لابن الجوزي، وتهذيب الكمال للمزّي، وذيل الكاشف للعراقي، وخلاصة التذهيب للخزرجي، فلتراجع.

[1]

سورة البقرة، الآية 6.

ص: 331

506-

محمد بن هاشم القرشيّ [1]- ن. - أبو عبد الله البَعْلَبَكّيّ.

عَنْ: بقّية بْن الوليد، وسُوَيْد بْن عَبْد العزيز، والوليد بْن مُسلْمِ، وغيرهم.

وعنه: ن. [2] ، ومكحول البَيْروتيّ، وابن جوصا، وأبو الدحداح أحمد بن محمد، وطائفة.

توفي سنة أربع وخمسين، وما علمت فيه قدحا، بل هو صدوق محتج به [3] .

507-

محمد بن هشام بن أبي خيرة السدوسي البصري [4]- د. ن. - أبو عبد الله.

حدَّث بمصر عَنْ: بِشْر بْن المفضَّل، وعثّام بن عليّ، والقطّان، وجماعة.

[1] انظر عن (محمد بن هاشم البعلبكي) في:

الجرح والتعديل 8/ 116 رقم 517، والثقات لابن حبّان 9/ 118، والسنن للنسائي 1/ 225 و 3/ 6 و 30، و 8/ 227، وحلية الأولياء 3/ 217، و 5/ 214، والمعجم الأوسط للطبراني 2/ 178 رقم 1323 و 2/ 245 رقم 1436، والمعجم الكبير، له 5/ 140 رقم 4838 و 11/ 75 رقم 11091، والدعاء، له 1/ 152 و 2/ 1323 رقم 1119، و 3/ 1379 رقم 1232، والإكمال لابن ماكولا 7/ 23، والمستدرك على الصحيحين 1/ 440، وتاريخ بغداد 11/ 217، والمعجم المشتمل 277 رقم 986، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 488 و 13/ 5 و 73 و 20/ 25 و 29/ 180 و 30/ 466 و 32/ 126 و 35/ 156 و 37/ 356 و 38/ 89 و 39/ 544 و 40/ 173، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 10 و 5/ 218، والأنساب 86 أ، ومعجم البلدان 1/ 174 و 455 و 3/ 252، واللباب 1/ 131، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 2181، والكاشف 3/ 91 رقم 5276، و 3/ 103، والعبر 2/ 162 211، وتذكرة الحفاظ 3/ 795، وتهذيب التهذيب 9/ 494، 495 رقم 809، وتقريب التهذيب 2/ 214 رقم 777، والوافي بالوفيات 5/ 148، وخلاصة تذهيب التهذيب 362، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 27- 31 رقم 1629.

[2]

وقال: لا بأس به.

[3]

وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: يغرب.

وقال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي ببعلبكّ وروى عنه.

[4]

انظر عن (محمد بن هشام) في:

الجرح والتعديل 8/ 117، رقم 520، والثقات لابن حبّان 9/ 106، والمعجم المشتمل 278 رقم 988، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1281، والكاشف 3/ 91 رقم 5277، وتهذيب التهذيب 9/ 496 رقم 813، وتقريب التهذيب 2/ 214 رقم 779، وخلاصة التذهيب 362.

ص: 332

وعنه: د. ن. [1] ، وعليّ بن أحمد بن علّان، وابن أبي داود، ومحمد بن رزيق بْن جامع المصريّ، وآخرون.

قال أبو حاتم: صَدُوق [2] .

قلت: تُوُفّي سنة إحدى وخمسين ومائتين، وله مُسْنَد مَرْوِيّ.

508-

محمد بْن هشام بن عيسى [3]- خ. د. ن. - أبو عبد الله المرّوذيّ القصير. جار الْإمَام أَحْمَد.

سَمِعَ: هُشَيْم بْن بشير، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وحفص بْن غِياث، وأبا معاوية، وطبقتهم.

سَمِعَ منه: يحيى بْن مَعِين مَعَ تقدُّمه.

وروى عَنْهُ: خ. د. ن.، وعبد اللَّه بْن ناجية، ويحيى بْن صاعد، ومحمد بْن هارون الحضْرميّ، وآخرون.

وكان ثقة [4] ، ولد سنة إحدى وستين ومائة، وتوفي سنة اثنتين وخمسين ومائتين.

509-

محمد بن وزير بن قيس [5]- ت. - أبو عبد الله الواسطيّ.

[1] وهو قال: لا بأس به. وقال أيضا: صالح.

[2]

الجرح والتعديل 8/ 117.

[3]

انظر عن (محمد بن هشام) في:

الثقات لابن حبّان 9/ 116، وتاريخ وفاة الشيوخ للبغوي 83 رقم 227، وتاريخ بغداد 3/ 360، 361 رقم 1471، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 684، 685 رقم 1115، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 464، والمعجم المشتمل 278 رقم 989، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1281، 1282، والكاشف 3/ 91 رقم 5278، وتهذيب التهذيب 9/ 496، 497 رقم 814، وتقريب التهذيب 2/ 214 رقم 780، وخلاصة التذهيب 362.

[4]

وثّقه الخطيب البغدادي في تاريخه 3/ 360.

وقال ابن حبّان: مستقيم في الحديث. (الثقات) .

[5]

انظر عن (محمد بن وزير) في:

تاريخ واسط لبحشل 239، والثقات لابن حبّان 9/ 122، والجرح والتعديل 8/ 115 رقم 510، والمعجم المشتمل 276 رقم 981، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1283، والكاشف 3/ 92 رقم 5283، وتهذيب التهذيب 9/ 501 رقم 822، وتقريب التهذيب 2/ 215 رقم 787، وخلاصة التذهيب 362.

ص: 333

عَنْ: نوح بْن قيس الحُدّانيّ، ومعتمر بْن سُلَيْمَان، ويحيى القطّان، وإِسْحَاق الأزرق، وطائفة.

وعنه: ت.، وإِبْرَاهِيم بْن محمد بْن مَتُّوَيْه، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وجماعة.

وثقه أبو حاتم الرازي [1] .

وتوفي سنة سبع وخمسين.

510-

محمد بن الوليد [2]- خ. م. ن. ق. - أبو عبد الله البُسْريّ الْقُرَشِيّ البصْريّ. ولقبه حمدان.

حدَّث عَنْ: عَبْد الأعلى بْن عَبْد الأعلى، وعبد الوهّاب الثَّقفيّ، وغندر، ومروان بن معاوية، وطائفة.

وعنه: خ. م. ن. ق.، وابن صاعد، وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، والمحاملي، وأبو روق الهزاني، ومحمد [بن مخلد][3] ، وآخرون.

وثقه النسائي [4] ، وغيره [5] .

511-

محمد بن الوليد بن أبان [6] .

[1] فقال: سمعت منه مع أبي بمكة وبواسط وهو ثقة صدوق. سئل أبي عنه فقال: صدوق ثقة.

(الجرح والتعديل) .

وذكره ابن حبّان في الثقات وقال: «وكان من العبّاد الخشن» . (الثقات) .

[2]

انظر عن (محمد بن الوليد) في:

الكنى والأسماء، ورقة 66، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 236، 242، 265، 278، 283 و 3/ 244 (البشري) ، وتاريخ بغداد 3/ 329 رقم 1436، والثقات لابن حبّان 9/ 120، والجرح والتعديل 8/ 113 رقم 498، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 684 رقم 1113، ومعجم الشيوخ لابن جميع 160، 161 رقم 108، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 215 رقم 1531، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 452، والمعجم المشتمل 267، 277 رقم 982، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1284، والكاشف 3/ 92، 93 رقم 5286، وتهذيب التهذيب 9/ 503، 504 رقم 827، وتقريب التهذيب 2/ 216 رقم 792، وخلاصة التهذيب 363.

[3]

في الأصل بياض.

[4]

المعجم المشتمل تاريخ بغداد 3/ 330.

[5]

وقال ابن أبي حاتم سمع منه أبي بالبصرة في الرحلة الثالثة. سئل أبي عنه فقال: صدوق.

الجرح والتعديل.

[6]

انظر عن (محمد بن الوليد بن أبان) في:

ص: 334

أبو جعفر المخرّمي ال [قلانسيّ][1] .

عن: روح بن عبادة، ومكي بن إبراهيم، وأبي عاصم.

وعنه: محمد بن مخلد.

قال أبو حاتم: لم يكن بصدوق [2] .

وقال ابن عدي [3] : يضع للحديث ويسرقه. وثنا عَنْهُ رَوْح بْن عَبْد المجيد، وزيد بْن عَبْد العزيز بْن حيّان، وعبد الرَّحْمَن بْن سُلَيْمَان الْجُرْجانيّ، ويحيى بْن أخي حَرْمَلَة، ومحمد بْن سَلْمان الصَرَفَنْديّ [4] ، وإِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل الغافِقيّ.

