الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[وقوع الثلج ببغداد]
وفي كانون وقع ببغداد ثلج كثير، وأقام أيامًا حتى ذاب [1]
[هرب زيادة الله بن الأغلب من إفريقية إلى مصر]
وفيها قدم زيادة الله بن عبد الله بن إبراهيم بن الأغلب أمير أفريقية إلى الجيزة، هاربًا من المغرب من أبي عبد الله الّداعي. وكانت بين زيادة الله وبين جُنْد مصر هَوْشة، ومنعوه من الدّخول إلى الفسطاط. ثمّ أذنوا له، فدخل مصر وتوجّه إلى العراق [2]
[خروج المهدي عبيد الله من السجن وإظهار أمره]
وفيها انصرف أبو عبد الله الدّاعي إلى سِجِلْماسَة، وافتتحها [3] ، وأخرج من الحبس المهديّ عُبَيْد الله ووَلَده من حبس اليسع [4] . وأظهر أمره، وأعلم أصحابه أنّه صاحب دعوته، وسلم عليه بالإمامة. وذلك في سابع ذي الحجّة سنة ستِّ.
فأقام بسِجِلْماسَةَ أربعين يومًا، ثم قصد إفريقيّة [5] ، وأظهر التّواضع والخشوع، والإنعام والعدل، والإحسان إلى النّاس، فانحرف النّاس إليه، ولم يجعل لأبي عبد الله كلامًا [6] . فلامه أبو العبّاس، وعرّفه سابقةَ أبي عبد الله.
[تخلُّص المهديّ من أبي عبد الله الشيعيّ وأخيه]
ثمّ أراد أبو عبد الله استدراك ما فات، فقال على سبيل التنصّح للمهديّ:
[1] الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 141، وتاريخ حلب للعظيميّ 277، والبداية والنهاية 11/ 107.
[2]
انظر: الكامل في التاريخ 8/ 20- 22 و 40 وما بعدها، والمختصر في أخبار البشر 2/ 63، والعبر 2/ 105، ودول الإسلام 1/ 180، ومآثر الإنافة 1/ 274، وتاريخ الخلفاء 379.
[3]
انظر إشارة لهذا الخبر في:
العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 220، وهو في: تاريخ ابن خلدون 3/ 364، والنجوم الزاهرة 3/ 166، ورسالة افتتاح الدعوة للقاضي النعمان 153 و 236.
[4]
هو: اليسع بن مدرار.
[5]
رسالة افتتاح الدعوة 241.
[6]
الرسالة 248.
أنا أخبر منك بهؤلاء، فاترك مباشرتهم إلي، فإنه أمكن لجبروتك، وأعظم لك.
فتوحَّش من كلامه، وساء به ظنّه، فحبّب أبو العبّاس نفوس جماعة من الأعيان، وشكَّكهم في المهديّ، حتى جاهره مقدّمهم بذلك فقتله، وتأكدت الوحشة بين المهدي وبين الأَخَوَيْن، وجماعة من كُتَامة، وقصدوا إهلاك المهديّ، فتلطّف حتى فرّقهم في الأعمال، ورتب من يقتل الأَخَوَيْن، فعسكرا بمن معهما وخرجا، فَقُتِلا سنة ثمان وتسعين، وقتل معهما خلق [1] .
[1] انظر: الكامل في التاريخ 8/ 47- 50، ورسالة افتتاح الدعوة 267، وصلة عريب 28 وما بعدها، والعبر 2/ 37، والمواعظ والاعتبار 1/ 351 و 2/ 11، واتعاظ الحنفا 1/ 68، والبيان المغرب 1/ 298.