الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مهيناً (ومن أكثر من شيء عرف به) وأشير إليه به (ومن كثر كلامه) ولو من غير مزاح (كثر سقطه) أي سقوطه في الكلام وكذبه (ومن كثر سقطه قل حياؤه) فلا يبالي بما يفعله (ومن قل حياؤه قل ورعه) أي خوفه من جلال هيبة الله تعالى (ومن قل ورعه مات قلبه).
قال ابن أبي الدنيا: حدثني أحمد بن عبيد التميمي حدثنا عبيد الله بن محمد التيمي حدثنا دريد بن مجاشع عن غالب القطان عن مالك بن دينار عن الأعمش عن قيس قال قال عمر بن الخطاب من مزح استخف به وحدثني الحسن بن الصباح حدثنا محمد بن كثير عن عبد الله بن واقد عن موسى بن عقيل أن الأحنف بن قيس كان يقول من كثر كلامه وضحكه ومزاحه قلت هيبته ومن أكثر من شيء عرف به وروى الطبراني في الأوسط والقضاعي في مسند الشهاب والعسكري في الأمثال من حديث ابن عمر من كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه كثر كذبه ومن كثرت ذنوبه ومن كثرت ذنوبة كانت النار أولى به وقد تقدم وروى ابن عساكر من حديث أي هريرة من كثر ضحكه استخف بحقه ومن كثرت دعابته ذهبت جلالته ومن كثر مزاحه ذهب وقاره ومن كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه كثرت خطاياه ومن كثرت خطاياه كانت النار أولى به قال وهو غريب المتن والإسناد وقد روى الديلمي في مسند الفردوس بسند ضعيف جداً من حديث أنس الصمت سيد الأخلاق ومن مزح استخف به (ولأن الضحك يدل على الغفلة عن الآخرة) وما فيها من الأهوال.
2623 - (قال صلى الله عليه وسلم لو علمتم ما أعلم لبكيتم كثيراً)
أي لغلبة الخوف واستيلاء الحزن (ولضحكتم قليلاً) أي لتركتم الضحك أو لم يقع منكم إلا نادراً.
قال العراقي: متفق عليه من حديث أنس وعائشة بلفظ لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً اهـ.
قلت: وكذلك رواه أحمد والدارمي والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان كلهم من حديث أنس قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت بمثلها قط ثم ذكره وجاء في رواية أنها كانت خطبة الكسوف ورواه أحمد والبخاري والترمذي من حديث أي هريرة.
وروى الحاكم في الأهوال وابن عساكر من طريق يوسف بن خباب عن مجاهد عن أبي ذر رفعه لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ولما ساغ لكم الطعام ولا الشراب قال الحاكم صحيح على شرطهما وتعقبه الذهبي وقال بل هو منقطع وروى ابن عساكر من حديث أبي الدرداء لو تعلمون ما أنتم لاقون بعد الموت ما أكلتم طعاماً على شهوة أبداً ولا شربتم شراباً شهوة أبداً ولا دخلتم بيتاً تستظلون به ولمررتم إلى الصعدات تلدمون صدوركم وتبكون على أنفسكم وروى الطبراني والبيهقي والحاكم من حديث أي الدرداء لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيراً ولضحكتم قليلاً ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله لا تدرون تنجون أو لا تنجون وروى الحاكم من حديث أبي هريرة لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيراً ولضحكتم قليلاً يظهر النفاق وترتفع الأمانة الحديث وقال صحيح وأقره الذهبي (وقال رجل لأخيه) وقد رآه يضحك (أنبئت) أي أخبرت (أنك وارد النار قال نعم) وذلك في قوله تعالى وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضياً (قال فهل أنبئت أنك صادر عنها قال لا قال ففيم الضحك فما رئي ضاحكاً حتى مات) أخرجه أبو نعيم في الحلية (وقال يوسف بن أسباط) الشيباني رحمه الله تعالى (أقام الحسن البصري رحمه الله تعالى)(ثلاثين سنة لم يضحك) أخرجه أبو نعيم في الحلية (وقيل أقام عطاء السليمي أربعين سنة لم يضحك) وكان شديد الخوف قال أبو نعيم في الحلية حدثنا أبو محمد بن حيان حدثنا أحمد بن الحسين حدثني أبو عبد الله بن عبيدة قال سمعت غفيرة تقول لم يرفع عطاء رأسه إلى السماء ولم يضحك أربعين سنة فرفع رأسه مرة ففزع فسقط ففتق فتقافى بطنه (ونظر وهيب بن الورد)
المكي قيل اسمه عبد الوهاب ووهيب لقب له (قوماً يضحكون في) يوم (عيد فطر فقال إن كان هؤلاء قد غفر لهم فما هذا فعل الشاكرين وإن كان لم يغفر لهم فما هذا فعل الخائفين).
قال أبو نعيم: في الحلية حدثنا أبي حدثنا أحمد بن محمد بن عمر حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد حدثنا محمد بن عبد المجيد التميمي حدثنا سفيان قال رأى وهيب قوماً يضحكون يوم الفطر فقال إن كان هؤلاء تقبل منهم صيامهم فما هذا فعل الشاكرين وإن كان هؤلاء لم يتقبل منهم صيامهم فما هذا فعل الخائفين وحدثنا أبو محمد بن حيان حدثنا أحمد بن الحسين الحذاء حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثني محمد بن يزيد بن خنيس قال رأيت وهيب بن الورد صلّى ذات يوم العيد فلما انصرف الناس جعلوا يمرون به فنظر إليهم شزراً ثم زفر قال لئن كان هؤلاء القوم أصبحوا مشفقين أنه قد تقبل منهم شهرهم هذا لكان ينبغي لهم أن يكونوا مشاغيل بأداء الشكر عما هم فيه وإن كانت الأخرى لقد كان ينبغي أن يصبحوا أشغل وأشغل (وكان عبد الله بن أبي يعلى) رحمه الله تعالى (يقول أتضحك ولعل أكفانك خرجت من عند القصار) وأنت لا تدري هكذا هو في سائر النسخ عن عبد الله بن أبي يعلى ولم أجد له ذكراً وفي نسخة المقاصد للسخاوي قال عبد الله بن ثعلبة فانظره (وقال ابن عباس) رضي الله عنه (من أذنب ذنباً وهو يضحك استخفافاً بما اقترفه دخل النار وهو يبكي) جزاء وفاقاً وقضاء عدلاً أخرجه أبو نعيم في الحلية عنه مرفوعاً وفيه عمر بن أيوب المزني قال الذهبي في الضعفاء روى عن ضمرة وجماعة خرجه ابن حبان (وقال) أبو عبد الله (محمد بن واسع) البصري رحمه الله تعالى (إذا رأيت في الجنة رجلاً يبكي ألست تعجب من بكائه قيل بلى قال فالذي يضحك في الدنيا ولا يدري إلى ماذا يصير هو أعجب منه.