قُلْتُ: رَوَى لَهُ عِدَّةَ أَحَادِيثَ مِنْهَا بِإِسْنَادٍ نَظِيفٍ: «مَا مِنْ رُمَّانَةٍ إِلا وَتُلَقَّحُ بِحَبَّةٍ مِنْ رُمَّانِ الْجَنَّةِ» .

رَوَاهُ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. [5] 512- محمد بْن الوليد الفحّام [6]- ن. - أخو أَحْمَد. بغداديّ، صدوق.

[ () ] الجرح والتعديل 8/ 113 رقم 500، والثقات لابن حبّان 9/ 136، وتاريخ بغداد 3/ 331 رقم 1438، والكامل في ضعفاء الرجال 6/ 2287- 2289، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 105، 106 رقم 3236، وميزان الاعتدال 4/ 59، 60 رقم 8293، والمغني في الضعفاء 2/ 641 رقم 6067، والكشف الحثيث 410 رقم 745، ولسان الميزان 5/ 417، 418 رقم 1374.

[1]

في الأصل بياض، استدركته من تاريخ بغداد.

[2]

الجرح والتعديل 8/ 13.

[3]

في الكامل 6/ 2287 وعبارته بتمامها: «يضع الحديث ويوصله ويسرق ويقلب الأسانيد والمتون» .

[4]

الصرفندي: نسبة إلى الصرفندة، حصن وبلدة على ساحل الشام بين صيدا وصور.

[5]

وذكره ابن حِبّان فِي «الثّقات» وقال: ربّما أخطأ وأغرب. (9/ 136) .

وقال الدار الدّارقطنيّ: ضعيف. (تاريخ بغداد 3/ 332) .

[6]

انظر عن (محمد بن الوليد الفحام) في:

تاريخ وفاة الشيوخ للبغوي 82 رقم 226، والثقات لابن حبّان 9/ 134، وتاريخ بغداد 3/ 329 رقم 1435، والمعجم المشتمل 277 رقم 984، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1284، والكاشف 3/ 93 رقم 5288، وتهذيب التهذيب 9/ 504 رقم 829، وتقريب التهذيب 2/ 216 رقم 794، وخلاصة التذهيب 363.

ص: 335

سَمِعَ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وعبد الوهاب بْن عطاء، وجماعة.

وعنه: ن.، والباغَنْديّ، والمَحَامِليّ، وآخرون.

تُوُفّي سنة اثنتين وخمسين.

قَالَ النَّسائيّ: لَا بأس بِهِ [1] .

513-

محمد بْن يحيى بْن حيّوك الهَرَويّ.

روى عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وغيره.

ومات سنة إحدى وخمسين.

514-

محمد بْن يحيى بن عبد الكريم [2]- ت. ق. - أبو عبد الله الأزديّ البصريّ، نزيل بغداد.

عَنْ: يزيد بْن هارون، وأبي عاصم النّبيل، وعبد الله بْن دَاوُد الخُرَيْبيّ، وطبقتهم.

وعنه: ت. ق.، وابن أَبِي الدُّنيا، وإبراهيم الحربي، وابن صاعد، والمحاملي، وآخرون.

وثقه الدارقطني [3] .

وكان نسابة علامة.

توفي سنة اثنتين وخمسين [4] .

515-

محمد بن يحيى بن عبد العزيز [5]- خ. م. ن. -

[1] تاريخ بغداد 3/ 329، المعجم المشتمل، رقم 984.

[2]

انظر عن (محمد بن يحيى بن عبد الكريم) في:

الثقات لابن حبّان 9/ 121، وتاريخ بغداد 3/ 414 رقم 1547، وتاريخ جرجان للسهمي 210، والمعجم المشتمل 280 رقم 997، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1288، والكاشف 3/ 94 رقم 5300، وتهذيب التهذيب 9/ 517 رقم 844، وتقريب التهذيب 2/ 217 رقم 811، وخلاصة التذهيب 364.

[3]

تاريخ بغداد 3/ 415.

[4]

وفي «الكاشف» 3/ 94: توفي سنة 253 هـ.

[5]

انظر عن (محمد بن يحيى بن عبد العزيز) في:

رجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 686، 687 رقم 1121، ورجال صحيح مسلم بن منجويه 2/ 216، 217 رقم 1534، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 466 رقم 1792، والمعجم المشتمل 280 رقم 996، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1287، والكاشف 3/ 94 رقم 5299، وتهذيب التهذيب 9/ 516 رقم 843، وتقريب التهذيب 2/ 217 آ 810، وخلاصة التذهيب 363، 364.

ص: 336

أبو عليّ اليشكريّ المروزيّ الصّائغ.

سَمِعَ: عَبْدان بْن عثمان، وأخاه عَبْد العزيز شاذان.

وعنه: خ. م. ن.، ومحمد بْن عَلِيّ التِّرْمِذيّ الحكيم، وغيرهم.

توفي سنة اثنتين أيضا.

516-

محمد بن يحيى بن أبي حزم مهران القطعيّ البصريّ [1]- م. 4- أبو عبد الله المقرئ.

قرأ عَلَى: أيّوب بْن المتوكل وهو أجَلّ أصحابه.

وروى الحروف عَنْ أَبِي زيد الْأَنْصَارِيّ.

وروى عَنْ: عَبْد الأعلى بْن عبد الأعلى، وغسّان بْن مُضَر، ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الطّفاويّ، وطبقتهم.

وعنه: م. 4، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وابن خُزَيْمَة، ومحمد بْن هارون الرُّويانيّ، وابن صاعد، وأَبُو عَرُوبة، وخلْق.

قَالَ أَبُو حاتم: صدوق [2] .

مات سنة ثلَاثٍ وخمسين.

517-

محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس [3]- خ. 4-

[1] انظر عن (محمد بن يحيى بن أبي حزم) في:

الكنى والأسماء لمسلم، ورقة 66، والجرح والتعديل 8/ 124 رقم 559، والثقات لابن حبّان 9/ 106، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 478 رقم 1854، والمعجم المشتمل 279 رقم 993، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1285، والكاشف 3/ 94 رقم 5294، وغاية النهاية 2/ 278 رقم 3532، وتهذيب التهذيب 9/ 508 509 رقم 837، وتقريب التهذيب 2/ 217 رقم 803، وخلاصة التذهيب 363.

[2]

وزاد: صالح الحديث. (الجرح والتعديل) .

[3]

انظر عن (محمد بن يحيى بن عبد الله) في:

الجرح والتعديل 8/ 125 رقم 561، والثقات لابن حبّان 9/ 115، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 687 رقم 1122، وتاريخ بغداد 3/ 415- 420 رقم 6548، وتاريخ جرجان للسهمي 107، 283، 401، وطبقات الحنابلة 1/ 327 رقم 463، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 465 رقم 1787 والمنتظم 5/ 15، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 213 و 39/ 342، والمعجم المشتمل 279، 280 رقم 995، فهرست ابن خير 505، والكامل في التاريخ 7/ 258، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1286، والعبر 2/ 17، والكاشف 3/ 94 رقم 5298، وتذكرة الحفاظ 2/ 530- 532، وسير أعلام النبلاء

ص: 337

الإمام أبو عبد الله الذّهليّ، مولَاهُمُ النَّيسابوري الحافظ.

وُلِد سنة نيَّفٍ وسبعين ومائة.

وسمع من: الحَفْصَيْن [1] ، ثمّ ترك الرواية عَنْهُمَا.

وسمع من: الْحَسَين بْن الوليد، ومكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، وجماعة.

ثمّ رحل أوّلَا إلى أصبهان، فلقي بها عبد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ وأكثر عَنْهُ.

وسمع بالرّيّ من: يحيى بْن الضُّرَيْس، وطبقته.

وبالبصرة من: محمد بْن بَكْر البرسانيّ، وأبي دواد الطَّيَالِسيّ، وسعيد بْن عامر، وأَبِي عَلِيّ الحنفيّ، ووهْب بْن جرير، وخلْق.

وبالكوفة من: يَعْلَى ومحمد ابني عُبَيْد، وأسباط بْن محمد، وعَمْرو بْن محمد العَنْقَزِيّ، وجعفر بْن عَوْن، وخلْق.

وباليمن من: عَبْد الرّزّاق، ويزيد بْن أَبِي حليم، وإِبْرَاهِيم بْن الحَكَم بْن أبان، وجماعة.

وبالحجاز من: أَبِي عَبْد الرَّحْمَن المقرئ، وجماعة.

وبمصر من: يحيى بْن حسّان، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صالح، وجماعة.

وبالشّام مِن: محمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، وأبي مُسْهِر، وأَبِي اليَمَان، وجماعة.

وببغداد من: أَبِي النَّضْر هاشم بْن القاسم، وطبقته.

