الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل به مرفوعاً ورواه البيهقي أيضاً بإثبات مالك بن يخامر بين خالد ومعاذ ورواه أيضاً أبو سعد السمان في مشيخته وأبو إسحاق المستملى في معجمه والخطيب وابن النجار وراويه عن ثور بن يزيد عندهم جميعاً أحمد بن معدان العبدي وهو مجهول وقال البيهقي بعد أن أخرجه هذا حديث لا أعلم أنا كتبناه إلا بهذا الإسناد وهو كلام مشهور عن الفضيل انتهى.
وأما حديث عمر فرواه أيضاً الشيرازي في الألقاب موقوفاً ولفظهم جميعاً ما عظمت نعمة على عبد إلا وعظمت مؤنة الناس عليه فمن لم يحتمل مؤنة الناس فقد عرض تلك النعمة للزوال وأما حديث عائشة فرواه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج والطبراني قال المنذري ضعيف ولفظه ما عظمت نعمة الله على عبد إلا اشتدت عليه مؤنة الناس فمن لم يحتمل تلك المؤنة للناس فقد عرض تلك النعمة للزوال وأما حديث ابن عباس فرواه العقيلي في الضعفاء وضعفه ورواه أبو نعيم في الحلية ولفظه ما من عبد أنعم الله عليه نعمة فأسبغها ثم جعل إليها شيئاً من حوائج الناس فتبرم فقد عرض تلك النعمة للزوال وأما حديث أبي هريرة فلفظه ما من عبد أنعم الله عليه نعمة سبقها عليه إلا جعل شيئاً من حوائج الناس إليه فإن تبرم بهم عرض تلك النعمة للزوال رواه البيهقي من طريق الأوزاعي عن ابن جريج عن عطاء عنه فهذه الأخبار وإن كانت طرقها غير محفوظة ولكن بعضها يؤكد بعضاً وأمثلها إسناد أبي هريرة.
3042 - (قالت عائشة رضي الله عنها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الجنة دار الأسخياء)
لأن السخاء خلق الله الأعظم كما ورد في الخبر وهو يحب من يتخلق بشيء من أخلاقه فلذلك صلحوا لجواره في داره.
قال العراقي: رواه ابن عدي والدارقطني في المستجاد والخرائطي قال الدارقطني لا يصح ومن طريقه روى ابن الجوزي في الموضوعات وقال الذهبي حديث منكر ما آفته سوى جحدر.
قلت: رواه الدارقطني فيه من طريق آخر وفيه محمد بن الوليد الموقري وهو ضعيف أيضاً انتهى.
قلت: هو في الكامل لابن عدي عن زيد بن عبد العزيز عن جحدر عن بقية عن الأوزاعي عن عائشة ثم قال جحدر يسرق الحديث ويروى المناكير وكذلك رواه أبو الشيخ في الثواب والقضاعي في المسند وقد روى أيضاً من حديث أنس لكن بزيادة والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة بخيل ولا عاق والديه ولا منان بما أعطى ورواه كذلك ابن عدي وأبو الشيخ والخطيب في ذم البخلاء والديلمي في السند.
3043 -
(قال أبو هريرة) رضي الله عنه (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن السخي قريب من الله)(قريب من الناس) أي من محبتهم فالمراد قرب المودة (قريب من الجنة) لسعيه فيما يدنيه منها وسلوكه طريقها فالمراد هنا قرب المسافة (بعيد من النار) والقرب من الجنة والبعد من النار جائز باعتبار قرب المسافة لأنهما مخلوقتان والقرب والبعد إنما هو برفع الحجاب وعدم رفعه فإذا قلت الحجب قلت المسافة (وإن البخيل بعيد من الله بعيد من الناس) وأما بعده عن الناس فلكونهم يمقتونه فيبعدوه عنه ويبعد عنهم (بعيد من الجنة) لأنه لم يسلك طريقها (قريب من النار) لكونها حفت بالشهوات وحجبت بها والبخل بالمال شهوة نفسية هي طريقه الموصلة إلى النار (وجاهل سخي أحب إلى الله من عابد بخيل) لأن الجاهل السخي سريع الانقياد إلى ما يؤمر به من نحو تعلم وإلى ما ينهى عنه بخلاف العابد البخيل قال ابن العربي وهذا مشكل يباعد الحديث عن الصحة مباعدة كثيرة وعلى حاله فيحتمل أن معناه أن الجهل قسمان جهل بما لا بد من معرفته في عمله واعتقاده وجهل بما يعود نفعه على الناس من العلم فأما الختص به فعابد بخيل خير منه وأما الخارج عنه فجاهل سخي حتى خير منه لأن الجهل والعلم يعودان للاعتقاد والسخاء والبخل للعمل وعقوبة ذنب
الاعتقاد أشد من ذنب العمل انتهى (وأدوأ الداء البخل) أي أعظمه داء.
قال العراقي: رواه الترمذي وقال غريب ولم يذكر فيه أدوأ الداء البخل وقد رواه بهذه الزيادة الدارقطني فيه انتهى.
قلت: سياق المصنف رواه ابن جرير في تهذيبه بتلك الزيادة من حديث أبي هريرة بدون أن في الجملتين وقال ولجاهل وقال أكبر الداء البخل وأما الذي رواه الترمذي من حديث أبي هريرة بدون أن في الموضعين وبزيادة للام في جاهل وبدون تلك الزيادة فقد رواه من طريق سعد بن محمد الوراق عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن الأعرج عن أبي هريرة وقال إنه غريب وإنما يروى هذا عن يحيى بن سعيد عن عائشة مرسلاً انتهى.
وكذلك رواه العقيلي في الضعفاء والدارقطني في الأفراد وابن عدي والبيهقي والخرائطي في مكارم الأخلاق والخطيب في كتاب البخلاء كلهم من حديث أبي هريرة وقد روى أيضاً من حديث جابر وعائشة وأنس أما حديث جابر فرواه البيهقي في الشعب وأما حديث عائشة فرواه أبو بكر بن أبي داود عن جعفر بن محمد بن المرزبان عن خالد بن يحيى عن غريب بن عبد الواحد عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن عائشة فزاد فيه سعيداً لكنه غريب لا يعرف ورواه الدارقطني والطبراني في الأوسط والبيهقي والخطيب من طريق سعيد بن محمد الوراق وأيضاً عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه عن عائشة وعند بعضهم عن الوراق عن يحيى بن عروة عن عائشة والوراق قال الذهبي ضعيف وقال البيهقي تفرد به الوراق وهو ضعيف ورواه القشيري في الرسالة من طريق سعيد بن مسلمة عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم ولكن بدون الجملة الأخيرة وفيه والجاهل السخي أحب إلى الله من العابد البخيل وأما حديث أنس فرواه الطبراني وفي مسنده محمد بن تميم وهو وضاع وقال الدراقطني بعد أن أورد هذا الحديث له طرق ولا يثبت منها شيء فتعلق ابن الجوزي بهذه الزيادة فأورد الحديث في الموضوعات وقد رد عليه الحافظ ابن حجر بأنه لا يلزم من هذه العبارة أن يكون موضوعاً