المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الثالث عشر: من الممالك العربية المسقرة - تاريخ شبه الجزيرة العربية في عصورها القديمة

[عبد العزيز صالح]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌الفصل الأول: مصادر التاريخ العربي القديم ودراساته الأثرية الحديثة

- ‌الفصل الثاني: ممهدات العصور التاريخية في شبه الجزيرة العربية

- ‌مدخل

- ‌خطوط الكتابة القديمة في شبه الجزيرة العربية

- ‌كتابة المسند:

- ‌الخط النبطي وتطوره إلى الخط العربي

- ‌الفصل الثالث: تمهيد في جنوب شبه الجزيرة العربية

- ‌مدخل

- ‌مشكلة نشأ دولة سبأ في عصورها المبكرة

- ‌الفصل الرابع: عهود المكربين في سبأ

- ‌الفصل الخامس: دولة قطبان

- ‌الفصل السادس: دولة معين

- ‌الفصل الثامن: دولة أوسان

- ‌الفصل التاسع: عودة إلى دولة سبأ في عصر الملكية السبأية

- ‌الفصل العاشر: دولة سبأ وذوربدان-وسيطرة حمير

- ‌الفصل الحادي عشر: مناطق الأطراف العربية

- ‌اولاً: المصادر المسمارية

- ‌ثانيًا: من نتائج الكشوف الأثرية الحديثة:

- ‌الفصل الثاني عشر: الجماعات العربية القديمة ذات الصلة برسالات الأنبياء

- ‌أولًا: مدين

- ‌ثانيًا: قوم عاد

- ‌ثالثًا: الثموديون

- ‌الفصل الثالث عشر: من الممالك العربية المسقرة

- ‌اولاً: دولة ددان ولحيان

- ‌ثانيًا: دولة الأنباط

- ‌الفصل الرابع عشر: من ممالك الأطراف العربية

- ‌أولًا: مملكة الحيرة

- ‌ثانيًا: دولة الغساسنة

- ‌الفصل السادس عشر: انتقال مركز الثقل إلى مكة ويثرب

الفصل: ‌الفصل الثالث عشر: من الممالك العربية المسقرة

‌الفصل الثالث عشر: من الممالك العربية المسقرة

‌اولاً: دولة ددان ولحيان

الفصل الثالث عشر: من الممالك العربية المستقرة

أولًا: دولة ددان ولحيان

قامت حاضرة هذة الدولة في واحة العلا قرب وادي القرى إلى الشمال الغربي من المدينة المنورة بنحو 328كم، وامتدت منها في عهود ازدهارها إلى ما حولها حتى قرب تيماء. واعتمدت اقتصادياتها القديمة على الزراعة لوفرة المياة الباطنية في واحة العلا وخصوبة أرضها، وعلى التجارة نظرًا لموقعها على طريق القوافل التجاري الرئيسي القديم الممتد في غرب شبه الجزيرة بين معين على أطراف منطقة الجوف الجنوبي وبين أطراف الهلال الخصيب في الشمال.

وأطلق اسم ددان في بداية الأمر على الأرض والدولة والشعب، وذكرته قصص من التوراة يرجع أقدمها إلى ما بين القرن التاسع ق. م. وبين القرن السادس ق. م.، كما تضمنته نصوص من الواحة نفسها قد يرجع أقدمها كذلك إلى القرن السادس ق. م.

وبعد عهود يصعب تقديرها وربما في القرن الخامس ق. م. عرفت الواحة ودولتها وقبيلتها الحاكمة باسم لحيان، وهو اسم احتفظ به بطن من بطون العرب حتى ظهور الإسلام ثم انصهر في قبيلة هذيل. وتوثقت علاقة لحيان بدولة معين الجنوبية على أساس الاشتراك في المصالح التجارية، ونزلتها جالية من معين كما أسلفنا في الفصل السادس، وانتفعت الواحة من هذه العلاقة بمعرفة خط المسند الجنوبي الذي تطور بعد تحويره إلى الخط اللحياني وكان من أوائل الخطوط المعروفة التي كتبت بها نصوص العرب الشماليين. واتسعت علاقات لحيان بجيرانها في الشام عن طريق البر، وفي مصر عن طريق البر والبحر، بحيث وجدت في لحيان بضعة تماثيل عثرنا على بعضها منذ عدة سنوات في الخريبة المجاورة للعلا، أخذت بالأسلوب الفني المصري القديم ويرجع تاريخها إلى ما بعد القرن الخامس ق. م ويبدو أن أصحابها من حكام لحيان أو أثريائها قد أعجبوا بأمثالها في مصر فانتدبوا فنانين مصريين قاموا بنحتها من الصخر المحلي في

ص: 143