وبواسط من: عَلِيّ بْن عاصم، ويزيد بْن هارون، وجماعة.

وبالجزيرة من: أَبِي جعْفَر النُّفَيْليّ، وجماعة.

وبالمدينة من: عبد الملك الماجشون، وجماعة.

وعنه: خ. 4.

[12] / 273- 285 رقم 104، ودول الإسلام 1/ 156، ومرآة الجنان 2/ 169، والبداية والنهاية 11/ 31، والوافي بالوفيات 5/ 186، وتهذيب التهذيب 9/ 511- 516 رقم 841، وتقريب التهذيب 2/ 217 رقم 809، والنجوم الزاهرة 3/ 92، وطبقات الحفاظ 234، وخلاصة التذهيب 363، وشذرات الذهب 2/ 138، والأعلام 8/ 3، ومعجم المؤلفين 12/ 105، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 207، 208 رقم 73، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 40- 43 رقم 1641.

[1]

وهما: حفص بن عبد الله، وحفص بن عبد الرحمن.

ص: 338

ومن شيوخه: سعيد بْن أَبِي مريم، وسعيد بْن منصور، وأبو جعْفَر النُّفَيْليّ، وعبد اللَّه بْن صالح.

ومن أقرانه: محمود بْن غَيْلَان، وأبو زُرْعَة، وعباس الدُّوريّ، ومِنَ الأئمة والحُفّاظ عدد كثير منهم: أَبُو الْعَبَّاس السّرّاج، وابن خُزَيْمَة، وأبو بَكْر بْن زياد النَّيسابوري، وأَبُو حامد بْن الشَّرْقيّ، وأَبُو جعْفَر أَحْمَد بْن حَمْدان الزّاهد، وأبو حامد أَحْمَد بْن محمد بْن بلَال، وأبو بكر محمد بن الحسين القطان، وأبو العباس الدغولي، وأبو عَلِيّ بْن مَعْقِلٍ المَيْدانيّ، ومكّيّ بْن عَبْدان، وحاجب بْن أَحْمَد الطُّوسيّ.

وانتهت إِلَيْهِ مشيخة العِلْم بخُراسان.

قَالَ محمد بْن سهل بْن عسكر: كنّا عند الْإمَام أَحْمَد، فدخل محمد بْن يحيى الذُّهْليّ، فقام إِلَيْهِ أَحْمَد، وتعجَّب النّاس منه. ثمّ قال لبنيه وأصحابه:

اذهبوا إلى أَبِي عَبْد الله واكتُبُوا عَنْهُ [1] .

وقال محمد بْن دَاوُد المصِّيصيّ: كنّا عند أَحْمَد بْن حنبل، فذكرَ محمد بْن يحيى حديثا فيه ضعف، فقال له أحمد: لَا تذكر مثل هذا.

فكأنه خَجِلَ، فقال لَهُ أَحْمَد: إنّما قلتُ هذا إجلَالَا لك يا أَبَا عَبْد اللَّه [2] .

وقال محمد بْن أحمد الْجَوْزَجانيّ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن حنبل يَقُولُ: الزَمْ محمد بْن يحيى، فإنيّ ما رأيت خُراسانيًا، أو قَالَ: أحدًا، أعلم بحديث الزُّهْريّ منه، ولا أصحّ كتابًا منه [3] .

قلت: وكان قد جمع حديث الزُّهْريّ فِي كتاب حافل.

قَالَ أَبُو بَكْر بْن زياد: سمعته يَقُولُ: قَالَ لي عَلِيّ بْن المديني: أنتَ وارث الزُّهْريّ [4] .

وعَنِ ابن المديني أيضًا قَالَ: كفانا محمد بن يحيى جمع حديث الزّهريّ [5] .

[1] تاريخ بغداد 3/ 416.

[2]

تاريخ بغداد 3/ 416.

[3]

تاريخ بغداد 3/ 417.

[4]

تاريخ بغداد 3/ 417.

[5]

تاريخ بغداد 3/ 418.

ص: 339

وقال أَبُو حاتم الرّازيّ: محمد بْن يحيى إمام أهل زمانه [1] .

وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ: ثَنَا محمد بْن يحيى النَّيسابوري، وكان أميرَ المؤمنين فِي الحديث [2] .

قَالَ أبو عبد الله الحاكم: سَمِعْتُ أبا إِسْحَاق المُزكّيّ: سَمِعْتُ أبا الْعَبَّاس الدُّغُوليّ يَقُولُ: سَمِعْتُ محمد بْن يحيى يَقُولُ: لمّا رحلتُ إلى العراق بأبي زكريّا، يعني ابنه، صحِبني جماعة فسألوني: أيّ حديث عَنْ أَحْمَد بْن حنبل أغرب؟ فكنت أقول: إذا دخلنا عَلَيْهِ سَأَلْتُهُ عَنْ حديث تستفيدونه.

فلمّا دخلنا عَلَيْهِ سَأَلْتُهُ عَنْ حديث يحيى بْن سعَيِد، عَنْ عثمان بْن غِياث، عَنِ ابن بريدة، عَنْ يحيى بْن يَعْمَر، حديث الْإِيمَان [3] .

قَالَ: وقد كُنت سمعته منه قديمًا وذكرته عَنْهُ، فقال أَحْمَد: يا أَبَا عَبْد اللَّه لَيْسَ هذا الحديث عندي، عن يحيى بن سعيد. فخجِلْتُ وسكتُّ. فلمّا قمنا أخذ أصحابنا يقولون: إنّه ذكر هذا الحديث غير مرّة، ثمّ لم يعرفه أَحْمَد. وأنا ساكت لَا أُجيبهم بشيء. ثمّ قدِمنْا بغداد، يعني بعد رجوعهم مِنَ البصرة، فدخلنا عَلَى أَحْمَد، فرحَّب بنا وسأل عنّا، ثمّ قَالَ: أخبرْني يا أَبَا عَبْد اللَّه أيَّ حديثٍ استفدْت عَنْ مُسَدّد، من حديث يحيى بْن سعَيِد؟

فقلت: حديث عثمان بْن غِياث فِي الْإِيمَان.

فقال أَحْمَد: ثناه يحيى بْن سعَيِد، عَنْ عثمان بْن غِياث. ثمّ أخرج كتابَه فأملى علينا. فسكتَ محمد بْن يحيى ولم يقل: إنّا سألناك عَنْهُ. وتَعجَّب أصحاب محمد بْن يحيى مِن صبره عَلَيْهِ.

قَالَ: فَأخْبرَ أَحْمَد أَنَّهُ كَانَ سأله عَنِ الحديث قبل خروجه إلى البصرة، فكان أَحْمَد إذا ذكره يَقُولُ: محمد بْن يحيى العاقل [4] .

قَالَ الحاكم: وحدثني أَبُو سعَيِد المؤذّن: سمعت زنجويه بن محمد:

[1] تاريخ بغداد 3/ 418.

[2]

تاريخ بغداد 3/ 419.

[3]

وهو أول أحاديث الأربعين النوويّة، وأوله: «بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إذ أقبل رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر

» ، والحديث أخرجه: مسلم (8/ 3) وأبو داود (4695) والنسائي 8/ 97، والترمذي (2610) .

[4]

سير أعلام النبلاء 12/ 278، 279.

ص: 340

سَمِعْتُ أَبَا عَمْرو المُسْتمليّ يَقُولُ: أتيتُ أَحْمَد بْن حنبل فقال لي: مِن أَيْنَ أنت؟ قلتُ: من نَيْسابور.

فقال أبو عبد الله: محمد بْن يحيى لَهُ مجلس؟

قلتُ: نعم.

قَالَ: لو إنّه عندنا لَجَعَلْناه إمامًا فِي الحديث.

وحدثني أَبُو سعَيِد: سَمِعْتُ زَنْجَوَيْه يَقُولُ: كنتُ أسمع مشايخنا يقولون:

الحديث الَّذِي لَا يعرفه محمد بْن يحيى لَا يُعْبأُ بِهِ [1] .

وقال أَبُو قُرَيش الحافظ: كنتُ عند أَبِي زُرْعَة، فجاء مُسلْمِ فسلّم عَلَيْهِ وتذاكرا. فلمّا أن قام قلتُ لأبي زُرْعَة: هذا جمع أربعة آلاف حديث فِي «الصّحيح» .

قَالَ: فَلِمَن ترك الباقي؟ لَيْسَ لهذا عقل، لو داري محمد بْن يحيى لصار رجلَا [2] .

وقال زَنْجَوَيْه: سَمِعْتُ محمد بْن يحيى يَقُولُ: [قد جعلتُ][3] أَحْمَد بْن حنبل إمامًا فيما بيني وبين ربّي.

وقال محمد بْن يحيى: سَمِعْتُ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه (

) [4] عَبْد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ يَقُولُ: مَن برَّأ نفسَه مِنَ الكذِب فهو مجنون.

