الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وابن مردويه عن ابن مسعود أن رجلا سأله ما الصراط المستقيم قال تركنا محمد صلى الله عليه وسلم في أدناه وطرفه الجنة وعن يمينه جواد وعن شماله جواد وثم رجال يدعون من مر بهم فمن أخذ في تلك الجواد انتهت به إلى النار ومن أخذ على الصراط المستقيم انتهى به إلى الجنة ثم قرأ ابن مسعود وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه الآية وأخرج أحمد وابن ماجه وابن أبي حاتم وابن مردويه عن جابر قال كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فخط هكذا أمامه فقال هذا سبيل الله وخطين عن يمينه وخطين عن شماله وقال هذا سبيل الشيطان ثم وضع يده في الخط الأوسط وتلا وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه الآية.
2392 - (رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال كان راهب في بني إسرائيل) أي عابد في صومعته (فعمد الشيطان إلى جارية فخنقها)
أي صرعها وكانت جميلة (وألقى في قلوب أهلها أن دواءها عند الراهب) أي هو يرقى عليها فيتطبب لها (فأتوا بها إليه) وعرضوا حالها عليه (فأبى أن يقبلها فلم يزالوا به حتى قبلها فلما كانت عنده ليعالجها أتاه الشيطان) من باب الشهوة (فزين له مقاربتها) أي ألقى في قلبه أن يجامعها (فلم يزل به) يخالجه ويستميله (حتى واقعها فحملت منه فوسوس إليه وقال الآن تفتضح ويأتيك أهلها) فيرون بها الحمل فيفضحونك وتسقط من مقامك عندهم (فاقتلها فإن سألوك فقل ماتت) ولم يزل يسوّل له حتى أطاعه (فقتلها ودفنها فأتى الشيطان أهلها فوسوس إليهم وألقى في قلوبهم أنه أحبلها ثم قتلها ودفنها فأتاه أهلها فسألوه عنها فقال ماتت فأخذوه ليقتلوه بها فأتاه الشيطان فقال أنا الذي أخذتها وأنا الذي ألقيت في قلوب أهلها فأطعني تنج واسجد لي سجدتين فسجد له سجدتين فهو الذي قال الله تعالى فيه كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك).
قال العراقي: رواه ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان وابن مردويه في تفسيره من حديث عبد بن رفاعة مرسلاً وللحاكم نحوه موقوفاً على علي بن أبي طالب وقال صحيح الإسناد ووصله مطين في مسنده من حديث علي اهـ.
قلت: ومرسل عبيد بن رفاعة وهو الزرقي أخرجه أيضاً البيهقي في الشعب وقالوا فيه يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم وأخرج ابن المنذر والخرائطي في اعتلال القلوب من طريق عدي بن ثابت عن ابن عباس من قوله نحوه قال كان راهب بني إسرائيل متعبد زماناً حتى كان يؤتى بالمجانين فيقرأ عليهم ويعوّذهم حتى يبرؤا فأتي بامرأة في شرف قد عرض لها الجنون فجاء بها إخوتها إليه ليعوذها وساق القصة وفيها فاسجد لي سجدة واحدة فسجد له وكفر فقتل على ذلك الحال وأما موقوف علي عند الحاكم فقد أخرجه أيضاً عبد بن حميد وابن راهويه وأحمد في الزهد وعبد الرزاق والبخاري في التاريخ وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الشعب بلفظ أن رجلاً كان يتعبد في صومعة وأن امرأة كانت لها إخوة فعرض لها شيء فأتوه بها فزينت له نفسه فوقع عليها إلى آخر القصة وفي آخرها فاسجد لي سجدة أنجيك فسجد له وأخرج ابن أبي حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس قال كان راهب من بني إسرائيل يعبد الله فيحسن عبادته وكان يؤتى من كل أرض فيسئل عن الفقه وكان عالماً وكان ثلاثة إخوة لهم أخت حسناء من أحسن الناس وإنهم أرادوا أن يسافروا وكبر عليهم أن يدعوها ضائعة فعمدوا إلى الراهب فقالوا إنا نريد السفر وإنا لا نجد أحداً أوثق في أنفسنا ولا آمن عندنا منك فإن رأيت جعلنا أختنا عندك فإنها شديدة الوجع فإن ماتت فقم عليها وإن عاشت فأصلح إليها حتى نرجع فقال أكفيكم إن شاء الله تعالى فقام عليها قد آواها حتى عاد إليها حسنها وأنه اطلع عليها فوجدها مسفرة ولم يزل به الشيطان حتى وقع عليها فحملت ثم ندمه الشيطان فزين له قتلها وقال إن لم تفعل افتضحت فلم تكن لك معذرة فلم يزل به حتى قتلها فلما قدم إخوتها سألوه ما فعلت قال ماتت فدفنتها قالوا أحسنت فجعلوا يرون في المنام ويخبرون أن الراهب قتلها وأنها تحت شجرة كذا وكذا وأنهم عمدوا إلى الشجرة فوجدوها قد قتلت فعمدوا