الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لنشره في أي سنٍّ كان، كمالك والشافعي وغيرهما، ومتى خشى عليه الهرم والتخليط أمسك عن التحديث، وينبغي أن لا يحدث بحضرة من هو أولى منه لسنه وعلمه وغير ذلك، وقيل: لا يحدث في بلد فيه من هو أولى منه، وإذا طلب منه ما يعلمه عند أولى منه أرشد إليه؛ لأن الدين النصيحة، ولا يمتنع من تحديث أحد لعدم صحة نيته؛ فإنه يُرجى [له]
(1)
تصحيحها، وليحرص علي نشره، ويبتغي جزيل أجره، وإذا أراد حضور مجلس التحديث تطهر وتطيب وسرَّح لحيته، ثم يجلس متمكناً بوقار، فإن رفع أحد صوته زبره.
رُوِى ذلك كله عن مالك رحمه الله، وكان يكره أن يحدِّث في الطريق أو وهو قائم أو مستعجل، ويقبل (23/ب) على الحاضرين كلهم إذا أمكن، ولا يسرد الحديث سرداً لا يدرك بعضهم فهمه، ويفتتح مجلسه ويختمه بتحميد الله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعاء يليق بالحال، وينبغي للمحدِّث العارف عقد مجلس لإملاء الحديث وأنه أعلى مراتب الرواية.
النوع السادس:
في آداب طالب الحديث
(2)
.
يجب عليه تصحيح النية وتحقيق الإخلاص، ويبتهل إلى الله تعالى في التوفيق والتيسير، ويأخذ نفسه بالأخلاق المرضية والآداب السنية.
فعن سفيان الثوري
(3)
: ما أعلم عملاً أفضل من طلب الحديث لمن أراد الله به.
واختلف في الزمن الذى يصح فيه سماع الصبي، فقيل: خمس سنين، وقيل:
(1)
- من (ب).
(2)
- من "الخلاصة في معرفة الحديث" للطيبي (صـ 171 - 173)
(3)
- أخرجه البيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى"(صـ 309 رقم 470)
أربع سنين، وعليه استقر عمل المتأخرين، يكتبون لابن خمس: سمع، ولمن دونه: حضر أو أُحضِر، وليبتدئ بسماع أرجح شيوخ بلده إسناداً وعلماً، وليؤد زكاة الحديث، وليعظم شيخه، فإذا فاز بفائدةٍ أرشد إليها غيره من الطلبة؛ فإن كتمان ذلك لؤم، ولا يمنعه الحياء والكبر في الأخذ ممن دونه (24/أ) سناً أو نسباً أو منزلة، وليصبر على جفاء شيخه، وليعتن بالمهم، ويقدم ذلك كله الصحيحين، ثم بقية كتب الأئمة، كسنن أبى داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، ثم كتاب السنن الكبير للبيهقي، فإنا لا نعلم مثله في بابه، ثم المسانيد، كمسند أحمد بن حنبل وغيره، ثم من كتب العلل: كتابه، وكتاب الدار قطني، ومن التواريخ:[تواريخ]
(1)
البخاري، وابن أبي خيثمة، ومن كتب الجرح والتعديل: كتاب ابن أبي حاتم، ومن مشكل الأسماء: كتاب ابن ماكولا، ويعتني بكتب غريب الحديث وشروحه، وكلما مرَّ به مشكل بحث عنه وأتقنه، ثم حفظه وكتبه، ويتحفَّظ الحديث قليلاً قليلاً، ويشتغل بالتخريج والتصنيف إذا تأهل له، معتنياً بشرحه وبيان مشكله وإتقانه، فقلما تمهَّر على علم الحديث من لم يفعله، ولعلماء الحديث في تصنيفه طريقان: أجودهما على الأبواب، كما فعله البخاري ومسلم، فيذكر في كل باب ما عنده فيه، الثانية على المسانيد (24/ب)[فيجمع]
(2)
في ترجمة كل صحابي ما عنده من حديثه صحيحه وضعيفه، وعلى هذه الطريقة يرتب على الحروف، أو على القبائل، فيقدم بنو هاشم، ثم الأقرب فالأقرب، وقد يرتب بالسابقة، فيقدم العشرة ثم أهل بدر ثم الحديبية ثم من هاجر بينها وبين الفتح، ثم أصاغر الصحابة، ثم النساء يبدأ بأمهات المؤمنين رضي الله عنهم.
(1)
- في (أ): "تاريخ".
(2)
- من (ب).