قَالَ محمد بْن [صالح][5] بن هاني: نا أَبُو بَكْر الجاروديّ قَالَ: بلغني أنّ محمد بْن يحيى كَانَ يكتب فِي مجلس يحيى بْن يحيى، فنظر عَلِيّ بْن سَلَمَةَ اللَّبَقيّ إلى حُسْن خطّه وتقييده، فقال: يا بُنَيّ ألَا أنصحك، إنّ أَبَا زكريّا يجذبك عَنْ سُفْيَان وهو حيّ بمكّة، وعن وكيع وهو حيّ بالكوفة، وعن يحيى القطّان وهو حي بالبصرة، فاخرج فِي طلب العلم. فعمل فِيهِ قوله وتأهّب للخروج عَلَى أصبهان، فلمّا قدِمَها أقام بها أيّامًا يسيرة، وسمع من عَبْد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ، والْحُسَيْن بْن حفص. ثمّ خرج إلى البصْرة، وقد مات يحيى بن سعيد، فكتب

[1] سير أعلام النبلاء 12/ 280.

[2]

سير أعلام النبلاء 12/ 280، 281.

[3]

في الأصل بياض، والمستدرك من: سير أعلام النبلاء 12/ 282.

[4]

في الأصل بياض.

[5]

في الأصل بياض، استدركته من: سير أعلام النبلاء.

ص: 341

عَنْ أَبِي دَاوُد، وأكثر المُقام بها حتى مات ابن عُيَيْنَة [1] ، فدخل اليمن ولقي عَبْد الرّزّاق.

وقال الْحُسَيْن بْن الْحَسَن: سَمِعْتُ محمد بْن يحيى يَقُولُ: ارتحلتُ ثلَاث رحلَات. وأنفقت عَلَى العِلْم مائة وخمسين ألفًا. ولمّا دخلت البصرة استقبلتْني جنازة يحيى القطّان عَلَى باب البلد [2] .

وقال ابن خُزَيْمَة: ثنا محمد بْن يحيى الذُّهْليّ إمام عصره، أسكنه اللَّه جنّته معَ محبّيه [3] .

وقال صالح جَزَرَة: ما فِي الدُّنيا أحمق ممّن يسأل عَنْ محمد بْن يحيى [4] .

وقال النَّسائيّ: ثقة مأمون [5] .

وقال السُّلَميّ: سألت الدّار الدّارَقُطْنيّ: مَن تُقَدَّم محمد بْن يحيى أو عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن السَّمرْقَنْديّ؟ قَالَ: محمد بْن يحيى. ومَن أحبَّ أنْ يعرف قُصُور عِلْمه عَنْ عِلم السَّلف، فلْينظُرْ فِي عِلَل حديث الزُّهْريّ لمحمد بْن يحيى [6] .

وقال أَبُو نصر الكَلَاباذيّ [7] : روى عَنْهُ الْبُخَارِيّ فقال مرّة: ثنا محمد.

وقال مرّة: ثنا محمد بن عبد الله. نسبه إلى جدّه.

وقال مرّة: ثنا محمد بْن خَالِد. ولم يصرّح بِهِ قطّ.

وقال الحاكم: روى عَنْهُ الْبُخَارِيّ نيفًا وأربعين حديثًا.

وقال يحيى بْن منصور القاضي: سَأَلت محمد بْن محمد بْن رجاء بْن السِّنْديّ قلت: محمد بْن يحيى صليبيّةً كَانَ أو مَوْلًى؟

قَالَ: لَا صليبيّه ولا مَوْلَى. كَانَ جدّ جدِّه فارس لآل مُعَاذ بْن مُسلْمِ بْن رجاء. وكان رجاء رهينةً عند معاوية بْن أَبِي سُفْيَان، رهنه عنده أَبُوه ذو الآذان ملك تِلْكَ النّاحية. فارتدّ، فأراد معاوية قتل ابنه رجاء، وكان عنده القعقاع بن

[1] سير أعلام النبلاء 12/ 276.

[2]

تاريخ بغداد 3/ 419 وفيه «على باب البصرة» .

[3]

سير أعلام النبلاء 12/ 284.

[4]

سير أعلام النبلاء 12/ 284.

[5]

تاريخ بغداد 3/ 418.

[6]

سير أعلام النبلاء 12/ 284، تذكرة الحفاظ 2/ 531.

[7]

في رجال صحيح البخاري 2 رقم 1122.

ص: 342

شَوْر الذُّهْليّ، فاستوهبه من معاوية، فوهبه لَهُ فأطلقه: فكان هذا النَّسَب [1] .

وقال ابن خُزَيْمَة: سَمِعْتُ محمد بْن يحيى يَقُولُ: لم يَرْوِ أحد عَنِ الزُّهْريّ إلَا أخطأ فِي حديثه، إلَا أَنَس بْن مالك.

قَالَ الْحَاكِمُ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ محمد بْنُ يَعْقُوبَ: نَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي بِأَنْطَاكِيَةَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، ثنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: أَخْبَرَنِي محمد بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ فَاطِمَةَ وَالْعَبَّاسَ أَتَيَا أَبَا بَكْرٍ يَطْلُبَانِ أَرْضَهُ مِنْ فَدَكٍ مِنْ سَهْمِهِ مِنْ خَيْبَرَ، يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ» [2] . وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن محمد بْن الفضل الشّعْرانيّ: نا جدّي، نا أَبُو صالح كاتب الليث: حدَّثني محمد بْن يحيى النَّيسابوري: ثنا عَبْد الرّزّاق، فذكر حديثًا فِي الوضوء مرة.

قَالَ أَبُو حامد بْن الشَّرْقيّ، وغيره: تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين.

وقال محمد بْن مُوسَى الباشانيّ: مات يوم الثّلاثاء لثلاث بقين من ربيع الآخر.

وقال يعقوب الصَّيْدلَانيّ: مات يوم الإثنين لأربعٍ بقين من ربيع الأوّل.

قَالَ أَبُو عَمْرو أَحْمَد بْن نصر الخفّاف، رحمه الله: رَأَيْت محمد بْن يحيى فقلت: ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: غفر لي.

قلت: ما فعل بحديثك؟ قَالَ: كُتب بماء الذَّهَب، ورُفِع فِي عِلِّيّين.

قلت: وقع لسِبْط السِّلفيّ حديث الذُّهْليّ فِي السّماء عُلُوًّا.

518-

محمد بْن يحيى بْن موسى [3] .

[1] سير أعلام النبلاء 12/ 278.

[2]

أخرجه البخاري في الفرائض 12/ 5 باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا نورث ما تركنا صدقة» ، وفي:

الوصايا، باب نفقة القيّم للوقف، وفي الجهاد، باب نفقة نساء النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، ومسلم في الجهاد، رقم (1760) و (1761) باب قول النبيّ صلى الله عليه وسلم: لا نورث ما تركنا صدقة، وابن جميع الصيداوي في معجم شيوخه (بتحقيقنا) 374 رقم (365) .

[3]

انظر عن (محمد بن يحيى بن موسى) في:

الكامل في التاريخ 7/ 267، والعبر 2/ 19، وتذكرة الحفاظ 2/ 554، وسير أعلام النبلاء 12/ 360 رقم 153، ومرآة الجنان 2/ 170، والوافي بالوفيات 5/ 188، وطبقات الحفاظ 242، وشذرات الذهب 2/ 140.

ص: 343

أبو عبد الله الإسْفَرايينيّ الحافظ حَيّوَيْه.

رحل وأكثر عَنْ: أَبِي النَّضْر هاشم بْن القاسم، وسعيد بْن عامر الضُّبَعيّ، وأَبِي عاصم، وعُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى، وأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وأَبِي صالح الكاتب، وعَبْدان بْن عثمان، وأبي مُسْهِر الغساني، وخلْق كثير.

وعنه: أَبُو الْعَبَّاس السّرّاج، وابن خُزَيْمَة، ومحمد بن محمد بن رجاء، وأبو عَوَانَة، وجماعة.

وكان أَبُو عَوَانَة يَقُولُ: محمد بْن يحيانا ومحمد بْن يحياكم، يقابله بالذُّهْليّ.

قلت: وحَيّوَيْه فِي الحقيقة لقب أَبِيهِ يحيى. وكان ابن خُزَيْمَة كثيرًا ما يَقُولُ: ثنا محمد بْن أَبِي زكريّا وهو حَيّوَيْه.

قَالَ أَبُو عَمْرو المستملي: كَانَ لَهُ دار بَنْيسابور يسكنها إذا وَرَد. فورَد مرّةً، فمرِض واشتدّ مرضه، فحُمِل وهو عليل إلى وطنه بإسفرايين، فمات في الطّريق.

ودفن بأسفرايين لثمانٍ خَلَوْن من ذي الحجّة سنة تسعٍ وخمسين ومائتين.

519-

محمد بْن يحيى بْن أبان العْنبريّ الأصبهاني [1] .

أحد الرؤساء الأجواد.

روى عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة.

وعنه: الفضل بْن الخصيب.

قَالَ أَبُو نُعَيْم الحافظ: كَانَ سخيًا يخرج إلى الصلَاة وقد تعمَّم بعمائم وقد لبس جِبابًا وأَقْمِصة، فما يرجع إلَا فِي قميص واحد، رحمه الله.

520-

محمد بْن يحيى بْن عُمَر الواسطيّ [2] .

حدَّث ببغداد عَنْ: يزيد بْن هارون، وغيره.

وعنه: ابن أَبِي حاتم الرّازيّ، ووالده، ووثّقاه.

[1] انظر عن (محمد بن يحيى بن أبان) في.

ذكر أخبار أصبهان 2/ 178، 179.

[2]

انظر عن (محمد بن يحيى بن عمر) في:

الجرح والتعديل 8/ 125 رقم 562، وتاريخ بغداد 3/ 420 رقم 1549.

ص: 344

521-

محمد بْن يحيى.

أبو عبد الله من وُلِد النُّعْمان بْن سعد.

سَمِعَ: أَبَا معاوية، والوليد بْن القاسم الهَمَدانيّ.

وعنه: ابن أَبِي دَاوُد، وأَبُو سعَيِد عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحُسَيْن بْن خَالِد القاضي، وأَحْمَد بْن محمد الواسطيّ.

كنّاه أَبُو أَحْمَد الحاكم.

522-

محمد بْن يزيد بْن عَبْد اللَّه السُّلَميّ النَّيسابوري [1] .

الفقيه محمش.

كَانَ شيخ الحنفيّة فِي عصره بَنْيسابور بإزاء محمد بْن يحيى الذُّهْليّ لأهل الحديث.

سَمِعَ: حفص بْن عَبْد اللَّه، وشَبَابة بْن سَوّار، وعلي بْن عاصم، وجعفر بْن عَوْن، ومكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، وطائفة كبيرة.

وعنه: (

) [2] النَّضْر، وابناه أَبُو بَكْر وأَبُو أَحْمَد، وزكريّا بْن يحيى البزاز، وإبراهيم بن محمد بن سُفْيان، ومحمد بْن ياسين، ومحمد بْن عَلِيّ المذكر، وآخرون.

تُوُفّي فِي صفر سنة تسعٍ وخمسين [3] .

523-

محمد بْن يزيد بْن عَبْد الملك البصْريّ الْأسْفاطيّ الأعور [4]- ق. - عَنْ: أَبِي دَاوُد الطَّيَالِسيّ، ورَوْح بن عبادة، ومحاضر بن المورّع.

[1] انظر عن (محمد بن يزيد) في:

الثقات لابن حبّان 9/ 145، وفيه قال محقّقه بالحاشية (2) :«لم نظفر به» ، وتاريخ جرجان 211.

[2]

في الأصل بياض.

[3]

قال ابن حبّان: روى عنه أهل بلده وكانت فيه دعابة.

[4]

انظر عن (محمد بن يزيد بن عبد الملك) في:

الجرح والتعديل 8/ 129 رقم 579، والثقات لابن حبّان 9/ 117، والمعجم المشتمل 283 رقم 1008، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1290، والكاشف 3/ 96 رقم 5311، وتهذيب التهذيب 9/ 525 رقم 861، وتقريب التهذيب 2/ 219 رقم 827، وخلاصة التذهيب 364.

ص: 345

وعنه: ابن أخيه الْعَبَّاس بْن الفضل الْأسفاطيّ، وق.، وأَبُو عَرُوبة، وعَبْد اللَّه بْن عُرْوَة الهَرَويّ، وابن وَهْبُ الدِّينَوَرِيّ، وأبو دَاوُد فِي كتاب «القدر» ، وآخرون.

قَالَ أَبُو حاتم: صدُوق [1] .

524-

محمد بْن يزيد [2] .

أَبُو بَكْر الطَّرَسُوسيّ المستملي.

عَنْ: يزيد بْن هارون، وأَنَس بْن عِياض، وزيد بْن الحُبَاب، ومبشّر بْن إسماعيل، وغيرهم.

وعنه: أَحْمَد بْن محمد بْن عَنْبَسَةَ، وابن قُتَيْبة العسقلَانيّ، وعَلِيّ بْن محمد بْن سُلَيْمَان الحلبيّ ثمّ المصريّ، ومحمد بْن عُمَر بْن عَبْد العزيز.

قَالَ ابن عديّ [3] : كَانَ يسرق الحديث ويزيد فِيهِ ويضع. ثمّ سردَ لَهُ ستّة أحاديث مُنْكَرة [4] .

525-

محمد أَبُو بكر البغداديّ.

وقيل اسمه أَحْمَد.

روى عَنْ: حَجّاج الأعور، والأسود بن عامر، وجماعة.

[1] الجرح والتعديل 8/ 129.

[2]

انظر عن (محمد بن يزيد الطرسوسي) في:

الجرح والتعديل 8/ 129 رقم 580 وفيه: محمد بن يزيد الأسلمي نزيل طرسوس، والثقات لابن حبّان 9/ 115 وفيه «المستملي الأشلي» ، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2284، 2285، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 3/ 107 رقم 3247، والمغني في الضعفاء 2/ 643 رقم 6080، وميزان الاعتدال 4/ 66 رقم 8316، والكشف الحثيث 414 رقم 751، ولسان الميزان 5/ 429، 430 رقم 1403 وفيه «الأسدي» .

[3]

في الكامل 6/ 2284.

[4]

وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ فقال: كان قد كتب حديثا كثيرا جدا ثم خلّط بعد، رأيت يوما في كتبه: حدّثنا محمد بن عبد الله بن نمير، عن أبيه، عن إِسْمَاعِيلُ بْنُ سُمَيْعٍ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من سمع سمع الله به. فقلت: ليس هذا من حديث ابن نمير، وابن نمير، وابن نمير لم يسمع من إسماعيل بن سميع شيئا، فبقي الرجل. وقلت له: هذا من حديث حفص بن غياث، فظننت أن إنسانا ذاكره فسرقه منه وكتبه، نسأل الله السلامة. (الجرح والتعديل) .

وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: ربّما أخطأ.

ص: 346

وعنه: حاجب بْن أركين، ومحمد بْن مَخْلَد، وعَبْد اللَّه بْن إِسْحَاق المدائنيّ.

تُوُفّي سنة تسع وخمسين.

526-

مالك بن الخليل [1]- ن. - أبو غسّان الأزديّ اليحمديّ البصريّ.

عَنْ: محمد بْن أَبِي عديّ، وعمرو بْن سُفْيَان القَطَعيّ، وغيرهما.

وعنه: ن. [2] ، وأبو عَرُوبَة، وابن خُزَيْمَة، وابن صاعد، وجماعة.

ذكر ابن حِبّان فِي «الثّقات» [3] موته بعد الخمسين.

527-

مالك بْن طَوْق التَّغْلبيّ [4] .

الأمير. أحد الأشراف والفُرسان والأجواد الأعيان.

مدَحه أَبُو تمام الطّائيّ، وغيره. وهو الَّذِي بنى مدينة الرَّحْبة عَلَى الفُرات.

ولي إمرة دمشق للواثق ثمّ للمتوكّل.

تُوُفّي سنة ستين.

روى الْحَسَين بْن السَّفر بْن إسماعيل التّغلبيّ، عن أَبِيهِ، أَنَّهُ كَانَ يحضر مجلس مالك بْن طَوْق. وكان فِي رمضان ينادي مُناديه عَلَى باب الخضراء دار الإمارة بعد المغرب: الإفطار رحمكم الله، الإفطار رحمكم الله. والأبواب مفتّحة. وكان مشهورا بالسّخاء.

[1] انظر عن (مالك بن الخليل) في:

الثقات لابن حبّان 9/ 166، والمعجم المشتمل 285 رقم 1018، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1298، والكاشف 3/ 100 رقم 541، وتهذيب التهذيب 10/ 14 رقم 14، وتقريب التهذيب 2/ 224 رقم 870، وخلاصة التذهيب 394.

[2]

وقال النسائي: لا بأس به. (المعجم المشتمل) .

[3]

ج 9/ 166.

[4]

انظر عن (مالك بن طوق) في:

تاريخ اليعقوبي 2/ 507، وتاريخ الطبري 2/ 117 و 9/ 287، وعيون الأخبار 2/ 197، والعقد الفريد 1/ 65، 78 و 2/ 158، 452 و 3/ 430، 431 و 4/ 227، وزبدة الحلب 1/ 44، 93، وتجارب الأمم 6/ 579، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 2/ 301، 360، 361، وثمار القلوب 374، والكامل في التاريخ 7/ 274، وبدائع البدائه 337، والمختصر في أخبار البشر 2/ 49، وتاريخ ابن الوردي 1/ 236، ودول الإسلام 1/ 158، والبداية والنهاية 11/ 32.

ص: 347

وفي مالك هذا يَقُولُ بكر بن النّطّاح:

أقول لمُرْتاد النَّدَى عند مالكٍ

كفي كلّ هذا الخلْق بعضُ عِداتِه

ولو خَذَلَتْ أموالُهُ جودَ كفِّهِ

لقاسَمَ مَن يرجوه شَطْرَ حياتهِ

ولو لم تجدْ فِي العُمر شيئًا لسائلٍ

وجاز لَهُ الإعطاءُ من حَسَناتهِ

لَجَادَ بها مِن غَيْرِ كُفْر بربِّهِ

وأشْرَكنا فِي صَوْمهِ وصلَاتهِ

528-

محمود بْن إِبْرَاهِيم بْن محمد بْن عيسى بْن القاسم بْن سُمَيْع [1] .

الحافظ أَبُو الْحَسَن الدّمشقيّ، مصنّف كتاب «الطّبقات» .

سَمِعَ: أَبَا جعْفَر النُّفَيْليّ، وإسماعيل بْن أَبِي أُوَيْس، ويحيى بْن بكُيْر، وصفوان بْن صالح، وطبقتهم.

وعنه: أَبُو حاتم الرّازيّ، وأَبُو زُرْعَة الدّمشقيّ، وأَبُو الْحَسَن بْن جَوْصا.

قَالَ أَبُو حاتم: صدوق، ما رَأَيْت بدمشق أكْيَس منه.

وقال عَمْرو بْن دُحَيْم: تُوُفّي بدمشق فِي انسلَاخ جُمَادَى الآخرة سنة تسعٍ وخمسين.

529-

محمود بْن آدم المَرْوزِيّ [2] . -[خ][3] .

عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، والفضل السينانيّ، وأَبِي بَكْر بْن عَيَّاش، وأَبِي معاوية، وجماعة.

وعنه: أبو بكر بن أبي داود، ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الدُّغُوليّ، وآخر من روى عَنْهُ محمد بْن حَمْدَوَيْه بْن سهل المَرْوزِيّ.

ذكره ابن حِبّان فِي «الثقات» [4]، وقال: مات في غرّة رمضان سنة ثمان وخمسين.

[1] انظر عن (محمود بن إبراهيم) في:

الجرح والتعديل 8/ 292 رقم 1344.

[2]

انظر عن (محمود بن آدم) في:

الجرح والتعديل 8/ 290، 291 رقم 1334، والثقات لابن حبّان 9/ 202، 203، وتهذيب التهذيب 10/ 61 رقم 100.

[3]

الرمز ليس في الأصل، أضفته من: تهذيب التهذيب 10/ 61.

[4]

ج 9/ 203.

ص: 348

530-

محمود بْن محمد [1] .

أَبُو زيد الْأَنْصَارِيّ الظَّفَريّ البغداديّ.

عَنْ: أيّوب بْن عُتْبة، وأيوب بْن النّجّار اليمامّيين.

وعنه: أَبُو الْعَبَّاس السّرّاج، والْحَسَن بْن محمد بْن شُعْبَة، ويحيى بْن صاعد.

وقع حديثه عاليًا، وتُوُفّي سنة خمسٍ وخمسين.

قال الدّار الدّارَقُطْنيّ: لم يكن بالقويّ.

قلت: هُوَ محمود بْن محمد بْن محمود بْن عديّ بْن ثابت بْن قيس بْن الحطيم، قدِم بغداد فسكنها. وقع لي حديثه عاليًا.

531-

المَرَّار بْن حمّويه بن منصور [2]- ق. - أبو أحمد الثّقفيّ الفقيه الهمدانيّ.

سمع: أبا نعيم، وسعيد بن أبي مريم، والقَعْنَبيّ، وأبا الوليد، وعبد اللَّه بْن صالح الكاتب، وطبقتهم.

وعنه: ق.، وموسى بْن هارون، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن حمّاد الطّهْرانيّ، وأبو عروبة، وعبد الله بن محمد بن وَهْبُ الدِّينَوَرِيّ، وجماعة.

وروى ابنُ ماجة عَنْهُ، عَنْ محمد بْن مُصَفَّى الحمصيّ، وكان من كبار الأئمّة.

وقد روى الْبُخَارِيّ [3] ، عَنْ أَبِي أَحْمَد، عَنْ أَبِي غسّان محمد بْن يحيى الكِنانيّ، فَفَسَّر العلماء أَبَا أَحْمَد بأنّه المَرّار هذا.

[1] انظر عن (محمود بن محمد) في:

تاريخ بغداد 13/ 92 رقم 7075.

[2]

انظر عن (المرّار) في:

الجرح والتعديل 8/ 443 رقم 2024، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 533، والمعجم المشتمل 289 رقم 1037، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1312، 1313، والكاشف 3/ 114 رقم 5444، والعبر 2/ 7، وسير أعلام النبلاء 12/ 308- 311 رقم 118، وتهذيب التهذيب 10/ 80، 81 رقم 139، وتقريب التهذيب 2/ 236 رقم 990، وخلاصة تذهيب التهذيب 395، وشذرات الذهب 2/ 129.

[3]

في صحيحه 5/ 239 في الشروط، باب إذا اشترط في المزارعة إذا شئت أخرجتك.

ص: 349

وقيل: هُوَ محمد بْن عَبْد الوهّاب الفرّاء، وقيل: هُوَ محمد بْن يوسف البِيكَنْديّ.

قَالَ محمد بْن عيسى الهَمَدانيّ: نا أَبِي، نا فَضَلَان بْن صالح قَالَ: قلت لأبي زُرْعَة: أنتَ أحفظ أم المَرّار؟ فقال: أَنَا أحفظ والمَرّار أفْقه [1] .

وعن أَبِي جعْفَر قَالَ: ما أخرجت همدان أفقه مِن المَرّار.

وقال الحافظ أَبُو شُجاع شِيرُوَيُه الدَّيْلَميّ: نزل عَلَيْهِ أَبُو حاتم الرّازيّ وكتب عَنْهُ، وهو قديم الموت جليل الخطر. سأله جمهور النَّهَاوَنْديّ عَنْ مسائل، وهي مدوّنةٌ عنه، مَن نظر فيها عرف محلّ المَرّار مِنَ العِلْم الواسع والحِفظْ والإتقان والدّيانة [2] .

وقال عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن دَاوُد الدُّحَيْميّ: سَمِعْتُ المَرّار يَقُولُ: اللَّهمّ أرزقني الشّهادة، وأمرَّ يده عَلَى حلْقه [3] .

وقيل: لمّا كانت فتنة المعتزّ والمستعين كَانَ عَلَى همدان جبّاخ وجَفْلَان من قِبَلِ المعتزّ، فاستشار أهلُ البلد المَرّار والْجُرْجانيّ فِي محاربتهما، فأمرهما بالقعود فِي منازلهم. فلمّا أغار أصحابهما عَلَى دار سَلَمَةَ بْن سهْل وغيرها، ورمَوْا رجلَا بسهم أفتاهم بالحرب، وتقلَّد المَرّار سيفًا، فخرج معهم، فقُتِل بْين الفريقين عدد كثير، ثمّ طلب مُفْلح المَرّار فاعتصم بأهل قُمّ، وهربَ معه إِبْرَاهِيم بْن مَسْعُود. فأمّا إِبْرَاهِيم فهازَلهم وقاربهم فسلم. وأمّا المَرّار فإنه أظهر مخالفتهم فِي التَّشَيُّع، وكاشفهم. فأوقعوا به وقتلوه، رحمه الله [4] .

وروى الْحُسَيْن بْن صالح أنّ عمّه المَرّار قُتِل سنة أربعٍ وخمسين، وله أربعٌ وخمسون سنة.

532-

مزداد بن جميل [5] .

[1] سير أعلام النبلاء 12/ 309.

[2]

سير أعلام النبلاء 12/ 310.

[3]

سير أعلام النبلاء 12/ 310.

[4]

سير أعلام النبلاء 12/ 310.

[5]

انظر عن (مزداد بن جميل) في:

الأسامي والكنى للحاكم ج 1/ ورقة 98 ب، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 39/ 342 و 545، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 62 رقم 1666.

ص: 350

أَبُو ثَوْبان البَهْرانيّ الحمصيّ.

سَمِعَ: أَبَا المغيرة عبد القُدُّوس، وعبد الملك الْجُدّيّ، ومحمد بْن مناذر البصْريّ.

وعنه: محمد بْن المُسَيَّب الْأرْغِيانيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه مكحول البَيْروتيّ، وعبد الغافر بن سلامة الحمصي، وجماعة.

حديثه بعلو في «معجم ابن جميع» [1] ، وكان يعد من الأبدال رحمه الله.

قال عبد الغافر: سَمِعْتُ منه مجالس كثيرة، وكان عندهم مِنَ الأبدال.

533-

مسرور بْن نوح [2] .

أَبُو بشر الذُّهْليّ الإسْفرايينيّ.

روى عَنْ: عفّان، وغيره.

ومات سنة إحدى وخمسين.

534-

مَسْعُود بْن يزيد القطّان [3] .

أَبُو محمد الأصبهاني.

عَنْ: مكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، وعبد الرَّحْمَن بْن مَغراء، وأَبِي دَاوُد الطَّيَالِسيّ، وغيرهم.

وعنه: أَحْمَد بْن الْحُسَيْن الْأَنْصَارِيّ، ومحمد بْن يحيى بْن مَنْدَه، ومحمد بْن أَحْمَد بْن يزيد الزُّهْريّ، وعَلِيّ بْن الصّبّاح الأصبهاني، ومحمد بْن عُمَر بْن حفص الجورجيريّ.

وأمّا أَبُو نُعَيْم الحافظ فكنّاه: أبا أحمد الزّمن.

535-

مسلم بن حاتم [4]- د. ت. -

[1] معجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي (بتحقيقنا) ص 319 رقم 288.

[2]

انظر عن (مسرور بن نوح) في:

الأسامي والكنى للحاكم 1/ ورقة 83 أ، وتاريخ جرجان للسهمي 455.

[3]

انظر عن (مسعود بن يزيد) في:

ذكر أخبار أصبهان 2/ 319، وطبقات المحدّثين بأصبهان 2/ 303، 304 رقم 226.

[4]

انظر عن (مسلم بن حاتم) في:

الثقات لابن حبّان 9/ 158، والمعجم المشتمل 290 رقم 1042، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1324، والكاشف 3/ 123 رقم 5507، وتهذيب التهذيب 10/ 124، 125 رقم 224، وتقريب التهذيب 2/ 244 رقم 1075، وخلاصة التذهيب 375.

ص: 351

أبو حاتم الأنصاريّ البصريّ إمام جامع البصرة.

عَنْ: عبد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وإِسْحَاق بْن عيسى ابن بِنْت حبيب بْن الشّهيد، وجماعة.

وعنه: د. ت.، وعُمَر البُجَيْريّ، ومحمد بْن جرير، وابن صاعد، وأَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن شَهْرَيار، وآخرون.

وثقَّه الطَّبَرانيّ، وغيره [1] .

536-

مُسلْمِ بْن عَمْرو بْن سابق بن وهب [2]- ت. ن- أبو عمرو المدينيّ.

عن: عَبْد اللَّه بْن نافع الصّائغ وحده.

وعنه: ت. ن. [3] ، وأَبُو حامد محمد بْن أَحْمَد بْن نصر التِّرْمِذيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن زُهَير بْن حَرْب، ويحيى بْن الْحَسَن بْن جعْفَر أَبُو الْحُسَيْن النَّسَّابة، ويحيى بْن صاعد.

وهو ثقة.

537-

مُعَلَّى بْن أيّوب [4] .

أَبُو العلَاء كاتب المتوكّلُ عَلَى اللَّه. وهو ابن خالة الوزير الْحَسَن بْن سَهْل.

حكى عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن مُسلْمِ بْن قُتَيْبة، وعلي (

) [5] ، وغيرهما.

توفّي سنة خمس وخمسين.

[1] وقال ابن حبّان: ربما أخطأ.

[2]

انظر عن (مسلم بن عمرو) في:

المعجم المشتمل 291 رقم 1044، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1326، والكاشف 3/ 125 رقم 5519، وتهذيب التهذيب 10/ 133، 134 رقم 243 وفيه «مسلم بن عمرو بن مسلم بن وهب الحذّاء» ، وتقريب التهذيب 2/ 246 رقم 1093، وخلاصة التذهيب 376.

[3]

وقال النسائي: صدوق.

[4]

انظر عن (المعلّى بن أيوب) في:

تاريخ الطبري 9/ 387، 428، ومروج الذهب 3020، والوزراء والكتّاب 59- 61، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 102، 250، وخاص الخاص 50، وإعتاب الكتّاب 109 رقم 24، والهفوات النادرة 251، والتذكرة الحمدونية 2/ 105، 106، 211، والكامل في التاريخ 7/ 215.

[5]

بياض في الأصل.

ص: 352

حكى عَنْ: أَبِي العتاهية، وعبد اللَّه بْن طاهر.

وكان جليل القدر كثير الأدب، جيّد الرّأي، من نُبَلَاء الرجال.

سَمِعَ مِنَ النَّضر بْن شُمَيْل كثيرًا، ولم يُحدَّثَ لدخوله فِي الخدم.

ورخ الصُّوليّ موته كما قُلْنَا، وقال: لمّا احتضر قال لولده: أَجْروا عَلَى من كنت أُجري عَلَيْهِ. فعدّوهم فإذا هُمْ سبعة آلاف إنسان مِنَ الضُّعفاء وذوي البيوتات. ذكره ابن النّجّار.

وأنشد المبّرد لأبي عَلِيّ السّفْر فِي المُعَليّ هذا:

لَعمْرو أبيك ما نُسِبَ المُعَليّ

إلى كَرَم وفي الدُّنيا كريم

ولكنَّ البلَادَ إذا اقْشعَرَّتْ

وُضُوحُ نَبْتِها رَعَى الهَشِيم

538-

مَعْن بْن عُمَر بْن مَعْن بْن عُمَر بْن كثير بْن مَعْن بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيِّ.

أَبُو عُمَر المصريّ.

عَنْ: عَبْد اللَّه بْن صالح، وأسد بْن مُوسَى، وخالد بْن نزار.

قَالَ ابن يونس: ثنا عَنْهُ جماعة.

مات في شوّال سنة تسعٍ وخمسين ومائتين.

539-

المنذر بْن شاذان [1] .

أَبُو عُمَر الرّازيّ.

عَنْ: يَعْلَى بْن عُبَيْد، وعُبَيْد الله بْن مُوسَى.

وعنه: ابن أَبِي حاتم، وإِسْحَاق بْن محمد الكَيْسانيّ، وَغَيْرُهُمَا.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَا بَأْسَ بِهِ.

540-

منصور بْن طَلْحة بْن طاهر بْن الْحُسَيْن بْن مُصْعَب [2] .

الأمير أَبُو الْعَبَّاس الخُزاعيّ. ولي إمرة مَرْو نيابةً عَنْ عمّهِ عَبْد اللَّه بْن طاهر.

[1] انظر عن (المنذر بن شاذان) في:

الجرح والتعديل 8/ 244 رقم 1109.

[2]

انظر عن (منصور بن طلحة) في:

بغداد لابن طيفور 91.

ص: 353

وروى عَنْ: شَبَابة بْن سَوّار، وحفص بْن عَبْد الرَّحْمَن النَّيسابوري.

وكان عالمًا شاعرًا أديبًا بارعًا، مدح الواثق باللَّه وغيره.

روى عَنْهُ: الْعَبَّاس بْن مُصْعَب المَرْوزِيّ.

وتُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين.

541-

مُهَنّأ بْن يحيى [1] .

أبو عبد الله الشّاميّ الفقيه، صاحب الإمام أحمد.

دمشقيّ نزل بغداد، وحدَّث عَنْ: بقية بْن الوليد، وضمرة بن ربيعة، ويزيد بن هارون، وروّاد بن الجرّاح، وزيد بْن أَبِي الزّرقاء، ومكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، وعَبْد الرّزّاق، وبشر الحافي.

وعنه: إِبْرَاهِيم بْن هاني النَّيسابوري، وحَمْدان بْن عَلِيّ الورّاق، وعَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل، ويحيى بْن صاعد، والْحُسَيْن المَحَامِليّ، وجماعة.

قَالَ أَبُو بَكْر الخلَال: مُهنّى من كبار أصحاب أَحْمَد. كَانَ يستجرئ عَلَى أَبِي عَبْد اللَّه ويسأله عَنْ كِبار المسائل. ومسائله أكثر من أن تُحدّ. كتبَ عَنْهُ عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل بضعة عشر جزءًا مسائل لم تكن عند عَبْد اللَّه، عَنْ أَبِيهِ [2] .

وقال الدّار الدّارَقُطْنيّ: مُهَنَّا ثقة نبيل [3] .

قَالَ مُهَنّا: لزِمتُ أَبَا عَبْد اللَّه رحِمَة اللَّه ثلَاثًا وأربعين سنة، ورأيته بمكّة عند ابن عُيَيْنَة [4] .

وَقَالَ الْمَحَامِلِيُّ: نَا مُهَنَّى، نَا بَقِّيَّةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يُحْشَرُ الْمَكَّارُونَ وَقَتَلةُ الأنْفُسِ إِلَى جهنّم في درجة واحدة» .

[1] انظر عن (مهنأ بن يحيى) في:

الثقات لابن حبّان 9/ 204، وتاريخ بغداد 13/ 266 رقم 7219، وطبقات الحنابلة 1/ 345- 381 رقم 496.

[2]

تاريخ بغداد 13/ 267.

[3]

تاريخ بغداد 13/ 268، طبقات الحنابلة 1/ 346.

[4]

تاريخ بغداد 13/ 267.

ص: 354

هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ عَجِيبٌ، رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، لَكِنَّ مكحول لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

قَالَ عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد: كنتُ أرى مُهَنّا يسأل أَبِي حتّى يُضْجِره، ويكرِّر عَلَيْهِ جدًّا [1] .

وقال غيره: كَانَ الأمام أَحْمَد يحترم مُهَنّا ويُجِلّه لأنّه كَانَ رفيقه إلى عَبْد الرّزّاق [2] .

542-

مُوسَى بْن حافظ النَّحْويّ.

حدَّث ببغداد عَنْ: إِسْحَاق الأزرق، ويزيد بْن هارون.

وعنه: محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن نَيْروز، وأبو عبد الله المَحَامِليّ.

وهو ثقة.

543-

مُوسَى بْن عيسى الجصّاص الفقيه [3] .

مِن قُدماء أصحاب الْإمَام أَحْمَد [4] . كَانَ ذا زُهد وورع وتألُّه.

سَمِعَ: يحيى القطّان، وعَبْد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ، وأبا سُلَيْمَان الدّارانيّ.

وكان لَا يُحدَّثَ إلَا بمسائل أَبِي عَبْد اللَّه.

حدَّث عَنْهُ: أَبُو بَكْر المُطّوّعيّ، وأبو بَكْر بن جناد، والحسن بن أحمد الورّاق.

[1] طبقات الحنابلة 1/ 346.

[2]

طبقات الحنابلة 1/ 345، وقد طوّل ابن أبي يعلى في ترجمته فقال: قرأت في كتاب أبي بكر الخلّال- وقد ذكر مهنّا- فقال: من كبار أصحاب أبي عَبْد اللَّه. روى عن أَبِي عَبْد اللَّه من المسائل ما فخر به. وكان أبو عبد الله يكرمه، ويعرف له حق الصحبة. ورحل معه إلى عبد الرزاق، وصحبه إلى أن مات. ومسائله أكثر من أن تحدّ من كثرتها. وكتب عنه عبد الله بن أحمد مسائل كثيرة بضعة عشر جزءا مسائل جيادا عن أبيه

[3]

انظر عن (موسى بن عيسى) في:

تاريخ بغداد 13/ 42 رقم 7002، وطبقات الحنابلة 1/ 333، 334 رقم 480.

[4]

قال أبو بكر الخلّال: ورع متخلّ زاهد. سمع يحيى القطّان، وابن مهدي، ونحوهما. وكان لَا يُحدَّثَ إلَا بمسائل أَبِي عَبْد الله، وشيء سمعه من أبي سليمان الدارانيّ في الزهد والورع.

وكانت عنده مسائل كثيرة عن أبي عبد الله فحدّثني بشيء صالح منها الحسن بْن أَحْمَد الوراق، وقال: إن الباقي ضاع مني، فمضيت إلى الحربية إلى منزل ابنته، قلنا: لعلّنا نجد الأصول، وحرصنا على ذلك، فلم نقدر منها على شيء. وقد حدّث عنه بشيء من المسائل أبو بكر المطوعي، وأبو بكر بن حمّاد. وهو رجل رفيع القدر جدا. (طبقات الحنابلة 1/ 333) .

ص: 355

ذكره أَبُو بَكْر الخطيب.

544-

مُوسَى بْن سابق.

ويقال لَهُ مُوسَى بْن أَبِي خديجة المصريّ.

عَنْ: ابن وَهْبُ، وبشر بْن عُمَر.

وعنه: عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن علَان، وغيره.

ومات سنة أربع وخمسين ومائتين.

545-

موسى بن سعيد [1]- ن. - أبو بكر الطّرسوسيّ [2] .

سَمِعَ: أَبَا الوليد الطَّيَالِسيّ، والقَعْنَبيّ، وأبا اليَمَان، وطبقتهم.

وعنه: ن.، وابن صاعد، وأَبُو بِشْر الدُّولَابيّ، ومحمد بْن أيّوب بْن الصَّمُوت.

وقال النَّسائيّ: لَا بأس بِهِ [3] .

546-

مُوسَى بْن عامر بن عمارة بن خريم [4]- د. - أبو عامر المرّ [يّ][5] الخريميّ الدّمشقيّ.

وُلِد أمير العرب ابن الهَيْذام.

روى عَنِ الوليد بن مسلم تصانيفه.

[1] انظر عن (موسى بن سعيد) في:

الأسامي والكنى للحاكم، ج 1/ ورقة 69 أ، والمعجم المشتمل 296 رقم 1065، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1386، 1387، والكاشف 3/ 162 رقم 5798، وتهذيب التهذيب 10/ 345، 346 رقم 613، وتقريب التهذيب 2/ 283 رقم 1461، وخلاصة التذهيب 390.

[2]

ويقال له: الرنداني. (الأسامي والكنى) .

[3]

المعجم المشتمل.

[4]

انظر عن (موسى بن عامر) في:

الثقات لابن حبّان 9/ 162، وفيه «حريم» بالحاء المهملة، وهو تحريف، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2349، والمعجم المشتمل 297 رقم 1068، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1388، والكاشف 3/ 163 رقم 5806، وتهذيب التهذيب 10/ 351، 352 رقم 626، وتقريب التهذيب 2/ 285 رقم 1473، وفيه «البري» ، وخلاصة التذهيب 391 وفيه «المزني» .

[5]

في الأصل بياض، والمستدرك من مصادر ترجمته.

ص: 356

وروى عَنْ: ابن عُيَيْنَة، وعِراك بْن خَالِد المُرّيّ، وعَلِيّ بْن عاصم، وجماعة.

وعنه: د.، وإِسْمَاعِيل بْن قيراط، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وأَبُو الْجَهْم بْن طلَاب، وأَبُو الدَّحْداح أَحْمَد بْن محمد، وابن جَوْصا، وآخرون.

ليّنه أَبُو دَاوُد، وروى عَنْهُ حديثًا أو حديثين [1] .

ذكره ابن حبان في «الثقات» [2]، وقال: ربما يُغْرِب.

وقال ابن الفَيْض: كَانَ يُرَبّع بعليّ [3] .

توفي في ذي الحجة سنة خمس وخمسين 2 [4] .

547-

مُوسَى بْن عَبْد اللَّه بْن مُوسَى الخُزاعيّ البصْريّ [5]- ن. - عَنْ: النَّضْر بْن كثير، وأَحْمَد بْن إِسْحَاق الحضْرميّ، وجماعة.

وعنه: ن.، ومحمد بْن هارون الرُّويانيّ، وجعْفَر بْن أَحْمَد بْن سنان، وأحمد بن يحيى التّستريّ، وغيرهم.

قَالَ النَّسائيّ: لَا بأس بِهِ [6] .

548-

مُوسَى بْن عيسى بْن حمّاد زُغْبَة التُّجَيْبيّ.

أَبُو هارون المصريّ.

عَنْ: ابن وَهْبُ، وغيره.

مات فِي صفر.

[1] قال ابن عديّ: سمعت عبدان يقول: سمعت أبا دواد السختياني يقول: حديث أبي الهيذام عن الوليد، عن الأوزاعي يشبه حديث هقل، قال: وكان أبو داود لا يحدّث عنه، قال ابن عديّ:

ولموسى هذا غير حديث مما يعزّ وجوده عن الوليد وعن غيره وأفراد، وكان يروي عن الوليد ما يروي المتقدّمون، ومن لم يلحق هشاما ودحيما كانوا يجعلونه عوضا منهما، وكان عنده بعض أصناف الوليد. (الكامل 6/ 2349) .

[2]

ج 9/ 162.

[3]

أي يذكر الخلفاء الراشدين الأربعة بخير، بما فيهم علي رضي الله عنه.

[4]

هكذا في الأصل.

[5]

انظر عن (موسى بن عبد الله الخزاعي) في:

أخبار القضاة لوكيع 1/ 237، والمعجم المشتمل 297 رقم 1069، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1388، 1389، والكاشف 3/ 164 رقم 5809، وتهذيب التهذيب 10/ 353 رقم 630، وتقريب التهذيب 2/ 285 رقم 1477، وخلاصة التذهيب 391.

[6]

المعجم المشتمل.

ص: 357